سارق فرح الاحسائيين « 3-3 »
طائر الموت «يحلق» فوق طريق العقير
اهمال صارخ يغتال الطريق رغم أهمية الشاطئ
يصف أهالي الأحساء طريقي العقير - العيون والعقير - الجشة بـ "طريقي الموت "بسبب سلسلة الحوادث المتعددة التي يشهدانها بين الحين والآخر وما ينتج عنها من وفيات وإصابات بالغة تخلف اعاقات ..وبمرور الوقت تحول الطريقان الى كمين يصطاد أرواح البشر ومسرح للحوادث المميتة التى تحصد الأرواح والممتلكات .. فرغم ان طريق العقير - الجشة لم يمض على إنشائه سوى اعوام قليلة الا انه يفتقد الجودة من ناحية التصميم والتنفيذ فهو مسار واحد تنعدم فيه الإنارة وهذا الواقع المؤلم ينطبق ايضا على طريق العيون - العقير القديم والذي يشهد مشروع سفلتة محدود جدا رغم مطالبة الأهالي والمارة بمسارين .. والغريب والمثير للدهشة ان هذين الطريقين يعتبران شريانين حيويين فى المستقبل نحو حاضرة الأحساء المقبلة على ضفاف شاطئ العقير التاريخي .."اليوم" ترصد خلال سلسلة تحقيقات ميدانية مصورة اراء المواطنين وانطباعاتهم عن الطريق ومشاكله ونقلها الى المسؤولين بهدف إيجاد الحلول العاجلة لانهاء معاناة المارة على الطريقين وايقاف نزيف الدماء على الاسفلت .
حوادث أليمة
حالات كثيرة ومآسٍ مر بها الكثير ممن عانوا من طريق العقير - الجشة وطريق العقير -العيون حوادث أليمة جعلت الأهالي يشكون همهم لعلهم يجدون من يخفف عنهم قصصا واقعية دارت احداثها على طريق افتقد كثيرا لعوامل السلامة فكان المصير الموت أو الإعاقة أو الإصابات .
"اليوم" ترصد في الحلقة الاخيرة قصص حوادث مروعة راح ضحيتها شباب في عمر الزهور.
مطالب وشكاوى
فى البداية يطالب والد الشاب عماد عيسى الماجد " 26 عاما" والذي قضى غرقا في حادث سير مروع بعد سقوط سيارته في حفرة تنعدم فيها مقومات السلامة المرورية على طريق الجشة - العقير منذ فترة بسيطة، الجهات الرسمية بمحاسبة المقصرين سواء الشركة المنفذة للمشروع أو الجهة المشرفة عليها ، ويقول :نؤمن بقضاء الله وقدره ، وهذه سنة الحياة ، لكن فلذة كبدي ووحيدي من الأولاد قضى وهو في عمر الزهور غرقا في حفرة مياه تنعدم فيها أدنى متطلبات السلامة ومجاورة لطريق سريع وعام لا يفصل بينهما سوى ساتر ترابي لا يغني ولا يسمن من جوع .
إهمال واضح
ويصف ما حدث بأنه إهمال واضح من الشركة الوطنية العاملة هناك دون مراعاة لما سيخلفه اهمالها من اصطياد أرواح الأبرياء، واتهم الجهات الرسمية التي تعمل لصالحها الشركة بضعف الرقابة الميدانية والإشراف عليها، ودعا لمحاسبة جميع المقصرين سواء من الشركة المستهترة بأرواح البشر أو الجهة المشرفة على المشروع ، فيما طالب عدد كبير من الأهالي بوضع حد لضعف الإشراف الميداني في بعض المشاريع الخدمية والتي تشرف عليها جهات حكومية عديدة ، مؤكدا أنه بعد انتهاء مراسم العزاء سيتقدم بشكوى رسمية لإمارة محافظة الأحساء.
وحيد والديه
وكان الشاب لقي حتفه غرقا وهو وحيد والديه ومتزوج ولديه طفلة واحدة ، اثر حادث على طريق العقير بعد تدهور مركبته في بركة مياه قطرها 10 امتار وعمقها 6 أمتار وموازية للطريق مباشرة وتنعدم فيها متطلبات السلامة المرورية.
تقاعس المقاول
ويشير مواطنون إلى تقاعس المقاول في تأمين متطلبات السلامة على طريق العقير - الجشة الذي يفتقد لأدنى مقومات شروط السلامة المرورية، مؤكدين أن المقاول اكتفى بوضع ساتر ترابي دون اى لوحات تحذيرية أو عاكسات ضوئية خاصة أنها موازية وقريبة جدا من خط الإسفلت .
الإعاقة الدائمة
ويطالب الاهالى الجهات الحكومية بإلزام مقاولي الخدمات بوضع اشتراطات السلامة في كافة المشاريع الجاري تنفيذها وتشديد الرقابة الميدانية على الشركات والمؤسسات حفاظا على أرواح وممتلكات المواطنين، وحتى لا تتكرر مثل تلك الحوادث المأساوية التي يذهب فيها الأبرياء لمجرد استخدامهم الطريق ، كما طالبوا وزارة النقل والمواصلات بإكمال المرحلة الثانية من طريق العقير وتحويله إلى مسارين وتزويده بالإنارة وتركيب عيون القطط واللوحات التحذيرية والإرشادية التي يفتقدها هذا الطريق المهم والذي يشهد بين فترة وأخرى حوادث دموية تنتهي بالموت أو الإعاقة الدائمة .
البلدية تنفي
وينفي رئيس بلدية الجفر المهندس فهد بن ناصر الحميدي أن تكون إدارته هي الجهة المشرفة على الشركة.
مشيرا إلى أنها لا تعمل في مشاريع بلدية سواء كانت اسفلتية أو غيرها، موضحا أن البلدية لم تصدر التراخيص اللازمة للأعمال التي تنفذها الشركة حاليا في موقع الحادث وانما وزارة المواصلات والنقل هي الجهة التي أصدرت الترخيص والشركة تعمل لإحدى الإدارات الخدمية بالأحساء والبلدية ليست لها علاقة بالمشروع .
منوها أن البلدية قامت بالتعاون ميدانيا مع الجهات المختصة بإمكانياتها بعد وقوع الحادث الذي آلم الجميع بفقدنا عزيزا من شباب الوطن .
طريق بديل
وعلى طريق العيون - العقير والذي يشهد مشروع سفلتة وخصوصا في بدايته وقع عدد من الحوادث كاد يذهب ضحيتها أناس أبرياء خصوصا الذين يقصدون الطريق من اجل الوصول إلى مزارعهم نتيجة عدم توفير طريق بديل لهم .
إزالة الإسفلت
ويقول محمد الزيد : فوجئنا بعملية إزالة الإسفلت وبداية المشروع وسعدنا بذلك والدور الملموس لوزارة النقل والمواصلات إلا أننا صدمنا بعدم وجود طريق بديل يسهل علينا الوصول إلى منازلنا في المزارع ويشير الى ان المشكلة تكمن فى أن الطريق وهذا المشروع البسيط تسبب في حوادث نتيجة عدم التنظيم أو الاهتمام باللوحات الإرشادية الهامة وعدم توفير الطريق البديل لمن يسكنون بالمزارع خاصة وأن طريق العقير مهم جدا للمارة .
طريق اجباري
ويؤكد عدد من الموظفين الذين يعملون في قرية والعقير أنهم يمرون على هذا الطريق رغم انه مشغول بالصيانة والمشروع ، مشيرين إلى أن الطريق البديل بعيد وكانوا يتمنون إيجاد طريق بديل مجاور لطريق العقير ، كما يشهد الطريق وهو في حالة الصيانة كثافة كبيرة ممن يقصدون شاطئ العقير خصوصا الذين يأتون من خارج المنطقة ولا يعلمون الطريق البديل فيضطرون الى السير لمسافة تصل إلى 10 كيلومترات . مؤكدين أن عدم وجود طريق جيد وبديل مجاور لطريق العقير جعلهم يمرون على طريق المشروع مشيرين إلى أنهم يخشون كثيرا من الطريق واعربوا عن املهم فى ان يتم الانتهاء من المشروع "البسيط" بسرعة .
ظلام دامس
ويعترف الشاب "صالح" بانه تعرض لحادث على طريق العقير عندما اصطدمت سيارته بسيارة أخرى ونجا من الحادث فيما تعرض لكسر في قدمه وقال ان الحادث وقع لي ليلا لعدم وجود انارة بالطريق . كما أشار احد الشباب الى تعرضه لحادث انقلاب ايضا على الطريق ونجا منه بأعجوبة بعد أن فقد السيطرة على سيارته ، ويقول الشاب سعد حمد : في احد الأيام كنا نسير على الطريق ليلا وفوجئنا بوجود جمال كثيرة على الطريق والحمد لله نجونا بعد أن سيطرت على السيارة وكان برفقتي وقتها خمسة أشخاص فى طريق عودتنا من شاطئ العقير .
مقومات السلامة
واشار الاهالى الى مخاوفهم من استمرار مسلسل الحوادث على الطريق إذا لم يتم التدخل بعمل مشروع كبير يخدم الطريق تتوافر فيه كل مقومات السلامة .
ويقول عبدالله سهلي : فقدت زملائي على الطريق "يرحمهم الله جميعا " عندما كنا قادمين من العقير وتعرضنا لحادث اصطدام بجمال سائبة ليلا والى هذا الوقت لاتزال أرواح الأبرياء تذهب لان الطريق مليء بالجمال السائبة ومظلم وبالتالي يحتاج الكثير من الخدمات وابرزها الإنارة من أوله إلى آخره وإذا ما تحقق ذلك فان المارين سيبدون ارتياحا كبيرا خصوصا الموظفين والعاملين الذين كل يوم يضعون ايديهم على قلوبهم كما انه من المهم جدا وضع شباك حديدية على جانبي الطريق من اجل منع دخول الجمال السائبة إلى الطريق لأنها ستكون بمثابة الحامي بعد الله تعالى .
حوادث مستمرة
ويوضح "أبو سعد" ان الطريق يشهد العديد من الحوادث ومستشفى مدينة العيون يعتبر الشاهد على ذلك حيث سجلت دفاتره حوادث أليمة ووفيات خصوصا في أيام العطلات والإجازات والتي يكون فيها الطريق مزدحما بالمارة والسيارات ومن كل مكان .
مسار واحد
ويطالب عدد كبير من الاهالى بإنشاء مسارين من بداية مدينة العيون وحتى شاطئ العقير بدلاً من المشروع الحالي الذي لا تتجاوز مسافته 10 كيلومترات ومن مسار واحد ولا يخدم الطريق مستقبلا في ظل التطورات والنقلة الكبيرة التي يشهدها شاطئ العقير كواجهة سياحية كبيرة ومحطة هامة لأبناء المنطقة الشرقية ومواطني دول الخليج .
المفضلات