مشكوره خيتو على الروايه الحزينه
االله يعطيش الف عافيه
ننتظر التكمله
تحياتي
عرض للطباعة
مشكوره خيتو على الروايه الحزينه
االله يعطيش الف عافيه
ننتظر التكمله
تحياتي
الرواية رووعة
قريتها من زماان لكن في كتاب
هي أعتقد حق الكاتبة .. قماشة العليان .. صح ؟
المهم تسلمي على القصة الحلووة
وأنصح الأعضاء بقرائتها
بسم الله الرحمن الرحيم
مشكووووووووووووورين حبايبي على المرور
واسفه على التطويله والتاخير بس ماكنت موجوده
انشالله اكملها لكم عن قريب
تحياتي
ريوش
(( الجزء السادس ))
بدلت ثيابي وأخذت أتجول في الفيلا الكبيرة .. كان الدور الثاني يتكون من خمس حجرات للنوم عدا حجرة نومي الكبيرة ..
وفي الدور الأول سبع حجرات منها حجرة واحدة مغلقة لم أستطع فتحها .. وفي تجوالي بالبيت لفتت نظري خادمة سوداء
ترقبني بعينيها اللامعتين .. وحين رأتني أنظر إليها افتر ثغرها عن ابتسامة أظهرت أسنانها البيضاء .. كانت ترتدي ملابس
رثة لا تتناسب وفخامة هذا البيت ..
سألتها عما إذا كانت تعرف العربية فأومأت بالإيجاب .. كدت اسألها عن الرجل العجوز أين هو ولكن اكتشفت ياللسخرية
أنني لا أعرف حتى اسمه الأول .. قلت لها بهدوء :
ـ أين السيد .. هل خرج ؟
قالت ببساطة :
ـ لا أدري ..
كدت ألقي عليها أسئلة أخرى عن هذا الرجل وهل له زوجة وأولاد ، لكنني أيقنت بأنها لن ترد على أي من أسئلتي ..
جلست في الصالة الكبرى التي تعلوها ثريا ضخمة تتلألأ فيها عشرات الأضواء حتى حضر زوجي الشيخ الذي تطلق عليه
الخادمة اسم " عمي صالح " ..
لأول مرة منذ غادرت معه منزل أبي أراه بوضوح ..
قصير القامة محني الظهر تملأ وجهه لحية كبيرة بيضاء يناهز السبعين من العمر .. تبدو عليه سيماء رجل الأعمال بادرني
قائلاً وضحكة كبيرة تملأ وجهه :
ـ هل أعجبكِ بيتك الجديد يامنى ؟
حاولت جاهدة أن أتماسك وأنا أجيب :
ـ نعم ..
ضحك مرة أخرى لتبدو لي أسنانه الصناعية واضحة جلية وهو يقول :
ـ استعدي سنسافر غداً إلى أثينا .. منها رحلة عمل ومنها شهر عسل ..
ـ وأهلي .. ألن أراهم ؟
وقد طاف بخيالي شقيقي أحمد وهو يتلقى العذاب أضعافاً مضاعفة من هذه الحرباء الأفعى .. دمعت عيناي وصوته يأتيني
من بعيد :
ـ وماذا تريدين من أهلك ؟ أنتِ يا منى قد تزوجتِ وأنتهى الأمر .. أنسي أهلك حالياً ..
ونسيت أهلي وغادرت مع زوجي إلى أثينا ..
وفي فندق الشيراتون حدثت أول نكته .. أو ملهاة تضحك وتبكي في رحلتي مع الرجل العجوز إذ قال موظف الفندق العربي
اللبناني الأصل لزوجي ببساطة :
ـ فلتسترح ابنتك على مقعد لحين انتهاء الإجراءات ..
ابتسمت أنا وتغير وجه زوجي تغيراً ملحوظاً لدرجة أنه تجاهل الموظف ونصيحته وأمر بأن ترفع الحقائب على الفور ..
وعشت المأساة من جديد ، حيث ما أن ضمنا الجناح الفاخر حتى انفجر زوجي في وجهي صارخاً ومعاتباً :
ـ كيف تبتسمين للرجال بهذه الطريقة .. هذا يدل على الفجور وعلى قلة الأدب .. لقد دهشت حين عرض علي والدك
أن يزوجني إياك والآن عرفت السر لقد تخلص منك بهذا الزواج .. تخلص من حماقتك وانعدام حيائك .. انك لا تستحقين
الحياة الكريمة .. أنتِ تستحقين الحياة في قفص .. وهلم جراً من هذه الكلمات التي نزلت على رأسي كالصواعق
الحارقة فبكيت .. وأنا أتصور عذابي القادم مع هذا الرجل العجوز الغيور فرغم أنني قد تحملت كل شيء ورضيت
بمستقبلي المظلم معه وتحملت نظرات الدونية ولمساته المقززة وأنفاسه ورائحة الموت التي تنبعث من بين أعطافه
وبرودته القاتله .. كل شيء تحملته بروح عالية وأخيراً يتعالى هو على كل ذلك ويصفني بأبشع الألقاب من أجل شيء
تافه .. ابتسامة لا إرادية صدرت مني على نكتة اعيشها بعمري وشبابي ..
حاولت الصمت أكثر من المعتاد والاتزان أكبر بكثير من عمري وإلغاء المسافات واجتياز الحواجز مهما يكن من أمر ..
فلست أرغب في العودة إلى أبي وزوجته الأفعى .. وزوجي بمساوئه أفضل كثيراً من ذلك البيت المتداعي الذي أفسدته
زوجـة أبي بأغلالها وسيطرتها على البيت ومن فيه ..
مرت أيام السفر بسرعة غريبة وأنا لا أغادر الفندق الإ لماماً .. ولمرتين على وجه التحديد .. أحدها إلى السوق لشراء
بعض الحاجيات وأنا أنكس رأسي إلى الأسفل ولا أرى من الناس أو الطبيعة سوى مواضع أقدامي .. وفي المرة الثانية
وحينما ذهبت برفقته إلى المطعم التركي .. أغلبية من يعملون به من الرجال المتقدمين في السن ولا أدري كيف تم إختيارهم
على هذه الدرجة من كبر السن والدمامة التي لاتخطئها العين ..
وعدنا إلى أرض الوطن وفي داخلي قلق عظيم لم تستطع وداعتي اجتيازه .. فكيف لي أن اطمئن على حياتي القادمة من
هذا الرجل .. كيف احاوره .. كيف أعايشه .. كيف أوجد خيطاً ما يقودني إلى عقليته .. نعم هي فترة مؤقتة .. لكنها
ضرورية ومهمة فخلالها يجب أن أقنعه بمتابعة دراستي وبتأمين مستقبلي ولو بمبلغ يسير .. لكن كيف وهو بهذه العقلية
وبيني وبينه أميال يستحيل تجاوزها .. هو لايراني سوى دمية جميلة ضمن أملاكه ولا شيء أكثر .. فهل يحق للدمية
متابعة تعليمها وإهدائها مبلغاً ما يضمن مستقبلها ..
شغلتني أسئلتي حتى طفر الدمع من عيني .. سألني بحنان كدت أنساه :
ـ منى .. ماالذي يبكيكِ ؟
وعند هذه العبارة فقط انهارت أحزاني دموعـاً .. وبكيت بحرقة شديدة اهتززت معها من أعماقي .. ربت على كتفي بحنان
وهو ينادي بأسمي .. أحسست به .. أدركت بأن بكاء المرأة إحدى نقاط الضعف لديه وانه يسلم أمامه بكل شيء ، قررت
أن الوقت قد حان لألقي أول أسلحتي .. هتفت بين دموعي :
ـ إني اشعر بضياع مستقبلي .. ولم أزد على ذلك بحرف .. أحسست به يتقوقع على نفسه كقنفذ وهو يشعر بالإهانة وربما
استصغار الشأن ..
أجاب بخشونة :
ـ وأنتِ معي لن يضيع مستقبلك .. غداً أكتب باسمك إحدى عماراتي ..
زغردت روحي فرحاً ورقصت مشاعري طرباً .. لكنني لـم استسلم ، فليس هذا هو هدفي الأوحد .. فازدادت حدة بكائي
وأنا أقول بحرارة :
ـ أنا لا أنسى فضلك أبداً .. وأشكرك كثيراً لكن المستقبل ليس فقط بالأموال إن دراستي أيضاً مستقبل ..
نكس رأسه بأسى وكأنه يفكر .. ثم قال أخيراً :
ـ حسناً .. سأفكر بالأمر ..
من كلماته شممت رائحة الموافقة وإن كانت تحتاج لتأكيد لا رجعة فيه ..
همست برقة :
ـ لا .. لا .. الأمر لا يحتاج لتفكير .. أرجوك ..
واحترت في تسميته فأنا لم يسبق لي مناداته من قبل .. لا أدري هل أقول له العم صالح .. أم بصالح فقط .. أم ماذا ..
أخيراً حسمت الأمر وقررت بألا أناديه إطلاقاً .. فأكملت جملتي ودموعي لاتزال عالقة بأهدابي :
ـ أرجوك أنا أحب مدرستي ومعلماتي ، ثم إن وقت فراغي كبيـر وسأقضيه بالدراسة والتحصيل ..
صمت وتعلقت عيناي بشفتيه أنتظر كلمة تتغير فيها مسيرة حياتي ..
قال بعد أن ابتسم ابتسامة واسعة :
ـ حسناً يامنى .. كلمة رجل .. منذ الغد اذهبي إلى مدرستك والعمارة سأتبها باسمك خلال ايام ..
كدت أقفز وأتعلق بعنقه من شدة الفرحة ، ولكنني تماسكت وابتسمت باتزان وأنا أشكره ..
ومن غدي انطلقت إلى مدرستي وأنا أشعر بعدالة السماء تحرس خطواتي ..استقبلتني صديقاتي بفرحة صاخبة ..
صرخت إيمان :
ـ منى أين أنتِ ؟ ثلاثة أسابيع تختفين .. أين كنتِ .. وماذا فعلتِ ؟
قالت نورة :
ـ سمعنا بأنكِ قد تزوجتِ وهاجرتِ ..
ثم همست لي سارة :
ـ يقولون بأن والدك قد ضبطكِ مع أحد الشباب في البيت وسجن الشاب .
قالت أخرى :
ـ سمعت أن ..
وقاطعهن صوت حاد عرفت فيه صوت معلمتي الحبيبة فاطمة .. ألقيت نفسي بين أحضانها باكية .. أنتزعتني برفق
وهي تقول :
ـ أذهبي الآن إلى المديرة ، فهي تريدك بسرعة وبعد ذلك عودي إليّ ..
تشبثت بيدها وكأني لا أود مفارقتها ، لكنها سحبت يدها ودفعتني بلطف نحو حجرة المديرة ..
استقبلتني المديرة بتحفظ وهي تسألني :
ـ لقد مضى على غيابك يا منى ثلاثة أسابيع كاملة .. كيف نبرر غيابك أثنائها .. ألا تدرين أن الغياب بدون عذر يستوجب
الفصل النهائي ..
أطبقت بأسناني على شفتي السفلى دون أن أجيب ..
قالت بهدوء :
ـ لقد كثرت الإشاعات وتنوعت .. وحاولنا مراراً الاتصال ببيتكم لمعرفة ماحدث لكِ .. لكن جوبهنا باستقبال مهين ، وعندما
حاولت المعلمة زيارتكِ في المنزل طردتها زوجة أبيكِ وهاجمتها بكلام سيئ لا يقال ولا يحكى ..
امتلأت عيناي بالدموع قهراً وألماً .. سألتني المديرة وقد علت نبرة صوتها قليلاً :
ـ هل حقاً تزوجتِ يا منى ؟
هززت رأسي بالوافقة دون جواب وتساقطت دموعي على وجنتي ..
نهضت المديرة من مقعدها وجلست بجواري وهي تهمس قائلة :
ـ كلنا نحبك يا منى لأنكِ طالبة متفوقة ومجتهدة دائماً لذلك سنحاول مساعدتكِ قدر استطاعتنا .. هل تستطيعين إيجاد
تقرير طبي يوضح بأنكِ مريضة لمدة أسبوعين أو حتى أسبوع واحد ونحن نتصرف بالباقي ..
أجبتها وأنا أمسح دموعي :
ـ شكراً يا أبلة منيرة .. أشكركِ كثيراً على مساعدتي وسأحاول إيجاد ماطلبته ..
هنا نهضت المديرة قائلة :
ـ حسناً .. أذهبي الآن إلى فصلك ..