بسم الله الرحمن الرحيم
آثــار الـدّمــــــوع
أكد علماء النفس و الأخلاق أن من أَجَلّ
و أفضل صفات الإنسان ، هي الرحمة
و الرأفة ورقةالقلب ، و بالخصوص إذا كانت تجاه الآخرين ؛
فلا إنسانية بدون العطف على المظلومين ،و أوضح صور التعاطف البكاء ،
فهو أمر طبيعي و عقلائي و ظاهرة فطر الإنسان السويعليها ،
بينما تحجر الضمير و غلظة المشاعر و قسوة القلب ،
هو من أخطر أمراض النفسعلى الإطلاق ،
و قال في ذلك الإمام الباقر ( عليه السلام )
((ما جفت الدموع إلا لقسوة القلوب ،
و ما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب ))
بينما ظهر فريق من البشر ، ينظرون إلى البكاء نظرة سلبية ،
و يعدونهأحد الأمراض النفسية أو نتيجة الاكتئاب ،
بما يعبر عن الضعف في الشخصية أو الاختلال النفسي ،
في الوقت الذي اتخذ البعض سبيلاً آخر أكدوا فيه ،
أن البكاء رمز الضعف وسلاح الواهنين ،
لا يستخدمه إلا من عجزت قدرته و قـلت حيـلـته
، بينما الحقيقة هي عكس ذلك تماماً ،
إذ إن البكاء أحد سبل تخفيف الآلام ، و يعتبر حالة طبيعية جداً ،
تدلّعلى رقة القلب و رهافة الحس ، لذلك نرى ..
أن النساء - بعد أن تميزن دون الرجال بالبكاء - أكثر ترويحاً عن أنفسهن ،
و أقل كبتاً للحزن و أضأل تعقيداً للحياة ،
في الوقت الذي اعتبرت فيه المرأة من أرق المخلوقات دون الرجل.
فالبكاء هو طريقة لحل المشاكل النفسية ، لأن الأزمات و النكبات
في الدنيا تصدم الإنسان ، و تلك الصدمات تتراكم في قلبه ،
فيكبر الهمّ حتى يأخذ موقعه من النفس ،
فما يلبث الإنسان أن يكون كياناً حقوداً مملوءاً بالعقد النفسية ،
إلا إذا تدارك الأمر بالبكاء ، وأزال به غبار الغم عن قلبه الضعيف،
كما أن كثيراً من الآيات القرآنية المباركة تكشفعن استحباب البكاء
و تحذر من قساوة القلب ..
فقال الخالق تعالى ذكره في الآية (82) منسورة التوبة :
) فليضحكوا قليلاً و ليبكوا كثيراً جزاءً بما كانوا يكسبون ) .
وقال عز و جل أيضاً في سورة الإسراء الآية (109) :
)) ويخرّون للأذقان يبكون و يزيدهم خشوعاً )) .
.
كما روي عنأمير المؤمنين علي بن أبي طالب) عليه السلام ) أنه قال :
{{ بكاءالعيون وخشية القلوب من رحمة الله تعالى ذكره ..
فإذا وجدتموه فاغتنموا الدعاء }}
المفضلات