السيارات الرخيصة تشق طريقها في اليابان

أبريل 22, 2010 ·

بدأ ياسوهيكو هنمي، ميكانيكي السيارات، نشاطاً تجارياً جانبياً له في العام الماضي يتمثل في بيع الدراجات التي تعمل بالبطارية في متجره في ضواحي بلدة تويوما الصناعية في شمال شرق اليابان. وهذه الدراجات الصغيرة من صنع الصين، كما أن لدى هنمي إجابة قياسية للزبائن الذين يبدون قلقا إزاء سلامة الاعتماد على هذه الدراجات. وهو يضيف كذلك «إنني أسألهم: أين صنعت أحذيتكم، وملابسكم؟ إن كل الأشياء الآن مصنوعة في الصين».


إن هذا النشاط التجاري الذي يديره هنمي صغير، إذ باع نحو مائة من هذه الدراجات التي تراوح سعة محركاتها بين 50 – 125 سم³ منذ شهر آب (أغسطس) الماضي، حيث يستورد من ستة مصانع صينية.

غير أن ذلك، على أية حال، جزء من اتجاه يقول المحللون إنه ربما يغير فضاء السيارات في اليابان بصورة رئيسة من خلال طرح شيء لم يكد يكون معروفاً في البلاد حتى الآن، وهو وجود مركبات رخيصة ومستوردة.

معظم السيارات على الطرق اليابانية مصنوعة محلياً من جانب «تويوتا»، و»هوندا»، وغيرها من الشركات القوية لصناعة السيارات التي تشكل مبيعاتها الآن نحو 95 في المائة من إجمالي مبيعات السيارات. وأما العدد القليل من السيارات التي لا يقودها الأغنياء، فقد شكلت السيارات الأوروبية ثلث المجموع البالغ 228,000 سيارة تم تسجيلها في عام 2008، كما أن 7 في المائة منها تكلف أقل من مليونين بين (77,000 دولار) حسب بيانات اتحاد مستوردي السيارات اليابانيين.

غير أن هذه الديناميكية يتم تحديها في الوقت الراهن، حيث إن مزيجاً من الين القوي باستمرار، وضعف الطلب المحلي، والتكامل العالمي في خطوط إنتاج مصنّعي السيارات، يعمل على تآكل القوة التقليدية اليابانية في السيارات الصغيرة، وغير ذلك من السيارات التي تنتج بكميات كبيرة، وتحقق أرباحاً قليلة.

يقول كوجو إندو، محلل صناعة السيارات لدى شركة ادفانس ريسيرش جابان: «تزداد صعوبة تبرير إنتاج سيارات صغيرة في اليابان». ويعتقد إندو أن الإنتاج المحلي سيزيد من تركيزه على السيارات متوسطة الحجم، والسيارات الفارهة، والتقنيات المتقدمة، مثل السيارات الكهربائية والسيارات المهجنة.

هذا التحول الأولي باتجاه استيراد السيارات الصغيرة تقوده شركات تصنيع السيارات اليابانية ذاتها، حيث بدأت شركة نيسان اليابانية في هذا الشهر الإنتاج في مصنع خارج العاصمة التايلاندية، بانكوك، وذلك لسيارتها مارش الصغيرة للغاية المعروفة خارجياً باسم ميكرا التي تعد العماد الرئيس لخط إنتاجي كانت قد أنشأته في اليابان منذ عام 1982. وسيتم تصدير بعض إنتاج مصنع تايلاند البالغ 90,000 سيارة إلى اليابان، وهو أمر تقوم به الشركة للمرة الأولى فيما يتعلق بإنتاج شريحة سيارات صغيرة. وتخطط شركة ميتسوبيشي، كذلك، وهي شركة منافسة أصغر لشركة نيسان، لإنتاج سيارة صغيرة للغاية في تايلاند للتصدير إلى الأسواق العالمية، بما في ذلك اليابان، حسب قول مزودين، وجهات أخرى مقربة من الشركة.

يقول ماساتوشي نيشيموتو، المحلل في شركة سي إس إم إنترناشونال: «إذا نجحت التجربة التايلاندية، فإنني أتوقع أننا سنشهد قريباً كثيرا من شركات صناعة السيارات, وهي تنقل إنتاج سياراتها الصغيرة، حيث يمكن أن يكون هنالك تحول كبير للغاية».

يضيف نيشيموتو إن التحركات الأخيرة لفتح التجارة بين بلدان جنوب شرق آسيا والصين يحتمل أن تزيد من جاذبية الإنتاج الأجنبي من خلال السماح لشركات إنتاج السيارات بتكامل خطوط تزويد قطع الغيار عبر المنطقة بصورة أرخص، وأكفأ.

أما ما إذا كان المستهلكون اليابانيون سيتقبلون الواردات على نطاق واسع، فهو أمر ما زلنا بانتظاره، نظراً لوجود سوابق قليلة. وقد استوردت «هوندا» سيارة صالون من إنتاجها من طراز موجين فيت في تايلاند، تلك السيارة التي تعرف باسم جاز أو سيتي، وذلك لفترة خمس سنوات بدأت في عام 2002، ولكنها تخلت عن هذا البرنامج بسبب ضعف المبيعات.

قالت الشركة إن ذلك الطراز قد تم إنتاجه في الأساس للأسواق الناشئة، وإن ضعف المبيعات كان نتيجة لضعف شعبية سيارات الصالون متوسطة الحجم في اليابان، وليس نتيجة للأصل الأجنبي للسيارات.