بسم الله الرحمن الرحيم
هو زوج العجوز التي لجئا إليها
وبعض الروايات تذكر أنه ولد المرأة العجوز
إنما إسمه الحارث
وهذه بعض من القصه
فلمَّا جَنَّهُما الليل انتهيا إلى عجوز على باب فقالا لها: يا عجوز أنَّا غُلامان صغيران غريبان لا خِبرةَ لنا بالطريق، وهذا الليل قد جَنَّنا فأضِيفِينَا سواد ليلتنا هذه فإذا أصبحنا لزمنا الطريق، فقالت لهما: فمن أنتُما يا حبيـبيَ ؟ فقد شممتُ الروائح كُلها.. فما شممت رائحة أطيب من رائحتكما ؟ فقالا لها: يا عجوز نحن من عترة نبيكِ محمد، هَربنا من سِجن عُبيد الله بن زياد ومن القتل . قالت: يا حبيـبيَ إنَّ زوجاً قد شَهِدَ الواقعة مع عبيد الله بن زياد وإنِّي أتخوّف أن يُصيبكُما هَاهُنا فَيقتلكُما!! قالا: سواد ليلتنا هذه فإذا أصبحنا لزِمنا الطريق . فقالت
سآتِيكُما بِطعام..، ثم أتتهُمَا بالطعام فأكلا وشرِبا ولمَّا وَلَجَا الفِراش قال الصغير للكبير: يا أخي إنَّا نرجو أن نكون قد أمِنَّا ليلتنا هذه، فتعالَ حتى أُعانِقُكَ وَتُعَانِقني وأشم رائحتك وتشم رائحتي قَبل أن يُفرّق الموت بيننا، ففعل الغُلامان ذلك واعتنقا وناما
وفي مُنتصف الليل جاء زوجها اللعين فلما كان مُنتصف الليل أَقبَلَ زوج العجوز الفاسق [ واسمه الحارث ] وقَرَعَ الباب قرعاً خفيفاً، فقالت العجوز: من هذا ؟ قال: أنا فلان. قالت: ما الذي جاء بك في هذه الساعة ؟ قال: ويحكِ ! افتحي الباب قبل أن يطير عقلي وتنشقّ مرارتي في جوفي، لقد نَزَلَ بي البلاء . قالت: ويحك ما الذي نزل بك ؟ قال: هَربَ غُلامان صغيران من عسكر عبيد الله بن زياد، فنادى الأمير في معسكره: مَن جاء برأس واحد منهُما فله ألف درهم ومن جاء برأسيهما فله ألفي درهم، وقد أتعبت فَرَسي وَأتعبتُ نفسي لم يصل في يدي أحدٌ منهما . فقالت العجوز: يا حارث أحذر أن يكون محمد خصمك في القيامة . قال: ويحك إني حريص على الدنيا . فقالت: وما تصنع بالدنيا وليس معها الآخرة ؟ قال: إني لأراكِ تُحامِينَ عَنهُمَا كأن عندكِ مِن طَلَب الأمير شيء ؟ فقومي فإن الأمير يدعوكِ . قالت
ما يصنع الأمير بي وإنما أنا عجوز في هذه البريَّة ؟! قال: إنما لي الطلب . افتحي لي الباب حتى أُريح وأستريح فإذا أصبحت فَكرّت في أي طريق آخُذ في طلبهما، ففتحت له الباب وأتتهُ بالطعام والشراب فأكل وشرب، فلما كان في منتصف الليل سَمِعَ غطيط الغُلامين في جوف الليل وهُما يتحدثان
رؤيا صادقة
فأقبل الحارث اللعين فَسمِعَ أحد الغُلامين يقول للآخر: يا أخي اجلس، فإن رحيلنا قد قرُب، فقال له أخوه: وما رأيت يا أخي ؟ قال: بينما أنا نائم وإذا بأبي [ مسلم بن عقيل ] واقف عندي وإذا بالنبي وعلي والحسن والحسين وقوف، وهم يقولون لأبي: مالَكَ تركت أولادك بين كلاب الملاعين ؟ فقال لهم أبي: وهاهُم بأثري قادمين
قيَّدوهم بالحبال والأغلال
فلمَّا سَمِعَ ذلك منهم أقبَلَ يَهيج كما يهيج البعير الهائج، ويخور كما يخور الثور ويلمس بِكفِهِ جدار البيت حتى وَقَعَت يدهُ على جانب الغُلام الصغير، فقال له الغُلام: من هذا ؟ قال الحارث: أمّا أنا فصاحب المنـزل فمن أنتما ؟ فأقبل الصغير يحرك الكبير ويقول: قُم يا حبيـبي فقد والله وقعنا فيما كنا نحذر . قال لهما: من أنتُما ؟ قالا له: يا شيخ إن نَحنُ صدقناك القول فهل تُعطينا الأمان ؟ قال: نعم أمان الله وأمان رسوله . قالا: وذمة الله وذمة رسوله ؟ قال: نعم . قالا: ومحمد بن عبد الله على ذلك من الشاهدين ؟ قال: نعم . قالا: الله على ما نقول وكيل وشهيد ؟ قال: نعم . قالا له: يا شيخ فَنَحنُ مِن عترة نبيك محمد هَربنا من سِجن عبيد الله بن زياد ومن القتل، فقال لهما: مِنَ الموت هربتما وعلى الموت وقعتما، الحمد لله الذي أظفرني بكما، فقام إلى الغلامين فشدَّ أكتافَهُما..، فَباتَ الغُلامان ليلتهما مكتفين
[ وامصيبتاه.. وامظلوماه ]
مُحاولات القتل انتهت بالفَشل
المُحاولة الأولى
فَلمَّا أنفجر عمود الصباح دَعا غُلاماً له أسود [ أي خادم ] يُقال له ( فليح ) فقال: خُذ هذين الغُلامين وانطلق بهما إلى شاطئ الفرات وضرب أعناقهما وائتني برؤوسهما لأنطلقَ بِهِمَا إلى عبيد الله بن زياد وآخذ جائزة ألفي درهم، فحمل الغُلام السيف ومضى بهما وكان يمشي أمام الغلامين، فقالَ أحد الغُلامين: يا أسود ما أشبه سوادك بسواد بلال مؤذن رسول الله، قال: إن مولاي قد أمرني بقتلكُما فَمَن أنتُما، قالا له: يا أسود نحنُ من عترة نبيك محمد هربنا من سجن عبيد الله بن زياد ومن القتل، وأضافتنا عجوزكُم هذه ويريد مولاكُم قَتلَنَا . فانكَب الأسود على أقدامهما يقبلهما ويقول: نفسي لنفسكما الفِداء ووجهي لوجهكما الوقاء يا عترة نبي الله المصطفى والله لا يكون محمد خصمي في القيامة، ثم هَرَب ورمى السيف من يده في ناحية ونزلَ في الفرات وعَبَرَ إلى الجانب الآخر، فصاح به مولاه: يا غُلام عصيتني ؟ فقال: يا مولاي أطعتك مادمت لم تَعصي الله فإذا عصيت الله فأنا منك بريء في الدنيا والآخرة . [ عظم الله لك الأجر يا رسول الله ]
المُحاولة الثانية
ثم قال اللعين لابنه: يا بُني إنما أجمع الأموال في هذه الدنيا حلالها وحرامها لكَ، فَخُذ هذين الغُلامين إليك، وانطلق بهما إلى شاطئ الفرات واضرب أعناقهما وائتني برؤوسهما لأنطلق بهما إلى عبيد الله بن زياد وآخذ جائزة ألفي درهم، فأخَذَ الغُلام السيف ومشى أمام الغُلامين، فقال أحد الغلامين: يا شاب ما أخوفني على شبابك هذا من نار جهنم ! فقال: يا حبيـبيَ فَمَن أنتُما ؟ قالا: مِن عترة نبيك محمد يُريد والدك قتلنا، فانكبَ الغُلام على أقدامهما يقبلهما ويقول لهما: مقالة الأسود . ورمى السيف في ناحية ونَزَلَ في الفرات وعَبَرَ إلى الجانب الآخر، فصاح به أبوه: يا بُني عصيتني ! قال: لإن أطيع الله وأعصيك أحبُّ إلي من أن أعصي الله وأطيعك[ وفي رواية أن الحارث قَتَلَ ابنه ]
وما أعظمَ المُصيبة
فقال الحارث(لعنه الله): لا يَلي قتلكُمَا أحداً غيري وأخذ السيف ومشى أمامهما، وهو يسحبهما بالحبال، فلمَّا وصَلَ إلى شاطئ الفرات سَلَّ السيف من جفنه، فلمَّا نظر الغُلامان إلى السيف مسلول اغرورقت أعينهما وقالا له: يا شيخ انطلق بنا إلى السوق واستمتع بِأثماننا، وحتى لا يكون محمد خصمك يوم القيامة، فقال: لا ولكن أقتلكما وأذهب برأسيكما إلى عبيد الله بن زياد وآخذ جائزة الألفين، فقالا له: يا شيخ أما تحفظ قرابتنا من رسول الله ؟! فقال: مالكُما من رسول الله قرابة . قالا له يا شيخ: فائتِ بِنا إلى عبيد الله بن زياد حتى يحكُم فينا بأمره . قال: ما بي إلى ذلك سبيل إلا التقرُّب إليه بِدمِكُمَا . قالا له يا شيخ: أما ترحم صغر سِننا ؟ قال: ما جعل الله لكم في قلبي من الرحمة شيئاً . قالا له يا شيخ: إن كان ولا بد فدعنا نُصلي ركعات . قال: فصلّيا ما شئتما إن نفعتكما الصلاة، فصلّى الغُلامان أربع ركعات ثم رفعا طرفيهما إلى السماء فناديا: يا حي يا حكيم يا أحكَمَ الحاكمين أحكُم بيننا وبينه بالحق، فقام إلى الأكبر ضَرَبَ عُنقه وأخذَ برأسه ووضعه في كيس من الخوص[ وامصيبتاه.. وافجعتاه ] وأقبلَ الغُلام الصغير يتمرغ على دم أخيه وهو يقول: حتى ألقى رسول الله وأنا مُختضِب بدم أخي . فقال الحارث(لعنه الله): لا عليك سوف أُلحقُكَ بدم أخيك، ثم قام إلى الغُلام الصغير فضرب عنقه وأخذ رأسه ووضعه مع رأس أخيه، ورمى ببدنيهما في الماء وهما يقطران دماً[ عظم الله لكِ الأجر يا فاطمة الزهراء ]، وأتى بهما عبيد الله بن زياد وهو قاعِد على كرسي له وبيده قضيب خيزران، فوضع الرأسين بين يديه، فلما نظر إليهما قام ثم قعد ثلاثاً ثم قال: الويل لك أين ظفرت بهما ؟ قال: أضافتهما عجوز لنا. قال: فما عرفت حق الضيافة ؟ قال: لا . قال: فأي شيء قالا لك ؟ قال: قالا يا شيخ اذهب بنا إلى السوق....إلخ، قال: أفلا جئتني بهما فكنت أُضاعف لكَ الجائزة وأجعلها أربعة آلاف درهم ؟ قال: ما رأيت إلى ذلك سبيلا، وهو التقرّب إليك بدمهما . قال: فأي شيء قالا لك أيضاً ؟ فقال: قالا... إلى أن وصَلَ إلى دعائهما . فقال عبيد الله بن زياد: فإن أحكم الحاكمين قد حكم بينكم وبين الفاسق، فقال عبيد الله بن زياد لرجلٍ من أهل الشام: انطلق به إلى الموضع الذي قَتَلَ فيهِ الغُلامين واضرب عنقه ولا تترك دمه يختلط بدم الطفلين، وعجّل برأسه إليّ، ففعل الرجل ذلك وجاء برأسه فنصبه على قناة، وجعل الصبيان يرمونه بالنبال والحجارة وهم يقولون هذا قاتل ذرية رسول الله مُحاولات القتل انتهت بالفَشل
المُحاولة الأولى
فَلمَّا أنفجر عمود الصباح دَعا غُلاماً له أسود [ أي خادم ] يُقال له ( فليح ) فقال: خُذ هذين الغُلامين وانطلق بهما إلى شاطئ الفرات وضرب أعناقهما وائتني برؤوسهما لأنطلقَ بِهِمَا إلى عبيد الله بن زياد وآخذ جائزة ألفي درهم، فحمل الغُلام السيف ومضى بهما وكان يمشي أمام الغلامين، فقالَ أحد الغُلامين: يا أسود ما أشبه سوادك بسواد بلال مؤذن رسول الله، قال: إن مولاي قد أمرني بقتلكُما فَمَن أنتُما، قالا له: يا أسود نحنُ من عترة نبيك محمد هربنا من سجن عبيد الله بن زياد ومن القتل، وأضافتنا عجوزكُم هذه ويريد مولاكُم قَتلَنَا . فانكَب الأسود على أقدامهما يقبلهما ويقول: نفسي لنفسكما الفِداء ووجهي لوجهكما الوقاء يا عترة نبي الله المصطفى والله لا يكون محمد خصمي في القيامة، ثم هَرَب ورمى السيف من يده في ناحية ونزلَ في الفرات وعَبَرَ إلى الجانب الآخر، فصاح به مولاه: يا غُلام عصيتني ؟ فقال: يا مولاي أطعتك مادمت لم تَعصي الله فإذا عصيت الله فأنا منك بريء في الدنيا والآخرة . [ عظم الله لك الأجر يا رسول الله ]
المُحاولة الثانية
ثم قال اللعين لابنه: يا بُني إنما أجمع الأموال في هذه الدنيا حلالها وحرامها لكَ، فَخُذ هذين الغُلامين إليك، وانطلق بهما إلى شاطئ الفرات واضرب أعناقهما وائتني برؤوسهما لأنطلق بهما إلى عبيد الله بن زياد وآخذ جائزة ألفي درهم، فأخَذَ الغُلام السيف ومشى أمام الغُلامين، فقال أحد الغلامين: يا شاب ما أخوفني على شبابك هذا من نار جهنم ! فقال: يا حبيـبيَ فَمَن أنتُما ؟ قالا: مِن عترة نبيك محمد يُريد والدك قتلنا، فانكبَ الغُلام على أقدامهما يقبلهما ويقول لهما: مقالة الأسود . ورمى السيف في ناحية ونَزَلَ في الفرات وعَبَرَ إلى الجانب الآخر، فصاح به أبوه: يا بُني عصيتني ! قال: لإن أطيع الله وأعصيك أحبُّ إلي من أن أعصي الله وأطيعك[ وفي رواية أن الحارث قَتَلَ ابنه ]
وما أعظمَ المُصيبة
فقال الحارث(لعنه الله): لا يَلي قتلكُمَا أحداً غيري وأخذ السيف ومشى أمامهما، وهو يسحبهما بالحبال، فلمَّا وصَلَ إلى شاطئ الفرات سَلَّ السيف من جفنه، فلمَّا نظر الغُلامان إلى السيف مسلول اغرورقت أعينهما وقالا له: يا شيخ انطلق بنا إلى السوق واستمتع بِأثماننا، وحتى لا يكون محمد خصمك يوم القيامة، فقال: لا ولكن أقتلكما وأذهب برأسيكما إلى عبيد الله بن زياد وآخذ جائزة الألفين، فقالا له: يا شيخ أما تحفظ قرابتنا من رسول الله ؟! فقال: مالكُما من رسول الله قرابة . قالا له يا شيخ: فائتِ بِنا إلى عبيد الله بن زياد حتى يحكُم فينا بأمره . قال: ما بي إلى ذلك سبيل إلا التقرُّب إليه بِدمِكُمَا . قالا له يا شيخ: أما ترحم صغر سِننا ؟ قال: ما جعل الله لكم في قلبي من الرحمة شيئاً . قالا له يا شيخ: إن كان ولا بد فدعنا نُصلي ركعات . قال: فصلّيا ما شئتما إن نفعتكما الصلاة، فصلّى الغُلامان أربع ركعات ثم رفعا طرفيهما إلى السماء فناديا: يا حي يا حكيم يا أحكَمَ الحاكمين أحكُم بيننا وبينه بالحق، فقام إلى الأكبر ضَرَبَ عُنقه وأخذَ برأسه ووضعه في كيس من الخوص[ وامصيبتاه.. وافجعتاه ] وأقبلَ الغُلام الصغير يتمرغ على دم أخيه وهو يقول: حتى ألقى رسول الله وأنا مُختضِب بدم أخي . فقال الحارث(لعنه الله): لا عليك سوف أُلحقُكَ بدم أخيك، ثم قام إلى الغُلام الصغير فضرب عنقه وأخذ رأسه ووضعه مع رأس أخيه، ورمى ببدنيهما في الماء وهما يقطران دماً[ عظم الله لكِ الأجر يا فاطمة الزهراء ]، وأتى بهما عبيد الله بن زياد وهو قاعِد على كرسي له وبيده قضيب خيزران، فوضع الرأسين بين يديه، فلما نظر إليهما قام ثم قعد ثلاثاً ثم قال: الويل لك أين ظفرت بهما ؟ قال: أضافتهما عجوز لنا. قال: فما عرفت حق الضيافة ؟ قال: لا . قال: فأي شيء قالا لك ؟ قال: قالا يا شيخ اذهب بنا إلى السوق....إلخ، قال: أفلا جئتني بهما فكنت أُضاعف لكَ الجائزة وأجعلها أربعة آلاف درهم ؟ قال: ما رأيت إلى ذلك سبيلا، وهو التقرّب إليك بدمهما . قال: فأي شيء قالا لك أيضاً ؟ فقال: قالا... إلى أن وصَلَ إلى دعائهما . فقال عبيد الله بن زياد: فإن أحكم الحاكمين قد حكم بينكم وبين الفاسق، فقال عبيد الله بن زياد لرجلٍ من أهل الشام: انطلق به إلى الموضع الذي قَتَلَ فيهِ الغُلامين واضرب عنقه ولا تترك دمه يختلط بدم الطفلين، وعجّل برأسه إليّ، ففعل الرجل ذلك وجاء برأسه فنصبه على قناة، وجعل الصبيان يرمونه بالنبال والحجارة وهم يقولون هذا قاتل ذرية رسول الله
المفضلات