السلام 17
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمدواله
واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين من الاولين والاخرين
منامات سيد الساجدين والعابدين الإمام الهمام علي بن الحسينعليهما السلام
منامهعليه السلام في بشارته بولده زيد
السيد الأجل عبدالكريم بن أحمد بن طاوس في فرحة الغري :
عن الثمالي قال: كنتأزور علي بن الحسينعليهما السلام في كلّ سنّة مرّة في وقت الحج، فأتيته سنة من ذاك فإذا على فخذيه صبي، فقعدت إليه، وجاء الصبي فوقع على عتبة الباب فانشج، فوثب إليه علي بنالحسين عليه السلاممهرولاً، فجعل ينشف دمه بثوبه ويقول له: يا بني اُعيذك باللَّه أن تكونالمصلوب في الكناسة، قلت: بأبي أنت واُمي أيّ كناسة؟ قال: كناسة الكوفة، قلت:جعلت فداك ويكون ذلك؟ قال:
أي والذي بعث محمداً بالحقّ، إن عشت بعدي لترينهذا الغلام في ناحية من نواحي الكوفة مقتولاً مدفوناً منبوشاً مسلوباً مجرداً مصلوباً فيالكناسة، ثم ينزل فيحرق ويدق ويذري في البر، قلت: جعلت فداك، وما اسم هذاالغلام؟ قال:
هذا ابني زيد، ثم دمعت عيناه.
ثم قال: ألا اُحدثك بحديث ابني هذا؟
بينا أنا ليلة ساجد وراكع إذ ذهب بي النوم منبعض حالاتي، فرأيت كأنّي في الجنةوكأنّ رسول اللَّه وعلياً وفاطمة والحسن والحسين-صلوات اللَّهعليهم- قد زوجوني جارية من الحور العين، فواقعتها، فاغتسلت عندسدرة المنتهى ووليت وهاتف بي يهتف: ليهنك زيد، ليهنك زيد، ليهنك زيد، فاستيقظت..وصلّيت صلاة الفجر، فدقّ الباب وقيل لي: على الباب رجل يطلبك، فخرجت فإذا أنابرجل معه جارية ملفوف كمها على يده، مخمرة بخمار، فقلت: حاجتك، فقال: أردتعلي بن الحسينعليه السلام، قلت: أنا علي بن الحسين، فقال: أنا رسول المختار بن أبي عبيدةالثقفي يقرئك السلام ويقول: وقعت هذه الجارية في ناحيتنا فاشتريتها بستمائة دينار،وهذه ستمائة دينار، فاستعن بها على دهرك، ودفع إليّ كتاباً: فأدخلت الرجل والجارية،وكتبت له جواب كتابه، وأتيت به إلى الرجل، ثم قلت للجارية: ما اسمك؟قالت:حوراء، فهيؤها لي وبتّ بها عروساً، فعلقت بهذا الغلام، فسميته زيداً، وهو هذا سترى ماقلت لك.
قال أبو حمزة: فو اللَّه ما لبثت إلّا برهة حتى رأيت زيداً بالكوفة في دار معاوية بنإسحاق، فأتيته وسلّمت عليه، ثم قلت: جعلت فداك، ما أقدمك هذا البلد؟ قال:
الأمربالمعروف والنهي عن المنكر، فكنت أختلف إليه، فجئت إليه ليلة النصف من شعبان،فسلّمت عليه، وكان ينتقل في دور بارق وبني هلال، فلمّا جلست عنده قال: يا أبا حمزة تقوم حتى نزور قبر أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام؟ قلت: نعم، جعلت فداك..
ثم ساق أبو حمزة الحديث حتى قال: أتينا الذكوات البيض، فقال:
هذا قبرأميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ثم رجعنا، فكان من أمره ما كان، فو اللَّه لقد رأيته مقتولاً مدفوناً منبوشاً مسلوباً مسحوباً مصلوباً، قد اُحرق ودقّ في الهواوين، وذرى فيالعريض من أسفل العاقول