رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*
لكن... لم يكن حبهم لي و عطفهم علي...
ليغني عن حاجتي للمحبة و العطف من شقيقي الوحيد سامر...
أو شقيقتي الوحيدة دانة ... أو ... صغيرتي الحبيبة... رغد...
ما أحوجني إليهم جميعا...
لم أكن قد رأيت صغيرتي منذ قدمنا إلى المزرعة يوم أمس...
لا أعرف كيف نامت أو كيف صحت... و أين تجلس و ماذا تفعل...
و صدّقوني... إنه من المستحيل علي أن أتوقف عن التفكير بشأنها... مهما حاولت !
قلت و أنا افتقدها بينما الجميع من حولي :
" أين رغد ؟ "
هناك نظرة كانت خاطفة تبادلتها أروى و أمها ، لم تغب عن انتباهي...
بل كنت أرصدها... ثم قالت خالتي :
" لم تغادر غرفتها منذ دخلتها يوم أمس "
و هو جواب لا يصلح لرفع معنوياتي أو التخفيف عن آلامي... البتة !
وجهت خطابي إلى خالتي :
" اذهبي و تفقديها يا خالة... رجاء ً "
ابتسمت خالتي و قالت :
" بكل سرور يا بني... سأستدعيها ... "
و غادرت يتبعها العم إلياس... ثم عادت قائلة :
" يظهر أنها لا تزال نائمة "
بعد ساعات انشغلت أورى و الخالة في المطبخ، و العم في المزرعة...
و أنا في القلق المتزايد على رغد !
ويحك يا رغد ! ألن تأتي للاطمئنان علي ؟؟
لم أطق صبرا... و ذهبت أنا للاطمئنان عليها...
طرقت باب غرفتها و قلت مصرحا :
" أنا وليد "
و لما أذنت لي بالدخول... دخلت فرأيتها تقف عند المكتبة ممسكة بقلم...
ربما كانت ترسم...
قلت :
" كيف حالك يا رغد ؟ "
رغد ابتسمت بفرح و قالت بصوت خافت :
" بخير... "
ثم بصوت أقوى :
" كيف حالك أنت ؟ "
و لمحت القلق على وجهها... و شعرت بسعادة !
قلت مبتسما :
" الحمد لله ... أفضل بكثير "
فاتسعت ابتسامتها و ازداد فرحها و كررت :
" الحمد لله "
قلت :
" لم ْ أرك ِ منذ الأمس... أقلقتني... لم َ لم ْ تأتي لزيارتي ؟ "
طأطأت رغد رأسها ثم قالت :
" لا استطيع أن... أتجوّل في المنزل ... "
صمت ّ قليلا ثم قلت :
" هذا ... بيتي يا رغد... و بيتي هو بيتك ... "
لكن رغد هزّت رأسها مخالفة لكلامي... أردت أن استنبط منها رأيها فقلت :
" أليس كذلك يا رغد ؟ "
رفعت بصرها و قالت :
" لن أعتبر ... هذا المكان... بيتي أبدا يا وليد...
و سأظل أشعر بالغربة بينكم... طالما أنا هنا "
تنهّدت ُ بمرارة... لم أكن أريد لصغيرتي أن تشعر بالغربة و هي معي أنا...
قلت :
" سنغادر غدا... إلى منزلنا يا صغيرتي "
شيء من الاعتراض أيضا ارتسم على وجهها و قالت :
" لكن... أنت... مريض "
قلت مطمئنا :
رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*
" أنا بخير... سبق و أن حجزت التذاكر و لا داعي لتأجيل الأمر... "
صمتت رغد فسألتها :
" هل هذا ... سيريحك ؟ "
انتقلت أنظار رغد من عيني إلى الأرض... و لم تجب...
كنت أعرف بأنها لا ترغب في السفر بل في العودة إلى خالتها...
خطوت خطوات نحوها حتى صرت جوارها تماما...
و أمكنني رؤية الرسوم التي كانت ترسمها على الورقة...
كان رسما لفتاة صغيرة تحضن ذراعا بشرية كبيرة...
تخرج من حوت مغمض العينين مفتوح الفكين تقطر الدماء من أنيابه !!
ما المقصود من هذا الرسم الغريب ؟؟!
ناديتها :
" رغد "
فرفعت بصرها إلي ّ ...
" عندما نذهب إلى المدينة الساحلية... فسألحقك بالجامعة ... "
ظلت رغد تحدّق بي... بشيء من التشكك أو المفاجأة
قلت مؤكدا :
" لقد رتّبت للأمر...و دبّرت لك مقعدا في كلية الفنون...
لتتابعي دراستك...ألم يكن هذا حلمك ؟"
قالت بتردد :
" أحقا ؟ "
قلت :
" نعم يا رغد... أنت موهوبة و المستقبل المشرق ينتظرك ... "
رأيت تباشير ابتسامة تتسلل إلى وجهها ... إذن...
فقد استحسنت الفكرة... الحمد لله !
" و في وقت الإجازات سآخذك إلى خالتك... أعدك بذلك ...
صدّقيني يا رغد ... أنا أعمل لمصلحتك ... و لم يكن قصدي إجبارك على شيء...
و إن فعلت... أو تصرّفت معك ِ بصرامة... فأرجوك... سامحيني "
عادت رغد ببصرها نحو الأرض ...
" هل تسامحيني يا رغد ؟ "
رغد ابتسمت و أومأت إيجابا فتنفّست الصعداء عبر فمي بارتياح...
تصادم الهواء البارد مع حلقي المتهيّج فأثار نوبة خفيفة من السعال
جعلت رغد ترفع رأسها بقلق و تمسك بذراعي تلقائيا و تهتف :
" وليد ... "
انتهت نوبة السعال ... و ركزت نظري نحو رغد...
و رأيتها تشد ذراعي بقوّة ... تكاد تحضنها !
فيما تتجلى تعبيرات القلق و الخوف على قسمات وجهها...
ابتسمت ! لا بل تحوّل سعالي إلى قهقهة !
أطلقت ضحكة قوية و أنا أقول :
" لا تخافي يا صغيرتي ... حتى الحيتان تمرض أحيانا ! "
تحسنت صحتي كثيرا و سافرنا جوا إلى العاصمة
و من ثم إلى المدينة الساحلية أنا و رغد و أروى و الخالة ليندا.
أقبلت على العمل بجد و شغلت معظم أوقاتي فيه
و قسّمت الباقي بين شؤون المنزل، و أروى و رغد
و آه من هاتين الفتاتين !
إنهما تغاران من بعضهما البعض كثيرا
و باءت كل محاولاتي للتأليف فيما بينهما
و تقريب قلبيهما لبعضهما البعض بالفشل و الخذلان...
المشاحنات تضاءلت بعض الشيء مع بداية الموسم الدراسي...
إذ أن رغد أصبحت تغيب عن المنزل فترات طويلة...
الأمر كان صعبا في البداية إلا أن رغد تأقلمت مع زميلاتها
و من محاسن الصدف
أن كانت إحدى بنات السيد أسامة – المشرف السابق على إدارة مصنع أروى-
زميلة لها و قد تصاحبت الفتاتان و توطدت العلاقة بينهما...
تماما كما توطّدت فيما بيني و بين السيّد أسامه عبر الشهور...
و وافق مبدئيا على عرضي بالعودة إلى المصنع...
و الدراسة شغلت فراغ رغد السابق و نظّمت حياتها
و زادت من ثقتها بنفسها و بأهميتها
و مكانتها في هذا الكون بعد أن فقدت كل ذلك بموت والدي ّ رحمهما الله...
و لأن الله أنعم علي بالكثير و له الحمد و الشكر دائما و أبدا...
فقد أغدقت العطاء على صغيرتي
و عيّشتها حياة مرفهة كالتي كانت تعيشها في كنف والديّ أو أفضل بقليل...
رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*
و فتحت لها حسابا خاصا في أحد المصارف...
و وظفت خادمة ترعى شؤونها و شؤون المنزل...
ابتسمت لي الدنيا كثيرا و انتعشت نفسيتي...
و لم يعد يعكر صفو حياتي غير الحرب...
إضافة إلى ... المعارك الداخلية المستمرة بين الفتاتين !
" يجب أن تتحدّث إلى ابنة عمّك يا وليد فهي مصرّة على المذاكرة في المطبخ ! "
تقوّس حاجباي استغرابا و سألت :
" المطبخ !؟ "
قالت أروى :
" نعم المطبخ ! و ها قد نشرت كتبها و أوراقها في كل أرجائه
بعدما سمعتني أقول لأمي أنني سأعد عشاء مميزا جدا لهذه الليلة ! "
ضحكتُ بخفة و قلت :
" دعيها تذاكر حيثما تريد ! "
بدا الاستهجان على وجه أروى و قالت :
" و لكن يا وليد الزمن يداهمنا
و لن أتمكن من إعداد العشاء للضيوف في الوقت المناسب ! "
كنت آنذاك مستلق ٍ على أحد المقاعد في غرفة المعيشة الرئيسية ...
أرخي عضلاتي بعد عناء يوم عمل طويل... و الساعة تقترب من الخامسة مساء ...
أغمضت عيني ّ و قلت بلا مبالاة :
" لا تقلقي... إنه سيف ليس إلا ! "
و كنت قد دعوت سيف و زوجته و طفلهما طبعا لمشاركتنا العشاء هذه الليلة...
" وليد ! "
فتحت عيني فرأيت أروى تنظر إلي بغضب
واضعة يديها على خصريها. ابتسمت و قلت :
" حسنا سأتحدّث إليها ... لا تغضبي "
و نهضت بكسل و أنا أمدد أطرافي و أتثاءب !
توجهت نحو المطبخ و وجدت الباب مغلقا فطرقته و ناديت رغد...
بعد ثوان فتحت رغد الباب و وقفت وسط الفتحة
" مرحبا رغد... كيف كان يومك ؟ "
ابتسمت و قالت :
" جيد..."
" الحمد لله... و كيف دروسك ؟ "
قلت ذلك و أنا أخطو نحو الأمام بهدف دخول المطبخ
غير أن رغد ظلت واقفة معترضة طريقي كأنها تمنعني من الدخول !
قالت متلعثمة :
" جيدة... ممتازة "
إذن في الأمر سر !
تقدمت خطوة بعد و لم تتحرك ... بل ظهر التوتر على وجهها و احمر خداها !
قلت :
" بعد إذنك ! "
و تظاهرت ُ بالعفوية و تنحّت ْ هي عن طريقي... بارتباك !
شعرت بالفضول ! لماذا لا تريد رغد منّي دخول المطبخ...؟؟
نظرت من حولي فرأيت مجموعة من الكتب و الدفاتر و الأوراق...
و الكراسات أيضا مبعثرة هنا و هناك...
و كان كوب شاي موضوعا على الطاولة و منه يتصاعد البخار...
و إلى جانبه كراسة و بعض أقلام التلوين...
استنتجت أن رغد كانت تشرب الشاي جالسة على هذا الكرسي...
اقتربت منه فأسرعت هي نحو الكراسة و أغلقتها و حملتها في يدها...
إذن هنا مكمن السر !
ابتسمت ُ و قلت ُ بمكر :
" أريني ما كنت ترسمين ؟ "
ارتبكت رغد و قالت :
" مجرد خربشات "
اقتربت منها و قلت :
" دعيني أرى "
قالت بإصرار :
رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*
" إنها لا تستحق الرؤية ... دعك منها "
وسّعت ابتسامتي و قلت بإصرار أكبر و بفضول أشد :
" أريد رؤيتها... هاتيها "
و مددت يدي نحوها... و لما لم تتحرك قلت :
" هيا رغد "
و تحركت يدها بتردد و أخيرا سلمت الكراسة إلي...
تعرفون كم تحب صغيرتي الرسم و كم هي ماهرة فيه...
و كنت دائما أطلع على رسماتها و أتابع جديدها من حين لآخر... و يزداد إعجابي...
أخذت أتصفح الكراسة صفحة صفحة و أتأمل الرسمات...
رسمات جميلة لأشياء مختلفة... من يد فنانة !
و رغد كانت تراقبني باضطراب ملحوظ...
شيء يثير فضولي لأقصى حد ماذا تخبئين ؟؟!
و أخيرا وصلت إلى آخر رسمة...
و هي الصفحة التي كانت رغد ترسم عليها قبل وصولي بالتأكيد...
نظرت إلى الرسمة و فوجئت !
ثم نظرت إلى رغد ... و تلقائيا أطلقت ُ آهة استنكارية !
أتدرون ما كان مرسوما ؟؟
صورة لأروى...و هي ترتدي مريلة المطبخ
و قد امتد شعرها الأشقر الحريري الطويل حتى لامس الأرض و كنسها
رغد سحبت الكراسة فجأة و أخفتها خلف ظهرها...
أما أنا فهززت رأسي اعتراضا و استنكارا...
و يبدو أن رغد أحست بالخجل من رسمها هذا و نزعت الورقة من الكراسة
و جعّدتها و ألقت بها في سلة المهملات... ثم قالت دون أن تنظر إلي :
" آسفة "
قلت رغبة منّي في تخفيف الحرج :
" أنت موهبة خطيرة ! "
و لم تعلق رغد بل شرعت في جمع كتبها و أشياءها المبعثرة و من ثم هربت نحو الباب...
قلت :
" الشاي ! "
مشيرا إلى كوب الشاي الذي تركته على الطاولة... فالتفتت إلي و قالت :
" تركت ُ لها كل شيء... أنا آسفة "
و ولت مسرعة !
جلست أنا على نفس المقعد الذي رجحت أن رغد كانت تجلس عليه
و في داخلي مزيج غير متجانس من الراحة و الانزعاج... و الضحك و الغضب !
بعد قليل أقبلت أروى تحمل وعاء يحوي بعض الخضار المقشرة
و كيسا يحوي قشورها...
و الظاهر أنها عملت في تقشير الخضار في مكان ما خارج المطبخ قبل أن تأتي إلي ّ في غرفة المعيشة...
وضعت أروى الوعاء على الطاولة و ابتسمت و هي تقول :
" أخيرا ! ألم تطب لها الدراسة هذا اليوم إلا هنا ؟؟ "
ابتسمت ُ... و لم أعلّق...
و توجهت ْ أروى حاملة كيس القشور نحو سلة المهملات...
كنت ُ أراقب الدخان المتصاعد من كأس شاي رغد...
و لا أعرف لم تملكتني رغبة عجيبة في احتسائه !
و ضعت يدي عليه و حالما أوشكت على تحريكه أوقفني صوت أروى :
" ما هذا ؟ "
تراجعت بسرعة... و في اعتقادي أنها تستنكر رغبتي العجيبة هذه !
ما الذي يدعوني لشرب شاي تركته رغد !؟؟
التفت نحوها ببعض الخجل..
لكنها لم تكن تراقب الشاي...
كانت تمسك بورقة مجعّدة مفتوحة بين يديها... و تحملق فيها بغضب...
وقفت و اقتربت منها... فأخذت تحدّق بي ... ثم مدّت الورقة إلي و قالت :
" انظر... مذاكرة ابنة عمّك "
حقيقة لم أعرف كيف أتصرف حيال الموقف...
حاولت التظاهر بالمرح و جعل الأمر يبدو دعابة بسيطة لكن أروى كانت غاضبة جدا...
" هذه إهانة متعمّدة يا وليد... لن أسكت عنها "
" لا أعتقد أن رغد تقصد شيئا ... إنها دعابة لا أكثر ! "
رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*
قالت بغضب :
" ليست دعابة يا وليد... منذ متى و ابنة عمّك تهوى مداعبتي ؟؟
إنها تقصد إهانتي بهذا الرسم ... لكنّي لن أسكت ! "
و من فورها خرجت من الغرفة متجهة إلى رغد...
و لم تفلح محاولتي ثنيها عن إثارة مشكلة و خصوصا في هذا الوقت...!
~~~~~~~
أقبلت أروى إلى غرفتي و كنت أرتب كتبي
و دفاتري على مكتبي الجديد و الذي اشتراه وليد لي مؤخرا...
وليد اشترى لي أشياء كثيرة...و غير طقم غرفة نومي كاملا...
و كان يود نقل أشيائي إلى غرفة دانة سابقا... فهي أكبر حجما...
و لكنني أصررت على البقاء في غرفتي الصغيرة الملاصقة لغرفته...
و منعت ُ أروى و أمها من استخدام أي ٍ من غرف النوم التي كنا نستخدمها سابقا...
فأقامتا في غرفتين من الناحية الأخرى لمنزلنا الكبير...
و لأنني أعرف أنها ماهرة في أعمال المنزل و خصوصا الطبخ
و أنها تتباهى بذلك أمام وليد و أمامي...
و أنها تريد أن تستعرض مهاراتها الليلة على العشاء ...
فقد اخترت المطبخ بالذات كي أذاكر فيه محاضراتي هذا اليوم !
يجب أن تعرف هذه الدخيلة أن هذا بيتي أنا... و مطبخي أنا...
و أنا حرّة في فعل ما أريد وقتما أريد !
" ماذا تعنين بهذا يا رغد ؟ "
كانت أروى تقول و هي ترمي بالورقة التي نزعتـُها من كراستي قبل قليل...
و فيها صورة لأروى الحسناء تنظف الأرض بشعرها الطويل !
أوه ! كيف وصلت إليها..؟ مستحيل أن يكون وليد !
كنت ُ غاضبة من تباهيها بمهاراتها... و وعدها وليد بتقديم وجبة لذيذة تبهر ضيوفنا...
و من شدة غيظي احتللت المطبخ و رسمتها بهذا الشكل!
لكني خجلة من وليد و الفكرة التي أخذها عنّي... و أريد أن أعتذر لها !
" أجيبي ؟؟ "
صرخت أروى و هي شديدة الغيظ... كنت بالفعل سأعتذر لولا أنها أضافت :
" أنا لست خادمة هذا المنزل بل سيّدته و إن كنت ستسخرين من شيء
فالأفضل أن تسخري من نكرانك للجميل
و عيشك مرفهة مدللة من نقود لم ترثيها و لم تتعبي لجنيها يا ابنة العز و الثراء "
شعرت بطعنة قوية في صدري أوشكت أن أرمي بالكتاب الذي بين يدي نحو وجهها
لكنني لم أملك إلا الألم...
و هل أملك ردا غيره ؟؟
بم أرد و هي الحقيقة..؟؟ ألست ُ أنا العالة على الغير...
أليست النقود التي يجلبها لي وليد... هي من ثروتها ؟
بعد أن انصرفت بفترة حضر وليد
و كعادته يأتي بعد انتهاء أي مشادة بيننا حتى لا يزيد تدخله الأمر سوء...
و لا بد أنه قضى الدقائق السابقة في استرضائها و جاء الآن ليواسني... أو ليوبخني!
" هل أدخل ؟ "
و هو يقف عند الباب... و ينظر إلى الورقة المرمية على الأرض...
ثم يلتقطها و يتأملها برهة، و يمزقها و يرمي بأشلائها في سلة المهملات...
قال :
" انتهى الأمر "
مسكين وليد! أتظن بأنه بتمزيقك للورقة تحل المشكلة؟
لا أظنها تحل إلا إذا مزّقت الفتاة المرسومة عليها في الواقع !
قال :
" لا تكرري ذلك ثانية يا رغد ... أرجوك "
نظرت إليه بحنق... أهذا كل ما لديك ؟؟
قال :
" انظري أي مشاكل تقع بسبب تافه كهذا...
نحن في غنى عن المزيد... دعينا نعيش في سلام "
و استفزتني جملته فقلت بغضب :
" و هل ترى أنني شارون أم بوش لتخاطبني عن السلام ؟ "
و ربما أثارت جملتي اندهاشه أو حتى لم يستوعبها إذ أنه حملق في ّ باستغراب
قلت بعصبية :
" هل أنا سبب المشاكل ؟ "
قال :
" لا ... لكن أروى لا تتعمّد مضايقتك يا رغد ... إنها طيبة و مسالمة جدا "
رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*
و ثار غضبي أكثر... رميت بالكتاب أرضا و صرخت :
" طبعا ستدافع عنها... أليست خطيبتك العزيزة الغالية ...
الثرية الحسناء ... السيدة المدبّرة لشؤون هذا المنزل ؟؟ "
" ليس الأمر هكذا ... "
قلت بانفعال :
" بل هو كذلك... و أنت بالتأكيد ستقف في صفـّها و تنحاز إليها "
تنهّد وليد بانزعاج... و ضرب كفه الأيسر بقبضته اليمنى و قال بضيق :
" لقد حرت ما أفعل معكما؟ أنتما تثيران الصداع المستمر في رأسي...
أنا لا أعرف لماذا لا تطيق أحداكما الأخرى بهذا الشكل !؟ "
صمت برهة ثم قال :
" على الأقل... أروى يا رغد... لا تتربص لإزعاجك ... لكنك يا رغد... "
و توقف لانتقاء كلماته ثم قال :
" أنت يا رغد تتصيدين الفرص لمضايقتها...لا أعرف لماذا ؟؟
لماذا أنت متحاملة عليها لهذا الحد يا رغد ؟؟ "
و أخذ يترقّب جوابي...
" لماذا يا رغد ؟؟ "
أما زلت تسأل ؟؟
ألا تعرف ؟
ألا يمكن لعقلك المحشور داخل جمجمتك الكبيرة هذه أن يستنتج السبب؟؟
لأنني أحبك يا وليد!
أحبك و أكره أي امرأة تقترب منك...
ألا تفهم ذلك؟؟
ألا تكفي كمية الذكاء المحشوة في دماغك لاستنباط هذا ؟؟
و لا يبدو أن هذه الفكرة كانت لتخطر على بال وليد... البتة !
و لأنه كان لا يزال ينظر إلي منتظرا جوابا قررت أن أجيب !
" أتريد أن تعرف لماذا ؟ "
قال بلهفة :
" يا ليت... فلربما استطعت تغيير شيء و حل المشكلة "
ابتسمت بسخرية من مناه... ثم ضيّقت فتحتي عيني ّ
و ضغطت على أسناني و قلت:
" لأنها... أجمل منّي "
ذهل وليد... و بدوره اتسعت فتحتا عينيه و فمه أيضا...
قلت :
" هل عرفت الآن ؟ "
ارتبك وليد و قال :
" هل هذا هو السبب حقا ؟ "
قلت بمكر :
" نعم... فهل تستطيع تغيير شيء ؟ "
وقع وليد في الشرك... و حار ماذا يقول... ثم قال بتردد و ارتباك:
" و ... لكن ... يا رغد... أيعقل أن تجعلي من هذا سببا كي...
أعني لأن تـُثار كل تلك المشاكل ؟ "
قلت :
" هذا أمر لن تفهمه أنت...! إنها أجمل منّي بكثير... أليست كذلك ؟ "
و ترقبت بلهفة ما سيقول وليد...!
إن قال ( بلى ) فسأمزقه بأظافري...
و إن قال ( كلا ) فسأفقع عينيه !
انتظرت و انتظرت... و لكن وليد لم يجب ! بل تنحنح قليلا ثم أراد الانصراف...
وليد ! أجبني فورا ... إياك أن تهرب...
" بعد إذنك "
و استدار منصرفا...
لن تهرب يا وليد !
قلت باندفاع و عصبية :
" أجبني "
رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*
وليد استدار إلي في ضيق... و كان وجهه شديد الاحمرار... و الحنق...
قلت :
" لماذا لا ترد ؟؟ قل أنها كذلك... فحتى الأعمى يستطيع أن يرى هذا "
" رغد بربّك... ما الذي تهذين به؟ أي جنون !؟ "
و أولاني ظهره و ولى منصرفا بسرعة... تبعه صوتي و أنا أقول بغضب :
" لا تحلم بأن أنسجم معها ذات يوم ... لا تحلم أبدا ! "
~~~~~~~
و كالعادة كانت العشاء لذيذا جدا قد أرضى الضيوف و نال إعجابهم...
" سلمت يداها... أكلتُ كثيرا هذه الليلة "
قال سيف و هو يحتسي الشاي عقب انتهائنا من وجبة العشاء...
قلت بسرور :
" سلّمك الله... بالهناء و العافية يا عزيزي "
قال مازحا :
" و أنا من كان يتساءل ما سر هذه العضلات التي نبتت
و تضخمت بشكل سريع و على ذراعيك ! تبدو أكثر ضخامة كلّما التقينا يا رجل ! "
ضحكت لتعليق سيف المرح...
حقيقة هي أنني خلال العام المنصرم ربحت عدة كيلوجرامات !
قلت :
" لكني كنت أكثر قوة و أنا أعمل في المزرعة...
و أبذل مجهودا عضليا كل يوم "
و لاحت في مخيلتي صورة المزرعة و أشجارها و ثمارها...
و العم إلياس... و شعرت بالحنين إليهم...
قال سيف :
" ماذا بشأن المزرعة ؟ ماذا ستفعلون بها ؟ "
قلت :
" كما هي يا سيف... فالعائلة متعلقة بها جدا و لا يمكنهم التفريط فيها...
و ها أنا أتنقل بينها و بين المصنع في عناء "
قال :
" و لكن... يجب أن تستقر يا وليد ! ماذا ستفعل بعد زواجك ؟ "
أخذت أحك شعري في حيرة...
" خطيبتي تريد العودة إلى المزرعة و الاستقرار فيها...
و ابنة عمّي ترفض العيش فيها تماما... و أنا في حيرة من أمري... مشلول الفكر ! "
تابعت :
" و ليت الخلاف اقتصر على السكن فقط! بل في كل شيء يا سيف...
كل شيء و أي شيء! إنني أعود من العمل مشحونا بالصداع فتستلماني
و تشقان رأسي نصفين !"
و وضعت طرف يدي على هامتي كما السيف...
سيف ابتسم... و قال :
" إنهن النساء ! "
قلت :
" الجمع بينهما في بيت واحد هو ضرب من الجنون...
و الصغيرة صعبة الإرضاء و متقلبة المزاج...
و أخشى أن أتحدّث معها فتظن أنني ضقت ذرعا برعايتها... و يُجرح شعورها..."
لم يعلق سيف ... تابعت :
" أنا حائر يا سيف... لا أريد لأي شيء عظيما كان أم تافها أن يعكّر صفو حياتها..
و وجود أروى يثير توترها...
و لا يمكنني إرسال أروى و أمها إلى المزرعة و العيش مع رغد هنا وحدنا ! "
قال سيف مباشرة :
" صعب ! "
" بل مستحيل ! "
قال مقترحا :
" و لماذا لا تدعها مع خالتها كما فعلت سابقا يا وليد ؟ "
قلت و أنا أهز رأسي :
" أبدا يا سيف... لا يمكنها الاستغناء عن وجودي و قربي ... "
سيف نظر متشككا ثم قال :
" أو... ربما العكس ! "
رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*
حملقنا في بعضنا البعض قليلا... و شعرت بابتسامة حمراء تشق طريقها بين شفتي !
سيف قال مازحا :
" وليد الضخم... بطوله و عرضه و عضلاته المفتولة...تشل تفكيره فتاة صغيرة ؟!"
ابتسمت و أنا أقول :
" و ليست أي فتاة ! "
و بدا الجد على وجه سيف و قال :
" فكّر في الأمر مليا يا وليد... الشرارة و البنزين لا يجتمعان في مكان واحد ! "
كان سيف محقا فيما يرمي إليه...
قلت مغيرا الموضوع مباشرة :
" هل قابلت السيد أسامة ؟ ماذا قرر ؟ "
ابتسم سيف و قال :
" هنيئا لك ! لقد كسبت حب و تقدير هذا الرجل و لذلك وافق على العمل معك ! "
أطلقت صيحة فرح و هتفت :
" آه ... وافق أخيرا ! الحمد لله ! شكرا لك يا سيف "
و كنت قد طلبت من سيف مساعدتي في محاولة إقناعه بالعودة للعمل معي...
فقد كنت بحاجة ماسة للمعونة من رجل بمثل خبرته و أمانته...
و هذا الخبر أبهجني كثيرا تلك الليلة...
و لم أدرك أنني سأدفع ثمن بهجتي هذه ... عاجلا جدا !
~~~~
احتراما لضيفتنا، تظاهرت بالسرور و أخفيت كل الغضب في داخلي...
و شاركت الجميع طعام العشاء الذي أعدته الشقراء و أمها...
و كانتا المسؤولتين عن الطهي و شؤون المطبخ...
تساعدهما خادمة وظفها وليد منذ فترة...
كانت الشقراء ترتدي بلوزة جميلة عارية الكمين و الكتفين ...
و تتزين بعقد ثمين من اللؤلؤ اشترته مؤخرا...
و تلون وجهها الأبيض ببعض المساحيق... و تبدو في غاية الجمال و الأناقة...
و لا بد أنها أثارت إعجاب ضيفتنا و أبهرتها في كل شيء...
و بعد خروج الضيوف ذهبت هي و بكامل زينتها و مباشرة إلى حيث كان وليد...
أما أنا فصعدت إلى غرفتي لاستبدل ملابسي...
نظرت إلى نفسي عبر المرآة و تخيلت صورتها إلى جواري فشعرت بالحنق و الغيظ...
و رغبت في تمزيقها...
لم استطع تجاهل صورتها و هي تعيّرني بأنني أعيش عالة على ثروتها...
ولم أتحمّل تخيلها و هي تجلس هكذا قرب وليد...
تملّكتني رغبة ملحة في الذهاب إلى وليد و إخباره عما قالت في الحال...
و وضع حد نهائي لحالتي البائسة معها...
فتحت خزانتي و استخرجت جميع المجوهرات التي أنقذتها من حطام بيتنا المحروق...
مجوهراتنا أنا و دانة و أمي رحمها الله... و أخذت أتأملها و أشعر بالألم...
فهي كل ما تبقى لي...و لم أتصور أنني سأفرط فيها ذات يوم...
جمعتها كلها في علبتين كبيرتين و وضعتهما في كيس
بالإضافة إلى البطاقة المصرفية التي منحني إياها وليد و كذلك الهاتف المحمول...
حملت الكيس و خرجت من غرفتي سعيا إلى وليد
فوصلني صوت ضحكاته هو و الشقراء... ترن في أنحاء المنزل !!
كدت أصفع الكيس بأحد الجدران و أحطم محتوياته غيظا...
ذهبت إلى غرفة الجلوس ... مصدر الضحكات...
و كان الباب مفتوحا و من خلاله رأيت ما زلزني ...
كان وليد شبه مستلق ٍ على المقعد و أروى الحسناء تجلس ملتصقة به...
تمد إحدى يديها فوق كتفه و تطعمه المكسرات بيدها الأخرى....
كانا يشاهدان التلفاز ويبدو على وليد المرح و البهجة الشديدين...
و هو يمضغ المكسرات...
حينما رأياني ابتسم وليد و جلس معتدلا بينما أشاحت هي بوجهها عنّي...
" تعالي رغد "
قال مرحبا ً ... و الدماء الحمراء تتدفق إلى وجهه...
" هذه المسرحية مضحكة جدا ! "
وقفت كالتمثال غير مستوعبة بعد للقطة الحميمة التي رأيتها تجمعهما سوية...
أما النار فكانت تتأجج في صدري حتى أحرقته و فحّمته...
لم أتحرّك و لم أتكلّم... و ربما حتى لم أتنفس... فأنا لا أشعر بأي هواء يدخل صدري...
رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*
تبادل وليد و أروى النظرات و من ثم نظرا إلى الكيس...
قال وليد :
" أهناك شيء ؟ "
أردت أن أخنق صوته... أقتل ضحكاته... أكسر فكّه الذي يمضغ المكسرات...
أن أصفعه... أن أضربه... أن أمزقه بأظافري...
تبا لك يا وليد !
قلت باقتضاب :
" أريد التحدث معك "
قال مباشرة و قد زال المرح و حلت أمارات الجد على وجهه العريض :
" خير؟ تفضلي ؟ "
و الدخيلة لم تتحرك! لا تزال جالسة ملتصقة بوليد تقضم المكسرات...
إنني أوشك على ركلها بقدمي غيظا...
قال وليد :
" ما الأمر ؟ "
تقدّمت نحوه... و الغضب يغلي في داخلي و رميت إليه بالكيس بعنف...
و لو لم أتمالك نفسي لربما رميت به على أنفه و هشّمته من جديد...
الكيس استقر تحت قدميه... فنظر إليه بتعجب و سأل :
" ما هذا ؟ "
قلت بانفعال :
" مجوهراتي "
ازداد تعجّب وليد فقلت موضحة :
" أعرف أنها لن تغطّي كل ما أنفقتـَه علي ّ منذ رحيل والدينا... لكن... هذا كل ما أملك "
قبل ثوان كان وليد مسترخ على المقعد و الآن أصبح على أهبة النهوض!
" ماذا تعنين يا رغد ؟ "
قلت بعصبية :
" خذها... حتى لا يعيّرني الآخرون بأنني عالة على ثرواتهم "
و رميت أروى بقنبلة شرر من عيني...و وليت هاربة...
ربما ارتطمت بجدار... أو تعثرت بعتبة... أو انزلقت أرضا...
لم أكن أرى الطريق أمامي... لم أكن أرى غير اللقطة الحميمة تجمع بين الحبيبين ...
وليد لحق بي و استوقفني و أنا عند أصعد عتبات الدرج و هو يقول بحدة :
" انتظري يا رغد... افهميني ما الذي تعنينه ؟ "
استدرت إليه فرأيت أروى مقبلة خلفه نظرت إليهما بحدة ثم حملقت في أروى و قلت بعصبية :
" اسألها "
وليد استدار إلى أروى ثم إلي ثم إليها و سأل بحيرة :
" ما الذي حدث؟ افهماني ؟ "
قلت :
" بقي فقط ثمن التذكرة... و سأطلب من خالتي دفعها إليك حالما توصلني إليها...
و الآن هل لا أعدتني إلى خالتي ؟
زمجر وليد بانزعاج :
" ما الذي تقصدينه يا رغد ؟؟ أنا لم أفهم شيئا...
هل لا شرح لي أحد ماذا يحدث ؟ "
و التفت نحو أروى...
أروى قالت :
" أنا لم أعن ِ شيئا مما فهمت ْ "
تقصدني بذلك، فأفلتت أعصابي و صرخت :
" بل تعنين يا أروى... إنك تعيريني لعيشي عالة متطفلة على ابن عمي...
لكن اعلمي أنه من أجبرني على الحضور معه...
و لو كان لدي أبوان أو أهل أو حتى بيت يؤويني ما اضطرني القدر للمكوث معك ِ أنت ِ
تحت سقف واحد "
بدا الذهول طاغيا على الأعين الأربع التي كانت تحدّق بي...
ذهول ألجم لسانيهما عن النطق مباشرة...
" لكنهما ماتا... وبيتي احترق... و لم يتبقّ َ لي شيء غير هذه الحلي...
خذاها و دعاني أرحل بكرامتي... "
وليد قال منفعلا :
رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*
" ماذا أصابك يا رغد ؟ هل جننت ِ ؟ "
قلت بعصبية أكبر :
" أرجوك... أعدني إلى خالتي... إن كانت كرامتي تهمك في شيء "
" أي كرامة و أي جنون...؟؟ "
و التفت إلى أروى بغضب :
" ماذا قلت ِ لها ؟ "
أروى قالت مدافعة مهاجمة في آن معا :
" لاشيء... طلبت منها أن تحترمني...
عوضا عن رسمي بتلك الصورة المهينة..."
وليد كرر بغضب و عصبية :
" ماذا قلت لها يا أروى ؟؟ تكلّمي ؟ "
قالت أروى :
" الحقيقة يا وليد... فهي تعيش على ثروتي و عنائك...
و لا تقدر و لا تحترم أيا منا "
دار وليد دورة حول نفسه من شدة الغضب و لم يعرف ما يقول...
رأيت وجهه يتقد احمرارا و أوداجه تنتفخ و صدره يزفر الهواء بعنف...
ضرب سياج الدرج بقبضته بقوة و صرخ بغضب :
" كيف تفعلين هذا يا أروى ؟ "
قالت أروى بانفلات أعصاب :
" إن كان يرضيك ذلك فأنا لا يرضيني...
و إن كنت تتحمّلها لكونها ابنة عمّك فما ذنبي أنا لأتحمّل الإحسان
إلى و الإهانة من فتاة ناكرة الجميل ؟ "
هيجتني جملتها أكثر و أكثر و أثارت جنون جنوني... و صرخت بتهوّر :
" أنا لا انتظر الإحسان من أحد... وليد ينفق علي لأنه الوصي علي ّ
و المسؤول عن مصروفاتي... و هو من اختار كفالتي بعد عمّي...
ألا ترين أنني يتيمة و بلا معيل؟ أنا أهلي لم يتركوا لي إرثا عندما ماتوا جميعا...
مثل عمّك... و هذه الثروة التي تعيرينني بها...
وليد هو الأحق بها منك ِ أنت ِ و من أي إنسان آخر في هذا الكون "
و توقفت لألتقط بعض أنفاسي ... ثم قلت موجهة خطابي لوليد :
" أخبرها بأنها من حقك أنت "
وليد هتف بانفعال :
" رغد ! "
قلت بإصرار :
" أخبرها "
صرخ وليد :
" يكفي يا رغد "
التفت أنا إلى أروى المذهولة بكلامي و أعلنت دون تردد :
" إنها لن تعوّض ثمن السنوات الثماني التي قضاها في السجن حبيسا مع الأوغاد...
بسبب ابن عمّك الحقير الجبان
" رغد "
انطلقت صرخة من وليد... ربما كان هي المعول الذي كسر السد...
انجرف كلامي كالسيل العارم يأبى الوقوف عند أي شيء...
" و بعد كل الذي سببه الحقير لي... و لابن عمّي...
تأتين أنت ِ لتعكري صفو ما تبقى من حياتي...
ألا يكفي ما ضاع منها حتى الآن ؟؟ ألا يكفي ما عنيته و أعانيه حتى اليوم؟؟
أنا أكرهك يا أروى ... أكرهك و أتمنى أن تختفي من حياتي...
أكرهك ... أكرهك ... ألا تفهمين ؟؟ "
رميت الاثنين بنظرة أخيرة ملؤها الغضب... أروى #####ة إلى الحائط في ذهول رهيب...
أشبه بلوحة مذعورة... و وليد عند أسفل عتبات الدرج تتملكه الدهشة و المفاجأة...
" لماذا تجبرني على العيش معها يا وليد ؟؟ لماذا ؟؟...
إن كنت تحبّها فأنا أكرهها... و أكرهك أنت أيضا... و لا أريد العيش معكما...
أنتما تتعسان حياتي... أكرهكما سوية...
أعدني لخالتي... أعدني لخالتي... يا بليــــــــــــــــــــــــــــــد " <<أنا مديتها زياده من قهري
فجرت هذه الجملة و انطلقت مسرعة نحو غرفتي
-----------------------------------
----------------------------------
نهايه الحلقه الـ39
ترقبوا لحلقه الـ40
رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*
لكل أمرؤ من أسمه نصيب والطفلة رغد أنشا الله تجلب لكم رغد العيش والسعادة والمهم علمتك دروووس ماكنت راح تتعلمها من اي أحد
رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*
أجزاء كانت غاية في الابداع وزيادة لاعجابنا بالقصة
مشكـــور أخوي
و الله يعطيك العافية
رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*
رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*
حبيت اسألك هي القصه عندك كامه............لانه كاتبتها زعلت عشان نشروا القصه بدون اذن منها عشان جدي باقي الاجزاء الاخيرة مانزلتها على النت والكاتبه اسمها (الدكتورة قمر) اعتقد اذا ماخاني الظن يعني
وانا لفيت المنتديات كلها الي تنشر هذي القصه وكلها توقف عند نفس النقطه مااتزكر اي حلقه يمكن تتوقف عند الحلقة 42
رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*
مشكورين على المتابعه المستمره
اليوم حلقه صعبه .. حضروا نفسيتكم
* * الحلقة الأربعون * *
~ مُفترق الطرق ~
وقفتُ عند أسفل عتبات السلّم... مأخوذا بهول ما سمعتُ... مشلول الإرادة...
اختفتْ رغد بعدما صرختْ في وجهي ( أكرهكَ يا بليد )
إن أذني ّ لم تسمعا... إنما هو قلبي الذي اهتز بعنف بعد الصدمة...
التفتُ إلى الوراء بجهد فرأيتُ أروى تقف ملتصقة بالجدار
محملقة بي تكاد بنظراتها تثقبُ عيني ّ فيما تعبيرات الذهول طاغية على وجهها الملوّن...
كانتْ أمسية جميلة و قد استمتعتُ فيها مع سيف و طفله...
ثم سهرتُ مع أروى نشاهد مسرحية فكاهية رائعة... كان كل شيء رائعا قبل قليل...
لماذا يا رغد ؟
لماذا ؟؟
" وليد "
الحروف خرجتْ متقطّعة من فم أروى المصعوقة بما سمعتْ...
و بالتأكيد تريد الآن أن تسمع من جديد...
" وليد... وليد... ماذا قالتْ رغد ؟؟ "
ركّزتُ نظري في أروى ... و لم أرد...
أروى اقتربتْ منّي خطوة بعد خطوة ببطء ...
كأن قدميها قد ثقلتا فجأة و ما عادتْ بقادرة على رفعهما
و لما صارتْ أمامي أبعدتُ نظري عن عينيها... فقد كانتْ نظراتها قوية جدا...
و مركزة جدا إلا أنها سرعان ما مدّتْ يدها إلي و سألتْ :
" وليد ... أنت َ ... أنت َ ... من... قتل عمّار ؟؟ "
سماع اسمه أجبر عينيّ على العودة فورا إلى عينيها المذهولتين
" وليد ...؟؟ أنت ...!! "
أجبتُ أخيرا :
" نعم ... أنا من قتل عمار القذر... ابن عمّك "
أروى رفعتْ يدها بعيدا ثم وضعتْها على فمها و شهقتْ بقوة..
و تجمّدتْ اللحظة ساعة أو عاما أو حتى قرنا من الزمان...
لم أحس إلا بقطرات العرق تسيل على جسمي... و بالحرارة تنبعثُ منه...
و لم استطع تحرير بصري من قيد عينيها...
بدأتْ الآن تهزّ رأسها في عدم تصديق و دهشة ما مثلها دهشة...
" لا ... لا أصدّق ! وليد !"
و التقطتْ بعض أنفاسها و تابعتْ :
" كل... هذا الوقت... و أنتَ ... تخفي عنّي ؟؟ لا أصدّق ! "
و مرّة أخرى حرّكتْ يدها نحوي و أمسكتْ بكتفي
" غير صحيح ! وليد أنتَ ... تمزح "
قلتُ بحزم :
" قتلتُه و دخلتُ السجن... و لستُ نادما... هذه هي الحقيقة... هل عرفت ِ الآن ؟ "
ابتعدتْ أروى عنّي و هي تهتفُ :
" لا ... لا ... "
ثم توقفتْ فجأة و استدارتْ إليّ و قالتْ :
" لماذا ؟؟ لماذا قتلته ؟ "
قلتُ مباشرة :
" لأنه يستحق الموت... الحيوان... القذر... الحقير... "
عادتْ تسأل مندهشة مبحوحة الصوت :
" لماذا ؟ "
جوابي كان بضربة سددتُها إلى سياج السلم الخشبي كدتُ معها أن أحطّمُه...
أروى كررتْ :
" لماذا ؟ أخبرني "
و لما لم أجبها أقبلتْ نحوي مجددا و أمسكتْ بذراعي ّ الاثنتين و هتفتْ :
" أخبرني لماذا ؟؟ لماذا ؟؟؟ "
صرخت ُ بانفعال :
" لأنه حيوان... ألا تعرفين معنى حيوان ؟؟ "