لا شئَ يَسْتَدْعي الغَضَب !!

[ريم منهل]

نومـاً هنيئـاً يا عَرَبْ
يا أمَّـةَ البيان ِ والأدَبْ
يا أمَّةً أَغْفَتْ على أمجادِها
فتـعوَّدَتْ نكباتِـها
ترجـو بأنْ ينـالَ من جلاَّدِها التََّـعَبْ
كــلاَّ وما تَعِـبْ
عدوُّنا عن قتلِنا..ما كلَّ يوماً أو تَعِبْ
نوماً هنيئاً يا عَرَبْ
* * * * * *
لا تَجْزَعوا..لا تَفْزَعوا
لا تَغْضَبوا ..لا شئَ يَسْتَدْعي الغضبْ
هـي الأرضُ تُغْتَـصَبْ
أرضُكـُمْ مـن حولِكـُمْ
شِـبراً فَشِـبراً تُغْتَصَبْ
قـُطْراً فَقـُطْراً تُسْـتَلَبْ
نومــاً هنيئاً يا عَـرَبْ
* * * * * *
يا غَزَّةُ لا تَصْرُخـي
لا تُفْـسِدي النَّوْمَ بأصواتِ النُّواحْ
مَـنْ راحَ ...راحْ
حَسْبُكِ هذي الجِراحْ
اصمُدي أو فاصمُتي صَمْتَ المقابِرْ
لا تَـشْتَكي إنْ أغلَقوا كُـلَّ المَعابِرْ
ما دامَ الأمْنُ مُسْتَتِبْ
والإعاناتُ الهزيلَةُ جاهِزَهْ ..عندَ الطَّلَبْ
لا شئَ يَسْتَدْعي الغضبْ
نومـاً هنيئاً يا عَـرَبْ
* * * * * *
يا أقصى لا ...لا تَنْتَحِبْ
إنْ يَحْــفِروا الأنفـاقَ حَـوْلَكْ
أو يَحولوا بَيْنَ آلافِ المُصَلِّينَ وبَيْنَكْ
سَيَأتي مِنْ أحفادِنا مَنْ يَدْحَرُ المُحْتَلَّ عَنْكَ فَنَسْتَرِدَّكْ
يَكْفينا أنَّكَ صابِرٌ رَغْمَ النُّوَبْ
تَزورُنا خَبـَراً سَـريعاً
صُوَراً تُزَيـِّـنُ أَغْلِفَـة َ الجَرائِـدِ والكُتُبْ
أو مُلْصَقاً ...يُرْفَعُ في اعتِصاماتِ الغَضَبْ
و لِمَ الغَضَبْ ؟!!
لا شئَ يَسْتَدْعي الغضبْ
نومـاً هنيئـاً يا عَرَبْ
* * * * * *
لا تَسْـأَلوا عن حال ِ أبنـاءِ العـراقْ
لا تُزْعِجوا أَحْلامَكُمْ بمشاهِدِ الدمِّ المُراقْ
دَمُ الرِّفـاق ِ يُراقُ على أَيدي الرِّفـاقْ
في كُلِّ رُكْن ٍ أو رُواقْ
في كُلِّ ساح ٍ أو زُقاقْ
و احتلالٌ جاءَهُمْ بالذ َّبْح ِ يَذهَبُ أَلْفَ مَذهَبْ
ليَذوقوا من أفانين ِ العَذابْ.....ما لَمْ يُجَرَّبْ
والكـُلُّ صاحَ مُنَدِّداً بالظُلْم ِ من شَرْق ٍ لِغَرْبْ
إلاَّ العَـــرَبْ !!
لا شئَ يَسْتَدْعي الغضبْ
نومـاً هنيئـاً يا عَرَبْ
* * * * * *
آهِ يا جولانُ يا جُرْحاً تَخَطَّى الأربعينْ
آهِ يا نَزْفَ السِّنينْ
صَوْتـُكَ الآتي إلينا عَبْـرَ فُوَّهَـةِ المُكَبِّـرْ
في صباحاتِ الحَنيــنْ
يوقِظُ الموتَ ...يوقِظُ حَوْلَنا عِشرينَ كَوْكَبْ
ونحنُ يا جولانُ نَبْقى نائِمينْ
نائِميـــنَ ولَسْنا نَغْضَبْ
لا شــئَ يَسْتَدْعي الغضبْ
نومـــاً هنيئـاً يا عَرَبْ
* * * * * *
اغفِروا ليَ ما نَسيتُ من قضايانا المرير هْ
فهيَ واللهِ كثيرَهْ
وأنا مِثْلُكُمْ يا قـــومُ أَغْرَقُ في المَنامْ
غَيرَ أنِّي لَسْتُ أَحْلُمُ باتِّفاقاتِ السَّـلامْ
أحلامِيْ؟!! كوابيسُ التَّشَرُّدِ والشَّتاتْ
أجوبُ فيها مَوطِني عَبْرَ لَيْل ِ الذِّكْرَياتْ
مِنْ مَغْرِبَ حتَّى الرَّافِدَينْ ...مِنْ حَضْرَمَوْتَ إلى حَلَبْ
ويَضيـعُ مِنِّي الدَّرْبُ عِنْدَ صَحْراءِ النَّقَبْ
لكنَّني دوماً أعودُ وروحي يَمْلَؤُها الغَضَبْ
صَدِّقونــي يا عَرَبْ
هنـــاكَ داع ٍ لِلْغَضَـبْ
فانهَضـوا واغضَبــوا
بالسَّــيفِ لا نَظْمَ الخُطَـبْ
انهضــوا واغضَبــوا
صبــاحُ الخيــرِ يا عَرَبْ


ريـم منــهل حــسَّان
تشــرين الأول /2008