بحثا ً عن لقمة العيش .. فنان سوري يفترش الرصيف منذ 19 عام
منذ 19 عاما والفنان التشكيلي طلال علمدار يقصد كل صباح هذا الرصيف الدمشقي ليعرض فنه أمام المارة، لوحات على ورق كارتون يجسد بها الطبيعة والوجوه؛ وجوه مشاهير وفنانين وأناس لا نعرفهم .يقول الفنان علمدار "الوجوه تعطي أشياء كثيرة، عندما ينظر إليك شخص ترين أشياء كثيرة، تكتشفي واقع عالم نسيج، ومن شخص لشخص يختلف الحزين والتعبان والمتشائم، الفرح السعيد والمعقد، كل واحد له تعبير معين وشخصية معينة فدائما أكتشف عالما خاصا".
سلعته هي فنه الذي امتهنه منذ ثلاثين عاما ويعتاش منه، فالفنان طلال ينتظر زبائنه على الرصيف ليرسم وجه من يرغب في عشر دقائق فقط وبمبلغ بسيط لا يتجاوز 6 دولارات. لوحات تبقى مع أصحابها كتذكار لشخوصهم وللزمان والمكان.
ويقول أحمد رزوق، سائح من الجزائر، إن هذه الظاهرة "موجودة فقط في فرنسا وبعض الدول الأوروبية لكن أول مرة أراها في دولة عربية. شيء رائع لا يأخذ وقت السائح عندما يتجول، يجلس يستريح عشرة دقائق ويأخذ لوحة أحلى تذكار من دمشق".رأس مال طلال بسيط لا يتعدى قلم الفحم وألوان الباستيل وأطباق الكارتون، لكن حضوره ملفت للمارة ولمحبي الفن الذين يجتمعون حوله بقصد الفرجة أو المتعة.
ويقول الفنان السوري "أحب أن أرسم بهذه الطريقة التي أكون بها مع الناس مثلما تكونين على المسرح. أحب أن يكون حولي الجمهور والناس. هذا يعطيني دافعا أكبر، فبمجرد أن أجلس في معرض أشعر بأنني انعزلت وأنني مراقب أو مقيد، هنا في الطبيعة تشعرين بنفسك مرتاحة".
الفنان علمدار يفضل الالتصاق بفنه، لذلك فهو يستمر بالرسم، وإن كان على الرصيف ليشكل هو ورصيف المارة هذا ظاهرة جميلة في دمشق القديمة
المفضلات