بسم الله الرحمن الرحيم
من أعمق حكم الحياة
صدقوني ، لم أقرأ أعمق من هذا العرض الجميل، يعني كأنما يخاطبني أنا خصيصاً، فكثيراً ما كنت أقول كلما كبرت كلما تكون الأمور أفضل وفرصة السعادة أكبر… ولكن تغيرت النظرة تماماً بعد العرض،
نحن نقنع انفسنا بان حياتنا ستصبح أفضل بعد أن نتزوج، نستقبل طفلنا الأول، أو طفلا آخر بعده
ومن ثم.. نصاب بالإحباط لأن أطفالنا مازالوا صغارا، ونؤمن بأن الأمور ستكون على مايرام بمجرد تقدم الأطفال بالسن.
ومن ثم.. نحبط مرة أخرى لأن أطفالنا قد وصلوا فترة المراهقة الآن، ونبدأ بالاعتقاد بأننا سوف نرتاح فور انتهاء هذه الفترة من حياتهم.
ومن ثم.. نخبر أنفسنا بأننا سوف نكون في حال أفضل عندما نحصل على سيارة جديدة، ورحلة سفر وأخيرا أن نتقاعد.
الحقيقة…
أنه لايوجد وقت للعيش بسعادة أفضل من الآن.
حياتك مملوءة دوماً بالتحديات، ولذلك فمن الأفضل أن تقرر عيشها بسعادة أكبر على الرغم من كل التحديات.
كان دائما يبدو بأن الحياة الحقيقية هي على وشك أن تبدأ.
ولكن في كل مرة كان هناك محنة يجب تجاوزها، عقبة في الطريق يجب عبورها، عمل يجب إنجازه، دَين يجب دفعه، ووقت يجب صرفه، كي تبدأ الحياة.
ولكني أخيراً.. بدأت أفهم بأن هذه الأمور كانت هي الحياة.
وجهة النظر هذه ساعدتني أن افهم لاحقا بأنه لاوجود للطريق نحو السعاد.
السعادة هي بذاتها الطريق، ولذلك فاستمتع بكل لحظة
لاتنتظر أن تنتهي المدرسة، كي تعود من المدرسة،
أن يخف وزنك قليلا، أن تزيد وزنك قليلا، أن تبدأ عملك الجديد، أن تتزوج، ان تبلغ مساء الجمعة، أو صباح الأحد، أن تحصل على سيارة جديدة، على أثاث جديد، أن ياتي الربيع أو الصيف أو الخريف أو الشتاء، او تحل بداية الشهر او منتصفه، أن تموت، أن تولد من جديد، كي تكون سعيدا.ً
في وقت مضى، كان هناك تسعة متسابقين في أولمبياد سياتل، وكان كل المتسابقين معوقين جسديا أو عقليا، وقفوا جميعا على خط البداية لسباق مئة متر ركض.
وانطلق مسدس بداية السباق، لم يستطع الكل الركض ولكن كلهم أحبوا المشاركة فيه.
وأثناء الركض انزلق أحد المشاركين من الذكور، وتعرض لشقلبات متتالية قبل أن يبدأ بالبكاء على المضمار، فسمعه الثمانية الاخرون وهو يبكي.
فأبطأوا من ركضهم وبدأوا ينظرون إلى الوراء نحوه ، وتوقفوا عن الركض وعادوا إليه … عادوا كلهم جميعا إليه.
فجلست بجنبه فتاة منغولية، وضمته نحوها وسألته:
أتشعر الآن بتحسن؟
فنهض الجميع ومشوا جنباً إلى جنب كلهم إلى خط النهاية معاً.،
فقامت الجماهير الموجودة جميعا وهللت وصفقت لهم، ودام هذا التهليل والتصفيق طويلاً….
الاشخاص الذين شاهدوا هذا، مازالوا يتذكرونه ويقصونه.
لماذا؟
لأننا جميعنا نعلم في دواخل نفوسنا بأن الحياة هي أكثر بكثير من مجرد أن نحقق الفوز لأنفسنا.
الأمر الأكثر أهمية في هذه الحياة هي أن نساعد الآخرين على النجاح والفوز، حتى لو كان هذا معناه أن نبطئ وننظر إلى الخلف ونغير اتجاه سباقنا نحن ....
الشمعة لاتخسر شيئًا
إذا ما تم استخدامها لإشعال شمعة أخرى
م . / ن . /
مع التعديل ..
المفضلات