رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- ماشاء الله، إنه مزدحم.
- السلام عليكم.
- وعليكم السلام، أهلاَ شباب، هل أنتم عرب.
- نعم.
- عذراً لايوجد مكان في صالة الرجال.
- لكن نحن على سفر، أرجوك أنظر هنا أو هناك.
- سأكلم المدير، ربما سيجد لكم مكان في صالة العائلات.
- العائلات !
رحل النادل إلي مبنى الإدارة.
- أبوأحمد، هل تعتقد إنه سيوافق.
- نعم، نحن ضيوف عندهم.
أقبل مدير المطعم.
- أهلا وسهلاً بكم شباب العرب، نضعكم على رؤوسنا.
- أشكرك سيدي، صراحة أخجلتنا.
- تفضلوا، أدخلوا في هذا الممر.
وإذا نحن بصالة العائلات بالدور العلوي، فأجلسنا فس غرفة مغلقة بالستائر.
- دقائق ويأتي لكم الجرسون.
- أشكرك.
- طارق، أنا سأذهب لأغسل وجهي ورأسي، سأضع جل على رأسي.
- وماهو طلبك.
- أطلبوا لي سمك مشوي أو بالفرن، لاتنسى لا أريد مقلي.
ذهبت إلي المغاسل، فغسلت وجهي ورشفت شعري
بالماء، ووضعت عليه بعض الجل وأمشطته، وإذا
بي ألمح كأن أحداً يمر عن يميني، وإذا بفتاة آية من
الجمال باللباس اليمني تنظر إلي، رمت بسهام عينيها
في عيني لحظات، وكأني لمحت خصلة من شعرها
تـدلى على جبهتها، فغشاني الخجل ونظرت للمرآة مرة أخرى.
- سبحان الله، بدأ قلبي يرف.
- أبو أحمد !! أين أنت ؟
- نعم شباب، آسف لتأخري.
- لماذا تأخرت.
- يا الله.. آه .. ماذا أقول لكم.
- ماذا ؟
- وأنا أغسل وجهي، ملاك مـر بقربي.
- تقصد إمرأة.
- نعم.
- ماهذا الكلام أبوأحمد، أنت تقول هذا الكلام !
- ماذا تقصد نعيم ؟
- لم أتوقعها منك !
- طارق، والله ليس بقصد مني، رائحة عطرها أغشى قلبي.
- أستغفر الله، نحن على سفر والله يستر علينا، استغفر ربك.
- صدقت، استغفر الله.. أستغفر الله، لعن الله الشيطان.
- شباب !!
- ماذا نعيم.
- هل صلينا المغرب والعشاء.
- لا !! كيف نسينا.
- هذا هوالشيطان، منظر المكلا وخورها أنسانا الصلاة.
- لو سمحت، كم سيستغرق طلب العشاء ؟
- ربع ساع تقريباً، انظروا عندنا زحمة.
- أوكي هل يوجد مكان للصلاة هنا ؟
- نعم، في هذه الغرفة، يمكن أن تصلي.
- وأين أتجاه القبلة.
- هنا شمال غرب قليلاً.
- شكراً.
أنتهينا من الصلاة وأكلنا العشاء ثم خرجنا من المطعم.
- إنها ذكرى جميلة، لكن ياليت محفوظ معنا.
- صدقت نعيم.
- غريبة لم يتصل بك شاهين.
- سأحاول مرة أخرى.
- ماشاء الله، الناس في إزدياد حول الخور، أنظر إنهم ما أكثرهم.
- هيا شباب نعود إلي سيارتنا، نحتاج إلي الوقود، ثم سننام في الطريق السريع المؤدي إلي الشحر.
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
وصلنا إلي السيارة.
- أين سيكون النوم أبو احمد ؟
- سننام في الطريق السريع، وعند الفجر نتحرك.
- إذاً عند البحر سيكون أفضل.
- عند الخور!
- نعم ما المانع.
- هل أنت خائف ؟
- حتى لو أنا خائف، لماذا نذهب إلي البر، على الأقل نرى الفجر عند الخور
- مارأيك نعيم.
- أنا مع طارق.
- أنظروا هناك الكثير من الناس يفترشون الأرض.
- نعم، سنفعل مثلهم.
- إذا سنذهب إلي الجهة الأخرى، أعتقد إنها أهدأ.
وما إن تحركن بالسيارة، وإذا رأيت نفس الفتاة تمشي
بالشارع مع ثلاث نساء، وكانت تنظر إلي بنظرات جارحة.
- طارق ! نعيم ! هذه هي الفتاة.
- أين هي ؟
- هذه مع النساء .
- أبوأحمد، أنا شربت العسل وسحروني، أعتقد إنك مرهق من القيادة.
- والله لست متوهم، أنظروا إليها، أستغفر الله العظيم، هل أنتم أغبياء !
فنظر إلي طارق ونعيم بأزدراء، وتحركت بالسيارة.
- آسف شباب، والله لم أكن أقصد.
لم يعيروني جوابا
- طارق، نعيم، أسف والله أسف، لعن الله الشيطان.
- لاشئ أبو أحمد، لاتأخذ في نفسك شئ، هذا المكان
جيد ، توقف كل نفرش البساط ونضع الفرش.
- الهواء عليل.
- نعم.
- مارأيكم بالعشاء كان لذيذاً، اليس كذلك.
- نعم.
- لكن لماذا لا أحس أني أكلت شئ، وكأن بطني فاضي.
- صحيح أبو أحمد، أنا أحس أنني لم أأكل شيئاً، أكلهم غريب.
- السمك خفيف على المعدة ، لكن ليس إلي هذا الحد أن يختفي !
- صدقت طارق، سأذهب إلي ذاك المحل وأشتري بعض الكعك.
فذهبت إلي المحل ودخلت وإذا به عدد من
الزبائن وأخذت بعض الكعك وسألت البائع الذي بالمحل.
- منذ متى ومطعم سوقطرى مفتوح، ماشاء الله زبائنه كثر.
- مطعم سوقطرى !
- نعم الذي بالجهة الأخرى من الخور.
- تقصد مطعم سوقطرى الخاص بالأسماك ؟
- نعم.
- هذا مقفل منذ شهرين، عليه مخالفة من البلدية.
- مقفل من شهرين !! هل تمزح معي ؟
- أنا لا أمزح.. هل تقصد المطعم ذو الواجهة الزرقاء.
- نعم.
- هذا مقفول، العمالة التي به غير مرخصة صحياً.
- أنا بحلم أو علم، أقل من نصف ساعة كنا هناك وأكلنا به.
- هل تريد أن تشتري أو تلعب أخي.
- والله أنا أتكلم بجد، أنا سائح عربي، ياربي كيف يحصل هذا.
- أدفع سبعين ريالاً للكيك والعصير.
- تفضل.
فرجعت لأصحابي.
- شباب، هل تعرفوني ؟
- ماذا حصل لك أبوأحمد، أنت لست طبيعي منذ دخلنا المكلا.
- والله شباب، يقول لي صاحب البقالة إن مطعم سوقطرى مقفل من شهرين.
- من شهرين !!
- نعم شباب، هل تصدقون ما قال ؟ أذهبوا بأنفسكم وأسألوه.
فذهبوا إلي المحل.
- لو سمحت، هل ماقلته لصاحبنا صحيح.
- وماذا قلت ؟
- إن مطعم سوقطرى مقفل منذ شهرين.
- صاحبكم من ؟
- ذاك الشاب الذي يلبس جينز أزرق.
- هو فقط أشترى كعك وعصير ولم يسألني شئ.
غريبة، طارق هل أبوأحمد يكذب علينا أو ماذا !!
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- أعتقد إننا في ورطة هنا، يجب أن نغادر المكلا مع الفجر.
- أبوأحمد، هل تفكر في إلغاء المهمة.
- لا !! مستحيل.
- من أجل محفوظ أو المال ؟
- طارق، هل تتوقع أني تركت أهلي ووطني
وعرضت نفسي للخطر من أجل المال، أنا أريد المعرفة.
- لم أكن أقصد أهانتك أبوأحمد، لكني مللت.
- طارق! اليأس يرجع الحضارات للخلف،
أنظر للشعب الهندي، شعب مناظل ومكافح من أجل العيش والسلام.
نعيم يبتسم.
- الأن شباب ننام وفي الصباح نصلي ونتوكل على الله.
- نعيم.. أبو أحمد، صوت موج البحر في رأسي،كيف أنام.
- غريب أنت ياطارق، بالعكس فصوت الموج يشجع
على النوم، وأنت أبن القطيف درة البحر وتقول هذا،
أعتقد إنك خائف ! أقرأ المعوذات ونام.
بعد خمس ساعات، أي بعد الثالثة والنصف صباحاً، كنا
غارقين في بحر النوم وإذا بصوت طارق الخافت يجلسنا.
- أبوأحمد..نعيم، أنظروا بسرعة ! شباب لاتـفـوتوا الفرصة !
- آه ماذا تريد طارق.
- أخفظ صوتك أبو أحمد، انظروا هناك على رصيف البحر.
- ماذا هناك ؟
- نعيم أفتح عيونك جيداً ماذا ترون ؟
- بسم الله الرحمن الرحيم، ماهذا ؟
- أبوأحمد، أنها فتاة !
- فتاة ! وما الغريب في الأمر ؟
- أنا كنت مستلقي على جانبي الأيمن وأنظر لجهة
البحر، وإذا هي تنظر إلي من بعيد، أحسست وكأنها تسحبني.
- تسحبك ! هل أنت تحلم ياطارق.
- والله أتكلم بجد، في عيونها مغناطيس يسحب
الناظر، لحظة تنظر إلينا ودققوا النظر فيها.
فنظرنا إلي المكان الذي أشار إليه طارق،
وإذا من بعيد وكأن كلامه صحيح !!
إنها فتاة !! نعم هي !!
- شباب !! هي الفتاة التي أخبرتكم عنها، لماذا هي هنا.
- بسم الله الرحمن الرحيم، لنقرأ المعوذات شباب.
- أحسنت نعيم، إنها غريبة !
وإذا بالفتاة تسير نحونا ! إنها تقترب ! تقترب أكثر !
- أبو أحمد، إنها قادمة إلينا !
- نعم، الله يستر.
- هل أخطأت عليها بالمطعم.. تذكر ؟
- لا والله، فقط نظرت إليها.
- سبحان الله إنها جميلة جداً.
- حتى نعيم أعجب بها، سبحان من خلقها، أسكتوا إنها تقترب.
فأقتربت الفتاة حتى وصلت عند حافة البساط، وأقتربت
أكثر حتى جلست أمامنا وجها ً لوجه، نعيم وطارق
كانا عن يمين وعن شمالي، فتلاصقت أيدينا مع بعض
من شدة الخوف والرهبة. كان أجسامنا باردة جداً وكأن دمائنا تجمدت.
- أنت أبوأحمد ؟
كان صوتها خشن وكريه جداً أغلض وأخشن من صوت الرجال !
- هـ..ل هـ..ل تـ.. تـ..كـ.. كلميني ؟
- هل أنت أبوأحمد ؟
- نـ.. ن نـ.عم .. نعم أنا هو.
- ماذا بك، هل انت خائف ؟
- أكييييد، سأمــ..وت من الخوف.
- لاتخافوا، أنا رسول فقط.
- رسول ! ممن ؟
- رسول أناس لهم مصلحة عندكم.
- ولماذا صوتك.. أسف على قولي هذا.
بكت ثم رفعت رأسها.
- إنه بداخلي.
- من هو الذي بداخلك ؟
- مفراع، إنه متدلي على حبالي الصوتية.
- مفراع !! وماهو مفراع ؟
- إنه جني، سلطه علي سيدي ملك سحرة المغرب، إنه يخنقني.
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- بسم الله الرحمن الرحيم، وماذا يريد سيدك ملك المشعوذين، ما أسمه ؟!
- شوعط.
- شوعط عويضه!!
- وماذا يريد منا سيدك شوعط المغربي ؟
- هل تريدان أن تستعيدا صاحبكم ؟
- قصدك محفوظ !
- نعم، هل ترغبان في إسترجاعه ؟
- أكييد، هل هو معكم ؟
- إنه مع جماعة شاهين، لكن نستطيع أن نحضره لكم.
- وماهو المقابل، ومن أنتم ؟
- نحن مكلفون من قبل جماعة منافسة لأصحاب شاهين.
- قصدك رجال أعمال أو عصابات دولية.
- من هذا القبيل.
فألتصق بي طارق وهمس في أذني.
- أبوأحمد، أعطيها ماء، يمكن يصلح صوتها.
- أنا أسمعك، لايفيد الماء.
- بسم الله الرحمن الرحيم، هل سمعتي كلامي.
وإذا بنعيم يسقط على جانبه فاقداً الوعي من شدة الخوف.
- وأين هو محفوظ الأن ؟
- إنه بالمكلا، يجتمعون في وكر لهم، وسيرحلون به إلي سيؤن صباحاً.
- وماهي المصلحة من أسترجاعه.
- أن تقوم بمهمة لنا.
- وماهي ؟
- عملائنا منافسون لعملاء شاهين، ونريدكم أن تسلمونا الزئبق الأحمر.
- أهاا.. أنا توقعت كل المصائب من هذا الزئبق اللعين.
فأرتعدت فرائصها وخنقت رقبتها وأهتزت بقوة وكادت أن تضربنا بأقدامها.
- ماذا حدث لك !! أرعبتينا !
- لاتلعن الزئبق الأحمر، الذي بداخلي شاط غضباً عليكم.
- أسف.. لم أكن أقصد، قدمي له أسفي.
- هل ستنفذون طلبنا ؟
- أن نعطيكم الزئبق الأحمر.
- نعم.
- وشاهين، ووعدنا معه.
- هل رأيت في حياتك الزئبق الأحمر؟
- لا، ولا أعرف شكله.
فأخرجت من بين يديها زجاجة صغيرة وكأنها قنينة دواء زرقاء اللون.
- ستأخذ هذه الزجاجة وتستبدلها بما ستخرجه من
البئر وتسلمها لشاهين وتعطينا الزئبق الحقيقي.
- وماهو الضمان لنا ؟
- نحن سنحميك بقدر المستطاع، الأن..هل أنت موافق ؟
- وكيف يرجع محفوظ ؟
- قبل الفجر تتبعوني بسيارتكم حتى وكرهم، وسأدخل وأخرجه لكم.
- هل المكان بدون حراسة ؟
- سأدخل عليهم وأسقيهم، ويتم التسليم.
- أنا موافق لكن أريد بعض الأجابات.
- نعم وبسرعة أرجوك، إنه يخنقني، يرفض أن أتكلم.
- كيف علمت بمحفوظ ، وكيف عرفت أسمي وعن مكاننا ؟
- خادم شاهين عميل معنا وأخبرنا بكل شئ، وسنكافئه.
- تقصدين أبومراد سابقاً ؟
- نعم.
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- نعم.
- أهاا، الم أقل لكم شباب، أوه.. نعيم نائم.. أتسمع طارق.
- نعـ..م أبوأحمد، بسرعة نريد أن نسترجع محفوظ.
- ريما يكتشف الأمر شاهين ويقتلنا.
- لن يعرف، الزجاجة متطابقة مع زجاجة البئر.
- هل تخبريني أكثر؟
- عن ماذا ؟
- مع من نتعامل في هذه المعركة، أقصد ربما
يخرج لنا شخص آخر ويقول إنه من جماعة أخرى وطلب منا خيانتكم.
- أسمع أبو أحمد، سيجتمع في منتصف الشهر
ملوك السحرة من الغرب والشرق، سيأتي ملك
سحرة المغرب واليمن وعمان وسوريا وتركيا وبلغاريا
والهند والكثير، لكن أقواهم سحرة المغرب وحضرموت
وعمان والهند وسيرمون قربانهم جميعاً من الزئبق
الأحمر كي يحقق سيد الجن مطالبهم.
- سيد الجن ! هل لديهم زعيم ؟
- نعم، أمير الجن في وادي برهوت بحضرموت.
- وماهو أسمه.
- دمونه.
- بسم الله الرحمن الرحيم، الأن عندنا سحرة
سيجتمعون، وعندنا عصابات تشتري الزئبق من عملاء للجن مثـلكم.
- هل أنت موافق، بسرعة قرر.
- لاحول ولاقوة إلا بالله، بماذا أوقعت نفسك
يا أبوأحمد، كنت جالساً في بيتك مع عيالك أمام
الكمبيوتر في التأليف، والأن بدل الكتب مجموعة سحرة.
- هل أنت موافق أم لا ؟
- نعم موافق، أمري إلي الخالق الذي سيحميني من بطشكم .
- ونعيم.. ماذا أفعل به أبوأحمد ؟
- بسرعة طارق رش عليه الماء، لنعيد عدتنا للسيارة.
- نعيم، نعيم .. سيرجع محفوظ.. سيرجع محفوظ !
- بسم الله .. بسم الله.. أين أين .. أين أنا !!
- وأنت كيف ستذهبين، صح نسيت.. لم أسألك عن أسمك ؟
- هذا لايهم.
- لايهم.. إذا لايهم ! وأين سيارتك ؟
- أنا لا أمتلك سيارة.
- إذا كيف سنتبعك إلي محفوظ ؟
- سترى.
وإذا بها تمشي ثم تهرول ثم تجري ثم كالغزال تسرع أو البرق !! ونحن نلحق بها
- أنظر طارق، إنها تسرع وكأنها تطير.. بسم الله الرحمن الرحيم.
- نعم ، تذكرت أفلام الساموراي، إنهم يطيرون فوق البيوت أثناء القتال.
ودقائق وإذا نحن أمام بيت قديم، فاوقفنا سيارتنا أمام الباب،
فقط دقيقة أو ربما أقل، خرجت الفتاة مع محفوظ وهو
معصوب العينين وهو يبكي، وما إن أدخلته داخل سيارتنا
حتى فتحت عصابة عينيه، فنظر لمن حوله وكأنه يريد
الصراخ والبكاء عندما شاهدنا، فلفت إنتباهه وجود الفتاة وظل يرمقها بتعجب !
- هل أتفقنا أبو أحمد.. خذ الزجاجة.
وبمجرد أن سمع محفوظ صوتها البشع سقط فوراً إلي الخلف وأغمي عليه.
- نعم أتفقنا.
- ولاتنسى، لاتحاول أن تخوننا كما خنت شاهين، فنحن
لانعرف الجدال القتل عند سيدي هو جواب الخائن.
- نحن لم نخون شاهين، بل أسترجعنا محفوظ
الذي اخذه بالأكراه منا وتحركنا حسب أوامره
بالأكراه، أما الأن فنحن متفقون برضى الطرفين.
- إذاً أتـفـقنا.
- لحظة باقي سؤال، كم باقي إلي أن نصل سيئون؟
- يزيد قليلاً عن ثلاثمائة كيلومتر.
- وهل الطيريق معبد ؟
- لا، نصفه متقطع والباقي رملي جامد.
- وهل فيه مخاطر.
- أنتبهوا لأنفسكم جيداً في طريقكم إلي سيئون، هناك حيث هناك.
فذهبت للخلف وأختـفت عين الأعين.
- ماذا كانت تقصد بهناك حتى هناك، هل فهمت كلامها أبوأحمد؟
- صدقني نعيم لم أعرف ماذا تقصد، لكن ما أعرفه
إننا يجب أن نختفي عن الأنظار بسرعة ونتحرك إلي الخط السريع.
- والصلاة.
- سنصلي في طريقنا إلي الشـحـر.
- إذا هيا بنا إلي الشحر.
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
بعد عشر دقائق ونحن في طريق الشحر.
- متى سنقف للصلاة أبو أحمد.
- إذا رأينا محطة محروقات جيدة سنتوقف، مارأيك نعيم.
- إذاً لن نتوقف.
- ههههه، ههه.
- ماذا حصل لمحفوظ، حركوه شباب.
- أعتقد هذه أنوار محطة بنزين، سنتوقف هنا للصلاة.
- نعم يكون أفضل.
توقفنا في محطة المحروقات وفرشنا البساط للصلاة
ومحفوظ مازال فاقداً الوعي في السيارة، فأنتبه لنا
وقد فرغنا من الصلاة، فهرع إلينا يصرخ من فرحته.
- طارق!! نعيم!! وأبوأحمد !!
بكى من شدة تعبيره بحرارة اللقاء، وضربني على صدري مرتين !
- لماذا تتركوني! لماذا ! لماذا !
- أنت بيننا الأن يامحفوظ.
- والله كدت أموت بدونكم !
- كيف ؟
- تسأل كيف يانعيم! أتصدقون قسم إنهم منذ
أختطفوني لم يعطوني إلا ثلاث وجبات رز ومكرونة ودجاج وسمك.
- فقط !!
- وماء ومشروبات غازية.
- فقط !!
- ماذا حصل لك ياطارق، فقط فقط، قلت لك قسم.
- هههههه، هههه، أحمد الله إنك لست معنا، نحن أكلنا سمك وطار في الهواء
- طار في الهواء ! كيف سمك بأجنحة !
- هههههه، هههههه، والله أفتقدناك يامحفوظ.
- أشكرك حبيبي أبوأحمد، هههه.
- لم تقل لنا كيف خطفوك جماعة شاهين.
- وأنا نائم على السرير، وضع أحدهم كمامة
من القطن على فمي، ففقدت الوعي، لكن ليس كاملاً.
- كيف ليس كاملاً؟
- نعيم، ليس كاملاً يعني أني أحس بما يدور حولي.
- طيب أكمل.
- سمعتهم يقولون إنني ثقيل جداً، فخلعوا ثيابي وحملوني، ثم سمعت طق !!
- ماهذا ؟
- وكأن عظماً قد أنكسر.
- عظم أنكسر! عظم من هذا يامحفوظ ؟
- صراحة إنك غبي يانعيم، هل تعتقد إنه عظمي .
- عظم من إذاً ؟
- عظم الذي حملني، بمجرد إنهم رفعوني سمعت طق في ظهره !
- هههههه، ههههههه، والله سأموت من الضحك.
- لاتضحك كثيراً ياطارق، فإنها تميت القلب.
- أبو أحمد والله لا أستطيع، هههه هههه، وكيف عرفت إنهم خلعوا ملابسك.
- شعرت بالبرد الشديد يلسعني.
- ههههه، هههه، اخذوك عريان!
- نعم.
- أنظر أبوأحمد، حتى أنت ستموت من الضحك، هههه.
- هههه، إذاً أفتح له الحقيبة يانعيم لكي يلبس ملابس نظيفة.
- وملابس من التي عليك ؟
- هذه ملابس رأيتها معلقة في البيت الذي وضعوني فيه، رائحتها صبغ.
- ههههههه، هههه، إنها ملابس صباغ.
- أنتهى طارق، ستموت من الضحك !
- أبو أحمد أنظر عامل المحطة قادم إلينا.
فأقبل إلينا عامل المحطة.
- السلام عليكم.
- وعليكم السلام.
- ماذا تفعلون في هذا الوقت هنا ؟
- نحن نصلي.
- لماذا لم تصلوا في المسجد.
- أين هو ؟
- أنظروا في الجهة الأخرى من المحطة.
- نشكرك يا أخ، والله لم نراه.
- وأين أنتم ذاهبون ؟
- نحن مسافرون إلي سيئون.
- وهل عبأتم السيارة بالبنزين الكافي.
- نعم.
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- نعم.
- أنصحكم أن تأخذوا معكم كم جالون أحتياط.
- لماذا ؟
- الطريق غامض ومليء بالمخاطر، فالأفضل أن تأخذوا أحتياطكم .
- صدقت، لكن هل لديك قوارير كبيرة للبنزين.
- نعم.
- أعطينا أربعة.
- تفضل معي.
محفوظ أستبدل ملابسه بملابس نظيفة وجلس
مع طارق ونعيم، وأنا أنتهيت من دفع قيمة البنزين الأضافي ورجعت لهم.
- شباب، لنأخذ السيارة ونحمل البنزين الأضافي.
- أبو أحمد !
- نعم محفوظ.
- كم عددنا ؟
- أربعة.
- أنت واحد وأنا وطارق ونعيم ! صحيح أربعة !
- لماذا ؟
- من الخامس الذي يركب مكان مكانك بالسيارة.
ونظرنا إلي السيارة وإذا بشخص راكب بها !
- من هذا شباب؟
- أقتربوا منه.
- والله إنك مخبول يامحفوظ، إنهم ملابسك المتسخة، كيف ترميهم هكذا !
- هههه، هههه.
- أنت والله فاكهة الرحلة.
فتحركنا صوب الشحر، حتى مضت ربع ساعة.
- كم المسافة بين المكلا والشحر؟
- تقريباً مثل المسافة بين عدن وزنجبار
خمسين إلي ستين كليومتر، ولماذا تسأل يانعيم.
- فقط أريد ان أعرف.
- في قلبك سؤال يانعيم، قل ماذا تريد.
- أنا أعرف متى أصاب بالأنفلونزا.
- أنفلونزا !
- نعم، وكأن حلقي ملتهب وبي حرارة داخلية.
- إذاً سندخل الشحر ونأخذ لك مضاد حيوي.
- من المستشفى.
- لا، أعتقد إننا طلبنا أدوية بالحمولة.
- هل سنتجه للشمال أبوأحمد.
- نعم طارق، ندخل الشحر وننعطف إلي الشمال.
- هل تتوقع الشحر مدينة أو قرية.
- أتوقع إنها قرية كبيرة، لكن ستكون أثرية.
- كل اليمن أثرية يا أبوأحمد.
- صدقت محفوظ، أينما تذهب تجد الأثار.
- وأين تقع مملكة سبأ ؟
- سؤال جميل جداً منك محفوظ، صدقوني كنت
أنتظره منكم، فمعروف إن الملكة سبأ من أشهر الشخصيات العربية.
- الشخصيات العربية.
- نعم، في من قوم الحميريين.
- وأين تقع مملكتها.
- عزيزي مملكة سبأ مترامية الأطراف في
زمانها، حتى قيل إنها من منطقة البحر الأحمر
إلي الجنوب من حضرموت، وكانت لها مدينة
شمالية شمال شرق أبها، وفي الوسط صنعاء والجنوب
سيئون، وكان لها حرم في قصر عظيم سنذهب نحن متجهون إلي الأن.
- تقصد معلم في سيئون.
- نعم، بها حرم الملكة بلقيس، وهكذا يسميه اليمانيون.
- هل هو الحرم الذي كانت تحكم فيه وكان الهدهد يكلمها.
- نعم هو، كان الهدهد يقف على العامود ويحدثها.
- ماشاء الله السياح بكثرة هنا، أتوقع إن كل بقعة بها سائح أجنبي.
- السياحة شباب صناعة جيدة وتدر الأموال الكثيرة
على أهل البلد، ومع ذلك أعتقد إن اليمن
يحتاج إلي تطوير برامجه السياحية.
- مثل ماذا ؟
- الفنادق الفخمة والمكاتب السياحية الأرشادية، والدعاية
واللوح الأعلانية وعمل الجروبات السياحية والكثير
من الأفكار، مثلاً نحن أبناء العرب لانعرف الكثير
عن اليمن، فلو فتحوا باب الأستثمار السياحي
وعملوا برامجح تطوير سياحي، لتدفقت عليهم رؤوس أموال عربية.
- وخاصة الخليجية.
- نعم طارق الخليجية بالدرجة الأولى.
- شعوبنا العربية تحب الآثار، وتحب التعرف
على تاريخ حضارتنا القديم وخاصة قبل
الأسلام، لكن لاتشجيع من وزارات السياحة والأثار والمدارس قبلهم.
- ياليتهم يستمعون إلي كلامك أبوأحمد، والله إنهم سيربحون الملايين.
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
بعد نصف ساعة رأينا لوحة أرشادية لمدينة الشحر.
- أقترب مني نعيم.. نعم حرارة جسمك مرتفعة.
- يجب أن تأخذ مضاد حيوي وبنادول.
- هل صندوق الأدوية مازال معنا ؟
- أعتقد ذلك محفوظ، إذا وصلنا
الشحر سنتوقف ونبحث عنه.
- كم باقي إلي أن نصل الشحر ؟
- يمكن عشر دقائق وندخل المدينة،
نحن على الأبواب.
وبعد فترة قصيرة دخلنا مشارف الشحر.
- هانحن في الشحر الأن، خفف السرعة أبوأحمد.
- لاتخف طارق، فقط سرعتي ثمانون.
- ماهذا الدوار، مبخرة ! أعتقد إنه مركز
المدينة، بسرعة وصلنا إلي وسطها
- أووه، نسيت أن أتكلم لكم عند طريق البخور.
- طريق البخور!
- نعم شباب، ألم تسمعوا عن طريق الحرير
المشهور في شمال آسيا، هنا في حضرموت وشمال
الجزيرة العربية أزدهرت يوما ما تجارة البخور.
- إذا نجعل الحديث عنها في طريقنا إلي سيئون.
- سيكون أفضل طارق.
- سنتوقف هنا.
- أنظر الناس قليلة هنا.
- أكيد محفوظ، الناس مازالوا نيام، الساعة الأن السادسة صباحاً.
- والله نسيت، إذا ألن نتناول الفطور، أنظروا مطعم كبدة طازجة.
- نعم أبوأحمد منذ مدة لم نأكل كبدة طازجة.
- طارق، أصبروا حتى نعالج نعيم ثم نفطر.
فبحثنا في المؤونة ووجدنا صندوق الأدوية فارغاً.
- كيف هذا، أنا ملأته بنفسي.
- هل تتذكر أبوأحمد إن رشيد هو من أستقبل العفش وقال إنه سيرسله لنا.
- نعم صدقت ياطارق.
- إذاً هو من تصرف وأخذ الأدوية.
- أنا أشك به، فعلاً هو من قام بهذا.
- وكيف نتصرف الأن ؟
- دعني أسأل هذا الشاب.
- لوسمحت السلام عليكم.
- وعليكم السلام.
- أين أقرب مستشفى أو عيادة هنا.
- هل أنتم أجانب عن البلد ؟
- نعم، نحن سياح عرب.
- نهاية الشارع الرئيسي ، ستجدون المستشفى الجديد، الأن الطوارئ يعمل.
- ما أسمه ؟
- مشفى الشحر.
- أشكرك.
فذهبنا إلي المشفى وتم إعطاء نعيم بعض الادوية الجيدة.
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
1-9 متاهات برهوت
طريق سيـئون، الساعة التاسعة والنصف صباحاً.
- الحمد لله على سلامة محفوظ وتستاهلون الكبدة الطازجة.
- نشكرك أبوأحمد بالمناسبة هل الفلوس التي أعطانا شاهين كافية.
- أعتقد نعم، باقي عندي الفين دولار أمريكي، والناس هنا تتعامل بالدولار.
- وخاصة مع السائحين.
- نعم نعيم، لأنهم يستفيدون من صرف العملة.
- أبوأحمد حبيبي.
- حبيبي محفوظ، ماهو طلبك؟
- والله مع أني أشعر بالنعاس بعد هذا الفطور
الدسم، لكن لايمنع أن تحدثنا عن طريق البخور الذي أخبرتنا به.
- محفوظ ! أعتقد إنك بالغت في الأكل، أربعة أقراص على الفطور!!
- صحيح محفوظ !
- لاتصدقوا طارق، إنه يغير مني.
- هههه، أنا أغير منك، بل العكس أنا خائف على
صحتك، الفطور قرص واحد يكفي، أما أربعة فهذا نهم.
- شباب هو أبدأ الحديث عن طريق البخور أو لا.
- أبدأ أبوأحمد، على الأقل نقتل الوقت.
- أوكي طارق سأبدأ، أرجوك نعيم أريد شاي أخضر
بدون سكر لوسمحت.
- دقيقة ويكون جاهز.
- كان طريق البخور يمتد من سبأ مروراً بسيئون إلى نجد
والحجاز وبلاد الشام، حتى تصل القوافل المحملة بالبخور
والتوابل ومنتجات الشرق إلى دول أوروبا، وكان هذا
الخط يمثل دور مملكة اليمن القديمة في تطور التبادل التجاري
بين الشرق والغرب والجنوب والشمال حتى أسبانيا.
- وصلت تجارتهم إلي أسبانيا !
- نعم طارق، كانت اليمن مزدهرة وعظيمة في ذاك الزمان، إنه
تشبه روسيا وفرنسا في زماننا.
- تتكلم بجد أبوأحمد !
- نعم محفوظ كانت لديهم صناعة السيوف والخناجر وصناعة
الذهب والفضة والحديد والصناعات الحرفية والمنسوجات
وصناعة الاواني الفخارية حتى تحول اليمن الى مصدر رئيسي
الى دول العالم الخارجي.
- ماشاء الله، كل هذا في اليمن.
- والله اليمانيين طلعوا عظماء.
- محفوظ، لاتستهين بأي شعب، فكثير منهم كانت لديه حضارة
وتاريخ، لكن الظروف والفقر دفنت بعض الشعوب،
وخاصة الأعلام الحديث.
- صدقت أبوأحمد.
- أسمعوا هذه الإضافة.
- لحظة أبو أحمد، في أي تاريخ هذا الكلام، وفي عهد أي ملك.
- سأتكلم عن كل شئ، لكن أعطوني الوقت.
- تفضل.
- وسائل الإعلام في زماننا وخاصة البرامج الوثائقية لم تنصف
تاريخ اليمن القديم وخاصة طريق البخور كما فعلت مع طريق
الحرير، هل تصدقون إن اليمن مركزا ومَصدرا تموينيا لتجارة
البخور والمُرّ واللبان في العالم.
- ماشاء الله.
- هل تسمعني طارق ؟
- نعم.
- وكان ميناء عدن والمكلا حلقة الوصل بين البحر الأبيض المتوسط
وشرق آسيا وأيضاً القوافل البحرية المتجهة جنوباً إلي زنجبار
حتى رأس رجاء الصالح في جنوب أفريقيا، هل أكمل شباب.
- نعم أكمل.
- كانت ديانة سبأ قريبة جداً من الديانة البابلية بمجوسها وبعبادة
الكواكب وهذا عزز العلاقة بينها وبين بلاد بين النهرين ومصر، وأما
الالهان الرئيسان فكانا الإله القمر، والإله الشمس التي يتجه نحوها
السبئيون ليصلوا عند الفجر، والسبئيون مزارعون ماهرون وبناة
قلاع وقصور ذات هندسة معمارية متميزة، ومؤلفات فنية.
- كانت اليمن نقطة الاتصال بين الهند ومصر مثلاً منذ القرن الخامس قبل الميلاد.
- لحظة أبوأحمد، في ذلك الزمان كان الإنسان مخلوق ؟
- محفوظ، القرن الخامس عشر يعين ألف وخمسمائة سنة فقط.
- وماذا كانوا يعملون بالبخور، فقط للنساء ؟
- سؤال جيد محفوظ، كان يستعمل البخور في هياكل ومعابد العالم القديم.
وكانت حضرموت البلاد الوحيدة في العالم القديم التي كانت تنتجه.
فكان لزاماً على الناس ان يحصلواعليه منها ، وكانت اليمن مركز
هذه التجارة ، ومنها تنتقل اما بطريق البحر الاحمر اوبطريق
الحجاز ومن ثم توزع في اقطار العالم القديم.
- وماهو دور سيئون ؟
- كانت سيئون ياطارق والتي نحن متجهون إليها المكان التي
تجمع فيه غلات البخور وتنقل عن طريق وادي حضرموت
حتى تكتمل قافلة البخور إلي شتى بقاع العالم.
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
وبعد أنقضاء ساعة في طريق سيئون.
- أعتقد شباب إننا في المنتصف أصبح الطريق متعرج ورملي.
- إنه مزعج.
- طارق !!
- إنه نائم.
- نعيم !
- نعم أبوأحمد.
- هل بحثتم جيداً عن اللاب توب وجوال الثريا.
- بحثنا في كل الحقائب، الظاهر إن رشيد لم يترك لنا سوى الملابس.
- حقاً خبيث !
- وما الفائدة من التخريب .
- يريد أن نكون محتاجين لهم.
وفجأة رن جوال طارق.
- محفوظ، جاوب !
- إنه شاهين !
- أفتح الجوال! لا تخاف !
- لا أستطيع. خذ أنت يانعيم.
- نعم شاهين، ماذا تريد؟
- لقد حصلتم على محفوظ ! صح !
- وهل هذا يضرك ؟
- أنا يهمني الزئبق إذا سأبقى الأمر هادئاً.
- ماذا تريد الأن ؟
- أوصل الرسالة إلي أبوأحمد.
- وما رسالتك ؟
- إنا أراقبكم عن قرب.
نعيم ينظر عن يمينه في الطريق وعن شماله.
- أبوأحمد يسمعك فالسماعة الصوتية تعمل.
- هذا جيد.
- شاهين تسمعني.
- أهلاً أبو أحمد.
- ليس من الشهامة أن تأخذوا صيدلية الأدوية والكمبيوتر والجوال الدولي.
- لم نأخذها، والله لم أفعل.
- ربما رشيد المدلل.
- سأسبحث الأمر معه، لكن أنا لم أفعل.
- المهم نحن في طريقنا، ولك أن تحصل على الزئبق.
- أين أنتم الأن.
- قلت إن عينيك تراقبنا، فسألهما.
- أنا أعرف إنكم متجهين إلي سيئون.
- نحن كذلك.
- صحيح أنا خصمكم، لكن يهمني إن تصلوا برهوت بسرعة وبأمان.
- ماذا تقصد ؟
- ربما تواجهون بعض المتاعب، فأرجوا أن لاتشكوا بي، ربما
هم من المنافسين في السوق أو المشعوذين حراس برهوت، فهم
يعرفون كل دابة عنكم ومن مصلحتهم إنكم لاتصلون
أو ربما إنكم لاتصلون أحياء.
محفوظ بلع ريقه من الخوف.
- أشكرك على النصيحة، وموعدنا هو برهوت.
- نصيحة أخيرة أبوأحمد.
- وهي !
- حاول أن تصلوا برهوت في وضح النهار.
- والسبب.
- ستعرف السبب.
- هل تتوقع شاهين يكذب ؟
- لا أعتقد يانعيم، هذه المرة هو صادق.
- كيف ؟
- لا فائدة من تخريب طريقنا، في نهاية الأمرهو المستفيد.
- أنتبه أبو أحمد أمامنا تفرعات كثيرة !!
- خفف السرعة أبوأحمد !!
- ماذا يحصل هنا.. ياربي !!
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
المفاجأة .. الطريق تفرع إلي ثلاثة طرق متوازية.. وجميعها متعرجة وحصوية.
- ماذا يحدث هنا !!
- سبحان الله.
- أي طريق نسلك ياشباب، مارأيك نعيم، أليس الأمر غريب !
- والله الأمر محير! في الخريطة يوجد طريق واحد.
- أنا أشك إن في الأمر خدعة.
- أرجوكم.. أرجوكم أنا مستعجل !
- ماذا بك محفوظ.
- أنا، أنـ..ا أمم.
- ماذا بك محفوظ.
- محفوظ يريد أن يذهب إلي الحمام !! شباب !!
- ماذا تقول طارق !! هل هذا وقت حمام يامحفوظ.. حرام عليك !
- ألم أقل لك لاتأكل أربعة أقراص.
- أسكت طارق الأمر لايخصك، هذا بطني أم بطنك.
- ههههه، هههه، طارق الوقت حساس ولاداعي للضحك، نحن في ورطة.
- أريد الحمام.
- لاحول ولاقوة إلا بالله.
- أرجوك أبوأحمد،، سأموت.
- أنظر أبوأحمد، خدود محفوظ أصبحت كبيرة جداً، دعه يذهب للحمام.
- أوكي محفوظ، هل تذهب للبر لتقضي حاجتك، الماء في الخلف.
- لا أبو أحمد، أريد حمام !
- هل انت طفل يامحفوظ، أذهب في نحاية الرمل وأفعلها.
- طارق حرام ! لاتشمت بي !
- والله لا أشمت، أنت وضعت نفسك ووضعتنا في مأزق بايخ جداً.
- أسمعوا شباب، أنا عندي حل !
- ما هو أبوأحمد.
- أنا سمعت إن الصورة الخيالية لاتنعكس بالمرآة.
- إذاً.
- هل عندكم مرآة.
- لايوجد إلا المرايا الجانبية في السيارة، والتي أمامـ..
وقبل أن يكمل طارق كلمته عن المرآة الأمامية، وإذا بالمرآة الجانبية
اليمني أنكسرت بعنف !! وصدر صوت مخيف وهي تنكسر !!
- ماهذا شباب !! الله يستر!! إنهم الجن !!
- أهدأ محفوظ، أذكروا الله ، ليقرأ كلاً منكم المعوذات وآية الكرسي.
محفوظ يصرخ من الخوف !! وأنكسرت المرآة الثانية اليسرى بنفس الطريقة !!
- محفوظ، أهدأ الله يخليك، نعيم شغل سورة البقرة بسرعة! بسرعة !
فخلعت المرآة الوسطى بقوة مفرطة وكسرتها ! ووجهتها أمام الطريق
ونظرت إليها فوجدت المفاجأة !!
الطريق الصحيح الذي أنعكست صورته بالمرآة !!
هو رقم واحد من جهة اليمين !!
- عرفت الطريق شباب ! تمسكوا جيداً !! سأسوق السيارة بسرعة !
- بسرعة أبو أحمد ! السيارة تهتز من كل الجوانب !!
- نعيم ! أسكت محفوظ ! أرجوك محفوظ تمالك !
- سأموت والله سأموت ! بطني سينفجر !
تحركت بسرعة بإتجاه الطريق الأول ، ونظرنا للخلف بعد ثواني ولم نرى خلفنا سوى طريق واحد .. أين الباقي !!
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
قصة مشوقة وممتعة جداً
متابعة بكل حماس وفي انتظر الباقي :bigsmile:
بالتوفيق
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- الحمد لله نجونا !
- لاتفرح يانعيم، باقي مشكلة محفوظ .
- نعم طارق، الأن هي أكبر مشكلة بالعالم.
- هنا دورالحفـ..ـاظـا..
- ماهذا الكلام ياطارق، أحترمنا على الأقل !
- أسف أبوأحمد، كنت أمزح.
- مهما يكن، محفوظ أخونا وعنده كرامة.
- صدقت أبوأحمد أنا عندي كرامة، لكن أريد حمام بسرعة الله يخليك !!
- محفوظ، أنسى إنك تجد حمام في هذه المنطقة،
أنظر أمامك جبال ووديان لانهاية لها، لكن أعتقد
إننا سنرى قرى في طريقنا، أنظر للخريطة يانعيم .
- أبوأحمد، نحن أنحرفنا من هذا الطريق، هل أنا مخطئ !
- كلامك صحيح نعيم.
- إذا قرية النقعة ستكون في طريقنا من جهة الشمال
وأعتقد والله يستر إننا سنمر فوق تلة مرتفعة أو نصعد جبل والله العالم.
- إذا كنا سنصعد جبل إذا الله يستر.
- لكن الجيد إننا في وضح النهار.
- نعيم، أنظر للغيوم بدأت تظهر، أعتقد إننا ندخل في مرتفعات جبلية.
- حرارة الجو تغيرت، أنظر إلي مقياس الحرارة، أصبحت أقل.
وبعد نصف ساعة من المسير.
- هل هذا طبيعي؟ عدة قرى في الخريطة ولا أثر لها على الواقع !
- أهاا.. وجدتها!
- ماذا أبوأحمد ؟
- السحر.. نعم السحر، هم سحروا عيوننا ولانرى
أي لوحة أو قرية، كما فعلوا بنا مع الطرق الثلاثة.
- صدقت، هذا هوالسبب.
- وما العمل الأن، أبحثوا حلاً للمسكين.
- طارق ! هل تتكلم من قلبك أو تضحك علي.
- والله من قلبي يامحفوظ، هذا ليس وقت مزاح.
- أنظروا شباب، هناك ملامح قرية أتوقع إنها النقعة.
- الحمد لله وصلنا أخيراً ! أشكركم شباب !
- لاتقل عنب يامحفوظ إلا بعد أن تراه في السلة !
- ماذا تقصد ياطارق ؟
- إذا دخلنا القرية سنرى هل يوجد حمام أو لا.
- أكيد يوجد حمام، هل يوجد ناس بدون حمام.
- ههههه، ههههه، أنت حكيم يامحفوظ، والله تصدر منك حكم.
- أشكرك نعيم.
- حتى لوحة القرية مقلوبة.. أول مرة أرى لوحة من خشب.
- وأنا مثلك ياطارق.
دخلنا القرية بهدوء حذر، لكن قرية بدون ناس !! نعم تلك هي المفاجأة !!
- أين الناس ؟
- صحيح نعيم، أين هم ؟ بيوت بدون ناس، هل هجروها !
- والله غريبة !!
- شباب، أسمعوني، يجب أن نكون حذرين في
كل حركة تصدر منا ومحفوظ سيقضي حاجته ثم نتحرك.
- أمرك مطاع رئيس!! قصدي أبوأحمد.
- أتكلم بجد طارق.. أرجوكم، على فكرة نعيم أين أجهزة اللاسلكي ؟
- هذا الشئ الوحيد الذي تركه رشيد.
- جيد، هل كلها معنا ؟
- نعم، وآخر من رآها طارق.
- طارق أحضرهم بسرعة !
- مع الجهاز الرئيسي ؟
- نعم وأوصله مكان كهرباء الولاعة.
- إنها مشحونة أبوأحمد، أنا جربتها في قرية الشحر.
- إذا أعطي كل عضوا جهاز، والقاعدة تبقى موصولة في السيارة.
- وماهو إجراء أي طارئ ؟
- أحسنت نعيم، سؤال نعيم إذا واجه أي منا خطر، ماذا نعمل جميعنا.
- سؤال جيد، نعم ماذا نعمل؟
- طارق، فقط وبإختصار ولا تكثروا بالكلام، رددوا كلمة طاغور.
- تذكرت إنها كلمة السر! بسرعة أرجوكم سوف أمووووت !!
- لاتنساها يامحفوظ !
- إن شاء الله بسرعة أرجوووكم !!
- وبسرعة نساعد أي عضو من الخطر الخطر! ثم العودة إلي السيارة !
أنا في خطررررررررر !! سأموووت ساعدوووووني !! طاغووور!!
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- ههههه، ههههههه. والله سأموت من الضحك.
- طارق أرجوك تكلم بجد ولو لمرة !
- هههه، آسف.
- لماذا أنتم نائمون أريد كملة نعم بالموافقة على كلامي من القلب !
- نعـم !!
- إذاً هيا تحركوا لنبحث عن حمام لمحفوظ !
دخلنا القرية مترجلين، لاصوت غير رياح تدحرج الشجيرات المتطايرة.
- هل هم نيام أو ماتوا جميعاً.
- أبواب البيوت مفتوحة ! والله كأنها مدينة أشباح كما في الأفلام.
- طارق أنتبه لمحفوظ.
- أنا أراقبه.
- أنظروا لهذا المبنى، هناك أبواب كثيرة متقاربة.
- نعيم ماهذا ؟
- ماهذه الأبواب، جميعها متشابهة، كم عددها ؟
- أنتبهوا لاتفتحوا أي باب، إلا بإشارة مني.
- هل هي غرف، إنها كالمدارس القديمة.
- ماذا تتوقع بها يا أبوأحمد ؟
- سنعرف الأن!
- كونوا حذرين !
- غريبة! هذا حمام ! سأفتح الأخر.
- إنه حمام أيضاً ! الأمر غريب، كلها حمامات، حوالي
عشرين حمام متلاصقة مع بعضها.
وما إن سمع محفوظ بإنها حمامات، فتح على عج أحدها ودخل.
- أبو أحمد ! محفوظ دخل الحمام !!
- لا.. لا يا طارق !! لماذا لم تمنعه، إنه فخ !!
- فخ !!
- نعم شباب !! أووه ياربي، لماذا يامحفوظ ! حرام عليك !
- كيف فخ ، لم أفهم يا أبوأحمد.
- السحرة يعلمون بأمر الحمام.
- تقـ..صـ..د !
- نعم نعيم، أنا شكيت إن القرية خدعة منهم !
- أهاا !! وما نراه الأن وهـم وفي وهـم !
- نعم هي وهـم، والحمامات كلها صورة مكررة
أمام العين ولانرى إلا خداع للبصر.
- إذا أين دخل محفوظ !!
- لا أعرف ، لكننا وقعنا في متاهة عميقة.
- كيف ؟
- جربوا أفتحوا الحمامات.
- هذا فاضي.
- وهذا أيضاً !
- وهذا لاشئ فيه!
- هل صدقتموني ! جربوا أفتحوا كل الأبواب.
- هذا فاضي.
- وهذا أيضاً.
- أبو أحمد كل الأبواب مفتوحة، ولا أثر لمحفوظ.
- لاحول ولا قوة إلا بالله.
- والعمل الأن أبوأحمد ؟
- تعالوا وانظروا خلف الحمامات.
فذهبنا خلف الحمامات، وإذا الجدار طويل حتى آخرها، ولاتوجد فتحة أو باب.
- أين ذهب محفوظ، والله غريبة !
- إنا متأكد إن محفوظ في واحد منها ونحن لانراه.
- بجد !!
- نعم طارق، لكن يجب أن يكون هناك مخرج لهذا.
- كيف ؟
- أنت فكر معي كيف، فأنت الحكيم يانعيم.
- تقصد في الأمر خدعة وعلينا إيجاد الحل.
- نعم.
- والله لو كنت أعلم إن بعد إفطار الشحر سيحدث هذا لبقيت جائعاً.
- ولكن المشكلة مع معحفوظ وليس معك يانعيم.
- هذه عين المشكلة ياطارق، فلو إننا لم نأكل في
المطعم، لما أكل محفوظ أربعة أقراص ملوح
وصحن فول وكبدة وحليب وشاي.
- وجدتها !! وجدتها !! سأخرج محفوظ !!