افتتاح أول سجن خاص بالأجانب في كوريا
تم و للمرة الأولى افتتاح مؤسسة إصلاحية خاصة بالأجانب فقط في كوريا .
فقد تزايد عدد الأجانب الذين يفضلون الإقامة والحياة في كوريا ، ومن ثم يتزايد عدد الذين يرتكبون جرائم زيادة مضطردة.
ومن المتوقع أن يؤدي افتتاح ذلك السجن إلى تحسين معاملة النزلاء بدرجة كبيرة، وأن يصبح بمثابة معيار عالمي في هذا المجال.
على الجانب الآخر ، يتوجب أن يؤدي تحسين معاملة النزلاء الأجانب في السجن الكوري إلى تحسين مماثل في أوضاع حقوق الإنسان للنزلاء الكوريين في السجون الموجودة في الخارج .
وكانت وزارة العدل الكورية قد افتتحت مؤسسة ( تشون آن) الإصلاحية المخصصة للأجانب فقط ، يوم الثلاثاء 23-2-2010 ، وأقامت بهذه المناسبة احتفالا حضره (300) شخص ، في مقدمتهم وزير العدل (لي كوي نام) ، بالإضافة إلى رؤساء (19) سفارة وبعثة دبلوماسية أجنبية لدى كوريا .
وكانت مؤسسة (تشون آن) من قبل مؤسسة إصلاحية مخصصة للأحداث ، والآن بعد أن خصصت للأجانب فيمكنها أن تستوعب أكثر من (1000) نزيل.
و هناك حاليا (600 ) أجنبي من (27)دولة في هذا السجن ، وسيتم تصنيفهم بحسب جنسياتهم ودياناتهم ، كما يوجد (260) من المحكوم عليهم الكوريين في هذا السجن أيضا من أجل المساعدة في أداء الواجبات العامة ، مثل إعداد الطعام واعمال النظافة.
كما يوجد في السجن منشآت لاستقبال البث التلفزيوني على الأقمار الصناعية ، بما يتناسب مع أولئك الأجانب ، وبعدد من اللغات ، منها الإنجليزية والصينية والروسية والعربية.
ويتم تنفيذ مختلف أنواع البرامج في ذلك السجن ، من بينها : برامج للتدريب المهني في مجالات البستنة والسباكة وغيرها ، ودروس لتعليم الثقافة الكورية لمساعدة النزلاء على التكيف بصورة أفضل مع المجتمع بعد قضاء فترة عقوبتهم .
ومن المهم أن نشير هنا إلى أن الناس في هذا الزمن لديهم حرية أكبر في الانتقالات والسفر والحياة خارج أوطانهم ، ومن ثم فإن هناك العديد من الأجانب الذين يعيشون في دول أخرى ، بصورة مؤقتة ، والبعض منهم يقوم - ربما دون قصد - بانتهاك قوانين تلك الدول التي يقيمون فيها ، وبالتالي يصبحون في عداد المجرمين.
والمشكلة أن عدد هؤلاء الأجانب المدانين بارتكاب انتهاكات قانونية في تزايد مستمر ، فحسبما أعلنت وزارة العدل بلغ عدد الأجانب في كوريا (1,2) مليون شخص حتى نهاية ديسمبر الماضي ، منهم أكثر من (1500 ) يقضون فترة عقوبة السجن في المؤسسات الإصلاحية الكورية .
وافتتاح هذا السجن الجديد الخاص بالأجانب فقط ، لا ينظر إلى أولئك باعتبارهم مجرد مجرمين ، وإنما يحترم حقوقهم الإنسانية ويساعدهم على إعادة التأهيل والإصلاح.
ولذلك فمن المأمول أن يكون افتتاح تلك المنشأة الجديدة بمثابة خطوة أولية رائدة من أجل تحسين أوضاع حقوق الإنسان للمحكوم عليهم من الأجانب في كل أنحاء العالم.
المفضلات