-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- قل ياطارق، أتحفنا !
- محفوظ يحب الأكل، صح ؟
- نعم.
- إذا نصرخ ونقول يامحفوظ وقت الغداء أخرج بسرعة.
- هل تمزح ياطارق.
- والله لا أمزح، جربوا لن تخسروا شيئاً.
- إذاً أصرخ أنت.
- سترون النتيجة ، محفوووووووووظ !! الغـداء جاهـز !!
- لم يحدث شئ.
- غريبة، محفوظ لايستجيب للغداء.
- أتصل به باللاسلكي.
- محفوظ تسمعني.. محفوظ تسمعني أجب محفوظ.
- نعم أسمعك.
- إنه موجود !
- أين أنت محفوظ.
- ماذا تريد يا أبوأحمد، أنا مشغول، سأكلمك لاحقاً.
- مشغول، أين أنت؟ نحن نبحث عنك !
- أنا في الحمام.
- أي حمام !
- الذي دخلته.
- إذاً اخرج ألم تسمع طارق يصرخ الغداء جاهز !
- وإذا به يخرج من إحدى الحمامات.
- كيف !! ألم نفتح الأبواب.
- أبوأحمد أنا فتحت هذا الباب بنفسي.
- ربما السحر فقط في هذا الحمام.
- لماذا لاترد عندما صرخ طارق !
- أنا أعرف الأحترام، لذلك عيب أن تتكلم في دورة المياه.
- والله أمرك غريب يامحفوظ، إلي السيارة شباب.
سارت السيارة من جديد إلي سيئون.
- ألم أقل لك يا أبوأحمد إن الطريق جبلي.
- صدقت نعيم، يجب أن أتوخى الحذر، بالكاد أوازن السيارة.
- شباب، الهدوء، أبوأحمد في موقف حرج، إن الطريق ضيق وجبيلي.
- لن نتكلم يانعيم.
فهمس طارق في أذن محفوظ
- والله أني قلقت من اجلك.
- لماذا ياطارق.
- أنا شككت بعدما صرخت طاغور بقوة.
- لماذا ؟
- لأن كلمة طاغور تشبه أسماء الجن، فضننت إن جني دخل جسدك.
- لاتقل هذا ياطارق، هي تهيئات.
- ربما أنا مخطئ، لكن لا أعرف لماذا أنا لم أحب هذا الأسم.. طاغور!
وكان محفوظ يضع يده على كتف طارق، وإذا بصرصور كبير
يخرج من فاكهة البابايا الموجودة وتسلق حتى دخل
قميص محفوظ من خلف رقبته حتى ظهره !!
- طارق !!
- ماذا بك !!
- أعتقد إنك محق !!
- بماذا ؟
- طاغور!
- ماذا به ؟
- دخل فيني !!
- شباب أرجوكم هدوء أبوأحمد يحاول أن يوازن السيارة، الوضع حساس .
فـمد محفوظ يده وأمسك برقبة نعيم الذي يجلس بجواري.
- نعيم ! نعيم !
- أهدئ محفوظ، ألا يكفي مافعلت بنا قبل قليل.
- إنه يتحرك فيني !
- ماهوالذي يتحرك ؟
- إنه بداخل جسمي !
- نعيم !
- ماذا تريد طارق، أسكت محفوظ، مابه يتأته كالمخبول.
- والله أنا كنت أشك بالأمر، لكن الأن أنا متأكد، طاغور
جني وقد دخل جسد محفوظ عندما كان بالحمام، بسرعة
أقرأ عليه القرآن يانعيم ! بسرعة !
- شباب حرام عليكم، أنا في مأزق، الطريق ضيق جداً
والأرتفاع في أزدياد فلربما دخلنا الطريق الخطأ.
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
فبدأ محفوظ الصراخ إلي درجة الجنون، يترنح يمينا وشمالاً
وأصبحت السيارة تهتز لحركته ولصراخه.
- إنه بداخلي !! سأموت !! أبو أحمد أرجوك ساعدني !!
- نعيم تصرف.
- ماذا أفعل!.. محفوظ أرجوك أهدأ !!
- إنه يتحرك !
- وما الذي يتحرك ؟
- لا أعرف، ولكن أرجله كالمنشار!
- لا أعرف ماحدث له، هل هو جني !
- السيارة ستسقط بنا في الوادي، أرجوك نعيم لايوجد مكان نقف فيه.
- سأذهب للخلف وأعالج المشكلة.
محفوظ مازال يصرخ من الخوف، فجلس نعيم على ركبتي محفوظ وجهاً لوجه.
- أهدأ محفوظ أهدأ .. قل ماذا يؤلمك أهدأ.
- إنه بداخلي يتحرك في ظهري.. فوق.. لا لا تحت!
- ماهو ؟! هل أنت مجنون.
فدفعه بيديه بقوة إلي الخلف !! حتى كاد ينكسر المقعد .. ثم !
- لا يتحرك !! أعتقد إنه مات، أشكرك نعيم، إنه لايتحرك ! الحمد لله.
محفوظ يحتضن نعيم ويقبله بعنف.
- يكفي يكفي .. ماهذا الذي لايتحرك !
- الذي دخل ظهري.
- وماهو.. جني؟
- أعتقد حشرة دخلت ظهري وأنا في الحمام.
- والله أنت ..ههههه، هههههه.
- أنتم في وادي وأنا في وادي، أنا سأموت من الخوف
من الأرتفاع ومحفوظ يقول حشرة دخلت ظهره.
- هل أنتهت الأزمة أبوأحمد.
- باقي القليل، ولكن لماذا الدنيا ظلام ونحن في النهار !
- ربما من الغيوم.
- ربما.
دخلنا أول العصر حتى أصبحنا في طريق صحراوي مستوي .
- أعتقد شباب إننا بدأنا الطريق الصحراوي، والذي سيأخذنا
إلي شبام، تأكد نعيم هل التالية مدينة شبام الأسطورة.
- أسطورة ! ماذا تقصد أبوأحمد.
- طارق، أنت اليوم أكبر محظوظ في هذا الكون !
- أنا !
- وأنا أبوأحمد ؟
- وأنت كذلك يامحفوظ ونعيم وأنا، كلنا محظوظين.
- ولماذا ؟
- لأننا سنرى شبام العظيمة كما في قصص الف ليلة وليلة.
- كل هذا في شبام ! .. وماهي شبام الأسطورة ؟
- أعزائي هي منهاتن الصحراء، فهل سمعتم عن منهاتن نيويورك ؟
- نيويورك سمعنا عنها أما منهاتن فلا.
- أنا شاهدت برنامجاً عنها.
- ماذا تعرف عنها ياطارق ؟
- منهاتن نيويورك هي التي بها ناطحات السحاب المشهورة،
وهي جزيرة أمام نيويورك، ويربطها بنيويورك جسر كبير.
- أحسنت طارق، تخيلوا شباب في وسط الصحراء
ناطحات سحاب مبنية من الطين الأحمر ويصل بعضها إلي علو عشرة طوابق!
- معقول !!
- نعم محفوظ، هذه هي المعجزة لأهالي شبام حضرموت.
- وكيف بنوها ؟
- سنرى بعيوننا شبام العظيمة، التي عرفت بالزرافة والحسناء،
وحتى الأمريكان والغربيون لايأتون إلي اليمن إلا من
أجل رؤية هذه العمائر.
- سبحان الله.
- ستشهق أنفسكم عند رؤيتها، سنحاول ان نكون في طريق
الجبل حتى نأخذ لها صورة من أعلى ثم ننزل إليها.
- بسرعة أبوأحمد، أريد رؤية هذه العمائر، سؤال شباب هل
عندهم مطاعم أقصد وقت العشاء سنكون عندهم أو لا !
- العشاء !!
فنظر الجميع إلي محفوظ بالتعجب، فأنزل رأسه خجلاً.
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- أنظروا لوحة زرقاء، منذ فترة لم نرى لوحة في الطريق.
- إنها تبدوا مثل اللوحات التي عندنا بالسعودية.
- صدقت نعيم.
- ماهذا !
- ماذا أبوأحمد.
- سأتوقف لنتأكد بنفسي، هل أنا أعمى ! هل تصدقون ما أرى !
- ماذا أبوأحمد !
- أنظروا في الأعلى اليمن، وإلي اليمين ميتن ! والشمال تسونات !
- ماذا تعني ! لم أفهم شئ .
- طارق نحن باليمن، كيف نذهب إلي اليمن.
- وميتن ماذا بها ؟
- ميتن ليست في اليمين، إنها في مكان ما باليمن.
- إذاً ؟
- هذه الخريطة من عمل المخربين الذين يحاولون أخافتنا.
- تقصد شبام أمامنا.
- نعم، سنواصل، ولن تهمنا أي لوحة.
فواصلنا المسير، حتى أبتعدنا عن اللوحة بمسافة بعيدة.
- أنظروا شباب للخلف، هل تجدون اللوحة، تعرفون ليس لدي مرآة.
- صدقت أبوأحمد، لاتوجد لوحة، كانت من السحر.
- أبوأحمد أنظر يوجد رجل واقف مكانها وينظر لنا.
- بسم الله الرحمن الرحيم والله أنا أراه.
- أقرأ المعوذات طارق، أعتقد شبام ليست بعيدة عنا، فقط
هذا المعطف الطويل ثم سنراها في الأفق، أنظروا الجبال بدأت تظهر.
- ماشاء الله أبوأحمد، أنا أرى النخيل، أنظر هناك.
- الحمد لله إننا وصلنا في قبل المساء.
- الحمد لله ، سنرى الناطحات.
- ستراها محفوظ، أعتقد إننا سنصعد الجبل الذي أمامنا.
وإذا بنا بدأنا صعود الجبل.
- هذا بداية الطريق الجبلي، أعتقد في آخره سنرى الناطحات.
- الحمد لله على السلامة شباب.
- وأنت يانعيم الحمد لله على سلامتك.
- شكراً محفوظ.
- الجو عليل هنا.
- سأفتح النوافذ.
- لم يتركوا أثراً للمرايا الجانبية، أنظر أبو أحمد، حتى القاعدة كسرت.
- وكأنها بمطرقة.
- ولكن كيف لم نراهم.
- هل تتذكر، كان الغبار يملأ المكان، صحيح أو أنا مخطئ.
- أنسى الأن، دعنا نستمتع بهذه المنطقة الجميلة، أعتقد إنها الأجمل.
- تقصد على مستوى حضرموت.
وبعد قليل، أتى سرب من الجراد الكبير ودخل السيارة.
- ما أكثر هذا الجراد ! أغلق النافذة نعيم.
- ماشاء الله إنه كبير جداً.
- والله لو يأتي عندنا بالشرقية لباعوه بالسوق وأكلوه.
- الله أكبر أنظروا شباب، إنها منهاتن الصحراء.
- طارق طارق، أنظر !
- يالله أبوأحمد، حرام عليكم، كيف يحصل هذا في الصحراء.
- هل تصدقون شباب، نحن في جنوب الربع الخالي.
- محفوظ، هل ترى !
- نعيم كيف بنوا عمائر من الطين، سبحان الله، هل يسكنون هذه العمائر؟
- صحيح أبوأحمد، تتوقع كيف يصعدون إلي الأدوار
العليا، لا أعتقد إنه عندهم مصاعد كهربائية.
- هههه، شباب هذه العمائر قديمة وبنيت من الطين
والحصى والخشب، إنهم يتحدون كل مهندس العالم، هل
تصدقون لايوجد مبنى طيني بهذا الأرتفاع في
كل دول العالم، إنه معجزة من صنع الإنسان.
- توقف هنا أبو أحمد إنه أجمل مكان لأخذ الصورة.
- بسرعة طارق، شباب سنقف هنا لمدة خمس دقائق، أنظروا
هناك ناس غيرنا يصورون، أعتقد إنهم سواح وأجانب.
- شباب، إنهم يصورون بكاميرات ضخمة جداً !
- نعيم أنظر وكأنهم ينظرون لكسوف الشمس.
- صدقت طارق.
-
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- في الحقيقة هذا الأنجاز يستحق التأمل، إنها ليست مجرد صورة.
- شباب، بسرعة نريد أن ننزل إلي الأسفل.
تحركنا للأسفل، وكلما أقتربنا من الساحة الكبيرة أمام
البوابة الجنوبية، كلما أزاددت صفوف الأجانب والغربيين.
- سبحان الله، توجد هذه في اليمن ولم يخبرنا عنها أحد.
- من تقصد يخبرنا ياطارق ؟
- أقصد المكاتب السياحية، والله إنهم مقصرين في حق هذه البلاد العجيبة.
- إذا رأيت الباقي ماذا ستفعل ياطارق، اليمن كنز من الآثار.
- والله صدقت أبوأحمد، كل قرية ومدينة تحمل أثار وتحف وطبيعة.
- مارأيكم شباب نوقف السيارة هنا ونسير على أقدامنا.
- فكرة جيدة أبوأحمد، وخاصة إن اللاندكروزر مشهور في اليمن، أنظر ما أكثر سيارات الجيب.
أقفلنا السيارة ومشينا على أقدامنا.
- نعيم أنظر ما أكثر السيارات العمانية والسعودية.
- أبوأحمد !
- نعم محفوظ.
- ما أكثر هذه الباصات، كل هؤلاء أجانب ؟
- نعم محفوظ.
- لكن لم نراهم في الطريق.
- أعتقد إنهم يأتون بالطائرة من سيئون، أو البري من شبوة.
- منذ مدة لم نرى زحمة .
- ماشاء الله، هنا الكثير من المرشدين السياحيين، سوف أسأل أحدهم.
- عن ماذا ستسأله أبوأحمد؟
- بعض المعلومات عن شبام.
- هذا أعتقد بدون زبائن، هل أناديه.
- ياليت ياطارق.
- لو سمحت ؟
- أنتم عرب ؟
- نعم، لو سمحت نحتاجك.
- السلام عليكم.
- وعليك السلام، كيف حالك أخي.
- الحمد لله.
- ماشاء الله هذه الأعجوبة أذهلتنا، هل تساعدنا،
نحتاج معرفة بعض المعلومات عن شبام.
- لكن لن آخذ عليكم أي عمولة، فأنتم عرب مثلي.
- نشكرك.
- أسمعوا إخواني، شبام هذه سميت بأسم شبام بن حضرموت، وهي
مسجلة في قائمة مدن التراث العالمي التابع لمنظمة اليونيسكو
وأخيراً حصولها على جائزة الأغاخان في العمارة الدولية في
العاصمة الماليزية كوالالمبور، وأقدم مبنى في شبام التي بيت
جرهوم وعمره أكثر من 750 سنة والذي بناه أبن مهدي عام 1221م.
- أخي أرى صوراً لمسجد أبيض يبيعها الصبية اليمانيين، هل هذا بالداخل ومن بناه ؟
- سؤال جيد أبوأحمد.
- أشكرك طارق.
- المسجد بناه الحضارمة بأمر من الخليفة هارون الرشيد الخليفة العباسي.
- ماشاء الله، إنه قديم.
- وكيف يتم البناء بهذا الأرتفاع وبالوسائل البدائية !
- أخي الشعب الحضرمي معروف بالقوة والنشاط والحيوية، وإنهم
ملكوا الصحراء وعمروها بعكس باقي العرب من الخليج إلي
موريتانيا، مثلاً لوذهبت إلي أي مدينة صحراوية وأقصد
في الماضي سترى الخيام فقط وبعض المباني العادية أو مسجد.
- تفضل أخي أكمل أنا معك.
- أعذروني دقيقة وأذهب، الأستاذ رئيسنا يلمح لي إن عنده مجموعة سياح.
- أسف أخي تفضل أعطينا مالديك من معلومات.
- مدينة شبام لها بوابة واحدة فقط تقع على الخط الرئيسي من الجهة
الجنوبية يقالأنها كانت قديماً تقفل ليلاً وتفتح صباحاً كغيرها من
المدن الإسلامية هذه البوابةالتي تتكون من جزئين بوابة كبيرة
كانت تستخدم لدخول الجمال والقوافل التي كانتمحملة بالبضائع
من تمور وبخور ولبان وغيرها واليوم تستخدم لمرور السيارات
وجزء آخرعلى جانب البوابة الكبيرة عبارة عن مدخل صغير
كان يستخدم للجنائز ومرور النساءوالبوابة تفضي إلى ساحة
كبيرة تسمى ساحة القصر علماً أن للمدينة ثلاث ساحات أخرى
وهي ساحة القصر وسميت بهذا الاسم نسبة إلى مقر السلاطين
الكثيرين والقعيطيينالذين توالوا على الحكم في المدينة حتى
عام 1967م ، أما الساحات الأخرى هي ساحةالجامع ، وساحة با ذيب.
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
يسلمووو ع هالمعلومات
بصراحة ما كنت اتوقع ان لليمن هذه الاهمية التاريخية والاثار
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
فوضعت في يده عشرة دولارات.
- نعم تفضل أخي.
- ماهو تكوين المبنى، أقصد محتواه تفصيلاً.
- أخي الدورين الأرضي والأول لايستعملان للسكن، ففي
الأرضي غرفة صغيرة تفتح على الشارع تسمى (الضيقة)
وتستخدم كدكان. ويوجد في هذا الدور ممر صغير يؤدي إلى
سلم يرتكز على عمود يشكل دعامة المبنى الأساسية ويسمى
(عروس البيت)، ويؤدى السلم إلى الأدوار العليا من المنزل.
ويُبنى (العروس) في الغالب من الطين الذي يجصص بالرماد
لتقويته؛ وهو يمتد على طول ارتفاع المنزل وتبلغ مساحته في
المسقط نحو ثلاثة أمتار مربعة. وتستخدم بقية المواقع في الدور
الأرضي والأول كمخازن، ويخصص في الدور الأرضي
مكان لمبيت المواشي.
- توضيح جداً جميل أكمل أخي.- من الدور الثالث إلي مايليه،هي
المخصصة للرجال واستقبال ضيوفهم واحتضان أنشطتهم الاجتماعية.
وتتميز الغرف في هذه الأدوار باحتوائها على زخارف ونقوش
بديعة، وأعمدة خشبية رشيقة تنتصب في الوسط
- والله أنتم قمة في التنظيم الإجتماعي، أكمل حبيبي.
- تم تأتي الأدوار المخصصة للنساء وتسمى (المراوح)، وصُممت
بحيث تسمح للنساء بالانتقال إلى منازل الجيران عبر جسور ممتدة بين
المباني كما تسمح للرجال، في أوقات الحروب، بالتنقل من
مبنى إلى آخر دون الاضطرار للنزول إلى الشارع.
- ممكن أضيف كلمة أبوأحمد.
- تفضل محفوظ.
- النساء عندنا كل واحدة في غرفة ولانسلم من مشاكلهن، وأنتم
وضعتم الجسور بين العمائر، الله يساعدكم لو عندكم جارتنا أم عبدالله.
- نعم أخي ! من هي أم عبدالله.
- جارتنا بالخبر، أمي ماتلاقي وقت للنوم، لأنها كأنها المراوح ، ذهاب وأياب.
- ههههه، هههههه. صدقت كأنها مراوح، لهذا سميناها مراوح.
- هههههه، والله حكيم يامحفوظ، أنا قلت لكم شباب في طاقة
مدفونة في محفوظ لانراها إلا في الشدائد.
- أستاذ عندي سؤال.
- أنتهى محفوظ، الرجل يريد أن يذهب.
- فقط سؤال.
- تفضل أخي.
- أين يقع المطبخ.
محفوظ يضع أصبعه على رأسه مشيراً إلي فطنة سؤاله.
- المطابخ ! تقصد مكان الطبيخ.
- نعم.
- تصدق ! لم أسأل المعلم السياحي هذا السؤال، ولم يسألني
أحد من الأجانب عن المطبخ.. صحيح أين المطبخ.
- ههههههه، ههههههه، أحسنت محفوظ، أتحفت الرجل.
- طيب إخواني أنا أستأذن.
- ممكن ننام في احدى هذه العمائر، اقصد قابلة للإيجار.
- أعتقد يمكنكم ذلك، أذهبوا إلي الساحة الوسطى عند المسجد
وأسألوا أبوصالح صاحب البقالة، أعتقد سيفيدكم، أستأذن.
- نشكرك أخي.
- شباب، مارأيكم أن نأخذ جولة بين العمائر.
- نعم الرأي نعيم، يالله شباب.
بين العمائر الجميلة، أستعمر أنوفنا عبق الطين الذي خلط بنسيم الماضي
وإرث الأجداد.. جدران شاهقة الإرتفاع أتعبت رقابنا لنتأملها، وقممها
المكسوة باللون الأبيض أدهشتنا حتى لاحت للناظر من بعيد
وكأنها كعكة رشت بدقيق السكر.
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
مباني شبه متلاصقة أخفت عن ناظرنا الشمس. أزقة ضيقة وحواري
طويلة، إننا في عالم قديم بأسلوب جديد، سبحان الله حيث علم الإنسان مالم يعلم.
- لوسمحت.
- تفضل أستاذ هل من خدمة.
- مساء الخير.
- مساء النور.
- لوسمحت، قبل أن يحين الليل، هل نجد سكناً في هذه العمائر ؟
- ممكن، كم عددكم ؟
- نحن أربعة فقط.
- أتبعوني.
سرنا خلفه، فدخل بنا من دهليز إلي آخر، ومن عمارة
إلي أخرى، حتى وقفنا أمام عمارة مكونة من ثمانية أدوار.
- أخ ماهو أرتفاع أعلى عمارة هنا في شبام ؟
- أعلى عمارة هو ستة عشر دور.
- ماشاء الله، تقريباً بأرتفاع خمسين متر، صح نعيم.
- أعتقد ياطارق، فالدور تقريباً ثلاثة أمتار.
- ممكن تدخلوا شباب كي تنظروا السكن.
- تفضل أنت أولاً.
كان محفوظ أخر من دخل، وكانت عيناه للخلف أي بإتجاه الحارة !
- ماذا بك يامحفوظ.
- شئ غريب أبوأحمد !
- وما الغريب .. أدخل محفوظ سنتأخر، نريد أن نصلي المغرب ونتعشى.
فدخل محفوظ وأختبأ خلف طارق.
- والله أبوأحمد كأني رأيت العجوز نفسها التي في سوق عدن.
- أي عجوز ؟
- العجوز المخيفة التي ضربها ولدها بائع التبغ.
- وأين هي ؟!
- كانت تنظر لي من بعيد ثم ذهبت ودخلت تلك الحارة.
- ربما أنت مشتبه.
فهمس طارق في أذن محفوظ.
- محفوظ !
- نعم طارق.
- عندي خبر يسرك.
- وماهو.
- أنا ألتقطت صورة للحارة، أعتقد العجوزالتي تمشي ببطئ موجودة بها.
- تتكلم بجـ..ـد !!
- لحظة أرجع الصور للخلف ونراها.
- نعم، والله إنها هي، أنظر أبو أحمد إنها العجوز الساحرة.
وما إن سمع الشاب اليمني الذي يصعد السلم الطيني كلمة
الساحرة حتى توقف ووجه انظاره إلينا بصمت !!! فسألته :
- نعم ماذا حدث ؟!
- لا.. لاشئ.. فقط أتبعوني، باقي دورين حتى نصل إلي غرف التأجير.
وإخيراً وصلنا إلي الغرفة طينية، إنها كبيرة وموحشة وغير
مريحة، ورائحة الشعر المحروق النتن تنبعث منها.
- هل عندك غيرك هذه الغرفة.
- فقط هذه المعروضة للإجار.
- بكم ؟
- بمئة دولار لليلة.
- كثير !!
- إنه سعر سياحي.
- وأين الحمامات ؟
- في أخر الدهليز، أمام المراوح.
- هل هي المراوح التي تصل بين المباني كالجسر ؟
- نعم.
- أشكرك.
قبل ان ينصرف الشاب ويقفل الباب، رمقنا بنظرة ثم ذهب.
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- أبوأحمد.
- ماذا عندك نعيم.
- أنا لم أرتاح لهذا الشاب، إنه غريب الأطوار.
- وأنا مثلك.
- ماهذا، غرفة بمئة دولار وليس بها إلا أربعة وسائد وبساط.
طارق ينظر من خلال ثـقب بالباب.
- حتى الباب من النوعية الرديئة، أنظروا إنه به ثقوب كثيرة.
فأرتفع صوت آذان المغرب بالمنطقة.
- شباب، حي على الصلاة نريد أن نصلي.
- أحسنت نعيم، نريد أن نصل ثم نرتاح.
- والعشاء.
- لن ننسى العشاء يامحفوظ، بعد ساعة سننزل الساحة لنتعشى.
- أبوأحمد !! ماهو برنامج الغد؟
- نعم هذا هو السؤال المهم، إن شاء الله في الصباح نأخذ
جولة ثم نتوجه إلي سيئون.
بعد أن أدينا الصلاة أخذنا جولة بوسط الميدان العام
بشبام، ثم أكلنا وجبة العشاء ورجعنا إلي العمارة التي استأجرنا بها.
- أبوأحمد، هل هذا طبيعي.
- كان عندي نفس السؤال يانعيم، لماذا الإنارة بكل العمائر ماعدا عمارتنا.
- كأن شخص يراقبنا في الخلف !
- هل رأيت أحداً يا محفوظ أم أنت خائف.
- صدقني رايت شخصا ًيلاحقنا من السوق.
- صحيح أبوأحمد، أنظر لباقي العمائر، الحركة بها
مستمرة، أما عمارتنا كالمهجورة، أنظروا حتى الساحة
التي أمامها بدون أنارة.
- صدقت طارق، لأننا أستأجرنا الغرفة في النهار، ولم نكن نعلم بهذا.
- أوكي أبوأحمد، هذا غير معقول، العمارة فارغة وهادئة.
- ماذا تقصد ياطارق.
- أقصد إنها مهجورة ولايوجد مستأجرين غيرنا.
- لندخل ببسم الله ونتعوذ من الشيطان الرجيم، الأن لايمكننا
أن نفعل شئ سوى الدخول والنوم إلي أن يحين الصباح.
- كلام أبوأحمد صحيح، هل سننام بالشارع، الساعة
الأن الحادية عشر والنصف، أي قرب منتصف الليل.
- قولوا بسم الله ، أنتم رجال.
فتحرك محفوظ بسرعة ودخل بيننا، فصعدنا السلم الطيني
ونحن ننظر للأعلى وإذا بنا نسمع صوت رمي حجر من الأعلى مروراً بنا.
- ماهذا !!
- نعم طارق !
- هل رأيتم الحجر !!
- نعيم، أجعل محفوظ في الوسط، إنه يرتجف من الخوف.
- صدقت أبوأحمد، والله لا أقدر أن أرفع رجلي من الخوف.
- أنظروا إلي الأعلى شباب، هناك من ينظر إلينا !! إنها إمرأة.
- أين طارق !
- إنها هناك في الأعلى ! أنظروا لشعرها الطويل.
- هل رأيتها يامحفوظ ؟
- نعم !! والله سأموت !! دعونا ننام بالشارع !
- لماذا توقفتم أتبعوني، باقي دورين ونصل إلي غرفتنا.
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- كم باقي كي نصل ؟
- نعيم ! فقط دورين ونصل، غرفتنا بالدور السادس.
الحجر مازال يتساقط حتى وصلنا إلي الدور المطلوب.
- أبوأحمد !! هل انت متأكد إن هذا هو الدور الذي نسكن فيه ؟
- لا أصدق ما أرى، نعيم أنت ترتجف !!
- أبو أحمد ! الخوف لايعرف كبير أو صغير، صدقني أحس بالبرد !
وإذا بالمفاجأة التي صرعتنا !!
ونحن على عتبات السلم المظلم نريد أن نمشي في الدهليز إلي غرفتنا !!
بسم الله !! إنها عجوز محدودبة الظهر، تمشي
بسرعة غريبة وبعض الماعز تمشي خلفها !!
- بسم الله الرحمن الرحيم !! كيـ..ف !! غنـ..ـم بالدو..ور السادس !!
- قلت لكم شباب دعونا ننزل إلي الشارع، النوم في الساحة أفضل من هنا!
- كلامـ..ك صحيح محـ..حـ..فـوظ !! حتى أنا سأمـ..وت !!
أحس إن بطني يخرج أصواتاً !! دعونا نرجع إلي السلم !!
بسرعة بسرعة !!!
عدنا للخلف إلي مدخل السلالم وإذا بـباب السلالم قد أختفى !!!
- أين الباب !؟
- لا أعرف ياطارق !! والله مصيبة لم أرى مثلها !!
- ما العمـ..ـل الأن أبوأحمد ؟
- نعيم هل غرفتنا بأتجاه اليمين أو الشمال ! أنا من الخوف فقدت ذاكرتي.
- أعتقد من اليمين.
فجأة !! أنفتح الباب الذي أمامنا بهدوء !
نحن نراقب من سيخرج !!
وإذا بشاب أعرج مجعد الشعر يمشى بعصاه نحونا !!
فسقطت قلوبنا في الأرض.
- ماذا يريد منا ؟! سأمـ..وووت شباب !! قلبي توقف !
فسقط محفوظ بين أيدينا فاقداً الوعي !!
ولحظات وإذا بالصبي الأعرج واقف أمامنا
ونحن متلاصقين كـكـومة القش ! فقال بصوت مبحـوح !!
- غرفتكم هنا في هذا الأتجاه .
الصبي يركض بعصاه إلي الأتجاه الأخر !!
- بسم الله الرحمن الرحيم ! هذا أنس أو جن !
- هذا لايهم الأن ياطارق !! نحن عالقين هنا وليس لنا إلا أن نتبع ماقال.
- تقصد أن نذهب إلي أتجاه اليمين !
- نعم، وهل عندك حل غير هذا !
- ونعيم ماذا نفعل به، إنه ثقيل !!
- هذا هو الحل الأن.
- كلام أبوأحمد صحيح، لنسحب محفوظ حتى غرفتنا.
سحبنا محفوظ من يديه حتى وصلنا عند باب يشبه باب غرفتنا.
- هل هذه غرفتنا ؟
- طارق !! أخرج المفتاح من بنطلوني وأفتح الباب.
فإذا بمحفوظ يتحرك وكأنه يستيقظ من غشوته، فوقف بيننا يسأل.
- ماذا حدث ؟ شباب !! أين نحن !!
- الحمد لله محفوظ وصلنا إلي غرفتنا، سندخل الأن.
- الحمد لله.
- بسرعة ياطارق !! أفتح الباب !
- أنا أحاول ! المفتاح يدور، لكن الباب لايستجيب !
- حاول بسرعة.
ومن بعيد !! لاح شبح العجوز صاحبة الماعز! وهي قادمة نحونا !
- بسرعة طارق!! الله يخليك العجوز قادمة !
- بسـ.ـرعة طـ..ـارررق ! أقتربـ..ت أقتربـت !!
فأنفتح الباب !!
- أدخلوا !! أدخلوا !! بسررررررررررعة !!
دخلنا جميعنا كالبرق !! ودفعنا الباب بظهورنا حتى أنغلق بقوة !
ثواني .. وإذا بصوت الماعز خلف الباب!!
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- بسم الله الرحمن الرحيم، كل واحد يقرأ المعوذات بسرعة !!
- محفوظ أذكر الله !
- أنا سأمـ..وووت من البـ..بـرررد.. هل نحن في الشتاء ؟
- هذا الخوف اللي يقطع الجوف.
- طارق! هل هذا وقت مزاح، نحن في ورطة الأن.
- لنتصل بالشرطة ؟
- نحن لانعرف رقم شرطة اليمن حتى نتصل بهم.
- مارأيكم أن نتصل بشاهين.
- نعيم ! هل تعتقد شاهين سيساعدنا.
- على الأقل سنعرف رقم الشرطة.
فأتصلت بشاهين، لكن لامجيب.
- الحل عندي !
- محفوظ !! عندك حل !
- من النافذة.
- كيف ؟
- نطلب المساعدة من النافذة.
- صدقت محفوظ، هذا أفضل حل.
ففتحنا النافذة وصرخنا باعلى صوتنا، لكن لا مجيب.
فأستلقينا على الأرض من التعب والخوف وسبحنا في بحر النوم.
- شباب !! أجلسوا الساعة الأن السادسة ولم نصل الصبح.
- يالله ! أخخ.. ماذا تقول نعيم !! السادسة، إذا طلع نور الصباح !
- نعم.
- بسرعة شباب !! بسرعة ! لنصلي ونهرب من هذه العمارة المرعبة.
- محفوظ !! محفوظ !! سنذهب إلي سيئوووون !
أدينا الصلاة على عجل وخرجنا من العمارة مهرولين، حتى أصبحنا في الحارة.
- لعنك الله من عمارة شؤم.
- والله أنا أول نظرة لم أرتاح لهذه العمارة.
- وأنا مثلك ياطارق.
- بسرعة شباب، دعونا نعود للسيارة ونخرج من شبام.
- أبو أحمد ! أنت قلت سنأخذ جولة في شبام.
- لانريد ياطارق.. إنها مليئة بالسحرة والشياطين.
- والفطووور، نحن لم نفطر إلي الأن..
كيف سنذهب إلي سيئون وبطوننا فارغة من الأكل.
- محفوظ، ربما نجد بقالة أو مطعم على الطريق.
- هكذا أنا موافق.
- إذا بسرعة دعونا نذهب.
وما إن تحركنا خطوات.. طارق يصرخ بقوة .
- شباب أنظروا !!
قطيع من الماعز يخرج من العمارة التي كنا بها ويهرول بأتجاه الحارة.
- بسم الله الرحمن الرحيم، ماهذا طارق !! صور صور !!
- لا أعرف أبوأحمد.. هل تتوقعوا العجوز خلف الماعز ؟
- ربما.
- إذاً بسرررررعـ..ـة شباب إلي السياررررة !!
فبدأ سباق المراثون إلي السيارة ! وتحركنا مسرعين إلي سيئون.
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
بعد أربعين دقيقة ومازلنا في الطريق.
- كم باقي لنا ونصل أبوأحمد ؟
- أعتقد باقي القليل ونصل.
- لم نأكل يا أبوأحمد، أنت قلت إننا سنأكل في الطريق.
- الأن السابعة والنصف، أشهدوا شباب هذا وعد مني لمحفوظ.
- وماهو ؟
- أنك ستكون في أحدى مطاعم سيئون قبل الثامنة إلا ربع.
- كيف !! بعد ربع ساعة نصل سيئون !
- أنا لم أقل صباحاً أو مساءً.
- هههههه، ههههه.
- ماشاء الله أنظروا لهذا الجبل العظيم.
- كأنه قلعه فوق جبل.
- ماشاء الله سبحان الخالق.
- تخيل نعيم كيف أصبح هذا الجبل بهذا الشكل.
- أتوقع سيئون جميلة جداً، النخيل في كل مكان.
- النخيل تحيط بنا ! أنا كنت أتوقع أكثر النخيل عندنا فقط.
- أرض الله واسعة ياطارق، ويؤتي فضله من يشاء
بغير حساب، لكن نحن لانعرف هذه البلدان.
- صدقت نعيم، ياليت نسافر ولانتوقف حتى نصل منغوليا.
- منغوليا !
- نعم أبوأحمد، هذا البلد لم أرى عند أي برنامج في
أي قناة ولا مجلة تكلمت عنه ولا أي كاتب تحدث عنه.
- هل تريدون أن نتحدث عن منغوليا شباب ؟
- بإختصار لوسمحت.
- إن شاء الله حبيبي محفوظ.
- تكلم إلي أن نصل سيئون.
- أحمم. منغوليا شباب دولة محشورة بين روسيا في شمالها
والصين من الجنوب، وعاصمتها أولان باتور، وترتبط العاصمة
بالصين وروسيا بسكة قطار قديم لكن سريع، وأعتقد لديهم
رحلة واحدة اسبوعياً.
- دولة والرحلة واحدة اسبوعياً !
- نعم طارق.
- ألا يوجد لديهم طيران.
- يوجد طيران منغولي، ورحلاته فقط إلي طوكيو وموسكوا وبكين.
- أوكي أكمل أبوأحمد.
- ماذا قلنا أسم عاصمتها محفوظ ؟
- سهل، على وزن الفول السوداني.
- كيف ؟
- بينات باتور، أولان باتور.
- هههههه، ههههه، والله حلوة منك يامحفوظ، كل شئ
تربطه بالأكل، أنت عظيم يامحفوظ.
- أشكرك نعيم، أنا أقدس الأكل، لأنه يستحق التقديس، أكمل أبوأحمد.
- عاصمتها كما قال محفوظ أولان باتور، أبرد عاصمة في العالم، حيث تصل درجة الحرارة الي خمسين تحت الصفر.
- واوووو !! بجد أبوأحمد. صاروا مثل الدجاج المجمد.
- هههههه،ههههه. أرجوك محفوظ، صدقني إذ أستمريت هكذا سأموت.
- طارق، إذا توفيت أنت سنصبح ثلاثة، إذاً سيصبح فطورك
القادم في سيئون وإن شاء الله يكون كبدة في بطني مع خبز الملوح.
- ههههه،ههههه أرجوك محفوظ والله سأرمي نفسي من النافذة هههه،ههه.
- أكلم طارق أو لا.
- أكمل أبو أحمد.. ههه! هه!
- أولان باتور موطن جنكيز خان المشهور، ومعروفة
منغوليا بالمتاحف والأثار القديمة لعظماء المغول.
- لحظة أبوأحمد سؤال.
- تفضل محفوظ.
- هل صحيح إن جنكيزخان يحب الأكل وله بطن مثل بطني ؟
- ههههه، هههه، محفوظ ماذا بك، هل شربت شئ لانعلم به في شبام.
- يمكن شرب من حليب ماعز الساحرة.
- أرجوك أبو أحمد، إذا لم يتوقف محفوظ سوف..
- الحياة في أولان باتور رخيصة جداً وأسعارالفنادق شئ لايصدق،
فالأقامة لمدة خمسة أيام بمائتين دولار، وأهم معلومة
إن الشعب المنغولي يشرب حليب الحصان وقت الأفطار.
- حليب الأفطار !! يخخ.
- لا أصدق !! محفوظ يقول يخخ.
- طارق ! أسمع ماذا يقول أبوأحمد هم يشربون حليب حصان !
- وهل جربت حليب الحصان كي تقول يخخ !
- لا !
الكل لايتكلم، وبعد دقيقة نطق محفوظ.
- أبوأحمد !
- نعم.
- هل في اليمن أحصنة ؟
- نعم.
- وهل تبيع مطاعم سيئون حليب الحصان؟
- ههههه، هههههه، ههه ، والله كنا ننتظر أن تقولها ههههه،هه !
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
اللهم صلي على محمد وال محمد
اللهم صلي على محمد وال محمد
اللهم صلي على محمد وال محمد
مو قلت العين اقوى من السحر خفت تجيك عيني مني <<تطمن مو حارة عيني
بصراحه قمة الابداع
وماتوقعت تكون اليمن بهالجمال الموصوف هنا
عوافي عليك ع القصه والافكار اللي عندك
وموفق دنيا واخرة
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
السلام عليكم ورحمة الله
إخوتي الأعضاء والقراء الكرام
إنه ليشرفني أن أعود بقلمي وأكشف عن باقي أوراقي
وتحية قلبية إلي الجميع
أخوكم أبو أحمد
المرشد الدولي
------
--
-
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- أعتقد هنا بداية سيئون.
- صدقت نعيم، أنظروا شباب كثرة الباصات السياحية، أغلبهم أجانب.
- واوو، لم أتوقع إن الأجانب بهذه الكثرة، إنهم في كل مكان.
- طارق، الأجانب يثمنون قيمة الأثار، ودائماً يبحثون
عن الحضارات القديمة، وخاصة حضارات الصحراء.
- الصحراء !
- نعم، فكثير من الممالك قد دفنت هنا ومذكورة
عندهم في الأنجيل كما ذكرت عندنا في القرآن.
- تقصد مثلاً أحداث عاد وثمود.
- نعم، فمعظم قصص الأنبياء متشابهة التفاصيل في الكتب السماوية.
- ماشاء الله.
- تصدقون شباب، حتى أدق التفاصيل ذكرت... مثلاً لحظة
الأمر من السماء لنبي الله موسى عليه السلام لرفع
نعاله عند دخول الوادي المقدس طوى، فقد جاء الأمر
بنفس الصيغة، لكن بلغة مختلفة.
- هانحن في سيئون.
- والله لا أصدق عيوني، ماهذه الطبيعة، أنا في حلم أو علم شباب.
- طارق ! أنا قلت لكم الحظ معنا إننا في ربوع اليمن.
- صدقت أبوأحمد.
- ماشاء الله.. كل مكان نخيل، والجبال محيطة بسيئون.. أنظروا للفلاحين.
- لم تـر شيئاً محفوظ، اليمن أرض الحضارات العجيبة.
- والله إنها كذلك، أنا كنت أفكر إن الهند فقط أرض
الحضارات، كل هذا في البلاد العربية.
- نعيم! إنت لم تـر إلا عشرة في المئة من خفايا اليمن !
- بجد !!
- نعم أنا أتكلم بجد.
- سبحان الله !
- أبوأحمد !
- نعم طارق.
- ما خطة الرحلة في سيئون.
- أولاً سننفذ وعد محفوظ ونفطر في إحدى المطاعم، ثم نذهب
لمشاهدة أثارها.
- وأهم أثارها قصر بلقيس.
- أحسنت.
- نعيم أنا عندي لك سؤال.
- تفضل أبوأحمد.
- عندكم بالهند عدة جسور صح ؟
- نعم.
- وفي العادة فريق كامل من الرجال والمهندسين يشارك في بناءه.
- نعم هذا هو المعروف في كل البلدان.
- أوكي شباب هل تصدقون رجل يبني جسر عظيم لوحده.
- لوحده !!
- نعم.
- وكيف أبوأحمد.
- نعيم، أريدك أن تخبر الهنود إن في العرب عظماء وعباقرة.
- تفضل من هذا الرجل.
- إنه صالح أو الأسطى صالح.
- صالح!
- نعم رجل فلاح يدعى صالح، كل يوم يجلس بين جبلين
في منطقة شهار ويفكر كيف تعبرالناس من هنا !
- وماذا فعل صلح الأسطى !
- لن تصدق ياطارق.
- ماذا فعل ؟
- قرية شهارعلى بعد مائتين كليومتر من صنعاء وفي منطقة
جبلية وعرة جداً، قام صالح ببناء جسر عظيم وخيالي سمي
بعد موته بأسم المنطقة بعد أن كانوا يسمونه بأسمه جسر صالح.
- أهاا.. هذا هو السبب ؟
- أي سبب يامحفوظ ؟
- نصف اليمنيين أسمهم صالح.
- ههههه، لا حبيبي، إنهم يسمون صالح بأسم النبي صالح عليه السلام.
- أوكي أبو أحمد أكمل قصة الأسطى .. تصدق أنسى إنه يمني،
لأن كلمة أسطى فقط عند المصريين.
- نعم حتى أنا عندما قرأت عن شهار وجسر صالح أستغربت.
- وماذا حدث بعد ذلك.
- بعد ذلك ياطارق صالح جن جنونه لأنه لم يصدق إنه بنى
الجسر لوحده فأصيب بإنهار عصبي وإنفصام في الشخصية وانتحر.
- نعم.
- وروج الناس إشاعات إن الجسر بناه صالح بمساعدة جيش من الجن.
- جيش الجن !
- ثم أنكر صالح معروفهم ورموه من نفس الجسر.
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- بسم الله الرحيم، يمكن لصالح علاقة ببئر برهوت والزئبق الأحمر.
- كيف محفوظ.
- عرض عليهم زئبق احمر ليساعدوه في البناء وخانهم وقتلوه.
- يمكن.
- هههه ! محفوظ يقول أشاعة ويصدق نفسه هل تسمع نعيم.
- يمكن معلومة محفوظ صحيحة، كيف رجل يبني جسر لوحده !!
- أعتقد إنكم رأيتم صور جسر شهار، رأيناها في مطار عدن.
- نعم نعم، تذكرت أبوأحمد، رأيت صورة لجسر صخري عالي وخيالي.
- الأن نحن في وسط السوق، مارأيكم أن نفطر في هذا المطعم.
- القرار لمحفوظ، مارأيك محفوظ.
- إنه أفضل ممتاز في سيئون.
- كيف علمت إنه أفضل مطعم.
- طارق عزيزي، إذا رأيت زحمة عند أي مطعم، يعني هو الأفضل.
- ههههه، ههههه، والله إنك أفضل حكيم في الأكل.
دخلنا المطعم وتناولنا الإفطار اليمني اللذيذ، وعند خروجنا.
- أبوأحمد!
- نعم محفوظ.
- تكلم بهدوء كي لايسمعنا الرجل !
- أي رجل.
- تكلم بهدوء. إنه يسمعنا.
ركبنا السيارة .
- من الرجل يامحفوظ ؟
- بينما نحن نأكل، رأيت رجل يؤشر بيده نحونا، فذهب شخص
آخر وكلمه في أذنه، أنا أعتقد إنهم يلاحقوننا.
- هههه، ههههه، والله إنك مضحك يامحفوظ.
- لماذا ياطارق، أنا أريد أن أحذركم.
- هل تقصد الرجل ذو العمامة الخضراء.
- نعم !! هذا هو المجرم !
- ههه، هذا الرجل صاحب المطعم !
- صاحب المطعم !
- نعم محفوظ، إنه يؤشر على كل طاولة لم تدفع الحساب.
- أهاا ! الحمد لله.
سألنا عن الطريق المؤدي إلي آثار الملكة بلقيس، وإذا بطريقنا رأينا
منطقة مرتفعة وبها قصر جميل.
- هذا شباب على ما أعتقد حاكم حضرموت وهو الكثيري.
- إذاً قصر أميرهم.
- نعم، لقد كانت حضرموت مملوكة من قبل قبائل كثيرة، وكل
قرية أو منطقة يحكمها أمير.
- وصلت المعلومة.
دخلنا القصر والتقطنا بعض الصورة، وكذلك دخلنا بعض
الأحياء السكنية والتقطنا صوراً لها، ثم توجهنا إلي عرش بلقيس.
- سبحان الله، سيئون مليئة بالنخيل، إنه يهتمون بالنخيل أكثر منا.
- صدقت ياطارق، إنه يحبون النخيل، أنظروا للخضرة
التي تغطي المكان والجبال، والحقيقة إنهم يتبعون منطقة
صحراوية تابعة لجنوب الربع الخالي ومنطقة الأحقاف.
- سبحان الله.
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- بسم الله الرحيم، يمكن لصالح علاقة ببئر برهوت والزئبق الأحمر.
- كيف محفوظ.
- عرض عليهم زئبق احمر ليساعدوه في البناء وخانهم وقتلوه.
- يمكن.
- هههه ! محفوظ يقول أشاعة ويصدق نفسه هل تسمع نعيم.
- يمكن معلومة محفوظ صحيحة، كيف رجل يبني جسر لوحده !!
- أعتقد إنكم رأيتم صور جسر شهار، رأيناها في مطار عدن.
- نعم نعم، تذكرت أبوأحمد، رأيت صورة لجسر صخري عالي وخيالي.
- الأن نحن في وسط السوق، مارأيكم أن نفطر في هذا المطعم.
- القرار لمحفوظ، مارأيك محفوظ.
- إنه أفضل ممتاز في سيئون.
- كيف علمت إنه أفضل مطعم.
- طارق عزيزي، إذا رأيت زحمة عند أي مطعم، يعني هو الأفضل.
- ههههه، ههههه، والله إنك أفضل حكيم في الأكل.
دخلنا المطعم وتناولنا الإفطار اليمني اللذيذ، وعند خروجنا.
- أبوأحمد!
- نعم محفوظ.
- تكلم بهدوء كي لايسمعنا الرجل !
- أي رجل.
- تكلم بهدوء. إنه يسمعنا.
ركبنا السيارة .
- من الرجل يامحفوظ ؟
- بينما نحن نأكل، رأيت رجل يؤشر بيده نحونا، فذهب شخص
آخر وهمس في أذنه، أنا أعتقد إنهم يلاحقوننا!
فرفع محفوظ رأسه ونفخ صدره وكأنه يستعرض مهاراته وحنكته .
- هههه، ههههه، والله إنك مضحك يامحفوظ.
- لماذا ياطارق، أنا أريد أن أحذركم.
- هل تقصد الرجل ذو العمامة الخضراء.
- نعم !! هذا هو المجرم !
- ههه، هذا الرجل صاحب المطعم !
- صاحب المطعم !
- نعم محفوظ، إنه يؤشر على كل طاولة لم تدفع الحساب.
- أهاا ! الحمد لله.
سألنا عن الطريق المؤدي إلي آثار الملكة بلقيس، وإذا بطريقنا
رأينا منطقة مرتفعة وبها قصر جميل.
- هذا شباب على ما أعتقد حاكم حضرموت وهو الكثيري.
- إذاً قصر أميرهم.
- نعم، لقد كانت حضرموت مملوكة من قبل قبائل كثيرة، وكل
قرية أو منطقة يحكمها أمير.
- وصلت المعلومة.
دخلنا القصر والتقطنا بعض الصورة، وكذلك دخلنا بعض
الأحياء السكنية والتقطنا صوراً لها، ثم توجهنا إلي عرش بلقيس.
- سبحان الله، سيئون مليئة بالنخيل، إنه يهتمون بالنخيل أكثر منا.
- صدقت ياطارق، إنه يحبون النخيل، أنظروا للخضرة
التي تغطي المكان والجبال، والغريب إنهم يتبعون منطقة
صحراوية تابعة لجنوب الربع الخالي ومنطقة الأحقاف.
- سبحان الله.
وصلنا إلي المكان المطلوب، إنه مابقي من عرش بلقيس
كما سماه اليمانيين أو قصر بلقيس، ولقد كان المكان مزدحما ًبالسياح الأجانب.
- ماشاء الله، إنهم بالمئات !
- تقصد الأجانب نعيم.
- نعم، أنظروا كم كاميرا تصور القصر.
- تعالوا لننظر إلي العرش من قريب.
- أبوأحمد أنا عندي اسئلة كثيرة .
- إذا بخصوص عرش بلقيس، فأعذرني.
- لماذا ؟
- طارق، أنا قرأت القليل عن عرش بلقيس، لكن
أعتقد أني سأستعين بمرشد سياحي ليستفيد الجميع.
- جميل.
- شباب، نسيت أن أخبركم إن باقي لدي مئتين دولار فقط من الميزانية.
- هذا ماتبقى لدينا ؟
- نعم نعيم وشاهين لايرد على أي أتصال.
- إذا التوفير يا إخواني، وخاصة أنت يامحفوظ.
- نعيم، أبتعد عني !
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
وإذا بنا أمام جمع غفير حول صرح عرش بلقيس،
وكأن صوتاً عربياً يلوح بين مجموعة من السياح المتجمهرين.
- هل هؤلاء عرب يانعيم.
- أعتقد ذلك، وكان المتحدث مصري الجنسية.
فأقتربنا وإذا كلام نعيم صحيح، إنهم طلاب مصريين، وكان
عددهم بالعشرات وأستاذهم يتحدث من علو فوق صرح
بلقيس، حتى أنضم لهم عدد من السياح والمرشدين السياحيين اليمانيين :
- كان النبي سليمان عليه السلام يتحدى الملكة بلقيس بعظمتها
وقوتها وشهرتها في ممكلتها بحضرموت، فأمر من حوله
من يأتيه بعرشها أي كرسيها، فقال له العفريت أي الجني
الذي كان بجواره : انا أحضره لك قبل ان تقوم من كرسيك،
وكان العرض الأخر من الوزير الأنسي على ما أعتقد أسمه
أصف : سأحضره قبل أن يرتد إليك طرف عينك، فأحضر
العرش وأستسلمت الملكة بلقيس بعد هزيمتها.
فسأله أحد تلاميذه الموجودين حوله.
- أوكي بروفسور محمود، كيف تم نقل العرش وهو يزن
مئات الكيلومترات أو ربما طن لمسافة بعيدة في هذه السرعة،
هل العملية علمية أو بالسحر ؟
- يا أبني أنا اعتقد إن عملية النقل تمت بالسحر، وهو نوع من القوة .
فسألت إحـد الطلبة.
- لوسمحت ؟
- نعم تفضل.
- هل أنتم في بعثة علمية.
- نعم.
- وهذا أستاذكم ؟
- نعم، هو البروفسور محمود، هو إستاذ علم الأثار والاحافير.
- أشكرك.
فخرجت من التجمهر ورجعت إلي أصحابي.
- شباب ؟
- نعم أبو أحمد.
- كل المرشدين السياحيين مجتمعين حول هذا البروفسور.
- إذا وجد الماء بطل التيمم.
- أنا معك طارق، لكن هل تصدقوني إذا قلت لكم إنه معلوماته خطأ.
- خطأ !
- نعم محفوظ، وأعتقد أني سأوضح لهم الأمر.
- لاداعي أبوأحمد، ماذا سنستفيد من إضاعة الوقت.
- نعيم ! تخيل مائة شخص أو أكثر يحصلون على معلمة
خطأ، ثم يرجعون إلي أهلهم وينشرون المعلومة.
- إذاً !
- سترون بأعينكم.
- نعيم !
- نعم طارق.
- مع أحترامي لأبو أحمد، هو فضولي جداً، وأعتقد إن
الفضول يؤدي إلي التهلكة والمغالطة.
- لنرى ماذا سيفعل.
وصلت قرب الأستاذ المتحدث وصعدت المسرح الحجري لبلقيس
وكان الجميع يراقبني بدهشة، وخاصة أصحابي !
- السلام عليكم.
- وعليكم السلام.
- كيف حالك بروفسور محمود.
- الحمد لله، هل أنت أحد الطلبة ؟
- أنا سائح عربي وكنت موجود بالصدفة وسمعت بعض
كلامك عن نبي الله سليمان عليه السلام.
- حياك الله أبني.
- عندي بعض الأستفسارات إذا لم تمانع.
- تفضل.
- أنا عندي رأي آخر مع احترامي لما قلته.
- تقصد كيفية نقل العرش.
- وأكثر من ذلك.
- شئ جميل، أنا أحب أن اسمع الرأي الأخر، تفضل.
- أرجوا أن يسمعني كل الحاضرين هنا، هل يسمعني الجميع.
- نعم تفضل.
http://www.rida-alabdallah.net/apr09/32edaf7b50.jpg
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
من بعيد.
- نعيم. لنقترب ونرى ماسيحدث مع صاحبنا.
- لنقترب أكثر.
فأقترب محفوظ حتى وصل بالقرب مني، ملوحاً بيده مع أبتسامة
كبيرة تخبر الجميع إنه تابع لي.
- السلام عليكم.
- وعليكم السلام !
- مع أحترامي لما قاله البروفسور محمود، كل ماقاله خطأ !
فضج الجميع، فقال الدكتور بصوت مرتفع.
- كيف خطأ ! هذا ما أتفق عليه المؤرخون وما قاله القرآن والأنجيل.
- نعم دكتور، نحن فهمنا القصة هكذا لكن الحقيقة غير.
- وما هي الحقيقة ؟
- أنت قلت أن النبي سليمان أراد الهيمنة على أملاك الغير
وإحضار عرش الملكة بلقيس ليكسر بأسها، صح أولا ؟
- نعم.
- هذا ليس من أخلاق الأنبياء الذي بعثوا لنشر مكارم الأخلاق
ونحن نؤمن بنبوة سليمان عليه السلام ولا نتوقع أن تصدر
عنه أفعال تنافي مقام النبوة.
- لكن بينهما تحدي !
- لكن ليس كما فهمت أنت سيدي.
- إذاً .
- عزيزي، كان النبي سليمان أو الملك كما قال عنه القرآن الكريم
يتخذ من القدس عاصمة لدولته، وكان في مملكته المترامية الأطراف
أمهر النجارين والحدادين والصناعين، وهؤلاء لا تنقصهم الخبرة
في صنع كرسي للملك شبيه بعرش بلقيس الذي وصفه الهدهد
الفصيح، أنت معي دكتور؟
- نعم معك.
كان البروفسور يتصبب عرقاً والطلبة ومن معهم كانوا متحمسين.
- وهذا العرش أو الكرسي الملكي لا يحتاج أكثر من قطع خشب
ومسامير وأنواع مختلفة من الزخرفة، فلماذا يلجأ لسرقة العرش،
ولماذا يعرض نفسه لموقف محرج وغير أخلاقي، في حال أخبروا
الملكة بلقيس أن عرشها قد تم اختطافه من قبل النبي سليمان الذي
يدعي النبوة والأخلاق !!
- أحسنت أبوأحمد !
- محفوظ لاتصرخ !
- طيب.
- حكم النبي سليمان عليه السلام بلاد الشام وماجاورها قبل الميلاد
بسبعمائة وخمسين سنة تقريباً، وكانت إحدى أكبر دولتين مشهورتين
في ذاك الزمان، والأخرى في جنوب الجزيرة العربية وتسمى
بمملكة سبأ العظيمة بقيادة الملكة بلقيس، التي تعبد الشمس من
دون الله، فأراد النبي سليمان عليه السلام أن يوصل رسالة إلي
تلك الملكة المتباهية بمملكتها الخضراء الجبلية ويبين إن هناك
أختلافات عقائدية كبيرة وكيف يوصل الحقيقة لها.
فتبسم الدكتور محمود لكلامي وأعطاني إشارة كي أكمل كلامي.
- إخواني، القصة تحتاج إلي تأمل وتدقيق في الألفاظ، لأن القرآن الكريم
يتكلم الفصحى ويحتاج إلي تعمق في التفكير، وأن لاتؤخذ سطحياً
كما هي والحقيقة التي وصلت إلي عقول البشر أنقسمت إلي
فهمين، هل أنت معي محفوظ ؟
- نعم أكمل أبو أحمد.
- أناس أختلفوا في في طلب الملك سليمان عليه السلام،
وناس أختلفوا في طريقة إحضار طلبه.
- أعد ابو أحمد.
- إن شاء الله نعيم.
- الأمم التي أتت بعد تلك الحقبة وأقصد بها بعد الميلاد، فهمت
طلب نبي الله سليمان على وجهين، فالبعض فهم إنه يريد
إحضار عرش بلقيس في الحال، فقال أمير الجن أنا أحضره
قبل أن تقوم من مكانك، لأن الملك كل ساعة زمان ييقف ويرجع
مكانه كالرياضة بسم الله الرحمن الرحيم
: قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّيعَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ ،
ثم أراد الملك أن يرى قوة أمير الأنس وهو وزيره آصف بن برخيا،
فقال إنه سيحضره قبل أن يرتد طرف عين الملك، بسم الله الرحمن الرحيم
: قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ،
هل الجميع معي على الطريق ؟
- نعم أكمل !
- والفهم الأخر إن الملك يريد صنع كرسي شبيه بعرش بلقيس
التمام بالتمام كما وصفه الهدهد، ليفاجأها كنوع من التحدي،
فعرض وزير الجن قوته وسرعة بناءه للكرسي
وكذلك فعل وزير الأنس إنه الأسرع !
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- نعم أكمل أكمل بني.
- المعلومة الثانية من القصة، إن هناك إختلاف في فهم كيفية
إيصال العرش من اليمن حتى فلسطين ! فالبعض قال إنه
بالسحر، والبعض قال بالمفهوم العلمي تحول المادة إلي
طاقة لتحقيق السرعة ثم إعادة الطاقة إلي مادة عند الوصول،
والفهم الأخير والذي أؤمن به وكذلك يفعل معظم المسلمين إنه بالمعجز الألهي.
- ولكن كيف يحصل النقل بهذه السرعة !
- عزيزي الدكتور، أنا أرى إن المعجز لاينافي العقل أحياناً.
- كيف ؟
- مثلا حمل مريم عليها السلام بدون زوج، والعلم حالياً ممكن
أن يهب أي سيدة طفلاً بالأستنساخ وبدون زوج !
- وما تفسيرك كيف كانت عملية النقل، هل تعلم كم وزن الكرسي ؟
- حتى لو كان بوزن جبل، فالله سبحانه أعرج بالنبي
محمد صلى الله عليه وآله بكامل جسده ونعله على ظهر وسيلة
نقل سريعة وهي البراق، ثم أسرى به إلي السماء بنفس الوسيلة .
- ولكن السرعة كما قال آصف قبل أن يرتد إليك طرفك، أي ثواني !!
- حتى لوكانت ثواني، ألم يكتشف الإنسان النضرية النسبية،
وحركة نقل الأجسام بسريعة وأنتقالها من مكان إلي مكان
وتأثيرها في الزمن والعمر.
- نعم.
- هكذا فعل البراق وبسرعة خارقة جداً جداً نقل النبي في
وقت قصير إلي المسجد الأقصى ثم إلي سدرة المنتهى، وهكذ
ا أيضاً فعل آصف بن برخية بلا تشبيه ونقل الكرسي في ثواني
إلي فلسطين... لكن نسيت يادكتور باقي الأية الكريمة التي قالت،
عنده علم من الكتاب !! أي لدية أرضية ومفاتيح من علوم السماء
تجعله يحتمل ذلك، فما بالك من عنده علم الكتاب بأكمله.
- وما هذا أيضاً ؟
- أقرأ القرآن وأبحث في الكتب التي لديك وستعرف من عنده علم الكتاب.
- سبحان الله، كي يوجد شخص يحمل علم باضعاف مالدى
آصف بن برخية، هذا سيملك الأرض ويتحكم بها.
فأقترب مني الدكتور وشكرني.
- أشكرك على ما أبدعت أبني والله أول مرة أسمع هذا الكلام في
حياتي ولم أكن أعرف إن شخصاً يحمل أضعاف تلك القوة،
مع أني اتمنى أن تقول أسمه.
- دكتور، كلنا نطلب العلم، وأنا فقط قارئ ورمى بما قرأ أمامك،
فأعذرني لأنصرف، وهذا حجة لك كي تبحث من صاحب علم
الكتاب الذي ذكره القرآن الكريم.
- سأفعل إذا رجعت إلي مصر، وأشكرك مرة أخرى.. أها ..
أنا لم اعرف لما أنت هنا في اليمن ؟ صحيح، ماذا تفعل باليمن.
- أنا ذاهب إلي بئر برهوت.
- برهوووت !!
فتغير وجه البروفسور.
- تقصد برهوت بئر الجن ؟
- نعم.
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
يعطيك العافية اخوي ع هالمعلومات
يسلموو
في انتظار بقية الاجزاء
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
فتغير وجه البروفسور.
- تقصد برهوت بئر الجن ؟
- نعم.
- لو سمحت يا أخ !!
وإذا به أحد الطلاب يناديني.
- نعم أخي.
- أنت قلت قبل قليل إن المفهوم الأول هو في سرعة صنع الكرسي.
- نعم.
- إذا أنت تقصد إن الكرسي لم يحضر من اليمن، بل صنعـوه بالقدس.
- نعم هذا المفهوم الأول.
- وكيف يتم صنع كرسي كبير كعرش الملوك بطرفة عين.
- سأوضحها لك.
فرجع البروفسور ووقف بيننا مستمعاً من جديد وكذلك فعل أصحابي.
- أسمع أخي، لقد طلب النبي سليمان عليه السلام من المقربين
منه هذا الطلب أيكم يأتيني بعرشها أي أنه يحضر لأستقبال
الملكة بلقيس وليفاجأها بعرش مثل عرشها، فقال لوزيريه من
منكم يقوم بالمهمة ولأوضحها أكثرمثل أن يقول وزير الرياضة
للاعبين من يأتيني بكأس كوريا للكاراتيه، هو يقصد أن يحصد
البطولة وبيده الكأس لا أن يسرقه أي ربما كأس آخر لكن يمثل
البطولة، هل اقتربت الفكرة ؟
-نعم أقتربت.
-وتعرف أخي أن القرآن يتكلم بالفصحى، أي منكم يأتيني
بعرش بلقيس، أي يصنع مثله مائة بالمائة قبل حضورها ليبهره
ا عليه السلام، حتى حضرت ورأته بأستغراب وسألها النبي أهو
عرشك، فقالت كأنه هو، والكاف هنا تشبيهية وتعود للعرش، أي
هو وأنا غير متأكدة.
- أوكي أخي، ماذا قلت أسمك ؟
- أبو أحمد.
- أبوأحمد، وما المقصود بطرف هنا، كيف يصنع النجار والحداد
العرش وبأمر من آصف بن برخية قبل أن يرتد إليه طرفك.
- سؤال جميل.. أسمع أخي، نبي الله سليمان عليه السلام أرسل
أستخباراته ورجاله كي يبحثوا في الأمر ويعرفوا بقرب وصول
الملكة، وكانت الأشارة هنا تشير إلي طرف الشئ، مثلا طرف
ثوب الرجل باللغة الفصحى تعني أثره، وطرف العين أي رسول الشخص.
- لم أفهم ماقلت في الأخير ممكن توضح.
فقاطعنا طارق.
- أعتقد محفـوظ فهم ماقلت، ممكن تعيد الشرح محفوظ،ههههه،هههه.
- أنا أوجه الأجابة إلي أبوأحمد، تفضل اكمل أبوأحمد.
- سأكمل وساوضح أخر فقرة، أسمعوا شباب، طرف العين
أي الشخص الذي يكون طرفاً لعيونك ليتقصى الأخبار، كالمخبر
والرسول، فكان النبي سليمان عليه السلام ينتظر رجله الذي
أرسله وهوطرف عينه، فقال له آصف بن برخية سأصنع الكرسي
قبل أن يعود رجلك أي طرف عينك وقد يستغرف هذا وقتاً قد يكون لأيام.
- وما قصة هذه الأعمدة الخمسة.
- على ما أعتقد إنها أعمدة الشمس والحياة، فالرقم خمسة مقدس عند
السبئيين كما ينظرون لأصابع اليد، فالأيام عندهم فقط خمسة،
ووزراء الملكة خمسة، وتلك الأعمدة ترمز إلي المدد الذي يأتي من
أشعة الشمس إلي الأرض، فيبدأ الأول بتغذية عرش الملكة والثاني
للماء والثالث القوة والرابع الهواء والخامس النور وهوالعلم.
- آه.. والله أعجز عن شكرك، أنا مستمتع بالحديث معك.
- وأنا أحييك.
فمسك بيدي البروفسور وقال لي:
- هل أنت متأكد إنك تريد الذهاب لتلك البئر ؟
- نعم.
- وهل تعرف ماهي المخاطر التي ستواجهك؟
- متوقع ولست أعرف، وهؤلاء هم رفاقي في الرحلة.
- كونوا حذرين ولاتتسرعوا في أتخاذ القرارات، فأنتم من القلائل
الذين حاولوا دخول البئر، فأرجوا الحذر، وأتمنى لكم التوفيق.
- إن شاء الله.
- أنت أغرب شخص أواجهه في حياتي !!
فمسك بذراعي وعانقني بحرارة ثم أفترقنا وتحركنا إلي السيارة.
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- شباب ؟
- نعم أبوأحمد.
- باقي دقائق ويؤذن لصلاة الظهر، مارأيكم أن
نصلي ونتحرك إلي وادي حضرموت.
- أيواا !! أخيرا سندخل وادي حضرموت.
- طارق، لاتستعجل الأمور، أعتقد إننا سنحتاج
ثلاث ساعات حتى نصل وادي المسيلة ثم حولها سنبحث عن قرية نتعة.
- وإذا وصلنا نعتة ماذا نفعل.
- حبيبي محفوظ، أسمها نتعة، وهناك آخر الجولة.
- وماهي آخر الجولة ؟
- سنجد البئر المطلوبة.
- بسم الله الرحمن الرحيم، تقصد أبوأحمد هي بئر الجن كما قلت سابقاً.
- نعم محفوظ، إنها بئر الجن أو مملكة الجن كما سموها
القداما من الحميريين والمهرة وسكان الأحقاف.
- لا أعرف ما أقول، لكن أحس برجفة في أقدامي، وكأن بطني يجري.
- ههههه، أكيد هذه مكيدة منك يامحفوظ، بطنك يجري !!
- والله أنا لا أمزح طارق، فقط أريد الحمام.
- قل من الأول محفوظ !!
- نعيم بجد أول مرة أشعر بالخوف من داخلي قلبي.
- إن شاء الله كل شئ سيسير على خير، أنت أقرأ المعوذات ولاتخاف.
ركبنا السيارة.
- نعيم أفتح الدرج، أرجوك تأكد من أنبوبة الزئبق.
- مازالت موجودة ؟
- الحمد لله.
وما إن أشعلنا السيارة حتى مشت لبضعة أمتار وتوقفت الماكنة !!!!
- ماذا حدث شباب !؟
- ماذ أبو أحمد ؟
- لا أعرف شئ غريب.. السيارة كانت بحالة جيدة والأن توقفت.
- حاول وشغلها أبوأحمد.
- ها أنا أحاول نعيم، لا أعرف مابها، غريبة الوقود في ربع الخزان.
حاولنا جهدنا لتشغيل السيارة، لكن دون جدوى، فطلبنا المساعدة
من إحدى سائقي الباصات السياحية المتواجدة بكثرة
في منطقة بلقيس، ففحص الماكينة لعدة دقائق .
- إخواني، مصيبة !!
- ماذا أخي ؟
- فحصت كابس البنزين الخلفي فوجدت الماء يخرج من ماسورة البنزين !
- ماذا يعني !
- من أين عبأتم البنزين ؟
- من آخر محطة بنزين في الطريق.
- وهل واجهتم مشاكل بالطريق.
- لا !
- أعتقد إن أحدهم وضع الماء في خزان الوقود.
- كيف !!
- هل أنت متأكد ؟
- نعم.
- وماالعمل الأن ؟
- السيارة تحتاج ليومين أوثلاثة كي ترجع إلي السابق.
- والله مشكلة !! كيف العمل شباب.
- أبوأحمد، صراحة لم أكن أتوقع إنهم سيعبثون بالسيارة.
- وأنا مثلك يانعيم.
- أخ ؟
- نعم.
- هل نستطيع أن نستأجر سيارة.
- نعم، أذهبوا داخل سيئون وستجدون من يؤجر باصات وسيارات صغيرة.
- إذاً هذا الحل شباب، بسرعة لنذهب إلي سيئون ولنترك السيارة لشاهين.
- أحسنت طارق، هذا هو الحل !
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- لكن ماذا نفعل بالمعدات والشنط ؟
- سنستأجر سيارة لنقلهم معنا إلي سيئون.
أستأجرنا سيارة لنقل معداتنا كاملة وأستقلينا سيارة أجرة وساعة وأذا بنا بسيئون.
- أرجوك حاول أن تجد لنا سيارة جيب.
- أخي قلت لك لايوجد إلا هذه، الجيب فقط تجده في عدن وصنعاء.
- والعمل الأن شباب.
- أمرنا لله، نأخذها.
- لكن شكلها قديم ولا أعتقد إنها ستواصل معنا.
- لاتخافوا، أنا أضمنها لكم، الماكنة قوية ولاتحتاجون
في طريقكم إلي سيارة لدخول الرمل على حسب كلامكم.
- نعم، نحن سألنا فقالوا إن الطريق حصوي.
- إذا توكلوا على الله.
- أمرنا لله، أين المفتاح.
أستأجرنا باص صغير لنقل المعلمات والعمال من النوع القديم،
فنقلنا معداتنا وحقائبنا وتوجهنا إلي عمق وادي حضرموت في جنوب سيئون.
- هل سنذهب مباشرة إلي نتعة ؟
- لا ياطارق، سمنر أولاً بتريم ثم عريات وفقمة.
- فقمة !!
- نعم محفوظ، ثم سنتوجه إلي منطقة قبر هود عليه السلام
ثم مراخي حتى وادي المسيلة شرق جنوب.
- واوو !! كل هذه القرى والمدن. أنت قلت فقط ساعات ونصل.
- لا أعتقد ياطارق، أي نعم الطريق معبد حتى المسيلة،
لكن بهذه السيارة التي لاتزيد سرعتها عن سبعين كيلومتر، سنصل في نصف يوم.
- وماذا عن تريم ؟
- طارق عزيزي، أنا دائماً أقول لكم أنتم أسعد ناس في هذه الأرض.
- لماذا ؟
- لأنكم في اليمن ورأيتم وسترون المزيد.
- وماذا عندك أبوأحمد عن تريم.
- سأتكلم عن مدينة تريم حتى نصلها.
- تفضل.
- تريم إخواني مدينة المساجد والعلماء.
- المساجد !
- نعم محفوظ، فيها أكثر من ثلاثمائة وخمسون مسجد،
أي كل خمسين متر مسجد.
- أعتقد إنك خرفت يا أبوأحمد، كل خمسين متر مسجد !
- والله لا أدعي من عندي يانعيم.
- أسف على كلمتي.
- عادي، أعرف إنك تمزح.
- دعوه يكمل شباب.
- أخخ ياطارق، أتمنى كوب شاي أخضر لأكمل.
- تخيل أنك تشرب الشاي.
- المهم شباب مدينة من عواصم سكان الاحقاف والمهرة
وقد أشتق أسمها من أسم ملكها تريم بن حضرموت بن سبأ الأصغر،
ويرجع تاريخها إلى القرن الرابع الميلادي، وكانت في يوم من
الأيام، عاصمة منطقة حضرموت قاطبة، وكان الوالي عليها لبيد بن زياد الأباضي.
- الأباضي!
- وأهم معلومة أشتهرت بها تريم مأذنة مسجد المحضار.
- وماذا الغريب في هذه المأذنة.
- ياطارق، تخيل المساجد التي قلت لكم إنها تغرف مدينة تريم.
- نعم.
- تخيل مأذنة مسجد المحضار بأرتفاع ثلاثمائة وثمانين متر.
- واووو !!
- وتطل على كل المدينة وترى كل المآذن حتى يراها الناظر كالشموع.
- ماشاء الله، أتمنى أن أصعد تلك المأذنة.
- هل سهل الصعود إلي تلك المأذنة أبوأحمد.
- حبيبي محفوظ، الصراحة .. أتوقع إنها قديمة وسلالم
المأذنة ستكون صعبة وعالية، إذا الجواب صعب الصعود إلي القمة.
- ماذا تقصد محفوظ، هله تنوي أن تصعدها.
- والمانع ياطارق.
- والله إن صعدت المأذنة ستسقط، أخبره أبوأحمد أن لديهم وزن محدد.
- نعم محفوظ، كلام طارق صحيح.
- من أخبرك ياطارق ؟
- يوماً كنت أنتظر دوري في حلاق بالقطيف وقرأت المعلومة من مجلة.
- وكم الوزن المطلوب.
- عندي لك حل يامحفوظ، أعمل ريجيم حاد، وإذا نزل وزن تصعد.
- ههههه، ههههه، أتخيل محفوظ سيعيش في تريم لعدة سنين.
- هههه، صدقت يانعيم.
- أوكي شباب، دعوني اكمل الحديث عن تريم.
- أسف، تفضل أبوأحمد.
- أشتهرت مدينة تريم بالمكتباب القديمة والقيمة، وأشهرها
مكتبة الأحقاف التي تحتوي على أكثر من خمسة الاف مخطوطة قديمة ومهمة.
- ماشاء الله ، كل هذا في تريم.
- وأزيدكم معلومة، تريم مشهورة بمرابط العلماء الصوفية
الشافعية، وتعتبر من معاقل الصوفية وأشهر رباط بها هو
رباط دار المصطفى، والاف الطلبة من شتى بقاع العالم
يحضرون إلي هنا لتلقي العلم.
- صراحة اليمن كنز لم يكتشف.
- صدقت نعيم كنز لم يكتشف.
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
1-10 عريات ... بوابة الشر
أمضينا وقتا ًجميلاً في مدينة تريم، حيث أدينا الصلاة في مسجد
المحضار المشهور، وتناولنا وجبة المضبي بالطريقة الحضرمية
الأصيلة، ثم جرى حوار قوي وجرئ مع أحد الشيوخ أعتذر
عن البوح به، وأخيراً وقبيل المساء بدأنا مشوار عريات.
- ماشاء الله، الطريق مليئ بالنخيل، هل التمر اليماني لذيذ مثل تمرنا.
- أكيد طارق، كل تمور الدنيا لذيذة، وهذه ميزة أعطاها الله النخلة.
- أنا عندي معلومة.
- ماشاء الله، تفضل محفوظ.
- أنا أتوقع أن النخلة التي أكلت منها مريم بنت عمران ليست
كنخيلنا بالسعودية، الخلاص أو البرحي، صح طارق ؟
- نعم أعتقد ذلك.
- إذاً يوجد نخيل نحن لانعرفها في الدول العربية مثل اليمن
وليبيا وفلسطين ومصر، ونفكر إن تخلينا هي الأحلى.
- ماشاء الله عليك محفوظ.
- شكراً نعيم.
- ألتفاتة جيدة منك يامحفوظ ! كلامك ينطبق مع المثل الأجنبي
فراج إن ذا ويل، أي بالعربية ضفدع في البئر أو البحيرة.
- وماقصته يا نعيم.
- يقال إن ضفدعاً يعيش في بئر مهجورة، وكل يومه سعادة
ونعيق إنه أسعد ضفدع، ولا يوجد بئر إلا بئره في
الوجود، وكل ماحولة صحراء.
- مثل ماذا ؟
- بعدما كبر جسمه وقويت عضلاته، قفز خارج البئر ومشى خطوات،
حتى وجد إن حوله بحيرات وأنهار وإن تفكيرة كان مخطئاً.
- ماشاء الله نعيم، قصتك بها عبر عظيمة أن فكرت وتعمقت بها.
- أشكرك أبوأحمد.
- الله الله بدأ الحكيم نثر الددر.
- هذه القصة أخبرني بها أبي يا طارق.
- أنت محظوظ يانعيم.
- لماذا تقولها وأنت حزين يامحفوظ.
- أنا لم أتذوق طعم الأبوة.
وفجأة !! العجلة الخلفية أنفجرت وتوقفنا بالسيارة في جانب الطريق !
- أنظروا شباب! لقد أنسلخ جلد العجلة.
- ماذا تريد من سيارة قديمة وعجلات عديمة الفائدة.
- وما الحل الأن؟
- نركب عجلة الأحتياط.
أستخرجنا العجلة الموجودة أسفل السيارة، والمفاجأة الأخرى كانت بأنتظارنا !!
- يالله، كيف لم نتأكد إن العجلة الأحتياط مثقوبة.
- هذا خطأ كبير لم نفكر فيه.
- والعمل نعيم.
- أبوأحمد، ليس لنا إلا الأنتظار لطلب مساعدة من السيارات المارة.
- سندخل في وقت الليل إذا بقينا هنا.
- ماباليد حيلة.
كل السيارات ترفض الوقوف لنا حتى جن الليل وأظلمت الدنيا في وجوهنا.
- دعونا نصلي شباب وسيفرجها الله.
- أحسنت طارق، هذا أفضل حل.
صلينا المساء والعشاء قصراً ثم أنتظرنا بداخل السيارة.
- أنظروا شباب، أعتقد هناك نور داخل هذه المزرعة، يمكن
أن نذهب ونطلب المساعدة.
- لكن من سيبقى في السيارة.
- محفوظ !
- أنا لن أبقى، هل أنت مجنون طارق !
- أفضل من المشي في الظلام بين النخيل والأشجار.
- ماذا قلت يانعيم.
- أبو أحمد، أرجوك أخاف البقاء لوحدي.
- إذا الحل شباب أن نمشي في خط واحد ومحفوظ بيننا.
- الأن ؟
- أكيد نعيم الأن، ليأخذ كلاً منكما جوازين في جيبه، وأنا
سأضع أنبوبة الزئبق في جيبي.
- وماذا سيأخذ محفوظ ؟
- أحمد الله ياطارق أن قدماي ستحمل جسمي وهذا يكفي.
- لاحول ولاقوة إلا بالله !
- هيا شباب، لنبدأ.
- توكلنا على الله، بسم الله الرحمن الرحيم.
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
مشينا في خط مستقيم، فكنت أنا الأول ثم محفوظ ثم نعيم وفي الأخير طارق.
- شباب ! الهدوء ! سندخل النخيل.
- أي نخيل ! قل الغابة.
- أوكي كما تريد ياطارق الغابة !
- ماهذا الصـ..وت !!
- لاتخاف يامحفوظ، إنه صوت الجنادب !
- ولمـ..اذا جنادبهم تصـ..رخ هكـ..ذا، كأنه بلعت صافـ..رة !!
- إننا في أول الطريق، محفوظ، ماذا أقول أنا في الأخير.
- ساعـ..ـك الله !! ياطا..طـ..رررق ق !
- والله أخاف أنك ستموت يامحفوظ، الأفضل لك أن تسكت !
- شباب !! شباب !! أنظروا كأن هناك من وقف قرب سيارتنا !!
- نعم أنظروا تلك ملامح العجوووووز !!
- حـ..رام عليكم سأموت !! بطني يخــ..رج أصوات !! أريد الحمام.
- لاحول ولاقوة إلا بالله.
- صحيح أبوأحمد كأنها العجوز التي في الصورة، إنها واقفة عند السيارة.
- الله يستر، نحن تحركنا ولايمكن لنا أن نعود، دعونا نصل
إلي مصدر النور، أعتقد مئات الأمتار ونصل.
- تقصد مئـ..ـات الأمتار وأمـ..ـوووت أنا نا.. بينكم !
- محفوظ !! الله يخليك تماسك.
وإذا بشئ يمشي معنا من خلف الأشجار، ويوازي طريقنا في نفس الأتجاه !!
- ما ما .. هـ.. ذا شباب !! شئ !! هناك شـ..ئ يمشي معنا !!
- أبو أحـ.. حتى أ أنـ..ـت ستموووت من الخـ..وف ما..ذا ذاا.
ثم مر هذا الجسم الغريب من أمامنا !! وكأنه يحاصرنا !!
- أرجوكم توقفوا !! كأني فعلتها !!
- ماذا فعلت ؟!
- لا أعـ..ـررف فف !! كأن شيئاً يسيل بين فخـ..خـ..خذي !!
- هل ووسخت ثيابك ؟
- لا أعرف نعـ..يم ! والله قلبي يممششيـ..يي على
الأرض من الخـ..,ووووف ! ماهذا الذي يحاصـ..ـصـ...صـ..رررنا !!
ياربي أرريييد أن أمـ..ـموو..موو..ماذا أفعل لاتخرج التاء !!
- أبو أحمد سيموت محفوظ ! أنظر شئ يسيل على سيقانه !
- نعيم ! ماذا أفعل، ربما تبول !! وأنا خائف أيضاً !
وفجأة !! رأينا هذا الجسم الغريب وبسرعة خارقة !!
يتسلق الشجرة التي أمامنا وكأنه طلقة !! حتى أختفى عن الأنظار.
- وما العمل الأن ؟ لقد أقتربنا من النور!
- نواصل شباب، أنا خائف !! كأن شئ يلاحقني من الخلف !!
- أصمد طارق وأقرأ المعوذات.
- والله قرأتها ولم أدع شئ لم أقرأه !
- باقي القليل !
- ياليتني جلست في بلدي كان الحال أفضل !! سأموت !!
وإذا بطلق ناري قوي ومتكرر!!
وكأنه صوت رشاش ينطلق من المنطقة التي أمامنا !
حتى أسقط قلوبنا أرضاً !
- يا الله !! الله !! الطف بنا يا الله !!
- مـ..ن ! مـ.ن ! أبو أحمد ماهذا ذا الصـ..وووت !!
- إنه رشـ..ـاش..ششش! رشاش يانعيم !!
وفجأة غير متوقعة !! سمعنا صوتاً لإنسان يصرخ !!
- من هناك !! أنتم توقفوا وإلا والله سنطلق النار !!
- توقفوا !!!!
ثم أطلقوا النار من جديد !! أصوات طلقات النار ترتعد
لها الصخور الصلبة !! إنهم مدججين بالرشاشات !!
وحالنا لانحسد عليه !! فقط أجسام واقفة بدون دم في العروق !!
عيوننا مفتوحة !! وشفاهنا ذابلة !! حيث الموت وقع علينا !!
- توقفوا ياكلاب !!! بدون حركة !!
لم نمشي ولاخطوة !! ولم ننبس ببنت شفة !! فظهروا أمامنا !!
- صالح فرق بينهم !
- نعم سيدي !
إنهم رجال يمانيين مسلحين ! حاصرونا ! حتى أصبحنا بينهم كالأرانب.
- سعد !
- نعم سيدي.
- فرقوا بينهم !! فرقوا !! الحبال !! أين الحبال ؟
- أربطوهم ووالله أي واحد يتكلم، الرصاص سيكون الجواب الشافي !
وفجأة !! وأمام الجميع !! سقط محفوظ بيننا فاقداً الوعي !! وبعينان جاحظتين !!
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
القصة كل يوم تحلى
بانتظار التكملة
تحياتي
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
بعد ساعتين من أقتحام المزرعة .
- تفضلوا، كل يامحفوظ أنت لم تأكل شيئاً.
- أشكرك عم مهيوب، والله من الشبعة أحس إن المضبي سيخرج .
- أسمي مهبوب وليس مهيوب !
- أسف عمي لأنه قريب من أسمي، لكن لاتفرق فقط نقطة.
- ههههه، ههههه، لاتزعل ياعم هذه حركات محفوظ.
- عادي إنه كولدي، لكن سامحونا ياشباب أنتم فاجأتونا.
- نحن من يأسف ياعم، المفروض أن ندخل من باب
المزرعة، لكن تعرف كنا بحالة طارئة، فسامحنا.
- لاداعي للأسف، وصلت إلي خير، نسيت أن أعرفكم
على أبني صالح وعوف ومشير، وهذا عاملي سعد والأخر نافع.
- تشرفنا بكم جميعاً.
- نشكرك !
- سؤال ياعم.
- تفضل، من أنت ؟ نسيت أسمك.
- أنا طارق.
- تفضل ياطارق هات ماعندك.
- من الذي كان قرب سيارتنا ؟ وما الشئ الذي يركض
بسرعة ونحن ندخل المزرعة ؟
- الذي كان قريب السيارة هو أنا .
- أنت !
- نعم.
- لحظة لحظة، ياعم مهيوب!
- نعم محفوظ، لكن قل مهبوب.
- نعم عمي مهبوب، أنت كنت تشبه العجوز، أقصد بالظلام فقط.
- من هي العجوز.
- هي واحـ..ــ.
- أنسى الموضوع يامحفوظ، إنه ياعم مشتبه من الخوف.
- طيب لأخبركم من الذي كان يسرع معكم ويتسلق الأشجار.. أدخل !!
وإذا بشخص دخل علينا وأرعبنا !!
إنه قصير محدودب الظهر، بان عليه الكبر في العمر
وبشاعة في المظهر، يمشي ويداه تلمسان الأرض، فأقترب
حتى وصل بين صاحب المزرعة العم مهيوب وصديقنا
محفوظ، فلوح بيده وكأنه يسلم ! فخاف منه محفوظ فزحف
حبواً إلي أن توسط طارق ونعيم وهو ينظر إلي هذا الأحدب.
- هذا الذي كان يسرع كالغزال.
- هذا !!
- نعم هذا هو.
- ومن هذا ياعم ؟
- إنه كرعوب الأطرم.
- كرعوب !!
فهمس محفوظ بين نعيم وطارق حتى وصل صوته عندي.
- أنا أعتقد إنه من السحرة، أنظروا إلي شكله، إنه مخيف ! مارأيك طارق ؟
- أهدأ يامحفوظ، فلو سمعك لأكلك، إنه من آكلي لحوم البشر.
- صحيح !! بسم الله !
فأقتربت منه وصافحته.
- وماقصة كرعوب ياعم.
- لن تصدق يا ابوأحمد.
- تفضل.
- ولد كرعوب أحدب ومعاق بعد أن توفت أمه أثناء الولادة، وكان
والده يعمل عندنا فهاجر إلي السعودية ولم يعود، فتربى مع
أولادي وترعرع بين الحضائر والحيوانات ليل نهار، حتى أصبحت كوالده.
هدوء .. وكأن على رؤوسنا الطير!
- قوي عوده مع مرور الوقت وأصبح سريع الحركة
مثل الغزال، ويتسلق الأشجار كالقرده، بحيث لايصدق ذلك إلا من يعرفه.
محفوظ يستتر خلف نعيم خائفا !
- ماشاء الله عليك ياكرعوب، أكمل ياعم.
- أنتقل كرعوب للعيش في الحظائر وخاصة بعد أن
تجاوز عمره العشرين سنة وطردته النساء من البيت.
- أهاا !! إذا هو ليس كبير في السن.
- نعم، فقط خمسة وعشرين سنة.
- مسكين، أعتقـدنا إنه في الستين، إذاً هو مصاب بالشيخوخة أيضاً !
دموع كرعوب تسيل على خديه، ومحفوظ يخرج وجهه
من خلف نعيم وينظر له بشفقة حذرة ! ثم ناداه العم مهبوب:
- أقترب مني ياكرعوب !
فأقترب عند العم مهبوب وأخذ يقلب يده ويحتضنها ويقبلها
عدة مرات، ثم أحتضنه وضمه إلي جانبه.
- أنا أحب كرعوب، وبعض الأحيان أفضله على أبنائي.
- الله يديم المحبة ياعم.
- دعونا نتكلم في المهم، إذا أنتم مصممين على الذهاب إلي بئر الجن.
- نعم.
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- هل تعلمون إن البئر داخل جبل ؟
- نعم، لقد أخبرني بهذا شيخ من عدن.
- وبماذا أخبرك أيضاً.
- قال لي إن الجبل إن الجبل يرعب من يقف أمامه قبل
الدخول فيه، وإن الصبر والتحمل في أوله يقي من الخوف مما بداخله.
- أنا دخلت جبل الجن.
- أنت ياعم !!
- نعم.
- الحمد لله، أخيراً وجدنا من سبقنا ودخل الجبل، ماذا عندك لتقوله لنا ياعم.
- آخٍ آخ من ذاك الجبل !
- ماذا ؟
- أنا دخلت في بدايته وأحسست أن روحي ستخرج من أنفي.
- أنفك !
- هل تخرج الروح من الأنف ؟
- نعم محفوظ، إذا حضر الموت وبلغت التراق خرجت من أنف الأنسان.
- وهل الأنف الصغير أفضل أم الكبير ؟
- يامحفوظ !! ماهذه الأسئلة التافهة، نحن نتحدث
عن جبل الجن وأنت تسأل عن الأنف الكبير والصغير.
كرعوب يضحك ولعابه يسيل على ذقنه!
- هههههه، ههههههه.
- ماشاء الله، منذ سنوات لم أر كرعوب يضحك، ماذا فعلت به يامحفوظ.
- ههههه،ههههه،ههههه.
فحركه العم مهبوب بيده كي يسكت فسكت.
- أسمع أبوأحمد، لاتدخلوا الجبل في الليل وهذا أهم شئ.
- لماذا ؟
- لا أستطيع أن أخبرك، لكن حاولوا أن تكونوا في وضح النهار.
- وهل سمعت عن الزئبق الأحمر وعلاقته بالجن ؟
- نعم سمعت بعض الخرافات م سكان الأحقاف
والمهرة الموجودين في الصحراء، لكن لم أصدق كلامهم، ربما هي أشاعات.
- وما سمعت ياعم ؟
- يقولون إن الجن تحتاج الزئبق الأحمر لتقوى وتعمر.
- هل هي تموت مع الوقت، اقصد لها عمر زمني.
- نعم على ماقال أبي إن قوة الجن تحدد عمرها، وهي
مخلوقة من وهج النار الزرقاء الخاطفة، فتتحرك بحيث
لايراها إلا القليل من البشر ذوي القدرة الخارقة.
- وماذا أيضاً.
- يقول المهتمين بالجن وخاصة كبار السن، إن الجن سريعة
بحيث تسبق الشهاب، فالشهاب خلق من أحمر النار وأوسطه،
أما الجن فخلقت من خيط النار الأزرق كما يفسرون الأية من
مارج من نار، أي أطرفه وأزرقه.
- وماذا يفعلون بالزئبق ؟
- الزئبق يزيد من باه الجن ويعطيهم الرفعة السريعة والقوة العظيمة،
بحيث يأكلوه كوقود للنار التي خلقوا منها، فتصبح الجن التي أكلت
الزئبق أقوى من الجن التي لم تفعل.
- ماشاء الله ياعم، أنت تعرف اكثير عن الجن.
- عندي طلب ياعم.
- تفضل.
- هل تأتي معنا إلي الجبل ؟
- لا لا .
- لم أكمل كلامي بعد ياعم.
- تفضل.
- فقط تصاحبنا حتى الجبل ولن تدخله، فقط تعطينا الأرشادات.
- وكيف أعطيكم الأرشادات ؟
- عندنا جهاز لاسلكي يعلم على مسافة بعيدة، وسيصبح لكل
واحد منا جهاز، وأنت تبقى بالسيارة مع قاعدة الأرسال الرئيسية.
- وماذا بعد ؟
- سنوافيك بكل مانراه، وستعطينا نصائحك.
- لكن لاتنسوا إن موعد أجتماع السحرة في المنتصف من الشهر.
- وهل يجتمعون بالنهار ؟
- هنا مربط الفرس، أنا قلت لكم لاتدخلو الجبل بالليل، لأنهم
يجتمعون فيه بأول ساعة من الليل ويخرجون بعد الفجر.
- وماذا يفعلوون ؟
- يدعون إنهم يلتقون بزعماء الجن وأمرائهم.
- والفائدة.
- يتبادلون الهدايا والأضاحي بينهم كي يحققوا مرادهم من السحر والشعوذة.
- بسم الله الرحمن الرحيم ! والله ضربتني رجفة من هذا الكلام !
- وأنا مثلك ياطارق !
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- نعيم.. طارق، نحن مازلنا في بداية الطريق.
- أكيد أبوأحمد، لاتلومنا، فأنتم تتكلمون عن العالم الأخر.
- بعد أذنكم أبنائي، حان وقت نومي، يمكنكم النوم في المبنى المقابل.
- والسيارة.
- في الصباح إن شاء الله نطلب أحد يصلحها.
- إذا نتركك ياعم، وموعدنا الصباح، لكن الم أحصل
على كلمة نهائية منك ياعم، هل أنت موافق على الذهاب معنا.
- أمري إلي الله، موافق.
فأمسك كرعوب بيد عمه وأخذ يهزها ويصدر أصواتاً غريبة وأكنه يريد شيئاً.
- ماذا يريد كرعوب ؟
- يقول إنه يريد الذهاب معنا.
- لابأس، لامانع عندي.
- أعتقد إنه سيفيدكم.
فأبتسم كرعوب وفتح فمه على مصراعيه، حتى ظهرت أسنانه
الكبيرة، وأخذ يدور على نفسه من شدة الفرح.
- أنظروا إلي شكله !
- أستغفر ربك يامحفوظ، هو خلقت الله.
- أسف أبو أحمد.
فأعطى العم إشارة إلي كرعوب كي يصطحبنا إلي المبنى المجاور، فأوصلنا
حتى دخلنا المبنى القديم وأغلق الباب بهدوء وهو ينظر إلي محفوظ.
- أعتقد إنه معجب بك يامحفوظ، لماذا لاتتخذه صديقاً.
- صديق، معي أنا !
- نعم.
- هو مناسب لك أنت ياطارق، خذه معك في الكوفي شوب.
- أنا أنصحك أن تأخذه معك في مشروعك صالة التخسيس، سيجلب
لك زبائن وينجح المشروع.
- حرام عليكم شباب، لماذا تستهزؤن بالرجل، هذه غيبة.
- صدقت أبوأحمد.
- أكيد نعيم، ربما منزلته عند الله أفضل بعشرات
وربما المئات المرات
من أناس مملوئين بالمال وعلى قمة من الوسامة.
- نعم هذا هو الكلام الصحيح.
- أشكرك نعيم.
- أسف أبوأحمد، كنا نمزح.
- أوكي، دعونا ننام وفي الصباح رباح.
- تصبحون على خير.
- وأنت على خير محفوظ.
كان محفوظ يرقد بجانب ستارة كبيرة مصنوعة من الليف، وعندما
أنقلب على جانبه، لاحظ وكأن شخصاً يتلصص علينا في الخارج،
فرفع الستارة والقى نظرة :
- بسم الله الـ..ـرررحمـ..!!
- ماذا بك يامحفوظ .. دعنا ننام !
- أنظرووا !! شبــ..بـااااب ، إنه جـ..ـنـ..ـنـني !!
فأسطففنا جميعنا خلف الستارة ورفعناها سوية، وإذا بالمفاجأة المخيفة !!
- ماهذا، بسم الله الرحمن الرحيم.
- نعيم أنظر إنه طويل جداً !
- إنه أطول من الشجرة !! بسم الله الرحمن الرحيم.
- أنا متأكد إنه جنـ..ــني !!
- والله إنه جني يا أبوأحمد.
- نعم هو جني !! بسرعة أغلقوا الستارة !!
- والجنية الثانية تسير خلفهم !! والثالثة والرابعة !! ما أكثرهم !! ياربي !
فأنزلنا الستارة بسرعة !
- ناموا شباب، بسم الله الرحمن الرحيم، اقرأ المعوذات ياطارق !
رمينا بأجاسدنا على الأرض، ومضت ساعات وساعات ونحن نتقلب
من الخوف إلي أن دخلنا في عالم النوم ! حتى حانت الساعة السابعة
صباحاً وصحينا على صراخ كلاب المزرعة.
- لماذا لم تجلس للصلاة يامحفوظ ؟
- كيف أجلس يانعيم وأنا لم أذق النوم !
- نحن صلينا ونمنا بعدها.
- أحمدوا الله أني حي أرزق، الجنية التي رأيتها سرقت النوم من عيوني.
فخرجنا من الغرفة وإذا بنا أمام أشجار جميلة ورائحة زكية تخرج من المزرعة.
- ما شاءا لله، ما أحلى الخضرة، هي أجمل مافي الكون.
- هكذا قال النبي صلى الله عليه وآله.
- صدقت ياطارق.
ونحن نتحدث، وإذا بالجنية التي رأيناها بالليل تمر أمامنا في
وضح النهار مع جنيتين معها، والأغنام تمشي في المقدمة !!
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
بسم الله الرحمن الرحيم
قصة جميلة وممتعة وإسلوب راقي في الكتابة
موفق لكل خير
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
وإذا بكرعوب يظهر من خلف الجنيات وهو يلقي عليهم بالتحية
والأبتسامة، ومن خلفه صوت أبن صاحب المزرعة نافع قادم إلينا.
- هههههه، أعتقد إنكم خائفين منهن.
- من تقصد منهن ؟
- هؤلاء هن العاملات عندنا بالأجر اليومي.
- مزارعات !!
- نعم، هن أنسيات ولسن جن ههههه، لكن لبسهن غريب بالنسبة لكم.
- والله أرعبونا البارحة.
- هههههه.
- نافع.. نافع ؟
- نعم محفوظ.
- لماذا يضعن قبعات طويلة ؟
- بداخل القبعة توجد قربة مملوءة بالماء ومصنوعة من
الفخار، وبينما هن يعملن بالحقل يرشفن القبعة بالماء كي تبقى القرب باردة.
- ما شاء الله، التكيف مع الطبيعة.
- ماذا تقول ؟
- التكيف.
- ماذا يقول صاحبكم ؟
- يقصد طارق، أنهن تلائمن للعمل والعيش مع ظروف بيئتكم.
- نعم نعم.
وإذا بصوت العم مهبوب يصلنا من الغرفة المجاورة.
- نافع ! نافع !
- نعم أبي!
- أعطي أبوأحمد وأصحابه الأفطار وقل لهم يجهزوا للتحرك إلي قبرهود.
- إن شاء الله.
- سمعت ماقاله الشايب ؟
- نعم سمعت، بسرعة شباب! أستعدوا للذهاب إلي منطقة قبر هود!
تناولنا الأفطار بمعية العم مهبوب، فطلب المساعدة من جيرانهم
لإصلاح سيارتنا المتعطلة، وإذا بها ساعة واحدة فقط
حتى تم إصلاح الإطارات المثقوبة. تحركنا بها، فجلس
العم مهبوب بجانبي في المقدمة، أما كرعوب فجلس في الخلف
بجوار الحكيم نعيم، وبقي طارق ومحفوظ بالوسط.
- عم مهبوب؟
- نعم أبوأحمد.
- لماذا كرعوب لا يستقر مكانه ! لاحظت إنه يتحرك منذ أن ركب السيارة.
- هو لم يعتاد ركوب السيارات، فهذه ربما المرة الثانية في حياته.
- إذا هو متعود على ركوب الحصان.
- أي حصان! هههه، مسكين كرعوب، قـل جحش أو حمار!
- مسكين !
- هل تناول الأفطار معكم ؟ فأنا لم أراه يأكل معنا.
- ربما أكل لوحده، إنه يأكل كثيراً وبجلافة، وهذا يحرجه.
- أها.
كان محفوظ يستمع لكلامنا، ولاحظت بالمرآة إن في وجهه
علامات الريبة منذ جلس كرعوب خلفه، فهو يراقبه
بإستغراب ويحدق فيه بين الفينة والأخرى !
- عم مهيوب !
- مهبوب ! مهبوب ! كم مرة أعيدها عليك يامحفوظ !
- أسف عمي مهبوب، لماذا كرعوب يخرج صفيراً وهو يتنفس؟
- أنا قلت لكم إنه معاق، فتخرج منه حركات قد لاتعجب الكثير.
- طارق، هل تتوقع كرعوب يدخل معنا الجبل أو يبقى بالسيارة ؟
- ربما يدخل مايدريك يامحفوظ، سبحان ربي حيث جعل سره
في أضعف خلقه أو أصغر خلقه .. نسيت المثـل بالضبط.
- أنا أعتقد إنه سيرعب الجن إذا رأوه.
- ههههه، حرام عليك يامحفوظ، الجن سيخاف من كرعوب.
فجأة ونحن على غفلة !
عطس كرعوب عطسة قوية وغريبة الصوت، فرمى بلعابه على رقبة محفوظ !!
- ماهذا !! ماهذا ؟
- هههه! ههههه !
- لاتضحك ياطارق، يخخ ! واع !! ماهذا الذي وقع على رقبتي !!
فمد محفوظ يده نحو رقبته ليتحسس ماذا التصق بها !
وإذا به يسحبها أمام الجميع وهي ملطخة بلعاب
كرعوب، فصرخ طارق ونعيم من شدة الضحك !!
- ههههه !! ههههههه !! ههههه ! ههههههه !!
وإذا بمحفوظ لم يحتمل الموقف ! فتطرش مرتجعاً مافي بطنه
من إفطار يكفي لأربعة أشخاص خلف ظهري !!
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
عـش الـعـفـاريـت
(( رواية العـشق والإثارة والرعب ))
بإذنه تعالى
ستكون الرواية من الحجم الصغير لمتناول الجيب
وستكون بين 235-250 صفحة بالصور وفي حال صدورها
سوف يتم إرسال إشعار لمضافي إيميل الحلول
المرشد الدولي
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
كأن شويه اللي قريته وقصير
بس استنى البقيه اخذ فره واشوف هل من جديد
تشكرات