بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

كنت ابحث في الكتب عن شيئ يتعلق بكربلاء المقدسة

وقد لفتني هذا الموضوع لسماحة الشيخ علي كوراني

في كتاب له يسمى ((سبحة كربلاء ))

ارجوا ان لا يكون مكرر

سبـحــة كربــلاء

(في سنوات حكم صدام وحربه على إيران ، كان الوصول الى كربلاء صعباً ، وكانت السبحة والتربة الحسينية قليلة نادرة.. فأهدى اليَّ صديق سبحة من تراب كربلاء ) .
قال لي صديقي وهو يتهلل فرحاً: سأهـدي لك هدية تحبها.. وأخرج من جيبه سبحة ترابية ، ما أن لحَظَتْهَا عيناي حتى فاضتا بالدمع ، فتناولتُها بكِلْتَيْ يديَّ وشممتُها ومسحت بحباتها عينىَّ ، وقلت له: ألف شكر.. إنها حقاً كربلائية إنها الرائحة الأصلية لتربة الحسين عليه السلام .
أشكرك أنك لم تضع عليها عطراً فيصعب على مثلى تمييزها .
قال: وهل تميز تربة كربلاء بالشم ؟
- نعم إذا كانت جديدة ولم تضف إليها رائحة .
- هل تستطيع أن تصف لى رائحتها ؟
- فيها نفاذٌ خاص ، وعطرٌ ليس من نوع عطور الدنيا ، ومعان غيبية تفهمها من رائحتها يصعب التعبير عنها ؟
قال: إ ن الشم علم !
-الشم عالمٌ يا صديقي قبل أن يكون علماً.. عالم ينفتح عليه الإنسان بالعشق فيعرف الروائح المرتبطة بمعشوقه ، وينفتح عليه بدرجة الايمان فيعرف روائح الأخيار والأشرار ، وقد قرأت أن الملائكة الذين يكتبون الحسنات والسيآت يعرفون النوايا الطيبة والخبيثة من روائحها !
ياصديقي لو كان أكبر علماء الحواس والمشمومات مع يعقوب عليه السلام ، لما وجدوا ريح يوسف ، إذا لم يكن عندهم عشق ولا إيمان .
هل سمعت بالرواية التي تقول إن إبراهيم عليه السلام مرَّ من كربلاء فشم تربتها وصلى فيها ، واشترى أرضها من أهلها و سماها كربلاء !
وهل سمعت أن قاموس اللغة الآشورية القديمة الذي وضعه علماء الآثار الغربيون يذكر أن معنى ( كربو ـ لو ): الرجل القربان ، و معنى (كربوـ ئيل) قربان الله ! فاعجب إذا أردت أن تعجب !
وهل سمعت بحديث قبضة تراب كربلاء التي أتى بها جبرئيل أو ميكائيل الى النبي صلى الله عليه وآله وأخبره أنها من تربة الأرض التي تقتل فيها أمته (!) ولده الحسين عليه السلام ! فأودعها النبي صلى الله عليه وآله عند أم سلمة وأمرها أن تضعها في قارورة زجاج ، حتى إذا كان يوم عاشوراء وقتل الحسين عليه السلام صار التراب في القنينة دماً صافياً قانياً !!
وهل سمعت أن علياً عليه السلام مرَّ على كربلاء في رجوعه من صفين ، وشم تربتها ، وأخبر بما يكون فيها !
إن هؤلاء العظماء يفهمون بالشم أموراً وأحداثاً حسب درجاتهم.. وهذا علم الشم بعد عالمه يا صديقى .
قال: وهل يوجد اليوم أحد يعرف الطيب والشرير من رائحته ؟
قلت: أما إذا أردت المعرفة القطعية فإنما هي عند الإمام المهدي عليه السلام ، وإن أردت المعرفة التي قد تحصل وقد لاتحصل ، وقد تخطئ وقد تصيب ، فهى عند كل مؤمن حسب درجة إيمانه وصفاء روحه وإرهافها.. أما ترى أنك تشم أحياناً من أشخاص رائحة روحهم الخبيثة ونواياهم الشريرة ، فلا تطيق الكلام معهم ولا الجلوس اليهم.. وتشم من أشخاص رائحة روحهم النورانية ونياتهم الصافية ، فكأنما يهبُّ عليك من أحدهم نسيمُ من الجنة !
قال صديقي: فماذا عن تحول التراب في قارورة أم سلمة الى دم عند قتل الإمام الحسين عليه السلام ؟
قلت: لقد تعجبت عندما رأيت حديث تربة كربلاء والقارورة في مصادر إخواننا السنيين ، وأذكر منها المجلد الثالث من مسند أحمد بن حنبل ، ولكن قبل الكلام فيه أروي لك حديثاً أدهشني ومازال.. يقول:
اعتلَّ الحسين فاشتد وجعه ، فاحتملته فاطمة فأتت به النبى صلى الله عليه وآله مستغيثة مستجيرة ، فقالت: يا رسول الله أدع الله لابنك أن يشفيه ، ووضعته بين يديه ، فقام صلى الله عليه وآله حتى جلس عند رأسه ثم قال: يافاطمة يا بنية ، إن الله هو الذي وهبه لك هو قادر على أن يشفيه . فهبط على جبرئيل فقال: يا محمد ، إن الله لم ينزل عليك سورة من القرآن إلا فيها فاء وكل فاء من آفة ، ما خلا (الحمد لله) فإنه ليس فيها فاء ، فادع بقدح من ماء فاقرأ فيه (الحمد) أربعين مرة ثم صبه عليه فإن الله يشفيه ، ففعل ذلك صلى الله عليه وآله ، فكأنما أنشط من عقال !!
فاعجب يا صديقى إذا أردت العجب ، وفكر في قدرة معمار القرآن الذي حسب حساباً لكل حرف أين يوضع ، وأين لايوضع !
ثم في دلالات الحروف فوق دلالات الكلمات ، فهذا الحرف يدل على ما مضى ، وهذا يدل على نوع من الأحداث ، وذاك على نوع آخر !
ثم في تأثير تلاوة سورة الحمد في الماء لأنها بلا فاء ! وتأثير الماء في بدن لمريض ، وتأثير التكرار سبع مرات أوعشراً أو أربعين !
ثم في طريقة تفكير الزهراء عليها السلام وتصرفها ، وطريقة تفكير النبيى وتصرفه ثم لماذا كان الحسين هبة مبتدأة من الله تعالى بدون أن تقترح الزهراء على ربها شيئاً ؟ كما كان تزويجها بعلي أمراً مبتدءً من الله تعالى منذ أن تقبلها من أبيها وأمها ولم يكن لهما حق شرعاً في تزويجها !
وإذا انفتح لك هذا الباب وعرفت أن المسألة أوسع من محيطنا وقوانينه ، فلماذا لاتكون أرض كربلاء من نوع خاص ، ويكون لاختلاط دم الحسين عليه السلام بها تأثيراً فيزيائياً خاصاً !
لماذا لا نفترض قوانين فيزيائية عليا فوق مانعرفه من قوانينها الدنيا ؟
إن أمر عدد من بقاع الأرض كالكعبة ومكة وحرمها ، ومسجد النبي صلى الله عليه وآله ، وبيت المقدس ، والطور وغيرها ، لايمكن أن نفسر أحاديثها وأحداثها إلا بافتراض قوانين فيزيائيه من


(( يتبع ))