اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
قال رسول الله (ص) :
«إن الله تبارك وتعالى اصطفاني واختارني وجعلني رسولاً وأنزل عليّ سيد الكتب، فقلت: إللهي، وسيدي! إنك أرسلت موسى إلى فرعون فسألك أن تجعل معه أخاه هارون وزيراً، تشد به عضده وتصدق به قوله، وإني أسألك يا سيدي وإلهي، أن تجعل لي من أهلي وزيراً تشد به عضدي، فجعل الله لي علياً وزيراً وأخاً، وجعل الشجاعة في قلبه وألبسه الهيبة على عدوه، وهو أول من آمن بي وصدقني، وأول من وحد الله معي، وإني سألت ذلك ربي عزوجل فأعطانيه، فهو سيد الأوصياء، اللحوق به سعادة والموت في طاعته شهادة، واسمه في التوراة مقرون إلى اسمي، وزوجته الصديقة الكبرى ابنتي، وابناه سيدا شباب أهل الجنة ابناي، وهو وهما والأئمة من بعدهم حجج الله على خلقه بعد النبيين، وهم أبواب العلم في أُمتي، من تبعهم نجا من النار، ومن اقتدى بهم هدي إلى صراط مستقيم، لم يهب الله عزوجل محبتهم لعبد إلا أدخله الله الجنة»
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
شعر: عبد الحسين خلف الدعمي
أنا عاشقٌ
00000
أنــا عــاشقٌ والعـشـقُ يَسري في دَمي واللهُ يشـــــهَدُ مـــا بـقــــلبي فـي فمي
أنـا عــاشــقٌ مَــنْ للمــــــعـاجــزِ آيــــةٌ وعَلـــــى فُــــــتاتٍ عــــــاشَ كـالمُتنعمِ
ليـــــثُ الهــــواشِم سَــــيفُها إن أقدمَتْ وكــــــــتابُها إن أحـــــجمَت عَـن مقدَم
فــــي العـــرشِ قد نقشَ الملائِكُ اسمهُ مِـــــن قــــــبلِ أن تــسري الحياةَ بآدَمِ
بـــالحقِ بـــابُ مــــدينةِ العــــلِم اغتدى ولحـــــربــــها ســـــيفاً شـديدَ المعصَم
ركــبَ المــــنايا فــــي الــحياةِ كــــــأنَهُ للمـــــوتِ يَـــــمضي ســــاعياً كالمُغرَم
قَـــد قـــالَها عمـــــر وفــــي حَـقِ الذي لــــولاهُ مـــــامُدَ البــــــساطُ لمُــــســـلِم
لــــولا عــــــليٌ هـــــالِكٌ عــــــمرٌ وَمــا دانــــــــتُ لَــــــهُ الدنـــــيا بثـــغرٍ باسِم
* * *
مَــــــنْ بــالشَجاعةِ مِثلُ حيـــــدرَ خَيبرٍ قَـــــد رَدَ مَرحــــــبها خَضــــــيبا بالدَمِ
مَــــــنْ شمـــس هذا الكون قد ردت لهُ وســـــقى رؤوسَ الكفُِر كــــأسَ العَلَقِم
مَــــن بــــانَ فــــي محـــــرابهِ مُتخِشعاً وُهـــــوَ الأمــــــيرُ يَئـِــــنُ كـــــالمُتَظِلم
خَـــــشِنُ الثيابِ قضــــى الحـياةَ تقشُفاً والتـــــبرُ بــــينَ يَـــديهِ ما قالَ أغنمي
هُــــــوَ للـــــــرعية والـــــدٌ لا حــــــاكِمٌ نَـــــــهجُ البــــــلاغةِ فــــهوَ خيرُ مُعَلِمِ
مَــــــنْ مِثلَهُ يــــــا مَــــنْ أراكَ مُصفِحاً كُــــــتُباً عَـــــــليٌ مـــــــالَهُ مـــــن تؤامِ
هُـــــوَ فــي البلاغةِ نَهجُها صَعبٌ على مَـــــن لــــــم إلى نبع الرسالة يـــنتمي
هـــــوَ فــي الفصاحَةِ سَيدٌ حَيثُ إرتقى مِـــــنها رُقــــيّ الصــــــادع المُتــــــكلِم
هُـــــوَ فـــارسُ الهيجاءِ سَــــيدُها الذي هُــــوَ ذو الــفقار على المدى لم يُهزَم
صَـــــرعَ ابـــــنُ ودِّ العـــامريِّ بخندَقٍ وهـــــوَ ابــــنُ عشـــرينَ فتىً لم يَسأمَ
يَـــــدعوا إلـــــى التــوحيدِ وهو موحَدٌ عـــــــاشَ الحـــــياةَ مُـــجالداً كالمُرغَمَ
يـــــا نَـــفسُ جودي وأجهري في حُبهِ لا تَـــــلوِ جــــيداً أو لِـــــحُبهِ تكـــظُمَي
* * *
يــــــا أيُــــها الأفــــقُ المُقــــدسُ كُلــما مَــــــضت الســـنونَ تـــعيدها (للأرقم)
مَـــــنْ يشَـــــهدُ الأعــــداءُ أنــكَ ضيغَمٌ وَبـــــــكَ الضـــياغِمُ تَستجيرُ وَتحتَمي
يـــــا ســـــاقياً مـــن حوضِ كوثرِ جَنةٍ قَـــــد بــــتُ مـن شغفي أعُالج كالظمي
لا لَـــم يــخِبْ من صاحِ بأسمكَ يا علي فالخــــــيل تـــــلكَ الخـــــيل لا لم تُلجَمِ
مُــــنذ الـــــــولادَةِ كُــــــلنا عشـــقٌ إلى يَــــــومِ الـــــــرحيل فـــــإنـــنا لَم نُفطَمِ
مَـــــن لــم يحـــبكَ يـــــا عليُ فقد بغى وجـــــزاؤهُ خــــــلدٌ بــــــنارِ جهـــــــنَمِ
__________________
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
قد يتساءل البعض، عن اهتمام المذهب الامامي الشيعي بعيد الغدير، أو ببيعة الغدير، وما يتعلق بها من حوادث وظروف؟! ولماذا هذا التركيز على مثل هذه الحادثة بعد انطواء الأيام.
وفي معرض الاجابة يقال: إنها الفيصل الهام، بين ما يقال عنه بأنه حق أو باطل، والمنار الذي يحدد الطريق الذي أوجب الله تعالى على المسلمين سلوكه، حيث جاء الاهتمام الالهي بمسألة الغدير، في تلك الظروف العصيبة المتميزة، حيث إن المسلمين في مفترق ذلك الطريق بكلا معنييه، فصدع النبي بأمر السماء بعد انتظاره الوحي الالهي بعصمته من أذى المنافقين بعد أن جاءت الآية بتلك اللهجة الصارمة
﴿يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ﴾
هذا وما سبقه من مؤيدات في السنة المطهرة والكتاب العزيز، بما هو أوضح من الشمس في رابعة النهار، مما عجت به الكتب الإسلامية لدى الفريقين (العامة والشيعة) مما يردف بعضه بعضاً ويؤيد بعضه بعضاً، لهذا كله جاء الاهتمام من قبل علمائنا الأعلام بهذه الحادثة (عيد الغدير) كالعلامة الأميني (قدس سره) في كتابه الغدير في إحدى عشر مجلداً، وغيره مما لا يمكن احصاؤه.
__________________
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
الحمد لله رب العالمين الذي هدانا لرسالة سيد النبيين وخاتم المرسلين، ووفقنا لاتباع خطى سيد الوصيين علي أمير المؤمنين، والأئمة المعصومين من ذريته الطاهرين، لا سيما خليفة الله في أرضه، خاتم أوصياء الرسول من نسل علي وفاطمة البتول، الإمام بالحق الحجة المهدي المنتظر (عج) .
إن يوم الغدير رسالتنا وعلينا أن نعكسها للعالم أجمع، علينا أن نعرّف ذلك اليوم للبشرية، ذلك اليوم الذي اختاره الله ليكون للعالم نبراساً وهداية، واختار صاحب ذلك اليوم ليكون الهادي والمكمل لمشوار الرسالة وحافظها من الانحراف (إنه علي) الذي ما عرفته البشرية حق معرفته، بل عرفه الله ومحمد، لأنه عرف الله ومحمد، لهذا استحق أن يحمل وسام الوصاية بجدارة دون سائر العالمين .
لقد كان زوج البتول وأبا السبطين الذي ما عصى الله طرفه عين أن يكون جديراً لها لما كان يحمل من امتيازات أهلته أن يتصدر على رأس جميع المسلمين، وان يتمتع بعطوفة السماء وليكون النجم اللائح في تاريخ الإسلام والشمس المشرقة التي بعثت الدفء لكل الذين ساروا على خطاه وامتثلوا لولايته .
مرت القرون الأربعة عشر وهذا القرن ينصرم وما زال الستار الذي أسدله الظالمون على يوم الغدير والحاقدون على ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) مسدلاً على الكثير من المسلمين، وما زالت الغيوم تغطي على ذلك التاريخ والحدث العظيم ليوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة الحرام للسنة العاشرة من الهجرة النبوية، والذي شاءت فيه إرادة السماء أن تفهم البشرية بأن علياً هو الأمير، ومن يكون باب مدينة العلم والحكمة، فهو إذن الأمير، والخليفة، ووارث رسالة السماء، هكذا أرادت مشيئة الرب، وأصبح ذلك الحشد المتجمهر تحت أشعة الشمس اللاهبة في ذلك الهجير رهين إرادة السماء، فما دام الرسول (ص) مأموراً بتنفيذ إرادة السماء، فعلى ذلك الحشد المتجمهر إلى جانب الغدير أن يمتثل للقرار الخطير ويذعن له .
وينطلق الإعلان هادراً من فم الرسول (ص) ويرتفع النور عالياً على ذراع النور ليضيء للبشرية دروبها الحالكة وليشع بحكمته وعلمه في عقول شيعته ومحبيه الذين بايعوه دون قيد أو شرط مولى وأميراً وهادياً وصراطاً مستقيماً .
كان يوماً مشهوداً في تاريخ الأمة الإسلامية، وكان ذلك اليوم من أكثر الأيام التي مرت على المسلمين ذو أهمية بالغة، حيث رجع الرسول الأعظم (ص) من حجة الوداع، وحيث أن الذين عادوا معه في طريقة الذي سلكه إلى مدينة يثرب كان يربوا عددهم على المائة ألف .
لقد كان يوماً حافلاً وحاشداً بالجماهير المسلمة، رجالاً ونساءاً، شيباً وشباباً، من أهل يثرب ومن غيرها من مدن الجزيرة العربية، ومن أرحام الرسول، ومن أصحابه، ممن صحبه منذ بداية الإسلام حتى ألطاف المطاف، أو ممن كان قد رآه لأول مرة .
لقد كان يوماً قائظاً، شديد الحرارة، حتى يتخيل للرائي أن تلك الحشود البشرية كانت تقف على رجل البعض للتخلص من حرارة رمال الصحراء الكاوية بلهيبها المتعرض لأشعة الشمس التي كانت تغمر أراضي الجزيرة، يا له من يوم، وياله من مشهد، وياله من موقف .
ونختتم الكلام بقصيدة حسان بن ثابت شاعر النبي (ص) التي ألقاها يوم الغدير بمحضر من الرسول الأعظم (ص) ورواها علماء الفريقين حيث قال :
يناديهم يوم الغديـر نبيهـم بخـمٍ واسمـع الرسـول مناديـا
فقال: فمن مولاكم ونبيكم فقالوا ولـم يبـدوا هنـاك التعاميـا
إلهك مولانا وأنت نبينا****ولم تلق منا في الولايـة عاصيـا
فقال له : قم يا علي فإنني رضيتك من بعدي إمامـاً وهاديـاً
فمن كنت مولاه فهذا وليه فكونوا لـه اتبـاع صـدق مواليـاً
هناك دعا اللهم وال وليه وكـن للـذي عـادا عليـاً معاديـا
فيا رب انصر ناصريه لنصرهم إمام هدىً كالبدر يجلو الدياجيا
__________________
يا علــــي
نحن بايعناك فكرا ساطعا طول الزمان
وأخذناك مثالا ومن الزيف ضمـــــــان
ولنا كل حين قد عهدناك الأمـــــــــــان
نحمد الباري تعالى فبك الإسلام بـــان
منقول