أَينَك يَابَحر عَنَّي ؟!
قَـد طَالَ الغِيَابُ بَيننَا /طَالَ البُعدُ بَيننا ,,
أَلا تِشتَاق ؟!
صِرتُ أَرسمُ مَلامحَك خَوفَا مِن النِسيَان ,,
خَوفا مِن غَدرِ الزَمان ,,
خَوفًا مِن تَراكمُ الألمِ فِيني والأحزَان ,,
صِرتُ بَعدكَ ذاك اليَتيمُ الضائعُ المُهيمنُ
فِي كُل مَكان ,, سَائرا عَلى جَسدِ رَملٍ
تَسمعُ الصُراخ لا تَدرِي أَهوَ عَذابِي أو هُوَ عَذابُ
الرَّملِ وَولْدهـِ يَشكُونَ الظِلمَ لِربِّ هَذا الزَمان ,,
صِرتُ أغنِّيك تَرنيمةً يَابحرُ يَاذَا الهَوى صَباحا و مَساءً
حَتَّى صَارَ صَوتِي ,, صَوتٍ هَرِم عَجوزٌ فَقَد حَياتهُ وَملامِحه
فلاْ أَعلم أبتَّ تَعرِفنُي ,, أَبت تَجهَلنِي ,, أو تَتظاهَر
بِمعرفةِ الصَوتِ والإنسان!!,,
تَعالَ يَابحر تَعال ,, إِرسم مَلامِح الطِفل فِيني
إرسِم ملامِح الجنُون ,, إرسم الإقحوَان الذِي كُنت أسرقهُ منِك كلما آتيتك ,,
إرسِمه يابَحر فَأيضًا هُو كأنت غَائبا عَنِّي غَير سائلٍ عَنِّي عَن قَلبِي والهَوى وَلا ضَامًا لِي بَينَ ذِرَاعيهِ كَما كَان ,,,
وَقل يابحرُ للأنتِظار بأنِّي أسمعُ بُكاءه !!!
وَأنَّ مَا أرسَلهُ لِي قَد وَصل ,,
وأننَّي تَعبت مِن تَهجأ الحُروفٍ الـ تسكنُ فِي وَرقةٍ لاْ يُوجد عَليها سِوى عَلاماتِ الحُزنِ والوِحدةِ والفراغ ..
هَأنا قَد سَرقتِ المَوجةَ منكَ يابحرُ ,, وَكتبتُ بِزبدها حُروفَ العِشق ..
خُذهَا فِي جَوفِك ,, أو قُل لطيُورِ النَّورسِ أَن تنقلهَا
لِمن كَان للأنا سَريعَ النِّسيَان !!





رد مع اقتباس
المفضلات