يتضح مما سبق بأن هناك أساليب معاملة والدية ذات آثار ومصاحبات إيجابية
بالنسبة لسلوك المراهق وشخصيته بصفة خاصة ، وأساليب معاملة ذات آثار،
ومصاحبات سلبية في هذا الصدد ولما كان الشعور بالوحدة النفسية يتصل بشخصية
الفرد وتكيفه ، فإن أساليب المعاملة الوالدية يمكن أن تسهم فيه سواء بصورة إيجابية
Bela وبيلامشيلما Maslow أو سلبية ، وهذا يتفق مع ما يذهب إليه ما سلو
مذكور في : زهران ، 1994 م: 50 ) عندما أرجعا أسباب الشعور بالخجل ) Mittelmann
والعزلة للحماية الزائدة في تربية الطفل وابتعاده عن الآخرين .
بأن الطفل إذا لم يشعر بالمسئولية وعامله والداه Wayne هذا بينما يرى واين
في إطار من الحماية الزائدة فإنه سوف يواجه صعوبات في علاقته مع الآخرين ،
وعندما يلقى معاملة قاسية من الوالدين فإم يشعرون بصعوبات تتمثل في عدم
الثقة في أي شخص ، لذا فلن يكون لديهم الارتياح النفسي لعلاقام بالآخرين
وبالتالي يشعرون بالخجل والعزلة ، لذلك فهم لا يستطيعون تعلم حسن المعاملة
والتصرف السليم فيما يعيشون من مواقف حياتية واجتماعية مما يسبب لهم القلق
( والشعور بالوحدة النفسية . ( زهران ، 1994 م : 50
1976 ) إلى أن المراهق قد يكون معرضاً ) Gordon وتذكر جوردون
للشعور بالوحدة النفسية عندما يريد أن يستقل عن والديه ويعتمد على نفسه ،
ولكنه يوجد لديه إحساس ضعيف بتماسك الذات ، لذا فإن هذا يخلق شعوراً غامراً
بالوحدة النفسية .
ويرى هوجات ( 130 : 1982 ) أن نقص دفئ العلاقات بين الطفل
والوالدين تجعل الفرد ميالاً للشعور بالوحدة النفسية في مرحلة المراهقة ، حيث يرى
أن الخبرة المبكرة لعلاقات الطفل بالوالدين غير المرضية تترك الفرد عرضه للقلق
والانفصال المتكرر ، ومتصلة بالمشاكل النفسية ، والمتضمنة لشعور عميق بالوحدة
النفسية ، هذا ، كما يرى أن التأثير المميت لنقص الحنان والقرب من الوالدين
المهملين من الممكن أن يسبب شعوراً بالوحدة النفسية .
Mia Brumagne وما يا برماجن Marcoen كما ويؤكد كل من ماركوين
27: 1985 ) على أن اختلال شكل علاقات الأبناء والآباء يعتبر منبئاً قوياً للشعور )
بالوحدة النفسية كما يريان أيضاً أن العلاقة بين الطفل والوالد لا تفقد أهميتها بعد
سن المدرسة الإبتدائية ، فإن المراهق له بعض احتياجات معينة مثل الإحتياج
للتشجيع ، والتقييم ، والتنشيط من قبل الوالدين ، وعندما يكون الأبناء في سن
المراهقة فإن فرص الصراع وعدم الفهم الكاف تتزايد ولأن الآباء لا ينجحون في
تكييف ممارسام الأبوية لتطور واستقلال المراهق ، كل ذلك يزيد من امكانية
تعرض الأبناء للشعور بالوحدة النفسية.
ويؤكد الصراف ( 1985 م ) على أن من أكثر أساليب المعاملة الوالدية
المدركة من جانب الأبناء تلازماً مع الشعور بالوحدة النفسية كل من أساليب
الإهمال والقسوة ، وإثارة الألم النفسي ، والتذبذب ، والتسلط كما أوضح أن السواء
بشقيه الأمومي والوالدي يرتبط سلبياً بالشعور بالوحدة النفسية .
المفضلات