الحلقة الحادية عشرة
* * * * * * * * * *
خاتمة الذكرى
ما أظن ،،
أن فيه فاجعة و مصيبة ممكن تمر على إنسان ،،
أعظم من اللي مرت على صديقتي و حبيبتي قمر
وفاة بـسـّـام ،،
كانت أفظع من انه يتحملها أي قلب بشري ...
أنا ما أعرف التفاصيل لأني ما شهدتها معهم ،،
و لا
أبي أعرفها ...
الحمد لله ،،
أني ما كنت معهم ذاك اليوم ...
الفترة اللي تلت الحادث المفجع كانت أفجع و أمر ...
قمر قضت شهور ،،
تتنقل بين البيت و المستشفى في حالة انهيار عصبي و نفسي حاد و شديد ...
كنت ملازمة
لها طول الوقت ،،
و أشوفها تموت قدامي يوم بعد يوم ...
فيه مرات كنت أنام معها ،،
بالبيت أو المستشفى ...
و كانت ،،
تصحى من النوم بعز الليل فجأة ،،
مذعورة
مفزوعة و تصرخ ...
-( سلطان غرق ؟؟؟)
( بسـّــام وينه ؟؟؟)
( سلطان لا تموت)
(سلطان تنفس)
(باكسر الجدار)
( سلطان لا تروح)
(سلطان تماسك )
(سلطان أحبك)
سلطان و سلطان و سلطان ،،
طابور من السلاطين ،،
و اللي كتمتهم في صدرها طول هالسنتين ،،
تفجروا و طلعوا
كلهم غصباً عليها ...
في هذه الأزمة ...
كنت آخذها بحضني و أحاول أهديها ،،
كانت تصيح و تقول لي :
- (أبي أشوفه يا سلمى ،، قولي لشوق تخليني أشوفه )
أنا أبكي و هي تبكي ،،
لين تتعب من البكاء ،، و ترد تنام ...
كم كنت غلطانة ،،
لما اعتقدت أنه طلع من قلبها خلاص ...
هذا و هو حي ،، ما مات ،،
و هي جنت لأنه شافته على وشك الموت ...
لو كان مات ؟
يا ليته كان هو اللي مات ،،
و ظل بسام ...
الحين قمر انقذت زوجك يا منال ،،
و هي ترملت ....
أول ما شفت شوق بعد الحادثة المفجعة ،،
ما تمالكت نفسي ...
كانت جاية تبي تشوف قمر ،،
بالمستشفى ...
أنا شفتها عند الممر ،،
قبل ما تدخل الغرفة و بس طاحت عيوني عليها ولـّـعت فيها ...
صرخت بوجهها و اتهمتها أنها المسؤولة ،،
مع أن ما لها يد في اللي صار بس و أنا أشوف قمر قدامي مثل
المجنونة ...
فقدت كل أعصابي ...
تهاوشت معها هوشة حقيقية و منعتها تدخل الغرفة ،،
و أنا اصرخ :
- (وش تبون بعد أكثر ؟
موتوا الرجـّـال و رمـّـلوتها و فجعتوها و عشتوا أنتوا ...
ابعدوا عنها الله لا يبارك فيك يا سلطان ،،
الله لا يهنيك يا سلطان ،،
الله ياخذك و يريحنا منك يا سلطان الزفت )
بعدها ،،
علاقتي بشوق تدهورت ،،
و كل وحدة راحت لحالها ...
ظلت قمر على ذا الحال بين انتكاس و تحسن ،،
لين جابت ولدها اليتيم الوحيد ( بدر )
في البداية انتكست حالتها أكثر ،،
لكن مع مرور الأيام ...
بدا ولدها يثير انتباهها و اهتمامها شوي شوي ،،
و بدت تتعلق به كلما كبر ....
طبعاً زواجي أنا و يوسف تأجل إلى أجل غير مسمى ،،
و في الواقع ما تزوجنا إلا بعد ما مرت سنة ،،
من الحادث
المشؤوم ،،
و لا قمر ،، و لا شوق ...
حضروا الزواج ..
*
* *
*