النتائج 1 إلى 15 من 31

الموضوع: الرسالة الوثيقة في ثبْت لفْتة الحقيقة

العرض المتطور

  1. #1
    عضو فعال
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    المشاركات
    30
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    192

    Post رد: الرسالة الوثيقة في ثبْت لفْتة الحقيقة

    الحاشية:

    *البخاري(ج8)كتاب الأحكام(في أوَّلِه):عن أبي هريرة أنَّ رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم قال:[مَن أطاعَنِي فقد أطـاع اللهَ ومَن عصانِي فقد عصى اللهَ،ومَن أطاع أَمِيرِي فقد أطاعني،ومَن عصى أميري فقد عصاني].

    *ورَوَى مِثْلَه النسائي في صحيحه(ج7)مِن كتاب البيعة0في الحَضّ على طاعة الإمام.

    *المستدرك(ج3)فضائل علي بن أبي طالب: أخبرنا أبو أحمد محمد بن محمد الشيباني... عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله: [مَن أطاعَِني فقد أطاع اللهَ ومَن عصانِي فقد عصى اللهَ،ومَن أطاع عليًّا فقد أطاعني،ومَن عصى عليًّا فقد عصاني].

    *المستدرك(ج3)كتاب فضائل الصحابة.ذِكْر جابر بن سمرة السوائي:حدثني محمد بن صالح بن هانئ...حدثنا جرير عن المغيرة عن الشعبي عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: كنتُ عند رسول الله صلى الله عليه وآله فسمعتُه يقول: [لا يَزَالُ أَمْرُ هذه الأُمَّةِظاهِرًا حتى يَقُومَ اثْنَاعشر خليفةً]،وقال كلِمَةً خَفِيَت عَلَيَّ، وكان أبي أَدْنَى إليه مَجْلِسًا مِنِّي فقلتُ:مَا قال؟فقال:[كلُّهم مِن قريش].

    وقد رَوَى جابرُ ابن سمرة عن أبيه حَدَّثنا آخَر.

    *البخاري(ج8)كتاب الأحكام.باب الأمراء من قريش: قال ابنُ عمر: قال رسولُ الله صلى الله عليه (وآله) وسلم: [لا يَزَال هذا الأَمْرُ في قريش مَا بَقِيَ منهم اثْنَان].

    وروَى مثلَه مسلمٌ في صحيحه والحاكمُ في مستدركه وغيرُهما.

    أقول:البخاري عَقَد هذا البابَ للحديث عن أحكام الإمَارَة والأمراء في الإسلام، وأتَى بالحديث الماضي هنا،فالمقصودُ مِن كلمة(الأمر)هو الخلافة والإمارة بعد النبي صلى الله عليه وآله،والحديثُ صَرِيحٌ في أنَّ الإمارة والخلافةَ لَنْ تَخْرُج مِن قريش، ونحن نَرَى أنَّ الخلافةَ والحكومةَ الظاهريَّةَ قد خَرَجَت مِن القرشيين قَطْعًا، فهل يُخطِئ أو يَشْتَبِه النبيُّ في إخبَارِه وهو الذي{ما يَنْطِق عن الهوَى*إنْ هو إلا وَحْيٌ يُوحَى}؟! إذن الرسول صلى الله عليه وآله ليس بِصَدَدِ الإخبَار عمَّن سَيَحْكُم ظاهِرًا بين الناس حتى لو كان بالقوَّة والقَهْر والغَلَبَة أو بالشورَى،وإنما هو بِصَدَدِ تَعْرِيف الأمَّة وإخْبَارها بأنَّ الحُكَّامَ والأمَرَاءَ الشَّرْعِيِّين هم مِن قريش، وحَدَّدَ عَدَدَهم وأنهم اثنا عشر فقط،لا ينقصون ولا يزيدون، وهذا لا يَتَأَتَّى أبدًا إلا على مَذهبنا نحن الإمامية ولله الحمد رب العالمين..

    *صحيح مسلم(ج6)كتاب الإمارة. باب الناس تبع لقريش والخلافة في قريش: ...حدَّثنا قتيبةُ بن سعيد(قال)حدثنا جرير عن حصين عن جابر بن سمرة قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه(وآله) وسلم يقول(نفس الحديث الآتي) وحدثنا رفاعة بن الهيثم الواسطي-واللَّفظُ له-(قال) حدثنا خالد - يعني ابن عبد الله الطحان- عن حصين عن جابر بن سمرة قال: دَخَلْتُ مَعَ أَبِي علَى النبي صلى الله عليـه (وآله)وسلم فسمعتُه يقول: [إنَّ هذا الأَمْرَ لايَنْقَضِي حتى يَمْضِي فيهم اثْنَاعشر خَلِيفَةً]، قال(الراوي): ثم تَكَلَّمَ (النبيُّ صلى الله عليه وآله) بِكَلامٍ خَفِيَ عَلَيَّ، قال(الراوي): فقلتُ لأَبِي: مَا قال؟ قال (أبُوه إنَّ النبي صلى الله عليه وآله قال): [كُلُّهم مِن قريش].

    وروَى مسلمٌ بعده مباشرةً:حدثنا ابن أبي عمر(قال)حدثنا سفيان عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال:سمعتُ النبي صلى الله عليه(وآله)وسلم يقول: [لا يزال أَمْرُ الناس مَاضِيًا مَا وَلِيَهم اثناعشر رَجُلاً]،ثم تَكَلَّمَ النبيُّ صلى الله عليه (وآله) وسلم بِكَلِمَةٍ خَفِيَت عَلَيَّ فسَأَلْتُ أَبِي:مَاذا قال رسولُ الله صلى الله عليه (وآله) وسلم؟ فقال: [كلُّهم مِن قريش].

    وقال مسلمٌ بعده:حدثنا هداب بن خالد الأزدي(قال)حدثنا حماد بن سلمة عن سماك بن حرب قال:سمعتُ جابرَ بن سمرة يقول:سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يقول: [لا يزال الإسلامُ عَزِيزًا إِلَى اثنَيْ عشر خليفة]،ثم قال كَلِمَةً لَمْ أَفْهَمْهَا،فقلتُ لأبي: مَا قال؟ فقال:(قال النبيُّ صلى الله عليه وآله): [كلهم مِن قريش].

    وقال بعده:حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة(قال)حدثنا أبو معاوية عن داود عن الشعبي عن جابر بن سمرة قال:قال النبيُّ صلى الله عليه(وآله)وسلم:[لا يزال هذا الأَمْرُ عَزِيزًا إِلَى اثنَيْ عشر خليفة] قال(الراوي):ثم تَكَلَّم بِشَيْءٍ لم أَفْهَمْه،فقلتُ لأبي: مَا قال؟فقال:[كلُّهم مِن قريش].

    وقال بعده:حدثنا نصر بن علي الجهضمي...حدثنا ابن عون عن الشعبي عن جابر بن سمرة قال: انْطَلَقْتُ إلى رسول الله صلى الله عليه(وآله)وسلم،ومَعِي أَبِي فسمعتُه يقول (النبيُّ صلى الله عليه وآله):[لا يزال هذا الدِّيـنُ عَزِيزًا مَنِيعًا إِلَى اثنَيْ عشر خليفة]فقال كَلِمَةً صَمَّنِيهَا الناسُ،فقلتُ لأبي:مَا قال؟قال:[كلُّهم مِن قريش].

    وقال بعده:حدثنا قتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة...عن المهاجر بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال:كَتَبْتُ إلى جابر بن سمرة مَعَ غلامي نافِعٍ: أنْ أَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ سمعتَه مِن رسول الله صلى الله عليـه(وآله) وسلم، قال: فَكَتَبَ إِلَيَّ: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم يوْمَ جمعةٍ عَشِيَّةَ رَجْمِ الأَسْلمي يقول: [لا يزال الدِّينُ قائِمًا حتى تَقُـومَ الساعةُ أو يَكُون عليكم اثناعشر خليفة كلُّهم مِن قريش وسمعته يقول:[عصيبة مِن المسلمين يفتتحون البيت الأبيض بيت كسرى أو آل كسرى]، وسمعتُه يقـول:[إنَّ بين يدي الساعة كذابين فاحذروهم]،وسمعته يقول:[إذا أعطى اللهُ أحدَكم خيرًا فليبدأ بنفسه وأهل بيته]، وسمعتُه يقول:[أنا الفَرْطُ على الحوض].

    *الترمذي(ج3)(ح2323):عن جابر بن سمرة قال:قال رسولُ الله صلى الله عليه (وآله) وسلم: [يَكُون مِنْ بَعْدِي اثنـاعشر أَمِيرًاقال(الراوي):ثم تكلم بِشَيْءٍ لم أَفهَمه، فسألتُ الذي يَلِينِي،فقال:قال(النبيُّ صلى الله عليه وآله):[كلُّهم مِن قريش].

    وذكَرَ الترمذيُّ أكثرَ مِن طَرِيقٍ لهذا الحديث الشريف.

    *صحيح أبي داود(ج2)تحت عنوان:(آخر كتاب الفتن)كتاب المهدي: (ح4279): عن إسماعيل-يعني ابن أبي خالد-عن أبيه عن جابر بن سمرة قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه(وآله) وسلم يقول:[لا يزال هذا الدِّيـنُ قائِمًا حتى يَكُون عليكم اثناعشر خليفة كلُّهم تَجْتَمِع عليه الأُمَّة]،فسمعتُ كلامًا مِن النبي صلى الله عليه(وآله)وسلملم أَفهَمْه، قلتُ لأَبي:مَا يقول؟ قال:[كلهم مِن قريش].

    أقول:سيأتي إن شاء الله بأنَّ مَعنى(اجْتِمَاعَ الأمَّة عليهم)هو اجتماعها في زَمَن الإمام المهدي عليه الصلاة والسلام،ولَعَلَّ مِن الدّلائل على ذلك أنَّ أبا داود (الحافظ) روَى هذه الروايات فيما يَخُصّ الإمام المهدي عليه السلام،تحت عنوان(كتاب المهدي).

    وبعده:(ح4280):حدثنا موسى بن إسماعيل...حدثنا داود عن عامر عن جابـر ابن سمرة قال:سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم يقول:[لا يزال هذا الدِّينُ عَزِيزًا إلى اثني عشر خليفة]قال(الراوي):فكَبَّرَ الناسُ،وضَجُّوا،ثم قال كَلِمَةً خَفِيَّة،قلتُ لأبي:يا أبتِ..مَا قال؟قال:[كلهم مِن قريش].

    وبعده:(ح4281):حدثنا ابنُ نفيل...حدثنا الأسودُ بن سعيد الهمداني عن جابر بن سمرة، بهذا الحديث،زَادَ(في رواية هذا الحديث):فلمَّا رَجَعَ إلى مَنْزِلِه أَتَتْهُ قريشٌ فقالوا:ثم يكون مَاذا؟ فقال(النبيُّ صلى الله عليه وآله):[ثم يَكُون الهَرجُ].

    أقول:مِن الدّلائل على أنَّ الخلفاء الاثني عشر هم الأئمة الذين نَعتقد بإمامتهم،أنَّه يكون بعد الإمام الثاني عشر (الإمام المهدي) الهرج والمرج، ثم قيام القيامة.

    *المستدرك(ج4ص501)كتاب الفتن والملاحم.ذِكْر ثلاثِ خلالٍ لابد منها لأمراء قريش: حدثني محمد بن صالح بن هانئ...عن مسروق قال:كُنَّا جُلُوسًا لَيْلَةً عند عبدِالله يُقْرِئُنا القرآنَ،فسَأَلَه رَجُلٌ فقال:يا أباعبدالرحمن..هل سأَلْتم رسولَ الله صلى الله عليه وآله كَمْ يَمْلِك هذه الأمَّةَ مِن خليفة؟فقال عبدُالله:مَا سَأَلَنِي عن هذا أَحَدٌ مُنذ قَدِمْتُ العراق قبلك،قال(عبدالله):سَأَلْنَاه فقال(النبيُّ صلى الله عليه وآله):[اثناعشر،عِدَّةُ نُقَبَاءِ بَنِي إسْرَائِيل].

    *المستدرك(ج3)ذِكْر أبي جحيفة السوائي:حدثنا علي بن عيسى...عن عون ابن أبي جحيفة عن أبيه قال:كنتُ مع عَمِّي عند النبي صلى الله عليه وآله فقال: [لا يزال أَمْــرُأُمَّتِي صالِحًا حتى يَمْضِي اثنـاعشر خليفة]،ثم قال كَلِمَةً وخَفضَ بها صَوْتَه،فقلتُ لِعَمِّي-وكان أَمَامِي-:مَا قال يا عَمّ؟قال:قال يا بُنَيَّ:[كلُّهم مِن قريش].

    *أختمحديثي عن هذه العقيدة بذِكْرِ ما قاله الشيخُ الحافظ سليمان القندوزي الحنفي في كتابه(ينابيع المودة لذوي القربى) (ج3) الباب السابع والسبعون: في تحقيقِ حديثِ(بعدي اثناعشر خليفة): عن عبدالملك بن عمير عن جابر بن سمرة قال: كنتُ مع أبي عند النبي صلى الله عليه(وآله) وسلم فسمعتُه يقول:[بَعْدِي اثناعشر خليفة]،ثم أََخْفَى صَوْتَه،فقلتُ لأبي:ما الذي أخفى صوته؟قال:قال(النبيُّ صلى الله عليه وآله):

    [كلُّهم مِن بني هاشم].

    وروى القندوزي الحَنَفِي بعد عدَّة صفحات:(ح12)عن عليٍّ كرم الله وجهه قال:قال رسولُ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم:[الأئمَّةُ مِن وُلْدِي،فَمَن أطاعَهم فقد أطاعَ اللهَ ومَن عَصَاهم فقد عَصَى اللهَ،هم العرْوَةُ الوثقى والوسيلةُ إلى الله جل وعلا].و قال بعده:{قال بعضُ المُحَقِّقِين:الأحاديث الدالة على كون الخلفاء بعده (ص)اثني عشر قد اشتهرت مِن طرق كثيرة، فبِشَرْحِ الزَّمَان و تَعْريفِ الكَوْنِ والمَكانِ عُلِمَ أنَّ مُرَادَ رسول الله(ص)مِن حديثه هذا الأئمةُ الاثنا عشر مِن أهل بيته وعترته، إذ لا يمكن أن يُحْمَل هذا الحديث على الخلفاء بعده مِن أصحابه، لِقِلَّتِهم عن اثني عشر،ولا يمكن أن يُحْمَلَه على الملوك الأمَوِيَّة لِزِيَادَتِهم على اثني عشر، ولِظُلْمِهم الفاحش إلا عمر بن عبد العزيز،ولِكَوْنِهم غيْرَ بَنِي هاشم، لأنَّ النبي (ص) قال"كلهم مِن بني هاشم"في رواية عبد الملك عن جابر، وإخفاءُ صَوْتِه (ص) في هذا القوْل يُرَجِّح هذه الرواية،لأنهم(قريش)لا يُحْسِنُون خلافةَ بني هاشم. ولا يمكن أن يُحْمَلَه على الملوك العَبَّاسِيَّة لِزِيَادَتِهم على العدد المذكور، ولِقِلَّةِ رِعَايَتِهم الآيةَ(قل لا أسألكم عليه أجرًا إلا المودة في القربى)وحديثَ الكساء، فلا بد من أن يُحْمَل هذا الحديث على الأئمة الاثني عشر مِن أهل بيته وعترته(ص) لأنهم كانوا أعْلَمَ أهل زمانهم وأجلَّهم وأوْرَعهم وأتقاهم،وأعلاهم نسبًا، وأفضلهم حسبًا،وأكرمهم عند الله، وكان علمُهم عن آبائهم مُتَّصِلاً بِجَدِّهم (ص) وبالوراثة واللَّدُنِيَّة،كذا عرفهم أهلُ العلم والتحقيق وأهلُ الكشف والتوفيق.ويؤيد هذا المعنى-أي أنَّ مرادَ النبي(ص) الأئمة الاثنا عشر من أهل بيته-ويشهده ويرجِّحه حديثُ الثَّقَلَيْن،والأحاديثُ المُتَكَثِّرَة المذكورة في هذا الكتاب وغيرُها. وأما قوله(ص): "كلهم تجتمع عليه الأمة"في روايةٍ عن جابر بن سمرة فمُرَادُه (ص) أنَّ الأمَّة تجتمع على الإقرارِ بإمامةِ كلِّهم وَقْتَ ظهورِ قائِمِهم المهدي (رضي الله عنهم).(ينابيع المودة لذوي القربى)للقندوزي(ج3).تحقيق: سيد علي جمال أشرف الحسيني. الطبعة الأولى(1416هـ)دار الأسوة للطباعة والنشر.

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم



  2. #2
    عضو فعال
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    المشاركات
    30
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    192

    Post رد: الرسالة الوثيقة في ثبْت لفْتة الحقيقة

    جاء في الرسَالة:

    {2-في الجزء الرابع من(كتاب بدء الخلق. باب مناقب علي بن أبي طالب): قال النبي صلى الله عليه(وآله)وسلم لعلي: [أنت مني وأنا منك].

    أقول:ذكر البخاري بعد هذا الحديث الشريف مباشرة ما يلي:وقال عمر:توفي رسول الله صلى الله عليه(وآله)وسلم وهو عنه رَاضٍ.

    فتَأَمَّلْ - يا أستاذي العزيز - مَعْنَى أنَّ كلاً منهما(الرسول الأعظم وعليًّا صلوات الله عليهما وآلهما)مِن الآخر،بعد قَوْلِ عمر}.

    الحاشية:

    *البخاري(ج3)كتاب الصلح:وقال(النبيُّ صلى الله عليه وآله)لِعَلِيٍّ:[أنتَ مِنِّي وأنا مِنْك].

    *البخاري.كتاب الصلح(ج3)باب(كيف يكتب: هذا ما صالح فلان ابن فلان، ولم ينسبه إلى قبيلة،أو نسبه):...وقال(النبيُّ صلى الله عليه وآله)لِعَلِيٍّ: [أَنْتَ مِنِّي وأَنا مِنْك].

    *ورَوَى الحاكمُ في المستدرك(ج3)تحت عنوان: (فضائل أبي عبدالله بن علي الشهيد رضي الله عنهما): عن يعلى العامري أنه خَرَجَ مع رسولِ الله صلى الله عليه وآله...(إلى أنْ قال): فقال(النبيُّ صلى الله عليه وآله): [حسينٌ مِنِّي وأنَا مِنْ حسينٍ،أَحَبَّ اللهُ مَنْ أَحَبَّ حسينًا،حسينٌ سِبْطٌ مِن الأسْبَاط].

    *فائدة في معنى(السبط):

    ذَكَرَ العالمُ المحدِّث والفقيه المفسر فخرُ الدين الطريحي في كتابه(مجمع البحرين ومطلع النيرين)في(ج2ص326)في باب حرف السين عندما تعرَّضَ لكلمة(سبط)، قال: (...والأسباطُ أولادُ الولد،جَمعُ سِبْطٍ،مثل حمل وأحمال. والأسباط في بني يعقوب(النبي)كالقبائل في ولد إسماعيل،وهم اثنا عشر ولدًا ليعقوب،وإنما سُمُّوا هؤلاء بالأسباط وهؤلاء بالقبائل لِيُفصَل بين ولد إسماعيل وولد إسحاق0وقد بُعث منهم عدة رُسُل كيوسف وداود وسليمان وموسى وعيسى.

    وعن ابن الأعرابي:الأسباطُ خاصَّةُ الأولاد.

    وفي الحديث:(الحسن والحسين سبطا رسول الله صلى الله عليه وآله)، أي:طائفتان وقطعتان.

    وفي الخبر:(الحسين سبطٌ من الأسباط)،أي:أُمَّة مِن الأمَم في الخير.

    ويُحتمل أن يُرادَ بالسبط القبيلةُ،أي:يَتَشَعَّبُ منهما نَسْلُه يعني يتشعب من الحسنين نسلُ النبي صلى الله عليه وآله.

    نعود إلى صُلْب الموضوع:

    *المستدرك(ج3كتاب المغازي والسير)بعد ذكره للأنفال والغنائم وفضيلة العتاق ووفاة أبي ذر،قال الحاكمُ: حدثنا أحمد بن كامل القاضي...جميع بن عمير الليثي قال: أتَيْتُ عبدَالله بن عمر رضي الله عنهما فسألتُه عن عليٍّ رضي الله عنه، فانْتَهَرَنِي، ثم قال: ألا أُحَدِّثك عن عليٍّ: هذا بيْتُ رسول الله صلى الله عليه وآله في المسجد وهذا بيْتُ عليٍّ رضي الله عنه.إنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله بَعَثَ أبا بكر وعمرَ رضي الله عنهما بِبَرَاءَةَ إلى أهل مكة، فانطلقا فإذا هما برَاكِبٍ، فقالا: مَن هذا؟ قال: أنا عليٌّ يا أبا بكر، هَاتِ الكتابَ الذي معك.قال(أبوبكر): وَمَا لِي؟! قال: والله ما علمت إلا خيرًا، فأَخَذَ عليٌّ الكتابَ فذهَبَ به،وَرَجَعَ أبو بكر وعُمَرُ رضي الله عنهما إلى المدينة فقالا: مَا لنا يا رسول الله؟! قال(النبيُّ صلى الله عليه وآله): [مَـا لكما إلا خير،ولكن قِيلَ لِي:إنَّه لا يُبَلِّغ عنك إلا أنتَ أو رَجُلٌ مِنك].

    وروى بعده:حدثنا أبوبكر محمد بن أحمد بن الوليد...عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله بَعَثَ أبا بكر،وأمَرَه أنْ يُنَادِي بهؤلاء الكلمات،فأَتْبَعَه عَلِيًّا، فَبَيْنَا أبوبكر بِبَعض الطريق إِذ سَمِعَ رُغَاءَ ناقَةِ رسولِ الله صلى الله عليه وآله،فَخَرَجَ أبو بكر فَزِعًا فَظَنَّ أنه رسولُ الله صلى الله عليه وآله، فإذا عَلِيٌّ،فَدَفَعَ إليه كتابَ رسولِ الله صلى الله عليه وآله... .

    *المستدرك(ج3)كتاب معرفة الصحابة0فضائل أمير المؤمنين علي:أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد...عن علِيٍّ رضي الله عنه قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وآله لِي:[أنتَ منِّي وأنا مِنك].

    *الترمذي في سُنَنِه(صحيحه)ج5(نُسْخَةُ مطبعةِ البابي الحلبي وأولاده بمصر) كتاب المناقب:حدثنا سفيان بن وكيع...عن البراء بن عازب أنَّ النبيَّ صلى الله عليه (وآله) وسلم قال لِعليّ بن أبي طالب:[أنت منِّي وأنا مِنك].

    *الترمذي(ج4)أبواب تفسير القرآن.ومِن سورة التوبة:(ح 5085)عن أنس بن مالك قال:بَعَثَ النبيُّ صلى الله عليه(وآله)وسلم بِبَرَاءة مع أبي بكر، ثم دَعَاه فقال(النبيُّ صلى الله عليه وآله):

    [لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ أنْ يُبَلِّغ هذا إلا رَجُلٌ مِن أهْلِي]،فَدَعَا عَلِيًّا فأَعْطاها إيَّاه.

    وبعده:(ح5086)عن ابن عباس قال:بَعَثَ النبيُّ صلى الله عليه(وآله)وسلم أبا بكر،وأمَرَه أنْ يُنَادِي بهؤلاء الكلمات،ثم أَتْبَعَه عَلِيًّا،فَبَيْنَا أبو بكر في بعض الطريق إذ سَمِع رغاءَ ناقةِ رسول الله صلى الله عليه(وآله)وسلم القَصْوَى، فخرَجَ أبو بكر فَزِعًا، فظنَّ أنه رسول الله صلى الله عليه(وآله) وسلم،فإذا عليٌّ،فدَفَعَ إليه كتابَ رسولِ الله صلى الله عليه (وآله) وسلم... .

    *المستدرك(ج2)عن علي بن أبي طالب قال: بعَثَني رسولُ الله صلى الله عليه وآله حِينَ أُنْزِلَت براءة (سورة التوبة)بِأَرْبَع:لا يَطُوف بالبَيْت عريان،ولا يَقْرب المسجدَ الحرامَ مُشركٌ بعد عامهم هذا،ومَن كانت بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وآله عَهْدٌ فهو إلى مُدَّته،ولا يَدخل الجنةَ إلا نفسٌ مسلمة.

    أقول:هذه الرِّوَايةُ صريحةٌ فيما نراه نحن الإماميَّة مِن أنَّ الذي نَادَى بسورة براءة هو الإمام علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام،بعد أنْ نُحِّيَ عن النِّدَاء بها أبو بكر،ومِمَّا مَضَى يمكن أن نفهم روايةَ البخاري هذي:

    البخاري(ج5)ص202عن أبي هريرة قال: بعثني أبو بكر في تلك الحجة في المُؤَذِّنِين..بَعَثَهم يوم النحر يؤذنون بِمِنَى: أَلا يَحجّ بعد العام مشركٌ، ولا يطوف بالبيت عريان.قال حميد: ثم أَرْدَفَ النبيُّ صلى الله عليه(وآله) وسلم بِعَلِيٍّ وأمَرَه أنْ يُؤَذِّنَ ببراءة،قال أبو هريرة: فأذَّنَ معنا عليٌّ في أهل منى يوم النحر ببراءة وأن لا يحج بعد العام مشركٌ،ولا يطوف بالبيت عريان.

    *المستدرك(ج2)تحت عنوان(تواضعه صلى الله عليه وآله): أخبرني الحسين بن علي التميمي...عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وآله يقول لِعَلِيٍّ: [يا علي..الناسُ مِن شَجَرٍ شَتَّى وأنا وأنتَ مِن شجرةٍ واحدةٍثم قرَأَ رسولُ الله صلى الله عليه وآله: {وجناتٍ مِن أعنابٍ ونخيلٍ صنْوان وغير صنوان تُسْقَى بماءٍ واحد}.

    *المستدرك(ج3)فضائل علي بن أبي طالب:حدثني أبو بكر محمد بن علي الفقيه الإمام الشاشي بِبُخَارَى...عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه يقول: سمعتُ رسولَ الله-صلى الله عليه وآله-وآخِذٌ بِضبْعِ عليّ بن أبي طالب وهو يقول: [هذا أمِير البَرَرَة،قاتِل الفَجَرَة،مَنصُورٌ مَن نصَرَه،مَخْذُولٌ مَنْ خَذَلَه]ومَدَّ بها صَوْتَه.

    *المستدرك(ج3)كتاب الهجرة في أوله:أبو بكر أحمد بن إسحاق...عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:شَرَى عليٌّ نفسَه،ولبس ثوبَ النبي صلى الله عليه وآله ثم نام مكانه،وكان المشركون يرمـون رسول الله صلى الله عليه وآله وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله أَلْبَسَه بردةً وكانت قريش تريد أن تقتل النبي صلى الله عليه وآله فجعلوا يرمون عليًّا ويرونه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد لبس بردة... .

    وقال الحاكمُ بعده:(وقد حدثنا)بكر بن محمد الصيرفي بمَرْو...عن علي بن الحسين قال: إنَّ أوَّلَ مَن شرى نفسَه ابْتغاءَ رضوان الله عليُّ بن أبي طالب،وقال عليٌّ عند مبيته على فراش رسول الله صلى الله عليه وآله:

    وقيتُ بنفسي خيْرَ مَن وطئ الحصا * ومَن طاف بالبيت العتيـق وبالحجر

    رسول إلهٍ خافَ أن يمكروا بــه * فنجاه ذو الطول الإلهُ مِن المكــر

    وبات رسولُ الله في الغـار آمـنًا * موقى وفي حفـظ الإله وفي ستــر

    وبِـتُّ أراعيهـم ولم يتهموننـي * وقد وطَّنتُ نفسي على القتل والأسر

    وقال بعده:...عن علي رضي الله عنه قال:لَمَّا كان الليلة التي أمرني رسولُ الله صلى الله عليه وآله أنْ أبِيتَ على فراشه وخرجَ من مكة مهاجرًا انطلق بي رسولُ الله صلى الله عليه وآله إلى الأصنام فقال: [اجلِسْ]فجلستُ إلى جنب الكعبة ثم صَعَدَ رسولُ الله صلى الله عليه وآله على منكبي ثم قال[انهَضْ]فنهضتُ به فلمَّا رأى ضعفي تحته قال [اجلس] فجلستُ فأنزلته عني وجلس لي رسولُ الله صلى الله عليه وآله ثم قال لي:[يا علي..اصعَدْ على منكـبي]،فصعدتُ على منكبيه ثم نهَضَ بي رسولُ الله صلى الله عليه وآله وخُيِّل إليّ أني لو شئتُ نِلْتُ السماءَ، وصعدتُ إلى الكعبة وتنحَّى رسولُ الله صلى الله عليه وآله فألقيتُ صنمَهم الأكبرَ وكان مِن نحاس مُوَتَّدًا بأوتاد مِن حديد إلى الأرض،فقال لي رسولُ الله صلى الله عليه وآله[عَالِجْه]فعالجتُ فما زلتُ أعالجه ويقول رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم:[ايه ايه]فلم أزل أعالجه حتى استمكنتُ منه فقال: [دُقَّهُ]فدَققتُه فكسَرتُه ونزلتُ.

    *الحاكم في مستدركه(ج3كتاب معرفة الصحابة.فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه مِمَّا لم يُخْرِجَاه): عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: بَعَثَ رسولُ الله صلى الله عليه وآله سَرِيَّةً،واستَعمَلَ عليهم عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه،فَمَضَى عليٌّ في السَّرِيَّة، فَأَصَابَ جَارِيَةً، فَأَنْكَرُوا ذلك عليه، فَتَعَاقَدَ أَرْبعةٌ مِن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا لَقِينا النبيَّ صلى الله عليه وآله أَخْبَرناه بمَا صَنَعَ عليٌّ.قال عمران: وكان المسلمون إذا قدموا مِن سفر بدؤوا برسول الله صلى الله عليه وآله فنظروا إليه وسلموا عليه ثم انصرفوا إلى رحالهم، فَلَمَّا قَدِمَت السريةُ سلموا على رسول الله صلى الله عليه وآله،فقامَ أحدُ الأربعةِ فقال: يا رسول الله..ألَمْ تَرَ أنَّ عليًّا صَنَعَ كذا وكذا؟! فَأَعْرَضَ عنه،ثـم قام الثاني فقال مثل ذلك،فأعرض عنه، ثم قام الثالث فقال مثل ذلك،فأعرض عنه، ثم قام الرابع فقال:يارسول الله..ألم تر أن عليًّا صنع كذا وكذا؟! فَأَقْبَلَ عليه رسولُ الله صلى الله عليه وآله والغَضَبُ في وجهه فقال(النبيُّ صلى الله عليه وآله): [مَا تُرِيدُون مِن عَلِيٍّ،إنَّ عَلِيًّا مِنِّي وأنا منه،وهو وَلِيُّ كلِّ مؤمن].

    وروى مثله الترمذي(ج5)مناقب علي بن أبي طالب(ح3796)ولكنه أوْرَد كلامَ النبي صلى الله عليه وآله هكذا: [ما تريدون مِن عليٍّ؟! ما تريدون من علي؟! ما تريدون من علي؟! إنَّ عليًّا منِّي وأنا منه،وهو وَلِيُّ كلِّ مؤمنٍ مِن بعدي].

    أقول:نرى أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وآله جَعَلَ الإمَامَ عليًّا مِنْ نَفْسِه وجَعَلَ نفسَه الشريفةَ مِن الإمامِ عليٍّ،وعَقَّبَ هذا المعنى بولايَةِ الإمامِ عليٍّ على كلِّ مؤمنٍ،ممَّا يُشِير إلى أنَّ هذه الولاية التي يَحْمِلها الإمامُ عليٌّ على المؤمنين هي مِنْ سِنْخِ ونَوْعِ الولاية التي يَحْمِلها الرسولُ على كلِّ مؤمنٍ.

    وقولُه صلى الله عليه وآله:[مِن بعدي]يُعَيِّن أن يكون معنى الولاية هنا هي الخلافة،لأنَّ غير هذا المعنى مِن النُّصْرَة والحبّ وشبههما لا يَحْتاج–حتى ينطبق على الإمام عليٍّ–إلى أنْ يكون بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله.

  3. #3
    عضو فعال
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    المشاركات
    30
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    192

    Post رد: الرسالة الوثيقة في ثبْت لفْتة الحقيقة

    آية المُبَاهَلَة

    وتُسَاعِد على هذا المعنى آيةُ المُبَاهَلَة التي جَعَلَت الإمامَ عليًّا نَفْسَ النبيِّ صلى الله عليهما وآلهما:

    قال تعالى:{فَمَـن حَاجَّكَ فيه مِـن بَعْد مَا جَاءَكَ مِن العِـلْم فقل تعالوا نَدْعُ أبناءَنـا وأبناءَكم ونساءَنـا ونساءَكم وأنفسَنا وأنفسَكم ثم نَبْتَهِل فنجعل لعْنةَ الله على الكاذبين}، وسيأتي في حديث معاوية بن أبي سفيان مع سعد بن أبي وقاص مَا يَدُلُّ على ذلك حيث ذَكَرَ سعدٌ بأنَّه بعد نزولِ هذه الآية الشريفة دَعَا النبيُّ صلى الله عليه وآله الحسنَ والحسينَ {أبناءَنا}وفاطمةَ الزهراء{نساءَنا}وعليًّا {أنفسَنا}(لِيُبَاهِلَ بهم نصارى نَجْرَان).

    *صحيح مسلم(ج7)باب من فضائل علي: عبيد الله بن معاذ(قال)حدثنا أبي... عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: أَمَرَ معاوية بن أبي سفيان سعدًا، فقال(معاوية): مَا مَنعَك أنْ تَسُبَّ أبا التراب؟ فقال(سعدٌ): أمَا مَا ذكرْتُ ثلاثًا قالهن له رسولُ الله صلى الله عليه(وآله) وسلم فلَنْ أَسُبَّه، لأنْ تكون لي واحدة منهنّ أَحَبُّ إليَّ مِن حمر النعم:سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم يقول له-(وَقَدْ)خَلَّفَه في بعض مغازيه،فقال له عَلِيٌّ يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان- فقال له رسولُ الله صلى الله عليه (وآله) وسلم: [أمَا ترضى أن تكون منِّي بمنزلة هارون مِن موسى إلا أنه لا نُبُـوَّةَ بعدي]،وسمعتُه يقول يوم خيبر: [لأُعْطِيَنَّ الرَّايةَ رجلاً يحبّ اللهَ ورسولَه ويحبُّه اللهُ ورسولُهقال فتَطَاوَلْنا لها، فقال (النبيُّ صلى الله عليه وآله): [ادْعُوا لِي عَليًّا]، فأُتِيَ به أَرْمَدَ فَبَصَقَ في عَيْنِه ودَفعَ الرايةَ إليه ففتَحَ اللهُ عليه، ولَمَّا نَزَلَت هذه الآية {فقل تعالوا نَدْعُ أبناءَنا وأبنـاءَكم...}دَعَا رسولُ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم عَلِيًّا وفاطمة وحَسَنًا وحسينًا فقال: [اللهم هؤلاء أَهْلِي].

    *المستدرك(ج3)مناقب أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله: أخبرني جعفر بن محمد بن نصير الخلدي ببغداد...عن عامر بن سعد عن أبيه قال: لَمَّا نَزَلَت هذه الآيةُ { نَدْعُ أبناءَنا وأبناءكم ونساءنـا ونساءكم وأنفسَنا وأنفسَكم} دَعَا رسولُ الله صلى الله عليه وآله عـليًّا وفاطمة وحسنًا وحسينًا رضي الله عنهم فقال: [اللهم هؤلاء أهلي].

    أقـول:مثل هذين الحديثَين كثيرٌ مِن الأحاديث التي تُحَدِّد وتُبَيِّن المُصْطَلَحَ الدِّينِي الخاصّ هذا، ألا وهو مَفْهُوم(أهْل البيت)ومفهوم(عِتْرَة النبي صلى الله عليه وآله)في الروايات العقائدية والتاريخية،وسيأتي كثيرٌ منها إن شاء الله تعالى.

    إذن هناك الكثير مِن رواياتِ بَعْضِيَّتِهما مِن بعضٍ أو بعضيَّتِه مِن أهل البيت عليهم الصلاة والسلام،على لِسَانِه هو صلى الله عليه وآله.

    *وروى الترمذي (ج5) مناقب علي بن أبي طالب (ح3797): عن النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم قال: [مَنْ كُنْتُ مَوْلاه فَعَلِيٌّ مولاه].

    *ابن ماجة(ج1)فضل علي: عن حبشي بن جنادة قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه (وآله) وسلم يقول:[عليٌّ منِّي وأنا منه،ولا يُؤَدِّي عنِّي إلا عليٌّ].

    *وروى الترمـذي في(ح3803):عن حبشي بن جنادة قال:قال رسولُ الله صلى الله عليه (وآله) وسلم: [عليٌّ منِّي وأنا منه،ولا يُؤَدِّي عنِّي إلا أنا أو عَلِيٌّ].

    وروى في(ح3962): عن زيد بن أرقم رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه (وآله) وسلم قال لِعليٍّ وفاطمة والحسن والحسين:[أنا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبْتُم، وسِلْمٌ لِمَنْ سَالَمْتُم].

    ورواه عنه بنفس الألفاظ(ج5)تحت عنوان(ما جاء في فضل فاطمة رضي الله عنها) في الحديث(3962).وروى هذا الحديثَ الحاكمُ في المستدرك (ج3) مناقب أهل بيت رسول الله صلى الله عليه(وآله)عن زيد بن أرقم و عن أبي هريرة. ورواه ابنُ ماجة في سُنَنِه(صحيحه)(ج1 فضل علي بن أبي طالب) هكذا: عن زيد بن أرقم قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه(وآله) وسلم لِعليٍّ وفاطمة والحسن والحسين: [أنـا سِـلْمٌ لمَن سَالمَكم، وحرْبٌ لمن حَارَبكم].

    *سنن ابن ماجة(ج1)فضل علي بن أبي طالب: (ح116)علي بن محمد...عن البراء بن عازب، قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه(وآله) وسلم في حجَّته التي حَجَّ،فَنَزَلَ في بعض الطريق،فأمَرَ الصلاة جامعة،فأخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ،فقال:[ألَسْتُ أَوْلَى بالمؤمنين مِن أنفسهم؟] قالوا: بلى. قال:[ ألستُ أولى بكلِّ مؤمنٍ مِن نفسه؟] قالوا:بلى.قال:[فهذا وَلِيُّ مَن أنا مولاه،اللهم وَالِ مَن وَالاه،اللهم عَادِ مَن عَادَاه].

    وروى ابنُ ماجـة في نفس الباب (ح121) علي بن محمد...عن ابن سابط،وهو عبدالرحمن، عن سعد بن أبي وقاص،قال: قَدِمَ معاويةُ في بعض حجَّاته،فدخل عليه سعدٌ،فذكروا عليًّا، فنَالَ (معاويةُ) مِنه،فغضب سعدٌ، وقال: تقول هذا لِرَجلٍ سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يقول(فيه): [مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاهوسمعتُه يقول: [أنتَ مني بمنزلة هارون مِن موسى إلا أنه لا نَبِيَّ بعديوسمعتُه يقول:[لأُعْطِيَنَّ الرَّايةَ اليوم رجلاً يحب الله ورسولَه]؟!

    *المستدرك(ج3)فضائل علي بن أبي طالب: (فحدثنا) أبو بكر بن أبي دارم الحافظ...عن الأسود بن يزيد النخعي قال:لمَّا بُويِعَ عليٌّ بن أبي طالب رضي الله عنه على منبر رسولِ الله صلى الله عليه وآله قال خزيمةُ بنُ ثابت وهو واقِفٌ بين يَدَي المِنْبَر:

    إذا نحن بايَعْنـا عـليًّا فحَسْبُنـا * أبـو حَسَـنٍ مِمَّا نَخَافُ مِن الفِتَنْ

    وَجَدْناه أَوْلَى الناسِ بالنَّـاس إنه * أَطَـبُّ قريشًا بالكتـاب وبالسُّنَنْ

    وإنَّ قـريشًا مَا تَشُـقّ غبَـارَه * إذا مَا جَرَى يومًا على الضّمُر البُدُنْ

    وفِيـه الذي فِيهم مِن الخَيْـر كلِّه * ومَـا فِيهم كلّ الذي فِيه مِن حَسَنْ

    أقول: الأبياتُ واضحةُ الدّلالةِ على اعتراف هذا الصحابي (الكبير خزيمة بن ثابت المُلَقَّب بِذي الشَّهادتَيْن) بأنَّ الإمامَ عليًّا أَوْلَى الناس مِن أنفسهم،وأعْرَف الناس بالقرآن الكريم والسُّنَّة الشريفة، وهو وَاجِدٌ لِجميعِ مَحَاسِن قريش كلِّها،وهم بِمَجموعهم غيْرُ واجدِين لِكلِّ ما فِيه وَحْدَه مِن الحُسن والكمالات.

    *المستدرك(ج3)فضائل أمير المؤمنين علي: روى عن بريدة الأسلمي رضي الله عنه قال: غَزَوْتُ مع عليٍّ إلى اليمن فرأيتُ مِنه جَفْوَةً فقَدِمتُ على رسول الله صلى الله عليه وآله فذكرْتُ عليًّا فتَنَقَّصْتُه فرأيتُ وَجْهَ رسول الله صلى الله عليه وآله يَتَغَيَّر فقال: [يا بريدة..أَلَستُ أوْلَى بالمؤمنين مِن أنفسهم؟]قلتُ:بلى يا رسول الله.فقال:[مَنْ كنتُ مَولاه فعليٌّ مولاه].

    *المستدرك(ج3)فضائل أمير المؤمنين علي: أخبرنا أبو بكر...عمرو بن ميمون: إني لَجَالِسٌ عند ابن عباس رضي الله عنهما إذْ أَتَاه تِسعةُ رَهْط فقالوا: يا ابن عباس..إمَّا أنْ تقوم معنا وإما أنْ تخلو بنا مِن بين هؤلاء، قال(الراوي): فقال ابنُ عباس: بل أنا أقوم معكم.قال(الراوي): وهو يومئذ صحيحٌ قبل أنْ يعمى. قال: فابْتَدَؤوا فتَحَدَّثوا فلا ندري ما قالوا. قال(الراوي):فجاءَ(ابنُ عباس)يَنفض ثوبَه ويقول: أفٍّ وتفٍّ:وَقعُوا في رَجُلٍ له بضع عشرة فضائل ليست لأحدٍ غيره،وَقَعُوا في رجُلٍ قال له النبيُّ صلى الله عليه وآله:[لأبعثنَّ رجلاً لا يخـزيه اللهُ أبدًا، يحـب الله ورسوله ويحبـه اللهُ ورسوله]،فاسْتشرَف لها مُسْتشرِفٌ،فقال(النبيُّ صلى الله عليه وآله): [أين عـلي؟] فقالوا:إنه في الرحى يطحن.قال:[وما كان أحدُهم لِيَطْحَن؟!] قال:فجاءَ وهو أَرْمَد لا يكاد أنْ يبصر، قال:فنفث في عينيه ثم هَـزَّ الرايـةَ ثلاثًا فأعطاها إياه فجاءَ عليٌّ بصفية بنت حيي،قال ابن عباس: ثم بَعَثَ رسولُ الله صلى الله عليه وآله فلانًا بسورة التوبة فبَعَث عليًّا خَلْفَه فأَخَذَها منه وقال (النبيُّ صلى الله عليه وآله):[لا يذهب بها إلا رَجلٌ هو مِنِّي وأنا مِنْه]فقال ابن عباس: وقال النبيُّ صلى الله عليه وآله لبني عَمِّه: [أيُّكم يُوَاليني في الدنياوالآخرة؟] قال(ابن عباس):وعليٌّ جالس معهم، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وآله- وأقبَلَ على رَجُلٍ رجلٍ منهم: [أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟] فأَبَوْا (رَفَضُوا)، فقال لِعليٍّ:[أنتَ وَلِيِّـي في الدنيا والآخرة]،قال ابن عباس:وكان عليٌّ أوَّلَ مَن آمَنَ مِن الناس بعد خديجة رضي الله عنها،قال:وأخَذَ رسولُ الله صلى الله عليه وآله ثوبَه فوَضعَه على عليٍّ وفاطمة وحسن وحسين وقال:{إنما يريد اللهُ ليذهب عنكم الرجسَ أهلَ البيـت ويطهركم تطهيرًا}، قال ابن عباس: وشرَى عليٌّ نفسَه فلبسَ ثوبَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم نامَ مكانَه، قال ابن عباس: وكان المشركون يرمون رسولَ الله صلى الله عليه وآله فجاء أبو بكر رضي الله عنه وعليٌّ نائمٌ،قال(ابن عباس):وأبو بكر يحسب أنه رسول الله صلى الله عليه وآله،قال:فقال(أبوبكر)يا نبي الله، فقال له عليٌّ:إن نبي الله صلى الله عليه وآله قد انطَلَقَ نحْو بئر ميمون فأَدْرِكْه.قال:فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار.قال: وجعل علي رضي الله عنه يرمى بالحجارة كما كان يرمى نبي الله صلى الله عليه وآله...فقال ابن عباس: وخرج رسولُ الله صلى الله عليه وآله في غزوة تبوك وخرج الناس معه،قال:فقال له عليٌّ:أَخرُج معك؟قال(ابن عباس):فقال النبيُّ صلى الله عليه وآله:[لا]فبَكَى عليٌّ،فقال له(النبيُّ صلى الله عليه وآله):[أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس بعدي نبي؟ إنه لا ينبغي أنْ أذهب إلاوأنتَ خليفتيقال ابن عباس:وقال له رسولُ الله صلى الله عليه وآله:[أنتَ وليُّ كلِّ مؤمنٍ بعدي ومؤمنةٍقال ابن عباس:وسَدَّ رسولُ الله صلى الله عليه وآله أبوابَ المسجد غير باب عليٍّ، فكان يَدْخل المسجدَ جُنُبًا،وهو طَرِيقُه ليس له طريق غيره، قال ابن عباس: وقال رسولُ الله صلى الله عليه وآله:[مَن كنتُ مولاه فإنَّ مولاه عليٌّ]... .

    وقد حدثنا السيد الأوحد أبو يعلى حمزة بن محمد الزيدي رضي الله عنه(قال): حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن ميرويه القزويني القطان قال: سمعت أبا حاتم الرازي يقول:كان يعجبهم أنْ يَجِدُوا الفضائل مِن رواية أحمد بن حنبل رضي الله عنه.(لأنَّ هذه الرواية عنه).

  4. #4
    عضو فعال
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    المشاركات
    30
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    192

    Post رد: الرسالة الوثيقة في ثبْت لفْتة الحقيقة

    دلالَةُ حديث الغدير

    (المَوْلَـى)هنا بمعنى الأَوْلَى بالتَّصَرُّف،ومِنْ ضِمْن مَا يَدُلُّ على ذلك قولُ النبي صلى الله عليه وآله:(أَوْلَى بالمؤمنين مِن أنفسهم).ولا يمكن أنْ نَعْتَبِر(مَوْلَى كلِّ مؤمن) بمعنى ناصِر كلِّ مؤمنٍ ومُعِينه وغير ذلك مِن أمثال هذه المعاني–كما فَسَّرَه بعضُ مَنْ أَرَادَ صَرْفَ الولاية عن الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه-، فالمعنى المُتَعَيِّن هو ما ذكرنا، والشَّاهِدُ والقَرِينَةُ هو تَعْبِيرُ النبي صلى الله عليه وآله بأنه أوْلَى بالمؤمنين مِن أنفسهم، أي أَوْلَى منهم في التصرف في أنفسهم،فلَه الولايَةُ المُطْلَقَة عليهم،وكذلك الإمام عليّ عليه الصلاة والسلام،لأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وآله رَتَّبَ إصْدَارَه أوْلَوِيَّةَ الإمام عليٍّ على كلِّ مؤمنٍ بإقْرَارِ أصـحابه بأنه(ص) أولى بهم مِن أنفسهم،فَبِمَا أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وآله حكيمٌ بَلِيغٌ فَالمُنَاسِب أنْ تكون نتيجة(مَن كان النبيُّ مولاه فَعَلِيٌّ مولاه،ومعنى المَوْلَوِيَّة للإمام عليٍّ)أنْ تكون على طِبْقِ المُقَدّمات التي قَدَّمَها النبيُّ صلى الله عليه وآله، وهي (أوْلَوِيَّة النبي بالمؤمنين مِن أنفسهم).وتَعَدِّي الأَوْلَوِيَّةِ في كلام الرسول-صلى الله عليه وآله–بالباء (بالمؤمنين)يَدُلَّ على أنَّ معنى(المَوْلى)و(الوَلِي)هو(الأولى)لأنه هو الذي يَتَعَدَّى بالباء،وليس لَفْظ الناصر والمُعِين وغيرهما.إذن مولوية الإمامِ عليِّ بن أبي طالب على المؤمنين مِنْ سِنْخِ ونَوْعِ مولويةِ النبي صلى الله عليه وآله على المؤمنين. هذا مضافًا إلى الكثير مِن الشَّوَاهِد والقَرَائن الحَالِيَّة و المَقَالِيَّة على أنَّ معنى(المَوْلَى)في هذ الأحاديث هو الأولَى بالتصرُّف، وبعبارة أخرى:هو الأولَى بِمَسْكِ زِمَام الرئاسة الدِّينية والدُّنْيَوِيَّة من غيره، بل أكثر مِن ذلك، فَلَه ولايةٌ عليكم مثل ولايتي عليكم،والنبيُّ صلى الله عليه وآله{ما ينطق عن الهوى*إن هو إلا وحي يوحى*عَلَّمَه شديدُ القوى}.

    ومِن هذه القرائن المَقَالِيَّة الدَّالَّة على أنَّ النبي صلى الله عليه وآله يُرِيد مِن كلامه هذا تَنْصِيبَ الإمام علِيّ بن أبي طالب خليفةً وأمِيرًا على المسلمين بعده:

    تَحَدُّثُه قبل قَوْلِه[مَنْ كُنْتُ مولاه فعليٌّ مولاه]عن أنه كأنه دُعِيَ فأجَابَ، وإيصَاؤه بأنه مُخَلِّفٌ بعده الثَّقَلَيْـن كتابَ الله وعترتَه عليهم الصلاة والسلام، مِن الكلام الذي يَتَنَاسَب مع مَن يُرِيد أنْ يُوصِي بوصاياه0نعم،فالحديثُ عن الوصية لِمَن بعده بالإمارة مِن أوْلَوِيَّـات العاقِل العَادِي فَضْلاً عن نبيِّ الأمَّة الذي كُلُّه عَقْلٌ وحكمةٌ ودِرَايَةٌ،فكيف يَعْلَم بأنه يمُوت قريبًا ولا يُوصِي ويُخَلِّف بعده،مع عِلْمِه بِشِدَّةِ الخطورة التي يعيشها الإسلامُ في وقتِ وفاتهِ صلى الله عليه وآله،فالكَذَّابُون والمُتَنَبِّئون(مُدَّعُو النُّبُوَّة)قد كَثُرُوا،وكسرى وقيصر يَتَرَبَّصُانِ بالإسلام والمسلمين شَرًّا، واليهودُ الذين استعدُّوا لِمساعدة أيِّ حرَكَةٍ ضِدّ الإسلام، والمنافقون الذين يُخْشَى على الإسلام منهم أكثر مِن غيرهم،وهو عالِمٌ بهم، وأدَلُّ دليلٍ على عِلْمِه بذلك أحاديثُه الكثيرة عن الفِتَن العظيمة،وقد ذكَرَ البخاري وغيرُه رواياتٍ مستفيضة عن ذلك،وسأكتفي بهذه الرواية:

    قال البخاري في صحيحه(ج8)مِن كتاب الفِتَن:عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال:أَشْرَفَ النبيُّ صلى الله عليه(وآله)وسلم على أطم مِن آطام المدينة فقال:[هل تَرَوْن مَا أَرَى؟]،قالوا:لا.

    قال:[فإني لأرَى الفتنَ تَقَعُ خِلالَ بيوتكم كَوَقْعِ القَطْر].

    بالله عليكم أيها المؤمنون..هل يَتْرُك النبيُّ صلى الله عليه وآله الاسْتِخْلافَ و هو الذي يقول هذه الكلمات؟!

    الفتنة تَنْزِل في بيوت المسلمين كَالمَطَر،ويَتْركهم يَتَنَاحَرُون؟!

    كلا..كلا..لا يفعلها رسولُ الله صلى الله عليه وآله،بل الأمْرُ إلى الله تبارك وتعالى وهو العالِمُ،وهو مَن عَلَّم رسولَه بذلك فكيف يُهْمِلهم بلا رَاعٍ؟! وهو الذي{كَتَبَ على نفسه الرَّحْمَة}ولا يَأمُر رسولَه بِنَصْبِ أميرٍ لهم حتى لا تَقَع هذه الفِتَنُ؟!

    فالصحيحُ أنَّ الله الرحيمَ أمَرَ نبيَّه الكريمَ صلى الله عليه وآله بِنَصْب الإمام علي بن أبي طالب خليفةً بعده،وقد نَصَّبَ النبيُّ عليًّا أمِيرًا بعده،صلى الله عليهما وآلهما، وأمَّا مَا يَحْدُث بعده مِن تَطْبِيقٍ أو عَدَمِه فهذا راجِعٌ إلى المُكَلَّفِين،فالمُهم أنه أَقَامَ الحُجَّةَ عليهم.

    ومِن القرائن الحَالِيَّة التي تدل على أنَّ معنى(المولى)هو الخليفة والأولى بالتصرف:

    ما يَنْقُلُه الكَثِيرُ مِن الصحابة والتابعين والمؤرِّخين في كيفية خطبة الغدير،فالجُمُوعُ الغفيرة التي تَعَدَّت المائة ألف حاجٍّ،وكان بعضهم قد سَلَكَ طَرِيقَ بَلَدِه مُبْتَعِدًا عن طريق المدينة المنورة،أهل العراق والشام وأهل مصر وأهل هجر،وغيرهم،وقد أمَرَ النبيُّ صلى الله عليه وآله بأنْ يُنَادَى على هؤلاء فَنُودِيَ عليهم ورجعوا وتجمَّعُوا في مَا يُسَمَّى بـ(غدير خم) بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، وكان الحَرُّ شديدًا حتى أنَّ بعضهم كان يَضع بَعضَ ردَائه تحته و بعضَه الآخر عـلى رأسه،ونُصِبَ للنبي صلى الله عليه وآله مِنْبَرٌ تحت تلك الشجرات التي أَمَرَ بأن يُقَمَّ ويُكْنَس ما تحتها مِن أوساخ، وخَطَبَ تلك الخطبة العصماء وقال ما قال،ومع كلِّ ذلك يُقَال بأنَّ النبي صلى الله عليه وآله أرَادَ أنْ يُبَيِّن فَضْلَ الإمام عليٍّ لِخِدْمَتِه و دفاعه عن الإسلام! ألا يكفي النبيَّ صلى الله عليه وآله أنْ يَفْعَل ذلك في غير هذه الظروف الشديدة؟! ثم إنَّ كُلَّ المسلمين يعرفون مَن هو عليٌّ فلا حاجة إلى التعريف زيادةً فليس ذلك مِن الحكمة إلا أن يكون القَصْدُ هو تَنْصِيبه لمقام الخلافة،وقد تَمَّ وللهِ الحمدُ رب العالمين.

    وقال الحاكمُ في هذا الباب:أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي(قال)حدثنا عبدُالله بن أحمد بن حنبل(قال)حدثني أبي...عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: شَكَىَ عليَّ بنَ أبي طالب الناسُ إلى رسول الله صلى الله عليه وآله،فَقَامَ فينا خطيبًا فسمعتُه يقول: [أيها الناس..لا تَشْكُوا عليًّا فواللهِ إنه لأَخْشَنُ في ذاتِ اللهِ،وفـي سبيلِ الله].

    أقول:قال الإمامُ عليُّ بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام:(ما أبْقَى لِي الحَقُّ مِن صديق). إنَّ أغلب الناس يريدون ما يشتهون وليس ما يُحِبّه اللهُ ورسولُه،فلا عَجَبَ إذا لم يَمِيلُوا إلى الإمامِ عليٍّ،لأنه لا يوافِق أطماعَهم.

    *المستدرك(ج3)فضائل أمير المؤمنين علي:حدثنا أبو بكر...عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وآله قال:[أيّكم يَتوَلانِي في الدنياوالآخــرة؟] فقال لكلِّ رَجلٍ منهم أيتولاني في الدنيا والآخرة، فقال(كلُّ رجلٍ): لا.حتى مَرَّ على أكثرهم،فقال عليٌّ: أنا أتوَلاك في الدنيا والآخرة،فقال(النبيُّ صلى الله عليه وآله لِعليٍّ): [أنتَ وَلِيِّي في الدنيا والآخرة].

    أقول:لو كانت الولاية هنا بمعنى الحُبّ والنُّصْرَة أو غير ذلك لَقَبِلَها هؤلاء أو بعضُهم على الأقل، ولكن لَمَّا كانوا يَعْلمون بأنَّ الولايـة أكبر مِن هذا المعنى، وأنها مسؤولية جسيمة وخلافة عظيمة نَرَى أنهم أَبَوْا ولم يقبلوا بها،وقَبِلَها الإمامُ عليٌّ عليه الصلاة والسلام،ونالَها بتوفيق الله تبارك وتعالى.

    قال ابنُ حجر العسقلاني صاحِبُ كتاب(فتح الباري شرح صحيح البخاري) ج7ص61: وأمَّا حديث [مَن كنتُ موْلاه فعَـليٌّ موْلاه]فقد أَخْرَجَه الترمذيُّ والنسائيُّ وهو كثيرُ الطُّرُق جدًّا، وقد اسْتَوْعَبَها ابنُ عقدة في كتابٍ مُفْرَدٍ،وكثيرٌ مِن أَسانِيدِها صِحَاحٌ وحِسَانٌ. وقد رَوَيْنا عن الإمام أحمد(بن حنبل)قال:

    مَا بَلَغَنا عن أَحَدٍ مِن الصحابةِ مَا بَلَغَنا عن عليِّ بن أبي طالب.

  5. #5
    عضو فعال
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    المشاركات
    30
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    192

    Post رد: الرسالة الوثيقة في ثبْت لفْتة الحقيقة

    أقول:نتحدث عن واقعة الغدير مِن كتاب(الغدير)لِلشيخ الأميني(ج1)-رواها عن أكثر مِن مَصْدَرٍ مِن مصادر العامَّة-:

    واقعة الغدير

    أَجْمَعَ رسولُ الله صلى الله عليه وآله الخروجَ إلى الحَجِّ في سنة عشرٍ مِن مُهَاجرِه،وأَذَّنَ في الناس بذلك،فقَدِمَ المدينةَ خَلْقٌ كثيرٌ يَأْتَمُّون بهِ في حجَّتهِ تلك التي يُقال عليها حجَّة الوداع، وحجة الإسلام،وحجة البلاغ،وحجة الكمال،وحجة التمام،ولم يَحجَّ غيرَها مُنذ هَاجَرَ إلى أن توَفّاه اللهُ، فخَرَج صلى الله عليه وآله مِن المدينةِ مُغتسِلاً مُتَدَهِّنًا مُتَرَجِّلاً مُتَجَرِّدًا في ثوْبَيْن صحَارِيَّيْن..إزَارٍ ورِدَاءٍ،وذلك يوْم السبت،لِخَمْسِ ليَالٍ أو سِتٍّ بَقِينَ مِن ذي القعدة، وأخْرَجَ معه نساءَه كلَّهن في الهَوَادِج،وسَارَ معه أهلُ بيْتهِ، وعامَّةُ المهاجرين والأنصار،ومَن شاء اللهُ مِن قبائل العرب وأفناء الناس.

    وعند خُرُوجهِ صلى الله عليه وآله أَصَابَ الناسَ بالمدينةِ جُدَرِيٌّ(بِضَمّ الجيم وفتح الدال وبفتحِهما) أو حصْبَةٌ مَنَعَت كثيرًا مِن الناسِ مِن الحج معه صلى الله عليه وآله، ومع ذلك كان معه جُمُوعٌ لا يَعْلمُها إلا الله تعالى، وقد يُقال: خرَجَ معه تسعون ألفًا،ويُقال:مائة ألفٍ وأربعة عشر ألفًا وقِيل: مائة ألفٍ وعشرون ألفًا، وقِيل:مائة ألفٍ وأربعة وعشرون ألفًا، ويقال أكثر مِن ذلك، وهذه عِدَّة مَن خَرَجَ معه، وأمَّا الذين حَجُّوا معه فأكْثر مِن ذلك كالمُقِيمِين بمَكَّة والذين أَتَوْا مِن اليَمَن مع عَلِيٍّ(أمير المؤمنين)وأبي موسى.

    أَصْبَح صلى الله عليه وآله يوْم الأحد بِـ(يَلَمْلَم)، ثم أراح فتعشى بِـ(شرف السيالة) وصَلَّى هناك المغربَ والعشاءَ،ثم صَلَّى الصبْحَ بِـ(عرق الظبية)، ثم نَزَلَ (الروحاء) ثم سَارَ مِن (الروحاء) فصَلَّى العصرَ بِـ(المنصرف)، وصَلَّى المغربَ والعشاءَ بِـ(المتعشى) وتَعَشّى به، وصلَّى الصبْحَ بِـ(الأثابة)، وأصبَحَ يوم الثلاثاء بِـ(العرج) واحْتَجَمَ بِـ(لحى جمل) -وهو عقبة الجحفة-ونَزَلَ(السقياء) يوم الأربعاء،وأَصْبَحَ بِـ(الأبواء)، وصلَّى هناك ثم رَاحَ مِن (الأبواء)، ونَزَلَ يوْم الجمعة(الجحفة)، ومِنها إلى (قديد) وسَبتَ فيه،وكان يوْم الأحد بِـ(عسفان)، ثم سَارَ فلما كان بِـ(الغميم) اعْتَرَضَ المُشَاةُ فَصَفُّوا صُفوفًا،فشَكَوْا إليه المَشْيَ،فقال: [اسْتَعِينُوا باليسلان] -وهو مَشْيٌ سَريعٌ دُونَ العَدْوِ-ففَعَلُوا فوَجَدُوا لذلك رَاحَةً وكان يوْم الاثنين بِـ(مر الظهران)، فلم يَبْرَح حتى أَمْسَى،وغَرُبَت له الشمسُ بِـ(سرف) فلم يُصَلِّ المغربَ حتى دَخَلَ(مَكّةَ)، ولمَّا انْتَهَى إلى(الثنيتين) بَاتَ بينهما، فدَخلَ (مكة) نهَارَ الثلاثاء0فلمَّا قضَى مَناسِكَه وانْصَرَفَ رَاجِعًا إلى(المدينة) ومعَه مَن كان مِن الجُمُوع المَذكُورَاتِ ووَصَلَ إلى(غَدِيرِ خُمٍّ) مِن الجحفة التي تَتَشَعَّبُ فيها طُرُق المَدَنِيِّين والمِصْريِّين والعِرَاقيّين،وذلك يوْم الخميس الثامِن عشر مِن ذي الحجة،نَزَلَ إِلَيْهِ جبرئيلُ الأمينُ عن الله بقوله: {يا أيها الرسول بَلِّغ مَا أُنْزِل إليك مِن ربِّك...الآية} وأَمَرَهُ أَنْ يُقِيمَ عَلِيًّا عَلَمًا لِلناسِ، ويُبَلِّغهم مَا نَزَلَ فِيه مِن الولاية وفَرْضِ الطاعَةِ على كلِّ أَحَدٍ،وكان أَوَائِلُ القوْم قريبًا مِن(الجحفة) فأَمَرَ رسولُ الله أن يُرَدَّ مَن تَقَدَّم منهم ويُحْبَس مَن تَأَخَّرَ عنهم في ذلك المكان،ونَهَى عن سمرات خمْسٍ مُتَقَارِبَاتٍ،دَوْحَاتٍ عِظَامٍ:أَنْ لا يَنْزلَ تحْتهنَّ أَحَدٌ،حتى إذا أَخَذَ القوْمُ مَنازلَهم،فَقُمَّ مَا تحْتهنَّ حتى إذا نُودِي بالصلاةِ صلاةِ الظهرِ عَمَدَ إِلَيْهِنَّ فصَلَّى بالناس تحْتهُنَّ،وكان يوْمًا هَاجِرًا،يَضَعُ الرَّجُلُ بعْضَ رِدَائه على رأْسهِ وبعْضَه تحْت قَدَمَيْهِ مِن شِدَّة الرَّمْضَاء،وظُلِّلَ لِرسول الله بِثَوْبٍ على شَجَرَةٍ سمرة مِن الشمس،فلمَّا انْصَرَف صلى الله عليه وآله مِن صلاته قَامَ خَطِيبًا وَسطَ القوْم،على أَقْتَاب الإبل،وَأَسْمَعَ الجميعَ،رافِعًا عَقِيرَتَه فقال: [الحمد لله ونستعينـه ونؤمن به،ونتوكل عليه،ونعوذ بالله مِن شرور أنفسنـا ومن سيئات أعمالنا،الذي لاهاديَ لِمَن أَضلَّ،ولا مُضِلَّ لِمَن هـدى،وأشهد أن لا إله إلا الله،وأن محمدًا عبده ورسوله،أما بعد..أيُّهـا الناس..قد نَبَّأَنِي اللطيــفُ الخبيرُ أنه لَمْ يُعَمَّر نبيُّ إلا مِثْل نصْفِ عُمْرِ الذي قبله،وإني أُوشَك أَنْ أُدْعَى فأجبت،وإني مسؤولٌ وأنتم مسؤولون، فمَاذا أنتم قائلون؟] قالوا: نَشْهَد أنك قد بَلَّغتَ ونصَحْتَ وجهدت فجزاك اللهُ خيرًا،قال: [أَلَسْتم تشهدون أن لا إله إلا الله،و أن محمدًا عبده ورسوله،وأن جنتَه حقٌّ ونارَه حقٌّ وأنَّ الموت حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور؟] قالوا:

    بلى نشهد بذلك،قال: [اللهم اشْهَد]،ثم قال: [أيها الناس..أَلا تَسْمَعُون؟] قالوا: نعم.قال:

    [فإِنِّي فَرطٌ على الحوض،وأنتم وَارِدُون عَلَيَّ الحوضَ،وإنَّ عَرْضه مـا بين صنعاء وبصرى، فِيه أقْدَاحٌ عَدَدَ النجوم،مِن فضة،فانْظُرُوا كيف تخلفوني في الثقلَيْن]، فنادَى مُنادٍ:ومَا الثقلان يا رسول الله؟قال:

    [الثقلُ الأكبر كتابُ الله،طَرَفٌ بِيَدِ الله عز وجل و طَرَفٌ بِأَيْدِيكم، فتَمَسَّكُـوا به لا تضـلوا، والآخَرُ الأصغر عِتْرَتِــي،وإنَّ اللطيف الخبير نَبَّأَنِي أنهما لَنْ يَتَفَرَّقا حتى يَرِدَا عَلَيَّ الحوضَ ، فسألتُ ذلك لهما رَبِّي، فلا تَقْدَمُوهُمَا فتَهْلَـكُوا، ولاتَقْصُرُوا عنهما فتَهْلَكُوا]،ثم أَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ فرَفَعَها حتى رُؤِيَ بَياضُ آبَاطِهما، وعَرَفَه القوْمُ أَجْمَعُون،فقال: [أيها الناس..مَنْ أَوْلَى الناس بالمؤمنين مِن أنفسهم؟]

    قالوا: اللهُ ورسولُه أَعْلَم،قال:[إنَّ اللهَ مَوْلاي،وأنا مَوْلَى المؤمنين،وأَنَا أَوْلَى بهم مِن أَنفسِهم فمَن كنتُ مَوْلاه فعَلـِيٌّ موْلاه]يَقُولُها ثلاث مرّات،وفي لَفْظِ أحْمد إمام الحنابلة:أرْبع مرات،ثم قال: [اللهم وَالِ مَـن وَالاه،وعَادِ مَن عَادَاه،وأَحِبَّ مَن أَحَبَّه،وأَبْغِض مَن أَبْغَضَه وانْصُرْ مَن نصَرَه،واخْذُلْ مَن خَـذَلَه،وأَدِر الحَقَّ معه حيْث دَارَ،ألا فَلْيُبَلِّغ الشاهِدُ الغايبَ]،ثم لمْ يَتَفَرَّقُوا حتَّى نَزَلَ أمينُ وحْيِ اللهِ بقوله: {اليوْم أكملتُ لكم دِينَكم وأَتْمَمْتُ عليكم نعمتي...الآية}.فقال رسولُ الله صلى الله عليه وآله:

    [اللهُ أكْبَر على إِكمـال الدِّين، وإتمام النعمة،ورِضَى الرَّبِّ بِرِسَالتِي، والولايةِ لِعَـلِيٍّ مِن بعدي]،ثم طَفِقَ القوْمُ يُهَنِّئُون أميرَ المؤمنين صلوات الله عليه، ومِمَّن هَنَّأَهُ في مُقَدَّم الصحابة:الشَّيْخان أبو بكر وعمر، كلٌّ يقول: بَخٍ بَخٍ لك يـا بن أبي طالب: أَصْبَحْتَ وأَمْسَيْتَ مَوْلاي ومَوْلى كلِّ مؤمنٍ ومؤمنةٍ،وقال ابنُ عباس: وَجَبَت واللهِ في أَعْنَاقِ القوْم، فقال حسَّان: ائْذَنْ لِي يا رسول الله أَنْ أَقُولَ في عليٍّ أبياتًا تَسْمَعْهُنَّ،فقال: [قُلْ على بَرَكَةِ الله]،فقامَ حسانُ فقال:يا مَعْشَرَ مَشْيَخَةِ قريش..أُتْبِعُها قوْلي بِشهادةٍ مِن رسول الله في الولايةِ مَاضِيَةٍ ثم قال:يُنَادِ بهم يوْمَ الغديرِ نبيُّهم*بِخُمٍّ،فأَسْمِع بالرسول مُنادِيا... .

    العناية بحديث الغدير

    كان للمولى سبحانه مَزِيدُ عِنَايَةٍ بِإِشْهَارِ هذا الحديث،لِتَتَدَاوَلَه الأَلْسُنُ وتَلُوكُه أَشْدَاقُ الرُّوَاة، حتى يكون حُجَّة قائِمَةً لِحَامِيَةِ دِينهِ الإمامِ المُقْتَدَى صلوات الله عليه،ولِذلك أَنْجَزَ الأَمْرَ بالتَّبْلِيغ في حِينِ مُزْدَحَمِ الجماهير عند مُنْصَرَفِ نبيِّهِ صلى الله عليه وآله مِن الحج الأكبر،فنَهَضَ بالدعْوَةِ وكَرَادِيسُ الناس وزُرَافاتُهم مِن مُختلَفِ الديَار مُحْتَفَّةٌ بهِ،فرَدَّ المُتقدِّمَ، وجَعْجَـعَ بالمُتأخِّر،وأَسْمَعَ الجميعَ وأَمَرَ بتَبْلِيغِ الشاهِدِ الغايبَ،لِيَكُونُوا كلُّهم رُوَاةَ هذا الحديث،وهم يَرْبُون على مائةِ ألْفٍ ولم يَكْتَفِ سبحانه بذلك كلِّه حتى أَنْزَلَ في أَمْرهِ الآياتِ الكريمةَ تَتَلامَعُ مَرَّ الجَدِيدَيْن بُكْرَةً وعشيًّا، لِيكُون المسلمون على ذِكْرٍ مِن هذه القضِيَّة في كلِّ حِينٍ، ولِيَعْرِفوا رُشْدَهم، والمَرْجِعَ الذي يَجِب عليهم أنْ يَأْخُذُوا عنه مَعَالِمَ دِينِهم.ولم يَزَلْ مِثْلُ هذه العِنَايَةِ لِنبيِّنا الأعظم صلى الله عليه وآله حيْث اسْتَنْفَرَ أُمَمَ الناس لِلْحَج في سَنَتهِ تلْك فالْتَحَقُوا به ثبًّا ثبًّا،وكراديسَ كراديسَ،وهو صلى الله عليه وآله يَعْلَم أنه سوْف يُبَلِّغهم في مُنْتهَى سَفَرِه نَبَأً عظيمًا،يُقامُ به صَرْحُ الدِّين ويُشَادُ عَلالِيه، وتَسُود بهِ أُمَّتُه الأُمَمَ، ويَدُبُّ مُلْكُها بيْن المشرق والمغرب، لو عَقلَت صالِحَها،وأَبْصَرَت طريقَ رُشْدِها، ولِهذه الغايَةِ بِعَيْنِهالم يَبْرَح أَئِمَّةُ الدِّين سلام الله عليهم يَهْتُفُون بهذه الواقعة،ويَحْتَجُّون بها لإِمَامَةِ سَلَفِهم الطَّاهِر كمَا لم يَفْتَأ أميرُ المؤمنين صلوات الله عليه بِنَفسِه يَحْتَجّ بِهَا طِيلَةَ حياته الكريمة ويَسْتَنْشِد السامِعِين لَها -مِن الصحابة الحضُورِ في حجَّة الوداع-في المُنْتَدَيَاتِ ومُجْتَمَعَاتِ لَفَائِفِ الناس كلُّ ذلك لِتَبْقَى غَضَّةً طَرِيَّة،بِالرّغمِ مِن تَعَاوُر الحِقَبِ والأعْوَامِ، ولِذلك أَمَرُوا شِيعَتَهم بالتَّعَيُّدِ في يوْم الغدير والاجتماعِ وتَبَادُلِ التَّهَانِي والبَشَائِر،إِعَادَةً لِجِدَّةِ هاتِيكَ الواقعة...وأمَّا كُتُبُ الإمامية في الحديث والتفسير والتاريخ وعِلْمِ الكَلامِ فضَعْ يَدَك على أَيٍّ منها تَجِدْه مُفْعَمًا بِإِثْبَاتِ قِصَّةِ الغدير والاحْتِجَاج بِمُؤَدَّاها، فمِن مَسانِيدَ عَنْعَنَتْها الرُّواةُ إلى مُنْبَثَق أَنْوَار النبُوّة، و(مِن)مَرَاسِيلَ أَرْسَلَها المُؤَلِّفُون إِرْسَالَ المُسَلَّم،حَذَفُوا أَسَانِيدَها لِتَسَالُم فِرَقِ المسلمين عليْها(الخ).

  6. #6
    عضو فعال
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    المشاركات
    30
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    192

    Post رد: الرسالة الوثيقة في ثبْت لفْتة الحقيقة

    وقال العلامةُ الأميني(قده)قبْل ذلك مباشرة:

    أهمية الغدير في التاريخ

    لا يَسْتَرِيب أَيُّ ذِي مسكة فِي أنَّ شَرَفَ الشَّيْءِ بِشَرَفِ غَايَـتهِ،فعَلَيهِ إِنَّ أَوَّلَ مَا تُكْسِبُه الغاياتُ أهميةً كبرى مَن مواضيع التاريخ هو مَا أُسِّسَ عليه دِينٌ،أو جَرَت به نِحْلَةٌ، واعْتَلَت عليه دَعَايمُ مَذهَبٍ،فدَانَت بهِ أُمَمٌ،وقامَت به دُوَلٌ،وجَرَى بهِ ذِكْرٌ مع الأَبَد، ولِذلك تَجِد أَئِمَّةَ التاريخ يَتَهالَكُون في ضَبْطِ مَبادِئ الأدْيان وتعاليمها وتَقْيِيدِ مَا يَتْبَعُها مِن دِعَايَاتٍ، وحروبٍ وحكوماتٍ، وولاياتٍ التي عليها نَسَلَت الحِقَبُ والأعْوَامُ، ومَضَت القرونُ الخالية {سُنَّةَ الله في الذين خَلَوْا ولَنْ تَجِد لِسُنـةِ الله تبديـلاً} وإذا أَهْمَلَ المُؤَرِّخُ شيئًا مِن ذلك فقد أَوْجَدَ في صحيفته فراغًا لا تَسُدُّه أَيَّةُ مُهِمَّة، وجَاءَ فيها بأَمْرٍ خَدَاجٍ،بُتِرَ أَوَّلُه، ولا يُعْلَم مَبْدَؤه،وعسى أن يُوجِب ذلك جهلاً للقارئ في مَصِير الأمْر ومُنتهاه.إنَّ واقعة (غدير خم) هي مِن أَهَمِّ تلك القضايـا،لِمَا ابْتَنَى عليها وعلى كثيرٍ مِن الحجَج الدامِغَة، مَذْهَبُ المُقْتَصِّين أَثَرَ آلِ الرسول صلوات الله عليه وعليهم،وهم مَعْدُودون بالمـلايين وفيهم العلم والسؤدد، والحكماء، والعلماء، والأماثل، ونوابغ في علوم الأوايل والأواخر،والملوك،والساسة، والأمراء،والقادة،والأدب الجم، والفضل الكثار،وكتب قيمة في كلِّ فنٍّ،فإنْ يَكُن المُؤَرِّخُ منهم فمِن وَاجِبهِ أنْ يُفِيض على أُمَّتهِ نَبَأَ بدْءِ دعْوَتهِ،وإنْ يكن مِن غيرهم فلا يَعْدُوه أنْ يَذكُرَها بَسِيطةً عندما يَسْرِد تاريخَ أُمَّةٍ كبيرة كهذه،أو يَشْفَعُها بِمَا يَرْتَئِيه حوْل القضيةِ مِن غَمِيزة فِي الدّلالَةِ،إِنْ كان مَزِيجَ نفْسِه النزُولُ على حُكْم العاطفة،ومَا هنالك مِن نَعَرَاتِ طائِفتِه،على حِينِ أَنه لا يَتَسَنَّى له غَمْزٌ في سَنَدِها،فإنَّ مَا نَاءَ بهِ نبيُّ الإسلام يوْم الغدير مِن الدعوة إلى مَفَادِ حَدِيثهِ لم يَخْتَلِف فِيه اثنان، وإن اخْتَلَفُوا في مُؤَدَّاه لأَغْرَاض وشَوَائِب غير خَافِيَة على النَّابهِ البَصِـيرِ،فذَكَرَها مِن أَئِمَّةِ المُؤَرِّخِين البلاذري المتوفى سنة (279) في (أنساب الأشراف)، وابن قتيبة المتوفى (276) في (المعارف)، و(الإمامة والسياسة)، والطبري المتوفى (310) في كتابٍ مُفْرَدٍ،وابن زولاق الليثي المصري المتوفى (287) في تأليفه،والخطيب البغدادي المتوفى (463) في تاريخه،وابن عبد البر المتوفى (463) في (الاستيعاب)، والشهرستاني المتوفى (548) في (الملل والنحل)، وابن عساكر المتوفى (571) في تاريخه،وياقوت الحموي في (معجم الأدباء) ج18ص84مِن الطبعة الأخيرة، وابنُ الأثير المتوفى (630) في (أسد الغابة)، وابنُ أبي الحديد المتوفى (656) في (شرح نهج البلاغة)، وابن خلكان المتوفى (681) في تاريخه، واليافعي المتوفى (768) في (مرآة الجنان)، وابنُ الشيخ البلوي في (ألف باء)، وابنُ كثير الشامي المتوفى (774) في (البداية والنهاية)، وابنُ خلدون المتوفى (808) في (مقدمة تاريخه)، وشمسُ الدين الذهبي في (تذكرة الحفاظ)، والنويري المتوفى حدود (833) في (نهاية الإرب في فنون الأدب) وابنُ حجر العسقلاني المتوفى (852) في (الإصابة) و (تهذيب التهذيب)، وابنُ الصباغ المالكي المتوفى (855) في (الفصول المهمة)، والمقريزي المتوفى (845) في (الخطط) وجلالُ الدين السيوطي المتوفى (910) في غيرِ واحدٍ مِن كتبـهِ، والقرماني الدمشقي المتوفى (1019) في (أخبار الدول) ونورُ الدين الحلبي المتوفى (1044) في (السيرة الحلبية)، وغيرُهم.

    وهذا الشأنُ في علْم التاريخ لا يَقِلّ عنه الشأْنُ في فنِّ الحديث،فإنَّ المُحَدِّثَ إلى أيِّ شَطْرٍ وَلَّى وَجْهَه مِن فضَاءِ فنِّهِ الوَاسِع،يَجِد عنده صِحَاحًا ومسانيدَ تُثْبِت هذه المَأْثَرَةَ لِوَلِيِّ أَمْرِ الدِّينِ عليه السلام، ولم يَزَل الخَلَفُ يَتَلَقَّاه مِن سَلَفِهِ حتى يَنْتَهِي الدَّوْرُ إلى جِيلِ الصحابةِ الوُعَاةِ لِلْخَبَر،ويَجِد لها مع تَعَاقُبِ الطبَقَاتِ بَلَجًا ونُورًا يُذْهِب بالأَبْصار،فإنْ أَغْفَلَ المُحدِّثُ عمَّا هذا شَأْنُه فقد بَخَسَ لِلأُمَّةِ حقًّا، وحَرَمَها عن الكثير الطيِّب مِمَّا أَسْدَى إليها نبيُّها نبيُّ الرحمة مِن بِرِّهِ الواسع،و هِدَايَتهِ لها إلى الطريقةِ المُثْلَى،فذكَرَها مِن أئمـَّة الحديث إمامُ الشافعية أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي المتوفى سنة (204) كمَا في (نهاية ابن الأثير)، وإمامُ الحنابلة أحمدُ بن حنبل المتوفى (241) في (مُسْنَدِه) و (مَنَاقِبِهِ)، وابنُ ماجة المتوفـى (273) في (سُنَنهِ)، والترمذيُّ المتوفى (276) في (صحيحه)، والنسائيُّ المتوفى (303) في (الخَصَايص)، وأبو يعلى الموصلي المتوفى (307) في (مسنده)، والبغويُّ المتوفى (317) في (السنن)، والدولابي المتوفى (320) في (الكنى والأسماء) والطحاويُّ المتوفى (321) في (مشكل الآثار)، والحاكمُ المتوفى (405) فـي (المستدرك)، وابنُ المغازلي الشافعي المتوفى (483) في (المناقب)، وابنُ مندة الأصبهاني المتوفى (512) بِعِدَّةِ طُرُقٍ في (تأليفه)، والخطيب الخوارزمي المتوفى (568) في (المناقب) و (مقتل الإمام السبط عليه السلام)، والكنجيُّ المتوفى (658) في (كفاية الطالب)، ومحبُّ الدين الطبري المتوفى (694) في (الرياض النضرة)، و(ذخاير العقبى)، والحمويني المتوفى (722) في (فرايد السمطين) والهيثميُّ المتوفى (807) في (مجمع الزوايد)، والذهبيُّ المتوفى (748) في (التلخيص)، والجزريُّ المتوفى (830) في (أسنى المطالب)، وأبو العباس القسطلاني المتوفى (923) في (المواهب اللدنية)، والمتقي الهندي المتوفى (975) في (كنز العمال)، والهروي القاري المتوفى (1014) في (المرقاة في شرح المشكاة) وتاجُ الدين المناوي المتوفى (1031) في (كنوز الحقايق في حديث خير الخلايق) و (فيض القدير)، والشيخاني القادري في (الصراط السوي في مناقب آل النبي)، وباكثير المكي المتوفى (1047) في (وسيلة الآمال في مناقب الآل)، وأبو عبد الله الزرقاني المالكي المتوفى (1122) في (شرح المواهب) وابنُ حمزة الدمشقي الحنفي في (كتاب البيان والتعريف)، وغيرُهم.

    كمَا أنَّ المُفَسِّر نُصْبَ عَيْنَيْهِ آيٌ مِن القرآن الكريم نازِلَةٌ في هذه المسألة يَرَى مِن واجبهِ الإِفاضَةَ بِمَا جاءَ في نُزُولِها وتفسِيرها،ولا يَرْضَى لِنَفسِه أنْ يَكُون عمَلُه مَبْتُورًا،وسَعْيُه مُخْدَجًا، فذَكَرَها مِن أئمَّةِ التفسيرِ الطبريُّ المتوفى (310) في (تفسيره)، والثعلبيُّ المتوفى (427/437) في (تفسيره)، والواحديُّ المتوفى (468) في (أسباب النزول)، والقرطبيُّ المتوفى (567) في (تفسيره) وأبو السعود في (تفسيره)، والفخرُ الرازي المتوفى (606) في (تفسيره الكبير)، وابنُ كثير الشامي المتوفى (774) في (تفسيره)، والنيشابوري المتوفى في القرن الثامن في (تفسيره)، وجلالُ الدين السيوطي في (تفسيره)، والخطيبُ الشربيني في (تفسيره)، والآلوسي البغدادي المتوفى (1270) في (تفسيره)، وغيرُهم.والمُتَكَلِّمُ حين يُقِيم البراهينَ في كلِّ مسألةٍ مِن مسائل علْم الكلام،إذا انْتَهَى بهِ السَّيْرُ إلى مسألة (الإِمَـامَة) فلا مُنْتَدَحَ (مَفَرّ) له مِن التَّعرض لِحديثِ الغدير حُجَّةً على المُدَّعَى أو نَقْلاً لِحُجَّةِ الخَصْمِ،وإنْ أَرْدَفَه بالمناقشةِ في الحِسَابِ عند الدِّلالَـةِ كالقاضي أبي بكر الباقلاني البصري المتوفى سنة (403) في (التمهيد) ،والقاضـي عبدالرحمن الإيجي الشافعي المتوفى (756) في (المواقف)، والسيد الشريـف الجرجاني المتوفى (816) في (شرح المواقف)، والبيضاوي المتوفى (685) في (طوالع الأنوار)، وشمس الدين الأصفهاني في (مطالع الأنظار)، والتفتازاني المتوفى (792) في (شرح المقاصد)، والقوشجي المولى علاء الدين المتوفى (879) في (شرح التجريد)،وهذا لَفْظُهم:

    إنَّ النبي صلى الله عليه وآله قد جَمَعَ الناسَ يوْمَ (غدير خم) مَوْضِعٍ بيْن مَكّةَ والمدينة بِالْجُحْفَة وذلك بعْد رُجُوعهِ مِن حجة الوداع،وكان يومًا صائفًا حتى أنَّ الرجلَ لَيَضَع رداءَه تحْت قدَمَيْه مِن شدة الحر،وجَمَع الرجالَ،وصَعَد عليها وقال مخاطبًا: [مَعَاشِرَ المسلمين..أَلَسْتُ أوْلى بكم مِن أنفسكم؟] قالوا:اللهم بلى،قال:[مَـــن كنتُ موْلاه فعـليٌّ موْلاه،اللهم والِ مَن وَالاه،وعَاد مَن عَاداه،وانْصُرْ مَـن نَصَرَه،واخْذُل مَن خَذَله].

    ومِن المُتَكَلِّمِين القاضي النجم محمد الشافعي المتوفى (876) في (بديع المعاني) وجلال الدين السيوطي في (أربعينه)، ومفتي الشام حامد بن علي العمادي في (الصلاة الفاخرة بالأحاديث المتواترة)، والآلوسي البغدادي المتوفى (1324) في (نثر اللئالي)، وغيرهم. واللُّغَوِيُّ لا يَجِد مُنْتَدَحًا مِن الإِيعَاز(الإشارة) إلى حديث الغدير عند إِفَاضَةِ القوْلِ في معنى(المولى) أو (الخم)أو (الغدير)أو (الولي)، كابن دريد محمد بن الحسن المتوفى (321) في (جمهرته)ج1ص 71،وابن الأثير في (النهاية)، والحموي في(معجم البلدان) في (خم)،والزبيدي الحنفي في(تاج العروس)، والنبهاني في(المجموعة النبهانية). انتهى كلام العلامة(قده).

    *المستدرك(ج2تفسيرسورة النحل): حدثنا أبو أحمد بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي بِمَرْو...سفيان بن عيينة عن عبدالله بن طاؤس عن أبيه قال:كان حجرُ بن قيس المدرى مِن المُختَصِّين بخدمةِ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال له عليٌّ يومًا:[يا حجر إنك تقام بعدي فتُؤمَر بلَعْنِي فالعنِّي(حتى لا يُقتَل)ولا تَبْرَأ مِنِّي]قال طاؤس:فرأيتُ حجر المدرى وقد أقامَه أحمدُ بن إبراهيم خليفة بني أمية في الجامع ووَكَّلَ به لِيَلْعَنَ عليًّا أو يُقتَل، فقال حجر:أمَا إنَّ الأميرَ أحمدَ بن إبراهيم أمَرَني أنْ أَلْعَن عليًّا فالْعَنُوه لَعَنَه اللهُ0فقال طاؤس:فلقد أعْمَى اللهُ قلوبَهم حتى لم يَقِف أحدٌ منهم على مَا قال.

  7. #7
    عضو فعال
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    المشاركات
    30
    شكراً
    0
    تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    192

    Post رد: الرسالة الوثيقة في ثبْت لفْتة الحقيقة

    آيَةُ النَّجْوَى

    *المستدرك(ج2فضيلة أهل العلم. ص148 وما بعدها): أخبرني عبد الله بن محمد الصيدلاني...عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قال عليُّ بن أبي طالب رضي الله عنه: إنَّ في كتاب الله لآية مَا عَمِل بها أحدٌ ولا يَعمَل بهـا أحدٌ بعدي: آية النجوى{يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدِّمُوا بين يـدي نجواكم صدقة...}قال:كـان عندي دينار فبِعْتُه بعشرة دراهم فناجَيْتُ النبـيَّ صلى الله عليه وآله،فكنتُ كُلَّما ناجيـتُ النبيَّ صلى الله عليه وآله قدَّمتُ بين يَدَيْ نجْـواي درهمًا،ثم نُسِخَت(هذه الآية)فلم يَعمَل بها أحدٌ فنزلت{أأشفقتم أنْ تُقدِّمُوا بين يـدي نجواكم صدقات...}الآية.

    أقول:هذا عليٌّ،الذي لا يُضِيع لَحْظَةً حتى يستفيد فيها مِن رسول الله صلى الله عليه وآله، وإذا سأله أعطاه الرسولُ صلى الله عليه وآله،وإذا سَكَتَ(عليٌّ) ابْتَدَأَه صلى الله عليه وآله، كما يروي الترمذي(ج5)مناقب علي بن أبي طالب (ح3806)، والحاكمُ في مستدركه(ج3)فضائل أميرالمؤمنين علي.

    *صحيح الترمذي(ج5)مناقب علي بن أبي طالب:(ح3798):عن علي رضي الله عنه قال:قال رسولُ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم:[...رَحِمَ اللهُ عَليًّا،اللهم أَدِر الحَقَّ مَعَه حَيْث دَارَ].

    (ح3799):عن ربعي بن حراش قال:أخبرنا عليُّ بن أبي طالب بالرحبة فقال:لَمَّا كان يومُ الحديبية خَرَجَ إلينا ناسٌ مِن المشركين،منهم سهيل بن عمرو وأناسٌ مِن رؤساء المشركين فقالوا:يا رسول الله..خَرَجَ إليك ناسٌ مِن أبنائنا وإخواننا وأرِقَّائنا، وليس لهم فِقْهٌ في الدِّين، وإنما خَرَجوا فِرارًا مِن أموالنا وضِيَاعنا فَارْدُدْهم إلينا، فإنْ لم يَكُن لهم فِقهٌ في الدين سنُفَقِّههم. فقال النبي صلى الله عليه(وآله) وسلم: [يا معشر قُريش..لَتَنْتَهُنَّ أو لَيَبْعَثَنَّ اللهُ عليكم مَن يضرب رقابَكم بالسَّيف على الدِّيـن،وقد امتَحَنَ اللهُ قلوبَهم على الإيمانقالوا:مَن يا رسول الله؟ فقال له أبو بكر:مَن هو يا رسول الله؟وقال له عُمَر:مَن هو يا رسول الله؟ قال (النبيُّ صلى الله عليه وآله): [هو خَاصِفُ النعْلوكان قد أعْطَى عَلِيًّا نعلَه يخصفها. قال(الرَّاوي): ثم التفت إلينا عليٌّ فقال: إنَّ رسول الله صلى الله عليه(وآله) وسلم قال:[مَن كذب عليَّ متعمدًا فليتبوَّأ مقعده من النار].

    *المستدرك (ج3) كتاب معرفة الصحابة. فضائل علي بن أبي طالب: أخبرنا أبوجعفر...وحدثنا عبيد الله بن موسى...عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: كُنَّا مع رسول الله صلى الله عليه وآله فانقطعت نعلُه،فتَخَلَّفَ علِيٌّ يخصفها، فَمَشَى(النبيُّ صلى الله عليه وآله)قليلاً ثم قال: [إنَّ منكم مَنْ يُقاتِل على تَأْوِيـلِ القرآنِ كَمَا قاتَلْتُ على تَنْزِيلِـــه]، فاسْتَشْرَفَ لها القَوْمُ وفيهم أبو بكر وعُمر رضي الله عنهما،قال أبو بكر: أنا هو؟ قال النبي صلى الله عليه وآله: [ لا ] ، قال عمر: أنا هو؟ قال النبيُّ صلى الله عليه وآله: [لا،ولكن خاصِف النعل] يَعْنِي عليًّا، فأتَيْناه فبشَّرناه ، فلم يَرْفَع به رَأْسَه كَأَنه قد سَمِعَه مِن رسول الله صلى الله عليه وآله.

    *صحيح ابن ماجة(ج1)فضل علي بن أبي طالب: عن عباد بن عبد الله قال: قال عليٌّ: أنا عبدُ الله،وأَخُو رسولِه صلى الله عليه(وآله)وسلم وأنا الصِّدِّيقُ الأكبَرُ، لا يَقولها بعدي إلا كَذَّاب، صليتُ قبل الناس لِسَبْعِ سنين0

    *المستدرك(ج3)كتاب معرفة الصحابة.فضائل علي بن أبي طالب: عن عباد بن عبد الله الأسدي عن عليٍّ رضي الله عنه قال: إني عبدُ الله،وأخو رسولِه،وأنا الصِّدِّيقُ الأكبر،لا يقولها بعدي إلا كاذبٌ،صليـتُ قبل الناس بسبع سنين،قبل أن يعبده أحدٌ مِن هذه الأمَّة.

    وقال الحاكمُ في هذا القسم: حدثني أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي...أنَّ عمرةَ بنت عبدالرحمن قالت: لَمَّا سارَ علِيٌّ إلى البَصْرَة،دَخَلَ على أمِّ سلمة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وآله يُوَدِّعها،فقالت: سِرْ في حِفْظِ اللهِ،وفي كَنَفِه، فواللهِ إنك لَعَلَى الحَقِّ،والحَقُّ معك،ولَوْلا أني أكْرَه أنْ أعصِي اللهَ ورسولَه صلى الله عليه وآله-فإنه أمَرَنا أنْ نَقَرَّ في بيوتنا-لَسِرْتُ معك، ولكن والله لأرْسِلَنَّ معك مَن هو أفضل عندي وأَعَزُّ عليَّ مِن نفسي،ابْني عُمَر.

    وروى تحت هذا العنوان:حدثنا عبدان بن يزيد بن يعقوب الدقاق...عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وآله قال لِعَلِيٍّ:[أنْتَ تُبَيِّن لأمَّتي ما اختلفوا فيه مِن بعدي].

    أقول :يقول علماءُ النَّحْو:

    إنَّ مِن طُرُقِ التَّوْكِيد والحَصْرِ تَقْدِيمَ المَعْمُول على العامِل،كَمَا في قوله تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين}،فالتَّرْتِيبُ الطبيعي لهذه الآية:نعْبُدُك ونستعينُك،ولَمَّا كان المقصودُ بَيَانَ انْحِصَارِ العبادة بالله،وحَصْرَ الاستعانة به تعالى،قُدِّمَ الضَّمِيرُ المُتَّصِلُ(الكَاف)وهو المَعْمُول-لِلْفِعْل(نعبد،نستعين)-والذي حَقُّه التَّأْخِيرُ،وجُعِلَ مُنْفَصِلاً، فقال:{إياك نعبد وإياك نستعين}أي:نعبدك أنتَ لا غَيْرك،ونستعين بك أنت لا بغيرك، تَأْكِيدًا على معنى الانْحِصَار هذا.وشاهِدُنا في هذا الحديث الشريف[أنتَ تُبَيِّن لأُمَّتِي...]،فَتَقْدِيمُ الضَّمِير المنفصل(أنت)-وهو المعمول الذي حَقُّه التَّأْخيرُ في الواقع-،تَقْدِيمُه على عامِلِه(تُبيِّن)يَدُلُّ على حَصْرِ التَّبْيِين في هذا المُخَاطَب،وهو الإمامُ عليٌّ عليه الصلاة والسلام،إذن سِيَاق الحديث الشريف يدلُّ على انْحِصَارِ التَّبْيِينِ(سَبَبِ الهِدَايَةِ لِلأُمَّةِ)بعد النبي صلى الله عليه وآله في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه.

    وقال فيه: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب...عن علي رضي الله عنه قال: قال لِي رسولُ الله صلى الله عليه وآله: [يَا علي..إنَّ لك كنزًا في الجنة،وإنك ذو قَرْنَيْها،فلا تُتْبِعَـنَّ النَّظرةَ نظرةً فإنَّ لك الأولى وليست لك الأخرى].

    أقول:قوله صلى الله عليه وآله[إنك ذو قرنيها]: أي ياعلي..إنك ذو القرنين في هذه الأمَّة كما كان ذو القرنين في تلك الأمَم السابقة.وقصةُ ذي القرنين واضحة الدلالة في عظمةِ مَقامِه عند الله تبارك وتعالى في آخر سورة الكهف{ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرًا*إنا مكَّنَّا له في الأرض وآتيناه مِن كلِّ شيءٍ سَبَباً}فَرَاجِع.

    وقوله صلى الله عليه وآله[فإن لك الأولى وليست لك الأخرى]:أي تُعْفَى مِن النظرة الأولى فلا تُحَاسَب عليها، وأما النظرة الثانية(الأخرى) فليست جائزة.

    وقال بعده: حدثنا أبو العباس محمد بن أحمد بن يعقوب...عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وآله: [يا علي..مَن فارَقَنِي فقد فارَقَ اللهَ،ومَن فارَقَك يا عليُّ فقد فارَقَنِي].

    أقول: إذن،مَنْ فارَقَك يا عليُّ فقد فارَقَ اللهَ جل وعلا.

    *وقال في هذا القسم:حدثنا أبو بكر بن أبي دارم الحافظ...عن أبي هريرة رضي الله عنه قال...فقال(النبيُّ صلى الله عليه وآله): [يا فاطمة..أَمَا تَرْضَيْن أنَّ اللهَ عز وجل اطَّلَعَ إلى أهْلِ الأرضِ فاخْتَارَ رَجُلَيْنِ:أَحَدُهُمَا أَبُوكِ والآخَرُ بَعْلُكِ].

    أقول:وفي هذا دلالة واضحة على أفضَلِيَّة أمير المؤمنين-بعد النبي صلى الله عليه وآله- على جميع الخَلْق.

    وقال بعده: حدثنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي...عن عائشة رضي الله عنها أنَّ النبي صلى الله عليه وآله قال: [أنا سيِّدُ ولد آدم وعَلِيٌّ سيدُ العَرَب].

    وقال بعده: (وله شاهِدٌ) مِن حديث عروة عن عائشة(أخبرناه)أبو بكر محمد بن جعفر القاري ببغداد...هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم:[ادْعُوا لِي سيدَ العرب] فقلتُ: يا رسول الله..ألَسْتَ سيدَ العرب؟! فقال:[أنا سيدُ ولد آدم وعليٌّ سيدُ العرب].

    وقال بعده: (وله شاهدٌ آخر)مِن حديث جابر رضي الله عنه قال:قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله: [ادْعُوا لِي سيدَ العرب]فقالت عائشةُ رضي الله عنها:أَلَسْتَ سيدَ العرب يا رسول الله؟! فقال: [أنا سيدُ ولد آدم وعليٌّ سيد العرب].

    وقال بعده: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الحفيد...عن أبي ثابت مولى أبي ذر قال: كنتُ مع عليٍّ رضي الله عنه يوم الجمل،فلمَّا رأيتُ عائشةَ واقفةً دَخَلَنِي بعضُ مَا يَدْخُل الناسَ، فَكَشَفَ اللهُ عنِّي ذلك عند صلاة الظهر فقاتَلْتُ مع أميرِ المؤمنين،فلمَّا فَرِغَ ذَهَبْتُ إلى المدينة، فأَتَيْتُ أمَّ سلمة، فقلتُ:إني والله ما جئتُ أَسْأل طعامًا ولا شرابًا،ولكني مَوْلًى لأبي ذر، فقالت: مرحبًا فَقَصَصْتُ عليها قِصَّتِي، فقالت(أمُّ سلمة):أين كنتَ حِين طارَت القلوبُ مطائرَها؟! قلتُ:إلى حيث كَشَفَ اللهُ ذلك عنِّي عند زوال الشمس. قالت: أحسنتَ سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وآله يقول: [عليٌّ مع القرآن والقرآنُ مع عليٍّ،لَنْ يَتَفَرَّقا حتى يَرِدَا عَلَيَّ الحَوْضَ].

    وقال بعده: أخبرنا أحمد بن كامل القاضي...أبو حيان التيمي عن أبيه عن علي رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله: [رَحِمَ اللهُ عليًّا،اللهم أَدِرِ الحَقَّ معه حَيْث دَارَ].

    وقال فيه: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب...عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم لعليِّ بن أبي طالب رضي الله عنه:[مَن أطاعَنِي فقد أَطاعَ اللهَ ومَن عَصَانِي فقد عَصَى اللهَ،ومَن أَطاعَك فقد أَطاعَنِي ومَن عَصَاك فقد عَصَانِي].

    وقال بعده: حدثنا بكر بن محمد الصيرفي بمرو...عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم:[مَـن يُـرِيد أنْ يَحْيَى حَيَاتِي ويَمُوت مَوْتِي ويَسْكُن جَنَّةَ الخُلْدِ التي وَعَدَنِي رَبِّي فَلْيَتَوَلَّ عليَّ بن أبي طالب،فإنه لَنْ يُخْرِجَكم مِن هُدى ولَنْ يُدْخِلَكم في ضلالة].

    وقال بعده: أخبرنا أبو عمر وعثمان بن أحمد بن السماك...عن المنهال بن عمرو عن عباد بن عبد الله الأسدي عن عليٍّ: {إنما أنتَ مُنْذِرٌ ولِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ}، قال عليٌّ(في تفسير هذه الآية الشريفة):رسولُ الله صلى الله عليه وآله المنذرُ،وأنَا الهَادِي.

    وقال فيه:أخبرني عبدالرحمن بن الحسن القاضي...عن عبدالله قال:

    كنَّا نَتَحَدَّث أنَّ أَقْضَى أهل المدينة عليُّ بن أبي طالب.

    أقول:كلُّنا يعلم بأنَّ كبار الصحابة كانوا يسكنون في المدينة المنورة،وبِمَا أنَّ الأقْوَائيَّة في القضاء تَرْجِع إلى العِلْم بكلِّ ما له دَخْـلٌ فيـه،مِن العلم بجميع الأحكام والحدود والتعزيرات ومَوَارِد الارتداد والكفر(أي:تفاصيل العقيدة)لِتَطْبِيق حُكْم الله فيها،فتكون النتيجةُ أنَّ الإمامَ عليًّا هو الأعلمُ مِن بين كلِّ صحابةِ رسولِ الله صلى الله عليه وآله،لأنَّ الأعلميَّة فيما مَضَى(العقيدة والأحكام) تعني الأعلمية في كلِّ ما يتعلق بالدِّين الإسلامي، فليس الدِّينُ إلا العقيدة والأحكام.

    وقـال فيه: حدثني علي بن حمشاذ...عن أبي البختري قال:قال عليٌّ رضي الله عنه: بَعَثَنِي رسولُ الله صلى الله عليه وآله إلى اليمن.قال(الإمامُ عليٌّ عليه الصلاة والسلام):فقلتُ:يا رسول الله..إنِّي رجلٌ شابٌّ وإنه يَرِدُ عَلَيَّ مِن القضاء مَا لا عِلْمَ لِي به؟ قال:فَوَضَعَ يَدَهُ علَى صدري، وقال:[اللهم ثَبِّت لِسَانَه،واهْدِ قلبَه]. فمَا شَكَكْتُ في القضاءِ أو في قضاءٍ بَعْدُ.

    وقال بعده:أخبرني عبد الله بن محمد بن موسى العدل...عن زيد بن أرقم قال:بَيْنَا أنَا عند رسولِ الله صلى الله عليه وآله إِذْ جاءَه رجلٌ مِن أهل اليمن،فَجَعَلَ يُحَدِّث النبيَّ صلى الله عليه وآله ويُخبِره فقال:يا رسول الله..أَتَى عليًّا رضي الله عنه ثلاثةُ نَفَرٍ يَخْتَصِمُون في وَلَدٍ،وَقَعُوا على امرأةٍ في طُهْرٍ واحدٍ،فقال(عليٌّ) لاثْنَيْنِ(منهم): طِيبَا نَفْسًا بهذا الولد0ثم قال: أنتم شُرَكَاء مُتَشَاكِسُون، إنِّي مُقْرِعٌ بينكم، فمَن قُرِعَ له فلَهُ الولدُ، وعليه ثُلُثَا الدِّيَةِ لِصَاحِبَيْه.فَأَقْرَعَ بينهم فَقرعَ لأَحَدهم، فَدَفَعَ إليه الولدَ. قال(الراوي):فَضَحِك النبيُّ صلى الله عليه وآله حتى بَدَت نَوَاجِذُه أو قال أَضْرَاسُه.

    وقال بعده:(حدثناه)عليُّ بن حمشاذ ... حدثنا الأجلح بهذا،وزَادَ فيه:فقال النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم:[مَا أَعْلَمُ فيها إلا مَا قال عليٌّ ].

    قال الحاكمُ:هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقد زاد الحديث تأكيدًا برواية ابن عيينة وقد تابع أبو إسحاق السبيعي الأجلح في روايته.

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 07-17-2008, 01:37 AM
  2. اين الذي يقول انا لست من تبعة ابليس وهو يستمع الغناء؟
    بواسطة حور الجنان في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 11-16-2006, 04:18 PM
  3. لا تتعب وتتعبني
    بواسطة أمير العاشقين في المنتدى منتدى الشعر والخواطر المنقوله
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 10-31-2006, 08:15 AM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •