بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
الحلقة الرابعة
فان لم يذكر اسمها الشريف الا في عدة من الاحاديث الواردة وان لم يكن قبرها الطاهر معروفا لدى بعض أهالي داريا لبقي ذكرها وقبرها الشريفين دائما وراء الحجب مستورا مجهولا وغير معروف وكما ذكرنا وبرغم الحوادث والنسيان بوجود السيدة سكينة عليها السلام والتقصير القهري أو غير القهري للمؤرخين فان أهالي منطقة داريا كانوا يزورون ويحترمون القبر العادي المتروك للسيدة الجليلة وبسبب الكرامات والمعاجز المألوفة لديهم من صاحبة هذا القبر الشريف عندما كانوا يلتجؤون اليها في الشدائد والمصائب انتقل صيتها الكريم من صدر الى صدر ومن لسان الى لسان اذ كانوا يجعلونها عند الله وسيلة لقضاء حوائجهم ورد همومهم وغمومهم
وقد أدت التجارب والبحوث لأخصائيي المطالعات التاريخية الى أن ما يعتقدها ويرويها سكان منطقة ما تكون اصدق وأعمق من التاريخ المكتوب وخاصة عندما تنقل تلك الاعتقادات في اجتماعات غير رسمية وفي عصور مختلفة من نسل الى آخر ومن لسان الى آخر وهم ملتزمون ومقيدون بنقل ما يروونها ويسمعونها كما هي ولا يحتمل الكذب والدسيسة والتغيير فيها لاضلال الآخرين ولذلك قد يصل بعض تلك الروايات الى درجة من الصدق وألأصالة بل وتكون الى حد من التواتر والطمأنينة
واما جواب السؤال الذي يطرح نفسه لماذا بقي التاريخ غافلا عن ذكر السيدة سكينة عليها السلام فنستطيع القول بأن طريقة وسنة المؤرخين في الكتابة وتدوين التاريخ الرسمي كانت تابعة ومطيعة لأوامر الحكومة الآنية وكانت ابراز الواقائع الحكومية أكثر شيوعا وأما بالنسبة للآخرين فان لم يخالفوهم ولم يغيروا الحقائق والوقائع فيأخدون جانب الصمت والاغماض ويمرون عنها كأن لم يكن شيئا مذكورا
واما من جهة أخرى فكان جمع وتدوين تاريخ وترك أهل البيت عليهم السلام مشتتا ومنقطعا حتى القرن الثالث للهجرة وبدء حينذاك تدوين التاريخ الشيعي بشكل حقيقي وعلمي ولهذا السبب نرى أنه لم يذكر للسيدة سكينة عليها السلام اسم في الكتب التاريخية المدونة اضافة للمدة الزمنية الفاصلة الى تدوين التاريخ الشيعي ولم يكم للمؤرخين الرغبة في ذكر وشرح سيرة الأبناء والمنسوبين الى الأئمة الطاهرين عليهم السلام سوى المشهور منهم والذين كان لهم دور كبير وبارز خلال الحوادث التاريخية
وحينما نرى بأن هذا الجفاء التاريخي لم يشمل السيدة زينب عليها السلام لأنها عليها السلام كانت تخطب وتقف أمام الظلم الأموي الحاكم وتحمل نفير وراية المعارضة والفضيحة في كل من كربلاء والكوفة والشام والمدينة على الحكومة الأموية الجائرة حتى أجبرت المؤرخين الحاقدين أن يذكروها ولو بأسطر قليلة ناقصة
لذلك لا نتعجب عندما لا نرى في الكتب التاريخية عن السيدة سكينة عليها السلام بالرغم من كثرتها ووسعتها ذكرا واسما سوى عدة احاديث قليلة وعدم ذكرها لا يدل على عدم وجودها وحسب القرائن المذكورة والروايات الآتية في البحوث التالية التي سنذكرها تثبت تاريخيا وجود شخصية غالية وعالمة وفقيهة تسمى بالسيدة سكينة بنت الامام علي عليهما السلام
السيدة سكينة بنت الامام علي بن ابي طالب عليهم السلام
المشهور بين العلماء والمحققين أن لأمير المؤمنين الامام علي عليه السلام من السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام أربعة اولاد وهم (الامام الحسن والامام الحسين والسيدة زينب الكبرى والسيدة زينب الصغرى *ام كلثوم* عليهم السلام )
ويذكر الشيخ المفيد (المتوفى عام 413 هجري ) بأن للامام علي عليه السلام سبعا وعشرون ولدا وأما الحسن والحسين وزينب الكبرى وزينب الصغرى * ام كلثوم * عليهم السلام ولدوا من السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام (1)
ويضيف حسين بن حمدان الخصيبي (المتوفى عام 334 هجرية ) أن المحسن من بينهم أيضا ويقول بأنه توفى صغيرا (2)
والقول الاشهر الذي يغلب الأقوال الأخرى هو أن المحسن عندما كانت الزهراء عليها السلام حاملا به أسقط بين الحائط والباب عندما تعرضت عليها السلام للضرب من قبل المخالفين (3)
المراجع :: (1) الارشاد الى حجج الله على العباد (الشيخ المفيد ) ص 186
(2) الهداية الكبرى : حسين بن حمدان الخصيبي ص 94
(3) بيت الاحزان :: للمحدث القمي ص 91
والى اللقاء في الحلقة الخامسة
مع تمنياتي لكم جميعا بالتوفيق
ابو طارق
المفضلات