طائرات تحلق بزيوت الطهي
أبريل 9, 2010
في ظل ارتفاع الطلب على الوقود اثر تنامي حركة السفر الجوي وانتشار الطيران المنخفض التكاليف، فان استهلاك الوقود قد وصل الى قمة الطلب عليه، بحيث لن يتمكن الممولون من الايفاء بحجم طلب السوق، وأن أزمة جديدة تلوح بالأفق من ناحية النقص الحاد في الوقود الاحفوري، وأخرى هي التلوث البيئي نتيجة حرق ذلك الوقود. وبالتزامن مع ارتفاع أسعار الوقود، التي لامست حاجز 80 دولارا للبرميل، يفيد مؤشر الاتحاد الدولي للنقل الجوي (الأياتا)، أن أسعار وقود الطائرات تواصل ارتفاعها لدرجة قد تتجاوز معها فاتورة الوقود للشركات الأعضاء في الاتحاد للعام الحالي المليار دولار أميركي، وهذا بدوره قد يعقد الأمور، وبمجمل عام تستهلك شركات الطيران في العالم 1.75 مليون برميل نفط باليوم فقط، أي ما نسبته %2 من مجموع الاستهلاك العالمي المتنوع، لكن هذا المعدل في ازدياد مستمر ومن المتوقع أن يستمر في الارتفاع للعقد القادم.
الوقود الحيوي والبحث عن حلول
قامت فيرجين أتلانتك للطيران بمبادرة، وذلك بايعاز من صاحبها السير ريتشارد برانسون بتوظيف مبلغ 3 مليارات دولار أميركي للأبحاث المتعلقة بالوقود الحيوي أو bio-fuel وهو الوقود الذي يتم انتاجه عن طريق المصادر المتجددة، كالمحاصيل الزراعية، مثل الذرة وزيت الصويا وحتى الطحالب البحرية، وقامت لذلك بتشييد محطة لتكرير الوقود الحيوي والاستثمار فيها، ومن مزايا الوقود الحيوي أنه لا ينتج مواد ضارة كثاني أوكسيد الكربون، وان نسبته ضئيلة جدا، لكن انتاجه يشكل معضلة خطيرة من الناحية الحياتية والاقتصادية. فقد يؤدي الطلب عليه بكثرة الى احداث مجاعة وشح في العناصر الغذائية، لكونه يمد الجانبين الغذائي والطاقة اللازمة لحركة الآلات مثل الطائرات هنا، وقد يدفع بتجار المحاصيل الى زيادة أسعارها، مما قد يهدد مصادر انتاج وامداد المواد الغذائية. ثانيا هناك عقبة تقنية لا تزال في طور البحث عن حلول لها وهي تفاعل الوقود الحيوي مع المطاط وبعض المواد البلاستيكية العازلة التي تتآكل، مما يؤدي الى حدوث تسريب للوقود، غير أن مثل هذه العقبة يمكن التغلب عليها تقنيا والمسألة مسألة وقت لا أكثر. أما من ناحية الامداد، فان هذا المطلب يعد تحديا حقيقيا اذا ما تم اعتماد الوقود الحيوي كوقود بديل في الطيران، فمجرد تزويد شركات الطيران بالولايات المتحدة وحدها بنسبة %15 من ذلك الوقود حتى بعد مزجه مع الوقود الاحفوري سيتطلب ذلك كمية تقدر بأكثر من 7.6 مليارات ليتر في السنة، ولكي يتم تأمين هذه الكمية البسيطة من الوقود وحدها فسنحتاج لزراعة أرض بمساحة لا تقل عن ولاية فلوريدا كلها، وهذا لن يكون متوافرا حتى بأحسن الظروف.
النباتات الملحية وبصيص من الأمل
تقوم بوينغ شركة صناعة الطائرات الأميركية المعروفة بالتعاون حاليا مع شركة «uop» التابعة لشركة «هانويل» لتطوير وانتاج وقود للطائرات مستخلص من نباتات المياه المالحة التي من المرجح أن تكون صالحة لانتاج وقود متجدد للطائرات، ويقوم معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا في أبوظبي بتنفيذ الدراسات اللازمة في تحقيق ذلك، حيث بينت الدراسات الأولية أنه من الممكن أن تشكل النباتات الملحية مصدرا غنيا بالوقود الحيوي، نظرا لامكانية نموها واستزراعها في الأراضي القاحلة، بالاضافة الى امكانية ريها بمياه البحر، مما يجعلها بديلا حيويا للوقود الحيوي المستخلص من المواد الغذائية كالذرة وقصب السكر، والتي قد تؤدي الى أزمة غذائية اذا ما استحوذ سوق وقود الطائرات على جزء كبير منها لانتاج الوقود بدلا من الغذاء واستنزاف موارد المياه العذبة أو التحول غير المقصود في استغلال الأراضي. ومن المتوقع أن تتوافر نتائج الدراسة في أواخر هذا العام.
المفضلات