بيكاسو لم يضحك طوال حياته
تقول شهادة الاشخاص الذين رافقوا الرسام الاسباني الشهير بابلو بيكاسو (1973/1881) انه لم يضحك طوال حياته، فقد كان متجهم الوجه وعبوسياً حتى في بيته، لكن قلبه وعقله كانا أكثر رحابة وانفتاحاً.
فرسومه تدل على انه فنان "الابتسامة" دون منازع، فضلا عن ولعه باستخدام الألوان المضيئة والمبهجة، التي ميزت لوحاته الشهيرة، خصوصاً لوحة "الصبي مع الغليون" التي تظهر ابتسامة نادرة ووجها مضيئاً لصبي لم يتوصل المختصون الى تحديد شخصيته الى الآن.
وكذلك الحال بالنسبة الى لوحته الشهيرة الاخرى "دورامار" المرسومة باسلوب التجريد الحديث، وهي تمثل صورة لعشيقته المصورة لورا.
وتظهر فيها ابتسامة لورا واضحة المعالم، وان كانت اللوحة قد رسمت بطريقة التجريد التي لا تظهر ملامح الوجه بصورة واضحة، كما هي الحال للطرق الاخرى في الرسم مثل طريقة الرسم الواقعي او الحديث.
واشارت بعض المصادر الى جذور بيكاسو البيئية، حيث كان عليل الجسم وضعيف البنية منذ ولادته.
وهناك واقعة يتداولها معارف بيكاسو، تقول انه حينما جاء الى الدينا، ولد مقطوع النفس، الامر الذي اعتبرته الجدة المولدة له انه طفل ولد ميتاً، وتأهبت لمغادرة البيت، لكن عمه المدمن على تدخين الغليون اقترب منه ووضع غليونه في فمه ثم اداره الى انفه، فعطس الطفل من رائحة التبع واستدار في الحال، وعادت اليه الحركة وسلم من الموت.
وفي مرحلة طفولته كان يعاني من امراض مختلفة، اما في شبابه فقد كان مشاكساً وفوضويا ولا يهتم بنفسه، او بمظهره وعانى من العوز والفاقة.
وكان ذلك ربما انعكس على شخصيته وسلوكه، وبدا وكأنه قد فارق الابتسامة او الضحكة كلياً، لكنه لم يفارقها في حياته الباطنية التي الهمته هذا الكم الكبير من ابداع الحياة، حيث صور اجمل ما فيها، حتى وصل الامر عند عدد من المختصين الى الاستغراب من رجل لم يضحك او يبتسم طوال حياته، لكنه يبدع اجمل الابتسامات في رسومه.





رد مع اقتباس
المفضلات