-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- ماشاء الله ياعم، تتكلم الأنجليزية.
- نعم، هم زبائني منذ ثلاثين سنة.
- لكن أنا لا أرى كتباً، فقط ثلاجة عصائر
وسجائر وبعض الحلويات.
- نعم مع الأسف.. ومن أنت ؟
- أعتبرني سائح عربي.
- من أي بلد ؟
- من السعودية.
- حياك الله، شرفت اليمن.
- أشكرك ياعم، ولكن أعتبرني فضولياً.. ماكنت تبيع السائحة.
- السائحة !
- نعم التي خرجت للتو.
- فقط بطاقات شحن للموبايل وأشتري دولارات.
- فهمت.
- أبني.. زمن تجارة الكتب ولى منذ أن ظهر الإنترنت.
- لكن هذا ظلم للكتاب.
- هذا هو الواقع !
- أنا أفضل أن أرى الكتاب بين يدي، لكن
هذا لايمنع أن نقرأ من الكمبيوتر.
- هل تريد مني شيئاً ! أنا مشغول.
- أنا أبحث عن كتاب خاص.
- ماهو ؟
- كتاب صفة جزيرة العرب للعلامة الهمداني.
فوقف صاحب المكتبة على رجليه ومشى حتى
أصبح خارج المكتبة، فنظر عن يمينه وشماله، ثم
دخل المكتبة ووقف أمامي وجهاً لوجه :
- هل أنت أستاذ تاريخ ؟
- لا.
- إذاً تاجر آثار؟
- لا ياعم، أنا سائح فقط، وأحببت أن أطلع
أكثر على تاريخ حضرموت.
- أنت تذكب، لايسأل عن هذا الكتاب إلا
من هو ضليع في سـر برهوت.
- إذا أنت تعرف ؟
- دقيقة، هل بصحبتك أحد بالخارج.
- لا.
- لأني أشك إن أحدهم يراقبك.
- يراقبني !
- ربما هم مكافحة بيع الأثار.
- هل كنت تبيع الأثار من قبل ياعم.
- أستغفر الله، كنت لكن من دون قصد.
- كيف ؟
- كان بعضهم يعرض عندي قطع
أثرية للبيع، ولايمضي أيام حتى يأتي أجنبي
فيشتريها، فتم القبض علي وخرجت بالبراءة
لأني كنت أداة نقل بينهم دون أن أعلم.
- الأن ياعم كيف أحصل على هذا الكتاب.
فمسك بيدي وأخذني داخل المكتبة.
- لماذا تريده.
- سأثق بك وسأخبرك ياعم، أنا ذاهب إلي بئر برهوت.
- بئر برهوت !
- نعم.
- هل أنت جاد؟
- نعم.
- لكن الكثير ذهبوا وغيروا رأيهم، ولم يدخلها قبلك أي إنسان.
- أعرف ذلك، وأنا سأدخلها.
فوضع يده على جبهتي .
- هل أنت مريض؟
- أنا أتكلم بجد ياعم، أنا سأدخل بئر برهوت.
- لدي سؤال، إذا أجبته، سأساعدك.
- تفضل.
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- ماهو سلاحك لدخول البئر.
- تريد أن تعرف الأجابة.
- نعم.
- سلاحي الوحيد هو القرآن الكريم.
- ونعم بالله.. وهل تخاف الجن ؟
- نعم وأعترف بذلك.
- ماشاء الله .. صريح جداً.
- أنا لا أكذب عليك، أنا أخاف الظالمين
والجن مثلنا واقع موجود، منهم الطيب
ومنهم الخبيث، مثلأ أنت.. ألا تخاف الأنس ؟
- هل تسألني؟
- نعم ومن غيرك أمامي.
- صدقت، هذه الأيام بعض ابناء آدم يخيف أكثر من الجن.
- هذا قصدي.
- وهل تضمن نجاحك ؟
- لماذا ؟
- لأن معظم الرحالة والمستشرقين الذين
دخلوا البئر أو لنقل حاولوا دخولها
فشلت كل محاولاتهم، مع إنهم جلبوا العتاد والأسلحة.
- أقوى سلاح أمام الجن، القرآن الكريم.
- أحسنت بني.. أنتظر دقيقة واحدة، وعينك على باب المكتبة.
- ماذا أفعل ؟
- إذا دخل من تشك فيه فأطرق علي الباب.
- أي باب ؟
- هذا الباب، إنه للمستودع، أنتظرني.
دقائق وإذا به خرج وبيديه حقيبة بنية تشبه
حقائب المدرسين القدامى، ففتحها وأخرج
كتاباً قديماً قد لف داخل خيش القماش، وناولني إياه.
- أسمع.. ماهو أسمك؟
- أبو أحمد.
- أبوأحمد، هذا الكتاب هدية مني إليك، وأرجوك
إذا خرجت من المكتبة لاتعرفني، واذهب وأسأل
عن الشيخ إبن الصاحب عقيل وأطلب مقابلته.
- لماذا ؟
- أطلب من النصائح الأربع.
- وماهي هذه النصائح ؟
- سيعطيك النصائح المفيدة قبل أن تذهب
إلي وادي برهوت، وإذا سألك أحد عن كلمة
السر، فقل نتعه، لاتنسى سأعيدها لك مرة أخرى، نتعه.
- قلها.
- نتعه.. وماهي نتعه ؟
- هي القرية التي بقربها توجد بئر برهوت الملعونة.
- ولا تنسى إنك بدأت طريق برهوت أي أنت عرضة للقتل.
- إلي هذا الحد الموضوع خطير !! وممن قد أتعرض للقتل.
- لا أعرف.
- أرجوك أخبرني المزيد.
- لا أعرف! لا أعرف!
ألتزم الصمت ثم كلمني مرة أخرى.
- هي كالبحر العميق المظلم... داخله مفقود والخارج منه مولود.
- توكلت على الله، لن أنسى نصائحك ياعم.
فوضع الكتاب في كيس بلاستيك وأعطاني إياه، فخرجت
من المكتبة ودخلت دهليز ضيق يؤدي إلي السوق
الشعبي، وكلما أقتربت من دخول السوق، أزداد
صوت الناس أرتفاعاً، حتى دخلت في عالم الضجيج
المتداخل الذي لم أجد نضيراً له في
حياتي، إنه سوق كبير جداً، مليئ بالمحلات
المكشوفة، الكل يبيع والكل يشتري وكل شئ يعرض هنا.
- ألو.. طارق.
- أبو أحمد ! أين أنت ؟
- أنا في السوق .
- محفوظ ونعيم معك ؟ وكيف أجدكم ؟
- لا أدري أين نحن، لحظة أسأل هذا البائع،
أين نحن من السوق لوسمحت ؟
- بين سوق الندافة والعطارين.
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- طارق.. طارق !
- نعم محفوظ.
- أريد أن أشتري هذه التحفة لأمي.
- لا أعتقد الوقت مناسب للهدايا، لاحقاً سنتكلم في هذا.
- لكن النقود معك، هذا ليس عدلاً.
- حبيبي محفوظ، أبوأحمد قال لي تصرف، وأنا
أبحث عن أحذية رياضية لنا جميعاً، حتى حذاء أبوأحمد سأشتريه بنفسي.
- وكيف علمت مقاسه.
- هو أعطاني أياه، ثلاثة واربعين، سهلة.
- أنظر.. نعيم لبس علاقة مع غمد السيف.
- ماشاء الله نعيم، شكلك أنيق، والله يماني.
- محفوظ !
- نعم طارق.
- لكي لا أنسى، أبو أحمد طلب مني
شراء مشغل شرائط كاسيت، مع سورة البقرة.
- لماذا ؟
- لا أعرف، لكن لوازم الرحلة، لأننا سنغادر عدن إلي المكلا غداً.
- هو قال ذلك.
- نعم، لقد أتفق مع أبومراد، اليوم أو غداً سنستلم سيارتين جيب.
- ممتاز، ستكون عندنا سيارة لوحدنا!
- نعم وسنذهب بها إلي برهوت.
- براً ؟
- أكيد براً، هو تتوقع أن نسبح بها !!
- لا قصدي ربما عبر الجبال.
وبينما طارق ومحفوظ يتحاوران، وعلى بعد عدة
أمتار، شاهد محفوظ عجوز تبدو وكأنها معاقة
خلف بائع ا لتبغ، واللعاب يسيل من فمها وتلقفه
بكفها، فتخلطه ببعض التبغ وتبلعه بأصبعها
مرة أخرى !! فسأل محفوظ البائع :
- أخ !! أخ !! هل هذه أمك ؟
- نعم.
فصفعها البائع بقوة على رأسها فسقطت وهي تقهقه ضحكاً
فخاف محفوظ !!
- طارق ! نعيم !
- ماذا تريد، الجو حار.
- طارق !! نعيم تعالا بسرعة.
- ماذا تريد محفوظ ؟
- أنظرا .. هذا شئ غريب، الرجل يضرب أمه المسكينة.
- أين هي .
- أنظر خلف بائع التبغ.
رموا بأعينهم بسرعة، فلم يجدا سوى بائع
التبغ يضرب الورق ببعضه كي يكسره.
- أنت لاترى محفوظ، إنه يكسر التبغ كي يبيعه.
- والله رأيتها!! إنها عجوز قبيحة، كان
لها ضرس أسود، والله ضربها !!
- محفوظ، إنت من النوع إذا جاع أختل عقله.
- أنا لا أمزح طارق !
- هيا بنا نمشي محفوظ، أبو أحمد سيأتي
عند الحمامات الرئيسية، هل تسمعني نعيم.
- هيا سيروا.
وما إن تحركوا، حتى نظر محفوظ مرة أخرى
للخلف نحو البائع، وإذا بالعجوز ظهرت ثانية
وهي ترمق محفوظ بعينها البيضا اللامعة، فخاف
محفوظ، وزاد من سرعته حتى أصبح بين طارق ونعيم.
بعـد نصف ساعة تقريباً.
- أبو أحمد !! نحن نسير بإتجاه الحمامات، لاتذهب بعيداً.
- أنا في الشرق منها، بجانب بائع الخزف.
- حسناً لاتغادر حتى نأتيك.
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
أنا جالس على الأرض أمام بائع الفخار.
- بكم هذه ؟
- عشرة دولارات.
- عشرة دو..!! أنا عربي، أنا لست أجنبي.
- هذا هو السعر، إن عجبك أو أذهب عند غيري.
- في ماذا تستعمل؟
- للطبخ والعمول.
- ماهي العمول؟
- لا أعرف، يقال المشعوذين يستعملونها.
- غريبة !!
- هل هي مصنوعة من الصخر.
- نعم، تسمى إناء الحجر، ُتدخل داخ التنور.
- أها.
- من أين ؟
- من جبل شوران.
- هل عندك أكبر منها.
- عندي، لكنها ثقيلة جداً.
- خذ هذا دولار لك مجاناً !!
- لي !!
- نعم.. لكن بهدوء أخفض صوتك وأنظر
خلفي هل ترى أحداً يراقبني ؟
- نعـ..م !!
- أخفض صوتك ! لاتجعله ينتبه لك !!
- نعم !! شاب عليه وزرا أسود.
- كيف يبدون وجهه، هل فيه علامة.
- نعم، أنفه مجدوع.
- شكراً.. خذ هذا دولار آخر، أنا سأذهب
لمجمع الحمامات التي أمامك، وإذا رأيته
يسير خلفي فأصرخ بأعلى صوتك، وكأنك تنادي أحداً.
- طيب، أعطيني الدولار.
- خذ.
وما إن مشيت خطوات حتى صرخ بائع الفخار
بأعلى صوته الذي أرعب المتواجدين، فتـشتت
ذهن المشبوه الذي يطاردني، فأنحرفت بسرعة
لليمين ودفنت نفسي وسط الناس، وخطوت سريعة حتى صرت بعيداً.
- الو..أبو أحمد، نحن عند الحمامات. أين أنت ؟
- أووفف .. آه آه.. طارق! بسرعة أتركوا مكانكم، أشك إننا مراقبين !
- ممن !
- لاتسأل، فقط تحركوا !
- أوكي .. سنتحرك، مابال صوتك.
- سأوضح لك لاحقاً، هل محفوظ ونعيم بقربك ؟
- لحظة أتأكد.. نعيم أين محفوظ !
- ذهب للحمامات.
- هل أخبرك بذلك.
- نعم، فلقد شرب ماءً كثيراً، وقال إنه سيتبول.
- الحمد لله، نعيم هنا ومحفـ..و.
وإذا بصوت صراخ وأستغاثة تصدر من منطقة الحمامات.
- أبوأحمد !! إنه صوت محفوظ !! إنه يصـ.. سأذهب للحمام.
فجريت بسرعة إلي منطقة الحمامات، وما إن
وصلت حتى رأيت أزدحاماً، فدخلت بينهم
بسرعة، وإذا بي أرى طارق ونعيم يفترشان
الأرض، ورأس نعيم في حجريهما، إنه
شبه عاري من الثياب!! وصوت بكائه قطع قلبي.
- ماذا حصل له !!
- العجوز !! العجوز !! تأكل يدها !!
- أهدأ محفوظ.. أذكر الله، أنا معاك أبو أحمد.
فحاولت أن أهدئ من روعه، لكن الهستيريا
أخذت منه مأخذاً، فأحتضنته، فنظر إلي وجهي
حتى عرفني وبكى حتى الثمالة دون توقف.
- لاتتركني !! لاتتركني، العجوز دخلت الحمام !! ستأكلني .. ستأكلني.
فصفعته أسفل رأسه حتى أغمي عليه، فحملناه في تاكسي ورجعنا به للفندق.
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
محفوظ نائم على سريره بالفندق.
- مسكين محفوظ.
- ماهي توقعاتك أبو أحمد ؟
- في الحقيقة طارق لا أعرف.
- أنت قلت إنها تخيلات، وقلت إن الجن
لايظهر بشكل إنسان.. إذا ماهو تفسيرك
لما حصل، هل محفوظ متوهم مرتين !
- أعتقد إن هناك أيدي خفية تريد أن تخيفنا
وتمنعنا من الذهاب إلي برهوت.
- هل تتوقع إنهم حراس من الجن ويحمون برهوت.
- أنا أعرف إن الجن مهما فعلوا فإنهم
يخيفون فقط، لكنهم لايأذون.
- وهذا الذي حدث لمحفـوظ، ألا تعتبره أذية.
- هذا تخويف حبيبي، محفوظ تعرض
لأنهيار عصبي نتيجة تخويفه.
- ولماذا يختارون محفوظ وليس أنا أو أنت.
- لأنه نقطة ضعفنا !
- قصدك هم يختارون الأضعف ثم الأضعف.
- أحسنت طارق وربما ينتقلون إلي
ضحية آخرى إذا لم تفلح خططهم.
وإذا بطارق ينظر لنعيم، ونعيم ينظر إلي ويسألني :
- من هم ؟! أنت تتحدث عنهم وكأنك تعرفهم.
- صدقني نعيم..والله لا أعرفهم.
- إذاً أين هي الفراسة والحاسة السادسة التي أخبرتنا عنها.
- الفراسة
- إذا كان القصد من رحلتنا هي أسترجاع
مراد، لماذا لايرضيهم.
- أنت محق ياطارق، وقبل أن أخرج سأقول
لكم سر أكتشفته عن قريب.
- وماهو ؟
- هل تصدقان إن شاهين صفع أبومراد وقال له ياحيوان.
- هل أنت متأكد !
- نعم !
- أيعقل هذا الكلام أبوأحمد؟
- نعم طارق، والأدهى والأمر إن رشيد كان موجوداً.
- والله نحن في دوامة !!
- نعم طارق نحن في دوامة.
- لكن كيف سنعرف الحقيقة.
- هل تثـقون بي ؟
- أكييد أبو أحمد !
- سأخبركم بالحقيقة قريباً..والأن أنا خارج.
- إلي أين ؟
- لأعرف الحقيقة.
- لكن باقي ربع ساعة ويؤذن لصلاة المغرب.
- سأصلي بالسوق.. صح تذكرت !
أعطني مصحف الجيب الذي معك.
- هذا هو على الطاولة.
- أسمع عزيزي طارق، أذهب للسوق وأشتري ما أمرتك به.
- جهاز التشغيل وسورة البقرة..إن شاء الله سأفعل.
- ولاتتأخر.
- بسرررعة !
- وأنت يانعيم لاتشغل عيونك بغير محفوظ،
أرجوك، وأشعل التلفاز، ربما وجدت قناة خاصة بالقرآن الكريم.
- صدقت أبو أحمد، صوت القرآن سيهدئ أعصابه.
- أنا خارج شباب وأي شئ طارئ فقط، ستجدوني بالموبايل.
- حسناً، طارئ فقط.
خرجت للشارع والكتاب مازال عندي، و لوحت
بيدي كي أستوقف سيارة أجرة أو توصيل
خاص، لكن مامن مجيب، فتوقفت سيارة صغيرة وسائقها أربعيني.
- هل أوصلك ؟
- نعم.
- كم تدفع ؟
- أنا عربي، لاخلاف بيننا.
- أنا أخاف من العرب أكثر من غيرهم.
- إلي هذه الدرجة !
- كم تدفع ؟
فركبت معه.
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- عذراً أخي لقولي هذا، لماذا معاملاتكم تجارية بحتة ؟
- أنت تقيم في شارع سياحي وتسأل عن الأسعار!
- حسناً أنسى الأسعار.
- إلي أين أنت متجه ؟
- إلي داخل السوق.
- أي سوق.
- لا أعرف.. سؤال أخي هل تدلني على عـ..
- أخ !!
- نعم.
- ماهي كلمة السر ؟
- ماذا !!
- بسرعة ماهي كلمة السر! أو أنزل هنا.
فتوقف بجانب الطريق وأعاد سؤاله عدة مرات وأنا مرتبك !!
- أنت فاجأتني، هي تـ.. نعم نعم تذكرت، نتعه، نعم نتعه.
فتحركنا من جديد.
- لو لم تقلها لرميتكم من السيارة.
- لماذا.
- وأنت معنا لاتسأل، فقط أستمع.
فسار بنا حتى دخلنا أحياء قديمة جداً لم أعرف
طريقها أو أرى علامة، وكان تنفسي سريع
وملفت للسمع، حتى ضننت إنه سمع دقات قلبي، والظلام أزداد.
- أنزل !
- إلي أين.
- ألم أقل لك لاتسأل.
- أسف.
- أسمع، إذا دخلت هناك، لن ينفعك الأسف، لاتسأل.
- إن شاء الله.
ظهر أمامي رجل وكأنه باكستاني فمسك بيدي، وسألني:
- ماهي كلمة السر ؟
- نتعه.
فعصب عيوني ومسك بيدي وسرنا لمدة عشر دقائق، حينها
كنت أحاول أركز على روائح الممرات
والدهاليز، لكن دون فائدة، فالغالب عليها رائحة التراب.
- أفتح العصابة ؟
- فإذا بي وسط غرفة صغيرة، والنور ليس قوياً، فقط لمبة في زاويتها.
- هل ستقابل سيدي الصاحب إبن عقيل.
- إذا ممكن.
فإذا به يفتـش ملابسي ويلمس جسدي بدقة.
- أدخل !
فدخلت غرفة بها باب صغير أدخلني إلي
غرفة طويلة، وإذا أرى في طريقي رجال جالسون
، فسلمت عليهم ولم يردوا السلام ! وأنتبهت لرجل
أعطاني علامة كي ادخل من باب آخر، فدخلت، وإذا
أنا في المكان المطلوب، إنه هو، نعم هو بنفسه..
أرى شيخ كبير مستلقي على سرير خشبي، فأقتربت منه..
تجاعيد الزمان تركت أثراً بالغاً في وجهه
حتى أصبح مرعباً، لكن غريبة لا أرى عينيه !
إنه بدون عينين !!
- ماذا تريد ؟
- صوتك ضعيف جداً ياعم؟ لم أسمعك.
- أقترب مني.
فدنوت منه، فهبت من نفسه رائحة العود والصندل، ولمحت أسفل رجليه مبخرة.
- ياعم.. السلام عليكم ورحمة الله.
- وعليك السلام والرحمة.
- الا تخاف ؟
- أخاف !
فمد يده ووضعها على صدري لثواني !!
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- لو كنت خائف لما وصلت إليك.
- ماهو مرادك ؟
- أنا هنا من أجل مراد المخطوف.
- مراد الرجل الذي أرسلك هو نفس مراد الذين سبقوه.
- لم أفهم ؟
- لقد أرسلك لمراد الترياق !
- تقصد ليس من أجل إبنه ؟
- نعم.
- من أجل ماذا ؟
- إنه يريد ترياق آل عاد والأحقاف.
- وماهو هذا الترياق ؟ ولماذا يريده.
- خلطوه بماء الكلس وشربوه ترياقاً.
- وما الفائدة من هذا الشئ؟
- إنه مطلب ملوكهم ووجهائهم، فـقـويت
أصلابهم وعظامهم وتضخمت صدورهم، فأصبحوا
جبابرة أهل الأرض من الشرق إلي
الغرب، وتحدوا ملك الملوك رب العالمين، فأهلكهم بمعاصيهم.
- إلي الأن لم أعرف ماهو هذاالترياق ياعم.
- هون عليك بني.
فأخذ نفساً عميقاً وقال لي.
- بني، إذا عدت إلي حيث أتيت، فأمسك
نفسك ولاتتهور، فإن الذي كنت تحذره وقع، وأذهب
حيث ارادوا لأن المراد هو غايتهم وإرجاع صاحبك رهينتهم.
- ماذا تقول ياعم ! أي رهينة.
- ماتركته قبل أن تقبل علينا.
- تقصـ.. محفوظ.
- نعم، هو كذلك، إنهم لايرحمون.
- الله يستر!
- لم تقل لي ماهو هذا الشئ.
- لاتخلط عقلك بما سيقولون وأتبع خطاي.
- تفضل ياعم، أنا أسمعك.
- سيقولون شوران، والبعض جبل الجب في
أرض علي، والحق إنها غيظة مروراً بشحن
إلي حاتا موقع البئر الملعونة.
- هل هذا هو عنوان بئر برهوت.
- نعم، الملعونة برهوت.
- سيدي !
- نعم بني.
- ولماذا سميت برهوت ؟
- البر هو الأرض والضيع من البئر، والهوت هو الجن.
- تقصد أسمها بئر الجن ؟
- نعم بني.
- ولماذا هي منبوذة ؟
- لأنها محمل أرواح الكافرين وسكنى
المنافقين، فإذا فرغت منهم النار المشرقية رموا
بها حتى غروب الشمس، فتحرق بها وهي
أحر من نار الدنيا، وريحها نتننة بغيضة، تنفر
منها الطيور، ودواب الأرض.
- وأين هي من الوديان.
- إنها بوادي غير طير ولانسمة، حيث البوم
تحوم في ليله، وسمى بوادي برهوت من وادي المسيلة عند أرض نتعه.
- وهل سأواجه الصعاب في طريقي ؟
- ملوك المردة وسادة العفاريت من أهل الجن
يجتمعون حيث يكرهون، حيث القرابين من الترياق هجد لهم.
- وهل سيؤذوني ؟
- سيقتلوك !!
- الجن !!
- الشياطين.
- تقصد السحرة.
- نعم.
- ومن أين يأتون ؟
- من أقطاب الأرض.
- ومتى يجتمعون ؟
- في النصف من كل شهر.
- إذاً من يضرني هو السحرة وليس الجن.
- نعم بني.
- وما واجهت في السوق هو منهم.
- سيمنعوك حتى من شرب الماء، حتى تعدل
عن رأيك وتعود إلي موطنك.
- وما سر الرجال الذين دخلت عيلهم في
مجلسك ولم يردوا السلام.
- إنهم أصم.
- لاحول ولاقوة إلا بالله.
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- ومانصيحتك لدخول البئر.
- إذا عزمت، فأجعل القرآن قبلك، وإذا
بلغت آخر آية، فقل بسم الله وخذ الجرة،فإن في
سورة البقرة أسم الله الأعظم، وما أن
ترجع صاحبك وتؤتيه الأمان، أكسره
ا مكانها دون أخذ قطرة منها، ولاتنسى وصيتي، لايغرنك
صوت الفزع مهما بلغت
الحناجر، ولا الصقيع والصقع من الصخر إلي الصخر..
بني هل أحسنت أنا قولي لتحسن أنت الإصغاء.
- نعم سيدي أكمل.
- كن حذراً عند ولوج الكهف، فلا تدير
ظهرك للخلف، ولا يغرنك اللئام من الأنس قبل
الجن من حولك، حتى وإن رموك بالسهام
فهي خدعة للعين ولن تصيبك.
- وماذا سيدي ؟
- لاتسحبك الغرائز والمكائد، خاصة لغة
الأجساد، لأنها طلب الرجال من الغرائز
واللذائذ، وكلما أغلقت لهم باباً فتحوا آخر.
- مثل ماذا ؟
- ستعرف في حينه.
- وماهو أقوى شيئ أواجههم به.
- أقتلهم بكلام الله العظيم، ألم تقرأ قوله تعالى
{لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا
مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }
صدق الله العلي العظيم.
- نعم، جل كلام ربي.
- وأجعل يابني لجسمك بردا ًمن الحامية، ولنفسك
من الهواء ثوباً يقي النتن من ريح البئر.
- بسم الله الرحمن الرحيم، لقد كش شعر بدني
وأحس ببرودة في جلدي، لكن شيخنا، كيف عرفت كل هذا ؟
فسكت الشيخ وساد الهدوء المكان.
- أكمل ياعم، أنا أسمعك، لماذا سكت !
فإذا بالرجل الذي يقف خلفي يقول لي.
- لاتجبر سيدي على الكلام، هو سيتكلم لوحده، أتعرف
إن آخر من تكلم معه قبل عشرات السنين، وأنطقته أنت !
- سبحان الله.
فإذا بصوت الشيخ مرة أخرى..
- دعه.. دعه .. إنه لي إنه لي.
فجلس بهدوء ورفع بأصابعه الهزيلة جفون عينيه التي
بدت كالجلدة الميتة، وإذا بعينيه بيضاء كالرماد.
- أقترب أكثر، هل أنت خائف.
- لا ياعم، أنا قريب منك.
- هل ترى بياض عيني ؟
- نعم ياشيخ.
- لقد أرمد ملك المردة عيني اليمنى، فلم يدخل
اليأس قلبي، فرجعت بعد عدة سنوات، ودخلت
عش الجن، فرمد الأخرى، حتى بقيت دون بصر.
- إذا ياعم أنا أنصرف، وإلي الأن لم أعرف ماهو مراد هؤلاء الناس.
فسكت لعدة دقائق.. ثم بكى بكاء القلب وقال:
- الزئبق الأحمر.
- الزئبق الأحمر !!
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
تحركت إلي الباب، فأخذ بيدي الحارس الذي
كان معي، وخرجت معه حتى ركبت سيارته.
- أين تريد أن تذهب ؟
- خذني إلي الفندق.
- لماذا تبكي.
- أنا لا أبكي، هذه دموع المسؤلية، لا
أعرف كيف ورطت نفسي في هكذا عملية.. نعيم
ومحفوظ وطارق، المساكين، كانوا يؤدون
أعمالهم ويعيشون حياتهم في خير وسعادة، وأنا
أدخلتهم في هذه التهلكة.
أوصلني إلي أمام الفندق حتى دخلته، وما إن وصلت
باب غرفتي، وإذا بي أسمع بكاء وصراخ لنعيم وطارق، فهرولت إليهم.
- ماذا حدث.. ماذا حدث.. وأين محفوظ !!
- لقد خطفوه !
- من خطفه ؟
- لانعرف أبو أحمد، أنظر لقد تركوا كل ثيابه
في الأرض، لقد أخذوه عريان
- أين كنت يانعيم، ألم أقل لك عينك على محفوظ
بينما يرجع طارق من السوق.
- عامل النظافة طرق الباب وقال إن أحداُ بغرفتي.
- صدقته، فذهبت إلي غرفتي فلم أجد شيئاً، وما
إن رجعت إلي غرفتكم لم أجد محفوظ، هل
تصدق أبو أحمد، فقط نصف دقيقة ويختفي
محفوظ، أيعقل هذا، محفوظ بكل حجمه وجسده يختفي !!
- أن أعرف الفاعل.
- من !! هل الجن ؟!
- لا إنهم المشعوذين والسحرة.
وإذا موبايلي يرن.
- نعم !! ألو !!
- مرحبا.
- من !! أبومراد.
- نعم حبيبي.
- أين أنت ؟
- لاتسأل أين أنا، أسمع ما أقوله لك، إذا رغبت
في إسترجاع محفوظ، أرجع لي مرادي، وأنت تعرفه.
- تقصد الزئبق الأحمر ؟
- نعم، وأنا لم أخلف بوعدي، أنزل بالأسفل
وستجد السيارة التي طلبتها واقفة أمام الفندق، وكل
شئ طلبته من الكويت موجود بداخلها.
- أنت خبيث !!
- لاداعي لهذا الكلام الأن.
- آخخ، أين ستذهب من عذاب ربي.
- المهم، أعرف إنك مراقب من عيوننا، وأين
تذهب نحن خلفك، والملتقى حتى تصل
بئر برهوت، وسأكون قريباً منك، وأي
حركة منك أو خيانة سيلاقي محفوظ حتفه.
- مجرم !
- أحسبها مثل ماتريد، أنا أريد الزئبق وهذا يكفيني.
- وكيف أضمن إنك لن تؤذي محفوظ.
- لك مني إنه سيكون بآمان، لأني سأتركه عند
جماعة في المكلا، وإذا رجعت
أنا بالمراد، سيتركوه، لأني مرؤوس من قبلهم، وهم من يلقي الأوامر.
- من هم ؟ السحرة.
- هذا لايهمك، المهم إنك تؤدي المهمة، ولاتنسى
إننا لم نقصر معك وزودناك بكل ماتريد من
معدات، حتى النقود موجودة بالسيارة.
- لعنة الله على الظالمين.
- ولاتنسى، أنا شاهين، ومراد هو رشيد أبني،
وأبو مراد خادم عندي، ولاتنسى بلغ سلامي لأصحابك طارق ونعيم.
فأغلق الموبايل.
- ياربي !! لقد ضاع عقلي، طارق.. نعيم.. سامحوني أرجوكم سامحوني !
- هل حصل مكروه لمحفوظ.
- لا، لكن كل ماحصل كان بسببي.
- أبو أحمد، نحن الأن في نقة إلا عودة، لنكمل المشوار معاً.
- أشكرك نعيم على قول هذا .
- وأنا معه أبو أحمد.
- أشكرك طارق.. أشكركما إخواني.
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
مبدع كعادتك
وممتع في سرد الاحداث والتتابع
مسلسل درامي يتراي امام عيني
ولكن لم استطلع اكماله
كنت اتمنى اخلص الاجزء قبل الصلاه بس مالي نصيب
ان شاء الله الليل لي رجعه لاكمال مافاتني وبعدها سأكون من المتواجدين اول بأول
الله حفظك من شر الانس والجن
سي يو لتر
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
اوف شنو بنيمني اليوم
المفروض اخليها لبكرة كفايه الاحداث هنا والقلب واقف
والعقل يفكر بالف شغله وكيف تكون
بس ماشاء الله عليك فكر واعي ونير واللي يشوف القصه
مايقول انها من عقلك وتكتبها وقتيه
غير الافكار والمعلومات اللي فيها تحط العقل بالكف
بس هالزئبق ذكرني باللي صار قبل فترة بس فرق السماء عن الارض
هنا شياطين وجن وسحرو وبسم الله علي
في انتظار البقيه
بس لاتتاخر علينا واايد
وعوافي عليك
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- ماذا أقول لكما، لا أعرف كيف أتصرف !
- أسمع أبو أحمد، لنجتمع ونقرر ماذا سنفعل الأن.
- نعم، هو كذلك.
- أولاً.. يجب أن نأخذ السيارة ونترك هذ الفندق بسرعة.
- لحظة نعيم، يجب أن نتأكد، إن السيارة
سليمة، أقصد بدون أجهزة تنصت.
- أحسنت طارق ! وربما وضعوا فيه
أجهزة تفجير بالريموت.
- هل تصل إلي هذه الدرجة.
- لاتستبعد، إنهم لايرحمون.
- مارأيك أبو أحمد أن نذهب إلي مكان أكثر أمناً.
- توكلنا على الله
- شباب ! لا أجده.
- ماهو ؟
- أتذكرون موبايل مراد الذي كان معي في الكويت.
- نعم.
- لقد وضعته في حقيبتي ولا أجده !
- أكيد أخذوه معهم.
- هيا بنا سنرى ماذا سيحدث.
وجدنا السيارة غيرة مقفلة ومحملة بكل الأدوات التي طلبناها.
- طارق، تأكد إنها سليمة.
- إن شاء الله.
نعيم وأنا واقفان بالشارع، بينما طارق يفحص السيارة.
- نعيم !
- نعم أبو أحمد.
- لاتلفت الإنتباه، أنظر بحذر إلي الجهة الشمال أمامك.
- ماذا ترى أبو أحمد؟
- أنظر، هناك شاب جالس داخل المقهى يحملق فينا بالمنظار.
- صدقت. ماشاء الله كيف لمحته.
- الغبي، لقد عكست ساعته نور الشمس في عيني.
- الحمد لله حتى الشمس معنا.
- أوكي شباب، السيارة سليمة.
- أحسنت طارق، هيا بنا نعيم.
أصبحت أنا السائق، فركب نعيم بجانبي وطارق بالخلف.
- شباب !
- نعم أبو أحمد.
- إننا ملاحقون ومراقبون في كل دقيقة، حتى في دورات المياه توجد عين.
- أبو أحمد، أنت قلت قبل قليل إن المشعوذين وراء كل هذا !
- سأوضح لكما الأمر.
- تفضل أبو أحمد.
- أنا كنت في زيارة غير متوقعة لشيخ معمر
وجليل من أهل عدن، ولقد أخبرني بمعلومات خاصة ومهمة.
- عن برهوت ؟
- نعم برهوت وماسنواجه في طريقنا إليها.
- لكن أين تقع برهوت هذه، أنا سألت عامل بالفندق فقال إنها خرافة.
- طارق، الكثير هنا لايعرف برهوت.
- حتى أهل اليمن !
- نعم، لا أحد يتكلم عن برهوت، فقط المهتمين مثلنا.
- وبماذا أخبرك الشيخ أبو أحمد ؟
فأخبرتهما بماجرى علي مع الشيخ .
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- هل تعرف الطريق جيداً أبو أحمد.
- سنستعين باللوحات، نريد أن نقف عند
حدود عدن الشرقية والمتجهة إلي زنجبار.
- زنجبار !! أليست زنجبار مدينة بأفريقيا.
- ههههه، نعم تلك زنجبار الكبرى عاصمة
سلطنة عمان سابقاً، أما زنجبار اليمانية، فهي مدينة في شرق عدن.
- والله أول مرة أسمع عن مدينة زنجبار اليمانية.
- شباب !! أعتقد هذا المكان مناسب لعقد أجتماعنا، سأتوقف هنا.
- لكن أبو أحمد، ألا تعتقد إنهم يراقبونا الأن.
- بل أجزم إنهم ينظرون إلينا.
- كيف !
- ربما.. ربما.. أها .. أنظر إلي تلك البقالة الخشبية هناك.
- تقصد تلك.
- إنها بعيدة جداً، وما أدراك إنها بقالة.
- نعيم طارق، ربما بقالة، لأنها على الطريق، هل ستكون مصنع.
- ههههه، هههه.
- دعونا شباب نجتمع والباقي على الله.
- صدقت نعيم.
- شباب، وجهتنا هي برهوت، في وادي
المسيلة، لكن هل تفضلون الطريق البحري أو البري.
- ماهو رأيك أنت أبو أحمد.
- أنا أعتقد إن البحري أقل خطورة.
- والسبب.
- في الطريق البري سنكون عرضة للخطر
أكثر، فبه غابات وجبال وسهول
- والبحري ؟
- البحري ياطارق مكشوف أكثر، والحركة به
أكثر من غيره، لذا هو أكثر أمان بعد الله.
- هل تعرف المدن التي سنمر بها، وماهي
المدينة الرئيسية التي سنتجه إليها، أقصد وجهتنا.
- الخريطة التي بيدي تقول إن وجهتنا حالياً
هي المكلا، وتبعد عن عدن بحوالي ستمائة وإثنان
وعشرين كيلومترتقريباً، وفيها ميناء ضخم وقديم.
- وماهي القرى والمدن التي سنعبرها.
- هل تسجل ياطارق.
- نعم.
- أكتب سبع مناطق، أولها زنجبار، ثم شقره،
ثم أحور، ثم عرقه، ثم الحامية، ثم بلحاف
ومن بعدها قرية بروم وأخيراً نصل المكلا.
- كأنك قلت إننا سنزور قبر نبي الله هود عليه السلام.
- نعم طارق، إنها فرصتنا، بما إننا باليمن سنزوره بإذن الله.
- وأين يقع القبر الشريف ؟
- لحظة دعني انظر للخريطة، سنتجه من المكلا
بإتجاه الشرق إلي الشحر، ثم سنسلك طريق
ترابي إلي تريم، ثم قريب منها عينات،
وثم فقمة، وبعدها منطقة هود عليه السلام.
- وبعد هود ؟
- نعيم ، بعد هود وصلنا إلي الخط الأحمر،
منطقة وادي برهوت، إلي الجنوب سنكون
في وادي المسيلة ثم نتعه وأخيراً الجبل الملعون .
فصدرت تنهيدة من نعيم وطارق وكأنهما قلقان.
- أتكلا على الله شباب، من كان مع الله، كان الله معه.
- لاشك في ذلك،والنعم بالله.
- أبوأحمد، أين تتوقع أن نجد عراقيل ومشاكل.
- توقعوا في كل مكان.
وإذا موبايلي يرن.
- هل هو شاهين المجرم.
- لا.. إنها الوطن، أم أحمد تتصل، بعد أذنكم شباب.
- خذ راحتك أبو أحمد.
فنزلت من السيارة وأبتعدت عنهم.
- نعيم !
- نعم طارق.
- هل تتوقع إننا سننجح ؟
- أتمنى ذلك.
- كم نسبة النجاح لديك ؟
- خمسين بالمائة.
- وأنت ؟
- أنا لا أعرف، أنا خائف.
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- شباب أنا أنتهيت من المكالمة، بسرعة دعونا
نصلي المغرب قبل أن تشتبك النجوم.
- وهل تنوي أن نحرك الأن إلي زنجبار.
- أقترح إننا ننام والمشي يكون في الصباح أفضل، مارأيكما ؟
- نحن نتفق معك أبو أحمد.
- إذاً لنعسكر للصلاة ثم ننام.
عسكرنا بجانب الطريق السريع المؤدي إلي
زنجبار، و ليس ببعيد عنا نور الدكان أو البقالة التي كنا نتحدث عنها.
- الحمد لله، من يؤدي الصلاة وكأن جبلاً نزل من على ظهره.
- الحمد لله.
- لقد كان هذا اليوم طويل جداً، من يصدق الأحداث التي حصلت.
- وكأننا في حلم.
- هل أعمل الشاي أبو أحمد ؟
- ياليت نعيم، أعتقد إن كل الأدوات المطلوبة موجودة في السيارة.
- مسكين محفوظ، لقد أفـتقـدته.
- سنجده ياطارق، أنا أقسم لكم إني سأبذل كل جهدي كي أنتصر عليهم.
- إن شاء الله.
- والأن سنقرأ بعض المعلومات التي بكتاب
الهمداني في صفة بلاد العرب ومن بعض
الأوراق التي عندي لأبن ظهيرة في كتاب مكة، مارأيكم ؟
- فكرة جيدة، نحن في حاجة لبعض المعلومات قبل بدأ الرحلة.
- إذا أسمعوا شباب، قال الهمداني لا يمكن الوصول اليها
يقصد حضرموت،بسبب العواصف الرملية العنيفة،
ويسكنها النسناس، وهو حيوان وضيع برجل ويد
وعين واحدة،ويقول المثل ( ذهب الناس وبقي النسناس)
ويقال إن جمال المهرة الشهيرة من سلالة جنوبار، فقال
عنها السلطان إن كل شخص في حضرموت يعتقد أنها تقع
بين حضرموت وعمان. وأضافت: لقد حذرني من صحراء
صيهد التي تهب فيها الرياح وحيث تسود الغربان.
- ماشاء الله أبو أحمد، إن وصف الهمداني جميل وشيق.
- هل تعرفون من حاول قبلنا المرور بالطريق البري من عدن إلي حضرموت.
- من ؟
- فون فريدي وهيرش وبينت وزوجته.
- وزوجته، غرباء هؤلاء المستشرقون، حتى زوجاتهم جاؤوا معهم.
- صدقت، نحن رحلة عادية ونفكر ونتردد أن نأخذ الزوجة معنا.
- أكمل أبوأحمد، سيجهز الشاي.
- ولقد سلكا تعرجات طريق إالمكلاوالشحر إلى حضرموت
الداخل، ثم سار بعدهم الرحالة المشهور عبدالله فيلبي الذي
أعتنق الإسلام، وكذا فان درميولين والمؤرخة والرحالة
البريطانية فريا ستارك.
- كل هؤلاء كانوا هنا بحضرموت ؟
- نعم.
- أبو أحمد، ماذا كان إعتقاد الناس الذين يعيشون
بحضرموت، هل كانوا يؤمنون بالخرافات والدجالين.
- نعيم، يعتقد الكثير من الناس بجود كميات كبيرة من
الكنوز والقرابين المدفونة تحت الأرض وهذا الأعتقاد
سائد منذ مئات السنين، وهذ سببه الجهل والتخلف
المنتشر بينهم، وهذا ينطبق على بئر برهوت.
- إذا هم يعتقدون إن بئربرهوت مليئة بالكنوز وفي نفس
الوقت محروسة بالجن.
- نعم، وقد شاع بينهم أيضاً قدرةالدجالين والمشعوذين
على استخدام الجن في استخراج هذه الكنوز عن طريق
مرادهم الزئبق الأحمر.
- أكيد، فهم من يستفيد من ذلك.
- وكل هذا مرتبط بالزئبق الأحمر اللعين.
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- نعم.
- لكن من يقف خلف أبومراد في هذه القضية ؟
- أكيد عصابات كبيرة دولية، وذات نفوذ تريد
أن تحصل على الزئبق الأحمر كي تبيعه بملايين الدولارات.
- وما الغرض منه في الزمن الحديث.
- لقد ارتبطت أعتقادات بالجان على سرقة
وجلب مخزون الأموال من خزائن البنوك والصناديق الخاصة.
- تقصد إنهم يسخرون الجن لسرقة الأموال.
- نعم، والمقابل الزئبق الاحمر.
- هذا عالم ثاني نحن لانعرفه.
- وتسمى عملية السرقة والمقايضة مع الجن بالتنزيل.
- بسم الله الرحمن الرحيم، حرامية من الجن !
أول مرة أسمع هذه المعلومة.
- والتحكم كله بيد المشعوذين والدجالين.
- الأن فهمت أبو أحمد، أبومراد وبدعم من العصابة
دفعنا أن نحصل على الزئبق الأحمرم الموجود
ببئر برهوت كي يعيد إستعماله.
- نعم.. أحسنت نعيم، أعتقد إنك مع الشاي تبدع أكثر.
- هههه، هههه.
- ولهذا عرض علينا الأموال الطائلة كي يوصلنا
إلي هنا، وبعد أن وقعنا بالشبك، أخذ منا محفوظ رهينة.
- صح طارق، ولمعلوماتكم حتى المنزل
المسكون بالرميثية تمثيلية فعلها بنا قبل قدومنا
هنا، وحتى العجوز هناك والفتاة وكل شئ مدبر.
- كيف ولماذا ؟
- طارق ماحصل بالكويت كان أختبار ليس إلا.
- أختبار !
- نعم فإذا أجتـزناه ذهبنا إلي حضرموت، هم
سيخسرون مصاريف وتذاكر والأموال التي وضعوها في حسابنا.
- إنهم مجرمون حقيقيون.
- نعم.
- وكل الرسائل التي أوهمونا إنها مكتوبة من
قبل جنية أسمها جورية بنت عنبوس إلي مراد.
- ههههه، شر البلية مايضحك.
- ههههه، ههههههه، أضحكتني طارق، والله
أضحك على نفسي كم كنت ساذجاً حين صدقت كل تلك الخرافات.
- المهم أن نرجع محفوظ سالماً.
- أكيد، لكن أمامنا حاجزين، أولهما طلب
أبومراد. ويمنعنا حراس الجن من تنفيذه.
- أنت قلت الجن لايؤذون.
- نعم، ولكن أمامنا الحرس الحقيقي
لبئر برهوت، وهم المشعوذين والسحرة
والذين علموا بقدوم فريق جاء ليسرق الزئبق الأحمر.
- كأنه صوت رسالة، أبو أحمد، جاءتك رسالة على موبايلك.
- أعطيني الموبايل، أنا أشعر بالنوم.
- لاحول ولاقوة إلا بالله.
- ماذا في الرسالة أبو أحمد.
- كلاب !! كلاب !! لعنة الله عليهم.
- ماذا أبو أحمد.
- محفوظ معنا في المكلا، لاتتأخروا لديكم
فقط خمسة أيام، وكل يوم تأخير لسير العملية
سوف يفقد محفوظ أصبعاً من يده يصلكم في طرد مفاجئ.
- أستغفر الله.. ملاعين !!
- إنهم لايحملون ذرة من الإنسانية.
شباب الفجر سنحرك إلي زنجبار.
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- ماشاء الله.. ما أجمل اليمن.
- نعم طارق، أسمها اليمن السعيد، الم تسمع ببلح الشام وعنب اليمن.
- لكن لماذا العرب غافلون عنها، أنا لا أرى إلا السياح الأجانب.
- ماشاء الله، الجو خلاب والطبيعة، أنظر نعيم،
الفاكهة بأنواعها، الموز والبابايا والمانجو
والعنب، توقف أبو أحمد والله أشتهيت بابايا.
- لامانع عندي طارق، لكن ما أكثرهم، لحظة
دعني أرى أي البابايا أكبر وأجمل، نعم هذا البائع عنده كمية كبيرة.
- هل تصدق طارق وكأني في الهند
، ماشاء الله، اليمن جميلة وكأني في حلم ماشاء الله تبارك الله.
توقفنا عند بائع البابايا، وأشترينا بعضاً منها، وواصلنا طريقنا.
- كان البائع سيأكلك بعينه أبو أحمد.
- صحيح ! حرام عليكما، ربما هو معجب.
- والله عينيه لم تسقط من النظر إليك.
- طارق ! ماذا ستفعل ؟
- سأفتح واحدة، نريد أن نأكل منها.
- أنتظر، سوف نتسخ، فقط ربع ساعة ونأكل، أنتبه للكاميرا.
- هل تعتقد إنهم جادين بخصوص محفوظ.
- نعم.
- وهل كل طريقنا أخضر وجميل حتى نصل حضرموت.
- لا.. أنسى هذه الخضرة، سندخل في عالم الصحراء والجبال القاحلة.
- أنت تعرف اليمن جيداً، هل زرتها من قبل ؟
- فقط قرأت عنها، أنظروا شباب، الله .. ما أجل هذا المنظر الخلاب.
- والله لو إننا لم نأتي لهذه المهمة لقطعنا اليمن من الشمال حتى الجنوب.
- أين يقع جمال اليمن.
- سؤال جيد ياطارق.
- اليمن خلابة وجميلة مثل أسمها، ففيها تقع
الجبال الخضراء، أو ما تسمى بمنطقة اللواء
الأخضر، إنها سلسلة من الجبال الخضراء مثل أب ومدينة تعز الجبل.
- ولماذا سميت مدينة عدن بهذا الأسم ؟
- ما أعرفه إنها سميت بأسم جنة عدن، حيث قيل أن
آدم وحواء عليهما السلام نزلا من الجنة إلي
عدن، ونزلت منها قطعة من الجنة وهي أرض
عدن كما هي أمامكم، وقيل إنه أسم عدن
بن قحطان ، وقيل عدن الماء حيث يخرج من الصخر ويجري حتى البحر.
- ماشاء الله.
- على فكرة شباب، أعتقد إننا في طريقنا إلي
برهوت سنرى عدة قبور لأولياء صالحين ولرجال مقدسين عند الحضارمة.
- مثل من ؟
- مثل الحبيب، على بن حسن العطاس.
- وأين قبره ؟
- إنه بوادي حضرموت، ربما بعد سيؤون المودية إلي الوادي.
- وهل له مزار ؟
- نعم.
- ومن أين نسله.
- من نسل أهل البيت، أعتقد ينتهي نسبه إلي العريضي.
- وهل كان عظيماً عند قومه.
- نعم، كان من علماء عصره وشعرائهم، أعتقد
في القرن الثاني عشر الهجري، وهو من المقدسين
عند الشافعية المتصوفة على ما أعتقد.
- لكن أشهرها قبر نبي الله هود عليه السلام.
- نعم صدقت يانعيم، فهود عليه السلام مشهور
، وإن شاء الله نرى قبره ونصلي عنده.
- ماشاء الله، بلد غنية بالطبيعة والأثار، إنها مقومات للسياحة.
- وهذا مايحصل طارق، الأجانب يعرفون المناطق
السياحية العربية أكثر منا نحن العرب، مثلاً هل سمعت عن وادي صبصب.
- أين هذا ؟
- إنه وادي تحت الأرض يبعد عن الأحساء بثمانين كيلومتر.
- وماذا يوجد به؟
- إنه حلم داخل الصحراء، فالأجانب وخاصة
موظفي أرامكوا ينزلون بالحبال حتى داخل
الوادي، إنه كالحفرة الكبيرة العميقة، وبها نخيل وعين وبعض الطيور والحيوانات.
- سبحان الله.
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
يسلموووو
مع كل جزء يزداد التشويق اكثر
في الانتظااااار
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- أنا جائع.
- ماذا تريد طارق.
- أنا جائع أبو أحمد، أنسيت إننا لم نفطر.
- قلت لك بعد قليل سنأكل البابايا فروت.
- وهل هذا إفطار، أنظر يوجد الكثير من المحلات والمخابز على الطريق.
- مارأيك نعيم نقف ونشتري.
- فكرة جيدة، أنا أريد كوب شاي ساخن.
- وها نحن توقفنا. أذهب طارق وأشتري بعض الفطائر والشاي.
دخل طارق البقالة وأخذ بعض الحاجيات، وأثناء
هو واقف عند المحاسب، كان بجواره رجل خمسيني.
- أتشتري مني هذا العسل.
- لا أشكرك.
- سأبيعك بسعر رخيص.
- لا أشكرك.
- تذوقه وستعرفه حلاوته.
- ستجبرني أن أشتريه.
- لا، إذا أعجبك فقط يمكنك أن تشتريه.
ففتح الرجل غطاء قنينة العسل ووضع بعضه
في الغطاء ولعقه طارق بأصبعه ووضعه في فمه.
- أمم لذيذ، لم أذق مثله في حياتي.
- هذا عسل دوعني.
- دوعني !
- ألم تسمع عنه؟
- وماذا تعني دوعني ؟
- تعني من وادي دوعن، وهي بحضرموت، وعسلها هو الأجود.
- صحيح تذكرت، أتعرف شيئاً عن برهوت.
- برهوت !
وما إن سمع صاحب البقالة أسم برهوت، حتى أشتد أنتباهه ونظر إلي.
- ماذا تريد من برهوت ؟
- نحن متجهين إلي هناك.
- هل لكم أقارب بتلك المنطقة ؟
- لا.
- إذا ماذا تفعلون هناك ؟
- فقط سياحة.
سكت قليلاً.
- أنصح رفاقك أن لايذهبوا إلي هناك، أنا
فقدت قريب لي ذهب إلي برهوت قبل عشر سنوات وإلي الأن لم يرجع.
- أشكرك على العسل، أين دورة المياه لو سمحت.
- في الخارج خلف البقالة.
فخرج طارق وأعطانا المشتريات وذهب لدورة المياه.
- طارق !
- نعم أبو أحمد!
- كن حذراً.
- إن شاء الله.
ذهب طارق نحو دورة المياه وبعد دقائق رجع إلي السيارة، وإذا به يشعر بدوخة كاد بسببها أن يسقط على الأرض.
- طارق ! ماذا حصل !
- أحسست بدوخة ! ربما من الجوع.
تحركت السيارة، وأنا أراقب طارق في المرآة.
- خذ طارق، هذه فطيرة جبنة وعصير.
- أشكرك نعيم، والله أنا جائع حتى الموت.
وبينما طارق يقضم الفطيرة.. كأنه رأى شيئاً دخل فمه !!
فتوقف عن المضغ !! فمسكه بيده وأستخرجه من فمه !!
وإذا به أصبع مقطوع به دم !! فرماه أرضاً وهو يصرخ !!
- واو !! واي !! ساموت !!
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
فقدت السيطرة على السيارة وكدت أن أصطدم بشجرة، فتوقفنا.
- ماذا بك !! ماذا طارق !!
- توقف !! توقف !!
- لا لا .. محفوظ ! محفوظ !
طارق يبكي .
- ماذا طارق ! ماذا حدث لك ! كدت أصطدم بالشجرة !
- ماذا حدث طارق ؟ أنا نعيم .. طارق !!
- لقد أكلت أصبع محفوظ ! ياربي !!
- أعتقد يانعيم إن طارق هو ضحيتهم
الثانية، أركب معه بالخلف وأقرأ عليه المعوذات
وسيكون بخير، أنا سأكمل الطريق، يجب أن
نصل إلي مدينة تعز قبل أن يحل الظلام، النوم في تعز.
- هل هو شاهين اللعين.
- لا أعتقد، إنهم المشعوذين حراس البئر،
أنا سأشعل سورة البقرة، سيرتاح إذا سمعها.
بعد عشر دقائق، ونحن نسير بالطريق، وسورة البقرة مازالت في مسامعنا.
- صدقت أبو أحمد، طارق يتصبب عرقاً ونام.
- ربما حدث له شئ داخل البقالة، إذا جلس أسأله.
بعد ساعة ، والطريق مازال جميلاً وأخضراً،
وكأننا فوق بساط أخضر بمحاذات الجبال، وإذا بطارق أفاق.
- طارق، طارق !
- أين أنا !!
- أنت في السيارة، أنا نعيم.
- نعيم، أين أبو أحمد.
- خذ أشرب الماء.
فلما شرب طارق الماء، أحس إنه سيسترجع، ففتح
النافذة ورمى بما في بطنه من النافذة.
- أه أه.. الأن أرتحت، لعنك الله يامجرم، هو السبب ! هو السبب !
- من تقصد ياطارق ؟
- صاحب العسل.
- أي عسل !
- رجل اسقاني عسل بالبقالة.. قال إنه لذيذ وسيبيعني بسعر رخيص.
- شباب ، نصحتكم عدة مرات، لاتأخذوا ولا
تأكلوا أي شئ من أي إنسان باليمن، نحن غرباء ولاتـثـقون بأحد.
- صدقت ابو أحمد.
واصلنا المسير حتى أنقضت ثلاث ساعات، وإذا بنا عند الحامية ، فتوقفنا للصلاة.
- شباب، سنصلي الظهر والعصر قصراً، ثم نتابع المسير.
- ماهو أسم هذه البلدة ؟
- طارق، الحمد لله على السلامة.
- سلمك الله أبوأحمد.
بعد الأنتهاء من الصلاة
- غفر الله لكم، لاتنسى الصدقة نعيم، أستخرج ولو عشرة ريالات يمانية.
- نعم فعلت، أبو أحمد عندي سؤال.
- تفضل نعيم.
- هل صحيح إن الجن يعشق الأنس، أقصد أبومراد
أو شاهين كذب علينا وقال إن مراد عشقته جنية ، هل هذا صحيح ؟
- أسمع، سأخبرك بما قرأته ، وبما توقف عقلي
عنده، لكن لاتقول أبو أحمد يؤمن بهذا، فقط
معلومات يقف العقل عندها بدون حركة.
- تفضل أبو أحمد.
- الم يقل القرآن بسم الله الرحمن الرحيم، في
وصف الحور العين بالجنة : لم يطمثهن أنس قبلهم ولاجان.
- نعم، قرأت ذلك.
- أنا فهمت من الأية الكريمة إن لدى الحور العين
إمكانية تقبل المباشرة وفقدان الطمث، أي البكارة
من قبل الأنس والجان، كي نفسر هذا ؟
- صدقت هل الجن يفقد الحور بكارتها.
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- والحور أنثى جميلة أجمل من بنات
البشر، وهي مكافأة للمؤمنين والفائزين بالجنان.
- لكن لاتنسى إن المؤمنات من البشر أجمل من الحور العين.
- نعم، لكن أنا أتكلم بالمسلمات والمذكور بالقرآن.
- إذا أنت تقصد إنه توجد إمكانية اللقاء الجنسي بين الأنس والجن.
- أممم، ليس بالضبط !
- أفصح القول يافيلسوف زمانك، ماذا تقصد إذاً.
- هل سمعتم عن عشق الجن.
- لا، فقط سمعنا عن عشق البشر، أما جن فلا !
- عشق الجن هو أن يعجب الجن بإمراة ثم
يعشقها، ثم يدخل في دمها عن طريق القرين، فيتملكها
ويمنعها من الزواج بالأنس وتعزف هي عن
الناس، وتبقى منطوية على نفسها وتحب الأنعزال والوحدة.
- بسم الله الرحمن الرحيم.
- أبو أحمد غير هذا المقطع، جاءتني رعشة، ماذا
لوتكلمت عن زواج الأنس بالجن، اكمل موضوعك عن الحور العين.
- طيب، نحن توقفنا إن بعض المؤمنات اجمل من الحور العين.
- صحيح وماهو عكس الحور العين في الجنة ؟
- الولدان المخلدون.
- أحسنت طارق، إنه مكافأة للمؤمنات الصالحات
العابدات واللاتي لم يرزقن بزواج الدنيا، أو ممن
تخير أن لاتعيش مع زوجها في الجنة فتختار الولدان المخلدون.
- هههههه، هههه، والله أعتقد أن أمي لاتريد أبي في الجنة.
- تقصد أبو يانعيم، هههههه، هههههه.
- أكمل أبو أحمد أنت موسوعة.
- ماشاء الله، طارق متحمس، أنت تحب الكلام عن النساء.
- بجد أبو أحمد كلامك شيق وغريب، أكمل، على الأقل ننهي الطريق.
- إن شاء الله، لكن أسكب لي كوب شاي.
- أنت تأمر أمر حبيبي.
- تفضل.
- أشكرك.
- أسمعوا حبايب، لم يرد تفريق في حالة فقدان
الطمث في الأية الكريمة، بل ورد المساواة في إمكانية
تحديد نوع الفاعل، أنس كان أو جان، وحالات تلبس
الجن كثيرة، مثلا أن يعجب الجن بالمرأة ويعشقها فهو
يراها وهي لا تراه، ولذلك هناك تحذير ونهيعن نوم
الإنسان رجلاً كان أم امرآة وهو عاري الجسد، وهناك
الكثير من النساء يجلسنامام المرأة في صورة ملفتة
للنظرمع سماع الأغاني، وهي تتمايلوهذا خطأ جسيم
يدفع الجن لعشقهن، وأعتقد إن هناك حديث شريف ينهى
عن المكوث فترات طويلة أمام المرآة ، وكذلك ذهاب
النساء الى الحفلاتوهن في كامل زينتهنوخاصة
حفلات الصخب والغناء، فتصيبهن بتلبس الجن وعشقه.
- بو أحمد عندي سؤال جداً مهم.
- تفضل.
- أيهما أقوى العين أم السحر؟
- سؤال وجيه.
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- نعم أبوأحمد.
- هل تبقى لديك ماء حار؟
- نعم.
- إذاً أعمل لي شاي أخضر بدون سكر، وأنا سأتكلم عن العين.
- إن شاء الله، أنتظر أنتهي أريد أن أركز في كلامك.
- أنتهيت ؟
- نعم، تفضل.
- العين أعزائي حق، والحق له قوة وصعب إزالته،فقد
نزيل الباطل لكن لايمكن ازالة الحق، القرآن الكريم
يستعيذ من صاحب العين فيقول بسم الله الرحمن الرحيم
( ومن شر حاسد إذا حسد ) ، وقد ذكر رسول اللهصلى الله عليه وآله
بأن العين تذهب بالرجل الى القبر وتدخل البعير القدر،
ايانها تقتل وهناك حديث اخر على ما أعتقد يقول
فيه بأبي هو وأمي عن العين
( أكثر أمتييموت بالعين ) وفي آخر أيضاً
عن العين والحسد بين الناس ( لو تكاشفتم لما تدافنتم )
فكثير من الذين يموتون حالياً من حوادث السيارات
وغيرها بسبب العين والعياذ بالله، فهمت طارق.
- نعم حبيبي أبوأحمد، باقي السحر.
- السحر وهم وهو لاشئ ، إنما تصوير خيال
أمام الناظر فقط، ودائماً لايفلح السحرة في أفعالهم،
قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم:
( لايفلح الساحر حيث أتى ) والنبي صلى الله عليه وآله
قال في مضمون كلامه، إن السحر أو الساحر لاشئ، فقط
وهم، وسيذهب ويزول بالتوكل على الله جل وعلى.
- إذا العين أقوى من السحر.
- أحسنت نعيم، فالعين حق والسحر وهم وخيال، مثلاً
ماحدث لطارق قبل قليل وإنه رأى أصبع محفوظ في الفطيرة، هذا وهم من السحرة.
- لكن كيف عرفوا بذلك أبو أحمد، كان الأمر بيننا وبين شاهين.
- أنا أشك إن أحدهم يسرب المعلومات إلي السحرة.
- تقصد ..
- نعم الخادم الذي ادعى انه أبومراد، هو يفشي
المعلومات إلي السحرة والمشعوذين، وقال لهم
إنهم خطفوا محفوظ، لذلك يريدون إخافتنا بتهديد شاهين اللعين.
- وكيف يحدث الحسد أبو أحمد، أقصد العين كيف تصيب، سبحان الله شئ.
- نعيم سأقول كلام هو فلسفة، وليس بالضروري إنك تعتقد به.
- تفضل.
- تقول الفلسفة إن للعين سهام من نور هوائي، وهذه
السهام ليست للإنارة بل للمعرفة أي لمعرفة
كنه الشئ الذي أمامك، فتختزل صورة منه
للعقل، وهذا يتم بعد سقوط الضوء عليه، وهذه
السهام باردة في الغالب ، لأنها تنتج من رضا النفس
وشغف المعرفة لديها، أما إذا أصحبت النفس تأمر
بالسوء والحسد، فتتحول السهام الضوئية من باردة
إلي حارة ملتهبة، تسقط على الشخص أو الجسم
المتلقي للتركيز، فتصيبه. ودائماً ماتخرق هذه
السهام، أي الحارة الجدران والحواجز، مثلاً أن
يقول أحدهم تعليقاً عن كمبيوترك ياطارق وفي
نفسه شئ، فتؤثر على الجهاز فتعطبه.
- وماهو المانع أو السلاح الأكثر فعالية ضد هذه السهام.
- كلام الله ! والصلاة على محمد وآله ! وأكثر الحساد هم
ممن حولنا، وسهام عيونهم تكون أقوى وأدق، هل تصدقون
إن هذه السهام يؤمن بها الهندوس في عباداتهم، فهم عندما
يؤدون اليوجا، يركزون على ملعقة مثلا فيرفعها عن
الأرض، أو ينظر الكاهن إلي الأسد فيهابه.
نعيم ينظر إلي .
- صدقت أبو أحمد، هذا الكلام موجود لدى الهندوس.
- شباب، الساعة الأن الخامسة والنصف
وهذه اللوحة تقول إننا على مشارف بروم، يعني
فقط ساعة ونكون في مدينة المكلا.
- إنها مدينة مشهورة.
- نعم طارق، هل تتذكر شئ يأتينا من المكلا ؟
- تقصد أكل.
- نعم.
- تذكرت، أسماك التونة مشهورة وغالية لجودتها.
- نعم، المكلا مشهورة بصيد الأسماك، وتصدر أنتاجها لكل دول العالم.
- إن شاء الله عشاءنا الليلة سيكون سمك طازج.
- والله ضربت على المسمار أبو أحمد سأموت من الجوع.
- نعيم، أنت سماك، وأنت من سيختار عشاءنا.
- موافق.
- تصدق أبو أحمد أنت إنسان غريب.
- ماذا تقول طارق.
- صاحبنا مخطوف وتعيش حياتك، لذا لا ارى شعره بيضاء في رأسك.
- آ هاا !! هذه العين التي كنا نتحدث عنها.. ومن شر حاسد إذا حسد.
- أمزح معاك، هههههه، هههه.
أعرف،هههه.
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
بعد خمسين دقيقة، لاحت في الأفق أنوار مدينة المكلا
- وأخيراً وصلنا شباب، سندخل المكلا العريقة.
- هل سنذهب إلي داخل المدينة أم عند أطرافها.
- أعتقد إننا سنمر من جنوب المدينة، أي على
البحر، وربما توجد واجهة بحرية وعمائر
حديثة، .. نعم أنظروا هانحن ندخل
الشارع الرئيسي، أقرأ ماذا مكتوب في اللوحة ياطارق.
- وسط مدينة المكلا.
- نعم هي أعتقد إنها الواجهة البحرية.
- لاتسرع أبوأحمد، ماشاء الله، إنها حديثة وكبيرة.
- هذا هو الميناء على ما أعتقد، أنظروا إلي الرافعات الكبيرة هناك.
- وأخيراً لوحات المطاعم، أنا سأختار لكم السمك اللذيذ.
بعد عشر دقائق ونحن في داخل السوق، أوقـفنا
سيارتنا اللاندكروزر عند مواقف الواجهة البحرية وترجلنا.
- أنظروا، إنه خور كبير، يشبه خور دبي !، لنذهب إلي الجهة الأخرى.
- كيف ؟
- أنظر هناك جسر حديدي أزرق، إنه جميل.
- ماشاء الله، المكلا جميلة جداً ، والله لم أتوقع إنها بهذا الجمال والتطور.
- والعشاء أبو أحمد.
- سنشتريه بد رجوعنا.
- بسرعة أنظروا، والله إنه جميل، ماذا يسمون هذا الجسر، لو سمحت.
- نعم، أتريد خدمة ؟
- أنت يماني ؟
- نعم.
- وأنت من أين، تبدوا غريباً.
- أنا سائح عربي.
- حياكم الله، شرفتم خور المكلا.
- ما أسم هذا الجسر ؟
- أسمه جسر الصداقة.
- ماشاء الله، الصراحة المكلا جميلة جداً.
- هذا من ذوقكم، تفضلوا معنا على العشاء.
- أشكرك جزيلاً، نحن في عجلة من أمرنا، لكن
هل تدلنا على مطعم يقدم وجبات بحرية لذيذة، والأهم طازجة.
- أكيد طازج !! أنتم بالمكلا وسط البحر.
- أين نذهب.
- أنظروا هناك، هل ترون التجمهر حول المطاعم، عند
الشجرة الصناعية.
- نعم نعم النخلة الخضراء المنيرة.
- هناك مطعم بأسم مطعم سوقطرى، هو جديد وخدماته جيدة.
- أشكرك أخي.
- لاشكر،أنتم مرحب فيكم، هل أقدم لكم خدمات أخرى.
- لا.. شكراً.
- ماشاء الله أبو أحمد، إن شعب اليمن مضياف وخلوق.
- جداً ياطارق، معروف الشعب اليمني، شعب طيب وكريم.
- مارأيكم طارق وأبوأحمد، نذهب للمطعم الأن، صراحة أنا جوعان.
- مسكين محفوظ، كلما تذكرت الجوع يأتي
على بالي، ياترى.. هو شبعان الأن، أو جائع، وأين
هو ياترى، على حسب كلام شاهين بالمكلا.
- لماذا لاتتصل به أبوأحمد، رقم موبايل شاهين اليماني عندك.
- نعم سأتصل..
- إنه لايرد، سنتصل لاحقاً، هيا بنا.
- ماشاء الله، الناس زحمة والخور جميل جداً، انظروا
للإنارة الصفرار للمدينة، إنها آخاذة، لنأخذ صوراً ليلية ياطارق.
- لكن الكاميرا ليست جيدة في التصوير الليلي.
- فقط بعض الصور للذكرى، خذ من الجانبين للخور.
- لحظات.
وصلنا عند مجموعة من المطاعم، والناس مزدحمة أمامها.
- هذا هو مطعم سوقطرى الذي أخبرنا به الرجل.
- على فكرة شباب، سوقطرى جزيرة في بحر
العرب، وهي تابعة لليمن، وتعد من أجمل وأغرب الجزر الطبيعية بالعالم.
- صحيح أبو أحمد، لماذا لم تأخذنا هناك.
- إن شاء الله إذا أنتهينا من مهمتنا ورجع محفوظ
معنا سنذهب إلي سوقطرى.
هيا ندخل المطعم
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- ماشاء الله، إنه مزدحم.
- السلام عليكم.
- وعليكم السلام، أهلاَ شباب، هل أنتم عرب.
- نعم.
- عذراً لايوجد مكان في صالة الرجال.
- لكن نحن على سفر، أرجوك أنظر هنا أو هناك.
- سأكلم المدير، ربما سيجد لكم مكان في صالة العائلات.
- العائلات !
رحل النادل إلي مبنى الإدارة.
- أبوأحمد، هل تعتقد إنه سيوافق.
- نعم، نحن ضيوف عندهم.
أقبل مدير المطعم.
- أهلا وسهلاً بكم شباب العرب، نضعكم على رؤوسنا.
- أشكرك سيدي، صراحة أخجلتنا.
- تفضلوا، أدخلوا في هذا الممر.
وإذا نحن بصالة العائلات بالدور العلوي، فأجلسنا فس غرفة مغلقة بالستائر.
- دقائق ويأتي لكم الجرسون.
- أشكرك.
- طارق، أنا سأذهب لأغسل وجهي ورأسي، سأضع جل على رأسي.
- وماهو طلبك.
- أطلبوا لي سمك مشوي أو بالفرن، لاتنسى لا أريد مقلي.
ذهبت إلي المغاسل، فغسلت وجهي ورشفت شعري
بالماء، ووضعت عليه بعض الجل وأمشطته، وإذا
بي ألمح كأن أحداً يمر عن يميني، وإذا بفتاة آية من
الجمال باللباس اليمني تنظر إلي، رمت بسهام عينيها
في عيني لحظات، وكأني لمحت خصلة من شعرها
تـدلى على جبهتها، فغشاني الخجل ونظرت للمرآة مرة أخرى.
- سبحان الله، بدأ قلبي يرف.
- أبو أحمد !! أين أنت ؟
- نعم شباب، آسف لتأخري.
- لماذا تأخرت.
- يا الله.. آه .. ماذا أقول لكم.
- ماذا ؟
- وأنا أغسل وجهي، ملاك مـر بقربي.
- تقصد إمرأة.
- نعم.
- ماهذا الكلام أبوأحمد، أنت تقول هذا الكلام !
- ماذا تقصد نعيم ؟
- لم أتوقعها منك !
- طارق، والله ليس بقصد مني، رائحة عطرها أغشى قلبي.
- أستغفر الله، نحن على سفر والله يستر علينا، استغفر ربك.
- صدقت، استغفر الله.. أستغفر الله، لعن الله الشيطان.
- شباب !!
- ماذا نعيم.
- هل صلينا المغرب والعشاء.
- لا !! كيف نسينا.
- هذا هوالشيطان، منظر المكلا وخورها أنسانا الصلاة.
- لو سمحت، كم سيستغرق طلب العشاء ؟
- ربع ساع تقريباً، انظروا عندنا زحمة.
- أوكي هل يوجد مكان للصلاة هنا ؟
- نعم، في هذه الغرفة، يمكن أن تصلي.
- وأين أتجاه القبلة.
- هنا شمال غرب قليلاً.
- شكراً.
أنتهينا من الصلاة وأكلنا العشاء ثم خرجنا من المطعم.
- إنها ذكرى جميلة، لكن ياليت محفوظ معنا.
- صدقت نعيم.
- غريبة لم يتصل بك شاهين.
- سأحاول مرة أخرى.
- ماشاء الله، الناس في إزدياد حول الخور، أنظر إنهم ما أكثرهم.
- هيا شباب نعود إلي سيارتنا، نحتاج إلي الوقود، ثم سننام في الطريق السريع المؤدي إلي الشحر.
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
وصلنا إلي السيارة.
- أين سيكون النوم أبو احمد ؟
- سننام في الطريق السريع، وعند الفجر نتحرك.
- إذاً عند البحر سيكون أفضل.
- عند الخور!
- نعم ما المانع.
- هل أنت خائف ؟
- حتى لو أنا خائف، لماذا نذهب إلي البر، على الأقل نرى الفجر عند الخور
- مارأيك نعيم.
- أنا مع طارق.
- أنظروا هناك الكثير من الناس يفترشون الأرض.
- نعم، سنفعل مثلهم.
- إذا سنذهب إلي الجهة الأخرى، أعتقد إنها أهدأ.
وما إن تحركن بالسيارة، وإذا رأيت نفس الفتاة تمشي
بالشارع مع ثلاث نساء، وكانت تنظر إلي بنظرات جارحة.
- طارق ! نعيم ! هذه هي الفتاة.
- أين هي ؟
- هذه مع النساء .
- أبوأحمد، أنا شربت العسل وسحروني، أعتقد إنك مرهق من القيادة.
- والله لست متوهم، أنظروا إليها، أستغفر الله العظيم، هل أنتم أغبياء !
فنظر إلي طارق ونعيم بأزدراء، وتحركت بالسيارة.
- آسف شباب، والله لم أكن أقصد.
لم يعيروني جوابا
- طارق، نعيم، أسف والله أسف، لعن الله الشيطان.
- لاشئ أبو أحمد، لاتأخذ في نفسك شئ، هذا المكان
جيد ، توقف كل نفرش البساط ونضع الفرش.
- الهواء عليل.
- نعم.
- مارأيكم بالعشاء كان لذيذاً، اليس كذلك.
- نعم.
- لكن لماذا لا أحس أني أكلت شئ، وكأن بطني فاضي.
- صحيح أبو أحمد، أنا أحس أنني لم أأكل شيئاً، أكلهم غريب.
- السمك خفيف على المعدة ، لكن ليس إلي هذا الحد أن يختفي !
- صدقت طارق، سأذهب إلي ذاك المحل وأشتري بعض الكعك.
فذهبت إلي المحل ودخلت وإذا به عدد من
الزبائن وأخذت بعض الكعك وسألت البائع الذي بالمحل.
- منذ متى ومطعم سوقطرى مفتوح، ماشاء الله زبائنه كثر.
- مطعم سوقطرى !
- نعم الذي بالجهة الأخرى من الخور.
- تقصد مطعم سوقطرى الخاص بالأسماك ؟
- نعم.
- هذا مقفل منذ شهرين، عليه مخالفة من البلدية.
- مقفل من شهرين !! هل تمزح معي ؟
- أنا لا أمزح.. هل تقصد المطعم ذو الواجهة الزرقاء.
- نعم.
- هذا مقفول، العمالة التي به غير مرخصة صحياً.
- أنا بحلم أو علم، أقل من نصف ساعة كنا هناك وأكلنا به.
- هل تريد أن تشتري أو تلعب أخي.
- والله أنا أتكلم بجد، أنا سائح عربي، ياربي كيف يحصل هذا.
- أدفع سبعين ريالاً للكيك والعصير.
- تفضل.
فرجعت لأصحابي.
- شباب، هل تعرفوني ؟
- ماذا حصل لك أبوأحمد، أنت لست طبيعي منذ دخلنا المكلا.
- والله شباب، يقول لي صاحب البقالة إن مطعم سوقطرى مقفل من شهرين.
- من شهرين !!
- نعم شباب، هل تصدقون ما قال ؟ أذهبوا بأنفسكم وأسألوه.
فذهبوا إلي المحل.
- لو سمحت، هل ماقلته لصاحبنا صحيح.
- وماذا قلت ؟
- إن مطعم سوقطرى مقفل منذ شهرين.
- صاحبكم من ؟
- ذاك الشاب الذي يلبس جينز أزرق.
- هو فقط أشترى كعك وعصير ولم يسألني شئ.
غريبة، طارق هل أبوأحمد يكذب علينا أو ماذا !!
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- أعتقد إننا في ورطة هنا، يجب أن نغادر المكلا مع الفجر.
- أبوأحمد، هل تفكر في إلغاء المهمة.
- لا !! مستحيل.
- من أجل محفوظ أو المال ؟
- طارق، هل تتوقع أني تركت أهلي ووطني
وعرضت نفسي للخطر من أجل المال، أنا أريد المعرفة.
- لم أكن أقصد أهانتك أبوأحمد، لكني مللت.
- طارق! اليأس يرجع الحضارات للخلف،
أنظر للشعب الهندي، شعب مناظل ومكافح من أجل العيش والسلام.
نعيم يبتسم.
- الأن شباب ننام وفي الصباح نصلي ونتوكل على الله.
- نعيم.. أبو أحمد، صوت موج البحر في رأسي،كيف أنام.
- غريب أنت ياطارق، بالعكس فصوت الموج يشجع
على النوم، وأنت أبن القطيف درة البحر وتقول هذا،
أعتقد إنك خائف ! أقرأ المعوذات ونام.
بعد خمس ساعات، أي بعد الثالثة والنصف صباحاً، كنا
غارقين في بحر النوم وإذا بصوت طارق الخافت يجلسنا.
- أبوأحمد..نعيم، أنظروا بسرعة ! شباب لاتـفـوتوا الفرصة !
- آه ماذا تريد طارق.
- أخفظ صوتك أبو أحمد، انظروا هناك على رصيف البحر.
- ماذا هناك ؟
- نعيم أفتح عيونك جيداً ماذا ترون ؟
- بسم الله الرحمن الرحيم، ماهذا ؟
- أبوأحمد، أنها فتاة !
- فتاة ! وما الغريب في الأمر ؟
- أنا كنت مستلقي على جانبي الأيمن وأنظر لجهة
البحر، وإذا هي تنظر إلي من بعيد، أحسست وكأنها تسحبني.
- تسحبك ! هل أنت تحلم ياطارق.
- والله أتكلم بجد، في عيونها مغناطيس يسحب
الناظر، لحظة تنظر إلينا ودققوا النظر فيها.
فنظرنا إلي المكان الذي أشار إليه طارق،
وإذا من بعيد وكأن كلامه صحيح !!
إنها فتاة !! نعم هي !!
- شباب !! هي الفتاة التي أخبرتكم عنها، لماذا هي هنا.
- بسم الله الرحمن الرحيم، لنقرأ المعوذات شباب.
- أحسنت نعيم، إنها غريبة !
وإذا بالفتاة تسير نحونا ! إنها تقترب ! تقترب أكثر !
- أبو أحمد، إنها قادمة إلينا !
- نعم، الله يستر.
- هل أخطأت عليها بالمطعم.. تذكر ؟
- لا والله، فقط نظرت إليها.
- سبحان الله إنها جميلة جداً.
- حتى نعيم أعجب بها، سبحان من خلقها، أسكتوا إنها تقترب.
فأقتربت الفتاة حتى وصلت عند حافة البساط، وأقتربت
أكثر حتى جلست أمامنا وجها ً لوجه، نعيم وطارق
كانا عن يمين وعن شمالي، فتلاصقت أيدينا مع بعض
من شدة الخوف والرهبة. كان أجسامنا باردة جداً وكأن دمائنا تجمدت.
- أنت أبوأحمد ؟
كان صوتها خشن وكريه جداً أغلض وأخشن من صوت الرجال !
- هـ..ل هـ..ل تـ.. تـ..كـ.. كلميني ؟
- هل أنت أبوأحمد ؟
- نـ.. ن نـ.عم .. نعم أنا هو.
- ماذا بك، هل انت خائف ؟
- أكييييد، سأمــ..وت من الخوف.
- لاتخافوا، أنا رسول فقط.
- رسول ! ممن ؟
- رسول أناس لهم مصلحة عندكم.
- ولماذا صوتك.. أسف على قولي هذا.
بكت ثم رفعت رأسها.
- إنه بداخلي.
- من هو الذي بداخلك ؟
- مفراع، إنه متدلي على حبالي الصوتية.
- مفراع !! وماهو مفراع ؟
- إنه جني، سلطه علي سيدي ملك سحرة المغرب، إنه يخنقني.
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- بسم الله الرحمن الرحيم، وماذا يريد سيدك ملك المشعوذين، ما أسمه ؟!
- شوعط.
- شوعط عويضه!!
- وماذا يريد منا سيدك شوعط المغربي ؟
- هل تريدان أن تستعيدا صاحبكم ؟
- قصدك محفوظ !
- نعم، هل ترغبان في إسترجاعه ؟
- أكييد، هل هو معكم ؟
- إنه مع جماعة شاهين، لكن نستطيع أن نحضره لكم.
- وماهو المقابل، ومن أنتم ؟
- نحن مكلفون من قبل جماعة منافسة لأصحاب شاهين.
- قصدك رجال أعمال أو عصابات دولية.
- من هذا القبيل.
فألتصق بي طارق وهمس في أذني.
- أبوأحمد، أعطيها ماء، يمكن يصلح صوتها.
- أنا أسمعك، لايفيد الماء.
- بسم الله الرحمن الرحيم، هل سمعتي كلامي.
وإذا بنعيم يسقط على جانبه فاقداً الوعي من شدة الخوف.
- وأين هو محفوظ الأن ؟
- إنه بالمكلا، يجتمعون في وكر لهم، وسيرحلون به إلي سيؤن صباحاً.
- وماهي المصلحة من أسترجاعه.
- أن تقوم بمهمة لنا.
- وماهي ؟
- عملائنا منافسون لعملاء شاهين، ونريدكم أن تسلمونا الزئبق الأحمر.
- أهاا.. أنا توقعت كل المصائب من هذا الزئبق اللعين.
فأرتعدت فرائصها وخنقت رقبتها وأهتزت بقوة وكادت أن تضربنا بأقدامها.
- ماذا حدث لك !! أرعبتينا !
- لاتلعن الزئبق الأحمر، الذي بداخلي شاط غضباً عليكم.
- أسف.. لم أكن أقصد، قدمي له أسفي.
- هل ستنفذون طلبنا ؟
- أن نعطيكم الزئبق الأحمر.
- نعم.
- وشاهين، ووعدنا معه.
- هل رأيت في حياتك الزئبق الأحمر؟
- لا، ولا أعرف شكله.
فأخرجت من بين يديها زجاجة صغيرة وكأنها قنينة دواء زرقاء اللون.
- ستأخذ هذه الزجاجة وتستبدلها بما ستخرجه من
البئر وتسلمها لشاهين وتعطينا الزئبق الحقيقي.
- وماهو الضمان لنا ؟
- نحن سنحميك بقدر المستطاع، الأن..هل أنت موافق ؟
- وكيف يرجع محفوظ ؟
- قبل الفجر تتبعوني بسيارتكم حتى وكرهم، وسأدخل وأخرجه لكم.
- هل المكان بدون حراسة ؟
- سأدخل عليهم وأسقيهم، ويتم التسليم.
- أنا موافق لكن أريد بعض الأجابات.
- نعم وبسرعة أرجوك، إنه يخنقني، يرفض أن أتكلم.
- كيف علمت بمحفوظ ، وكيف عرفت أسمي وعن مكاننا ؟
- خادم شاهين عميل معنا وأخبرنا بكل شئ، وسنكافئه.
- تقصدين أبومراد سابقاً ؟
- نعم.
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- نعم.
- أهاا، الم أقل لكم شباب، أوه.. نعيم نائم.. أتسمع طارق.
- نعـ..م أبوأحمد، بسرعة نريد أن نسترجع محفوظ.
- ريما يكتشف الأمر شاهين ويقتلنا.
- لن يعرف، الزجاجة متطابقة مع زجاجة البئر.
- هل تخبريني أكثر؟
- عن ماذا ؟
- مع من نتعامل في هذه المعركة، أقصد ربما
يخرج لنا شخص آخر ويقول إنه من جماعة أخرى وطلب منا خيانتكم.
- أسمع أبو أحمد، سيجتمع في منتصف الشهر
ملوك السحرة من الغرب والشرق، سيأتي ملك
سحرة المغرب واليمن وعمان وسوريا وتركيا وبلغاريا
والهند والكثير، لكن أقواهم سحرة المغرب وحضرموت
وعمان والهند وسيرمون قربانهم جميعاً من الزئبق
الأحمر كي يحقق سيد الجن مطالبهم.
- سيد الجن ! هل لديهم زعيم ؟
- نعم، أمير الجن في وادي برهوت بحضرموت.
- وماهو أسمه.
- دمونه.
- بسم الله الرحمن الرحيم، الأن عندنا سحرة
سيجتمعون، وعندنا عصابات تشتري الزئبق من عملاء للجن مثـلكم.
- هل أنت موافق، بسرعة قرر.
- لاحول ولاقوة إلا بالله، بماذا أوقعت نفسك
يا أبوأحمد، كنت جالساً في بيتك مع عيالك أمام
الكمبيوتر في التأليف، والأن بدل الكتب مجموعة سحرة.
- هل أنت موافق أم لا ؟
- نعم موافق، أمري إلي الخالق الذي سيحميني من بطشكم .
- ونعيم.. ماذا أفعل به أبوأحمد ؟
- بسرعة طارق رش عليه الماء، لنعيد عدتنا للسيارة.
- نعيم، نعيم .. سيرجع محفوظ.. سيرجع محفوظ !
- بسم الله .. بسم الله.. أين أين .. أين أنا !!
- وأنت كيف ستذهبين، صح نسيت.. لم أسألك عن أسمك ؟
- هذا لايهم.
- لايهم.. إذا لايهم ! وأين سيارتك ؟
- أنا لا أمتلك سيارة.
- إذا كيف سنتبعك إلي محفوظ ؟
- سترى.
وإذا بها تمشي ثم تهرول ثم تجري ثم كالغزال تسرع أو البرق !! ونحن نلحق بها
- أنظر طارق، إنها تسرع وكأنها تطير.. بسم الله الرحمن الرحيم.
- نعم ، تذكرت أفلام الساموراي، إنهم يطيرون فوق البيوت أثناء القتال.
ودقائق وإذا نحن أمام بيت قديم، فاوقفنا سيارتنا أمام الباب،
فقط دقيقة أو ربما أقل، خرجت الفتاة مع محفوظ وهو
معصوب العينين وهو يبكي، وما إن أدخلته داخل سيارتنا
حتى فتحت عصابة عينيه، فنظر لمن حوله وكأنه يريد
الصراخ والبكاء عندما شاهدنا، فلفت إنتباهه وجود الفتاة وظل يرمقها بتعجب !
- هل أتفقنا أبو أحمد.. خذ الزجاجة.
وبمجرد أن سمع محفوظ صوتها البشع سقط فوراً إلي الخلف وأغمي عليه.
- نعم أتفقنا.
- ولاتنسى، لاتحاول أن تخوننا كما خنت شاهين، فنحن
لانعرف الجدال القتل عند سيدي هو جواب الخائن.
- نحن لم نخون شاهين، بل أسترجعنا محفوظ
الذي اخذه بالأكراه منا وتحركنا حسب أوامره
بالأكراه، أما الأن فنحن متفقون برضى الطرفين.
- إذاً أتـفـقنا.
- لحظة باقي سؤال، كم باقي إلي أن نصل سيئون؟
- يزيد قليلاً عن ثلاثمائة كيلومتر.
- وهل الطيريق معبد ؟
- لا، نصفه متقطع والباقي رملي جامد.
- وهل فيه مخاطر.
- أنتبهوا لأنفسكم جيداً في طريقكم إلي سيئون، هناك حيث هناك.
فذهبت للخلف وأختـفت عين الأعين.
- ماذا كانت تقصد بهناك حتى هناك، هل فهمت كلامها أبوأحمد؟
- صدقني نعيم لم أعرف ماذا تقصد، لكن ما أعرفه
إننا يجب أن نختفي عن الأنظار بسرعة ونتحرك إلي الخط السريع.
- والصلاة.
- سنصلي في طريقنا إلي الشـحـر.
- إذا هيا بنا إلي الشحر.
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
بعد عشر دقائق ونحن في طريق الشحر.
- متى سنقف للصلاة أبو أحمد.
- إذا رأينا محطة محروقات جيدة سنتوقف، مارأيك نعيم.
- إذاً لن نتوقف.
- ههههه، ههه.
- ماذا حصل لمحفوظ، حركوه شباب.
- أعتقد هذه أنوار محطة بنزين، سنتوقف هنا للصلاة.
- نعم يكون أفضل.
توقفنا في محطة المحروقات وفرشنا البساط للصلاة
ومحفوظ مازال فاقداً الوعي في السيارة، فأنتبه لنا
وقد فرغنا من الصلاة، فهرع إلينا يصرخ من فرحته.
- طارق!! نعيم!! وأبوأحمد !!
بكى من شدة تعبيره بحرارة اللقاء، وضربني على صدري مرتين !
- لماذا تتركوني! لماذا ! لماذا !
- أنت بيننا الأن يامحفوظ.
- والله كدت أموت بدونكم !
- كيف ؟
- تسأل كيف يانعيم! أتصدقون قسم إنهم منذ
أختطفوني لم يعطوني إلا ثلاث وجبات رز ومكرونة ودجاج وسمك.
- فقط !!
- وماء ومشروبات غازية.
- فقط !!
- ماذا حصل لك ياطارق، فقط فقط، قلت لك قسم.
- هههههه، هههه، أحمد الله إنك لست معنا، نحن أكلنا سمك وطار في الهواء
- طار في الهواء ! كيف سمك بأجنحة !
- هههههه، هههههه، والله أفتقدناك يامحفوظ.
- أشكرك حبيبي أبوأحمد، هههه.
- لم تقل لنا كيف خطفوك جماعة شاهين.
- وأنا نائم على السرير، وضع أحدهم كمامة
من القطن على فمي، ففقدت الوعي، لكن ليس كاملاً.
- كيف ليس كاملاً؟
- نعيم، ليس كاملاً يعني أني أحس بما يدور حولي.
- طيب أكمل.
- سمعتهم يقولون إنني ثقيل جداً، فخلعوا ثيابي وحملوني، ثم سمعت طق !!
- ماهذا ؟
- وكأن عظماً قد أنكسر.
- عظم أنكسر! عظم من هذا يامحفوظ ؟
- صراحة إنك غبي يانعيم، هل تعتقد إنه عظمي .
- عظم من إذاً ؟
- عظم الذي حملني، بمجرد إنهم رفعوني سمعت طق في ظهره !
- هههههه، ههههههه، والله سأموت من الضحك.
- لاتضحك كثيراً ياطارق، فإنها تميت القلب.
- أبو أحمد والله لا أستطيع، هههه هههه، وكيف عرفت إنهم خلعوا ملابسك.
- شعرت بالبرد الشديد يلسعني.
- ههههه، هههه، اخذوك عريان!
- نعم.
- أنظر أبوأحمد، حتى أنت ستموت من الضحك، هههه.
- هههه، إذاً أفتح له الحقيبة يانعيم لكي يلبس ملابس نظيفة.
- وملابس من التي عليك ؟
- هذه ملابس رأيتها معلقة في البيت الذي وضعوني فيه، رائحتها صبغ.
- ههههههه، هههه، إنها ملابس صباغ.
- أنتهى طارق، ستموت من الضحك !
- أبو أحمد أنظر عامل المحطة قادم إلينا.
فأقبل إلينا عامل المحطة.
- السلام عليكم.
- وعليكم السلام.
- ماذا تفعلون في هذا الوقت هنا ؟
- نحن نصلي.
- لماذا لم تصلوا في المسجد.
- أين هو ؟
- أنظروا في الجهة الأخرى من المحطة.
- نشكرك يا أخ، والله لم نراه.
- وأين أنتم ذاهبون ؟
- نحن مسافرون إلي سيئون.
- وهل عبأتم السيارة بالبنزين الكافي.
- نعم.
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- نعم.
- أنصحكم أن تأخذوا معكم كم جالون أحتياط.
- لماذا ؟
- الطريق غامض ومليء بالمخاطر، فالأفضل أن تأخذوا أحتياطكم .
- صدقت، لكن هل لديك قوارير كبيرة للبنزين.
- نعم.
- أعطينا أربعة.
- تفضل معي.
محفوظ أستبدل ملابسه بملابس نظيفة وجلس
مع طارق ونعيم، وأنا أنتهيت من دفع قيمة البنزين الأضافي ورجعت لهم.
- شباب، لنأخذ السيارة ونحمل البنزين الأضافي.
- أبو أحمد !
- نعم محفوظ.
- كم عددنا ؟
- أربعة.
- أنت واحد وأنا وطارق ونعيم ! صحيح أربعة !
- لماذا ؟
- من الخامس الذي يركب مكان مكانك بالسيارة.
ونظرنا إلي السيارة وإذا بشخص راكب بها !
- من هذا شباب؟
- أقتربوا منه.
- والله إنك مخبول يامحفوظ، إنهم ملابسك المتسخة، كيف ترميهم هكذا !
- هههه، هههه.
- أنت والله فاكهة الرحلة.
فتحركنا صوب الشحر، حتى مضت ربع ساعة.
- كم المسافة بين المكلا والشحر؟
- تقريباً مثل المسافة بين عدن وزنجبار
خمسين إلي ستين كليومتر، ولماذا تسأل يانعيم.
- فقط أريد ان أعرف.
- في قلبك سؤال يانعيم، قل ماذا تريد.
- أنا أعرف متى أصاب بالأنفلونزا.
- أنفلونزا !
- نعم، وكأن حلقي ملتهب وبي حرارة داخلية.
- إذاً سندخل الشحر ونأخذ لك مضاد حيوي.
- من المستشفى.
- لا، أعتقد إننا طلبنا أدوية بالحمولة.
- هل سنتجه للشمال أبوأحمد.
- نعم طارق، ندخل الشحر وننعطف إلي الشمال.
- هل تتوقع الشحر مدينة أو قرية.
- أتوقع إنها قرية كبيرة، لكن ستكون أثرية.
- كل اليمن أثرية يا أبوأحمد.
- صدقت محفوظ، أينما تذهب تجد الأثار.
- وأين تقع مملكة سبأ ؟
- سؤال جميل جداً منك محفوظ، صدقوني كنت
أنتظره منكم، فمعروف إن الملكة سبأ من أشهر الشخصيات العربية.
- الشخصيات العربية.
- نعم، في من قوم الحميريين.
- وأين تقع مملكتها.
- عزيزي مملكة سبأ مترامية الأطراف في
زمانها، حتى قيل إنها من منطقة البحر الأحمر
إلي الجنوب من حضرموت، وكانت لها مدينة
شمالية شمال شرق أبها، وفي الوسط صنعاء والجنوب
سيئون، وكان لها حرم في قصر عظيم سنذهب نحن متجهون إلي الأن.
- تقصد معلم في سيئون.
- نعم، بها حرم الملكة بلقيس، وهكذا يسميه اليمانيون.
- هل هو الحرم الذي كانت تحكم فيه وكان الهدهد يكلمها.
- نعم هو، كان الهدهد يقف على العامود ويحدثها.
- ماشاء الله السياح بكثرة هنا، أتوقع إن كل بقعة بها سائح أجنبي.
- السياحة شباب صناعة جيدة وتدر الأموال الكثيرة
على أهل البلد، ومع ذلك أعتقد إن اليمن
يحتاج إلي تطوير برامجه السياحية.
- مثل ماذا ؟
- الفنادق الفخمة والمكاتب السياحية الأرشادية، والدعاية
واللوح الأعلانية وعمل الجروبات السياحية والكثير
من الأفكار، مثلاً نحن أبناء العرب لانعرف الكثير
عن اليمن، فلو فتحوا باب الأستثمار السياحي
وعملوا برامجح تطوير سياحي، لتدفقت عليهم رؤوس أموال عربية.
- وخاصة الخليجية.
- نعم طارق الخليجية بالدرجة الأولى.
- شعوبنا العربية تحب الآثار، وتحب التعرف
على تاريخ حضارتنا القديم وخاصة قبل
الأسلام، لكن لاتشجيع من وزارات السياحة والأثار والمدارس قبلهم.
- ياليتهم يستمعون إلي كلامك أبوأحمد، والله إنهم سيربحون الملايين.
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
بعد نصف ساعة رأينا لوحة أرشادية لمدينة الشحر.
- أقترب مني نعيم.. نعم حرارة جسمك مرتفعة.
- يجب أن تأخذ مضاد حيوي وبنادول.
- هل صندوق الأدوية مازال معنا ؟
- أعتقد ذلك محفوظ، إذا وصلنا
الشحر سنتوقف ونبحث عنه.
- كم باقي إلي أن نصل الشحر ؟
- يمكن عشر دقائق وندخل المدينة،
نحن على الأبواب.
وبعد فترة قصيرة دخلنا مشارف الشحر.
- هانحن في الشحر الأن، خفف السرعة أبوأحمد.
- لاتخف طارق، فقط سرعتي ثمانون.
- ماهذا الدوار، مبخرة ! أعتقد إنه مركز
المدينة، بسرعة وصلنا إلي وسطها
- أووه، نسيت أن أتكلم لكم عند طريق البخور.
- طريق البخور!
- نعم شباب، ألم تسمعوا عن طريق الحرير
المشهور في شمال آسيا، هنا في حضرموت وشمال
الجزيرة العربية أزدهرت يوما ما تجارة البخور.
- إذا نجعل الحديث عنها في طريقنا إلي سيئون.
- سيكون أفضل طارق.
- سنتوقف هنا.
- أنظر الناس قليلة هنا.
- أكيد محفوظ، الناس مازالوا نيام، الساعة الأن السادسة صباحاً.
- والله نسيت، إذا ألن نتناول الفطور، أنظروا مطعم كبدة طازجة.
- نعم أبوأحمد منذ مدة لم نأكل كبدة طازجة.
- طارق، أصبروا حتى نعالج نعيم ثم نفطر.
فبحثنا في المؤونة ووجدنا صندوق الأدوية فارغاً.
- كيف هذا، أنا ملأته بنفسي.
- هل تتذكر أبوأحمد إن رشيد هو من أستقبل العفش وقال إنه سيرسله لنا.
- نعم صدقت ياطارق.
- إذاً هو من تصرف وأخذ الأدوية.
- أنا أشك به، فعلاً هو من قام بهذا.
- وكيف نتصرف الأن ؟
- دعني أسأل هذا الشاب.
- لوسمحت السلام عليكم.
- وعليكم السلام.
- أين أقرب مستشفى أو عيادة هنا.
- هل أنتم أجانب عن البلد ؟
- نعم، نحن سياح عرب.
- نهاية الشارع الرئيسي ، ستجدون المستشفى الجديد، الأن الطوارئ يعمل.
- ما أسمه ؟
- مشفى الشحر.
- أشكرك.
فذهبنا إلي المشفى وتم إعطاء نعيم بعض الادوية الجيدة.
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
1-9 متاهات برهوت
طريق سيـئون، الساعة التاسعة والنصف صباحاً.
- الحمد لله على سلامة محفوظ وتستاهلون الكبدة الطازجة.
- نشكرك أبوأحمد بالمناسبة هل الفلوس التي أعطانا شاهين كافية.
- أعتقد نعم، باقي عندي الفين دولار أمريكي، والناس هنا تتعامل بالدولار.
- وخاصة مع السائحين.
- نعم نعيم، لأنهم يستفيدون من صرف العملة.
- أبوأحمد حبيبي.
- حبيبي محفوظ، ماهو طلبك؟
- والله مع أني أشعر بالنعاس بعد هذا الفطور
الدسم، لكن لايمنع أن تحدثنا عن طريق البخور الذي أخبرتنا به.
- محفوظ ! أعتقد إنك بالغت في الأكل، أربعة أقراص على الفطور!!
- صحيح محفوظ !
- لاتصدقوا طارق، إنه يغير مني.
- هههه، أنا أغير منك، بل العكس أنا خائف على
صحتك، الفطور قرص واحد يكفي، أما أربعة فهذا نهم.
- شباب هو أبدأ الحديث عن طريق البخور أو لا.
- أبدأ أبوأحمد، على الأقل نقتل الوقت.
- أوكي طارق سأبدأ، أرجوك نعيم أريد شاي أخضر
بدون سكر لوسمحت.
- دقيقة ويكون جاهز.
- كان طريق البخور يمتد من سبأ مروراً بسيئون إلى نجد
والحجاز وبلاد الشام، حتى تصل القوافل المحملة بالبخور
والتوابل ومنتجات الشرق إلى دول أوروبا، وكان هذا
الخط يمثل دور مملكة اليمن القديمة في تطور التبادل التجاري
بين الشرق والغرب والجنوب والشمال حتى أسبانيا.
- وصلت تجارتهم إلي أسبانيا !
- نعم طارق، كانت اليمن مزدهرة وعظيمة في ذاك الزمان، إنه
تشبه روسيا وفرنسا في زماننا.
- تتكلم بجد أبوأحمد !
- نعم محفوظ كانت لديهم صناعة السيوف والخناجر وصناعة
الذهب والفضة والحديد والصناعات الحرفية والمنسوجات
وصناعة الاواني الفخارية حتى تحول اليمن الى مصدر رئيسي
الى دول العالم الخارجي.
- ماشاء الله، كل هذا في اليمن.
- والله اليمانيين طلعوا عظماء.
- محفوظ، لاتستهين بأي شعب، فكثير منهم كانت لديه حضارة
وتاريخ، لكن الظروف والفقر دفنت بعض الشعوب،
وخاصة الأعلام الحديث.
- صدقت أبوأحمد.
- أسمعوا هذه الإضافة.
- لحظة أبو أحمد، في أي تاريخ هذا الكلام، وفي عهد أي ملك.
- سأتكلم عن كل شئ، لكن أعطوني الوقت.
- تفضل.
- وسائل الإعلام في زماننا وخاصة البرامج الوثائقية لم تنصف
تاريخ اليمن القديم وخاصة طريق البخور كما فعلت مع طريق
الحرير، هل تصدقون إن اليمن مركزا ومَصدرا تموينيا لتجارة
البخور والمُرّ واللبان في العالم.
- ماشاء الله.
- هل تسمعني طارق ؟
- نعم.
- وكان ميناء عدن والمكلا حلقة الوصل بين البحر الأبيض المتوسط
وشرق آسيا وأيضاً القوافل البحرية المتجهة جنوباً إلي زنجبار
حتى رأس رجاء الصالح في جنوب أفريقيا، هل أكمل شباب.
- نعم أكمل.
- كانت ديانة سبأ قريبة جداً من الديانة البابلية بمجوسها وبعبادة
الكواكب وهذا عزز العلاقة بينها وبين بلاد بين النهرين ومصر، وأما
الالهان الرئيسان فكانا الإله القمر، والإله الشمس التي يتجه نحوها
السبئيون ليصلوا عند الفجر، والسبئيون مزارعون ماهرون وبناة
قلاع وقصور ذات هندسة معمارية متميزة، ومؤلفات فنية.
- كانت اليمن نقطة الاتصال بين الهند ومصر مثلاً منذ القرن الخامس قبل الميلاد.
- لحظة أبوأحمد، في ذلك الزمان كان الإنسان مخلوق ؟
- محفوظ، القرن الخامس عشر يعين ألف وخمسمائة سنة فقط.
- وماذا كانوا يعملون بالبخور، فقط للنساء ؟
- سؤال جيد محفوظ، كان يستعمل البخور في هياكل ومعابد العالم القديم.
وكانت حضرموت البلاد الوحيدة في العالم القديم التي كانت تنتجه.
فكان لزاماً على الناس ان يحصلواعليه منها ، وكانت اليمن مركز
هذه التجارة ، ومنها تنتقل اما بطريق البحر الاحمر اوبطريق
الحجاز ومن ثم توزع في اقطار العالم القديم.
- وماهو دور سيئون ؟
- كانت سيئون ياطارق والتي نحن متجهون إليها المكان التي
تجمع فيه غلات البخور وتنقل عن طريق وادي حضرموت
حتى تكتمل قافلة البخور إلي شتى بقاع العالم.
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
وبعد أنقضاء ساعة في طريق سيئون.
- أعتقد شباب إننا في المنتصف أصبح الطريق متعرج ورملي.
- إنه مزعج.
- طارق !!
- إنه نائم.
- نعيم !
- نعم أبوأحمد.
- هل بحثتم جيداً عن اللاب توب وجوال الثريا.
- بحثنا في كل الحقائب، الظاهر إن رشيد لم يترك لنا سوى الملابس.
- حقاً خبيث !
- وما الفائدة من التخريب .
- يريد أن نكون محتاجين لهم.
وفجأة رن جوال طارق.
- محفوظ، جاوب !
- إنه شاهين !
- أفتح الجوال! لا تخاف !
- لا أستطيع. خذ أنت يانعيم.
- نعم شاهين، ماذا تريد؟
- لقد حصلتم على محفوظ ! صح !
- وهل هذا يضرك ؟
- أنا يهمني الزئبق إذا سأبقى الأمر هادئاً.
- ماذا تريد الأن ؟
- أوصل الرسالة إلي أبوأحمد.
- وما رسالتك ؟
- إنا أراقبكم عن قرب.
نعيم ينظر عن يمينه في الطريق وعن شماله.
- أبوأحمد يسمعك فالسماعة الصوتية تعمل.
- هذا جيد.
- شاهين تسمعني.
- أهلاً أبو أحمد.
- ليس من الشهامة أن تأخذوا صيدلية الأدوية والكمبيوتر والجوال الدولي.
- لم نأخذها، والله لم أفعل.
- ربما رشيد المدلل.
- سأسبحث الأمر معه، لكن أنا لم أفعل.
- المهم نحن في طريقنا، ولك أن تحصل على الزئبق.
- أين أنتم الأن.
- قلت إن عينيك تراقبنا، فسألهما.
- أنا أعرف إنكم متجهين إلي سيئون.
- نحن كذلك.
- صحيح أنا خصمكم، لكن يهمني إن تصلوا برهوت بسرعة وبأمان.
- ماذا تقصد ؟
- ربما تواجهون بعض المتاعب، فأرجوا أن لاتشكوا بي، ربما
هم من المنافسين في السوق أو المشعوذين حراس برهوت، فهم
يعرفون كل دابة عنكم ومن مصلحتهم إنكم لاتصلون
أو ربما إنكم لاتصلون أحياء.
محفوظ بلع ريقه من الخوف.
- أشكرك على النصيحة، وموعدنا هو برهوت.
- نصيحة أخيرة أبوأحمد.
- وهي !
- حاول أن تصلوا برهوت في وضح النهار.
- والسبب.
- ستعرف السبب.
- هل تتوقع شاهين يكذب ؟
- لا أعتقد يانعيم، هذه المرة هو صادق.
- كيف ؟
- لا فائدة من تخريب طريقنا، في نهاية الأمرهو المستفيد.
- أنتبه أبو أحمد أمامنا تفرعات كثيرة !!
- خفف السرعة أبوأحمد !!
- ماذا يحصل هنا.. ياربي !!
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
المفاجأة .. الطريق تفرع إلي ثلاثة طرق متوازية.. وجميعها متعرجة وحصوية.
- ماذا يحدث هنا !!
- سبحان الله.
- أي طريق نسلك ياشباب، مارأيك نعيم، أليس الأمر غريب !
- والله الأمر محير! في الخريطة يوجد طريق واحد.
- أنا أشك إن في الأمر خدعة.
- أرجوكم.. أرجوكم أنا مستعجل !
- ماذا بك محفوظ.
- أنا، أنـ..ا أمم.
- ماذا بك محفوظ.
- محفوظ يريد أن يذهب إلي الحمام !! شباب !!
- ماذا تقول طارق !! هل هذا وقت حمام يامحفوظ.. حرام عليك !
- ألم أقل لك لاتأكل أربعة أقراص.
- أسكت طارق الأمر لايخصك، هذا بطني أم بطنك.
- ههههه، هههه، طارق الوقت حساس ولاداعي للضحك، نحن في ورطة.
- أريد الحمام.
- لاحول ولاقوة إلا بالله.
- أرجوك أبوأحمد،، سأموت.
- أنظر أبوأحمد، خدود محفوظ أصبحت كبيرة جداً، دعه يذهب للحمام.
- أوكي محفوظ، هل تذهب للبر لتقضي حاجتك، الماء في الخلف.
- لا أبو أحمد، أريد حمام !
- هل انت طفل يامحفوظ، أذهب في نحاية الرمل وأفعلها.
- طارق حرام ! لاتشمت بي !
- والله لا أشمت، أنت وضعت نفسك ووضعتنا في مأزق بايخ جداً.
- أسمعوا شباب، أنا عندي حل !
- ما هو أبوأحمد.
- أنا سمعت إن الصورة الخيالية لاتنعكس بالمرآة.
- إذاً.
- هل عندكم مرآة.
- لايوجد إلا المرايا الجانبية في السيارة، والتي أمامـ..
وقبل أن يكمل طارق كلمته عن المرآة الأمامية، وإذا بالمرآة الجانبية
اليمني أنكسرت بعنف !! وصدر صوت مخيف وهي تنكسر !!
- ماهذا شباب !! الله يستر!! إنهم الجن !!
- أهدأ محفوظ، أذكروا الله ، ليقرأ كلاً منكم المعوذات وآية الكرسي.
محفوظ يصرخ من الخوف !! وأنكسرت المرآة الثانية اليسرى بنفس الطريقة !!
- محفوظ، أهدأ الله يخليك، نعيم شغل سورة البقرة بسرعة! بسرعة !
فخلعت المرآة الوسطى بقوة مفرطة وكسرتها ! ووجهتها أمام الطريق
ونظرت إليها فوجدت المفاجأة !!
الطريق الصحيح الذي أنعكست صورته بالمرآة !!
هو رقم واحد من جهة اليمين !!
- عرفت الطريق شباب ! تمسكوا جيداً !! سأسوق السيارة بسرعة !
- بسرعة أبو أحمد ! السيارة تهتز من كل الجوانب !!
- نعيم ! أسكت محفوظ ! أرجوك محفوظ تمالك !
- سأموت والله سأموت ! بطني سينفجر !
تحركت بسرعة بإتجاه الطريق الأول ، ونظرنا للخلف بعد ثواني ولم نرى خلفنا سوى طريق واحد .. أين الباقي !!
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
قصة مشوقة وممتعة جداً
متابعة بكل حماس وفي انتظر الباقي :bigsmile:
بالتوفيق
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- الحمد لله نجونا !
- لاتفرح يانعيم، باقي مشكلة محفوظ .
- نعم طارق، الأن هي أكبر مشكلة بالعالم.
- هنا دورالحفـ..ـاظـا..
- ماهذا الكلام ياطارق، أحترمنا على الأقل !
- أسف أبوأحمد، كنت أمزح.
- مهما يكن، محفوظ أخونا وعنده كرامة.
- صدقت أبوأحمد أنا عندي كرامة، لكن أريد حمام بسرعة الله يخليك !!
- محفوظ، أنسى إنك تجد حمام في هذه المنطقة،
أنظر أمامك جبال ووديان لانهاية لها، لكن أعتقد
إننا سنرى قرى في طريقنا، أنظر للخريطة يانعيم .
- أبوأحمد، نحن أنحرفنا من هذا الطريق، هل أنا مخطئ !
- كلامك صحيح نعيم.
- إذا قرية النقعة ستكون في طريقنا من جهة الشمال
وأعتقد والله يستر إننا سنمر فوق تلة مرتفعة أو نصعد جبل والله العالم.
- إذا كنا سنصعد جبل إذا الله يستر.
- لكن الجيد إننا في وضح النهار.
- نعيم، أنظر للغيوم بدأت تظهر، أعتقد إننا ندخل في مرتفعات جبلية.
- حرارة الجو تغيرت، أنظر إلي مقياس الحرارة، أصبحت أقل.
وبعد نصف ساعة من المسير.
- هل هذا طبيعي؟ عدة قرى في الخريطة ولا أثر لها على الواقع !
- أهاا.. وجدتها!
- ماذا أبوأحمد ؟
- السحر.. نعم السحر، هم سحروا عيوننا ولانرى
أي لوحة أو قرية، كما فعلوا بنا مع الطرق الثلاثة.
- صدقت، هذا هوالسبب.
- وما العمل الأن، أبحثوا حلاً للمسكين.
- طارق ! هل تتكلم من قلبك أو تضحك علي.
- والله من قلبي يامحفوظ، هذا ليس وقت مزاح.
- أنظروا شباب، هناك ملامح قرية أتوقع إنها النقعة.
- الحمد لله وصلنا أخيراً ! أشكركم شباب !
- لاتقل عنب يامحفوظ إلا بعد أن تراه في السلة !
- ماذا تقصد ياطارق ؟
- إذا دخلنا القرية سنرى هل يوجد حمام أو لا.
- أكيد يوجد حمام، هل يوجد ناس بدون حمام.
- ههههه، ههههه، أنت حكيم يامحفوظ، والله تصدر منك حكم.
- أشكرك نعيم.
- حتى لوحة القرية مقلوبة.. أول مرة أرى لوحة من خشب.
- وأنا مثلك ياطارق.
دخلنا القرية بهدوء حذر، لكن قرية بدون ناس !! نعم تلك هي المفاجأة !!
- أين الناس ؟
- صحيح نعيم، أين هم ؟ بيوت بدون ناس، هل هجروها !
- والله غريبة !!
- شباب، أسمعوني، يجب أن نكون حذرين في
كل حركة تصدر منا ومحفوظ سيقضي حاجته ثم نتحرك.
- أمرك مطاع رئيس!! قصدي أبوأحمد.
- أتكلم بجد طارق.. أرجوكم، على فكرة نعيم أين أجهزة اللاسلكي ؟
- هذا الشئ الوحيد الذي تركه رشيد.
- جيد، هل كلها معنا ؟
- نعم، وآخر من رآها طارق.
- طارق أحضرهم بسرعة !
- مع الجهاز الرئيسي ؟
- نعم وأوصله مكان كهرباء الولاعة.
- إنها مشحونة أبوأحمد، أنا جربتها في قرية الشحر.
- إذا أعطي كل عضوا جهاز، والقاعدة تبقى موصولة في السيارة.
- وماهو إجراء أي طارئ ؟
- أحسنت نعيم، سؤال نعيم إذا واجه أي منا خطر، ماذا نعمل جميعنا.
- سؤال جيد، نعم ماذا نعمل؟
- طارق، فقط وبإختصار ولا تكثروا بالكلام، رددوا كلمة طاغور.
- تذكرت إنها كلمة السر! بسرعة أرجوكم سوف أمووووت !!
- لاتنساها يامحفوظ !
- إن شاء الله بسرعة أرجوووكم !!
- وبسرعة نساعد أي عضو من الخطر الخطر! ثم العودة إلي السيارة !
أنا في خطررررررررر !! سأموووت ساعدوووووني !! طاغووور!!
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- ههههه، ههههههه. والله سأموت من الضحك.
- طارق أرجوك تكلم بجد ولو لمرة !
- هههه، آسف.
- لماذا أنتم نائمون أريد كملة نعم بالموافقة على كلامي من القلب !
- نعـم !!
- إذاً هيا تحركوا لنبحث عن حمام لمحفوظ !
دخلنا القرية مترجلين، لاصوت غير رياح تدحرج الشجيرات المتطايرة.
- هل هم نيام أو ماتوا جميعاً.
- أبواب البيوت مفتوحة ! والله كأنها مدينة أشباح كما في الأفلام.
- طارق أنتبه لمحفوظ.
- أنا أراقبه.
- أنظروا لهذا المبنى، هناك أبواب كثيرة متقاربة.
- نعيم ماهذا ؟
- ماهذه الأبواب، جميعها متشابهة، كم عددها ؟
- أنتبهوا لاتفتحوا أي باب، إلا بإشارة مني.
- هل هي غرف، إنها كالمدارس القديمة.
- ماذا تتوقع بها يا أبوأحمد ؟
- سنعرف الأن!
- كونوا حذرين !
- غريبة! هذا حمام ! سأفتح الأخر.
- إنه حمام أيضاً ! الأمر غريب، كلها حمامات، حوالي
عشرين حمام متلاصقة مع بعضها.
وما إن سمع محفوظ بإنها حمامات، فتح على عج أحدها ودخل.
- أبو أحمد ! محفوظ دخل الحمام !!
- لا.. لا يا طارق !! لماذا لم تمنعه، إنه فخ !!
- فخ !!
- نعم شباب !! أووه ياربي، لماذا يامحفوظ ! حرام عليك !
- كيف فخ ، لم أفهم يا أبوأحمد.
- السحرة يعلمون بأمر الحمام.
- تقـ..صـ..د !
- نعم نعيم، أنا شكيت إن القرية خدعة منهم !
- أهاا !! وما نراه الأن وهـم وفي وهـم !
- نعم هي وهـم، والحمامات كلها صورة مكررة
أمام العين ولانرى إلا خداع للبصر.
- إذا أين دخل محفوظ !!
- لا أعرف ، لكننا وقعنا في متاهة عميقة.
- كيف ؟
- جربوا أفتحوا الحمامات.
- هذا فاضي.
- وهذا أيضاً !
- وهذا لاشئ فيه!
- هل صدقتموني ! جربوا أفتحوا كل الأبواب.
- هذا فاضي.
- وهذا أيضاً.
- أبو أحمد كل الأبواب مفتوحة، ولا أثر لمحفوظ.
- لاحول ولا قوة إلا بالله.
- والعمل الأن أبوأحمد ؟
- تعالوا وانظروا خلف الحمامات.
فذهبنا خلف الحمامات، وإذا الجدار طويل حتى آخرها، ولاتوجد فتحة أو باب.
- أين ذهب محفوظ، والله غريبة !
- إنا متأكد إن محفوظ في واحد منها ونحن لانراه.
- بجد !!
- نعم طارق، لكن يجب أن يكون هناك مخرج لهذا.
- كيف ؟
- أنت فكر معي كيف، فأنت الحكيم يانعيم.
- تقصد في الأمر خدعة وعلينا إيجاد الحل.
- نعم.
- والله لو كنت أعلم إن بعد إفطار الشحر سيحدث هذا لبقيت جائعاً.
- ولكن المشكلة مع معحفوظ وليس معك يانعيم.
- هذه عين المشكلة ياطارق، فلو إننا لم نأكل في
المطعم، لما أكل محفوظ أربعة أقراص ملوح
وصحن فول وكبدة وحليب وشاي.
- وجدتها !! وجدتها !! سأخرج محفوظ !!