...
نعود للكتابه لأن لاهناك أحد في هذا العالم يملك القدره على فهمنا , ليس فهمي أني خاصه فأنا مثلي كأي كائن بشري , بالمعنى العام لا أحد يملك القدره على فهم الآخر , ولايريد أن يفهم أيضا ..!!
مقاستنا في الوجع مختلفه , لا أعلم أذا كانت الحروف التي سأكتبها الآن ستكون على مقاس وجعي أم أضيق قليلا , المهم أني أريد أن أخرج من هذهِ الكتابه بشكل مغاير عن الذي بدأت بهِ الآن , والله وحدهُ يعلم كيف سأخرج , ؟؟
هل سأغلق الشاشه وأنا أضاعف الوجه أم أنُصفه أم أخفيه ؟؟؟!!
..
ثم أنهُ ماهي السعاده ؟!
عمري يقترب من الثلاثين و في هذا العمر تحديداً عجزت عن تحديد السعاده , عن الشيء الذي يجعلنا نبدو سًعداء ىتبهجنا الأعياد وترتسم على ثغورنا الضحكات , عن ذلك الشيء الذي يجعل ذاك العضو المُسمى بالقلب يضج صخبا , يتراقص كالفراشات , يتموج كأغنيه , يُسبح كـ قديس , ؟!
اليوم هو العيد وكان المطلوب مني كما كنت طفله حين أقول عيد أن أبتهج , ولكني عكس ذلك تماما , وجدتني أعزف كآبه !
حين كنت طفله كانت السعاده بالنسبه لي هي دكاكين الحلوى
وكنت أحسد جارنا الذي يملك بقاله وأظنه سعيداً جداً في حياته لأنه يستطيع أن يأكل متى شاء ولايشترط أن يكون لديه نقود لكي يفتح كيس شيبس أو يتلذذ ب طعم الأسكريم ,... كنت أتمنى حين أكبر أن أملك بقاله مثله ! والعيد بالنسبه لي هي كمية النقود التي نحصل عليها , وسيكون العيد بائسا لو لم أحصل على نقود كـ ذلك العيد الذي عاقبتنا فيه أمي بحرماننا من العيديات , ولم يدخل في جيبي فلسا واحدا !!
لماذا عاقبتنا أمي , هنا الوجع يكاد يتحول إلى قاتل سـ يخنقني لو ذكرت السبب لذلك لن أضاعف الوجع وأنسحب عن هذا السؤال المرير ؟!!
حين أصبحت مراهقه كان العيد بالنسبة لي إبتسامات ويوم نستقبل فيه الآخرين , والآخرين بإمكانهم أن يسعدونا أن كانوا لطفاء , وأن يوجعونا أن كانوا ملاعين !
ملاعين في تسديد الكلمات الجارحه , هذا ما أقصده !
وعندما دخلت الكليه كان العيد هم أصدقائي !
أصدقائي الذين أحبوني وقصرت معهم , كم كانوا جميلين حتى في غيابهم !!
لا أتذكر منهم ألا الشيء الجميل و المدهش في الوقت نفسه !!
أظن أن الوجع بدأ يخف تدريجيا عندما وصلت هذهِ المرحله !
حين تخرجت وكان عمري 23 عام كنت أجد السعاده في الحب ! وعيدي هو ! وكنت أتمنى لكل الذين في هذا العالم أن يقعوا في الحب ! ليصبحوا سعداء ....
كان صوته فقط جنتي ! كنت أتسائل حينها مذهوله عن الجنه التي سـ يهديها الرب عباده المؤمنين ! هل ستكون مثل جنتي !
جنتي هو , كلامه المجنون , همسهُ اللذيذ , غزله الرقيق , كان مثل الآلهه يستطيع أن يخلق في داخلي جميع تضادات هذا الكون ! كنت أخافُه وأعشقه , كنت أهرب منه ثم ألجأ إليه ! كان وطن !
كنت حينها أقول آلهي و ربي و خالقي شكراً لأنك أهديتني الجنه مبكرا بدون حساب وبدون آخره ! ولو حدثني جميع الأنبياء عن مباهج الجنه فلن تكون مثل هذهِ الجنه التي أعطيتني أياها !
ولكن الجنه لاتدوم !يبدو أني لم أكن صالحه بما يكفي لأخُلد فيها !
وحين كبرت قليلاً وتزوجت وأنجبت .................
الحديث هنا سيحيلني شرنقه لاتحسن الأفصاح عن نفسها , أكتفي بـ عيدي هو !
لأن هذا الحديث جعلني أخرج بذكرى جميله بوجع أخف وطأ وهذا ما أريده ..
..
مساء حزين كـ وجع العيد , أو مساء عيد كـ وجه حزين
1 /10/ 1437