حديث مدينة العلم والحكمة
*المستدرك(ج3)مناقب أميرالمؤمنين علي:حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب... عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم:[أنَا مَدِينَةُ العِلْـم وعَـلِيٌّ بَابُها،فَمَنْ أَرَادَ المدينةَ فَلْيَأْتِ البَابَ].
قال الحاكمُ:هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه*وأبو الصّلتِ(راوي هذا الحديث) ثِقَةٌ مَأْمُونٌ فإنِّي سمعتُ أبا العباس محمدَ بنَ يعقوب في التاريخ يقول: سمعتُ العباسَ ابنَ محمد الدوري يقول: سألتُ يحيى بنَ معين عن أبي الصلت الهروي، فقال:ثِقَةٌ،فقلتُ:أَلَيْسَ قد حَدَّثَ عن أبي معاوية عن الأعمش: [أنا مدينة العلم]فقال:قد حَدَّثَ به محمدُ بنُ جعفر الفيدي، وهو ثقةٌ مأمونٌ، سمعتُ أبا نصر أحمد بن سهل الفقيه القباني إِمَام عَصْرِه ببخارى يقول:سمعتُ صالحَ بنَ محمد بن حبيب الحافظ يقول:وسئل عن أبي الصلت الهروي فقال:دَخَلَ يحيى بنُ معين-ونحن معه-على أبي الصلت فَسَلَّمَ عليه،فلمَّا خَرَجَ تَبِعْتُه فقلتُ له:ما تقول–رحمك الله-في أبي الصلت؟ فقال:هو صَدُوقٌ0فقلتُ له:إنه يَرْوِي حديثَ الأعمشِ عن مجاهد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم:[أنا مدينة العلم وعليٌّ بابُها،فمَنْ أَرَادَ العِلْمَ فلْيَأْتِها مِنْ بابِها]،فقال:قدْ رَوَى هذا(الحديث)ذاكَ الفيدي عن أبي معاوية عن الأعمش كما رواه أبو الصلت. وقال بعده: حَدَّثَنَا بِصِحَّةِ مَا ذَكَرَه الإمامُ أبو زكريا(قال)حدثنا يحيى بن معين...حدثنا محمد بن جعفر الفيدي (قال) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله: [أنَا مدينةُ العِلْمِ وعليٌّ بابُها، فمَنْ أَرَادَ المدينةَ فَلْيَأْتِ البَابَ].
قال الحسين بن فهم:حَدَّثَنَاهُ أبو الصلت الهروي عن أبي معاوية*قال الحاكمُ:لِيَعْلَمَ المُسْتَفِيدُ لِهَذا العِلْمِ أنَّ الحسينَ بنَ فهم بن عبد الرحمن ثقةٌ مَأْمُونٌ حَافِظٌ ولهذا الحديثِ شاهِدٌ مِن حديثِ سفيـان الثوري بإسْنادٍ صحيح: حدثني أبو بكر محمد بن علي الفقيه الإمام الشاشي القفال ببخارى، وأنَا سألتُه(قال)حدثني النعمانُ بنُ الهارون البلدي ببلد مِنْ أَصْلِ كِتَابِه(قال)حدثنا أحمدُ بن عبد الله بن يزيد الحراني (قال) حدثنا عبد الرزاق(قال)حدثنا سفيان الثوري عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن عبد الرحمن بن عثمان التيمي قال:سمعتُ جابرَ بنَ عبد الله يقول:سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:[أَنَا مدينةُ العِلْم وعليٌّ بابُها،فمَنْ أَرَادَ العلمَ فَلْيَأْتِ البابَ].
*الترمذي(ج5)مناقب علي بن أبي طالب:(ح 3807)عن الصناجي عن عليٍّ قال:قال رسولُ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم:[أَنَا دارُ الحِكْمَةِ وعليٌّ بابُها].
حديث الطائر المشوي
*الترمذي(ج5)(ح3805)عن أنس بن مالك قال:كان عند النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم طائرٌ قد طُبِخَ له فقال:[اللهم ائْتِنِي بِأَحَـبِّ خَلْقِك إليك يَأْكُل مَعِي هذا الطَّيْرَ ]، فجَاءَ عليٌّ فَأَكَلَ مَعَه.
*المستدرك(ج3)فضائل أمير المؤمنين علي:حدثني أبو علي الحافظ أَنْبَأَ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أيوب الصفار وحميدُ بنُ يونس بن يعقوب الزيات(قالا)...عن يحيى بن سعيد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:كُنْتُ أَخْدُمُ رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم ،فَقُدِّمَ لِرسولِ الله صلى الله عليه وآله فَرْخٌ مَشْوِيٌّ فقال: [اللهم ائْتِنِي بِأَحَبِّ خَلْقِك إليك، يَأْكُل مَعِي مِن هذا الطَّيْر]،قال (أنس) فقلتُ: اللهم اجْعَلْه رَجُلاً مِن الأنصار،فجَاءَ عليٌّ رضي الله عنه،فقلتُ:إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وآله عَلَى حَاجَةٍ ثم جاءَ(الإمـامُ عليٌّ) فقلتُ:إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وآله عَلَى حَاجَةٍ،ثم جاءَ(الإمامُ عليٌّ)،فقال رسولُ الله صلى الله عليه وآله: [افْتَحْ]، فَدَخَلَ(الإمامُ عليٌّ)،فقال رسولُ الله صلى الله عليه وآله (للإمام عليٍّ): [مَا حَبَسَك عَلَيَّ؟]فقال:إنَّ هذه آخِر ثلاثِ كَرَّاتٍ يَرُدُّنِي أَنَسٌ يَزْعُمُ أنَّك على حاجة،فقال(النبيُّ صلى الله عليه وآله لأَنس):[مَا حَمَلَك على مَا صَنَعْتَ؟] فقلتُ: يا رسول الله..سمعتُ دعاءَك فأَحْبَبْتُ أنْ يكون رجلاً مِن قَوْمِي،فقال رسولُ الله صلى الله عليه وآله:[إنَّ الرَّجُلَ قد يُحِبُّ قوْمَه].قال الحاكمُ:هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وقد رَوَاهُ عن أنس جماعةٌ مِن أصحابِه زيادةً على ثلاثين نَفْسًا، ثم صَحَّت الروايةُ عن عليٍّ وأبي سعيد الخدري وسفينة،وفِي حديثِ ثابت البناني عن أنس زيادةُ أَلْفَاظٍ،كمَا حَدَّثنا بِهِ الثِّقَةُ المَأْمُونُ أبو القاسم الحسن بنُ محمد بن الحسين بن إسماعيل بن محمد بن الفضل بن علية بن خالد السكوني بالكوفة مِنْ أَصْلِ كتابه (قال) حدثنا عبيدُ بنُ كثير العامري (قال) حدثنا عبد الرحمن بن دبيس،{وحدثنا}أبو القاسم (قال) حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي (قال) حدثنا عبد الله بن عمر ابن أبان بن صالح{قالا}حدثنا إبراهيم بن ثابت البصري القصار(قال)حدثنا ثابت البناني أنَّ أنسَ بنَ مالك رضي الله عنه كان شَاكِيًا،فَأَتَاهُ محمدُ بنُ الحجاج يَعُودُه في أصحابٍ له، فَجَرَى الحديثُ حتَّى ذَكَرُوا عليًّا رضي الله عنه،فَتَنَقَّصَه محمدُ بنُ الحجاج، فقال أنسُ:مَنْ هذا؟! أَقْعِدُوني، فَأَقْعَدُوه، فقال: يا ابنَ الحجاج..الا أَرَاك تنقص عليَّ بن أبي طالب! والذي بَعَثَ محمدًا صلى الله عليه وآله بالحَقِّ لقد كُنْتُ خادِمَ رسولِ الله صلى الله عليه وآله بيْن يَدَيْه،وكـان كلّ يوْمٍ يَخْدُم بيْن يَدَيْ رسولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم غلامٌ مِن أبْناءِ الأنصار،فكَانَ ذلك اليومُ يَوْمِي، فجَاءَت أمُّ أيْمَن مَوْلاةُ رسولِ الله صلى الله عليه وآله بِطَيْرٍ،فوَضَعَتْهُ بيْن يَدَيْ رسولِ الله صلى الله عليه وآله،فقال رسولُ الله صلى الله عليه وآله:[يا أمَّ أيمن..مَا هذا الطائر؟]قالت:هذا الطائرُ أَصَبْتُه، فصَنَعْتُه لك،فقال رسولُ الله صلى الله عليه وآله:[اللهم جِئْنِي بِأَحَــبِّ خَلْقِــك إليك وإِلَـيَّ ، يَأْكُل مَعِي مِنْ هذا الطائر]، وضُرِبَ البابُ،فقال رسولُ الله صلى الله عليه وآله:[يا أنس..انْظُرْ مَن عَلَى الباب]، قلتُ:اللهم اجْعَلْهُ رجلاً مِن الأنصار، فذهَبْتُ، فإذا عليٌّ بالباب، قلتُ:إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وآله على حاجةٍ، فجِئْتُ حتى قُمْتُ مَقَامِي،فلمْ أَلْبث أنْ ضُرِب البابُ،فقال:[يا أنس..انْظُرْ مَن على الباب]،فقلتُ:اللهم اجعله رجلاً مِن الأنصار، فذهبتُ فإذا عليٌّ بالباب، قلتُ:إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وآله على حاجةٍ، فجئْتُ حتى قمْتُ مقامي،فلم أَلْبث أنْ ضُرِبَ البابُ،فقال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم:[يا أنس..اذْهَبْ فَأَدْخِلْه، فَلَسْتَ بِأَوَّلِ رَجُلٍ أَحَبَّ قوْمَه،ليْسَ هو مِن الأنصار] فذهبتُ، فَأَدْخَلْتُه، فقال(النبيُّ صلى الله عليه وآله): [يا أنس..قَرِّب إليه الطَّيْـرَ ] قال(أنس): فـوَضَعْتُه بيْن يَدَيْ رسولِ الله صلى الله عليه وآله،فَأَكَلا جَمِيعًا. قال محمدُ بن الحجاج: يا أنس..كان هذا بِمَحْضَرٍ مِنْك؟ قال:نعم.قال: أُعْطِي باللهِ عَهْدًا أن لا أَنْتَقِصَ عليًّا بعد مقامي هذا،ولا أَعْلَم أَحَدًا يَنْتَقِصه إِلا أَشَنْتُ له وَجْهَه.
أقول:لاحِظوا قَوْلَ النبي صلى الله عليه وآله لأَنس:[ليس هو مِن الأنصار] فإنَّه مِن هذا نَعْلَم بأنَّ النبي صلى الله عليه وآله يَعْلَم مَن هذا الرجلُ الأحبّ إلى الله ورسوله، بِقَرِينَةِ نَفْيِهِ كَوْنَه مِن الأنصار، ولكنه أَرَادَ أنْ يُبَيِّن للأمَّةِ-عن طريقِ أنس-أنَّ الإمامَ عليًّا هو أحبُّ الخَلْقِ إلى اللهِ جلّ وعلا وإلى رسولِه صلى الله عليه وآله.
*المستدرك(ج3)مناقب علي بن أبي طالب:أخبرنا إبراهيم بن إسماعيل القارى... عن زيد بن أسلم أن أبا سنان الدؤلي حدَّثَه أنَّه عادَ عليًّا رضي الله عنه في شَكْوى له أَشْكَاها، قال(أبو سنان الدؤلي): فقلتُ له:لقد تَخَوَّفنا عليك يا أمير المؤمنين في شكواك هذه.فقال(الإمامُ علي عليه الصلاة والسلام):لَكِنِّي والله مَا تَخَوَّفتُ على نفسي مِنه، لأني سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وآله الصادقَ المصدوقَ يقول: [إنـك سَتُضْرَب ضرْبَة هاهنا وضرْبة هاهنا-وأشار إلى صِدْغَيْه-فيَسِيل دَمُها حتى تَخْتَضِب لِحْيتُك،ويكون صاحبُها أَشْقَاها كمَا كان عاقِرُ النَّاقةِ أَشْقَى ثمُود].
أقول:(صاحبها)أي:الذي يَضْرب الإمامَ عليًّا عليه الصلاة والسلام،وهو صاحب الضربة عبد الرحمن بن ملجم المرادي.
مَن هذا عليٌّ؟ وما مقامه عند الله عز وجل؟حتى يَصِفَ الرسولُ صلى الله عليه وآله قاتِلَه بأنه أشْقَى هذه الأمَّة كمَا كان عاقرُ ناقةِ النبي صالح أشْقى الأوَّلين. يَتَّضِح الأمْرُ بالتَّأَمُّل في هَوِيَّةِ تلك الناقة وما كانت تُمَثِّله لِقَوْمِ ثمود،فقد كانت آيَةَ الله لهم.
وقال الحاكمُ بعده:أخبرنا أبو جعفر محمد بن عبد الله البغدادي...عن السرى بن يحيى عن ابن شهاب قال:قَدِمْتُ دمشقَ وأَنَا أُرِيد الغزوَ،فأَتَيْتُ عبدَ الملك لأُسَلِّمَ عليه، فوَجَدْتُه في قبةٍ على فرش، بِقُرْب القائم،وتحته سماطان، فسلَّمتُ،ثم جلستُ، فقال لي:يا ابن شهاب .. أَتَعْلَم مَا كان في بيْتِ المَقْـدِس صَبَاحَ قُتِلَ عليُّ بن أبي طالب؟ فقلتُ:نعم، فقال:هَلُمَّ، فقمْتُ مِن وراء الناس،حتى أَتيْتُ خلْفَ القبة، فحَوَّلَ إِلَيَّ وجْهَه فأَحْنَا عَلَيَّ فقال: ما كان؟ فقلتُ:
لمَ يُرْفَع حَجَرٌ مِن بيْتِ المقدس إلا وُجِدَ تحْته دَمٌ.
*المستدرك(ج3)ذِكْر مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب:أخبرني أحمد بن بالويه العقصي عن الزهري أنَّ أسماء الأنصارية قالت:
ما رُفِعَ حَجَرٌ بإِيلْيَاء لَيْلَةَ قُتِلَ عليٌّ إلا وَوُجِدَ تحْته دَمٌ عَبِيط.
أقول:الله أكبر!مَن عليٌّ عند الله تعالى حتى أنه يَخلُقَ دَمًا تحت كلِّ حَجَرٍ مِن أحجارِ بيْتِ المقدس بِمُنَاسَبِةِ شَهادَتِه ورَحِيلِه إلى الملأ الأعلى؟ صلَّى الله عليك يا أميرالمؤمنين.
وقال الحاكمُ في هذا الباب:حدثنا علي بن حمشاذ العدل...عن أبي عثمان النهدي أنَّ عليًّا رضي الله عنه قـال:بَيْنمَا رسولُ الله صلى الله عليه وآله آخِذٌ بِيَدِي ونحْن في سِكَكِ المدينةِ إِذْ مَرَرْنا بِحَديقةٍ،فقلتُ:يا رسول الله..ما أحسَنها مِن حديقة!قال:[لك في الجَنـــَّةِ أَحْسَن مِنها].





رد مع اقتباس
المفضلات