أخلعي الزينه
جـــاءَ شـهــرُ الحـزن يا بنت العُـلا
اخــلـعــي الــزيـنــة عـنــكِ والحُـلا
والـبــســي الأســـودَ إعـلانَالحِداد
وبــأثــواب الأســــى نــســتــقــبــلا
فـبـهــذا الشـهــرُ سـبــط المُصطفى
ســافــرَ بـالأهـــل وأهـجــَرمـنـزلا
كــانَ يــرجــو حـفــظ ديـنَ مـحـمـدٍ
فمُـعـظــمُ الأحـكـام غـدتْ مُستـبدلا
قــبــلَ أن يـــرحـل تــقــدم خـاطـبـاً
بـيــن الأحــبــةِ والـجـمـوع قـائـــلا
هــذا أنــاأعـلــنْ مسـيـري مُصبحاً
فــمــن أراد صـحـبـتـي يـسـتعجــلا
ســــارَ بـالأهـــل حـتـى أن وصـــل
وإذا بــالـحــرلــهُ مـُـســـــتــقــبــلا
صـــارَ يــوقـف لـلضعـيـنةِ تعرضاً
وإذا بـالــمـهــــر أوقـــفَ مـُـعـــولا
قـبـلَ أن يـنـزل سـأل فـي صـحـبـهِ
قــال يــا أصـحـاب مـا هـذي الـفلا
قــالــوا يـاابـن الـنـبـي هــذه هـنــا
أرضُ عـقـر وغــادريــه وكـربــلا
قــالإذاً حـطـوا هُـنــا بـرحـالــكـم
بـهــذه الأرض يـحــلُ بــنــاالـبَـلا
جاءت لهُ الحـوراءُ تـنـشـدُ عـزّهـا
لا يـا أخـي إنـا هـنا لـن ننزلا
دعنا أخي في الحال نترُك أرضها
وأمــر بـأمـرك للجميع كي نرحـلا
قـال لها يــا أخـت جـدّي أســرّنـي
يـجلس على صدري اللعين متنعلا
يـقـطـعُ رأسـي والأحـبـه مصرّعه
ويــرفـعـهُ فــوق الـرمـاح مـُهـلـّـلا
صـاحت بصوتٍ والـدموع تـناثرت
مــن لــي أخي بعد الفراق مـدلــلا
قــال لـهـا شــاء الإلـهُ أنتـركـبـي
أسـيـرةً فــوق بــَعـــيــر مـُـهـَــزّلا
أمــــامــكِ إبــنـــي عــلــي وكأنـهُ
يــصــيــح واذلاه وهــــوَمُــغـلـلا
تــخـيـلـتـهُ بـيــن العِـدى وتحدّرت
مـن مـقـلـتـي فــإذا القـصـيدُ مُبللا
بقلم/التوبي
