5 ملايين طالب يستأنفون دراستهم في «فصل» جديد لا تنغصه «أنفلونزا الخنازير»




يعود اليوم خمسة ملايين طالب وطالبة في المملكة إلى مدارسهم بينهم نحو 660 ألف طالب وطالبة في المنطقة الشرقية، إلى مقاعد الدراسة في مراحل التعليم المختلفة من الابتدائية حتى الجامعة، إضافة إلى أكثر من 300 ألف معلم ومعلمة، وذلك في بداية الفصل الدراسي الثاني للعام الدراسي 30 – 1431 هـ، بعيداً عن «أنفلونزا الخنازير»، بعد أن أمضوا إجازة نصف العام الدراسي، التي استمرت نحو أسبوع. وفيما يؤكد معلمون ومعلمات رصدهم كثيراً من الحيل التي قام بها الطلاب والطالبات من أجل التغيب عن المدرسة في الفصل السابق، بعد أن أكدت وزارة التربية والتعليم على ضرورة بدء الدراسة منذ اليوم الأول، وأنها لن تتسامح في حالات الغياب بين الطلاب والمعلمين.

وقامت وزارة التربية والتعليم في المملكة وإداراتها كافة، بالاستعداد الجيد للفصل الدراسي الثاني من أول يوم فيه، بعد أن اختلفت ظروفه عن بداية الفصل الدراسي السابق، إثر مخاوف أولياء الأمور من أنفلونزا الخنازير، وما اتخذوه من احتياطات من أجل سلامة الطلاب والطالبات.

ويأمل أولياء أمور الطلاب والطالبات أن يكون هذا الفصل أفضل من مثيله السابق، إذ يقول حمد القحطاني: «بداية الدراسة هذا العام كانت محفوفة بمخاطر أنفلونزا الخنازير، ما استلزم تأجيلها لحين أخذ التدابير الوقائية»، ويضيف «لم أكن مقتنعاً بتحصيل أولادي في الفصل الأول تمام الاقتناع، فهاجس الأنفلونزا سيطر على زوجتي سيطرة تامة، أجبرتها على تغييب الأولاد عن المدرسة فترات طويلة، ما ساهم في عدم رضانا عن تحصيلهم».

بيد أن عوضة الزهراني يختلف مع القحطاني في «أن فيروس أنفلونزا الخنازير أزمة وعدت، وأنه يعد من أضعف الفيروسات، والأطباء يعتبرون أنفلونزا الطيور أخطر منه بكثير»، لذا يرى أنه «ليس هناك ما يستدعي بقاء الأبناء في المنزل وتغيبهم عن دراستهم، وكل شيء بقدر».

وعن تحصيل أبنائه في الفصل الدراسي الأول ذهب إلى أن «بعض المعلمين والمعلمات لم يساهموا بالقدر الكافي في إزالة شبح الخوف من أنفلونزا الخنازير من الطلاب والطالبات، والمساهمة في صرف انتباههم عنها، والتركيز في الدراسة فقط، سواء عن قصد أو عدم قصد، فالمحصلة واحدة». ويدعو سعيد الهاشم، الذي لديه أربعة أبناء في مراحل تعليم مختلفة، «المعلمين والمعلمات إلى توخي الحذر في الحديث أمام الطلاب والطالبات عن الأنفلونزا، وبخاصة إذا ارتفعت حرارة أحد الطلاب أو الطالبات، حتى لا يصاب الباقي بالذعر، ما يساهم أيضاً في إصابة مَن ارتفعت حرارته بالخوف والفزع»، مشيراً إلى «تقدير كل أمر بما يستحقه بصورة واقعية دون مبالغة أو تهويل». وفي المقابل، يرى محمد الغامدي المعلم في المرحلة الابتدائية أن «أولياء الأمور هم هم من ينشرون البلبلة والخوف لدى أبنائهم، وبخاصة من ناحية استخدام الطرق الوقائية من المرض، كالمعقمات أو الكمامات أو المناديل الورقية»، مستشهداً بأن أحد الفصول التي يقوم بتدريسها «أصبح في فترة من الفترات وكأنك في غرفة عمليات معقمة، فكل حركة وهمسة في الفصل تجد الطلاب يخرجون المعقمات حتى لمجرد فتح باب الغرفة». في حين يرى زميله المعلم عبد العزيز آل حمود، أن «الأبناء يستخدمون كثيراً من الحيل، حتى تكون مبرراً قوياً أمام الآباء والأمهات من أجل السماح لهم بالغياب، ومن تلك الحيل التهويل في إبلاغهم بعدد من أصيب بارتفاع في درجة حرارته من زملاء الفصل»، وأشار
إلى أن «أحد طلابي قام ذات مرة بإبلاغ أبيه أني شخصياً قد أصبتُ بأنفلونزا الخنازير بسبب غيابي لمدة يومين متتاليين»، بيد أن الأب رآني في المسجد في اليوم ذاته، وعندما سألني بقصد الاطمئنان عليّ أبلغته أني كنتُ في الجامعة في الرياض من أجل بحث الماجستير الخاص بي». مضيفاً «بعض المعلمين أيضاً يسهمون في تأجيج مثل هذه الأمور».