الشرح :
1 - معنى القسامة كما في كتاب :

مجمع‏البحرين ج : 6 ص : 37
و في الحديث تكرر ذكر القسامة بالفتح و هي الأيمان، تقسم على أولياء القتيل إذا ادعوا الدم.
يقال قتل فلان بالقسامة إذا اجتمعت جماعة من أولياء القتيل و ادعوا على رجل أنه قتل صاحبهم، و معهم دليل دون البينة، فحلفوا خمسين يمينا أن المدعى عليه قتل صاحبهم، فهؤلاء الذين يقسمون على دعويهم يسمون قسامة أيضا - كذا في المصباح.
قال بعض المحققين: و القسامة تثبت مع اللوث، و قدرها خمسون يمينا بالله تعالى في العمد إجماعا، و في الخطإ على الأشهر، و قيل خمسة و عشرون.
فإن كان للمدعي قوم حلف كل واحد منهم يمينا إن كانوا خمسين، و لو زادوا عنها اقتصر على حلف الخمسين، و المدعي من جملتهم، و لو نقصوا عن الخمسين كررت عليهم أو على بعضهم حسبما يقتضيه العدد، و لو لم يكن له قسامة أي قوم يقسمون أو امتنع المدعي عن اليمين، و إن بذلها قومه أو بعضهم، حلف المنكر و قومه خمسون يمينا ببراءته فإن امتنع المنكر ألزم الدعوى. ((انتهى))
2 - (((فقال عمر: خذوا بيد الغلام فانطلقوا به إلى السجن حتى نسأل عن الشهود فإن عدلت شهادتهم جلدته حد المفتري فأخذ بيد الغلام لينطلق به إلى السجن)))
في هذه الفقر نسأل الحاكم كيف امرت بالغلام للسجن وهو من ادعى وبدأ بالشكوى والمظلومية
مع العلم لم يثبت له كذب الغلام ولم يعرف عن عدالة الشهود شيئ

3 - ثم بعد حكم امير المؤمنين بالحق عليه افضل الصلاة والسلام تبين ان الام بالواقع حتى نفسها لم تكن في ذاتها راضية بحكم عمر بدليل انها قالت لامير المؤمنين بالحق عليه السلام :
((هذا و الله ولدي زوجني إخوتي هجينا فولدت منه هذا الغلام فلما ترعرع و شب أمروني أن أنتفي منه و أطرده و هذا و الله ابني و فؤادي يتحرق أسفا على ولدي))
اذن نفهم بوضوح انها كانت متالمة من حكم عمر بالظلم على هذا الغلام المظلوم .
4 ((فنادى الغلام: يا ابن عم رسول الله إني غلام مظلوم و أعاد عليه الكلام الذي كلم به عمر))
لاحظ نداء الغلام المظلوم اولا ساله بالرحم الذي بينه وبين رسول الله صلى الله عليه واله لان هذا الامر لايمكن للحاكم ولا لغيره انكاره فانه نسب من الله تعالى وشرف ومقام عظيم له لامحالة .
ثانيا : ان الغلام كان يعلم ان من بيده نجاته هو
امير المؤمنين عليه السلام حلال المشاكل؛ لذلك مجرد ان شاهده ناداه لينجيه ؛
ولم يخيب احدا ابونا ابو الحسن حلال المشاكل والمعضلات .
يتبع