الإثنين 05 جمادى الأولى 1431هـ - 19 أبريل 2010م
استمع إلى ثمانية منهم
البابا "يبكي" مع ضحايا التحرش الجنسي في مالطا





البابا بنديكتوس يلوح لمودعيه قبيل مغادرته مالطا

فاليتا - أ ف ب
اختتم البابا بنديكتوس السادس عشر الذي يتعرض لانتقادات على إدارته لفضيحة التحرش الجنسي في الكنيسة الكاثوليكية، زيارته إلى مالطا الأحد 18-4-2010، حيث التقى بعض ضحايا هذا الاستغلال ودافع عن "القيم المسيحية".

وعاد البابا إلى إيطاليا مساء الأحد، وحطت طائرته قرابة الساعة 20:15 (ت.غ) في مطار كامبيانو العسكري.


وقال لورانس غريتش بعد لقائه البابا الأحد "لقد أخذ البابا على نفسه الإحراج الذي تسبب به غيره. لقد كان شجاعاً جداً. لقد استمع إلينا وصلى معنا وبكى معنا".

وغريتش هو أحد الرجال الثمانية الذي تعرضوا للتحرش الجنسي في ميتم في ثمانينات القرن الماضي.

وأوضح الأب فيدريكو لومباردي المتحدث باسم الفاتيكان أن البابا أعرب عن "العار والأسف لما قاساه الضحايا وعائلاتهم من آلام".

واستقبل البابا "الرجال" الثمانية لمدة عشرين دقيقة تقريباً في مقر القاصد الرسولي في مالطا.

وتابع لومباردي "لقد بدأ البابا اللقاء بصلاة صامتة راكعاً قبل أن يستقبلهم الواحد بعد الآخر".

وقال غريتش (37 عاماً) إنه لم يعد يطالب البابا بتقديم اعتذار. وأضاف "كنت غاضباً لكن غضبي زال الآن، وأنا راضٍ عن لقائي مع البابا. سأواصل معركتي ليس ضد الكنيسة بل ضد التحرش الجنسي بالأطفال".

وأكد البابا أن "الكنيسة لا تزال تبذل كل جهودها" للتحقيق حول حالات الاستغلال ومحاكمة المسؤولين و"حماية الشباب في المستقبل".

وكان البابا أعرب قبل شهر عن "العار" و"الندم" وندد بتكتم الأساقفة في رسالة إلى المؤمنين في آيرلندا بعد فضيحة تحرش جنسي من قبل كهنة.

وتوالى بعدها الكشف عن العديد من الحالات في أوروبا والولايات المتحدة. كما اتهم الفاتيكان والبابا شخصياً بمحاولة طمس هذه الفضائح.

وهذه هي المرة الثالثة منذ انتخابه في 2005 التي يلتقي فيها البابا ضحايا تحرش جنسي من قبل كهنة، إذ سبق له القيام بذلك في أستراليا والولايات المتحدة.

ودعا البابا خلال زيارته التي استمرت 26 ساعة إلى "الدفاع" عن القيم المسيحية. وأشاد بمواقف مالطا من الطلاق والإجهاض الممنوعين فيها.

وشدد على موقفه خلال ترؤسه للقداس في فلوريانا بحضور عشرات آلاف المصلين الذين رفعوا علم الفاتيكان بلونيه الأصفر والأبيض وخلال لقائه مع الشباب في مرفأ فاليتا.

وطلب البابا من الشباب، والذين هتفوا "يعيش البابا"، الدفاع عن "الثقافة المسيحية المضادة" في المجتمع الأوروبي.

وقال "عليكم أن تفتخروا ببلدكم، الوحيد بين دول الاتحاد الأوروبي الذي يدافع عن الطفل قبل ولادته، ويشجع في الوقت نفسه استقرار الحياة الأسرية برفضه الطلاق والإجهاض". ويشكل الكاثوليك 95% من سكان مالطا.

ويحتفل البابا بذكرى مرور 1950 عاماً على غرق القديس بولس في الجزيرة. واعتبر أن الاستقبال الذي حظي به "كان بحرارة الاستقبال الذي تلقاه القديس بولس في العام 60".

ودعا البابا مالطا التي انضمت إلى الاتحاد الأوروبي في العام 2004 إلى تخصيص "فسحة حياة لائقة" للمهاجرين غير الشرعيين.

وقال البابا بنديكتوس السادس عشر في كلمة موجهة إلى الرئيس المالطي جورج أبيلا إنه "مدرك للصعوبات التي يمكن أن تنجم عن استقبال عدد كبير من الأشخاص"، إلا أنه دعا مالطا إلى "ضمان احترام حقوق" المهاجرين غير الشرعيين.

وتقع مالطا، أصغر دولة في الاتحاد الأوروبي (443 ألف نسمة)، بين صقلية وسواحل شمال إفريقيا.