أوبريت طفولي في القطيف يرفض توريث الأمراض
على مدى أربعة أيام متوالية؛ قال الأطفال كلمتهم في وجه الآباء والأمهات، ليتجنّبوا الزيجات المؤدية إلى توريث الأمراض مهما أصرّت العواطف والرغبات، وفي مهرجان بانوراميّ أُقيم على مسرح الخدمة الاجتماعية بالقطيف اصطفّ الصغار؛
وأدّوا أوبريتا مطوّلاً تناول قصة أمراض الدم، وانتقالها بين الأجيال في المجتمع عبر زيجات اشترك فيها مصابون وحاملون للأمراض، في لوحة تعبيرية رافضة لاستمرار التهاون بقضية الأمراض الوراثية، وانتشارها بين الأجيال الجديدة.
الفعالية أقيمت ضمن "مهرجان كريات الدم الحمراء" الذي نظمه إدارة الرعاية الصحية في المحافظة للعام الثامن على التوالي، في سياق التوعية والتثقيف المستمر الموجه للعائلات في القطيف، حيث تنتشر أمراض الدم تحديداً.
وأشارت استشارية طب الأطفال وحديثي الولادة الدكتورة نهاد الجشي إلى أن المجتمع لا يزال يواجه مشكلة في زواج المصابين والحاملين على نحو واضح، لكن المشكلة بدأت تتحسّن في السنوات القليلة الماضية بعد تطبيق نظام "الفحص الطبي قبل الزواج".
وكانت الدكتورة الجشي التي تعمل ناشطة اجتماعية في مجالها الصحي قد انتقدت كثيراً من الأسر التي ما تزال تجهل كثيراً من الحقائق المتعلقة بأمراض الدم الوراثية،
مشيرة إلى أن الفحص الطبي قبل الزواج لم يقف حائلاً تماماً دون عقد زيجات بين مصابين بأمراض دم وراثية خطيرة، وبالذات فقر الدم المنجلي". وهذا يشير ـ حسب الدكتورة الجشي ـ إلى "وجود مواجهة غير متكافئة بين الثقافة الاجتماعية والدوافع العاطفية من جهة وبين الحقائق الصحية من جهة أخرى". وقالت الدكتورة الجشي "نتيجة لهذه المواجهة فإن كثيراً من الزيجات تتمّ بين مصابين وحاملين لأمراض وراثية رغم تحذير الأطباء". وأكدت أن هذه الزيجات لا تفعل شيئاً سوى إضافة مزيد من المواليد المصابين وحاملي الأمراض الذين يزيدون، بدورهم، احتمالات انتشار المرض في الأجيال المقبلة،
ويضيفون معاناة نفسية واجتماعية، فضلاً عن تحميل الميزانيات الصحية تكلفة عالية يمكن توجيهها في نواحٍ تنموية أخرى في الصحة العامة.
ومن جهة أخرى قالت منسقة الدعم في إدارة الرعاية منتهى اليوسف إن "نسبة المصابين بمرض فقر خميرة الفول "gb6dd" تصل إلى 30% من إجمالي عدد السكان في المحافظة، في حين وصل عدد المصابين بمرض فقر الدم المنجلي sickel cell إلى نسبة 2.35% من عدد السكان، وبلغ حاملو المرض نسبة 28.21%.
وأوضحت اليوسف التي تعمل اختصاصية في الصحة أن المهرجان السنوي الذي اختُتم أول من أمس خُصّص للسيدات، وأضافت أنه تضمن فعاليات متنوعة شاركت فيها متطوّعات عاملات في حقول طبية وصحية واجتماعية، مشيرة إلى أن عدد المتطوعات وصل إلى 38 امرأة، عدا الموظفات العاملات في إدارة الرعاية. وقد تضمن برنامج اليوم الأول ندوة حول "حقوق وواجبات المرضى" شاركت فيها الاختصاصية الاجتماعية ثريا الجشي، والممرضة فاطمة الصويمل، وأدارتها الدكتور نهاد الجشي.
أما اليوم الثاني فقد تضمن ورش عمل نسائية، من بينها ورشة حول "التعامل مع المريض الصعب" للاختصاصية النفسية ليلى الكاظم، وورشة عمل حول "إعداد وجبات صحية سريعة" لاختصاصية التغذية آمال المبارك، وورشة "اللياقة البدنية لمرضى فقر الدم المنجلي" لاختصاصية العلاج الطبيعي لينا السادة.
وقالت اليوسف إن المهرجان خصص أجنحة للعرض ذات صلة برسالة الفعاليات، من بينها ركن "حياة إنسان" استعرض الإنعاش القلبي الرئوي، وإسعاف الغصة للأطفال، وكذلك ركن "العنف الأسري"، وركن "عشاق الصحة"، وركن "منذرات القلب"، وركن عرض منتجات لمرضى فقر الدم المنجلي. وقالت اليوسف إن المهرجان حرص على عرض مستجدات الأمراض الوراثية حول العالم عموماً، وفي المملكة على وجه خاص.
وأضافت أن مستقبل الأجيال الجديدة على محكٍّ صعب بسبب تهاون آباء المستقبل وأمهاته بما يعنيه إتمام مشروع زواج بين مصابين، أو بين مصابين وحاملين، أو بين حاملين وحاملين للأمراض، ووصفت ذلك بأنه "عنف موجه للأطفال غير مقصود".
وقالت إن من حق كلّ مولود أن يحصل على فرصة الصحة الجيدة استناداً على قرار والديه اللذين يجب عليهما اتباع الطرق العلمية في تحاشي الأمراض الوراثية.
المفضلات