تتمه :
أذكر ،،
أني كنت أشوف القارب العائم يقترب ...
و أن قاربنا كان يتأرجح بعنف ...
ما اذكر ،،
من اللي قفز ...
و إذا كان أحد قفز أو لا ...
بس أذكر ...
أن سلطان كان بعده واقف ....
- سلطان اقفز ....
قلت له بفزع ،،
و التفت سلطان لي ،، و جت عيني بعينه ...
- اقفز يا سلطان بسرعة ...
ما اذكر ،،
كيف كانت تعابير وجهه ،،
اظن كان مذعور ؟ لا ... كان يبتسم ؟
تهيأ لي أنه ابتسم ... أو يمكن
اختلطت علي الأمور ...
ما عاد بيننا و بين القارب إلا ثواني ...
كأني سمعت صوت بسـّـام يناديني ؟؟؟
- قمر ...
يا قمر ... انزلي ...
خلاص ...
القارب الثاني قدّام عيوني على طول ...
خلاص راح نصطدم به ...
خلاص هذه النهاية ...
صرخت ...
بكل قوة الصراخ اللي سمح بها الكون تطلع من حنجرة بشر ...
صرخة زلزلت الأرض ،،
و هزت البحر ،،
صدعت السماء و دوت الكون ...
- اقفز يا ســـــــــــلــــــــــــطـــــــــااااااااان
فجأة شفت روحي وسط الماء ،،
داخل في عمق البحر ...
شوي و أختنق ...
بلعت ماء كثير ... و انكتمت انفاسي ...
سبحت لفوق لين وصلت سطح الماء ،،
هجمت الأنفاس على صدري بقوة ...
طالعت صوب القارب ،،
شفته و نصه غارق و نصه طافي ،،
و بعده يمشي صوب القارب الثاني ،،
و سلطان
واقف فوقه ....
- سـلـطـان ... سـلـطـااااان ... ســـلـــطــــــــااااااااااااان ....
*
* *
سلطان قفز للماء في اللحظة الأخيرة ...
شفته و هو يبتلعه البحر ...
و شفته و هو يطلع مرة ثانية على سطحه ،،
بعد ما ارتطم القاربين و جلجلوا
الأجواء بضجة قوية ....
و يرد يختفي ...
الشمس تخلت عني في أحوج ألأوقات لها ...
النور كانت خافت ...
دورت على سلطان ما لقيته ...
سبحت تجاه المكان اللي شفته به قبل شوي ،،
أدور عليه و انادي ...
و أصرخ ....
طلع سلطان من قلب البحر ،،
يصارع الموج ،،
يصارع الموت ،،
سلطان ما يعرف يسبح ....
سبحت بكل قوتي ،،
بأكثر من كل قوتي ،،
ما خليت فيني عضلة وحدة الا و حركتها بالقوة ...
بالجبروت ...
بالغصب ...
أطالع بسلطان ،،
و هو مرة يطفو و مرة يغرق ...
عيونه مفتوحة لحدها ،،
شهقاته قوية و مقطوعة ،،
و إيده تحاول
تمسك الماء ...
و روحه تهدد بالنزع ......
- تماسك سلطان تماسك ...
تماسك أرجــــــــــــــــــــوك ....
أمواج البحر كانت تعاندني ،،
اخترقتها غصباً عنها ...
سبحت و سبحت ...
استرجعت كل دروسي و خبرتي
بالسباحة ،،
و أخيراً ...
وصلت لسلطان ....
مسكت سلطان ،،
و رفعته فوق ... فوق ...
و هو تشبث بي مثل ما يتشبث أي غريق بأي طوق نجاه ....
- تنفس سلطان تنفس
... تنفس ...
تنفس سلطان بنهم ...
بشراهه ...
و هو يضغط بيده علي ،،
خايف ينفلت و يبلعه البحر مرة ثانية ....
رفعت ذراعه على كتفي ،،
و صرت أدوّر ...
وين الساحل ...
آخر بصيص للشمس كان من ناحية ،،
يعني الساحل من الناحية الثانية ...
و سبحت بسلطان ،،
بكل قوتي و بأسرع
ما سمحت لي به الأمواج ....
فجأة ،،
فلت سلطان من إيدي و سحبه عمق البحر ...
لااااااااااا
*
* *
*