-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- كم ؟؟
- أولاً ليكن في علمك، إن الدفعة الأولى، أكثر من
ستة الأف ريال، وبعد إرجاع مراد، سيحصل كلاً
منكم على خمسة وعشرين ألف تقريباً.
أرتسمت الإبتسامة على الجميع، وخاصة خالد.
- مارأيك نعيم موافقك ؟
- نعم أبو أحمد، وبقوة.
- أسمعوا شباب، أنا رئيس الرحلة الأمر
الناهي، منذ نتحرك إلي أن نعود إلي بلادنا
سالمين بإذن الله، موافقين.
- نعم موافقين !!!
- لكن هذا لايمنع أن أستشيركم في مصلحة الرحلة.
- أكيييد !!
- طارق سيتولى أمور الأتصالات، وخالد حماية
الفريق، ونعيم الإستشارة.
- أأ..أبو!
- ماذا عندك ياخالد.
- هل يجب أحضار الجواز ؟
- نعم.
- سمعت إن السفر أصبح بالبطاقة الوطنية.
- لا، هذا النظام لم يطبق بعد ؟
- هل عندك جواز سفر ساري المفعول.
- نعم نعم.
- أقرأ من صوتك إن عندك مشكلة ياخالد.
- لا..لا.. إن شاء الله سأحضر الجواز.
- فقط أحضروا ملابسكم وجواز السفر.
- إن شاء الله !!
- أما أنت يانعيم، لاتنسى أذن الخروج والعودة.
- أنا كلمت والدي، ليخبر كـفيلي.
- هل أنت متأكد ؟
- نعم.
- وهل وافق ؟
- نعم، وقال إنه سيرسلها لي من جدة يوم الأحد.
- يوم السبت سيكون أفضل، أتصل به وأخبره
إن يرسلها بالتوصيل السريع كي لانتعـطل، كالفيديكس
أو دي أتش أل، فهمت نعيم، لانريد أي تأخير.
- فهمت.
- حسناً شباب، أقتربوا مني أكثر.. أكثر.
- لماذا أبو أحمد.
- خالد، ستكون بيننا كلمة سر للمهمات السرية، ربما نحتاجها.
- صدقت أبو أحمد، وماهي الكلمة في أعتقادك.
- أنت قلها يا نعيم.
- طاغور.
- أوكي، لا أحد يفشي كلمة السر، هذا مفتاح الفريق.
- موافقون ؟
- نعم !! موافقون !!
الجمعة / التاسعة مساءً.
- لماذا أنت حزينة ؟
- وهل تعتقد يوجد في الدنيا زوجة تسعد
لسفر زوجها إلي الجن.
- ماذا ؟
- معظم الزوجات يحزن لفراق أزواجهن، حتى
لو ذهبن للحج والعمرة، فما بالك بزوج مثلك يذهب
للجن، أنا مجنونة إن وافقت على ذلك.
- إنها تجربة جديدة في حياتي، عقلي تشبع
من القراء وبانت أطرافه، لكن هذه الرحلة
لن تعوض، لذلك لن أفرط فيها.
- وهل تعتقد إن هناك جن ستطلب منهم إرجاع الشاب ؟
- نعم أعتقد، ألم تقرأي كتاب الله الكريم في
أول آية من سورة الجن، بسم الله الرحمن الرحيم،
قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا )
صدق الله العظيم.
- لكن هذا يحصل للأنبياء فقط .
- من قال لك هذا ! هنا تصريح من الرسول
صلى الله عليه وآله، بإن نفـر من الجن أي
مجموعة، يعني واحد زائد واحد وأكثر، وإنهم أستمعوا له.
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- يكفي..يكفي.
- لحظة لم أنتهي، والإستماع يحتاج إلي جهاز
للسمع، يعني إنهم يسمعون، وجهاز السمع جزء
من عدة أجهزة، إذا لهم أجهزة تكمل بعضها بعضا
وتحتاج الأجهزة إلي بعض لتكتمل.
- يعني هم مثلنا.
- نعم مثلنا، لكن خلقوا من مادة حارة ونحن خلقنا من مادة باردة.
- لم أفهم.
- أجلسي أولاً ثم أكمل، هذه فرصتك، فلن تسمعي
هذا الكلام ، حتى في الكتب أو الأنترنت.
- أنت تمزح !
- والله أتكلم بجد.
- من أخبرك بهذا ؟
- تعرفين أني أعرف الكثير مماعلمني الله، وأرجوك
لاتقاطعيني وتقولين مغرور.
- تفضل.
- أسمعي سيدتي.
- سيدتي !! أنا لست بواحدة أعضاء النت، هل نسيت ؟
- أوكي، أسمعي أم أحمد، قال تعالى في بعض
آياته من القرآن الكريم، بسم الله الرحمن الرحيم
: خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ
مِنْ نَارٍ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ، هل أمعنت الأية ؟
- تقريباً.
- إذاً أسمعي الثانية : وَلَقَدْخَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ
حَمَإٍ مَسْنُونٍ وَالْجَانَّخَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُوم، إذاً
أبونا آدم عليه السلام ُخلق من بارد الطين أي لين
الصلصال، لأن التراب ناشف نثري، فإذا وقع
عليه الماء أصبح طيناً، أي برد وفرح وأصبح سهل
الصنع، فقال له كن فيكون.
- والجن ؟
- أما الجن فقد خلقوا قبل الأنس، من نار السموم
أي أطرف النار وقيل خالصه ونواته، وإبليس الرجيم
منهم، لكنه كان عابداً مؤمناً لله ستة الاف سنة، ومن
الجن الطيب ومنهم الخبيث، ولهم أجساد وأشكال مختلفة
عن بعض، لكن نحن لانراهم، لأن عيوننا
تـفتقـر الإمكانية لرؤيتهم، وهذه الأمكانية أعطيت
لبعض الأنبياء والصالحين، فهمتِ أو لا ؟
- نسيت الملائكة .
- الملائكة عزيزتي خلقوا من النور النورانية العلية.
- أرجوك، إلي هنا أكتـفيت، يكفي يكفي، أعرف
ستتكلم إلي الصباح.
وفجأة رن الموبايل.
- ناوليني الموبايل أم أحمد، من المتصل ؟
- مكتوب أبو مراد.
- ممتاز، بسرعة أعطيني إياه.
- ألو.. ألو.
- السلام عليكم.
- عليكم السلام، كيف حالك شاهين.
- الحمد لله.
- هل أنتم جاهزون أبو أحمد.
- نعم، الكل ينتظر.
- الحجز من البحرين إلي الكويت، صباح يوم الأحد.
- أوكي.
- يجب أن تكونوا بالبحرين الساعة الثامنة صباحاً
بالمطار، وبالعاشرة ستقلع إن شاء الله.
- حسناً أبو شاهين، سأحجز سيارة تأخذنا إلي البحرين.
- عظيم، وأنا سأكون بمطار الكويت عند الظهر، وسيارتي
شفروليت فان بلون أخضر.
- حسناً، كل شئ على مايرام .
- لحظة، أبومراد، قصدي شاهين.
- نعم.
- هل تأشيرة نعيم جاهزة.
- نعم، بمجرد وصولكم المطار، سيجد أسمه
بالجهاز، وسوف يأتي شخص ليستقبله كوفـد خبير الأسماك.
- الصراحة، لم أتوقع إنكم بهذا الإستعداد.
- نحن أعطيناكم وعوداً ويجب أن نوفي بها.
- أشكركم، إذا الملتقى بالكويت.
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
في انتظار بقية الاجزاااء
شوقتنا بزياااادة
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- أبو أحمد.
- نعم.
- لافائدة، إذاً أنت مصمم على السفر.
- بدون رجعة.
- لن ترجع !!
- ههههه، أقصد بدون رجعة في قراري.
- الحمد لله.
- عندي لك وصية.
- وماهي.
- ثلاث أشياء لاتنسى تأديتهم.
- الأولى.
- تخرج الصدقة صباحاً، حتى لو ريال واحد.
- والثانية.
- تسمي بأسم الله في كل شئ، ولاتنسى إن الله معك إذا كنت معه.
- والثالثة .
- أن لاتتهور في إتخاذ القرارات.
- أشكرك من أعماق قلبي، والوصية ركزت في عقلي بالأوتاد.
- اللهم بلغت.
- إن شاء الله.
يوم الأحد الساعة السادسة صباحاً
من داخل باص صغير يقف بجوار الحديقة.
- أبو أحمد.
- نعم نعيم.
- ماذا حدث لخالد، موعد أنطلاقنا الساعة السادسة صباحاً، صح طارق ؟
- نعم، ولاتنسى إن سائقنا مرتبط بإلتزامات بعد عودته من البحرين.
- والله لا أعرف، إن شاء الله لايصدق حدسي.
- وماهو ؟
- ماذا أقول لك ياطارق، أنا شككت بالأمر عندما سألني عن الجواز.
- نصبر ونرى.
وإذا بسيارة ليموزين قادمة نحوهم.
- نعم، كأن خالد بتلك الليموزين.
فنزل خالد من السيارة، مطأطأ رأسه، ووقف قرب سيارة الفريق.
- ماذا حدث ياخالد، ماذا بك، ولماذا التأخير؟
- ماذا أقول لك أبوأحمد ؟ والله أنا محرج منك.
- قل ماذا حدث.
- لن أستطيع الذهاب معكم .
- ماذا !؟
- هل تمزح ياخالد ؟
- نعم طارق.
- لماذا، ماذا حصل لك.
- أمي أخذت الجواز، ولاتريد إسترجاعه.
- أمك تفعل بك هذا.
- صدقني نعيم، هذا ماحصل.
- خالد، أصدقني القول ماذا حصل، أنظر في عيني،أنت لاتصدق.
- أبوأحمد، ممكن أتحدث معك على إنفراد.
- نعم تعال.
أبتعدت برفقة خالد مسافة أمتار .
- ماذا عندك؟
- الصراحة أمي لم تأخذ شئ، بل شجعتني على
الرحلة، ولم تصدقني إلا بعدما أخرجت لها
المبلغ المقدم من أبومراد.
- أوكي، ماذا حصل بعد ذلك.
- زوج أمي شيطان يمشي على الأرض، لعنه الله
سمعنا نتحدث عن نقود ورحلة، فدخل علينا ووجد النقود بيدي.
- ثم ماذا ؟
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- ضربني وأخذ النقود، والجواز.
- أنت بجسمك الضخم وكأنك الرجل الأخضر
تخاف من زوج أمك.
- صدقني أبو أحمد هذا ماحصل، أنا عندي
عقدة منه منذ كنت صغيراً، والله أنا أخاف منه، ويومياً
أتدرب كي أضربه وآخذ بثأر أمي وأخوتي، لكن
بمجرد أن يقف أمامي ترتعد فرائصي وتخر
قواي، والله هذا ماحصل.
- وما العمل الأن.
فرجعت إلي سيارة الفريق.
- شباب أصبحنا ثلاثة.
- أعتقد إنه يكذب.
- لاتحكم عليه ياطارق، ربما هو صادق، لقد
أخبرني بقصته.
وإذا بخالد، يصطحب شاباً سميناً كان معه بالليموزين، حيث
وجد صعـوبة في الخروج من السيارة، وأمام أعين
الجميع مسك بيده وسار به حتى وصل إلينا.
- كأني أعرف هذا الشاب.
- أبو أحمد، هذا سيقوم بالمهمة بدلاً عني.
- أه عرفته.
- نعم هو محفوظ ! الذي كان بالنادي، أنا أدربه كي يخفف وزنه.
- لكن زاد وزنه ! أعتقد إنه لن يصلح ليأخذ مكانك.
- أنت جربه، لن تخسر شيئاً.
- خالد، هل تمزح، أعذرني على هذا، وزنه ثقيل
ووجههه كبير جداً، أعتقد إننا سنلاقي المتاعب معه.
- أنت أبو أحمد صح .
- نعم.
- أنا سأفعل مابوسعي كي أكون عضواً في فريقكم.
- أسمع محفوظ ، نحن لن نذهب للنزهة، نحن في
مهمة صعبة وخطرة.
- أعرف، أخبرني خالد بكل شئ، أرجوك أختبرني إذا أحببت.
- أبو أحمد !!
- نعم طارق.
- لقد تأخرنا، الساعة الأن السادسة والنصف، وأمامنا
طريق الجسر والجوازات ، ودخول مطار البحرين.
- ماذا قلت أبو أحمد، أعطه فرصة ليثبت وجوده.
- أرجوك، أرجوك أبو أحمد، فأنا مثل خالد، يتيم.
- لاحول ولاقوة إلا بالله.. وليس لدي وقت للتفكير.
- أنظر، حتى جوازي أحضرته معي.
- وماذا بيدك ؟
- هذا كيس.
- أعرف كيس، ماذا به ؟
- فقط فـطيرتين وعصير وكاكاو.. للطريق.
- للطريق.. أووفف..كان الله بعوننا.. أركب .
- صحيح !! الحمد لله أشكرك.
- إذا رجعنا أنا من سيحصل على الألفين دينار.
- نعم.
- يالله !! الحمد لله .. الحمد لله.
ووقع علي يدي يقبلهما، وعيونه تدمع.
- لا.. لا، لاتفعل هذا.
- أشكرك أبو أحمد والله أشكرك.
- لكنك تبدوا صغيراً، هل مسموح لك بالسفر.
- أنا بلغت الحادية والعشرون قبل شهرين.
- هيا بنا إلي البحرين، حرك أيها السائق.
طارق ونعيم بعيون واسعة، وكأن الماء البارد قد صب على رأسيهما.
- توقف أيها السائق، هل أنت متأكد مما تفعل؟
- ماذا قلت نعيم.
- نعم ، لاترتكب حماقة، هذه ليست رحلة صيد سمك.
- شباب، من هو الرئيس هنا.
- أنت !!
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- إذاً تحرك ياسائق، ولا تعيدها يانعيم ، بسم الله الرحمن الرحيم.
- إن شاء الله، ها أنا ذا بدأت بأسم الله.
- خذ هذه الصدقة، إذا رجعت للدمام أعـطيها من يستحقها.
- حسناً، أشكرك.
- صحيح شباب، هل كتبتم الوصية ؟
- ماذا قلت أبو أحمد.
- الوصية.
- نعم.
- من لم يكتب، فليرسل برسالة بالموبايل إلي أقربائه أو أصدقائه
وما إن سمع محفوظ بالوصية، حتى قال لخالد من النافذة وهو يصرخ.
- خالد، أخبر أمي أني ذهبت إلي الجن، وسأعود نحيفاً
- ههههه، هههه، أسمع ماذا يقول يا أبو أحمد، حتى أنت ضحكت.
- ههههه.. ههههه.. صدقني لم أتمالك نفسي ياطارق.
بعد عشر دقائق .
أهاا..جاء دور الراحة، فأخرج محفوظ من كيسه
فطيرة وعصير، وبدأ يأكل، أما طارق ونعيم ينظران
له بعينين واسعتين وعلامة التعجب واضحة عليهما
- أبو أحمد !
- نعم سائقنا العزيز.
- مارأيك بالسيارة.
- جيدة وواسعة، وجميل فيها إننا نجلس أربعتنا متشاهدين وجها لوجه.
- نعم ، إنها باص عائلي، حولته إلي المشاوير الخاصة.
محفوظ يأكل بشراهة، وطارق ونعيم مازالا يحملقان
فيه، فصرخ بصوت عالي .
- ماذا بكم أول مرة تشاهدان شخصاً يأكل !!!
- أسمع ماذا يقول يانعيم، شخصاً يأكل، قل باص أو قرية.
- ههههههه، هههههه، والله لا أستطيع أن أضحك
أكثر ياطارق، أرجوك توقف عن التعليق.
محفوظ ينظر إلي وأنا أبتسم.
- محفوظ، من الأن نحن إخوة، وهذ رحلة.
- يعني ؟
- لاتتكلم وأنت تأكل سوف تغص.
- طيب، ماذا تعني.
- أقصد، الرحلة يجب أن يتخللها نوع من روح
الفكاهة والضحكة، كي تستمر بدون كلل أو ملل.
- أحسنت أيها الرئيس.
- أشكرك نعيم.
- شباب .. شباب.
- من هذا ؟
- أوو ! آسف محفوظ لم أعرفك بالشباب، هذا
طارق خبير الكمبيوتر، والثاني نعيم صياد سمك بارع، وحكيم.
- أين هو لا أراه.
- من تقصد، نعيم، هاهو أمامك.
- والله ضننت إنه ظل لطارق.
- ههههه، هههههه.. حلوة والله جميلة يامحفوظ.
- سترى مني أكثر ياطارق.
- شباب !
- نعم زعيم.
- أرجوكم، دعوا عنكم هذه الألقاب، فقط
أبو أحمد، المهم إن الحجز كان لنا نحن الأربعة، وكان رابعنا خالد.
- فهمت قصدك، لايوجد حجز بأسم محفوظ.
- لامشكلة، عندي الحل.
- كيف نعيم !
- يذهب هو للكويت مشياً على الأقدام ونستقبله
نحن هناك، منها تخسيس كلي، والثانية، وفرنا قيمة التذكرة.
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- ههههه، هههههه.. جميلة ياطارق صح، واحدة
بواحدة ، أنا ظل لطارق !
- شباب، أرجوكم أوقفوا المزاح، لنتكلم
بجد، مع العمل الأن.
- نستبدل محفوظ مكان خالد، وإذا لم
يوافقوا، سيكون شراء تذكرة جديدة هو الحل.
- سأرسل رسالة بالموبايل لشاهين، أعتقد تغير
الحجز بالنت يكون أسرع وأضمن.
- على فكرة طارق، ما أسم سائقنا ؟
- أبو عبدالله.
- أبوعبدالله، كيف حالك ؟
- الحمد لله.
- هل عندك موسيقى كلاسيك ؟
- ماهي كلاسيك ؟
- أقصد هادئة.
- لا.. لم أعرف المزعجة كي أعرف الهادئة.
- ماذا يقصد يا أبوأحمد ؟
- نعيم، هو لايريد أن يعرف، هذا يكفي.
- محفوظ.
- أنتهيت من الأكل ؟
- الحمد لله، الكاكاو سيؤكل عند الجسر.
- أوكي، من أين أنت ؟
- أنا من الدمام.
- أقصد، من أين تنحدر أسرتك.
- من منطقة الخرج.
- وأين يعمل والدك ؟
- أبي ؟
- نعم أبوك .
فأنخفظ صوت محفوظ تدريجياً عند ذكر أبيه.
- أبي كان يعمل بالبريد.
- أين هو الأن.
- توفى في حادث وهو ذاهب إلي الرياض.
- رحمه الله.
- وكم كان عمرك ؟
- تقول أمي أنا في الخامسة.
- وهل عندك إخوة ؟
- قبلي سبع بنات، وبعدي بنت.
- أنت وحيد أمك من الصبيان !
- نعم طارق.
- الله يخليك لأهلك.
- أشكرك.
- ماهي هواياتك محفوظ.
- هواياتي، كرة القدم.
- لكن لا ارى أثرها عليك.
- قصدك ضربة.
- ههههه، هههههه، أبو أحمد يقصد وزنك ياحلو.
- أرجوك طارق، نحن نتكلم بجد.
- آسف.
- أهاا فهمت قصدك أبو أحمد، أنا عندي مشكلة
مع السمنة، على فكرة أهلي كلهم مثلي، وفي
البيت الجميع يعمل رياضة.
- محفوظ حبيبي.
- أنت نعيم صح.
- نعم.
- تفضل.
- يجب أن تفرح أمك.
- كيف ؟
- تعمل بجد لتدير بيت أهلك.
- الحمد لله، راتب أبي يكفينا.
- بخصوص الهواية، عندي سؤال يا أبو أحمد.
- تفضل نعيم.
- أنت سألتنا عن هواياتنا، ماهي هوايتك أنت.
فأنصت الجميع لسؤال نعيم.
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- أسمع عزيزي، سأتكلم بجدية كي تصل المعلومة
للجميع، لعل الفائدة تصل إلي عقولكم النيرة.
هل أنتم مستعدون لسماعي.
- نعم أبو أحمد !!
- أعزائي، هوايتي الأولى والأساسية، هي
قراءة العقول، وقبل أن يسأل أحد ماهي
قراءة العقول، سأشرحها بطريقة سهلة.
أنت معي محفوظ.
- نعم أبو أحمد.
- العـقل كـنبع الماء، يأخذ ويعطي، فالنبع
أو البئر يصلها الماء بواسطة عروق في
أسفلها كغذاء، ويأخذ الناس فائضها من رأسها
وعينها، ثم يخرج الزائد على هيئة أنهر ثم
يتحول إلي جداول، وأخيراً يقف إلي سدود
ومستنقعات.. معي محفوظ ؟
- نعم أكمل معك !
- كذلك العقل عزيزي، العقل يأخذ غذاءه من
عروق المعرفة والنور والحكمة، وهي من
أهل العقل، كالأنبياء والصالحين والحكماء
ومصدرها رب السماء، ثم تخرج المعرفة
من رأس صاحبها بواسطة اللسان كما هي
عين البئر في الماء، فيصب الكلام إلي عقول
مستمعيه زلال، والباقي من العلم والحكمة
تصب في قوالب الأوراق والكتب ، كما في
الأنهر في سيل الماء، وأما الجداول، فهي
الكلام المنقول والمتواتر من الفم أي البئر
إلي آذان الأجيال القادمة، أي كمن يشرب
ماءً منقولاً بواسطة جربة، وأخيراً الماء
الراكد والضحل في المستنقع ، فهو يشبه
العلم الواقف المخزون دون فائدة تنقل أو
مسألة تستـشكل.
- ماشاء الله أبو أحمد، قصدك تقرأ من العين مباشرة.
- نعم.
- إذاً أنت قارئ عقول، مثل عقل من؟
- إن شاء الله نعيم، مثلاً عقل الفيلسوف المصري
مصطفى محمود ونيتشا، وسقراط ، وأفلاطون،
وقبلهم وأفضلهم الأنبياء والصالحين.
- وهل يوجد عقل لم يقرأ بعد.
- نعم.
- مثل من ؟
- عقل داحي الباب.
- من داحي الباب ؟ أول مرة أسمع بهذا الأسم.
- هو القائل العقول أوعية، أفضلها أوعاها،
وهذا شاهد على كلامنا السابق.
- هل عقله صعب القراءة إلي هذا الحد .
- وهل تعتقد من هو في حد عقلي الفقير
يقرأ عقل داحي الباب الغزير.
- لقد آخذتني بعيداً أبو أحمد، والله كأني
سافرت إلي عالم آخر من العلوم، تشرفت
بمعرفتك أبو أحمد.
- أشكرك نعيم، أنا فقط قارئ، يرمي بما قرأه
في جعبة غيره، هل فهمت يامحفوظ مادار بيننا من حوار.
- نعم.
- ومافهمت ؟
- إن العقل أهم شئ بالجسم، أهم من المعدة
نفسها، وهو يدير الباقي.
- شباب، يجب أن نستفيد من وقتنا قبل الوصول
إلي مطار البحرين.
- تفضل ياغالي.
- أشكرك طارق.
- عقولنا مع الأسف لاتستهلك، والأنسان يموت
ويدفن ولم يستهلك إلا واحد في المائة من ذاكرة عقله.
- فقط !!
- نعم طارق، عقولنا شئ لاتصل إلي مداه، هو
هبة الله للبشر، في أعتقادي أنا ، تخيلوا أن نغطي
الكرة الأرضية والشمس والقمر بأوراق ونكتب
بها معلومات، هذا هو عقل الإنسان.
- أبو أحمد، أنت تبالغ.
- نعيم، والله لا أبالغ، ولاتقل أن عندي ملكة إني حفظت
أو قرأت، فالناس سواسية، ويمتلكون نفس
العقل، لكن المشلكة تكمن في البيئة المحيطة
بالعقل، مما يؤثر على صاحبه، فيصيح مستهلكاً
لعقله أو كسولاً ذابلاً.
- مثلي أنا صح.
- لا والله، لم أقصد ذلك محفوظ، أنت تستخدم
عقلك في الأكل والشرب والمشي والكلام، صح ؟
- نعم، إذا أنت تستهلك عقلك.
- وأنا أعتقد إن حتى الجن أعطيت عقلاً خاصاً بها.
- لا أعتقد أبوأحمد، أنا أخالفك الرأي.
- عزيزي طارق، أنت تؤمن بالقرأن.
- أكييد !!
- هل تتذكر إن ننفر من الجن أستمعوا للنبي صلى الله عليه وآله.
- نعم.
- هم أسلموا لسماعهم كلام الله، وغيرهم لم
يسلم ، إذا هم شغلوا عقولهم وحركوها، وغيرهم
دفن عقله بالتراب كي لايعرف ولايريد أن
يعرف، وهكذا الحال مع البشر.
نعم صدقت.
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
عند أشراف مطار البحرين الدولي.
- شباب، مضت ساعة، ولم يرد شاهين أو أبومراد.
- مالعمل أبو أحمد، كيف سيسافر محفوظ .
- ندخل المطار ونستـفسر.
دخلنا المطار، وتم السؤال.
- شباب، تأكدت بإن فرصة إستبدال الحجز، لاتتم
إلا من قبل صاحب الحجز شاهين، أو بحضور
مالك التذكرة، فالمبلغ قد خصم على المشتري.
- والحل.
- أن نشتري تذكرة جديدة لمحفوظ.
- من سيدفع الثمن.
محفوظ ينظر إلينا، ويرفع يديه الخاويتين.
- أنا لا أملك شيئاً، فقط ثمانية ريالات ماتبقى لدي.
- فقط ثمانية ريالات !
- نعم أبو أحمد.
- لم يعطيك خالد أي نقود.
- والله لم يعطيني شيئاً.
- حسناً، أنا سأشتري التذكرة ببطاقة الفيزا، أمري لله.
تم شراء تذكرة لمحفوظ وركبنا الطائرة، وأصبحت
مقاعدنا بوسط الطائرة، وبعد مضي عشر دقائق
من إقلاعها بإتجاة دولة الكويت.
- شباب ؟
- نعم أبو أحمد.
- أول مرة أسافر بطيران الكويت.
- أبو أحمد ؟
- نعم محفوظ.
- وأنا أول مرة أركب طائرة.
- ههههه، هههه، بجد محفوظ.
- نعم نعيم، أول مرة في حياتي أركب طائرة.
وإذا بالمضيفة ترمي توزع صحفاً
ومجلات كويتية وخليجية.
- شباب، كل هذه جرائد، جميل ستـقـتلون الوقت.
- أبو أحمد، خذ وأقرأ هذا الخبر.
- أشكرك طارق.
- عمو نعيم.
- ماذا تريد يامحفوظ، أنا نعسان.
- فقط سؤال.
- تفضل.
- متى يقدمون الطعام، قال لي خالد إنهم
يقدمون وجبة مجاناً.
- أسأل المضيفة وتعرف.
- شباب .. شباب !!
- ماذا بك أبو أحمد.
- يالله، أنظروا لهذا الخبر، في الكويت البحث
جاري على قدم وساق، عن سفاح الأطفال، الذي
قتل ستة عشر طفلاً.
- يقتل أطفال، لعنه الله ما أبشعه، هذا ليس بإنسان.
- صدقت ياطارق، ولاذرة إنسانية بقلبه.
- تقول الصحيفة، آخر ضحية كان طفل بعمر خمس
سنوات، أختطفه المجرم وهو خارج من
المدرسة، ثم اغتصبه وقتله، يالله قمة الإجرام.
- أرجوكم شباب، أمامنا مشوار طويل، نريد أن نرتاح قليلاً.
- نعيم !! من قال إننا سننام ، تكلم
عن نفسك، أنا أشتم رائحة الطعام.
- هذا مايشغل قلبك يامحفوظ، ملء معدتك !
- نسيت شيئاً أبو أحمد.
- ماذا يامحفوظ ؟
- الصلاة، يجب أن نصلي في مطار الكويت.
- أحسنت محفوظ، نعم الصلاة، أرأيت طارق،
محفوظ ذكرنا بالصلاة.
- صدقت محفوظ، الصلاة.
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
مع كل جزء جديد يزداد التشويق اكثر
في الانتظاااار
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
1-6 فـي الـكـويت
في صالة المطار.
- إنتهينا من الصلاة ولم يأتي صاحبك شاهين.
- ليس لنا إلا الصبر، نحن لانعرف أحداً هنا.
- أبو أحمد.
- نعم.
- لننتظره خارج المطار.
- الطقس حار جداً، وخاصة بعد الظهر.
وإذا بشخصين يتسابقان من بعيد، ويبدو
إن وجهتهما نحونـا.
- والله أعتقد إنهما مانريد، هذا شخص
أبومراد، أعتقد إن نظري ضعـف.
- أبوأحمد !! أبوأحمد !! أخيراً أنتم في الكويت.
- أهلاً أبومراد !! السلام عليكم.
- وعليكم السلام.
فتم العناق مع أبو مراد وشاهين.
- ماشاء الله، الفريق بشحمه ولحمه.. من هذا ؟!
هل هذا خالد المصارع الذي حدثـتنا عنه، مراد مارأيك؟
- لا أعتقد أبومراد، خالد يختلف عن هذا، ربما
هذا الشحم الذي أشرت إليه.
طارق ونعيم يبتسمان ويكتمان ضحكتيهما .
- ياجماعة، القصة طويلة وسوف أشرحها لكم.
- أرجوك أبوأحمد، لاتورطنا وتورط نفسك
بهذه الأخطاء.
- أنا أخطاء، أهكذا تستقبلونا ونحن ضيوف
عندكم، أنظر إلي كرشك.
- أبومراد، ارجوك، أنا سأتصرف، وأنت شاهين،
ألم تأتيك مني رسالتين بالموبايل.
- لا.
- غريبة، مع أني متأكد من إرسالهما.
- على العموم، يمكنكم الذهاب إلي السيارة
وسنناقش هذا الموضوع لاحقاً.
عند خروجنا من المطار، أبومراد ومحفوظ
يتراشقان النظر، ولقد أنتبه الجميع لذلك، وإذا
بسيارة كبيرة تنتظرنا عند باب القادمون، فركبناها وتحركنا.
- أهلاً بكم جميعاً بالكويت.
- أرجوك أبومراد، يوجد إلتباس.
- لم أفهم ماهو الألتباس في إن شخص يحل محل شخص.
- أنت تريد إسترجاع مراد، صح ؟
- نعم.
إذا دع الأمر لنا.
- هكذا لا أتكلم، أنت المسؤول.
- نعم.
- والأن أعتقد إنك تشعرون بالجوع،
مارأيكم بغداء في مطعم فاخر.
- نعم عمي أبومراد، فكرة جيدة !
- محفوظ !!
- نعم طارق.
- للتو يهزأ بك وتناديه بعميَ.
مضت أكثر من نصف ساعة والسيارة
تسير داخل العاصمة.
- شاهين.
- نعم أبومراد.
- بما أن أبوأحمد سيضمن لي عودة
إبني مراد، فيحق له التصرف.
- نعم صدقت.
- مارأيكم بعد الغداء، ثم نذهب إلي
منزلي الكبير، ونعقد أول إجتماع.
- لابأس، حسنا شباب، سنأكل الغداء،
ثم الإجتماع في منزل أبومراد.
نـعيم يهمس عند رأسي، والجميع ينظر له.
- أبو أحمد ؟
- نعم نعيم.
- أعتقد نحتاج للراحة بعد الغداء، ثم نجتمع.
- كيف ؟
- على الأقل نعرف كيف نتخذ أي قرار.
- هذا صحيح.
- قل له، أي مكان نرتاح فيه لساعات فقط.
- رأيك سديد، سأخبره بذلك.
تناولنا الغداء، وأخذنا أبومراد إلي منزله
الفاخر، وجلسنا بغرفة خاصة، أما محفوظ،
فخلع قميصه من الحر.
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- طارق.
- نعم أبو أحمد.
- أقترب مني.
- نعم.
- بهدوء !
- نعم تفضل.
- خذ جولة في الغرفة، وشدد النظر من الأسفل
إلي السقف، هل تشك بوجود أجهزة تنصت
أو كاميراً، فإذا كان الجواب الأول فحك رأسك، وإذا
الثاني فاجلس على الأرض.
- أوكي.
أخذ طارق جولة في الغرفة، ودقق النظر، ثم عاد
حتى وصل بين رفاقه، والجميع ينظر إليه، وفاجأهم
بإنه على الفور جلس على الأرض وهو يحك
رأسه، وإذا بمحفوظ يلبس قميصه بسرعة خجلاً !
بعد ساعتين طرق الباب، وإذا بالخادم يخبرهم
إن أبومراد يطلبهم للإجتماع.
- حسناً سنحضر، قل له دقائق فقط.
- أبو أحمد.
- ماذا عندك نعيم.
- هل من ترتيبات.
- نعم، أسمعوا جميعاً، لاتشاركوا بأي كلمة، فقط أنا المتكلم.
- لك ذلك رئيس.
فأخذنا الخادم في دهاليز كثيرة حتى أدخلنا
غرفة كبيرة، فوجدنا أبومراد مع شاهين
حول طاولة بيضاوية كبيرة وقد توقفا عن
الكلام بمجرد رؤيتنا.
- السلام عليكم.
- وعليكم السلام.
- تفضلوا أجلسوا، لا.. لا.. كونوا قربنا، لماذا هذا التباعد.
- أشكرك بومراد.
- نبدأ الإجتماع.
- لحظة أبومراد.
- تفضل أبو أحمد.
- أنت قل ماعندك، وأنا أقول مالدي.
- موافق.
- أنا ممثل فريقي، وأنا من يتكلم عنهم، دون أن تسأل أحدهم.
- تفضل.
- أنت قل ماعندك.
- حسناً، شباب، أسمعوا، ولدي مراد
مفقود، وأنا متأكد إن الموضوع ذو علاقة
بالجن، ومفتاح المشكلة بيت جده، هل عندك تعليق أبو أحمد ؟
- لا تفضل أكمل.
- أريدكم أن تذهبوا بيت جده القديم وتعرفوا
مفاتيح إختفاءه، ومن ثم نجتمع مرة ثانية على التفاصيل.
- أنتهيت أبو مراد.
- نعم.
- قبل أن نبدأ أي شئ، تكتب بشيك لكل واحد
بقيمة نهاية الأتعاب.
- لكن..!
- أرجوك أبو مراد، نحن سنصبح في وجه
المدفع، أي الضحية، وهؤلاء الشباب جاؤوك
من السعودية وتركوا أهلهم، إذا تكتب شيك لكل واحد.
- حسناً، أحضر دفتر الشيكات شاهين.
- لا، أريد شيكات مصدقة ومثبتة، أعرف
عن قضايا الأسهم بالكويت.
- طيب، غداً نفعل ذلك.
- أنت متى تريدنا أن ندخل بيت جد مراد.
- اليوم.
- هل به مشكلة.
- ربما.
- تقصد إن البيت ليس طبيعياً.
- نعم.
- إذا اليوم عصراً تكتب الشيكات المصدقة، وتجعلها
أمانة عند بنك محلي حتى ننتهي من العملية.
- موافق، المبلغ سيكون ألفين دينار لكل واحد.
- لا .. خمسة الأف دينار كويتي !.
أندهش أعضاء الفريق مما حدث، وكأن الماء
البارد قد صب على أبومراد.
- أربعة الأف !
- أبومراد، إذا إبنك مهم وتريد إسترجاعه، أكتب خمسة ألاف.
- لماذا، هذا كثير.
- لأني أعتقد إن خلف بيت جده، ستكون لنا
رحلة إلي دولة أخرى.
- كيف علمت ؟
- أنت قلت عندما قابلتك بالسعودية إننا
سنذهب إلي عمان.
- هذا صحيح.
- إذا خمسة الأف، أو نرجع، هيا شباب.
- حسناً..حسناً، شاهين اليوم تعمل الشيكات بأسم الإخوان.
- لكن..!
- شاهين !! لاداعي للثرثرة، أكتب الشيكات وأحضرهم معك الليلة.
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- هل عندك طلب آخر أبوأحمد؟
- بعد حصولنا على الخيوط التي تقودنا إلي مراد
وبعد تجهيز الخطة التالية، نريد تجهيز الفريق
بكل مايلزم من متطلبات أنا أحددها.
- موافق، وماذا أيضاً.
- وإذا أحتجنا السفر إلي عمان أو غيرها ، هل سترافـقنا ؟
- أكيد، أنا وشاهين.
- إذاً داخل الكويت أو خارجه، أنا رئيس الفريق
وسير العمليات، وأهم شئ أن لاتتدخل في أمور الفريق.
- طلباتك كثيرة !.. حسناً حسناً موافق.
- أتفقنا، الأن أخبرنا ماقصة بيت جده أو جدك.
- أكلتني بالكلام ! حتى الهواء لم أعرف اتنفسه !
- الأن أخبرنا ماقصة هذا البيت.
- هذا البيت يقع في منطقة الرميثية، وهو يعود
لجد مراد من أمه، والقضية إن عليه خلاف
إرث من عدة أبناء وأحفاد، وأم مراد واحدة من عشرات الورثة.
- كم زوجة لديه ؟
- أربع.
- أربع !! طيب أكمل.
- وفي أثناء مداولات المحكمة، تفاجأ الجميع إن
سيدة ظهرت فجأة ولديها صك بملكية المنزل، أو
بمعنى أصح، لديها ورقة شراء المنزل، لأن جد
مراد باعه أو بمعنى أصح رهنه في حياته دون أن يخبر أولاده.
- وما علاقة هذا بإختـفاء مراد ؟
- مراد دائم الذهاب إليه، ولأنه قضى معظم أيام
طفولته مع أمه وخواله في هذا المنزل، ولديه
غرفة خاصة، وبها مكتبة تحوي كتبه وهواياته، وأشياء
سرية يخفيها عن الجميع، بعد فترة سمعت بحدوث
تخريب من قبل أحدهم، أدى إلي هجران المنزل.
البعض قال هم الجن، والبعض قال إنها عفريت العجوز المالكة
للمنزل، أي المرأة هل خلف هذا الموضوع.
- وماذا بعد أبومراد.
- لم يبقى في المنزل سوى مراد، وأنا بسبب
ضروف خاصة، طلقت أم مراد، ولكن مازلت بإتصال بإبننا.
- هل لديك إبن غير مراد ؟
- شقيق له، لا.
- حسناً ماذا بعد ؟
- بين الفينة والأخرى، أزور مراد، أو أتصل به
ويأتي معي، لكن في الأونة الأخيرة، أنقطعت
أتصالاته لمدة أسبوع أو أكثر، وأنا أتصل به
وكذلك يفعل شاهين ليعطيه المصروف، لكن لايجيب على أي إتصال
حتى توقف موبايله عن الرنين.
- ثم ماذا حدث.
فسكت أبو مراد، وأخذ يتنفس الصعداء، وكأن
آنـة خرجت مع زفراته.
- ذهبت أنا وشاهين إلي بيت جده، وأضظررنا
لدخوله، مع أني لم أدخله منذ عشر سنوات، لكن
الغريب والمدهش في الأمر، ما إن وقفنا على بابه
حتى أحسسنا برعشة غير طبيعية، وكأن شيئاً يهز
الأرض من تحت أقدامنا.
حينها محفوظ يبلع ريقه، وعينيه جاحظتين من
الخوف، وطارق شابكٍ يديه بعنف.
- ثم ماذا.
- مع إن الوقت كان نهاراً، إلا إن الإحساس
بداخله كان وكأنه ليل، فمشينا بخوف شديد
حتى لم أعرف كيف وصلنا غرفة مراد.
- وهل وجدتموه ! ؟
- وهل هذ سؤال ياطارق؟ أكمل أبومراد.
- أبني طارق، لو وجدناه ، لما جئتم أنتم إلي هنا.
- ماذا حصل أبومراد، أكمل أرجوك ؟
- لا أستطيع، أكمل أنت ياشاهين.
- إن شاء الله بومراد، دخلنا الغرفة ونحن نرتجف
من الخوف، ولم نجد مراد، فقط وجدنا بعض
الأشياء الخاصة به على المنضدة، كموبايله
وبعض الأوراق ومفتاح سيارته.
- دعني أكمل أبو أحمد.
- تفضل أبومراد.
- أهم شئ وجدناه، رسالة وكأنها موجهة لمراد، والمرسل
فتاة كما أعتقدت وكذلك فع شاهين، لكن أكتشفنا
إننا مخطئين، وهي مكتوبة بواسطة جنية تركت
إسمها وتوقيعها في أسفلها.
- وهل لاحظت شئياً غريباً لمح إنتباهك.
- نعم، جهاز الكمبيوتر كان يعمل وصوت الموسيقى
تسمعها من بعيد.
- طيب، هل أخذتم شيئاً من غرفته.
- لا، بل هربنا بسرعة، وبمجرد خروجنا من الباب
الرئيسي، سمعنا وكأن أحداً قد صفع الباب بقوة وأغلقه.
- أوكي أبومراد، متى يمكنك أخذنا إلي هذا البيت ؟
- بالنهار لن نستطيع دخوله.
- والسبب ؟
- السبب إن عليه حراسة، وقد أغلق من قبل المحكمة والشرطة.
- بسبب الجن ؟؟
- لا، بسبب قضية الإرث، ولقد حصلت به معركة
بين العائلة، أدمي أحد الأبناء، وإن المحكمة
لم تبت في القضية حتى الأن... غريبة، لم
يصلكم خبره بالسعودية.
- لا !
- لأن الصحافة كتبت عنه.
- يمكن.
- وإذا ذهبنا الأن.
- أقول لك الشرطة في ذهاب وإياب في
المنطقة، ولقد وضعوا شريط البلدية حول
المبنى، وكذلك لوحة تحذيرية مشمعة باللون الأحمر.
فوقفت على أرجلي.
- شباب !! الليلة سندخل هذا البيت !!
وما إن قلت جملتي، حتى كاد محفوظ أن يقع
على الأرض من شدة الخوف.
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- أبو أحمد !
- نعم أبو مراد.
- أفضل وقت للذهاب الي البيت، هو بعد منتصف الليل.
- لماذا ؟
- لأن حركة الناس والجيران تـقل، وحتى
دوريات الشرطة، قلما تأتي في ذلك الوقت، لذا
لن يشك فينا أحد.
- حسناً، الأن سنذهب للراحة وقبل منتصف الليل
سنكون مستعدين، ولاتنسى وجبة العشاء وإحضار
أربعة مصابيح كهربائية.
- هل سمعت ياشاهين، أحضر مايريده أبو أحمد.
- إن شاء الله أبومراد، طلبات أبوأحمد أوامر.
- أشكرك..لحظة شاهين، ماهو لون السيارة التي قدمنا بها.
- أخضر عشبي.
- جيد.
- لماذا ؟
- كي لايراها ليلاً.
عدنا إلي غرفتنا، وعـقدنا إجتماع طارئ.
- شباب.
- نعم.
- هل تذكرون كلمة السر التي أتفـقنا عليها في بلادنا.
- نعم.
- ماهي ؟
- طاغور.
- هل سمعت يامحفوظ، ممكن تعيد الكلمة ؟
- ط.. طا.. غــور.
- ماذا بك، هل أنت مريض؟
- لا.
- طارق تحسس جبينه، هل حرارته مرتفعه.
- لاداعي أبو أحمد، أنا بخير، لكني خائف.
- من ماذا ؟
- من هذا المنزل الذي سنذهب إليه !
- ولماذا تخاف، هل تعرف إن معظم الخوف وهـم.
- وهـم ! أنا سأموت من الخوف وتقول لي وهـم.
- حبيبي، تعال بقربي.
فدنى مني حتى صرنا وجها ً لوجه.
- أسمع محفوظ، نحن من يصنع الخوف، نحن
نتخيل أشياء ونركبها في عقولنا وتتحول إلي خوف.
- هذه هي المشكلة، إنها تتحول إلي خوف.
- أوكي، خطوة خطوة، وسأزيل عنك الخوف، موافق..أجب موافق.
- تـ..تـ تفضل.
- أسمع عزيزي، عـقلنا يبرمج صور وتخيلات
كنا نخاف منها، أو هي أصلاً مخزونة في ذاكرة
عقلنا، وعند وقوع شئ يذكرنا بها، تخرج في مقدمة
ذهننا، فتـفرز غدة الخوف أو النجدة كما تسمى، هل سمعت عنها ؟
- أبو أحمد، لاتقنعني، لاغدة نجدة أو أسعاف سيجعلني لا أخاف.
- أبو أحمد !
- أكمل، نريد أن نستفيد نحن أيضاً، لنحارب الخوف.
- إن شاء الله نعيم.
- أسمع حبيبي، جسم الإنسان زود بعدة غدد، وكل
غدة لها وضيفة في إفراز هرمون أو أنزيم معين
له وظيفته، ومن هذه الغدد هرمون النجدة
أو الخوف، أي الشخص الخائف يرسل إشارات
دون علم منه، فيفرز هرمون الاردنالين ...
- أرجوك أبو أحمد ! يكفي !
- محفوظ، لماذا تأتي معنا وأنت جبان إلي هذا الحد.
- أنا جبان، طيب إذهب للشارع وأوقف أي إنسان
يمر بالشارع وقل له، تعال وأدخل هذا المنزل، وأخبره
بإن فيه جن، ماذا تضن إنه فاعل.
- أوكي طارق، أنتهي الأن نحن في خط ألا عودة، سيحضرون
لكم عشاء ثم موعدنا قبل الحادية عشر والنصف
للخروج، أنا تعب سأذهب لأنام قليلاً.
- هل قلت عشاء ؟
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- هاا.. لقد رجعت لمحفوظ القوة عن ذكر
العشاء، أرأيت أبو أحمد، أصبح قوياً الأن.
- محفوظ، تذكر إن بنهاية مغامرتنا
هذه، ستحصل على خمسة الأف دينار!
- كم بالسعودي ؟
- يمكن أكثر من خمسة وستين ألفاً.
- واو.. صحيح ؟
- نعم محفوظ.
- أشكرك نعيم، سأصبر حتى نرى
ماهي النهاية مع أبومراد.
وعندما حانت ساعة الصفر، وذهب الجميع
إلي منطقة الرميثية، كان الجميع مطبقاً صمته
دون تعليق، وكانهم خشب مسندة، حتى وصلنا
الموقع المطلوب.
- وصلنا أبو أحمد، هذا هو البيت.
فإذا هو بيت عربي قديم مكون من دورين به
نوافذ كثيرة، وباب خشبي قديم لم أعرفه لونه!
- أبو مراد؟
- نعم أبو أحمد.
- لماذا الحي مظلم بدون أعمدة إنارة.
- لا أعرف، مع إن باقي الرميثية إنارتها جيدة.
كان محفوظ جالساً بالخلف، وكان يحاول أن
يلقي نظرة بالسجود حتى يرى البيت من الزجاج الأمامي للسيارة.
- أسمعوا جيدا ًشباب، عندي بعض
التعليمات، من عليه جنابه لايخرج، ومن
بثيابه نجاسة لايخرج، ولنقرأ سورة الحمد
والأخلاص والمعوذات، ولاتنسوا آية
الكرسي، وأكثروا الصلاة على محمد وآل محمد.
شاهين ينظر إليَ بدون أي تعليق.
- هل هناك أمر أخر أبو أحمد.
- هل ستذهبوا معنا.
- أنا وشاهين سنبقى بالسيارة.
- حسناً، شباب أسمعوا، إذا دخلنا
البيت، لاتلمسوا أي شئ، ولا تصرخوا
أو تعلقوا، وإذا وصلتم إلي درجة عظيمة
من الخوف، أغلقوا عيونكم مع ذكر الله، نحن
سنسير في خط واحد، مفهوم.
محفوظ يتمتم بكلمات لاتسمع في أذن شاهين.
- عمي شاهين، تأخذ أنت الخمسة ألاف وتدخل بدلاً عني.
- ماذا تقول ! أغرب عني !!
- محفوظ هيا بنا سنذهب.
- طارق، والله أنا خائف، سأموت من الخوف.
مشينا بهدوء، كان البيت مظلماً بدون إنارة، ولا
يوجد أي جار حوله، فالبيوت بعيدة عنه ، فمشينا
ومشينا حتى أصبحنا على بعد عشر خطوات فقط من الباب.
- أبو أحمد !
- ماذا بك يامحفوظ.
- قدماي لاتستطيع أن تحملان جسمي، أحس أني ثـقيل جداً.
- أنا قلت لك لاتخاف الله معنا.
- هانحن وصلنا عند الباب، قولوا بسم الله الرحمن الرحيم.
وفجأة رأينا نور سيارتنا يشتعل ويطفئ عدة
مرات، وكأن شاهين يعطينا إشارة، فنظرت
إلي الأعلى، وإذا بنور إحدى الغرف تشتعل!
وبعد دقيقة أنطفأت ! فهرب رفاقي بسرعة إلي
السيارة وهم يصرخون بأعلى صوتهم، وتركوني
لوحدي عند الباب، فتراجعت للخلف، وإذا
بالباب ينفتح لوحده، حينها أحسست بإن شعر
جلدي قد كش للأعلى، وجسمي بارد، وضربات
قلبي تدق بسرعة، فرجعت أدراجي
للمجموعة، وما إن وصلت حتى أصيب محفوظ
بالهستيريا وصرخ في وجهي:
- أنظر أيها الزعيم ! حتى أنت خـفت ورجعت إلينا !!
أرجعونا للسعودية لانريد هذا المال ! لانريد هذا المال !
أرجعوني لأمي ! أريد الدمام !
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
الاااي وناااسة
بدى الحماس
في انتظار التتمة ع احر من الجمر
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- محفوظ.. محفوظ.. أهدأ .. أهدأ.
نعيم وطارق ينظران إليَ، فكان رد فعلي عنيفاً هذه المرة ، فصرخت:
- لماذا كل هذا الخوف!!
- حتى أنت هربت ! أعترف يا أبوأحمد.
- يانعيم ، انا هربت كرد فعل بعد هروبكم، هل تتوقع أني أدخل لوحدي.
- لكن ..
- ماذا بك طارق !
الجميع يتخذ من السكوت جواباً، وأبو مراد وشاهين يراقبان الوضع.
- شاهين !!
- نعم أبو أحمد.
- أين الشيكات.
- عندي بالحقيبة.
- كم المبلغ المكتوب بكل شيك ؟
- خمسة الاف دينار كويتي.
- أنا عندي الحل.. أعطيني الشيكات.
- هل اعطيه أبومراد ؟
- هو الرئيس ! إذاً أعطيه.
- لحظة، سأعطيك الشيكات، أين هم أين
هم، أهاا.. تفضل.
- الأن الشيكات عندي، عشرين ألف دينار
كويتي، تقريباً ثلاثمائة الف ريال عداً
ونقداً، أبو مراد..إذا أرجعت مراد لوحدي
هل تحرر الشيكات بأسمي؟
- نعم، أكييد.. أنا أهم شئ عندي عودة مراد.
- أنا ذاهب لوحدي، وليكن معلوماً لديكم، بإن
الجن لايظهر على شكل إنسان، فالجن مخلوق
من نار، وهذا كلام الله، وإن كل هذا وهم أو
خلف القضية ناس تتلاعب بأعصابنا، وهاهي
الشيكات في جيبي، والأن هل ستذهبون معي أم لا ؟
فتحركت خطوات بإتجاه المنزل، وإذا بمحفوظ يصرخ .
- أنظروا !! أبو أحمد أنظر إلي النافذة !!
وإذا بنا نشاهد، وكأن فتاة صغيرة !! ملتصقة خلف
الزجاج ، وكأنها تنظر إلينا !!
- ماهذا أبوأحمد ؟
- هل هي أنس أو جن ؟
- هل أنت مخبول يانعيم، الجن لايظهر بشكل
إنسان، إنه مخلوق ناري.
- أنظر يا رئيس، كيف تكذب عينيك!!
- طارق، أنا أشك بالأمر.
- هل ستدخلون معي.
الجميع يتخذ من الصمت جواباً.
- أوكي !! أبومراد، ماهو رقم شرطة الطوارئ ؟
- لماذا ؟
- لاعليك، أنا الرئيس وأنا أقرر.
- أتريد أن تفضحنا، لا .. لا .. لانريد الشرطة في موضوعنا.
- لاتخاف، لن يعلموا بقضية إبنك.
- طيب، أتصل بثلاث سبعات 777
- أوكي .. ألو.. الو الطوارئ، لوسمحت
عندي إخبارية مهمة جداً، نعم.. بخصوص سفاح
الأطفال المطلوب.. نعم.. لقد رأيناه يدخل
أحدى البيوت بالرميثية، العنوان.. لحظة
.. أبو مراد.. ماهو العنوان ؟ خذ كلم الشرطة
وأخبرهم بالعنوان.
- أبو أحمد، لاتورطنا !!
- لاعليك، أنت شرطك أن يرجع إليك مراد.. صح ؟
- نعم.
- إذاً أخبرهم بالعنوان.
- طيب .. أعطيني الموبايل.. نعم حضرة
الشرطي.
أعضاء الفريق ينظرون للوضع بصمت، وأنا ترجلت
نحو المنزل من جديد.
- أبو أحمد خذ جوالك.
فرمى أبومراد الجوال نحوي، فألتقطته، وإذا بنعيم
يلحقني .. ثم تبعه طارق.. أما محفوظ، فظل
مترددا.. ينظر حوله مرة.. ومرة ينظر لشاهين
وأبومراد.. وأتخذ القرارا أخيراً ولحقنا بسرعة وهو يصرخ.
- أنتظرني أبو أحمد! أنا قادم معكم!!
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- شباب !! هل أنتج جادين ومتأكدين بماتفعلوه.
- نعم أبوأحمد !!
- إذا هيا واصلوا حتى باب المنزل.
وإذا بشخص يمشي في الشارع، فأستوقفناه:
- لو سمحت ؟
- أنا.
- نعم.
- الحمد لله ، أنت عربي.
- ماذا تريدون في هذا الوقت المتأخر من الليل.
- فقط سؤال، هل هذا المنزل مهجور أو به أحد عائلة ؟
- أنا عامل وساكن بهذه المنطقة منذ
ستة أشهر، وهذه المنطقة لسكن العزاب
فقط، أما هذا المنزل، فكل أصحابي يقولون
إنه مسكون بالجن !!
- بالجن !! سمعت أبوأحمد.. مسكون بالجن.
- أسكت محفوظ، دعنا نتأكد.
- طيب أخي، هل رايتم أي شئ غريب، أو
لمحتم حركة غريبة حوله.
- عدة مرات كنا نرى عجوز تدخله بالليل
فقط، ومرة قال أحد أصحابي إن فتاة تدخل
وتخرج منه، ولذلك هاجر جيرانهم منذ مدة.
فسقط محفوظ على الأرض ! حتى قلنا إنه مات !
- محفوظ .. محفوظ.
أستيقظ محفوظ دون أي شعور منه، وأصبح هستيري الحركة.
- هل ستواصل يا أبوأحمد ؟
- نعم شباب، محفوظ شبه مصدوم، لذلك سيتبعنا دون شعور منه.
فتابعنا المشي حتى صلنا عند الباب الأسود، وكان
مفتوحاً على مصراعيه، وإذا براشحة كريهة تصدر من المنزل.
- أسمعوا شباب، من أقوى الخالق أم المخلوق ؟
- أكيد الخالق.
- إذاً من أقوى الله أم الجن ؟
- الله.
- هل قرأتم المعوذات وبدأتم بإسم الله.
- نعم.
- إذاً من كان مع الله ، كان الله معه .. توكلنا على الله.
فأستوقفني صوت محفوظ مع نفخات نفسه المقطوع.
- أبو أحمد! أرجوك! أرجوك ! عندي طلب واحد.
- ماهو ؟
- أجعلوني في الوسط.
- أين ؟
- بينكم في الوسط، أرجوك ! أووفف.. أووفف.
- شباب رغبة في طلب محفوظ، سأكون
أنا في الأول، ثم محفوظ من خلفي، ثم طارق
، وفي الأخير نعيم، موافقون ؟
- نعم.
- ولاتنسوا الوصية، لاصراخ بتاتاً، فالصراخ
يخيف الجميع، ولاتخافوا مما يحدث أمامكم، بسم الله وعلى الله نتوكل.
- بسم الله الرحمن الرحيم.
- اللهم صلى على محمد وآله محمد.
وبدأنا الدخول، حيث لانملك إلا الإيمان بالله، وبأيدينا
المصابيح الكهربائية، فمشينا.. ومشينا حتى
توسطنا الصالة، وإذا بصوت صياح ذو نبرة
ضعيفة يصدر من غرفة مجاورة .. وفجأة أنقطع !!
فسمعت همس محفوظ في أذني.
- أبو أحمد، هل هذا صوت طفل أو قط !!
- لا أعرف.
- أنا خائف !
- واصلوا المشي شباب، غرفة مراد
بالدور العلوي كما قال أبو مراد.
مشينا بضع خطوات..أجسامنا باردة وشعر
جلدنا تطاير للأعلى.. عيوننا مفتوحة حتى
كادت ان تنفجر من الخوف.. مشينا ومشين
ا والرائحة الكريهة كادت أن تخنقنا، وإذا
بصوت يصدر من الأعلى !! إنه صوتٍ ناعم.. إنها
نبرة فتاة تصرخ بأعلى صوتها، حتى وصل إلي مسامعنا.
- أوعدك أني سأقلب الدنيا على رؤوسهم، هل
وصلت بهم الجرأة أن يدخلو البيت بدون
إستئذان، لاتخافي ... سنرى من الأقوى أنا أم هم !!
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
نحن وبمجرد أن سمعنا تهديدها، حتى كادت قلوبنا
أن تسقط على الأرض، وإذا بمحفوظ يسحبني من
خلفي بأطراف أصابعه وهو يتأتأ:
- ماذا عندك ؟
- أبو أحمد، أنظ..ر للـ...خـ...لف، طارق يقول إن نعيم أختفى.
- كيف !!
- نعـ...م أختفى.
- أين ذهب !
- أنا خائف أبو أحمد، لا أستطيع أن أحرك أقدامي،
والله خائف، أحس بالبرد الشديد يدخل عظمي، أريد
أن أذهب إلي الحمام، أصابني الأسهال.
- هل تتكلم بجد ؟
- نعم، أريد الحمام ! أنا خائف.
- أصبر قليلاً، أفضل حل إنك تفكر في صديقك
خالد، وفي الصالة الرياضية بالدمام وستنسى.
- سأموت من الخوف.
- الحمد لله، هاأنا أرى ملامح السلم، سنصعد إلى الأعلى.
- ونعيم ؟
- يجب أن نواصل المشي، قريباً سنصل إلي غرفة مراد.
- هل يوجد مفاتيح لإنارة المصابيح.
- لا أعرف أنا مثلك لا أرى شيئاً.
وفجأة أرعبنا ظهور نعيم مرة أخرى خلف طارق !
- طارق !! أبو أحمد !! محفوظ !!
- أبو أحمـ..د، إنه ينادي محفـ...و
- طارق..هل هذا نعيم؟ أم شبح متنكر ؟
- لا أعـ.. رررف، سأمـ...وت.. أنا خــ..ائف.
- كيـ..ف لاتعـ....رف وتدعه يمشي خـ..لفك، أسأله.
وإذا بنا نسمع وكأن صوت طفل يبكي، فوجهنا حالاً
المصابيح عليه، وإذا بطفل متسخ .. تملأه القذارة
.. يحبو قرب باب كان عن يميننا، وفجأة !!
يا الله .. ظهرت فتاة شعرها أسود طويل، ركعت
نحو الأرض والتقطت الطفل، ثم رفعت رأسها
نحونا ، فوجهنا جمعينا مصابيحنا الأربعة نحوها، فرمتنا
بنظرة حادة وعيون واسعة جداً.. حيث لمحت الكحل
المبعثر في عينيها، ثم أصدرت صوتاً قويا نحونا :
- تـفووو.. عليكم ياكلاب ياخنازير !! ثم أختـفت عن أعيننا.
نحن وكأن عقولنا طارت.. وصراخ محفوظ القوي
المرعب جعل منا صواريخ فضائية، حتى أصبحت
أرجلنا تجري كجري الضبي من شدة الخوف
، وأجسمانا أصبحت خفيفة كالريشة، فأسرعنا الطلوع
إلي الدور العلوي في ثواني، ولم نكن نصدق كيف
وصلنا بهذه السرعة.
وإذا بنا نسير في ممر ضيق !! وشعرنا بإن مجموعة
من الأشباح تمشي متوازية معنا !! نحن نمشي ، وهم
يمشون بجانبنا، وكأننا في خط متوازي، وهمس محفوظ في أذني:
- الله يسـ..تر أبو أحمد، أررربـ..عة يشبهونـ..نا تمامـ...ماً،
ويمشون معنا، أرجوك سأسقط على الأرض !! أرجوك.
- محفوظ !!!
سقط محفوظ فاقداً الوعي، وإذا أمامنا عجوز بيدها
عصى، واقفة تنظر نحونا، وكأن عيونها دوائر
خضراء، وشعرها أحمر كالدم، ولقد شاهدناها
جميعاً فنظرنا إلي بعضنا، أنا ونعيم وطارق، ومحفوظ
مطروح أرضاً بيننا، فلمحنا باب عن يميننا، فصرخت بقوة.
- بسرعة !! بسرعة أسحبوا محفـ..وظ وأدخلوا الغرفة !!
فدخلنا الغرفة التي عن يميننا في لحظات.. وأغلقنا الباب بسرعة رهيبة !!
- أووفف.. أووفف.. الله يستر، لا إله إلا الله
، لاتخافون شباب، ستأتي الشرطة الأن، أعتقد أني أتصلت بهم، هل تذكرون.
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- أبو أحمد، ولله تعبت
- أين..أين أختفيت يانعيم ؟
- أنا.. أنا كـنـ..
- شباب .. بسرعة تعالوا وأنظروا !
- ماذا لديك ياطارق ؟
- أعتقد إننا دخلنا غرفة مراد دون أن
نشعر، أنظروا، الكمبيوتر والمكتبة والطاولة، وصناديق
كثيرة.. أنظروا هذا جواله كما قال أبوه.
- نعم صدقت، إنها غرفته.
- أبو أحمد، محفوظ مازال فاقداً الوعي! ماذا أفعل ؟
- نعيم، حاول أن تحك خلف رأسه عند المخيخ، هل تعرف ذلك.
- لا.
- أنظر، ضع يدك خلف رقبته ومن فوق
قليلاً وحكها بسرعة وأضربها قليلاً، أنظر، أو
أجعله يشتم رائحة نفاثة كالعطر أو البصل.
- نعم، أنظر إليه.
وإذا بمحفوظ يتحرك ببطئ، وهو يئن من الخوف والبكاء
، وإذا بنا نسمع صوت النجاة، إنها أصوات صفير سيارات الشرطة !!
- الحمد لله.. الحمدلله..أبو أحمد،
أنظر من النافذة !! ما أكثر سيارات الشرطة !
إنهم يحاصرون المبنى من كل جانب، الحمد لله.
- واوو.. ما أكثرهم، أعتقد إنهم أكثر من
عشرين سيارة، أنظروا يوجد معهم قوات خاصة.
- لاتسنوا شباب، إنهم قدموا من أجل القبض على سفاح الأطفال.
- صحيح نسيت.
وإذا بصوت رجال الأمن يسمع في الدور العلوي، ثم
سمعنا خطواتهم الكثيرة والقوية في السلم ، وإذا
بهم يخطون الخطوات نحونا.. وإذا بالباب يفتح، فرأينا
ضابط محاصر بعدة رجال من الأمن، وفجأة ظهر
من بين أوساطهم أبومراد وشاهين.
- هؤلاء هم أصدقاء أبني مراد، إن هذا منزل
عمي وأب زوجتي، وقد جئنا لأخذ بعض الحاجيات
لمراد، وتفاجأنا عندما رأينا أشياء غريبة تحدث
بداخله وأتصلنا بكم، مارأيك أبو أحمد.
- نعم صحيح.
- لكن المتصل قال إنه رأى السفاح، من منكم المتصل؟
- نعم حضرة الضابط، أنا من أتصل بكم.
- هل قلت إن السفاح كان مختبئاً هنا.
- نعم حضرة الضابط، كنا نهم بدخول منزل
مراد، وإذا بشخص وجدنا بالقرب، فقال لنا
إن السفاح يختبيء هنا فلا تدخلوا، فأتصلنا بكم.
- وأين مراد هذا ؟
- يا أخي الضابط، مراد أبني ...
- نعم إن مراد يرقد بالسعودية بمستشفى
خاص، ولقد أتينا بمعية والده لأخذ بعض الحاجيات، وتفاجأنـ...
وإذا بصوت أحد أفراد الشرطة يصرخ بداخل المنزل !
وفجأة أشتعلت إضاءة المنزل كاملة ! غريبة !
كيف حدث ذلك !! وسمعنا صوت رجل الأمن مرة أخرى
- ألم نحذرك أيتها العجوز أن ترحلي من هذا البيت.
- أين أذهب ؟
- إلي أي مكان، أذهبي إلي دار العجزة.
- أترك خالتي !! والله سوفـ.. !!
فنظرنا لما يجري، وإذا بها العجوز التي أرعبتنا
قبل قليل، والصوت الصادر من الأسفل هو صوت فتاة، فنزلنا لنلقي نظرة.
- أنظر أبو أحمد!
- ماذا أرى ياطارق !! إنها نفس الفتاة صاحبة الشعر المبعثر، والكحل.
- أنظر.. أنظر للأسفل .. إنه الرضيع المتسخ.. إنهم هم !!
- نعيم .. تعال.. هل ترى مانرى ؟
- نعم !! أين نحن ؟ من هؤلاء ؟
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
وإذا بالفتاة تصرخ في وجهنا مرة أخرى.
- أنتم يا أغبياء كيف تدخلون بدون أذن.
- من أنت، ولماذا تصرخين في وجهنا
وكأنك صاحبة المنزل.
أبومراد وشاهين وباقي الشرطة ينزلون
إلي الأسفل عبر السلم، وإذا بصوت الضابط
يصل قبلهم وهو يخطو خطواته ببطء.
- أنت يافتاة، من سمح لك بأن تسكني في بيت غيرك.
- إنه مهجور، أين تريدنا أن نذهب، ننام في الشارع.
- هذا هو صاحب المنزل، وهؤلاء أصحاب إبنه
جاؤوا ليأخذوا حاجياتهم.
- حتى وإن، نحن سكنا هذا البيت منذ فترة، وأي
شخص يتعدى علينا سوف ينال عقابه.
- كم عمرك يافتاة.
- أربعة وعشرين.
- شكلك لايدل على ذلك.
- نعم أنا قصيرة وكأني صغيرة !!
- لاترفعين صوتك، أنت غير مؤدبة.
- كيف تريدني أن أسكت وأنتم تعتدون على حرمة
البيت، هذه العجوز مريضة ولاتستطيع المشي، وأنا
يتيمة مع أختي الصغيرة وأخي الرضيع، ودار الأيتام
لم يقدم لنا خدمات لأننا بدون هوية وطنية.
بدأت الفتاة بالبكاء، فتدخل أبومراد.
- أخي الضابط، لاداعي لعمل المشاكل، نحن
متنازلين عن حقنا، فقط سنأخذ بعض الحاجيات، وسندعهم يسكنون هنا.
فسقطت الفتاة على أرجل أبومراد لتقبلها .
- أشكرك عمي أشكرك، والله لا أعرف كيف
أشكرك، أنا أعمل وأتعب، والله أني لا أرجع
إلا بعد التاسعة، وكل هذا من أجل لقمة عيش
لهذه العجوز وإخوتي اليتامى.
- أبو أحمد !
- نعم أبو مراد.
- هيا بنا، ليس لدينا وقت، لنأخذ حاجيات مراد ونذهب لنرتاح.
- إن شاء الله، فقط أمهلني بضع دقائق، أنا أريد أن أتأكد.
- من ماذا ؟
- لاشئ، فقط خمس دقائق.
إذا بنا نلمح بلل في أرض الصالة، وإذا قبل
باب المطبخ بالضبط، غطاء مكسور.
- أنظر أبو أحمد..الرائحة كانت تنبعث من هنا.. إنها المجاري الفائضة.
- نعم صدقت، فالغطاء مكسور.
- نعيم، طارق أقتربا مني.
- نعم أبو أحمد.
- هل ترون ما أرى ؟
- هنا مصدر الرائحة ، وهذه هي الفتاة
والرضيع، والعجوز نفسها التي بالأعلى ، ولكن
كيف رأينا عيونها خضراء!! لنسأل الفتاة.
- أنت يافتاة، فقط سؤال.
- ماذا تريد ؟
- لقد رأينا بالظلام عيني خالتك العجوز خضراء، كيف هذا !؟
- لقد كانت خالتي تضع قطع من الخيار فوق
عينيها، تقول إنها رأت ذلك في برنامج بالتلفاز.. لتقوي نظرها.
- وما سر الأربعة الذين كانوا يمشون معنا بالدور العلوي.
- أذهبوا فوق وسوف تعرفون.
فصعدنا السلم ومشينا حتى وصلنا إلي الممر
الضيق الذي كنا به، وإذا بـمرآة كانت تغطي
كامل الجدار من جهة الشمال، أي كنا نمشي
وعكس صورتنا تمشي معنا، وهذا ما أرعبنا.
- شباب، الأن أتضحت كل الأمور تقريباً.
وفجأة سمعنا صراخاً قوياً يصدر من غرفة مراد !
- أووه، إنه صوت محفوظ !! لقد سمعنا محفوظ بغرفة مراد.
فدخلنا بسرعة غرفة مراد، وإذا بالعجوز المسكينة، كانت
تنظر إلي وجه محفوظ الذي كان على وشك
أن يفيق من وعيه، وأول ماشاهد هو وجه
العجوز المبعثر ، حتى سقط مغشياً عليه مرة آخرى، فسألتنا العجوز.
- إن وجه صاحبكم هذا كبير جداً، يذكرني بشخص توفى رحمه الله.
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
اخي ممكن تخبرنا عن مصدر القصه ؟
كاني قريتها زمان
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- أنظر أبو أحمد ! هنا عدة خرائط !
- لحظة طارق، أنتبه لاتلمس أي
شئ قبل أن أتأكد من الأمر.
- لك ذلك.
حينها دخل أبومراد وشاهين غرفة مراد.
- هيا يا أبوأحمد، أشعل همتك، خذ
ماتريد من هنا ولنذهب.
- أوكي.. أوكي أبومراد، طارق، شغل
جهاز الكمبيوتر.
- طيب.
- نعيم ؟
- نعم أبوأحمد.
- أجمع لي كل الخرائط التي هنا وضعها
بعناية في كيس بلاستيك.
- أنظر أبو أحمد، هذه الخريطة تختلف
عن الأخريات، إنها من جلد !
- دعني ارى.
- صدقت ! إنها غير باقي الخرائط.
- هيا شباب !! أرجوك أبو أحمد أسرعوا
قليلاً قبل أن تغير الشرطة رأيها.
- أصبر أبو مراد، دعني ألقي نظرة على
هذه الخرائط، وخاصة هذه المصنوعة من
الجلد، ياربي إناه غريبة، ولها رائحة عطر
نفاث، أنا أول مرة أرى خريطة من هذا النوع.
- أبو أحمد !!
- لحظات نعيم، دعني أقرأ أسماء هذه
المدن والقرى، أين تقع.. أين ؟
- أبو أحمد !! أنظر إلي !
- ماعندك نعيم.
- أنظر، هنا رسائل كثيرة ! لكن بدون كتابة، فقط توقيع بالأسفل.
- ناولني واحدة منها.
- تفضل.
- ماهذه، رسالة بدون كلام ! وتوقيع من هذا ؟
- غريبة أبو أحمد صح !
- أنتظر نعيم، دعني أفكر، إن شاء الله أني مخطئ.. الله يستر.
- كيف أبو أحمد ؟
- التوقيع هنا بأسم جورية بن عنبوس، والحبر
أسود محروق، أنا متأكد إنه ليس حبراً عادياً.
- ماذا ؟
- نعم، نعم.. إنه دم.. إنه دم متجلط وأسود لونه مع الوقت.
- تقــ..صـد إن الجنية كتبت هذه الرسائل.
- نعم، ولايستطيع أن يقرأها سوى الشخص المسحور.
- مسحووور !!
- نعم، الشخص الذي وقع عليه السحر.
- يالله.. يا ألهي !!
فأجتمع الجميع حولي بسرعة، حتى أصبحوا
كالحلقة، وشاهين يقف خلف أبومراد.
- ماذا أكتشفت أبوأحمد، أرجوك أخبرني، إنه ولدي أرجوك !!
- ياربي!! لاحول ولاقوة إلا بالله !! لا.. لا.. صعبة !
- ماذا حصل أبوأحمد، والله لقد أسقطت قلبي في الأرض.
- ماذا حصل أبوأحمد، ما أكتشفت ؟
- نعيم .. طارق هل تعرفون ماذا هنـا.
فخرت قواي وسقطت جلوساً على الكرسي الخشبي.
- هل أنت بخير!! أبو أحمد هل أنت بخير.
- ياجمـ..اعة، مراد أختطف من
قبل جنية أسمها جورية بنت عنبوس !
- تقصد إنها خطفته.
- لا، هـ..و .. هـو من ذهب إليها .
- إلي أين ؟
- أبو أحمد أرجوك، والله أتعبتني، هل ذهب إلي عمان.
- مراد لم يذهب إلي عمان.
- إذاً أين.
- مراد ذهب إلي وادي برهوت .
- برهووووت !! أين هذا برهوت ؟
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- أبو مراد!! إبنك ذهب إلي وادي الجن
بحضرموت، إنها شرق جنوب اليمن، أي غرب جنوب عمان.
- وادي الجن !!
- نعم.
- تـقصد إنه لم يذهب إلي عمان !
- أنا أجزم إنه في حضرموت.
- كيف هذا وأنا متأكد من حجزه تذكرة طيران إلي صلالة.
- كيف علمت ؟
- قبل شهر أستعار سيارة شاهين، وارجعها
وبداخلها ورقة حجز للرحلة.
- ربما ذهب إلي حضرموت من
الغرب، أي عن طريق صلالة ثم مروراً بقرية
هلبوت الواقعة في الحدود بين اليمن وعمان، ثم
أتجه براً إلي وادي حضرموت، إبنك في وادي حضرموت.
- إذاً ؟
- إبنك ذهب إلي معشوقته جورية.
- كيف، لم أفهم !
- أبومراد، أنا لن أضحي بفريقي وأذهب
بهم إلي وادي حضرموت، هل تعرف ماهو
وادي حضرموت، إنه وادي المردة، مكان
إجتماع المردة في كل العالم، يأتون من كل
أ قطار الأرض، عمان واليمن والمغرب
والعراق وسوريا والمكسيك، ويقال إنهم
يأتون بالسحر، إذا أنسى كل شئ حدث
بيننا، والبعثة ألغيت من الأن.
- أرجوك أبو أحمد !! بكل بساطة تغير
رأيك وتقول لن تذهب، هذا قطعة من
كبدي، هذا أبني.. أرجوك، أطلب ماتريد.
- لاتحاول، أنا أعرف هذا الوادي جيداً.
- كيف، هل كنت هناك من قبل ؟
كيف حكمت، ربم أشاعات.
- لا، أنا لم أذهب، والمعلومات التي
عندي ليست إشاعات.
- أنا لم أفهم.
- أبومراد، أنا قرأت حتى الثمالة بخصوص
هذا الوادي وهذه العين الملعونة
- العين الملعونة !!
- نعم بئر برهوت المقيتة التي لعنتها ملائكة
السماء، حتى قيل إنها إحتى مراتب جهنم في الأرض.
- بئر برهوت! جهنم ! كل هذا في وادي حضرموت!
- نعم صحيح، وأنا طالما سافرت بعقلي
إلي ذاك الواد المنبوذ. صدقني الإنسان
عجز أمام تلك الظواهر، هناك أحجيات وألغاز
صعبة الحل إلي يومك هذا، فلقد عجز أمامها
أقوام وأقوام منذ العرب العاربة قبل
أربعة ألاف سنة، وكذلك أخبر بها النبي وأهل بيته عليهم السلام.
- كل هذا عن برهوت !!
- هل أنت جاد أبوأحمد ؟
- نعم نعيم، صدقوني، أنا درست الظاهرة
وتبحرت بها، لكن وقفت عاجزاً أمام كثير من الألغاز.
وإذا بمحفوظ يفيق من غيبوبته، فاشربناه
الماء، وظل ساكتا ًوهو يسمتع مع الباقين
- نعم شباب، فلقد روي عن النبي صلى الله عليه وآله،
إن فيها أرواح الكفار والمنافقين. كما روى عن الإمام علي عليه السلام
إنه قال: أن أبغض البقاع إلي الله تعالى وادي
برهوت بحضرموت، فيه بئر ماؤها أسود منتن
يأوي إليه ارواح الكفار والمنافين، أما
أرواح المؤمنين فتأوي إلي دار السلام بالعراق.
- أبوأحمد ؟
- نعم شاهين.
- من أين لك كل هذه المعلومات ؟
- صحيح، من أين تعلمت كل هذا.
- شاهين، طارق، هل الأن وقت هذا السؤال.
فنظر أبومراد إلي شاهين وهو يبتسم وقال له.
- ألم أقل لك أني أخترت الشخص المناسب.
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- شباب، هيا لنذهب ولنحزم أمتعتنا، الرحلة أنتهت هنا.
فأنتبه محفوظ لكلامي وقال:
- صحيح، الحمد لله، الله أكبر.. الله أكبر
، ظهر الحق.. أشكرك أبو أحمد.
فأقبل نحوي ومسك برأسي وأخذ يقبلني من حيث لا أدري.
- أنتهى أنتهى، أوكي محفوظ، لن نذهب
إلي أي مكان ! ستعود لأمك.
- أبو أحمد!! أرجوك لاتتسرع في إتخاذ
القرار، لنذهب الأن إلي منزلي ونناقش
الأمر، ربما تغير رأيك.
- هل جننت أبومراد، أنت لاتعرف هذا الوادي
، حتى الحكومة اليمنية بقيت ساكتة عنه،
والجامعات العربية لاتتحدث عنه، وكذلك
المشائخ فهم لايذكروه إلا بالشر، وحتى الناس تتعوذ عند ذكره.
- أبو أحمد !
- ماذا يانعيم.
- الأن قربنا من صلاة الفجر.
- أووه !! نسيت، والله أنا تعب جداً وأريد أن أرتاح.
- أسمع عزيزي أبو أحمد، لماذا لاتذهبون
الأن وترتاحون ، وغداً صباحاً يحلها ربك.
- ماذا قلت؟
- نعم، أرتاحوا على الأقل، والصباح رباح.
- مارأيكم شباب ؟
- والله تعبنا أبو أحمد، نريد أن ننام.
فدنا مني شاهين وهو ينظر لأبي مراد.
- أنا عندي خطة جميلة وسيوافق عليها الجميع.
- قل ماعندك ياشاهين؟
- أسمع أبومراد، وأنت يا أبو أحمد والكلام
موجه للجميع، لماذا لاتأخذون نقاهة يومين
في الكويت وأعمل لكم جولة سياحية، ثم نقرر
بعدها، هل ستذهبون إلي حضرموت أو لا.
أعضاء الفريق ينظرون إليَ.
- الرأي رأيكم شباب.
- أحسنت في هذا الأقتراح شاهين.
- بشرط أبومراد.
- تفضل أبو أحمد.
- أن تحجز لنا غرفتين في فندق خمسة
نجوم، وبعد يومين، نجتمع في صالة الفندق، أي
دعنا نرحتاح قليلاً ونتعرف على معالم الكويت الحبيبة.
أبو مراد وشاهين ينظران لبعضهما.
- لك طلبك أبوأحمد.. شاهين خذهم إلي فندق
خمسة نجوم، والوعد بعد يومين، ولاتنسى
أذهب معهم في جولة سياحية.
- إن شاء الله أبومراد.
- أبو أحمد !!
- ماذا عندك يا أبومراد، دعني أرتاح.
- ماذا أعمل بالخرائط والرسائل، هل تريد أن أحتفظ بها.
- قلت لك نحن لم نقرر بعد، أحتفظ بها، وأتركني أتسلى قليلاً.
- طيب، كل الأشياء ستكون في منزلي لحين عودتكم.
- نعيم.
- ماذا أبو أحمد ؟
- خذ وأحتفظ به دون علم أحد.
- ماهذا ؟
- موبايل مراد.
- موبايل مراد !
- هل نسرقه.
- هل تتوقع مني أن أسرق موبايل.
- لا.
- هذا سأحتاجه في حال قررت الذهاب إلي حضرموت.
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
أخذنا شاهين إلي فندق فخم جداً، وبطلب من محفوظ
أصبحت معه في غرفة واحدة، وطارق
مع نعيم في الأخرى، فحان وقت صلاة
الفجر، ومحفوظ مازال ممدداً على سريره.
- محفوظ، الصلاة.
- إن شاء الله، أتعرف أبو أحمد ؟
- ماذا؟
- أنا تعلمت منك أشياء كثيرة.
- الحمد لله.
- أبو أحمد، إذا رجعنا للدمام، هل توافق
أن أصبح صديقك؟
- نعم، لكن أرجوك النعاس ذبحني، أريد
أن أنام وغدا ًصباحاً سيأتي شاهين ليأخذنا في نزهة يوم كامل.
- أبو أحمد؟
- أعتقد إنك لن تنام ولن تدعني أنام.
- أنا أحبك.
- ماذا !!
- أقصد، أنا معجب بك.
- الحمد لله، الأن أفضل.
- كيف أصبح مثلك ؟
- ماذا؟ مثلي كيف، لم أفهم.
- أريد أن أغير حياتي.
- تستطيع محفوظ، أنت إنسان عاقل، والعاقل
يستطيع أن يسخر كل هذه الدنيا تحت يديه، لكن بالعقل.
- لكنـ...
- لاتقل لكن، السمنة لها حل، فإذا رجعنا بلادنا، سأساعدك في ذلك.
- صعبة.
- لاتقل صعبة، الإرادة ثم العزيمة وكل شئ يسهل، فإذا
كانت عندك إرادة ودفعتها بقوة العزيمة، تستطيع مواجهة الصعاب.
- أريد أن أكون مثلك يعرف كل شئ.
- من قال لك أني أعرف كل شئ، أنا فقط
أقرأ وأخرج مافي عقلي، أنا لست أفضل منك، نحن نمتلك عقل، صح ؟
- نعم.
- وأنا أتكلم العربية وأنت كذلك، صح ؟
- نعم.
- غداً صباحاً لو ذهبنا مع بعض إلي أي
مكتبة في الكويت، هل سيسمحون لي
بالدخول ويمنعونك.. لماذا لاتجيب.
- لا.. أكيد لا.
- وإذا جلست مع الكبار أو رجال الدين، هل
سيمنعوك من طرح أي سؤال أو مناقشتهم في
أي قضية حتى لو كانت بسيطة.
- لا.
- إذا العلة موجودة فينا نحن البشر، هذا عقل يحتاج
إلي أستعمال، نحن نبني عليه شبكة العنكبوت لماذا !! يامحفوظ أزرع لتحصد.
- لكن أنت تمتلك ذاكرة غير طبيعية.
- هذا حبيبي بفعل الممارسة، فإذا فعلت أنت
نفس الشئ وحركت عقلك مع مرور الوقت
تصبح لديك هابت أقصد عادة، ممكن أنام الأن.
- آخر سؤال.
- تفضل.
- بما إنك لن توافق على رحلة اليمن، فلماذا
وافقت على الإقامة في الفندق والنزهة بالكويت.
- محفوظ، بما إننا سنحصل على رحلة مجاناً
وبعدها سنقرر، لماذا نحرم أنفسنا منها، دعنا نتنفس قليلاً ويحلها الله.
- إذا يوجد أمل إنك ستوافق ؟
- أوافق !!
- نعم هل ستوافق أم لا.
- والله سؤالك حيرني محفوظ.
- لماذا؟
- لأن في قلبي قانون أسمه قانون التزاحم، أشتغل
فقط من هذه الليلة، أما أن أطيع عقلي وأرفض
الرحلة من أجل سلامتكم أو أن أتبع هواي
وفضولي وأوافق من أجل المعرفة والأطلاع.
- الحمد لله، أنا لا أعرف هذا القانون ولا اريد أن أعرفه.
- إذا دعنا ننام وتصبح على خير.
وأنت من أهل الخير.
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
كانا يومين من أجمل أيام حياتي، حيث قضيناهما
في التعلم والضحك.. فذهبنا إلي المدينة التعليمية
والمجمعات الكبيرة والمدينة الترفيهية والمطاعم
الفخمة، أما السينما فكانت حكاية آخرى، حيث قضى
محفوظ معظم وقته مغمضاً العينين من شدة الخوف، لأننا
كنا نشاهد أفلاماً مرعبة.
يوم الأربعاء مساءً
- محفوظ، ألم تنتهي من الإستحمام ؟
- فقط عشر دقائق.
- لقد أتصل شاهين، إنهم ينتظرونا بـبهو
الفندق ، أنا سأسبقكم وأنت أخبر نعيم وطارق أن يلحقوني بالأسفل.
- أمرك مجاب أبو أحمد.
بعد ربع ساعة، أنفتح باب المصعد الكهربائي
الجميل، وخرج منه طارق ونعيم ومحفوظ
وأتخذوا لهم مجلسا بيننا، حيث كنت مع أبو مراد وشاهين نشرب القهوة.
- هاهم رفاقك قد أتوا، ماهو قرارك النهائي يا أبوأحمد ؟
- إخواني، نعيم وطارق ومحفوظ.
- نعم أبو أحمد !
- هذه الرحلة تحمل مخاطر كثيرة، ولقد
قلبتها في رأسي، فخرجت بنتيجة إننا سنخسر
النتيجة لامحالة، لذا قررت إننا وصلنا إلي نهاية الطريق.
- ولكن أبو أحمد.
- أنتهى الكلام أبومراد، ولديك الأن الخرائط
والأدلة، ويمكنك أن تبحث عن شخص يساعدك.
- لكن !!
- أرجوك.
أعضاء الفريق ينظرون وعلامات الفرح أرتسمت على
وجوههم، وخاصة محفوظ
- أبو أحمد، بما إن حضرموت على حد قولك
خطرة والرحلة ستكون متعبة ومبهمة، وكتشجيع
مني لكم، أودعت في حساب كل واحد منكم خمسة
الأف دينار كويتي ولتبقى الشيكات المصدقة
عندكم، فإذا أحضرتم مراد أبني سليماً معافى، أصرفوا
المبلغ الباقي، هذا عرض لن تحصلوا عليه في حياتكم !
عشرة الأف دينار لكل فرد! ما رأيكم !!
- لاتحاول أبومراد، الرحلة خطرة وأنا أتخذت
القرار، ولا أعتقد إخواني عندهم رأي آخر، ما رأيكم شباب؟
- صدقت أبو أحمد، إلي هنا يكفي.
- وأنت ياطارق ؟
- أنا مع نعيم.
- ومحفوظ ؟
- وأنا كذلك.
- إذاً رتب لنا الحجز الليلة.
- إذا هذا آخر قرار لكم.
- نعم.
- وإذا لم نجد حجز بالطيران إلي السعودية.
- لايهم، يمكن أن نذهب بالباص، أو ليموزين.
- حسناً، شاهين، نسق معهم، أنا ذاهب، أستودعكم
الله، وكان الله في عوني.
ذهب أبومراد دون أن يودع الفريق.
- الحمد لله على السلامة شباب.
- الحمد لله.
- أشكركم على التضحيات، وإن شاء الله نبقى
فريقاً وأصدقاء في الوطن.
- إن شاء الله.
- نعيم، ماذا ستعمل بالمبلغ، الأن صار لديك
خمسة وستون الف ريال، هذا غير المبلغ السابق.
- أما أشتري قارب صيد جديد أو أفتح محل
في سوق السمك بأسم كفيلي.
- وأنت ياطارق؟
- أنا سأتزوج به، وأنت أول المدعوين.
- أكيد سأحضر زواجك.
- وأخيراً الغالي محفوظ.
- أنا..أنا .. كم قلت المبلغ ؟
- تقريباً خمسة وستين الف ريال.
- أولاً سأعطي أمي خسمة الاف، و الباقي
أريدك أن تساعدني أعمل به مشروع.
- إن شاء الله.
- ولاتنسى أهم مشروع أن تساعدني في تخفيف وزني.
- أوعدك عزيزي.
- وأنت يا أبو أحمد ماذا ستفعل بالمبلغ ؟
- أنا.. تصدقون لم أفكر ماذا سافعل به، ربما سأغير سيارتي.
- فكرة جيدة، الله يوفقك.
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- أشكرك نعيم، وأرجوكم، أن تسامحوني إن
كان لساني زل على أحد منكم أو صرخت
بكلمة، فأطلب منكم إبراء الذمة.
- لك ذلك أبو أحمد، أنت بريء الذمة إن شاء الله.
- نعيم، أين موبايل مراد؟
- أووه.. نسيت أمر الموبايل، لحظة سأستخرجه
لك، خذه، ماذا ستفعل به.
- سأسترجعه لشاهين ليعطيه الأب.
- من يسمعك يقول إنك لن ترجع معنا إلي الدمام.
- صراحة، أنا لدي خال كويتي لم أراه منذ مدة،
لذا قررت أن أزوره وهذه فرصتي، ولقد أتصلت
به وسيأتي ليأخذني بسيارته.. فقط يومين أو
ثلاثة وأرجع إلي بلادي، وإذا وصلت سوف
أتصل بكم لنجتمع في الحديقة.
عيون محفوظ تـدمع بغـزارة.
- لن ترجع معنا أبو أحمد !
- إن شاء الله إذا رجعت سوف أتصل بكم، أنتم
تعرفون رقم موبايلي وعنواني، أتـفقنا محفوظ !
وخذ هذه رسالة أوصلها لزوجتي أم أحمد.
- ماهذه ؟
- فقط رسالة عادية، لأني حاولت أن أتصل
بهم، لكن الظاهر أنني لم أسدد الفواتير
الأخيرة فقطعت كل الأتصالات بهم.
فضمني محفوظ، وبدأ يبكي حتى سمع صوته
كل من كان في البهو، ثم ودعت باقي
الفريق، وإذا بسيارة فارهة تقف أمام الفندق
وينزل منها شاب سيرلانكي يبدو إنه السائق، ومشى حتى وصل عندنا.
- من منكم هو أبو أحمد ؟
- أنا.
- أرسلني خالك، هو في عمله الأن، ويقول
لك تعال معي إلي البيت.
- أوكي، أعطيني دقيقة، شباب
أستودعكم الله، أراكم في الوطن إن شاء الله.
الحزن خيَم على الجميع، فأتصل شاهين بهم
وأخبرهم إنه وجد حجزاً بالطائرة وذلك
الساعة الثامنة صباحاً وإنهم سوف ينامون الليلة في الفندق.
أمضوا الليل وهم في سكون وهدوء لامثيل
له، ومحفوظ ترك الغرفة التي كان بها معي وأنظم مع طارق مفترشاً الأرض بدون غطاء.
طارق ونعيم لم يستطيعا النوم، فأنين وبكاء
محفوظ قد أستعمر سمعهما حتى الفجر، إلي
أن أصبح الصباح وأتصل بهم شاهين ليأخذهم مبكراً إلي المطار.
- طارق !! لاتتأخروا، أنا واقف خارج الفندق.
- إن شاء الله شاهين، فقط عشر دقائق.
وبعد ربع ساعة، ركبوا معه وسار بهم متجها إلي المطار.
- شباب، خذوا هذا الكيس، به سندويتشات لذيذة
وبعض العصير، يمكنكم أن تأكلوها الأن لو أردتم ذلك.
- تفضل محفوظ .
- لا اريد !!
- غريبة، محفوظ يرفض الأكل.
- أنا لا أريد أن أكل !! سمعت !!
- لماذا تصرخ في وجهي !
- أرجوك شاهين هو مصدوم لفراق أبو أحمد.
وعندما أقتربوا من المطار.
- شباب، أسمعوا، سأقول لكم سر، لكن
أرجوكم لاتخبروا أحداً أني خلفه.
- تفضل.
- أسمعوا جيداً، أبوأحمد كذب عليكم، هو يريدكم
أن ترجعوا للسعودية وهو سيقوم بالمهمة لوحده.
- كيف !!
- نعم ياطارق، هو ضحى من أجل سلامتكم
، ولقد أتفق مع أبومراد أن يعطيكم المبالغ مقدماً وهو سيقوم بالرحلة لوحده.
- ماذا تقول!! هل أنت متأكد ؟
- نعم يانعيم، انا كنت معهم في بهو الفندق قبل
أن تنزلوا، ولقد وقع على إيصالات بذلك. حتى
الشيك الذي بأسمه قطعه من أجل إكمال المبالغ
التي حولت في حساباتكم، ولقد قاما هو وأبومراد
بتمثيلية، إنه سيزور خاله الكويتي وأنتم ترجعون
لبلادكم، ثم يذهب لوحده إلي حضرموت
، وهذا كل شئ، وأرجوكم سيقتلني ابومراد لو علم بالأمر.
- تقول إنه وقع على إيصالات بالمبلغ.
- نعم محفوظ، إذا لم يؤدي المهمة سوف يدفع
كامل المبالغ، لذلك أتفق مع أبومراد أن يودع المبالغ في حسابكم مقدماً.
- مسكين أبوأحمد، كل هذا من أجلنا.
- ربما طارق لكن لاتستبعد إنه فعل ذلك من
أجل أن يحقق مافي عقله ويذهب للأستكشاف والمغامرة.
- أسكت شاهين !! أنت لاتعرف أبوأحمد كما نعرفه.
- والأن هذه بوابة المغادرون، هيا أنزلوا.. حامل الحقائب ينتظر.
أعضاء الفريق ينظرون لبعضهم والدموع في
عيونهم، فصرخوا في وقت واحد.
- أرجعنا إليه !!
- إلي من !!
- عند أبو أحمد !!
- الأن !!
- نعم أو نرجع بالليموزين.
وعلى عجلة من أمرهم، وفي خلال عشرين دقيقة، رجعوا
إلي منزل أبومراد، وإذا بي أراهم أمامي !! وفي
الغرفة نفسها !! لقد أخذوا قلبي !! إنهم واقفون ينظرون
إلي بصمت والدموع تنهمر من عيونهم.
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
الإجتماع والموافقة
- إذا الوجهة عدن وليست صلالة !
- نعم.
- لكن أبو أحمد، هل تعرف وجهة سير
الرحلة، أو ستكون عشوائية.
- وجهتنا بئر برهوت ؟
- لكن أين هي ؟
- وهل تعرفها أنت ؟
- لا.
- إذاً دعنا نصل وسنعرف أين هي.
- بالأمس أتصلت بأحد أصدقائي وقال
لي إن شاباً كويتياً يدعى رشيد من أب كويتي
وأم يمانية يعيش بعدن، وإنه سيتصل به كي يكون في أستقبالنا.
- جيد.
- وإذا أعجبني سأسطحبه معي في الرحلة.
- معك !
- نعم سنكون ثلاثة أنا وشاهين ورشيد.
- جيد.
- وأنتم أربعة، إذاً القافلة مكونة من سيارتين.
- هل ستكون معنا حتى نصل البئر؟
- يعتمد على الظروف، ومهمتي أني ساراقبكم من بعيد.
- وما الفائدة من ذلك ابومراد ؟
- لتقديم الدعم اللوجستي على الأقل.
- فهمت.. تقديم الدعم اللوجستي.
- ومتى تريد السفر أبو أحمد ؟
- نريد بعض المعدات والحاجيات التي
نحتاجها للرحلة، وأنت ستضمن لي وصولها إلي عدن.
- هل تريدني أن أحملها إلي اليمن ؟
- أكيد، أنا لا أضمن وجودها بعدن.
- مثل ماذا ؟
- شاهين، هل عندك ورقة وقلم.
- نعم، لحظة، هل أكتبها يا أبومراد.
- أكتبها.
- نحتاج سيارة جيب قوية تكون بإنتظارنا في اليمن.
- وماذا بعد ؟
- خيمة لأربعة أشخاص، وجهاز إتصال
لاسلكي أربع قطع مع قاعدة لمسافة
نصف كيلومتر، وجهاز تقريب ليلي، وبطارية كبيرة
وفأس ومطرقتين وحبال ، وبساط، وإنارة، ورأربعة مصابيح كهربائية كبيرة.
- وماذا ؟
- صيدلية للطوارئ، كمضاد حيوي
وبنادول وقطن وضمادات وشرائط ، وأسأل الصيدلي عن حبوب منع الإسهال.
- الأسهال !!
- نعم، ربما يحتاجهم أحد أعضاء الفريق.
- نعم أستمر أنا أكتب.
- أحتاج بعض الحاجيات من السوبرماركت، ستذهب معنا ياشاهين.
- هل أذهب معهم أبومراد ؟
- من أجل مراد.. أذهب !!
في السوبرماركت.
- محفوظ أمسك العربة ولاتذهب
بعيداً، ماشاء الله، ما أكبر هذا المول !
- نعم.. إنه كبير جداً !
- أين هي.. أين هي .. الحقوني شباب..أهاا هذا ما أريد، ضع
ياطارق عشرين علبة جل من اللون الأصفر القوي جداً.
- لماذا كل هذا الجل، هل سنضعه
على رؤوسنا أو سنسبح فيه.
- نعم سنسبح فيه، ضع هذا محفوظ
وهذا أيضاً وهذا وخمس علب فاصوليا
وفول، وعشرين كبسولة غاز صغيرة مع
جهازين طبخ، وخمس ولاعات والملح
والبهارات، ولاتنسى الشوكولاته لك.
- حبيبي بوأحمد ! حبيبي بوأحمد !
فأحضر محفوظ كمية كبيرة ومنوعة من الشوكولا ووضعها بالعربة.
- أنظروا شباب، إنه كورنر النظارات، والله إني كنت سأسجلها.
- وماهي.
- نسيت نظارتي الشمسية بالدمام، أعتقد هذه تناسبني، مارأيك نعيم !
- جميلة جداً.
- وأنا أريد نظارة.
- محفوظ .. قلنا شوكولا.
- ماشاء الله ، كل هذه الحاجيات لكم، لقد أمتلأت العربة.
- شاهين، ليست لنا، بل من أجل أسترجاع مراد.
- نعم أهم شئ مراد.
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- شاهين !
- نعم أبو أحمد.
- أرجوك، كل شئ في العربة يصلني إلي عدن وبدون نقصان.
- أكيد أبو أحمد، وهل سأذهب بها إلي أولادي.
- أنا لم أقل ذلك، أقصد أحرص على وصولها.
- لك ذلك.
في منزل أبومراد.
- أوكي أنتهينا أبو أحمد.
- تقريباً أنتهينا، لكن باقي شرط.
- وهو.
- ارجع لي الوصولات التي وقعتها.
- ماذا !
- أو سأنسحب.
- أبو أحمد، الأتفاق قد تم فلماذا هذا الأنقلاب.
- هذا آخر طلب !
- أووفف.. شاهين !! أعطيه مايريد.
- تفضل.
- حسناً هل حجزت التذاكر ؟
- نعم غداً الساعة العاشرة ليلاً.
- إذا إلي حضرموت !!
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
في الطائرة.
- أبومراد.
- نعم.
- أنا كنت أرغب أن نذهب إلي مدينة المكلا مباشرة.
- ولماذا لم نحجز إليها.
- أخبرت شاهين بذلك، لكن لايوجد لديهم طيران دولي.
- والعمل.
- سنقيم يومين بعدن ثم نذهب إلي المكلا، أنا
سمعت إنه يوجد طيران محلي أسمه السعيدة.
- السعيدة، أول مرة أسمع بهذا الطيران.
- محفوظ، هل سافرت قبل سفرتنا هذه ؟
- لا.
- إذا كيف لم تسمع بطيران السعيدة وأنت لاتعرف باقي الخطوط.
- أبو أحمد، دع عنك محفوظ وأسمعني.
- تفضل أبومراد.
- ولماذا نذهب بالطائرة، نحن أستأجرنا
سيارتين جيب لاندكروزر موديل 2008، وسنذهب بهم إلي المكلا.
- لامشكلة، لكن أحتاج أن أبقى يوم أو يومين بعدن.
- ولماذا !؟
- بعض المعلومات ستساعدني في إيجاد مراد.
- هل تعرف أحداً بها.
- سنعرف.
- لك ذلك.
وبالصدفة وأنا أربط حذائي الرياضي، رأيت حذاء محفوظ.
- محفوظ !! ماهذا ؟
- حذائي.
- أعرف إنه حذائك، لماذا هو بهذا الشكل.
- أبو أحمد أشترينا كل شئ، إلا الأحذية لم نغيرها.
- صدقت، لقد نسيت أن نأخذها من الكويت،
إذاً سنشتريها من عدن.
وبعد ساعتين وقبل أن تحط الطائرة في أرض المطار.
- أبو أحمد أنظر إلي عدن ليلاً، كم هي جميلة.
- ياالله إنها خلابة، لون البحر أسود ومحاصراً الجبال.
- إن عدن كبيرة ، لم أتوقعها كذلك.
- صدقت محفوظ، نحن نجهل معالم اليمن، لم أكن أتوقع إنها روعة.
وعند نزولنا المطار.
- هل أنتم متأكدون اننا باليمن.
- طارق.. ولماذا تستصغرونها.
- لم اكن أتوقع هذا المطار، أنظروا ما أكبر المبنى وأفخمه.
- ماشاء الله .. أبو أحمد.. هذه عدن !
- صدقت نعيم، لا أصدق عيني، وأنظروا إلي الصالات ما أكبرها.
- أبو أحمد.
- نعم أبومراد.
- هيا نجري الإجراءات لكي ندخل عدن.
- أوكي أبومراد، نحن خلفك.
وبعد إنتهاءنا من الإجراءات الروتينية،
لمحنا شاب كان ينتظر في صالة القادمون
- هذا رشيد !!
- أهلاً وسهلاً الحمد لله على سلامتكم، شرفتم عدن.
تبادلنا القبلات العربية.
- الحمد لله على السلامة.
- رشيد، هذا شاهين صاحبي ويدي اليمين، وهذا
أبو أحمد رئيس البعثة، وأعضاء الفريق طارق ونعيم ومحفوظ.
- أهلاً شرفتم اليمن، من هذا.
- أنا نعيم.
- أنت سعودي.
- لا، أنا هندي.
- هندي !.. مرحباً مرحباً بكم.
- هل حجزت لنا ؟
- نعم، حجزت ثلاثة غرف، كل أثنين بغرفة.
- جيد، لم تنسى تعليماتي.
- أبو مراد !
- نعم أبو أحمد.
- يبدو إنكما التقيتما من قبل.
- ها ! لا لا.. فقط كلمته بالموبايل لكي يقوم بالحجز ويستقبلنا.
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
فوقف رشيد أمامي وجهاً لوجه وركزت على عينيه !
- أنت أبو أحمد ؟
- نعم.
- أخبرني عنك أبومراد.
- بماذا؟
- إنك رئيسهم.
- الحمد لله، هل طلقت الكويت.
- ماذا ؟
- أنا سمعت إنك من أب كويتي.
فأجابني بصوت منخفض .
- نعم ! أنا من أب كويتي.
- رشيد !! رشيد !! هل السيارة جاهزة بالخارج.
- نعم أحضرت لكم باص صغير.
- باص !
- نعم، على الأقل يكفينا جميعاً.
- حسناً خذنا الي الفندق.
-
عشر دقائق فقط ثم وصلنا إلي فندق متواضع
وغريب الشكل بداخل السوق.
- جميل جداً، كنت سأطلب منك أبومراد هذا الطلب.
- وماهو ؟
- أن يكون الفندق بوسط السوق.
- الحمد لله، جاءت إليك.
- أبومراد !
- نعم رشيد.
- أستمتعوا بوقتكم وناموا الأن وأنا سأرجع
الساعة الثامنة صباحاً.
- نحن مستعدون.
- غداً ستأكلون فطوراً يمانياً أصيلاً.
- صحيح !! أنا أحب الأكل اليماني، هل تحبه أبو أحمد.
- نعم رشيد أنا معجب بالمطبخ اليماني.
- أراكم على خير.
وبمجرد أن دخلنا غرفتنا، طلبت من أعضاء
الفريق الاجتماع العاجل قبل النوم.
- أبو أحمد، لماذا لم تؤجل الاجتماع إلي الصباح.
- فقط كلمتين وأذهبو للنوم.
- ماعندك؟
- أسمعوا شباب، هل قلت لكم أني أمارس اليوجا.
- لا.
- أنا حاصل على الدرجة العاشرة من الياثا يوجا.
- وما دخل هذا في موضوعنا ؟
- لدي الحاسة السادسة.
- الحاسة السادسة !!
- نعم، وأقرأ الأفكار.
- كيف ؟
- من العيون.
- إلي الأن لم نفهم شيئاً.
- بإختصار، كونوا حذرين من رشيد، ولاتفشوا أي شي أمامه.
- لماذا ؟
- أنا قرأت أفكاره من عينيه، الرجل
خطير ويخفي أشياء في الخلف.
وما إن سمع محفوظ كلمة الخلف، حتى نظر إلي خلفنا.
- محفوظ، أنا لم أرتاح له، لكن أرجوكم لاتخبروه بأي شئ.
- لك ذلك أبو أحمد.
- أبوأحمد.
- نعم محفوظ.
- ممكن تقرأ عيوني.
- ضروري.
- إذا ممكن، قبل أن أنام.
- تعال بقربي.
- سأفتحهما.
- في عقلك الأن، ماهو الإفطار اليمني، وهل هو شهي.
- يالله ! أنت مصيبة.
نعيم وطارق يضحكان ويرجعان إلي غرفتهما، وإذا
بصوت محرك الباص قد أشتغل وكأنه غادر، فذهبت
بسرعة إلي النافذة لأتفحص الأمر، وإذا بالباص يقف
بعيداً ورشيد يخرج من على حذر، إنه ينظر
يمنة ويسرى، ومشى حتى صعد فندقنا مرة أخرى !!
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- أبو أحمد.. أبوأحمد.
- ماذا عندك نعيم، دعني أفكر.
- أبو أحمد.
- لماذا أوقف السيارة بعيداً ورجع إلي الفندق.
- أبو أحمد، الا تسمعني.
- ماذا تريد يامحفوظ !! أنت مزعج.
- أسف، فقط أردت أن أقول لك
إن أبواب هذه الغرف قديمة.
- كيف.
- أنظر، مفاتيحها من النوع القديم جداً، تذكرني بالرسوم المتحركة.
- نعم !! أحسنت ..أنت حبيبي .. بسرعة .. بسرعة.
- ماذا تريد !
- هل عندك ورق مقوى، أبحث هنا أو هناك.
- مقوى مقوى.. لا أجد مقوى.. ماهو المقوى ؟
- أبحث داخل الدولاب !
- فقط هذه المجلة.
- أعطيني إياها بسرعة !
فقطعت الغلاف وجعلت منه مخروطاً، وأنتظرت
قليلاً، حتى سمعت خطوات رشيد، وإذا بصوت
باب غرفة أبومراد قد فتح ثم أغلق.
على الفور خرجت إلي باب غرفتهم أسرع من
البرق، ثم وضعت أسفل المخروط في فتحة
الباب والفتحة الكبيرة في أذني، وإذا بي أسمع مالم يصدقه عقلي.
- أبومراد !
- نعم عمي.
- أنا غيرت رأيي ولن أعاقبك على أخطائك
بالكويت، ولكن هذه الأخيرة.
- إن شاء الله عمي.
- ولا تتدخل في القرارات، إذا قال لك أرميه
فلا تتردد..ياحيوان !!
- إن شاء الله، لن أعيدها مرة أخرى.
ثم سمعت صوت صفعة قوية !! وكأن أحدهم قد ُضرب
على خده، فهربت بسرعة ورجعت إلي
غرفتي، ثم خرج رشيد وأغلقوا الباب.
- ماذا حصل أبو أحمد؟
- والله سمعت شيئاً غريباً، أكاد أجن، لكن لم أفهم شيئاً!
- ماذا حدث ؟
- أبومراد يقول لشاهين عمي ! هل أذني تعكس السمع.. لا أصدق !
- يمكن من باب الإحترام.
- إحترام !! أنت مسكين يامحفوظ.
- إذاً ماذا يحدث ؟
- والله لم أفهم شيئاً، لكن الحقيقة ستظهر لاحقاً.
- ألن تنام ؟
- أتمنى أن يأتيني النوم، بعد كل ماسمعت ويأتيني النوم.
- حاول أن تنام أبو أحمد، في الصباح سنذهب إلي مطعم يماني.
حاولت أن أنام حتى أنقضت الساعة ثم الساعتين، وأنا
لا أعرف تفسير ماسمعت إلي أن دخلت في النوم متأخراً.
في الصباح والسوق يعج بالسيارات
والمارة أحسست وكأن أحداً يهزني بقوة :
- أجلس أبو أحمد، الساعة الثامنة .. لقد تأخرنا.
- آخخ.. أشعر برأسي ثـقيل جداً.
- حاولت أن أجلسك للصلاة، لكنك ترفض.
- صحيح !! أستغفر الله، ساصليها قضاء.
- أجلس وألبس بسرعة، أبومراد طرق
الباب، يقول إن رشيد يجلس بصالة
الفندق والباص جاهز.
- طيب، ساصلي بسرعة وأستحم، أنت
أذهب إلي الأسفل وقل لهم إنني في طريقي
إليهم، ولاتنسى أفتح أذنيك جيداً لما يقولونه.
- طيب، أنا جاهز، سأنتظرك بالأسفل، وأعتقد
إن نعيم وطارق جاهزان.
وما إن نزلت إلي صالة الفندق.
- أبو أحمد تأخرنا.
- السلام عليكم.
- وعليكم السلام.
- غريبة ، لم تصحى من أصوات
الناس، عدن مشهورة بالأصوات.
- آسف، نمت متأخراً، لأنني من النوع
الذي يتأثر نومه بتغير فراشه.
- هيا رشيد ! نحن جاهزون.
- على بركة الله، السائق ينتظرنا بالخارج.
فركبنا الباص وغاص بنا في أعماق مدينة
عدن، والتي عانق حاضرها ماضيها.
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
تنويـه
الحقوق محفوظة حصراً للمؤلف
ولا يجوز شرعاً نسخها أو بيعها دون
إذن مسبق
المرشد الدولي
السلام عليكم ورحمة الله
شكر وعرفان
شكر لكل إداريي وأعضاء وقراء هذا الصرح
لإعطائي الفرصة لعرض بصماتي المتواضعة
وأعدكم بالمزيد في الأيام القادمة إن شاء الله
حيث سترى النور روايتين
صديقي أبو كرش
إمرأة بقلب 1000 رجـل
بعد إذن الإدارة الموقرين
لمحترفي وهواة الفوتوشوب
لم يرغب المشاركة في تصميم أغلفة للروايات
يرسل إلي الحلول
------
--
-
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- تفضلوا شباب، هذه شرائح الأتصالات اليمانية، كم جوال لديكم.
- أربعة شرائح لأعضاء الفريق وواحدة لشاهين والأخيرة لي.
- نعم، أحضرة لكل واحدا ًمنكم شريحة.
- أشكرك رشيد.
- لاداعي أبوأحمد، هذه من جيب أبومراد.
- كيف وجدت عدن ؟
- في الحقيقة بداية جميلة، وخاصة الأسواق ما
أجملها، أن أحب الأسواق التي يغلب عليها الطابع
القديم، كعدن وصنعاء والقاهرة.
- أنظر أبوأحمد، ما أجمل هذه اللوحة، عمائر حديثة
بجوار العمائر التراثية.. أنظروا شباب.
- لاتستغرب طارق، فاليمن أهل حضارة عريقة، أنسيت
مملكة عاد، ففي يوم من الأيام ، كانت هنا عاصمة العالم.
- هل تتكلم بجد أبو أحمد ! اليمن عاصمة العالم.
- نعم أبومراد، هنا وبالضبط مابين الأحقاف مروراً
ببلاد المهرة حتى حضرموت.
- هل رأيت رشيد، أبو أحمد مكتبة متنقلة.
- ماشاء الله، إذا أعطنا المزيد حتى نصل المطعم، مارأيكم شباب.
- نعم !! فكرة جيدة رشيد.
- لكم ذلك، بسم الله الرحمن الرحيم.
- أبو أحمد لماذا تغمظ عينيك ؟
- محفوظ، أنا أرجع ذاكرتي للوراء..أسترجع إحدى ملفات عقلي.
- أرجوك محفوظ، إذا قاطعت مرة أخرى لن تأكل معنا، أكمل أبو أحمد.
- ههههه، هههه، جميلة جداً منك أبو مراد.
- إن شاء الله عمي أبومراد، لن أعيدها.. آسف أبو أحمد تفضل.
- لماذا سميت الأحقاف بهذا الأسم.
- أسمع رشيد، الأحقاف جمع حقف، وهو الرمل المائل.
- إذا كل منطقة الربع الخالي أحقاف.
سائق الباص ينظر إلي من المرآة.
- سأتكلم عن تاريخ جنوب الجزيرة العربية القديم.
المشكلة شباب إننا نأخذ تاريخ حضارتنا ومنطقتنا
من الغرب، لأنهم تعمقوا ودرسوا تلك الأثار والممالك
أكثر منا، بينما نحن العرب مشغولون بالحروب
وغيرها، ففي ولاية كاليفورنيا وبالتحديد في مكتبة
هانتينجتون العامة توجد بحوث وتقارير سرية
لأثار بلاد الجزيرة العربية، ومنها تاريخ جنوب
الجزيرة من البريمي شرقا ًأي شرق شمال عمان
حتى الحديدة باليمن، والتقرير من إعداد العالمين
جوريس زارينز الأمريكي، والعالم البريطاني
اليوناني الأصل رانلوفينيس، وقد ذكر تقريرهما
ان اثنين منالعلماء القدامي قد سبق لهما زيارة
مملكة إرم على إنفراد في أواخر عهدها
ومجدها، وهما بليني الكبير من علماء الحضارة
الرومانية من23 الي79ميلادي والآخر هو أمين
مكتبة الاسكندرية الفلكي بطليموس من 100 الي170 ميلادي
وكانت المنطقةلاتزال عامرة بحضارة زاهرة
والأنهار تشق المدينة تحت القلعة العظيمة، والخضرة
تغطيها، هل أكمل أم مللتم ؟
- أكمل أبو أحمد والله متعة، باقي خمس دقائق إلي أن نصل المطعم.
- وروي إن قوم عاد ضخام الجثة وعظامهم
سميكة، وسمو بقوم الوبر والصوف، لأنهم
يضعون الوبر على أجسامهم، وكانت عاصمتهم
الأولى إرم بالأحقاف وبناها شداد بن عاد والعاصمة
الثانية التابعة لهم مدينة ملخان وهي مدفونة بالرمال
قرب قرية العمران بالأحساء حالياً وكانت عليها
الأميرة دعنة إبنة إبن معيص وزيره، ولقد ذكر القرآن
إنهم مستكبرون في الأرض وعباد للأصنام، وقد أهلكهم
الله تعالي بعد أن القى الحجة عليهم وبعث لهم
النبي هود عليه وعلى نبينا وآله أفضل الصلاة والسلام، ووصف
بليني الكبير حضارة عاد الأولي بأنها لم يكن يدانيها
في زمانها حضارة أخري علي وجه الأرض، وذلك في ثرائها
ووفرة خيراتهاوقوتها حيث كانت علي مفترق طرق
التجارة بين كل من الصين والهند من جهة وبلادالشام
وأوروبا من جهة أخري، والتي كانت تصدر اليها البخور
والعطور والأخشاب،والفواكه المجففة، والذهب والحرير.
- أبو أحمد، هل هم العرب البائدة ؟
- نعم طارق.
- وماذا يقول عنهم المؤرخون المسلمون والعرب ؟
- سؤال جميل نعيم، سأجيبك ثم نتوقف هنا.
- نعم تفضل أبو أحمد.
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
- علماء الأنساب المسلمون كالطبري والقزويني
والهمداني والسيوطي والمسعودي وياقوت الحموي
، جميعهم ذكروا وأتفقوا بإن قوم عاد وبلاد الأحقاف عرب بائدة.
- سؤال أبو أحمد وبدون مقاطعة.. مامعنى البائدة ؟
- يامحفوظ العرب البائدة تعني الأمم التي اندثرت
قبل بعثة النبي محمد صلي الله عليه وآله بمئات
السنين وأشهرهم قوم عاد وثمود والوبر، حيث
سكنوا جنوب شرقي الربع الخالي بين حضرموت
وظفار العمانية، ولقد أهلكهم الله بريح صرصر
عاتية أي والله أعلم إعصار صحراوي يحمل كل
شئ أمامه ويطير به إلي السماء ويهوي به
الأرض، حتى هلكوا جميعهم وغطت مملكتهم
بغاباتها وأنهارها الرمال الصفراء.
- ومن يسكن مكانهم الأن ؟
- تقريباً بين عمان وحضرموت أغلب السكان
هم من المهرة الحميرية، وقرأت عنهم إنهم
لم يكونوا يتكلمون العربية وتعربوا بواسطة
القبائل الكهلانية في مكة، والأثر واضح عليهم
إلي الأن، فهم يستخدمون الحميرية القديمة
فيما بينهم والعربية معنا.
- على فكرة أبو أحمد عندي لك مفاجأة.
- ماذا لديك رشيد ؟
- سائقنا حميري الأصل، من المهرة.
- حياه الله ، تشرفنا.
- أشكرك أستاذ !!
- أبو أحمد ؟
- نعم طارق.
- وماذا حدث لنبيهم بعد هلاكهم.
- توفي نبي الله هود عليه السلام ودفن في أرض
حضرموت قرب وادي برهوت الي الشرق من مدينةتريم.
- أبو أحمد !!
- نعم أبو مراد.
- هل هي برهوت التي نبحث عنها.
- نعم، ليست ببعيد.
- هاهو المطعم أبومراد !! تفضلوا .. حياكم الله في عدن.
- شكراً رشيد.
تناولنا الإفطار اليماني اللذيذ، كالخبز الملوح
الشهير بحبة البركة، والفول العدني والسلتة
والكبدة والشاي العدني بالحليب.
- مارأيكم بالإفطار.
- لاحاجة للغداء بعد هذا الإفطار اللذيذ والثقيل .
- من قال ذلك أبو أحمد، ألم تقل إنك تريد المشي في السوق.
- نعم محفوظ.
- إذا سنهضم كل الفطور وسنحتاج إلي غداء.
- أنا سأمشي، من سيذهب معي.
- أبو أحمد، هل سنفترق !
- نعم أبومراد.
- أقصد هل ستذهبون إلي السوق لوحدكم.
- صعبة التسوق مع سبعة أشخاص، أعتقد
موعدنا الفندق عند الظهيرة.
- لابأس، وهو كذلك.
- رشيد !!
- نعم أبو أحمد.
- أين السوق الشعبي ؟
- هل ترى مكتبة البدرين التي في آخر الشارع.
- نعم أراها.
- فقد أدخل بجانبها، وسيظهر أمامك سوق شعبي كبير.
مشينا حتى أصبحت المكتبة أمامنا.
- أبو أحمد، السوق من هنا كما قال رشيد.
- عصام، أذهبوا أنتم إلي السوق، وأنا سأدخل
المكتبة لعدة دقائق فقط.
- إذا تأخرت سنتصل بك.
- أوكي.
دخلت المكتبة، وإذا بي أمام أرفف عتيقة، يعلوها
عدد قليل من الكتب القديمة والبائع الستيني، يحاور
زبونة بدت عليها ملامح سائحة أجنبية.
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
-
رد: هدية لشبكة الناصرة : عش العفاريت ( رواية العشق والإثارة والرعب )
القصة في تشويق مستمر
في انتظار البقية
تحياتي