غصنان داميان - 24
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
((من عترة نبيك محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، يريد والدك قتلنا))
فقالا له:
نحن مع العلم باننا من عترة نبيك الذي تعتنق دينه وتفتخر بانه نبي لك ؛ فان اباك يريد قتلنا معرضا عن كل هذه الحقائق ؛ وحذراه بان لا يعمل عملا يكون
النبي صلى الله عليه واله خصمه يوم القيامة .
فلما سمع منهما هذا الكلام المنوِر له بصيرته وعقله :
((فانكب الغلام على أقدامهما يقبلهما ، وهو يقول لهما مقالة الأسود ، ورمى بالسيف ناحية وطرح نفسه في الفرات وعبر ))،
حقا ما قاله الله سبحانه وتعالى :
لِيَميزَ اللهُ الخَبيثَ مِنَ الطيبِ و يَجْعَلَ الخَبيثَ بعضَهُ على بَعضٍ فَيركُمَهُ جميعاً فيجعلَهُ في جَهَنمَ أُولئِكَ هُمُ الخاسِرُونَ (37)( الانفال)
ما كانَ اللهُ لِيَذَرَ المُؤْمِنينَ عَلى ما أَنتمْ عليْهِ حَتى يَميزَ الخَبيثَ مِنَ الطيبِ وَ ما كانَ اللهُ لِيُطلِعَكمْ علَى الغَيْبِ و لكِنَّ اللهَ يَجتبي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشاءُ فَآمِنُوا بِاللهِ وَ رُسُلِهِ وَ إِنْ تؤمِنُوا و تتقوا فلَكُمْ أَجْرٌ عَظيمٌ (179)( آل عمران)
فانجاه الله تعالى وميزه عن خبث ابيه لعنه الله تعالى لذلك :
((رمى بالسيف ناحية وطرح نفسه في الفرات وعبر))
((فصاح به أبوه : يا بني عصيتني ! قال : لان أطيع الله وأعصيك أحب إلى من أن أعصي الله وأطيعك .))
ان الاب والام لهما احترامهما مادام هما يطيعان امر الله فيجب اطاعتهما في الله كما قال الله سبحانه وتعالى :
و قَضى رَبكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَ بِالوالِدَيْنِ إِحْساناً إِمَّا يَبْلغَنَّ عِندَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما فَلا تَقلْ لَهُما أُفٍّ وَ لا تنهَرْهُما وَ قُلْ لَهُما قَوْلاً كَريماً (23)( الاسراء)
واما اذا عصى ربهما الوالدان او اي واحد منهما؛ فلا يجوز اطاعتهما مادام يامروان بمعصية الله سبحانه وتعالى فكيف ان كان الامر فري اوداج ابناء رسول الله صلى الله عليه واله وعترته فلا .. وابدا كما قال الله سبحانه وتعالى :
قُلْ إِن كانَ آباؤُكُمْ وَ أَبْناؤُكُمْ و إِخوانُكُمْ و أَزواجُكُمْ و عَشيرَتكُمْ و أَمْوالٌ اقترَفتُمُوها و تِجارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسادَها و مَساكِنُ ترْضَوْنَها أَحَبَّ إِلَيكُمْ مِنَ اللهِ و رَسُولِهِ و جِهادٍ في سَبيلِهِ فَتَرَبصُوا حَتى يَأتيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَ اللهُ لا يَهْدِي القَوْمَ الفاسِقينَ (24)( التوبة)
وقال تعالى :
فَإِذا جاءَتِ الصَّاخَّةُ (33)
يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخيهِ (34)
وَ أُمِّهِ وَ أَبيهِ (35)
وَ صاحِبَتِهِ وَ بَنيهِ (36)
لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنيهِ (37)( عبس )
وقال عز وجل :
لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَ اليَوْمِ الآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَ رَسُولَهُ و لَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخوانَهُمْ أَو عَشيرَتَهُمْ أُولئِكَ كَتبَ في قُلوبِهِمُ الإيمانَ وَ أَيدَهُمْ بِرُوحٍ مِنهُ وَ يُدخِلُهُمْ جَناتٍ تَجري مِنْ تحتِهَا الأَنْهارُ خالِدينَ فيها رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ وَ رَضُوا عَنهُ أُولئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ المُفلحُونَ (22)( الجادلة)
فطوبى لابن هذا الشيخ ؛ شيخ القساة والظالمين بأطاعة ربه
والاعراض عن امر ابوه الجاني .
ولذلك