بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا ابا القاسم محمد ابن عبد الله
وعلى آله الطاهرين
السلام عليكم
ان الانسان مدعو لمعرفة ذاته والعالم ، لما في ذلك من اثر على كل جوانب حياته .
فالقران كتاب تربية وليس فلسفة نظرية لا انعكاس له على واقع الحياة.
فمن عرف نفسه من اين ، وفي اين ، والى اين ؟
يكون قد حدد موقعه بدقة على خريطة الوجود،
لكي يوصل نفسه الى المنزلة السامية التي تليق به.
ان سعادة الانسان وكماله يكمن في مدى اطلاعه ومعرفته بنفسه وبالعالم ،
وكل من هاتين المعرفتين حائز على درجة من الاهمية ،
لكن ايهما اهم من الاخر ؟؟؟
هنا يكمن الصراع مع الفلسفات والمدنية والغربية ، حيث اعطت درجة كبيرة من الاهتمام
لمعرفة العالم مما ادى الى نسيان النفس وانهيار الانسانية في الغرب.
وقد سلط الضوء على ذلك زعيم الهند ( المهاتما غاندي )
ناقدا افضل من الجميع الثقافة الغربية ومشيرا الى ما نتج عن نسيان النفس
"وعندما يفقد الانسان روحه ماذا ينفعه فتح العالم"
ومن المحتمل لن يكون احد وجوه الاختلاف هو اسلوب التفكير الشرقي واسلوب
التفكير الغربي ، كما ان احد وجوه اختلاف العلم والايمان ،
هو ان العلم اداة للاطلاع على العالم ، بينما الايمان راس ماله الاطلاع على النفس .
ولو لعطينا لمعرفة النفس اهتماما اكثر او معرفة العالم اكثر
او اهتممنا بهما بشكل متساو فان المتيّقن هو اتساع حياة الانسان باتساع معلوماته ،
والاوعى ان تكون روحه اكبر ،ويكون حيويا اكثر ،
والفلاسفة يعتبرون الروح حقيقية مشككة ذات مراتب ودرجات ،
فكلما تسمو معرفة الانسان بنفسه تسمو درجة حياته وروحيته بالتدريج .
ويسعى العلم ليطلع الانسان على نفسه كما اطلعه على العالم ،
لكن المعلومات التي يقدمها العلم ميتة لا تبعث الحماس في القلوب
ولا توقظ الطاقات الكامنة في الانسان،
بخلاف المعلومات التي يقدمها الدين عن النفس ،
والتي تؤسس بالايمان
فانها تلهب وجود الانسان وتزيل عنه الغفلة ،
وتشعل الطاقات المختبئة فيه لتصل الى اسمى مراتبها وكمالها.
وليس المراد من معرفة النفس الانسانية هو معرفة النفس الروتينية في دفتر النفوس ،
ولا البيولوجية التي لا يفترق فيها عن الحيوانات الا باستقامة القامة ،
بل هي "الروح الالهية "
الذات لتي تشعر بالشرف والكرامة ،
وتعتبر نفسها اسمى من ان تخضع للرذائل ،
وعندئذ يدرك الانسان قدسيتها ،
ويفهم للمقدسات الاخلاقية والاجتماعية معنى وقيمة .
والنفس التي ينبغي على الانسان التعرف عليها ولا ينبغي الغفلة عنها
هي التي تلك النفس التي نبه الله تعالى
في كتابه على عدم نسيانها :
(ولا تكونوا كالذين نسوا الله فانساهم انفسهم اولئك هم الفاسقون)
سورة الحشر/ايه 19
والحمد لله رب العالمين
منقول
نبيل