الجمعة 10 ربيع الثاني 1431هـ - 26 مارس 2010م
ممثلون وكتاب امتدحوا تطورها واختراقها للمحظور
الدراما السعودية الجديدة تُعري المجتمع وتعالج قضاياه
مشهد من مسلسل أيام السراب
الرياض- خالد الشايع
اعتبر عدد من الممثلين وكتاب الدراما السعوديين أن الدراما السعودية تعيش طفرة نوعية وباتت أكثر جرأة في تناولها لمشاكل المجتمع في سبيل تسليط الضوء عليها وعلاجها، مؤكدين في حديثهم أن دور الدراما الأول هو تسليط الضوء على المشكلة التي يعاني منها المجتمع وليس البحث عن حلول لها لأن هذا الأمر من اختصاص المسؤولين.
وكشفوا عن بعض السلبيات التي تعاني منها بعض المسلسلات السعودية ولكنهم أجمعوا على أنه بات للدراما صوتاً مسموعاً أقوى بكثير من السابق، مدللين بمسلسل (الساكنات في قلوبنا) الذي سلط الضوء بشكل جرئي على مشاكل المرأة السعودية المغلوبة على أمرها.
وكانت الدراما السعودية شهدت طفرة كبيرة من خلال بعض المسلسلات التي خرجت من عباءة الكوميديا والتي كانت ذات الغلبة في الساحة الفنية.
ونجحت مسلسلات مثل (أسوار) و(الساكنات في قلوبنا) و(أيام السراب) في جذب اهتمام المشاهدين بطرحها لقضايا مهمة تمس المجتمع وتسلط الضوء عليها مما حرك المياه الراكدة.
ويؤكد الممثل المعروف خالد سامي في حديثة أن الدراما السعودية باتت مؤثرة بشكل كبير في علاج قضايا المجتمع، نافياً أن يكون ما يقدم من باب المبالغة غير الجيدة، مشدداً على أن هناك فرق كبير بين الجرأة والوقاحة. وأضاف: الجرأة هي أن تطرح شيء بكل صراحة لتسلط الضوء عليه، وهذا هو المطلوب، فالعمل الفني الدرامي تجاوز حالياً مرحلة التطبيل أو معالجة أمور سطحية وبشكل ساذج، وبات هناك نقلة كبيرة في نوعية المسلسلات السعودية وباتت أكثر قوة في تصوير مشاكل المجتمع وهذا هو الدور الحقيقي لها.
وتابع: هناك من يحاول أن يبالغ في الطرح ولكنهم قلة. الغالبية يحاولون أن يكونوا صورة للمجتمع من خلال ما يقدمون وهذا هو المطلوب. أن نكون أكثر جرأة في الطرح كي نساهم في تسليط الضوء على ما يعانيه المجتمع من مشاكل وإيجاد الحلول لها".معالجة قضايا المجتمع من باب الدراما
ويعتبر الممثل محمد الكنهل أن من أهم أدوار الدراما في المجتمع تسليط الضوء على ما يعانيه من مشاكل وقصور، معتبراً أن المسلسلات السعودية حالياً باتت تؤدي هذا الدور بشكل فعال. وقال بات هناك مسلسلات تطرح قضايا مهمة، حتى وإن كانت غير شائعة بشكل كبير ولكنها موجودة. الجرأة في الطرح من خلال الأعمال الدرامية أمر مطلوب بل هو نوع من الشجاعة خاصة إذا كانت المشاكل المطروحة موجودة فعلا، ولكن أنا لي تحفظ على بعض ما يقدم من مسلسلات درامية ويطلق عليها محلية بحتة، فهناك بعض المشاكل تطرح بكثافة ولو أنها نادرة جداً في المجتمع".
وتابع: المشاكل التي تطرح قد لا تكون موجودة في كل بيت، أنا ضد عمليه التعميم في المعالجة خاصة وأن من يتابع تلك المسلسلات من خارج المجتمع السعودي يعتقد أن تلك المشاكل عامة وشائعة في المجتمع مع أنها ليست كذلك.
ويشدد الكنهل الذي اشتهر في مسلسلات كثيرة أبرزها "طاش ما طاش" و"جاري يا حمود" على أن الدراما يجب أن تكون شمولية في طرحها للقضايا كي تحقق أهدافها، وأضاف: يجب على الأعمال الدرامية أن تكون أكثر شمولية وتعالج القضايا العامة بكل جرأة وشجاعة. هناك الكثير منها وهي أكثر استحقاقاً للمعالجة والطرح.
أكثر جرأة.. أكثر قوة

مشهد من مسلسل 37 درجة مئوية



ويكشف مسلسل (الساكنات في قلوبنا) الذي يعرض حالياً جزءه الثاني على كثيراً من القضايا التي تهم المرأة السعودية ويسلط الضوء على ما تعانيه من ظلم، وكان له دور في توضيح الصورة الغائبة عن كثير من الناس. ويتابع مسلسل (أيام السراب) الذي يعرض أيضا على مناقشة قضايا حساسة ومهمة بشكل جريء. وهو ما يعتبره بطل مسلسل 37 درجة الممثل الشاب بدر اللحيد أمراً مهماً وضرورياً. وأضاف: صارت أغلب مسلسلاتنا تقدم قضايا أكثر جرأة وهي وإن كانت موجودة فعلاً فهناك اختلاف في طريقة طرحها للمشاهدين.
وتابع: أعتقد أننا بالغنا قليلاً في جرأتنا فيما نقدم من مسلسلات. ووصلنا إلى حد المبالغة. من الصعب أن تشاهد عائلة سعودية بعض المشاهد الجريئة بشكل مبالغ فيه. أعتقد أن المسلسلات الكوميدية غطت على الدرامية في السعودية. فالحرية في الكوميديا أكبر.
ويعترف اللحيد أنهم في مسلسل 37 درجة الذي يدور في طابع طبي كوميدي يسعوون بالدرجة الأولى إلى رسم البسمة على شفاه المشاهدين أكثر من تسليط الضوء على مشكلة ما. ويقول: نحن في مسلسل 37 درجة مثلاً نهدف إلى رسم الضحكة في قلوب المشاهدين ولا نخطط إلى علاج قضايا أو أن نجرح في الأطباء السعوديين بل نقدم عملاً كوميدياً عن أخطاء مجموعة من الأطباء فقط. مثلاً عندما قدم طاش ما طاش حلقة عن الشرطة عيد وسعيد، كانا نموذجين من الشرطة وهذا لا يعني أن كل رجال الشرطة مثلهما. نحن نشاهد مسلسلات كوميدية تهدف في الغالب إلى الضحك فقط. طرح مشاكل بهدف إيجاد حلول لها

الفنان خالد سامي



وتسعى الأعمال الدرامية في الغالب إلى طرح مشكلة بهدف إيجاد حلول لها. هذا ما يعتبره الكاتب الدرامي علي الأسمري الدور الأول للدراما. ويعتقد أن المسلسلات السعودية تقدم صورة جيدة لذلك الهدف. وأنها أكثر حدة في طرح القضايا مما كانت عليه قبل أعوام. ويقول: يعتقد بعض النقاد أن ليس كل شيء يطرح في التلفزيون وأن يكون هناك رقابة مشددة ولكن تعريف الرقابة هلامي غير محدد فالبعض يعتبر ظهور النساء أمراً غير مقبول وآخرون يرونه عادياً. ويتابع: أعتقد أن من مهمات الدراما طرح قضايا المجتمع للمساعدة في حلها.
ويضيف: بعض المسلسلات تثير القضايا الشائكة من أجل الترويج للمسلسل وليس لإيجاد حلول لهذه القضية. ولكن الدراما السعودية باتت أكثر قوة في طرح قضايا مهمة وإن كنت أفضل أن يكون مع الرسم الدرامي للقضية أن يكون هناك حلول أيضاً وإن كان المنتج يريد المزيد من الإثارة للفت الانتباه لعمله.
ويتابع: هناك تطور في الدراما السعودية بشكل ملفت للنظر سواء في التصوير والتمثيل والإنتاج وأيضاً في الطرح ورفع مستوى الحرية، فلم يعد هناك شيء مخفي والكل يعرف ماذا يحدث في مجتمعنا وغير صحيح أننا ككتاب نحاول أن نكبر أموراً بسيطة في المجتمع ونصورها على أنها أساسية فيه لأن هذا يحدث فعلاً وتلك القضايا تعيشها الكثيرون فعلاً.
ويشدد الأسمري على أن مشكلة الدراما السعودية أن المجتمع متحفظ ويرفض عرض مشاكله على الشاشة ويضيف: البعض لديه استعداد لمناقشة مشاكله في كل مكان ولكن يرفض أن يراها تمثل على الشاشة ويعتبر أن هذا الأمر نوع من الفضح والعري وإظهار المجتمع على أنه غير محافظ مع أن هذا كلام قديم ومستهلك. ويتابع: الدراما صوت المجتمع ولا بد أن تصور كل مشاكل المجتمع ولو بالتضخيم كي يركز الضوء على ما يحدث فعلاً. فالدراما لا يجب أن تصور المجتمع كما هو بل لا بد أن يكون هناك مبالغة محمودة كي يجذب الانتباه لحل المشكلة.
ويتوقع أن تشهد الدراما السعودية المزيد من القفزات. وتصور حالياً أكثر من أربع مسلسلات تركز على قضايا المرأة والطفل وينتظر أن ترى طريقها إلى النور قريباً.
المفضلات