يوما ما ستنسى أن تضع ملحاً في الطعام , يوما ما سيضج أطفالك بالصراخ وأنت غير قادر على أسكاتهم , يوما ما ستحتاج إلى سيل من التوسلات للعثور على سياره تنقلك إلى مكان ما , يوما ما سيلازمك أطفالك إلى كل مكان حتى دورة المياه , يوما ما ستفقد متعة المشاهده والقهوه والقرائه والتنزه والتأمل وطعم الشكلاته , يوما ما ستسكب عليك القهوه بدل أن تشربها , ستتسخ ملابسك الجديده , ستنظف مرارا وتكرار وينكسر ظهرك دون أن تجد المكان نظيفا , يوما ما ستسهر الليل بأطوله بكاء على الصفعه التي أطعمتها طفلك المشاكس , يوما ما ستنفجر وتصرخ لا أريد أن أكون أما ..لا أريد الجنه , لا أريد الأطفال , لا أريد هذا العالم ...أريد حياتي , ولو جزء منها جزء خاص فقط تستطيع فيه أن تمارس أبسط الأشياء القادره على إسعادك ...
سيقول أحدكم يوما ما أيضا كنتي تتوسلين تضرعا للرب ليرزقك أطفال , يوما ما ايضا كنتِ تبكي لأن الحمل لم يكتمل و يوما ما أبتسم طفل في وجهك فأوقظ حلم الأمومه في داخلك , يوما ما طبع طفل قبله في جبينك فـ شممتِ را~حة الجنه , يوما ما غريزة الأمومه تدفقت ....؟!!!
فعلا ...نحنُ البشر تدفعنا غريزة الأمومه للإنجاب ,يفتننا رؤية الأولاد ممسكين بأيدي والديهم .. أنهم الفتنه القاتله في هذه الحياه ..
ولكننا لم نروض أطباعنا خلال تربيتهم , لم نقرأ ماذا يحتاج الطفل ومالسلوك الواجب إتباعه حياله , حتى أعصابنا باهته تشتعل سريعا , كان علينا مسبقا أن نضع انفسنا في قائمة الأختبار مع طفل ليس لنا , أن نضع الفكره هي أنك ستكون ملتزم بتعليمه كل شيء من الصفر , إبتداء من شرب الحليب وإنتهاء بمالانهايه ! ....أنه يبقى يتعلم ويتعلم والمفروض أن يتعلم في كل مرحله وأن تغير أنت من أطباعك لتتفق مع طريقة تكوينه هو , لأن هذا الطفل الذي يحمل نصفه جيناتك ونصفه الآخر طريقة تربيتك غير قادر على التغيير إلا من خلالك أنت ...
أنها لمهمه صعبه على الأطلاق أن تكون ملزم بـها 24 ساعه حتى أنفاسهم خلال النوم عليك أن تقيسها جيدا وأن تعرف هل هم يتنفسون حزنا أم فرحا ...!!
..
أعترف أني لست راضيه عن نفسي أتجاههم , وأحيانا أود أن أهاجر بعيدا ولا أحمل ذنبهم , ...ثم أعترف أن كل شيء في هذه الحياه كان سهلا من الدرسه إلى العمل إلى العثور على اصدقاء إلى العلاقات المرتبكه إلى الحب ....كل شيء كان أسهل بكثير من التربيه وأخطائها وأن أكون أم تفقد أعصابها عند كل نوبة غضب !