مدينة ولكــــن ... !!!!!!

**موالية حيدر** · 04-12-2010, 11:04 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

المَدِينَةُ الطّفْلَةْ

هذه رائعة أدبية راقت لي ..
فلم أرَ مانعاً من تقديمها هنا ..
آملة أن تتقبلوها ..
ولكم الشكر أحبتي ...

تَتَمَدّدينَ بِطولِ قافيةِ العربْ
يا طِفْلةً تلهو مَضى مِنْ عُمرِها نيفاً وسِتونْ
يا طفلةً لمّا تذق طَعمَ الطفولة والبرَاءَةْ
في شِراكِ الذئْبِ هاقَدْ أُلقيت
إِنّها يُوسُفُ لكنْ دونَ بِئرْ
أو ببئرٍ دونَ ماءْ
نَضُبَت كُلُّ مياهِ الوجهِ
مِنْ وجْهِ العربْ

أيها الطفلةُ ثـوري واغْضَبِـيْوارْفُضِي الإِذْعَانَ للمُغْتَصِـبِ
مَزِّقِي عَنْـكِ بَقَاْيَـاْ دَعْـوَةٍ"لِسَـلَامٍ" مُلِئَـتْ بِالكَـذِبِ
قَاْدَهُمْ جُبْنٌ وضَعْـفٌ يَاْلَهُـمْمِنْ أُنَاْسٍ جُرْجِـروا بالذّهَـبِ
أَيها الطِّفْلَـةُ هُـزّي حَجَـراًيَشْتَعِلْ نَاْراً لِحَـرْقِ المُذْنِـبِ
وارْشُقِيْ بِالنَّـاْرِ يـا طِفْلَتَنَـاْ- حُكْمَ جَوْرٍ- وابْدَئِيْ بٍالَعَرَبِ

لا تَزَاْلِينَ أيا طِفْلَتَنَاْ عَذْرَاءْ
لَمْ يُخدَشْ حَيَاؤُكِ صَدِقيِني
وعلى مَدِّ ضِياءِ الشّمْسِ
حتّى لو طغى الليلُ وهامَ القَمَرُ المِسْكِينُ
بحثاً عن ليالٍ مُقْمِرةْ / يا سيدني
إنه باقٍ عفافك إنه باقٍ حياؤكْ
سوف نأتيكِ بألعابٍ
يخَافُ الغَاصِبُ المُحْتَلُ مِنَها
سَنَرَاكِ طِفلَةً في عامِها الستّينْ
مَرحَىْ قَاْفِزَةْ
ذَهَبَتْ يَومَاً - بِلا خَيْلٍ – إلى رُكْنٍ بِأَرْكَاْنِ السَّمَاءْ
جَمَعَتْ مِنْهَاْ النُّجُوْمْ
ثُمَّ قَامَتْ
رَتَبَتْهَاْ كَيْفَ شَاْءَتْ
يالَكِ مِنْ طِفلَةٍ في عَاْمِهَاْ الستّينِ
تَلْهو بِالنُّجُومْ
ويا لَكِ مِنْ طِفْلَةٍ / وَيَاْ لَكِ مِنْ قُدْسْ
سِتّونَ مَرّتْ جَبَلاً فَهَلْ عَرَفْتِ الأُنْسْ؟
سِتّونَ وَحْدَكِ في النّضَالِ وإِخْوَةٌ لَكِ جَرَدوا
مِنْ غُمْدِهِ السّيَفَ وَلَكِنْ لَيَسَ لِلَأَعْدَاْءِ
بَلْ في صَدْرِكِ قَدْ دُسْ
ها قَدْ مَلَئْتِ دَفَاْتِرَ الأَشْعَاْرِ أحزاناً و أَحْجَاْراً
فَصِرْنَاْ نَكْتُبُ الشِّعْرَ بِلَاْ حِبْرٍ
ولَكِنّا بِأَحْجَارٍ كَتَبْنَاْهُ
تَغَزْلَنَاْ بِكِ بِالشّعْرِ وبالنّثْرِ
وَعَنْ ظَهْرٍ حَفظْنَاهُ
فَيَاْ لَكِ طِفلَةً صَنَعَتْ قَبْلَ المَصَاْنِعِ أَسْلِحَةْ
مَاْ حَكّ جِلْدَكَ مِثْلُ ظِفْرَكَ / جُسدَتْ
مَاْ رَدّ أَرْضُكِ غَيْرَ أَرَضِكْ
قَدْ خَلَقْتِ مِنْ تُرابِ الوَطَنِ الغَاليْ سِلَاْحاً لا حَجْرْ
لا سِلاحٌ قَدْ يُضَاْهِيهِ فَقَدْ عَيَّ البَشَرْ
وانْتَفَضْتِ
وتَوَضَأْتِ مَـعَ الفَجْـرِبِبَحْرٍ مِنْ دِمَاءِ الشّهْـدَاْءْ
وبِمِحْرابٍ مِنْ الأشْـلَاءِمَصْنُوعٍ وَمِنْ دَمْعِ النِّسَاْءْ
قَدْ أَقَمْتِ الفَرْضَ – فَرْضَالنّصْرِ – مِنْ أَجْلِ البَقَـاْءْ
وَتَلَوتِ سُـورَةَ الفَتْـحِعَسَىْ أَنْ يَقْبَلَ الله الدّعَاْءْ
وَمَعَ الأَطْفَـاْلِ صَلّيـتِوفِيْ أَفْوَاهِهِمْ يَحَلو النِّدَاْءْ
فَهُـمُ شِرْيَانِـكِ بَـلْوهُـمْ أَصـلُ النَّـقَـاْءْ

أَيَها الأَعْرَابُ نَامُواْ
فَإِذَاْ جَاْءَ الغَدُ
سَوْفَ نَرْمِيْكُمْ بِنَاْرٍ
إنَّ هَذَاْ مَوعِدُ

**************