رد: غربة الأوطــــــــــــــــــان...
شفيق في صالة بيت حجي مهدي. بعد ما شرب مضاداته وادويته....
حجي مهدي:
ــ جوعان ابوي .. ويش ودك تفطر ...؟؟
شفيق وهو شابح بعيونه : ــ وحشتني خالتي نفسي آكل شكشوكتها..
مرت مهدي توفت من سنتين..
كان شفيق يسميها خاله.. على عكس حجي مهدي اللي كان يعتبره ابوه..
كان رافض تكون امه .. فأمه هي امه اللي جابته.. واللي فقدها و فقد حنانها ومستحيل ينساها.. على عكس ابوه اللي عوضه ولقاه في حجي مهدي..
حجي مهدي تنهد : ــ إييييه .. رحمة الله عليها الغاليه.. من تركتنا دي سنتين كأنها تركتنا من دهر.. وانت السنه بالجامعه...الوحده صعبه يابوك.. صعبه
سكت شوي .. ضرب فخوذه بكفينه ووقف وبأبتسامه :
ــ اسوي لك الحين شكشوكه ولا يهمك ..
شفيق يبتسم ابتسامه بارده... و عيونه تخفي تفاصيل حزن مو طبيعي..
مهدي وهو يحمص الطماط : ــ ايه ياولدي سولف لي اخبارك في الشقه واخبار الشباب وياك.. ما شالله على صديقك مصطفى البارحه قام وياي قومه و قعد شوي زين حواليك.. الهيأه انهم خوش شباب..
ابتسم شفيق : ــ الحمدلله.. ان شالله انا اللي اكون تمام وياهم.. والا هم حليوين..
ــ تعرفت على احد منهم؟
شفيق : ــ يعني.. بس صاير اقرب شي واحد وياي في نفس الغرفه..
ــ ويش اسمه..؟؟
ــ يوسف محمد آل ....
ــ شمعنى هو يعني << قالها وهو مبتسم ابتسامه عريضه .. اشوى عند شفيق احد يتعبره مقرب
شفيق : ــ مادري .. بس هو الوحيد من الجماعه اللي احسه ما يتنرفز من تصرفاتي على عكسهم كلهم يببينو لي يا بالكلام او ملامح وجههم تفضحهم.. هو مره عفوي وحباب و يراعي مشاعر الآخرين..
ــ حلو.. زين ومصطفى ؟
ــ مصطفى توني اتعرف عليه امس .. جيراننا وكانو معزومين عندنا على الغداء
ــ اهااا.. والله اللي يشوف وقفته وياك البارحه يقول تعرفه من زمان..الله يحفظه لأهله..
باب عيادة قيصر يطق ...
قيصر فزع من نومه وطالع الساعه.:
ــ خير اللهم اجعله خير...
متعود هالوقت ممكن يصادف احد يجي حالة طوارئ ..
فتح الباب لقى واحد من سكان الحي بالتحديد العماره اللي طاح قدامها سام... وكان يشتغل في مطعم... دخل بالسرعه وهو حامل سام على ظهره ويحطه على السرير وهو يشاهق :
ــ لقيته مرمي على باب العماره رجعتي من المطعم ...
قيصر من شافه فتح عيونه وهو مذهول :
ــ سامي !!
الرجال وهو يشاهق من التعب : ــ تعرفه !!؟؟
قيصر : ــ بعدين احچي لك هالسا لازم اسعفه..
مسك قيصر ذراع سام وهو مره منفعل :
ــ اشفيه هذا... هاي حالته حاله ياربي سترك..
وصار يحاول يوقف النزيف ... ويعالج الأصابه...
مارك يدخل على ستيف وهو مره ينافخ..
ستيف : ــ ما الأمر ...؟؟
مارك : ــ لا شيء .. كلب مسعور كان يلحق بي ..
ــ هههههههه لعل رائحتك اغرته..
ــ احمق ..
ــ كم انك فظ لا تتحمل المزاح ابدا.. منذ ان اتى سام الى هنا وانت لا تطاق.. لم تعد مارك الذي نعرفه...
ــ افففففففففف من الأفضل ان لا تمزح معي..
ــ حسنا .. على الأرجح ليس من الممتع فعل ذلك معك..
وبنبره يبغى يقهر فيها مارك: ــ اين سااام ذلك المرح خفيف الظل...
مارك بقهر وفي نفسه : ــ فليذهب للجحيم ..
احمد يلم اغراضه ويستعد للرحيل ظهر هالجمعه.. قرر يمشي للمطار لأن دورته بتبدي على طول يوم السبت...
ام مجتبى وفي عيونها دمعه : ــ مامدانا نتهنى برجعتك.. انتبه لروحك ابوي .. و الله الله بالصلاه
ــ لا توصي حريص .. وانتين اماه انتبهي لروحش و للكل
نور : ــ تروح وترجع بالسلامه
احمد : ــ ماودش بشي من هناك خيه..؟؟
ــ سلامتك رجعتك لينا بأسرع وقت هذا اللي ودي فيه..
احمد يمسح على راس امير : ــ حبيبي .. امير.. لا تأذي البابا والماما.. و ابغى ارجع واشوفك رسمت رسمات واجد زين..
امير متضايق ويون بصوت عالي ..
شال احمد ايده من على راس امير .. الا يتفاجأ بأمير يرجع يسحبها ويحطها على راسه..
ابتسم احمد ومسح شوي .. وشالها ..
امير يرجع يسحبها ويحطها و يحركها تمسح وهو يون بطريقه تعور القلب..
احمد ارتبك و حس روحه متوتر و كسر قلبه امير بهالتصرف
ام مجتبى ماقدرت .. انسلت دمعتها..
ابو مجتبى يحاول يغير الجو : ــ يللا ياولدي لا تتأخر على الطياره.. و انتبه لروحك
ــ ان شالله يبا... انت بعد انتبه لروحك و خل امي ونور يروحو وياك المستشفى.. رجولك لا تهملمها .. انا لو ماهلين على رحلتي للمغرب شان وديتك بنفسي وتطمنت..
ابو مجتبى يضرب رجوله : ــ هاااا لا تخاااف تطمن مافيها الا العافيه .. خوب الفجر صابها بس تشنج شوي الظاهر نامت عليها امك طول الليل .. << وهو بداخله يتألم منها بشكل مو طبيعي..
صارو يضحكو على كلام ابو مجتبى...
شوي حسو على اماني انها تصيح ...
تذكرت اخوها ناجي وموقفهم وياه لما ودعوه للدراسه في امريكا.. وبصوت متقطع:
ــ ترجع بالسلامه ياخوي ..<< تسمي احمد اخوها ..
احمد حس عليها .. وعرف لويش تصيح ابتسم وبهدوء:
ــ الله يسلمش خيه.. لا تخافي علي .. كلها شهر وراجع ليكم.. انتبهي للجهال .. و سلمي على ابو باقر اذا اتصل..
باقر : ــ عمي صور لينا بجوالك كل محل تروحه هناك .. ابغى اشوف امريكاا
احمد يمصع خد باقر : ــ ان شالله ولا يهمك... الا وين ايثار؟؟
اماني : ــ يؤ .. وين هي..
ولا راحت ليها الا في في الغرفه حاضنه راسها مابين ركبها وقاعده تصيح..
احمد دخل ورى اماني : ــ ويش فيش غناتي؟
ايثار : ــ حق ويه بتسافر وبتخلينا..؟؟ مامداك ترجع..
ــ ابرجع لا تخافي بس شهر وبرجع
ايثار وبعفويه: ــ متأكد بترجع...؟؟
اماني جتها غبنه.. تذكرت مزحتها مع اخوها ناجي قبل لا يسافر وهي تقول له:
ــ متأكد بترجع.. اخاف تنسى عمرك هناك وخلاص تتطبع بأطباعهم و تعوفنا
ناجي يضحك عليها : ــ مين المجنون اللي يترك اصله..
اماني : ــ جيب ايدك...
وتربط فيها خيط اخضر .. كانت مخيطه اطرافه بعنايه وصاير مره مرتب وحليو..
ناجي بأبتسامه عريضه : ــ بعدش محتفظه بالخلقه ..
اماني : ــ الله يبلغني الوصول مره ثانيه هذي من سفرتنا الأخيره مع المرحومين.. .. بقى منها شوي سلام الله على ابا عبدالله.. عين الله تحرسك وتحميك ياخوي...
سام يفتح عيونه وكان الوقت منتصف الليل ...
يتأمل المكان.. يحسه مألوف ..
يحس ذراعه متخدره.. رفعها لقاها ملفوفه بشاش لف محكم..
قعد قعود .. وبعد مااستوعب هو وين..
التفت لقى قيصر سادح راسه على مكتبه ونايم..
سامصار يتأمله وفي عيونه دموع
حرك رجوله بيروح الحمام حس بدوخه فجأه و ضربت ايده الطاوله اللي كانت قريبه من السرير وطيح علبه معدنيه كان فيها اغراض طبيه مقص وشاش و معقمات و خيوط طبيه وغيره..
انشدخت عالأرض وتنفرت..
فزع قيصر ووقف على طوله : ــ ياااايُمه ..
سام ماقدر على شكل قيصر و طريقته في الخلعه فصار يضحك..
قيصر من شاف سام وهو واقف راح له مو مبتسم شبرين وفارد الذراعين
وياخذه بالأحضان:
ــ الحمدلله انك صحيت. الحمدلله اعلى سلامتك.... لوين رايح هالسا..؟؟؟ جان ناوي تهرب بمردغك بالقاع ..
سام يضحك : ــ لا باروح الحمام.. وينه الله يكرمك..
وبعد ماطلع من الحمام .. قيصر يعتب عليه:
ــ شدعوه يامعود.. تطلع بذاك الليل هيچ تخليني اقلق عليك.. وشنو اللي صابك البارح .. من شنو ذراعك مضروبه..؟؟
جلس سام يحكي لقيصر سالفة المجهول اللي ضربه...