- أشكرك نعيم، وأرجوكم، أن تسامحوني إن
كان لساني زل على أحد منكم أو صرخت
بكلمة، فأطلب منكم إبراء الذمة.
- لك ذلك أبو أحمد، أنت بريء الذمة إن شاء الله.
- نعيم، أين موبايل مراد؟
- أووه.. نسيت أمر الموبايل، لحظة سأستخرجه
لك، خذه، ماذا ستفعل به.
- سأسترجعه لشاهين ليعطيه الأب.
- من يسمعك يقول إنك لن ترجع معنا إلي الدمام.
- صراحة، أنا لدي خال كويتي لم أراه منذ مدة،
لذا قررت أن أزوره وهذه فرصتي، ولقد أتصلت
به وسيأتي ليأخذني بسيارته.. فقط يومين أو
ثلاثة وأرجع إلي بلادي، وإذا وصلت سوف
أتصل بكم لنجتمع في الحديقة.
عيون محفوظ تـدمع بغـزارة.
- لن ترجع معنا أبو أحمد !
- إن شاء الله إذا رجعت سوف أتصل بكم، أنتم
تعرفون رقم موبايلي وعنواني، أتـفقنا محفوظ !
وخذ هذه رسالة أوصلها لزوجتي أم أحمد.
- ماهذه ؟
- فقط رسالة عادية، لأني حاولت أن أتصل
بهم، لكن الظاهر أنني لم أسدد الفواتير
الأخيرة فقطعت كل الأتصالات بهم.
فضمني محفوظ، وبدأ يبكي حتى سمع صوته
كل من كان في البهو، ثم ودعت باقي
الفريق، وإذا بسيارة فارهة تقف أمام الفندق
وينزل منها شاب سيرلانكي يبدو إنه السائق، ومشى حتى وصل عندنا.
- من منكم هو أبو أحمد ؟
- أنا.
- أرسلني خالك، هو في عمله الأن، ويقول
لك تعال معي إلي البيت.
- أوكي، أعطيني دقيقة، شباب
أستودعكم الله، أراكم في الوطن إن شاء الله.
الحزن خيَم على الجميع، فأتصل شاهين بهم
وأخبرهم إنه وجد حجزاً بالطائرة وذلك
الساعة الثامنة صباحاً وإنهم سوف ينامون الليلة في الفندق.
أمضوا الليل وهم في سكون وهدوء لامثيل
له، ومحفوظ ترك الغرفة التي كان بها معي وأنظم مع طارق مفترشاً الأرض بدون غطاء.
طارق ونعيم لم يستطيعا النوم، فأنين وبكاء
محفوظ قد أستعمر سمعهما حتى الفجر، إلي
أن أصبح الصباح وأتصل بهم شاهين ليأخذهم مبكراً إلي المطار.
- طارق !! لاتتأخروا، أنا واقف خارج الفندق.
- إن شاء الله شاهين، فقط عشر دقائق.
وبعد ربع ساعة، ركبوا معه وسار بهم متجها إلي المطار.
- شباب، خذوا هذا الكيس، به سندويتشات لذيذة
وبعض العصير، يمكنكم أن تأكلوها الأن لو أردتم ذلك.
- تفضل محفوظ .
- لا اريد !!
- غريبة، محفوظ يرفض الأكل.
- أنا لا أريد أن أكل !! سمعت !!
- لماذا تصرخ في وجهي !
- أرجوك شاهين هو مصدوم لفراق أبو أحمد.
وعندما أقتربوا من المطار.
- شباب، أسمعوا، سأقول لكم سر، لكن
أرجوكم لاتخبروا أحداً أني خلفه.
- تفضل.
- أسمعوا جيداً، أبوأحمد كذب عليكم، هو يريدكم
أن ترجعوا للسعودية وهو سيقوم بالمهمة لوحده.
- كيف !!
- نعم ياطارق، هو ضحى من أجل سلامتكم
، ولقد أتفق مع أبومراد أن يعطيكم المبالغ مقدماً وهو سيقوم بالرحلة لوحده.
- ماذا تقول!! هل أنت متأكد ؟
- نعم يانعيم، انا كنت معهم في بهو الفندق قبل
أن تنزلوا، ولقد وقع على إيصالات بذلك. حتى
الشيك الذي بأسمه قطعه من أجل إكمال المبالغ
التي حولت في حساباتكم، ولقد قاما هو وأبومراد
بتمثيلية، إنه سيزور خاله الكويتي وأنتم ترجعون
لبلادكم، ثم يذهب لوحده إلي حضرموت
، وهذا كل شئ، وأرجوكم سيقتلني ابومراد لو علم بالأمر.
- تقول إنه وقع على إيصالات بالمبلغ.
- نعم محفوظ، إذا لم يؤدي المهمة سوف يدفع
كامل المبالغ، لذلك أتفق مع أبومراد أن يودع المبالغ في حسابكم مقدماً.
- مسكين أبوأحمد، كل هذا من أجلنا.
- ربما طارق لكن لاتستبعد إنه فعل ذلك من
أجل أن يحقق مافي عقله ويذهب للأستكشاف والمغامرة.
- أسكت شاهين !! أنت لاتعرف أبوأحمد كما نعرفه.
- والأن هذه بوابة المغادرون، هيا أنزلوا.. حامل الحقائب ينتظر.
أعضاء الفريق ينظرون لبعضهم والدموع في
عيونهم، فصرخوا في وقت واحد.
- أرجعنا إليه !!
- إلي من !!
- عند أبو أحمد !!
- الأن !!
- نعم أو نرجع بالليموزين.
وعلى عجلة من أمرهم، وفي خلال عشرين دقيقة، رجعوا
إلي منزل أبومراد، وإذا بي أراهم أمامي !! وفي
الغرفة نفسها !! لقد أخذوا قلبي !! إنهم واقفون ينظرون
إلي بصمت والدموع تنهمر من عيونهم.