تمديد فترة البحث في مقبرة دارين الأثرية إلى شهرين

فيما لا تزال أعمال الحفر والتنقيب مستمرة في موقع المقبرة الأثرية التي اكتشفت عن طريق الصدفة بدارين، تقرر تمديد فترة البحث من أسبوعين إلى مدة تصل إلى شهرين.
وحددت الفترة التي بينتها القطع الفخارية والزجاجية بالإضافة إلى العظام التي عثر عليها بأن عمر المقبرة يصل إلى 1700 عام.
وأكدت مصادر لـ(اليوم) بأن أعمال التنقيب في حال انتهائها سيتم تسليم الموقع لصاحب الأرض بعد تسويتها إلا في حالة العثور على آثار يمكن معها المحافظة على الموقع عندها سيتم التفاوض مع صاحب الأرض الذي اتفق معه مسبقا بأن يعطي الباحثين المهلة للبحث.
تقسيم الأرض
وبدأ الباحثون أمس بتقسيم الأرض إلى مربعات لتبدأ بعدها أعمال إزالة الطبقة السطحية , ومن ثم الطبقات السفلية للبحث عن أثار أخرى من الفخاريات أو ما سيتضح مع مرور الوقت.
وشهد موقع الحفر زيادة في عدد فريق العاملين , فيما تأكد أنه لن يتم الاستعانة بباحثين من خارج المنطقة أو خبراء من خارج المملكة.
واقتصرت أعمال البحث التي يجتهد فيها المنقبون على مساحة الأرض التي تبلغ 39×27 مترا , حيث لن يتم توسيع نطاق البحث ليشمل المساحة المجاورة له والقريبة من قصر محمد بن عبد الوهاب الفيحاني الأثري.

دفن جماعي
ورجح الباحث والمؤرخ جلال الهارون الأنصاري، أن المقبرة الجماعية تعود إلى عصر ما قبل الإسلام، مشيرا إلى طريقة الدفن الجماعية، وبقايا الأسماك والكائنات البحرية المدفونة مع بقايا البشر. وقال الهارون: تتبعت بعض الدراسات في التاريخ الحديث، التي دونت قبل خمسة قرون، فلم أجد ما يشير إلى وقوع مجازر حدثت في هذه المناطق، خصوصاً ان الشكل الحالي للمقبرة، يوحي بدفن جماعي. ويجب البحث في الدراسات المُدونة قبل هذه الفترة، حتى يتم الوقوف على الحقيقة. وأضاف: مثل هذه المقابر منتشرة في دارين، في عدد من الأحياء، بالكيفية والمستوى ذاتهما. وقال: ربما كانت نتيجة مجزرة من مجازر القرامطة، إذ إن جميع الاحتمالات واردة في هذا الأمر. ونحتاج إلى أجهزة علمية وفرق بحثية متخصصة، لمعرفة أسرار هذه المقابر. وقد شاهدنا وجود الأطفال والكبار بين الأموات، إضافة إلى أسماك وكائنات بحرية مختلفة، مضيفاً انه لا توجد أي دراسات علمية دقيقة حول هذا الأمر.

إغلاق الملف
ولم يستبعد الهارون ان يتم إغلاق ملف هذه المقبرة، وسيبني صاحب السكن منزله الجديد،، كما حدث قبل أعوام عدة، عندما اكتشفت مقبرة مشابهة. وتم تأجيل درسها حتى قام صاحب الأرض بتحويلها إلى حفرة لتبديل زيوت السيارات، وشاهد الأهالي مجموعة من الأطفال يستغلون الفترة التي لا يكون فيها الباحثون متواجدين في الموقع ليقوموا بجمع القطع الفخارية أو بقايا عظام الأسماك الموجودة في الموقع في أكياس يحملونها معهم, مشيرين إلى أهمية التشديد على حراسة الموقع من سرقات قد تحدث.
من جانبه قال باحث الآثار والتاريخ عبدالخالق الجنبي: انه سكن في الفترة ما بين القرن الثاني قبل الميلاد والقرن الثالث بعد الميلاد بعض الجنود الهيلنستيون وهم جنود الدولة التي قامت بعد موت الاسكندر المقدوني في بلاد الرافدين والذين خلفوا كثيرا من اثارهم في المنطقة وفي جزيرة تاروت بالذات وفيها شاهد قبر نقش عليه بالخط الاغريقي وكانت لهم في الدفن طقوس معروفة حيث كانوا يضعون الميت في جرار كبيرة ويدفنون معه معظم ممتلكاته من ذهب وفضه في جرار خاصة اخرى، فاذا كانت المقبرة المكتشفه في دارين تعود الى 1700 عام فهي بلا شك تعود الى هؤلاء الهيلنستيين.