قال أمير المؤمنين علي–عليه السلام-:ـ
إني وجدت وفي الأيام تجربة ... للصبر عاقبة محمودة الأثر
وقلّ من جد في أمر يطلبه ... فاستصحب الصبر الا فاز بالظفر
حكي عن بعض التواريخ أنه سخط كسرى على " بوذرجمهر " فحبسه في بيت مظلم
وأمر أن يصفد بالحديد فبقي أياما على تلك الحال فأرسل إليه من يسأل عن حاله فإذا
هو منشرح الصدر مطمئن النفس فقالوا : أنت في هذه الحالة من الضيق ونراك ناعم البال؟
فقال: اصطنعت ستة أخلاط وعجنتها واستعملتها فهي التي أبقتني على ما ترون
فقالوا: صف لنا هذه الأخلاط لعلنا ننتفع بها عند البلوى فقال: نعم
أما الخلط الأول: فالثقة بالله عز و جل.
وأما الثاني: فكل مقدر كائن.
وأما الثالث: فالصبر خير ما استعمله الممتحن.
وأما الرابع: فإذا لم أصبر فماذا أصنع؟ ولا أعين نفسي على بالجزع.
وأما الخامس: فقد تكون أشد مما أنا فيه.
وأما السادس: فمن ساعة إلى ساعة فرج.
فبلغ ما قاله كسرى فأطلقه وأعزه.
المصدر :كتاب في السيرة والتاريخ
المجلد الأول صفحة 266
المفضلات