حملة «تعرٍ» في أميركا احتجاجاً على ربط ملابس النساء بالهزات الأرضية
أبريل 24, 2010 ·
أطلق رجال الدين الشيعة المؤثرون في إيران تحذيرا يقول إن العاصمة المترامية الأطراف طهران على وشك مواجهة زلزال مميت سيسفر عن إهلاك الملايين من الناس، نقلا عن تقرير صحيفة «الشرق الأوسط» امس.وذكر رجال الدين أن السبب وراء هذه النبوءة بسيط وهو أن الرذيلة استشرت في أنحاء طهران ويريد الله معاقبة المذنبين.
وقال آية الله عزيز خوشوقت، وهو واحد من كبار رجال الدين، للمصلين أثناء خطبته في شمال طهران: «اخرجوا إلى الشوارع وتوبوا من ذنوبكم. العذاب الإلهي واقع علينا. اتركوا المدينة».
وحتى بين الكثير من السكان غير المتدينين في العاصمة، التي يبلغ تعداد سكانها 12 مليونا، لم يتم أخذ هذه التحذيرات باستخفاف، فطهران تعد واحدة من أكثر العواصم المعرضة للزلازل في العالم، حيث إنها بنيت فوق تقاطع اثنتين من الطبقات التكتونية الرئيسية في الأرض. وهناك أكثر من 100 صدع تحت هذه المدينة. وأسفر زلزال ضرب مدينة بام، شرق إيران، عن مصرع عشرات الآلاف من الناس في عام 2003.
والمخاوف من تعرض طهران لزلزال كبير ليست جديدة، لكن النشاط الزلزالي المتزايد في جميع أنحاء العالم ـ بداية من الزلازل التي وقعت في الصين إلى باخا كاليفورنيا، إلى جانب الانفجار البركاني في أيسلندا ـ لم يقد إلى شيء سوى زيادة هذه المخاوف، ناهيك عن أن العلماء يؤكدون أنه من المستحيل التنبؤ بالتوقيت الأكيد لوقوع أي زلزال.
وقال أحد السكان المحليين العاطلين عن العمل: «إذا كانت الرذيلة هي ما تتسبب في وقوع الزلازل لكان ينبغي وقوع فيضانات وانفجارات بركانية في طهران كذلك، لأن جميع الخطايا ترتكب في هذه المدينة الشاسعة».
وقد ذهب خوشوقت إلى حد تحذير الرئيس محمود أحمدي نجاد من الخطر، وذلك وفقا لأحد المواقع الإلكترونية الخاصة بالحرس الثوري الإيراني. وأثناء خطاب ألقاه أحمدي نجاد في الفترة الأخيرة أشار إلى أن أحد رجال الدين أخبره بأن وقوع الزلزال أمر لا مفر منه.
وتم اتخاذ خطوات سريعة، فقد أعلن أحمدي نجاد أن الحكومة ينبغي لها أن تبدأ العمل في برامج لمساعدة 5 ملايين فرد على الأقل للانتقال من طهران في غضون السنوات القليلة المقبلة. وقد أعلن بعض الوزراء عن مكافآت تصل إلى 50% للموظفين الحكوميين الراغبين في الانتقال للعيش في مناطق أخرى.
بل إن هناك مناقشات بشأن نقل مقرات مؤسسات الدولة، وقد تساءل المتحف الوطني الإيراني القائم في طهران عن الموعد الذي يستطيع فيه نقل تشكيلة الأعمال الفنية التي لديه (300 ألف عمل فني) إلى موقع آمن.
وفي أعقاب تصريحات رجل الدين الإيراني تنطلق في أميركا «حملة تعر» بمشاركة 30 ألف امرأة احتجاجا على اعتبار ملابس النساء غير المحتشمة سببا في حدوث الهزات الأرضية.
وحسب صحيفة «مترو» البريطانية الصادرة امس تقود هذه الحملة طالبة أميركية تدعى جنيفر مك كريت التي قالت إنها سترتدي الاثنين القادم أقل ملابسها حشمة، وتطلب من المشاركات معها في الحملة القيام بذلك أيضا، لتثبت علميا ان الأحداث الطبيعية ومنها الزلزال لا علاقة لها «بهزات جسم المرأة» ولا بالحشمة في الملبس أو حتى بالانحلال الخلقي على حد تعبيرها.
المفضلات