الجمعة 24 ربيع الثاني 1431هـ - 09 أبريل 2010م
حوادث المرور المصرية تحصد 30 ألف قتيل سنوياً
تصادم قطارين بشمال مصر نتيجة انفصال عربة والإصابات طفيفة
حوادث المرور في مصر تحصد البشر والحجر

صورة أرشيفية لحادث قطار سابق
القاهرة - مصطفى سليمان، وعنتر السيد
نفى اللواء محمد شعراوي محافظ البحيرة وقوع أي قتلى في حادث تصادم قطارين بين محافظتي البحيرة والإسكندرية، ليل الخميس 8-4-2010، وأكد أن القطارين سارا في طريقهما بشكل عادي.
وقال شعراوي إنه "ليس هناك قتلى وإن القطارين سارا في طريقهما بشكل عادي".
وأضاف محافظ البحيرة "أن التصادم حدث في القطار الحربي، وهو قطار مخصص لنقل الجنود فقط وليس به مدنيون، وكان قادماً من محافظة مرسى مطروح شمال مصر ورقمه 3104 متجهاً الى القاهرة، وبين القطار المتجه من الإسكندرية الى المنصورة لنقل ركاب مدنيين برقم 15413 عند قرية "الحجناية" بمحافظة دمنهور شمال دلتا مصر".
وأكد اللواء محمد شعراوي أن القطار الحربي اصطدم بمؤخرة قطار الركاب اصطداماً خفيفاً تمت السيطرة عليه نتيجة أنهما كانا على خط واحد أي في نفس خط السير نتج عنه إصابة سائق القطار الحربي إصابات طفيفة وتم نقله الى المستشفى وتلقى العلاج وخرج من المستشفى".
وقال محافظ البحيرة "لا داعي للقلق، الاصطدام حدث نتيجة انفصال عربة القطار الحربي بالقطار الخلفي الذي كان قادماً على نفس خط السير والقادم من الإسكندرية والمتوجه إلى المنصورة".
وأضاف "على الفور جاءت الأوناش الرافعة وأعادت العربة المنفصلة الى القطار واستأنف القطاران سيرهما في طريقيهما".
وتشهد مصر بين الحين والآخر حوادث تصادم القطارات، ويعد هذا الحادث هو الأول في عهد وزير النقل الجديد علاء فهمي.
وشهدت قرية "جرزا" التابعة لمركز العياط بمحافظة الجيزة جنوب القاهرة في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تصادم قطارين أسفر عن سقوط ما يقرب من 15 قتيلاً وإصابة 40 آخرين، حيث اصطدم القطار رقم 152 المتجه من محافظة الجيزة إلى محافظة الفيوم، بالقطار رقم 188 القادم من القاهرة باتجاه أسيوط من الخلف، ما أدى إلى وقوع الحادث وسقوط ضحايا ما بين قتيل وجريح.
وقدم وزير النقل المصري السابق محمد لطفي منصور استقالته بعد أيام من تصادم قطارين جنوبي القاهرة في حادث أسفر عن سقوط 18 قتيلاً وعشرات الجرحى.
وكان قرار قد صدر بإحالة 34 من مسؤولي الإدارة العليا بهيئة السكك الحديد المصرية إلى التحقيق بعد حادث التصادم.
يُذكر أن العالم شهد في 2002 أسوأ كارثة قطارات بمصر قرب مدينة العياط أيضاً عندما شبّ حريق في سبع عربات بقطار مكتظ بالركاب ما أدى إلى مقتل 360 شخصاً على الأقل. وبعد هذا الحادث استقال أيضاً وزير النقل الأسبق إبراهيم الدميري.
كما أدى حادث قطار مماثل في شمال مصر إلى مقتل 44 شخصاً في عام 2008 بعد عامين من حادث خلّف 58 قتيلاً.
حوادث المرور في مصر تحصد البشر والحجر
وقد أكد عدد من المسؤولين والمهتمين في تصريحات أن "مصر تأتي ضمن أعلى الدول في معدلات حوادث الطرق في العالم، وزاد عليها حوادث القطارات التي تعددت أخيراً، وتتكبد مصر خسائر سنوية تزيد على ملياري دولار، فيما يزيد عدد الضحايا على 30 ألف قتيل وقرابة 100 ألف مصاب، بحسب كلام وزير النقل السابق د. عصام شرف.
وقال شرف إن طريق الصعيد والطريق الدائري من أعلى الطرق في معدلات الحوادث في مصر، بينما طريق شرم الشيخ/دهب يأتي في المرتبة الثالثة، وشدد على ضرورة عمل دراسات حديثة للتقليل من تلك الحوادث التي صعدت بمصر بمعدلات عالمية كبيرة.
ومن جانبه، قال المقدم مؤمن سعيد من إدارة المرور بوزارة الداخلية إن المعدلات الحقيقية لحوادث المرور في مصر تقترب من المعدلات العالمية أو كمثيلاتها العالمية، وأن وزارة الداخلية تدرس تقليل خسائر مصر من حوادث المرور عن طريق أبحاث ودراسات متقدمة وإرشادات مهمة وتنبيهات مرورية على الطرق من اجل الحد من خطورة تلك الحوادث التي تلتهم عدداً من الضحايا وتخلف وراءها الكثير من الخسائر المادية.
إلى ذلك، تتوقع منظمة الصحة العالمية في تقرير حديث لها أن تصبح حوادث الطرق السبب الثالث للموت في عام 2020 اذا لم يتحسن أمن وسلامة الطرق، خاصة بعد ان وصل عدد القتلى الى حوالي مليون و200 ألفاً سنوياً نتيجة تلك الحوادث في كل دول العالم، والتي تقع 85% منها في الدول النامية، وهي قابلة للزيادة وأن خسائر العالم من الحوادث 500 مليار دولار سنوياً على الأقل.
وذكر المهندس مروان حماض، رئيس الجمعية المصرية لسلامة الطرق، أن "المسؤولين أدركوا أهمية أمن وسلامة الطرق، ولذلك بادرت الوزارات والمحافظات بالتنبيه لمخاطر الطرق، وبالفعل تمت مبادرات منها اختبارات للسائقين للتأكد من عدم تعاطيهم للمخدرات وأيضاً تصميم جديد للطرق واستبدال سيارات التاكسي المتهالكة بأخرى جديدة وآمنة، وهو ما حدث بالفعل أخيراً من خلال عمليات الإحلال والتجديد في مشروع "تاكسي القاهرة"، وتشريع قوانين رادعة للسائقين الذين لا يتبعون تعليمات قانون المرور الجديد.
وشدد عبدالعزيز العجيزي، عضو مجلس ادارة جمعية سلامة الطرق، على "أن احدث الدراسات أكدت أن نسبة 66% من الحوادث يكون السبب فيها عربات النقل الثقيل والمقطورات والميكروباصات، وأن 93% من الحوادث يكون السبب فيها هو السائق نفسه.
وقال إن الإحصائيات الأخيرة تؤكد وجود ما يقرب من 8000 قتيل و32 ألف مصاب في حوادث الطرق خلال عام 2003، ووصل هذا الرقم الى 15 الف قتيل و50 الف مصاب في عام 2007، وتصاعد إلى 30 ألف قتيل وما يقرب من 100 ألف مصاب في نهاية 2009.
وأشار إلى أن مصر تعد من الدول الأولى عالمياً في نسبة عدد ضحايا المرور، وعدد القتلى يزيد مقارنة بعدد السكان والسيارات بنحو 40 ضعفاً عن مثيلاتها في الولايات المتحدة.
المفضلات