الجمعة 05 ربيع الأول 1431هـ - 19 فبراير 2010م
رئيس رابطة "العودة للجذور" في مانيلا:
جهود للعثور على الأصول السعودية لسيدة الفلبين القادمة
في تطور جديد، قال نجيب الزامل رئيس رابطة العودة للجذور في مانيلا، إنهم يقومون بجهود للعثور على الأصول السعودية للفتاة الفلبينية "شالاني" المرشحة لتصبح سيدة الفلبين الأولى في الانتخابات الرئاسية في أيار (مايو) المقبل.
وتتبوأ شالاني حالياً منصب المستشار الأول في منطقة "فالنزويلا" من ضواحي العاصمة "مانيلا"، وستصبح قريباً السيدة الأولى للفلبين بعد زواجها المتوقع من "أكينو" الشهير شعبياً باسم "نوي نوي" مرشح الحزب الليبرالي للرئاسة والذي يتقدم باقي المرشحين بفارق كبير حسب استطلاعات الرأي.
وتبلغ شالاني التاسعة والعشرين ربيعاً، لم تكمل تعليمها وانهمكت مبكراً في العمل، وهي ذات جمال هادئ، وجريئة وتجيد التعامل مع وسائل الإعلام.
في متابعتها للموضوع، أطلت هذه المرة من زاوية أخرى ومن خلال عدسة رابطة، ربما لم يسمع بها الكثير، تطلق على نفسها "رابطة العودة للجذور Back to The Roots Association"، حيث أوضح مؤسسها الكاتب السعودي نجيب عبدالرحمن الزامل جوانب متعددة من حياة "شالاني".
وعن ربطه اسم "شالاني" بأحد أنواع الرز الشهيرة، وهل يقصد منه أن أباها من هناك، قال الزامل: أكدت أنها نظرية مني وغير مثبتة، لأنه درَج من بعض العرب تسمية أبنائهم هناك بأسماء أطباقٍ شهيرة. فهناك فتاة اسمها كليجا، وشاب اسمه برياني، وهكذا، والرز الشيلاني طبقٌ مشهور في الخليج، ويُعَد مع السمك المقلي. لو كانت هذه النظرية صحيحة فاحتمال كبير أن يكون الأب إن كان سعودياً أن يكون من أهل المنطقة الشرقية، خصوصاً أن نسبة كبيرة من مقيمي الفلبين هم من الشرقية".
وأضاف "معظم الزيجات تتم في الفلبين، ولا تأكيد لدينا منطقياً عن المكان، مادام أنه لم يتهيأ لنا الدليل الأكيد عن كون الأب سعودياً من الأصل!".
حقيقة الإساءة
لكاتب السعودي نجيب الزامل
كما أوضح اللبس الذي صاحب فهم الكثير حول كون قصة الفتاة أساءت لها وللسعودية، بأنه "كلما تعرضت الصحافة أو الإعلام أو حتى مواقع الإنترنت أو بعض المحسوبين على الحملات الرئاسية المنافسة والمعارضين لسياسة "نوي نوي" إشاعة كون أبيها سعودياً، جاء في السياق انتقاد سلبي وحاد أحياناً بادعاءات ضد السعودية والشعب السعودي".
الإضافة -والحديث للزامل- "لكونها هذه الأيام تتعرض لحملات ودسائس من هذا النوع كمثل أنها كذبت في مسألة تأهيلها الدراسي العالي، وأخفت حقيقة أن لها طفلاً من خارج مؤسسة الزواج من ضابط جمارك، وتبين على الأقل أن مسألتي الدراسة والطفل شبه مؤكدين، بقيت مسألة الأب، حيث يشار في الصحافة إلى أن اسم شهرتها ليس هو الحقيقي وإنما هو عائلة أمها لأن أباها تركها دون أن يعطيها اسمه".
حقيقة الرابطة

شالاني مع خطيبها المرشح الرئاسي
كما كشف الزامل عن الهدف الأساسي من وراء الموضوع ككل، بإماطة اللثام عن رابطة (العودة للجذور) قائلاً "أنا مؤسس الرابطة التي تجمع أولادنا وبناتنا الذين هم من آباء سعوديين وأحياناً من الخليج وعرب. سميناها "رابطة العودة للجذور Back to The Roots Association" ومن السهل التعرف إليهم من ملامحهم، وحجم عيونهم، وأحياناً من نوعية الشعر والبشرة، وهي مواصفات يصنفها الإنثربولوجيون، ولكنها لم تعد حادة التفرقة بسبب اختلاط الأعراق الكبير بين الشعوب خصوصاً في دولة كوزموبوليتانية مثل جمهورية الفلبين، وهذا لا يعني أن بعض الأبناء والبنات المثبتات يغلب عليهم المسحة الفلبينية".
لا توجد أدلة صريحة
شالاني في الحملة الانتخابية


وعن شالاني يقول الزامل: لها أنف دقيق، وبشرة حنطية مثل التي تجدها في سواحل الخليج، وأنحاء في إيران والهند وباكستان، وفي عينيها اتساع أكثر من المعتاد عند الشعوب الشرقية مع محجرين فيهما ميل للحدود الدائرية وليست المسحوبة. على أن هذا، أعترف، لا يمكن أن يكون دليلاً على كون أبيها من السعودية، فهذا يحتاج أدلة ثبوتية ودقيقة ومعلنة".
ولم يبدِ الزامل اندهاشه من ردود الأفعال التي أفرزتها هذه القضية، حيث يؤكد أنها "توقعات وبالتالي فأنت لا تفاجأ في مسألة ما ينقض مجرّد توقع، بل قد تندهش أكثر في حالة الإثبات. إنك إذن لا تندهش إلا بما يناقض حقيقة دامغة، على أن الردود ممن يعرفون عن شالاني يشاركون في نفس ما يدور حول موضوع الأب وأخص الفلبينيين، وكما قلت وأعيد لم يكن هناك ما يثبت أو حتى اعتراف صريح من شالاني".
أعضاء الرابطة متفوقون عالمياً
ويضيف: ربما عرف قراء الآن أن عندنا جمعية العودة للجذور، حيث تعتني هذه الجمعية بمن تركهم آباؤهم السعوديون في الفلبين"، لافتاً إلى أن "أكثر أعضاء الرابطة يتسمون بذكاء شديد، فمنهم من هي فائزة في جائزة ذكاء عالمي في نيويورك، ومنهم من تعمل خبيرة في الأمم المتحدة، ومنهم من هي الآن متفوقة في الطب في لندن ما لفت المعاهد والجامعات هناك، ومنهم الناجحون في أعمالهم. وتدير الرابطة تنفيذياً فتاة سعودية تحمل اسم عائلة سعودية ومثبتة الوثائق، وهي نابهة جداً، وعلاقاتها ومعارفها واسعة في النخبة الفلبينية، ولها معارف حول شالاني. ونعمل الآن من واقع طبيعة الرابطة قبل أي غرض آخر كأغراض الانتفاع الوطني أو السياسة، فيما لو تأكد لنا، ولو منها على الأقل، حول صحة نسبها السعودي".
هناك فرص فعلية
شالاني
وعن الجوانب السياسية في حال صحت أخبار الصحافة لكونها تنتمي لأب سعودي، يؤكد أن هناك فرصاً حقيقية فيما لو تحقق وضع شالاني في تحقيق منافع للبلدين، قائلاً "نحتاج أن نستفيد من الفلبين بشكل مضاعف، فهناك منافع صناعية وزراعية ولوجستية. الفلبين مثال أنموذجي لها، وفرصة أن نغير الصورة المشوشة السائدة عنا هناك، وأن يكون لنا حضور أكبر في المقاطعات المسلمة في جزيرة المندناو، والتي هي أيضاً كنز أرضي من المناجم والسهول والموقع الاستراتيجي. وجود من يمكن أن نكسب تعاطفه لنحظى بأفضلية التبادل والتعاون، ونشر الثقافة الحقيقية عن الإسلام بين المسلمين وغير المسلمين هناك، وهذا شأن أهميته لا يمكن أن تحسب مادياً".
من جهة أخرى، فإن ردود أفعال الفلبينيين تفاوتت بين تشجيع ومتابعة أخبار النجمة الصاعدة ودعم حملتها وبين التهجم عليها باتهامها بالنسب لأمها فقط، وأنها نفسها أنجبت طفلاً دون زواج رسمي، علماً بأن المجتمع الفلبيني يشهد حراكاً بين عدة تيارات اجتماعية كاثوليكية محافظة وأخرى متحررة والأخيرة انبرت للدفاع عنها واستنكرت حملة الهجوم عليها والتي وصلت حد اعتبارها "لعنة"، خصوصاً أنهم يعتبرون أن أهم الشروط التي يجب أن تتوافر عليها السيدة الأولى عدم تورطها في علاقات خارج مؤسسة الزواج.
المفضلات