فقط ،،
سـ ألتزم الصمت بـ حضرة حروفكـ ،،
و أقول شكرا لـ عمق نثركـ ،،
لكن ،،
هل من مداد لـ فيض عطائكـ ؟!
فـ لازلنا متعطشين لـ معرفة ،،
جوهر فكركـ ،،
خاااالص التحااااايااا ،،
للدموع إحساس ،،
فقط ،،
سـ ألتزم الصمت بـ حضرة حروفكـ ،،
و أقول شكرا لـ عمق نثركـ ،،
لكن ،،
هل من مداد لـ فيض عطائكـ ؟!
فـ لازلنا متعطشين لـ معرفة ،،
جوهر فكركـ ،،
خاااالص التحااااايااا ،،
للدموع إحساس ،،
الرسالة الثامنة :
مصارحة الذات .. مصارحة لمن حولنا
أيها القارئ الكريم:
سيقول البعض إنها فلسفة أو ربما دردشة ، لملء السطور ، أو ثرثرة من مهرج !! عزيزي القارئ ، أرجوك تمعن معي وركز في كل كلمة تقرأها ، أنا لا أفرض عليك ، لكن لن تخسر شيئاً ....ستأخذ منك دقائق .....أعتبرها عامود في صحيفة وجدتها عند الحلاق ... ،إنك لن تخسر شيئاً ،، فقراءة هذه الرسالة أو الإنصات لها بدون تكلفة ومجاناً ... أقرأها ، وإذا لم تعجبك فأعتبرها غبار مر من أمامك .
*هل حاولت وجلست مع ذاتك لمدة دقيقة واحدة ؟
أعز وأغلى.... وبمعنى أصح الذ لحظات يعيشها الإنسان ، هي عندما يقف دقائق مع نفسه ، أي نعم ... إنهادقائق فقط عزيزي القارئ ، نحتاجها لمخاطبة الذات ، إنها وقفة تأمل مع الذات ، إنهامصارحة النفس ،الاستماع لهمومها وشكواها ، الإنصات لها وكأنك تستمع إلى أبنك الصغيرعندما يشكو لك ...، وإذا لم تكن متزوجاً ، أعتبرها شكوى صادرة من أخوك الصغير، أوتلميذك في المدرسة ..... لكن كيف أستمع إلى شكوى تصدر من نفسي .
*موعد مع الذات :
صدقني إنها بسيطة وسهلة للغاية ، فقط تذكرإن كل إنسان يحمل في داخله نزعة خير، ونزعة شر .... نحن عزيزي سنخاطب الشق الأيمن من ذاتك سنخاطب تلك النزعة ( نزعة الخير الموجودة فيك ) ، قل لنفسك وخاطبها ، أنا عندي موعد معاك ، مثلاً بكرة ، في الكوفي شوب الفلاني ، أو عند الكورنيش ، أو فيالحديقة الفلانية ، أو حتى في السطح لمن لايملك سيارة أو لبنات حواء ، ما رأيك ( إيش رايك ) ، صدقني ستجيبك نفسك ( اتفـقنا ) .
أبتعد عن الزحمة والضوضاء اليومي ، أخرج من الروتين ، أخرج من غرفة نومك ، ومن مكتبك ، ومن عملك ، وأذهب إلى المكان الذي تواعدت فيه للقاء ذاتك ،أعتبره صديق أو زميل في العمل .
أترك كل شئ خلفك ، الماديات والروتينيات ،والأصحاب والأحباب ، وقل ( أنا عندي موعد مع إنسان مهم) .
عند وصولك إلى المكان المحدد ، خذ نفس عميق ( شهيق ) ، ثم زفير ، وأنت تخرج الهواء ، قل ( اللهم صل على محمد وآل محمد ) ، ستحس براحة عظيمة ، وخاصة عندما يكون الطقس لطيف وعليل مساءً .
عزيزي / عزيزتي :
أجلس وتخيل إنك تفتح نافذة تطل على نفسك ، تنفس بهدوء وراحة أعصاب .... وأسأل نفسك ، وكن صادقاً وصريحاً معها وأعتبرها إنسان جالس أمامك ،،،، وأبدأ فيالحوار :
لا تكثر الكلام مع نفسك ، فقط مسألة تنفيس لدقائق، وبعدين عددإيجابياتك فقط وكأنك تخاطب أحد واقف أمامك :
قل أنا إنسان زين ، أنا طيب ، أناحلو اللسان ،أنا أعز أمي وأبي ، أنا محترم مع أصحابي ، وأنا .... وأنا ..بس عنديمشكلة صغيرة مع نفسي ... وهي كذا ... وكذا .. ثم عدد سلبياتك شوي شوي ولا تكثر ...
* لماذا أنا أفعل تلك الأعمال السلبية ؟ ثم أذهب وغادر المكان ، سوف تحس بلحظات جميلة ، ستحس بأريحية لذيذة ، صدقني شئ لا مثيل له ، لا أجد أيتشبيه أخبرك عنه ، أو وصف يحتويه أو يوازيه لأخبرك به ....، ستشعر براحة نفسية وأنت تمشي ، وكأن ثلجاً وضع على قلبك .
إن هذا ُمجرب ونافع و يستحق التجربة ،... نعم نجحت معي التجربة .....لا تنسى أنا أخطأ مثلي مثلك ، لا تنسى جميعنا خطاؤون ،وهذه التجربة مجاناً ، ولن تخسر شيئاً ، حتى الكوفي أو الشاي الذي ستقدمه لها لنتشربه ، إذا أنت ستدفع لشخص واحد فقط .
في اليوم التالي أو بعد أسبوع ،أعمل موعد آخر ، ممكن تعمله بالتليفون ، أرفع السماعة وخاطب نفسك ، سوف تسمع نفسكعن طريق السماعة .....، غير مكان الموعد ، وبنفس الطريقة والأريحية ، أسألك نفسك بسؤال مقارب للسؤال السابق :
*لماذا أنا أقوم بالأعمال التي تغضب ربي وأهلي ومجتمعي؟
قل لنفسك : أنا أعرف إنها أعمال غير مرغوب فيها ، لكن أنا أفتح عين وأغمض عين !
لماذا لا أحاول أغير طبعي وسلوكي ، مانيخاسر شئ ، خلني أحاول .
صدقني بالحال سوف تجيبك نفسك وستستريح من همّ وكبت كان يغشي عليها ويجثمها ، إنها تتنفس الآن ، حتى لو لم ُتحل المشكلة ، صدقني الكلام فقط والشكوى لطرف آخر يعتبر جزء من حل المشكلة ، أو بمعنى أصح خروج الهواء أثناء السؤال حل أول المشكلة ، وبداية لتخفيف الضغوط التي تقع على النفس كما يقول علماءالنفس الغربيون :
( Your soul is under stress, so Relief it )
عزيزي أنت لست الوحيد المذنب في هذا الكون ، ولست الوحيد الذي يؤنبه ضميره ، كل من حولك يخطأ ، إنهم ليسوا بأنبياء أو أولياء ، لكنستر الله عليهم ، ولا نرى منهم إلا كما قيل : ( لا نعلم بظاهره إلا خيره ) ، إذاالبواطن معلومة فقط عند الباري عز وجل ، وربك رحيم أكثر مما تتصور أو تتخيل .
رحمته وسعت كل شئ ، قال تعالى : {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُواعَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُالذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } (53) سورة الزمر .
وقال تعالى : {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَادُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًاعَظِيمًا } (48) سورة النساء
هلركزت على الآية ياعزيزي : ربك الرحيم يغفر كل ذنب ولمن يشاء هو ، وليس من يشاء العباد . لكن نحتاجإلى مراجعة مع الذات ، الأمر سهل جداً ، فقط فتح نافذة عليها ومصارحتها والآخذ بيدها نحو طريق التوبة منكل الأعمال المنبوذة .
بعد فترة وجيزة ، ستصبح إنسان جديد ، صريح وصادق معنفسه ، يمشي والراحة تملأ جوفه ، نــور سيمر من خلال نافذة عقلك المفتوح ، وسيسقط على قلبكالطيب ... أهآآآت وزفرات طويلة... وتنفيس سوف تخرج معاً براحة وطمأنينة.
ومن تلقاء ذلك وإوتوماتيكياً ، ستصبح صريح مع من حولك ، وبالذات مع زوجتكوأولادك وأصدقائك وأهلك والناس جميعاً ، ستخرج نفسك من قوقعتها ، وسُتصّدر الصراحة والشفافية إلى خارج جسدها ،...أفتح كفك وضع يدك فوق أيدي الآخرين وسر معهم نحوالطريق الصحيح ، وستنعم الدنيا بالثقة والمحبة .
كلمة أخيرة ، سيدي / سيدتي :
إذا صارحت نفسك ووضعتها أمام المحك ، ستعرف ما لك ، وما عليك ، وسيغفر الله لك إن شاء الله ، وهذا سيؤثر على سلوكك وسلوك من حولك ، وهذ هو المطلب من إيجاد بيئة جيدة قدوة لمن حولك وخاصة أهل بيتك من أبناءك وإخوتك ، ولا أعتقد إنك سترفض الخير لهم .
المرشد الدولي
حكمة المؤلف
كلما تذكرت أو تكلمت مع أحد عن تعليم وتهذيب النفس
تذكرت المهذب الأول النبي محمد صلى الله عليه وآله
المرشد الدولي
رســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالهـ رااااائـ ع ـهـ ،،
خااالص التحاااايااا ،،
للدموع إحساس ،،
الرساله الاخيرة ماقول غير فيها الله كريم
لما الانسان يكون صريح مع نفسه ويكون عاقد نيه صلح مع نفسه ويمشي بالطريق معاها للنهايه
واذا وصل النهايه يقرر يصارح اللي حوله واللي اقرب شخص لروحه
بس يتفاجا من هالشخص ان تخلى عنه وراح وانتهى من حياته ولا كأن يوم سلموا على بعض
وقتها تندم على انك صارحته لان الصراحه خسرتك اياه
فعشان كذا اقول لحالي صارحي نفسك وبنفسك بس لاتطلع هالمصارحه لاحد لانها بتنقلب ضدك وهذي وجهة نظر لاغير
تسلم اخوي ع الرسائل كانت تحمل بين طياتها الكثير
والياماها هاليوجا اللي يمارسونها اللي يستر منها لانها تخوف احيانا
اراك بخير
الرسالة التاسعة :
الأب في نظر الشعوب
كل داب في الأرض لديه أب ، كل إنسان لديه أب ( بإستثناء آدم وحواء عليهما السلام ) ، كل حيوان لديه أب ، كل مخلوق لديه أب ، فهناك أب الدم وأب الروح ، وهما متشابهان في التسمية ومختلفان البتة في المعنى ، فلأب الدم الفضل في الإمتداد الوجودي والخلقي ، أما أب الروح فله فضل الإمتداد الروحي والفكري ، ولكن :
من هو الأهم ؟
أقصد لو ُخيرنا بزيادة عدد أحدهما في مجتمع ما . على من سيقع الأختيار ؟
سئل الأسكندر الأكبر يوماً ، وهو في طريق سفره عن فضل أبيه وفضل معلمه عليه .
فأجاب :
( أبي خـَلـَقَ مني كومة لحم ، أما معلمي فخلق مني إنــســـان) !
نفهم من قصد الأسكندر إن أبائنا عندما أوجدونا كانوا في حالة نشوة ولذة فقط ،ولم يفكروا حينها ولم يدركوا ما ذا سيبذروا نفي أرحام أمهاتنا ( نساءكم حرث لكم ) ، ذكر، أنثى ، طفل مشوه ، لا إنجاب مثلاً ، ( أي دون قصد ومعرفة).
أما معلمونا ( وعلى وجه العموم ) عندما كانوا يلقون علينا العلوم والمعارف ، يقصدون خلق إنسان منا بمعنى الكلمة ،إنسان يحمل كل معاني الأخلاق والإحترام أولاً ، والقراءة والكتابة ثانياً ، كما جاءت بها كل تعاليم المعلمين السماويين ، أي كل الأنبياء والحكماء والصالحين وعلى رأسهم محمد وآهل بيته عليهم السلام ، فقد أوجد فيهم الباري ( الكمال التعليمي ) و ( الكمال الـُخـلقي ) ،.....كي ُتنقل إلي باقي البشر بأمانة وإتقان ، وإن كان البعض يتهم هؤلاء الأنبياء بعدم أهليتهم وخروجهم من دائرة العصمة الكمالية ، لتتصادم مع عـقولنا ، ، ( فـفاقد الشئ لايعطيه) .
كثير من الشعوب والملل تبنت أباً روحيا ً، وخاصة الأب الديني ،الذي يتولى قيادة أمته نحو النجاح وبر الأمان ، حتى في الحيوانات ، تجد هناك قيادة لأب روحي كملك أو ملكة ، كما في مملكة الأسود والقرود والنمل والنحل ، وكل الحيوانات الإجتماعية .
قال عمر الخيام :
(أبي لم يأخذ رأيّي عندما أوجدني)
هل كل أب لحمي ( أب الدم ) يستطيع أن يمثل دور الأب الروحي ؟
في اعتقادي القاصر، القليل القلة من الآباء أجادوا دمج الأبوة اللحمية بالأبوة الروحية ، وأقل من ممن سبق ذكرهم أجادوا التحول من أبوة اللحم إلى أبوة الفكر خلال مسيرة حياتهم الأسرية ، فنحن لا ننكر دور الآباء المهم في تأمين لقمة العيش وحماية أبنائهم ، وتعرضهم للشمس طول النهار(مشاق الحياة وعراقيلها ) تأكل رؤوسهم ولحومهم قبل رؤسائهم ( أرباب العمل).
آخر النهار يصلون منهكين إلى بيوتهم ...... يريدون نسيان لفـظ كلمتي التعب والمشقة خارجاً ..يتمنون دخول ملاذهم الرحب بثوب جديد من الراحة ... العش والكنف الذي سيستقبلهم بحنان القلب والمعدة . ( القصد هنا بحنان القلب عناية الزوجة بزوجها وإحترام الأولاد لأبيهم ) ، و( المعدة بتعبأتها بالطعام).
معظم الآباء يلقون بدور الأبوة الفكرية والروحية خلف ظهورهم ، ويتركونه لخارج المنزل ،سواء المدرسة ( المعلم الخاص في العصور السابقة ) أو تعليم الشارع و الأصدقاء في عصرنا !!
وفي النهاية سيحصد الآباء ما زرعته أيدي المعلمين والأصحاب من غرس في نفوس أبنائهم، من غير دور للآباء في تحديد هوية ونوعية معلمي أبنائهم .
فالبعض منا حرم من وجود الأب اللحمي في صغره ، وتـلـقائياً ُحرم من حنانه وعطفه ،حيث يعتبر وجود أب بركة في المنزل ، حتى لو كان صامتاً قابعاً في غرفة ظلماء.
والبعض ُحرم من حنان أبيه مع وجوده في حياته، وإن عدمه كوجوده ! ،ويتمنى لو يخرج أباه من دائرة أسرته ..........والبعض يرى إن أباه عرقلة في حياته، وإنه السبب في فشله في هذه الدنيا .........والبعض الآخر يعتبر أن وجود أباه فقط لوجوده اللحمي ، ويتمنى لو لم يخلق أباه ولم يوجد بعده للعناء .
أما المحظوظون ، وهم في مكان غبطة الجميع ، قد رزقوا بآباء نخبة وقدوة ، تراهم يقلدون الأنبياء حتى في كلامهم ، يراعون أبنائهم من هفو اللسان وغبارالأيام ،يقفون كي لا تقع الشمس على رؤوس أبنائهم ، يكرمونهم حناناً قبل الإشباع ،وتربية قبل معلميهم ، يتركونهم أرض خصبة لتلقي علوم الأخلاق والمعرفة ، ولغرس يانعيسهل على المعلم العناية به وتشذيبه .
في كيلتا الحالتين السابقتين ، يهم ويهتم الشارع المقدس بأولويات إحترام الأب مهما كانت سلبياته وأخطاءه ، ويعتبر عقوق الأب من الكبائر، وأهم شي يقف عنده ،عدم إطاعتهم في معصية الله ، قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم : وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (8) سورةالعنكبوت
عند العرب ، إذا مات الأب يرث الإبن الأكبرفقط ودون إخوته حاجيات والدهم الخاصة ، كالخاتم والحصان والبغل والخنجر والمصحف وكرسيه و عصاه التي يتكأ عليها ، ....ولو تأملنا في طريقة وكيفية إحترام الأب عند بعض الملل و الشعوب ،لوقفنا وقفة إجلال وتعظيم لتلك الشعوب ، ولحسدناهم على عاداتهم التي تنم عن عمق الإحترام وقداسة منزلة الأب .
ففي البلدان العربية كسورياً ، ُيقبل كلأبناء الأسرة ( مشمولين بأزواج بناتهم وزوجات أبنائهم يد الأب أول النهار وآخرالنهار ، بعد الرجوع من الخارج ، وعند أهل نجران ، لا يمكن النظر في وجهالأب ، ولا يمكن الأكل معه في إناء واحد ، ولا يمكن السير أمامه في الطريق أوالدخول قبله من أي باب !
وفي السودان ، إذا مات الأب تؤخذ عمامته البيضاء الطويلة ليكـفن بجزء منها ، والباقي يتعمم به الإبن الأكبر فقط .
أما في بعض قرى المغرب يشرب الأبن الأكبر ثم الذي يليه من كأس الأب ماءً قبل التوجه لأعمالهم ،وفي جمهورية بنين في الجنوب الغربي من أفريقيا، لا يخرج أحد من البيت حتى يقف الأب عند باب المنزل ليعطي الأذن بالإنصراف.
وفي منغوليا يأخذ الأبن حفنة من تراب قبر الأب بعد موته ليضعها فيبيته .
وعند الهندوس ، يقبل الأبن وزوجته قدم أبيهبالنزول إلي الأسفل ومد يده اليمنى لملامسة رأس أبهام رجل أبيه اليمني وتقبيلها .
ولن ننسى البانيا الإسلامية ، عندهم يطرق الألبان غرفة أبيهم لتقبيل رأسه قبل أداءصلاة الفجر وقبل إفطار و سحور أيام رمضان ، وأماقبائل بلاد السند ، فمن يقتل أبا أحد سيقتل أباه في الحال ، وفي أفريقيا القديمة الوثنية، إذ مات الأب يأكله أبناءه كي تنزل بركاته في دم الأحفاد على حدزعمهم .
في الختام نتمنى من كل من يستطيع تكحيل عينيه برؤية أبيه كل صباح ، أن يغتنم الفرصة ، وأن لا يعقه وأن لا يطأ على ظله ،وأن يعرف ( إن عقاب عقوق الوالدين ينزل مباشرة من الخالق دون تأخير أو بداء ) وكما تفعل لأبيك ستلاقيهيوماً من أبنائك ، وأن نتذكر إن الإمام السجاد ( علي بن الحسين عليهما السلام ) كان لا يأكل مع والديه في إناء واحد ، كي لا يأكل شئ وقع عليه ناظري أحدهما .
فهنيئا لكل من لديه أب يحمل صفتي الأب اللحمي والأب والروحي ، وهنيئاً لأبناءهم وذراريهم هكذا أب .
حكمة المؤلف
عرفت ألم الأبوة عندما تخيلت الإمام الحسين عليه السلام
يلتقط إرب إبنه علي الأكبر في معركة الطف بالعراق
المرشد الدولي
أ و تعرف مرشدنا ؟!
يعتقد البعض أنني أبالغ عندما أقول أن أبي كان مثال الأبوة الصادقهـ ،،
كان رحمهـ اللهـ أباً لـ روحي قبل لحمي و دمي ،،
و دااائما يرددون علي جملهـ ،،
هي لا تزعجني ،، بـ القدر الذي يجعلني أشعر بـ الفخر و الأعتزاز ،، وأحزن في ذات الوقت على أمثالهم ،،
لأن اللهـ لم يمن عليهم بـ أب مثل أبي ،،
يعيدون سبب أعتزازي بهـ ،، لـ فقدي إياهـ ،،
و ما يدركون أنهـ قبل رحيلهـ غذاني بـ إيمانهـ و عقيدتهـ ،،
و أن روحهـ لا زالت تحتضنني ،،
و إن أحتجت قربهـ أراهـ في منامي يرشدني ،،
و اللهـ يشهد على كلمة كتبتها ،،
حتى عندما أحتار في أمر ،،
يزورني و بـ إشارة واحدة يجيبني ،،
سلاماً لـ روح أبي ،،
إذ أنها لازالت بقربي ترعاني ،،
يبدو أنني أطلت هذة المرة ،،
أعذرني ،،
لكن كلماتكـ أستدرجتني ،،
شكراً لـ روائع أبحاثكـ ،،
و فكركـ الضخم ،،
خااالص التحااايااا ،،
للدموع إحساس ،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إداريين ومشرفين وأعضاء وقراء
منـــــبر شبكة الناصرة الثقافية
كل عام وأنتم بألف خير
إن شاء الله وإسوة بباقي
المنتديات الإمامـــية الكريمــة
ولنشر الكلمة وإشعال الشمعة
سوف أضع بصماتي المتواضعة
بعد توفيق الله وعونه وبركاته
قريباً وفي المنتديات المميزة ومنها
شبكة الناصرة الثقافية
الرواية الإجتماعية المليئة
بالإثارة ، والمغامرة ، والتشويق
القلب المفقود
رحلة إلي غابات صلالة
أخوكم المرشد الدولي
هنيئاً لك سيدتي
فوالدك لم تحتضنه الأرض
بل قلبك من أحتضنه
إنه يعيش معك
يحس بما تحسين به
فمعروف لدى العامة
إن الأرواح الطيبة
تزور أهلها في ليال الجمع
فإن كانوا سعداء سعدت
والمرء لايموت بتركه أثراً يدل عليه
وهو عقلك سيدتي
فرحم الله والدك والمؤمنين والمؤمنات
أخوك المرشد الدولي
الرسالة العاشرة:
النسيان في عالم الإنسان :
الإنسان ..... الطيني النشأة .....المزيج الصلصالي ..... الـُمسيّطر على الأرض منذ وطأها أبوه آدم عليه السلام ، ُخــلِـق منالأرض ،.... وتكيّف وعاش فوق الأرض .... ُوُدفِن وعاد في أعماقها..... مابرح يسايرها ويتلائم مع ظروفها ، ليظل الخليفة المهيمن عليها ،...... إنه مزيج من الماء والطين ، لكن بعـقل ، إنه مخلوق معـقـد التكوين لا يعرف مكنونه إلا صانعه ،...... فمهما تعـلمنا من العلوم ، ومهما تطببنا وشرّحَنا أجساد أسلافنا ......سوف نظل نجهل أعماقه و خفاياه ، قال تعالى (وَمَا أُوتِيتُم مِّنالْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً ) (85) سورة الإسراء
لقد أمرنا الباري بمعرفة ما يجري داخلنا ، وما تحويه أعماقنا ، قال تعالى ( فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ ) (5) سورة الطارق ، إنه أمر الهي بتسليط الضوء على جسم الإنسان وماهي خفاياه وأسراره ،وقال الإمام علي (عليه السلام ) : أتحسب إنك جرم صغير وفيك أنطوى العالم الأكبر
حسب فهمي القاصر ، أحببت أن أهرج عن نعمة يتمتع بها الإنسان دون أن يعلم ، وهو يعتقد إنها سلبية بالنسبة له سنتحدث عنها لاحقاً ، لكن بداية سنثرثرعن ماهية التكوين والتركيب الجسم الآدمي ، لذا سنبدأ الشرح فأرجوا التركيز.
أرى إن منظومة جسم الإنسان خليط من مكونين هما :
(حسي ) و ( مادي )
والحسي ينقسم إلى خطين :
( حسي داخل ) و ( حسي خارج)
أما المادي فمكون من خلـيطين :
( مائي وهو الماء ) و ( صلب وهو التراب)
بحثنا هنا سيركز على ( الخليط الحسي ) بالذات ، لكن لا يمنع أن نستطرد الحديث عن ( الخليط المادي ) ، فالمادي هو الشكل الذي نراه أمامنا ،إنه جميع أجهزة الجسم ( الخارجية ) و( الداخلية ) بشتى أشكالها و وظائفها .
بداية التكوين :
إنه وبقدرة الله عز و جل ( كن فيكون ) صنع وَحَور نشأته الأصلية أي ( آدم ) من صلصال الطين والماء ، إلى أمشاج لحمية التكوين ، قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم : {خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ} (14) سورة الرحمن ، وقال أيضا : {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ} (26) سورة الحجر.
فجعل منه رجل وامرأة ( آدم وحواء)، قال تعالى : ( إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ (59) سورة آلعمران ، ثم أستمر الإنسان بالتكاثر وحفظ النوع ،عن طريق التـزاوج ، بوضع ماء الرجل في رحم المرأة ليعلق مع بويضتها : قال تعالى ( ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَاالْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) (14) سورة المؤمنون.
والتكوين التركيبي لداخل وخارج الإنسان المادي ذو وجهين :
( مائي في خليط الدم ، ليّن في الشحم ، رطب في اللحم ) أو
(ترابي في قساوة العظام ، عصابي في الغضروف ، يابس في الشعر)
يتربع في قمة الإنسان الرأس ، ويتوسطه البطن ، وفي أسفله تحمله الأقدام ، وجوهر رأسه الدماغ ، ومركزه المخ وهو اللب الذي يشير إليه القرآن بأولي الألباب ، وبه جزء الذاكرة وعكسها ( النسيان ) ،إنه القسم الملاييني الخلاياً ، الذي يتكون من تعقيدات دقيقة جداً بحيث لا توصف ، ..... إنها الإبداع الرباني في الخلقة ، .....إنها تتحدث عن قدسية وعظمة المكان بين الكاف والنون ،إنها دليل على وجود خالق عظيم يقل للشئ ( كن فيكون ).
إن الرؤيا لدى الإنسان ليست محصورة بالعين ، فيمكن للإنسان أن يرى بعدة وسائل ، كالعين و الأذن و اللمس !!
1- فبالعين يرى صورة معكوسة للأشكال والألوان معاً ، والتي تقع عليها عيناه ، وذلك بعد تسليط الضوء عليها.
2- وبالأذن تتشكل صورة مركبة في مخيلته من خلال سماعها أو سماع أبعادها ،فيعيد تركيب شكلها في ذهنه ، وخاصة إذا كانت اختزلت من قبل في ذاكرته كأبعادها وصوتها معاً.
3- وباللمس يمكن أن يرى حدود وأبعاد الأشياء بلمسها بيده أورجله أو حتى بخده ، فيركب صورتها في مخيلته .
* الثانية والثالثة ، هي ماتبقى للمكفوفين الذين لا يبصرون بعيونهم ، كما يقول العوام ( يبصرون بقلوبهم ).
معلومات الوارد و إشارات الصادر:
لنعود إلى جوهر موضوعنا ( الخليط الحسي ) كما ذكرنا آنفاًَ ، وانقسامه إلى :
( حسي داخل .......... من داخل وخارج الجسم )
( حسي خارج .......... إلى داخل وخارج الجسم )
فالمقصود بالحسي هي جميع الإشارات والمعلومات الحسية التي لا يمكن رؤيتها بالعين ، وهي :
الواردة ( حسي داخل ) والصادرة ( حسي خارج ) إلى (( مركز إدارةالإحساس والأوامر العـليا )) الموجود في رأس أعلى مستوى من جسم الإنسان الطيني ،وهو ( جهاز الدماغ ) ويتكون من ثلاثة أعضاء أو أقسام : ( المخ ) و ( المخيخ ) و(النخاع المستطيل ).
الحسي الوارد :
إنها إشارات كهربائيةُ تبرمج وُترسل إلى المخ بعد مشاهدة وسماع ولمس ( تحسس ) الأشياء من حولنا وترجمتها إلى معلومات دقيقة وحساسة داخل خلايا قسم الذاكرة في المخ ، بحيث تصنف بطريقة الملفات المليونية حسب الوصول الزمني ،......... إنها أرشيف رباني يرتب المعلومات كذاكرة تتابعية ، واحدة تلو الأخرى ( بنظام الأدراج ) حتى تتجمع لدى الإنسان مجموعة كبيرةمن الملفات ( كالملفات الصفر " الفولدرز " ) تباعاً على حسب المعلومات التي تصدر من داخل الجسم إلى داخله أو من خارجه إلى داخله ، وُيصنف تدرجها ، حسب التاريخ الزمني الذي وصلت فيه إلى قسم الذاكرة (كررنا الشرح لترسخ المعلومة)
يتبع
إكمال الرسالة السابقة :
النسيان في عالم الإنسان
الحسي الصادر :
إنها إشارات كهربائية على هيئة معلومات ( أوامر) تخرج من الدماغ إلى باقي أعضاء الجسم : كالعضلات للحركة ، وفتح العين وغلقها ، والمشي ، وانحناء الظهروحركات المفاصل ، وقذف الحيوانات المنوية عند الجماع ، وسيل اللعاب عند الأكل والكلام ، وحركة اللسان البهلوانية لتقليب الأكل ونطق الحروف ، ورد فعل قوات الحرس الوطني فيالدم ( كريات الدم البيضاء ) للدفاع عن الجسم .......وغيرها الكثير
أمثــلـة :
من داخل أجهزة الجسم إلى قسم الذاكرة في المخ :
كوصول إشارات إلى المخ بارتفاع السكر في الدم ، أو وجود أجسام غريبة في الدم ، أو وجودجرح في اليد أو القدم ، أو ضعف الدورة الدموية ، عندها ستصدر أوامر إلى الأجهزة المعنية ، كالتحكم في فرز الأنسولين من غدد لانجرهانز في البنكرياس ، أو تحفيزوسائل دفاع الجسم في الدم للعمل ، أو إيقاظ الصفائح لتوقف نزف الدم ليخثر ويقف ، أوحث عضلة القلب لتعمل بجهد أكثر لتضخ دم أكثر.
أما من خارج الجسم إلى قسم الذاكرة في المخ :
أحتمال تعرض الجسم لضربة خاطفة أو إقتراب جسم حار عند اليد ، فيصدر المخبقسم الذاكرة بسرعة لا توصف معلومات لقسم التحليل ، إن هذا الجسم ضار بالإنسان فيعطي إشارات معلوماتية إلى عضلات اليد بسحب اليد أو الأصبع أو الرجل بسرعة برقية كرد سريع لتلافي الضرر.!
أيضاً كوقوع بصرك على ليمونة وأنت تتكلم في موضوع جانبي ،آو وقوع صوت موسيقى على أذنك وأنت تخاطب زوجتك أو نائم أو تكتب ،أو مشاهدة أحدهم يتثاءب ( نعسان ) هل تعلم ما ذا سيحدث حينها.
سوف تصل إشارات معلوماتية عن طريق الرؤية ( الليمونة ) أو السمع ( الموسيقى ) إلى قسم الذاكرة فيحللها بسرعة برقية ، فينتج عن ذلك ردة فعل بمساعدة المخيخ ( القسم الصغير تحت المخ ، ولونه أسمر بعكس المخ فهو أكبر ولونه أبيض ) ، فتحدث (( عملية الطابع التلقائي )) مباشرة وبسرعة خاطفة كرد فعل ، فيسيل لعابك في تجويف الفم لمشاهدة الليمونة مباشرة ، وتحريك إصبعك الإبهام لرجلك اليمنى أو اليسرى ، وستتثاءب أنت أيضاً ، والغريب إنك لم تأمر بهذا ولا تشعر به إلا فجأة يحدث !!.
عزيزي : لقد تكلمنا بإسهاب عما يجري في رأس الإنسان من إشارات ، وعلاقتها ودورها فيذاكرته ، الأن سنتكلم عن النسيان في عالم الإنسان ، وهو محور حديثنا .
سؤال : هل النسيان نعمة أم نقمة على الإنسان؟
في الحقيقة النسيان نعمة أكثر مما هو نقمة،....... فلولا النسيان لتراكمت على رؤوسنا قضايا جمة في آنٍ واحد، مؤثرة وغيرمؤثرة ، فلن نستطيع العيش ونحن نتذكرها في حينها ، ولن نستطيع أن نركز أو نأكل أونتكلم .
ستكتم أنفاسنا ،...... إنها كمن يصيح بكل قوته عند آذاننا مستخدماً ، بوقاً بكبر فوهة بركان ، حينها سنتذكر كل المصائب التي مرت علينا ، حتى المالختان سيتذكره الرجل حتى يهرم ، وخرم الأذن ستتذكره الأنثى حتى تشمط .
سؤال : هل كل إنسان معرض للنسيان؟
نعم ، ماعدا المعصومون من أبناء آدم ، الذين ُكرموا بعدم النسيان والسهو ، أما الناس العاديون فمعرضون للنسيان والسهو ، ولكن سيأتي يوم ُتسترد الذاكرة في حينها ، وذلك عند الحساب قال تعالى : {وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى} (23) سورة الفجر، وقال أيضاً :{يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَاسَعَى} (35) سورة النازعات
سؤال : كيف يحدث النسيان ؟
النسيان هو عبارة عن غبارذهني يمنعنا ويحجبنا عن إظهار ملفات الماضي ، فتحل محلها ملفات الحاضر، أي وجود معلومات حديثة ستحل في ذاكرتنا ، ستـزيح ذاكرة أقدم منها إلى الوراء ( الدرج الخلفي الذي يليه )، وهكذا معلومة تحل مكان أخرى ، حتى تصبح معلومة ( موت قريب أو عزيز ) وقعت فجأة على أي إنسان كالصاعقة ، فيصاب بالحزن والأسى ، لكن بمرور الزمن ، وبتراكم المعلومات في مخ الذاكرة ، يصبح الإنسان قريب أكثر من آخر ملفات لديه ، ولهذا الإنسان عندما يحاول استرجاع معلومات قديمة ،لا إرادياً يقف بتركيز ويحرك رأسه بأصبعه محاولة منه باسترجاع ملف قديم ،...... ومن الداخل يحرك عقله ( المخ ) بنك المعلومات لديه ، وتأتي أوامر للأرشيف باسترجاع(رقم شفرة مثلاً ) ، فيأتي بها المخ من الخلف للتحديث الأرشيفي فتصبح أول ملف في أدراج الذاكرة ، فعندما نرى صورة أو كتابة ، أو نسمع صوتاً ، سوف يسترجع المخ من الأرشيف تفاصيل كاملة عن ملفه .
سؤال : ماهي أسباب النسيان ؟
هوعدم القدرة في جلب ملف ذاكرة قديم من آخر الترتيب في المخ إلى مقدمة الأرشيف بسبب :
أولاً : تلف وفقدان الملفات القديمة بإصابة حادث أوأعاقة .
ثانياُ : ضعف أو ضمور محطات أو سكك الأوامر في المخ لطلب تلك الملفات فيالأرشيف .
ثالثاُ : إصابة الإنسان بصاعقة معلوماتية مؤقتة تسبب لخبطة في المعلومات لدية ( كخبر سيئ ، أو موقف مخيف.
رابعاً : عدم وجود الملف أصلاً في الأرشيف ، أي البحث عن معلومة ليست موجودة ، وملفها فارغ .
خامساً : الشيطان لعنه الله ، قد يتسبب بشغل الإنسان ونسيانه عدة قضايا في ذاكرته ، ليقع به إلى الهاوية والرذيلة ، قال تعالى : {قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْأَ ذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا} (63) سورةالكهف
سؤال : ما الفرق بين السهو والنسيان ؟
السهو : هو قفز ملف معلومة قبل أخرى في الأولوية . كتقديم ذاكرة قبل ذاكرة أخرى ، والإثنتان في مخيلته ، وكان الإنسان ينوي عملهما بالترتيب ، فيقع في لخبطة ، ويفقد أحداهما.
سؤال : هل كل الحيوانات تنسى ؟
الحيوانات لا تعرف النسيان ، وذاكرتها قوية أضعاف مضاعفة لذاكرةالإنسان... بل عشرات المرات بل أكثر من ذلك بكثير ، لكن عدم تشغيلها للعقل ، أدى إلى عدم التمييز ، بين الحاضر والماضي ، وهذه رحمة من الباري ، و إلا سوف تفترسنا أو تقتلنا بعض الحيوانات بمجرد المزاح معها أو ضربها أو ذبح أحدها أمام أخيه .
أما بعض الحيوانات والطيور ، فقد أعطيت خاصية تذكر أشياء خاصة بحمايتها وحفظ نوعها ، وهذا جزء من منظومة فطرتها ومسيرة تكوينها ، كاستخدام الذاكرة فيهجرة الطيور والأسماك عدة آلاف من الأميال ، وذاكرة النمل والنحل وكثير من الحشراتالتي تبتعد عند مملكتها عدة أميال ، كي تعود دون عناء ،........... وذاكرة الكلاب أعزكم الله قوية جداً ،بحيث تتعاون مع حاسة الشم تلقائياً لتحدد رائحة جسم أو شخص ما ، مر من أمامه ، فتكون شفرة رائحته مخزنة في ذاكرته لعدة شهور أو حتى سنوات !!
فسبحان ربي وجلت عظمته ، وزانت حكمته حيث لم يعطينا قوة ذاكرة الدواب ، فجعل النسيان نعمة جليلة ، تنسينا هم الدنيا وتصدعها ، فلولاها لبكينا أحبتنا ليل نهار ، ولطمنا خدودنا على فقد أعزائنا، ولولاها لذقـنا مرارة الفراق حتى يحين اللقاء ، ولولاها لم يصفحا لأب لأبنه والأخ لأخيه لخطأ قديم ، ولولاها لحقدنا على أنفسنا التي تغوينا وترمينا في مهالك الشيطان ، ولربما أنتحرنا ، لأننا لن نغفر لأنفسنا لإفتقارنا للرحمة والحلم .
حكمة المؤلف
كلما نظرت إلي عاهات عقول الضـالين
تذكرت عظمة نعمة الله على المؤمنين
المرشد الدولي
فلسفهـ علميهـ في غااااية الروووعهـ ،،
تدرج الأفكار ،، و الأسهاب في الشرح و التفسير ،،
و البيان ،، يضفي على كتاباتكـ نكهة خاااصهـ ،،
يستلذ القارئ بـ حلاوة طعمها ،،
بوكـ سعيكـ الراااقي ،،
و لا أعدمنا اللهـ شخصكـ الرااائع ،،
خااالص التحااايااا ،،
للدموع إحساس ،،
الرسالة الحادية عشر :
الإمام علي عليه السلام ورسالة في حقوق الجار
يعرف الجميع ، إن الجار نال نصيب الأسد من نسيج الوصايا الاجتماعية ، وله موقع مهم في التركيب الديموجرافي للمجتمع ، فبات جداره يقارع جدار بيتك ، وأذنه تسمع صراخ أهلك ، وأنفه يشم رائحة طعامك ، وربما هو أقرب إليك من أقربائك وإخوتك .
تراه كل يوم أمامك ، تصبح عليه أول النهار ، وتمسيه فيآخره ، وربما يكون شبحه آخر من تراه قبل دخولك النوم ، وهو أول من يسمع ندائك ،وخاصة عند طلب العون والغوث ، دائماً تتذكر أسماء أبناءه وتنسى أسماء أقربائك ، وتعرف أوصافهم دون أهلك .
والشارع المقدس المحمدي أول من وضع أسس قانون حقوق الجار، وطورها ورتبها وأطرها ، كي تكون أحد بنود دستور المجتمع الإسلامي المتكافل ، فلن ننسى قول المعلم الأول للتربية الاجتماعية الإنسانية النبي محمد ( صلى الله عليه وآله) : " مازال جبريل يوصيني بالجار ، حتى ظننت إنه سيورثه " ، ولن ننسى قصته مع جاره اليهودي الذي يرمي الفضلات أمام بيته كل يوم ، ولن ننسى أن بيت النبي يحوي طالباً واحداً تربي ودرس على يد ذاك المعلم الخالد منذ نعومة أظفاره ، فأنشأه نعم النشء ، ولقنه العلم أفضل تلقين ، من كل باب ألف الف باب من العلم ،ً وأدبه التأديب الرباني حتى اصبح من سنخه ، حيث قال : " أدبني ربي فأحسن تأديبي " ، فأصبح النبي المؤدَب ربانياً يؤدب علياً ويطعمه كما تطعم الأم رضيعها ، حتى تخرج الإمام علي من المدرسة الربانية بأعلى رتبة ومنزلة ، فتلفظ النبي آخر أنفاسه ( صلى الله عليه وآله ) وشفتاه بأبي هو وأمي توصي علياً ( عليه السلام ) بالجار ، الجار ، ثم الجار ... حتى تلقته ملائكة السماء مع طابور الأنبياء في عرس سماوي ، مخلفاً دستوراً راسخا في ذهن أبا الحسن مفاده : ( ياعلي لا يعرفني إلا الله وأنت ) ، وأنت أولى الناس بتوصيل رسالتي، ومنها رسالة (( حقوق الجار )).
فأضحى علياً ( عليه السلام ) ، يضرب الأمثال الرائعة ويجسد القيم الإنسانية الحقة في حقوق الجار، ليس للمسلمين فقط ، بل للإنسانية جمعاء ، ولنضرب مثالاً على ذلك :
كان الإمام علي ( عليه السلام ) يغدي أحياناً خلف بيته قبل ذهابه إلى عمله ، مخفياً شيئا صغيراً داخل ردائه ، ودون علمأحد ، لماذا ؟؟ لا أحد يعرف .
وفي يوم من الأيام تعقبته ً ( فضة ) وبأمر من الزهراء ( عليها السلام ) وهي تعلم بالأمر ، لكنها أرادت إيصالنا رسالة اجتماعية ، وإخبارنا (بأهمية الجوار) لنا جميعاً ، حتى رجعت فضة مهرولة إلى أم الحسن ( عليهاالسلام ) تخبرها :
سيدتي إني رأيت مولاي يكسر فتات الخبز على الأرض خلف المنزل وهو يبكي متمتماً بكلام ورافعاً يديه للسماء حتى غادر إلى عمله ، وعندما عاد في ذاك اليوم بعد عمل شاق ، سألته الزهراء وفضة تستمع لهما والحسن والحسين يصغيان ، لماذا ترمي الفتات يا أبا الحسن ، قال بأبي هو وأمي :
(( إن الشتاء قادم وبيت النمل جار لنا، فأردت إعطاءهم مما أعطانا الله كي يخزنوه قوتاً للبرد )) ، فدمعت عيون الجميع وبعدهم عيناي عند كتابتي لهذه الرسالة (( حقاً أنت حامي الجار)) ، كيف أهاب جيش نبي الله سليمان (عليه السلام) أن يدوس النمل وهو يضحك ويبتسم لقولها ، وأنت تعطي النمل من قوتك وأنت تبكي .
الفائدة من رسالة الإمام لنا :
عدة فوائد نستشفهامن الموضوع ، وعدة حكم نستطيع أن نستنبطها من هذه الرسالة ، ومنها مايلي :
*إن حق الجار عظيم كطوق العقد في أعناقنا .
*إن كل من جاورك ، تنطبق عليه حقوق الجوار ، حتى لو كان حيواناً .
*إن هناك ممالك عظيمة نجهلها تعيش بالجوار ، يجب علينا احترامها واحترام تقاليدها ، كبرت أم صغرت ، وهكذا مع الدول المجاورة ،هناك دول وممالك تحتاج مساعدتنا، يجب علينا مساعدتهم عند المصائب والمحن .
*إن الإمام أعطى الحيوان أو البهيمة من قوته الذي يأكله ، فما بالك بجارك الإنسان . وبغض النظرعن دينه أو جنسه .
*إن تأمين حقوق الجار واجب علينا وخاصة في المحن والمصائب ،وخاصة لو كان بالجار أيتام ومساكين .
*يجب على الإنسان وضع خطة في حياته لكلب رامجه الحياتية والمستقبلية .
*إن هناك ممالك حيوانية لا تعقل ، نجهلها ويعرفها الإمام ، وسبقت الإنسان صاحب العقل ، فدبرت نفسها ونظمت حياتها وخزنت قوتها ، حياة كاملة مليئة بالقوانين والضوابط والنظم ، فعندها العاملات يأخذن دور حمل الغذاء وتخزينه وتطعيم الملكة واليرقات ، وهناك رئيس ومرؤوس ، وهناك مستودعات ومخازن للدولة ، وهناك نظام حماية عسكرية للحدود ، وشرطة حراسة للملكة ، ورجال للتكاثر والدفاع ، والكثير مما نجهله عن ممالكعدة ، حتى أصبحنا في عصر التطور ونحن متأخرين في اكتشاف أنظمتهم ونظمهم ، إلى أن سلطنا مجاهرنا العلمية وعرفنا كيف أهتم الإمام علي بممالك صغيره داخل الدولةالإسلامية ، وعرفنا إن المجتمع لا يكمل بنيانه الاجتماعي ، إلا بكمال لبناته الأولى ، ومنها لبنة حقوق الجار ليصبح مجتمعاً فاضلاً بني على أساس العدل الإلهي، حيث خلطت عجينتها بيدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ووضع بنيانها الإمام علي ( عليه السلام ).
حكمة المؤلف
التاريخ صنع العظماء، لكن الإمام علي عليه السلام هو ممن صنعوا التاريخ
المرشد الدولي
ســـــــــــــــلااام اللهـ على أبا الحسن ،،
ذاكـ خير مثال لـ الأنسانيهـ في كل الأزمان ،،
و مكمل الدين بـ أمر الجبار ،،
ذاكـ بـ أبي و أمي حامي الجار ،، و كافل الأيتام ،،
سيف اللهـ المسلول و نفس الرسول صلى اللهـ عليهـ و آلهـ و سلم ،،
ذاكـ واللهـ ،،
من أمامهـ تنحني الحرف خضوعاً و خشوعاً ،،
بوركت جهووودكـ مرشدنا ،،
و هنيئا لكـ ،،
حروف تشهد لكـ يوم الحساب ،،
خااالص التحااايااا ،،
للدموع إحساس ،،
الرسالة الثانية عشر :
صيد العلم من المجهول ...
إن ماسيرد أدناه من قصص ومعلومات ، هو ماظهر في دلو المؤلف بعد رميه في جب التاريخ والكتب والعقـول ، وليس بالضروري تصديقه أو نقله .
تَخرُج العجوز الشمطاء في منتصف الليل ، مخفية كيس داخل عباءتها الملحاء، تترقب الشارع الضيق الذي يضيئه فقط مصباح مكسور معلق في البيت المجاور ،حيث الظلام يكسو المكان ، وهدوء يتبعه صوت أجراس الجنادب الليلية من خلال سعفات النخيل الموجودة في بعض البيوت ، تصل السيدة إلى بوابة بيت أحد الجيران ، فتلطش هبشة من التراب المتناثر أمام عتبة الباب ، فتضعه فيكيسها ، وتعود خلسة إلى منزلها .
اليوم التالي مساءً بالتحديد، تأخذ السيدة علبة صفيح كبيرة نوعاً ما ، بداخلها أثر بودرة حليب متعـفن ، فتضع التراب في الصفيحة ،وتضعه على النار حتى يسخن و يحمص ، ثم تنادي بأعلى صوتها على أحداهن ، فتأتي أبنتها الشابة والحيرة تملأ وجهها الشاحب ، والحديثة العهد بالزواج ، وبين يديها طفل رضيع يتباكى ، متدلياً من عنقه ، خيط مربوط بحَجَر أزرق فيروزي ،على هيئة عين جارحة .
تأمرالأم بوضع ( الطفل ) في مستوى مرتفع من الأرض ، فتأخذ الأم الصفيحة فتضعها أسفل الطفل وتسكب ماء الوَرَد داخل الصفيحة ، فيتصاعد الدخان بين جنبات الطفل ورائحة حراق التراب يملأ الغرفة ، والأم الجدة تتمتم بكلمات وتعويذات ، وتقرأ بعض آيات القرآن الكريم ، فتمسح ببعض الماء على وجهه وفوق رأسه وباقي بدنه .
تخرج السيدة بعد منتصف الليل وفي يديها علبة الصفيح ، وبه بعض الماء والرمل الأسود المحترق كحرقة قلبها على حفيدها ، فتذهببه إلى بيت الجيران ( صاحب الأثر ) وتسكب الماء والرمل أمام بيتهم على شكل تقاطع أوصليب.
بإذن واحد أحد ، يعتقد أهل الطفل إن العين قد هاجرت بيتهم دون رجعة ، وإن الطفل برأ من العين والحسد الملتهب الذي صب ناراً مشتعلة فوق رأسه وأدى إلىبكاء غير منقطع ، وذلك بعد خروج سيدة زائرة بعد قولها : ( إن أبنكم يشرب من صدر أمه جيداً !! ) ، .... حيث أعجز وأرهق كاهل قارئ القرآن والحكماء فلم يستطيعوا أن يسكتوه.
*هل ما قرأناه منطقي ويقبله العقل ،..... وهل شفي الطفل من علته ( البكاء ) ؟
* ماهي حقيقة كسرالبيضة في بعض مواقع البيت ، وماهي حقيقة كتابة اسم الشخص وأسم أمه دون أباه ؟
* ما علاقة الطيور السوداء والكلاب السوداء وكذلك القطط السوداء بالجن ؟ وماهي دعوة الرز الأحمر؟
* لماذا ُيرمى الخبز من السفينة التائهة في البحر ، وعظم الإبل من القافلة الضائعة في البر،...... فترجع السفينة والقافلة إلى بر الأمان ؟
* لماذا تتـقهقر الأرواح الشريرة وشياطين الجن من آيات القرآن الكريم والحديد؟
*ماهي ظاهرة اللون الأزرق ، وضرس الحمار ، والحرمل ، ورائحة الشبة الحلوة ، والسنا ،والملح ، ووضع المداس المقلوب ،وحدوة الحصان في مدخل البيوت ؟
كتاب شمس المعارف للغزالي !
سابقاً أخبرني أحدهم أن هناك كتاب باسم شمس المعارف للغزالي الأول ، وقال إن الكتاب ممنوع في كل الدول العربية منذ عدة عقود ، وقد طبع في الهند والعراق وترجم إلى عدة لغات حتىاليهودية ، وتقول الرواية أن الكتاب يحمل في جعبته معاني كثيرة من التفصيلات السالف ذكرها ، من الروحانيات وعلوم عالم ما تحت الأرض ، وبدقة متناهية ، .....وقال أيضا إن الكتاب يحتوي على عدة أبواب ، منها الفلكيات ، والمرئيات ، وتراتيل قرآنية ، وعلم الحروف والحساب والطالع العلوي والسفلي .
في الحقيقة لم أحصل على الكتاب ،لكني سألت بعض قارئيه ، ودفعت لهم المال كي أحصل على بعض المعلومات ، وكان هذا في الشارع على مرآى من الناس ، في حيدر آباد ومصر ، فمرت عدة ساعات ، كلفتني أضعاف مايجنيه من زبائنه في ذلك اليوم .
الفكرة القديمة كانت تأليف كتاب عن هذا الموضوع ، لكن بسبب عدة عوائق ، تغيرت الخطة ، وكان لمن يكن في الحسبان ، فقد وجهني أحدهم إلى السفر إلى منصور بن ربيع من قرية ( حورة ) في عمان فعرضت الموضوع على عدة أصدقاء مهتمين بالموضوع كي يرافقوني ، فتم الرفض في الحال ، والسبب الثاني حصل بمصر ، وذلك عندما أوقفتني سيدة كانت تسير خلفي ، ... حينها لم أصدق نفسي ، لقد سمعت من ينادي بأسمي وأسم أمي ( يا فلان أبن فلانة ) !! أي نعم نادتني في الشارع باسمي ، وكانت تسير خلفي حاملة قفص مليء بالحمام ، فتوقفت وجلست متربعاً الأرض أمامها وذلك حسب طلبها ،.......كان زميلي يقف خلفي ويغطي وجهه العرق وعلامات الغضب مني ، فقد كنا نبحث عن صراف للعملة ، قالت لي ( أٍسم زوجتك فلانة ) وأمرتني برمي الطالع فوق منديلها الأزرق المتسخ ، وقالت أنت تريد مني حاجة باللهجةالمصرية ؟ ، فقلت نعم ، فرميت ببعض النقود ، فتكلمت لمدة ساعة تقريباً ، حتى توقفت فجأة وقالت ، أمسح جبينك بالمنديل وهي تصرخ !! وقالت إنها تريد وصلاً لفك عقدة مربوطة عندي ، هنا قلت لها : قف ِ عندك لا أريد الإكمال .
منذ ذلك الوقت ومسيرة الكتاب توقفت ، وأناملي تعطلت ،بسبب نفوذ المعـلومات وإنقطاع المدلولات التي تثري العقل وتعبئ الكتاب .
من خلال قراءتي و تجاربي ورحلاتي ومعظم النقاشات التي تمت مع كبار السن من أهالي المنطقة وخاصة المميزين والمجربين ، ظَهرتُ ببعض النتائج الغريبة والمعلومات المشبوهة والسخيفة ، والتي سوف تذهب بصاحبها إلى متاهات وتسلسلات متفرعة ، ولأن الموضوع شائك والطريق غير معبد وسوف يؤدي بطالبه إلى ما يحمد عقباه .
تحليلات وتفسيرات:
تناقلت وتوارثت مجتمعات العالم القديم عادات وتقالي دروحانية مجهولة المصادر، ولها صلة بالسحر والشعوذة ، وهذا له أسباب كثيرة ، منها ندرة الحكماء والأطباء ، وتفشي الجهل بين العامة ،والحسد والغيرة والوسواس ، التي تملأ قلوب كثير من الناس ، وخاصة النساء ، في قضايا كثيرة متعلقة بالحب والزواج والطلاق ، حتى نورت الأديان السماوية الدنيا ، فأندثر الكثيرمن تلك العادات ، وظل البعض منها يطفو على سطح بعض المجتمعات و الأحياء الفقيرة الرجعية ،ومعظمها تعتقد وتعمل بها بقصد سوء النية والقليل من هؤلاء الناس يقصد الخير، قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم :( مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4)) سورةالناس
الحسد والغيرة نزعتا شر منبوذتان لدى كافة البشر ، ومنتشرتان بين الشعوب، وخاصة العرب ، ولقد ركز عليها القرآن الكريم في عدة مواقع ، قال تعالى : ( وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} (5) سورة الفلق ، وقال سبحانه : ( سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُواكَلَامَ اللَّهِ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِن قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّاقَلِيلًا (15) سورة الفتح ، والعرافين والسحرة والنفاثين قال تعالى : وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ} (4) سورة الفلق .
نراهم منتشرين في كل مجتمعات الشرق والغرب ، مروراً بمكة نفسها قبلة المسلمين ، فهي ُمحاطة بعرافين وقرائي البخت والطالع ، ومعظمهم أستغلها كنوع من الرزق وقنوات الكسب الحديث ،فأخذوا يكذبون ويحللون القصص والروايات من خلال تنبؤات لبعض الجهلة وضعاف النفوس ، الذين أسرتهم مشاكلهم الإجتماعية أو الأسرية الخاصة وجعلت منهم صيد سهل وثمينلولائك المحتالين ، أو من أجل نوايا خبيثة تتعلق باستغلال النساء من أجل الزنا أوقطع علاقة زوجين سعيدين .
البعض يقول إنها حلال ويقرها الشارع المقدس لأنهم يستخدمون الجانب الإيجابي في القضية فيقومون بالندّية ومحاربةالأربطة والعقود الخبيثة والطبوب المشينة بسلاح القرآن الكريم وكلام الصالحين والتعويذات والتمائم والأحرار لبعض المرضى من الناس الذين وقعوا أسرى أو ربما عبيدلعمل ( مروض شياطين) أو ( مربي جن) في حظائر خبيثة تبعد مئات أو ربما الآف الأميال عن فرائسهم المساكين .
عالم الجن:
إن حقيقة الجن قضية ُمسلم بها ، وواقع نعيشه منذ خلق الله آدم عليه السلام ، قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) سورة الذاريات ، ونحن نعيش معهم في هذا العالم الكبير دون علم كثير منا ، فمنهم الصالح ومنهم الخبيث ، ومنهم من يشترك مع الأنس ، كما كان أحد الوزراء في مملكة أنبياء الله داوود وأبنه سليمان عليهما السلام من الجن ، قالتعلى : قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39) سورة النمل .
إكمال :
لقد شاهد و خاطب الكثير من الناس الجن في السابق والحاضر ،ولقد خص الله سورة كاملة بأسم الجن ، قال تعالى : ( قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ) سورة الحديد (1) ، فمنهم المسلم ومنهم الكافر، قال تعالى :( سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍعَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (21) سورة الجن ، والجن محاسبون ومعاقبون كالبشر تماماً وسوف يجزي الله الطيبين منهم جنات خلد قال تعالى : فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (56) سورة الرحمن
تحضير الجن وشياطين الأنس يتم بصورتين ، سيئة وحسنة، وغالباً إستخدام الأولى بسبب خبث ومكر بعض مريديها من الناس ، والتحضير يتم عن طريق عرافين وسحرة لهم جرأة وخبرة مدروسة في هذا المجال ، ومعظم السحرة يقومون بتجنيد الخبثاء من الجن ، وشياطين الأنس ، وهم عبارة عن ( القرين ) ، فلكل إنسان قرين يشبهه من الجن في العالم الآخر ، فإن كان الشخص الإنسي صالحاً ، كان القرين كذلك،والعكس صحيح ، ويعتمد السحرة في تسخير هؤلاء القرناء في تعذيب أو أسر وتكبيل أصحابهم الأصليين الإنسيين ، مثلاً الفصل بين زوجين ، أو إيقاع أحدهم في هلوسة أو هذيان وجنون .
عادة يتم السيطرة على قرين الشخص في حالات وأوضاع غير محببة لدى الإسلام أو الشارع ، فمثلاً في حالة النجاسة ، أو الغناء أو ارتكاب المعاصي أو قراءة آيات القران بالمقلوب وشقلبة كتابتها ، ......فمكروه البقاء على نجاسة أو النوم بجنابة أو عبور طريق أو دخول مكان أظلم وهو نجس أو لمس القرآن أو الأكل أو غيرها الكثير، ويكثر صيد القرناء في أماكن الخبائث ، كالحمامات ومداخل البيوت وأسفل السلالم ومداخل المخامر وأماكنالدعارة والرقص الحرام .
الكثير من المجرمين والظالمين من الأنس يعيشون بيننا وهم أنجاس وبدون طهارة لعدة سنين حتى يموتوا ولم يتطهروا يوماً ما من النجاسة أو الجنابة ، ويبقون أسرى لشياطين تساعدهم على الظلم والقتل ، قال تعالى : يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ(27) سورة الأعراف
فالقرين في حالة النجاسة ينفصل عن صاحبه حتى يطهر الصاحب الإنسي ، فيعود إليه قرينه عندما يطهر ، وفي هذه اللحظة يكون القرين عرضة لصائدي الجن المبعوثين من قبل السحرة والمشعوذين لإحضارهم كي يكونوا أسرى ، أوربما تسلط ذكر من الجن بقرينة إنسية أو العكس .
للجن نقاط ضعف كما هي الحال في الإنسان ، فمهما بلغ الإنس من القوة والبأس لابد من وجود ثغرات تهلكه ، وأقلها بعوضة قد تميته ، أما ثغرات الضعف في الجن ، فتعتبر بمثابة عذاب قد يؤدي إلى الهروب من المكان في الحال أو الموت نادراً ، ومنها ما يلي :
صوتية :
فالخبيث من الجن يخاف الحضور إلى أماكن قراءة الكتب السماوية كالإنجيل والتوراة ، وأقواهم وأصحهم القرآن الكريم ، فإن الخبيث من الجان يخاف من ذكر الله ويهرب ويتعذب لمجرد سماع الذكر ،قال تعالى في التعويذات: مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ (6) سورة الناس
و حسية واقعية :
كرؤية ومشاهدة الحديد ، فالحديد سلاح قوي ضد الجان وعفاريته ، فقد قال أحدهم إن مجرد رؤية الجان للحديد فإنه يتعذب وربما يموت لو قرب منه ، والسبب إن الجان مخلوق من نار ، ولو لامس حديداً فإنه سيجذب الحديد معه وينصهران معاً ، فهو كالمغناطيس بالنسبة له قال تعالى : وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ (15) سورةالرحمن ، وقال تعالى : لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (25) سورة الحديد
وكان نبي الله داوود عليه السلام يتحكم بالجن بسلاح الحديد ، فقد كان قوياً وفتاكاً ، وكان يأسرهم في مقامع وسجون من حديد خاصة بين الجبال ، وكان يحارب بالدروع الحديدية ضد خبثاء الإنس والجن على حد سواء قالتعالى : وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَاجِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ (10) سورةسبأ ، ولهذا يضع الغربيون حدوة الحصان المصنوعة من الحديد على أبواب منازلهن لطرد الشر والشياطين وعين الحساد.
وأخيراً بالرائحة :
فكما أسلفنا في بداية رسالتنا ، إن الجن يكره ويخاف من بخار الحرمل والسنا وزيت الزيتون ، وقد رويت عدة أحاديث وأخبار عن ذلك ، وقد كان العرب القدامى يضعون الحرمل والسنا في حزمة لسفرهم البعيد داخل الصحاري الموحشة ، فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله إنه قال : ( السنا دواء لكل داء إلى الموت ) ، والسنا نبتة برية توجد في بعض الصحاري كصحراء مكة وحضرموت ، أما في وقتنا الحاضر فيخلط النسوة مجموعة من الحرمل والسنا والملح الأزرق والشبة ، فيحرق ويبخر به المريض أو المحسود كي يطرد عنه الشياطين ويحرر قرينة من الأسر .
عادة يتلبس الجن في حيوانات كثيرة ويظهر على صورتها ، كالقطط السوداء أو الحمام الأسود أو الضب الأسود والكلاب السوداء ، والسبب إن هذا اللون محبوب لدى الجن ، وهو يمثل الظلام الدامس كعالمهم الأرضي ، ودائماً تستعمل قرابين في أدوار الشر ، ماعدا الحمام ، كربط السحر أو فكه ،...... فعندما يحاول أحدهم فك السحر يقوم بذبح قربان كحمام أسود ! ، والقصد منه دعوة أو هدية مجانية تعبير عن الشكر والمساعدة ، مقابل تخلي الجان المسيطر على قرين الشخص المصاب وتحريره ، وأقل القربان البيض وخاصة عند الفقراء من العرب ، وعادة يكتب على البيضة أسم الشخص المريض وأسم أمه فقط ( فلان ولد فلانة ) ، وذكر الأم هنا للتأكيد ولمنع الخطأ بين إخوته من أبيه خاصة إذا تكرر الاسم في البيت ، وترمى البيضة عادة في نفس المكان الذي حصل فيه النزر ، لأن القرين مازال مربوطا ُفي نفس المكان كالأسير عند أحد الجان !!
وعادة يتم دعوة عدد من الجان على مأدبة أرز أحمر أو شعير أسود محمص، كعربون هدنة أو مصالحة للتشاور بالهجرة أو المحاكمة ، وخاصة إذا كان أحدهم أغضب قطاً أو كلباً أسوداً ، أو كان السكنى جديد ، فيأخذ الإنسي الأذن بالسكن مكان ا لبقعة التي كانت يوماً مهجورة وبنى فوقها بيتاً أو زرع أرضاً ، فيتم دعوة الجن قاطني المكان بهجرة الأرض باحترام أو عدم مس أهل هذا المنزل الجديد .
أما بالعكس فعندما يريد الساحر تلبيس جان خبيث أي قرين إنسي ، فإنه سيذبح له حمام أو قط أسود ، كتعبير لهدية مقدماً ، فيذهب الجان إلى ذاك القرين ولو كان في آخر الأرض ، بشرط إن لا يتعدى على ممالك الجان الأخرى ، لأن كل منطقة بها مجموعة من الجن ، ولهم أمير ، سواء صالح أو خبيث ، فيحاول الساحر والمشعوذ الاتصال بجن المنطقة الفلانية بعد أخذ الأذن من أميرهم ، واستعمال أحدهم في السيطرة على قرين أحد الإنسيين المجاورين في منطقتهم مثلاً .
ولتدمير العلاقة بين زوجين والعياذ بالله يقوم المشعوذ اللعين بكتابة آية : وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) سورة الروم ، بالمقلوب وبدون بسملة ، مع مجموعة من الطلاسم والنجوم الناقصة وصور بعض الطيور ، وفي أول الطلسم أسم الزوج وفي آخره أسم الزوجة ، ويعمل منها نسختين ،تدفن أحداهم في مقبرة مثلاً والأخرى في بيت الزوجين المعنيين مع أرفاق جناح طائر لتطيير الزوجة وتهجيرها ، ولا ننسى إنه مهما جند الإنسي أحد من الجن ، ومهما خرب ودمر فإن ضرره سيعود إليه في النهاية ،قال تعالى : وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا (6) سورة الجن
الــزار
يعتقد بعض العامة ، إن الزار أو السامري رقص عادي كالعرضة الشعبية المنتشرة في منطقة الخليج والجزيرة العربية ، والصحيح إن الزار نوعاً من الاحتفال الذي يستهدف طرد الأرواح أو استرضائها عن طريق إجراءات طقوسية خاصة تشتمل على تقديم الأضاحي والقرابين ، كالحمام الأسود وعض الجمر وأداء بعض الرقصات سريعة الإيقاع وهذا ماشاهدته بأم عيني في حفلات زواج أقيمت في المنطقة، ويتم بقصد جني المال ، وعادة يتم التنسيق بين أصحاب الفرقة الشعبية ومنسقين مع أناس لديهم وعود قديمة لبعض الجن والشياطين ، ويحضرون للوفاء بعهودهم ،.....ومعظم أهالي المنطقة من أبناء الخليج صادفوا أو شاهدوا السامري والزار بأنفسهم في حفلات قديمة ، فاضطررت الذهاب إلى عدة زواجات في المنطقة وسجلت بالمسجلة ودونت ما شاهدت .
من حيث دلالة اللفظ وتطوره فإن مصطلح الزار قد اشتق حسب اعتقاد المستشرق (زويمر) من الكلمة العربية "زيارة". ويفسر زويمر نشوء المصطلح انطلاقاً من الاعتقاد السائد عند البعض بأن الجن يقوم في بعض الحالات بزيارة الآدميين. وفي فترة لاحقة أصبح مصطلح الزار يطلق على حالات غير طبيعية تعتري الفرد ولا يُعرف لها سبباً بعينه بحيث تم تفسيرها من منطلق الاعتقاد بكونها ناجمة عن اتصال بعض الأرواح بالفرد. وبما أن هذه الحالات غير الطبيعية التي تعتري الفرد لا يدوم تجليها سوى لفترات قصيرة وفي أوقات متباعدة فقد تم تشبيهها بـ "الزيارة".
اللافت للانتباه أن هذا التفسير لدلالة اللفظ كما يقدمه زويمر لم يجد شيوعاً في أوساط الباحثين العرب. ويرجع معظم الباحثين الآن أصله إلى اللغة الإثيوبية. فعلى سبيل المثال يكتب ( سيريلي ) في شرحه لمادة "زار" في الموسوعة الإسلامية بأن الزار في العربية مستعارة عن الأمهرية المنصورية في بلاد الإمارات العربية المتحدة والربع الخالي حتى وصلت باقي البلدان العربية والإسلامية ، ويتابع حديثه عن الزار مشيراً إلى أن مثل هذه الأقوال في الجن الذين يتجسدون إلى بعض الكائنات البشرية نجدها في مختلف البلاد الإسلامية في كل من آسيا وأفريقيا حيث تطلق عليهم أسماء خاصة مثل "بوري" (في نيجيريا وطرابلس)، وأموك (في الملايو) ، والزار السامري في السعودية والخليج ومصر وعمان ودول المغرب العربي .
اللهم إنا نعلم إن عندنا أعداء من الإنس والجن ، يعيشون بيننا دون أن نعرف أغلبهم ، يظلمون ولا يرحمون ، اللهم إنا نعوذ بك منهم وإن ترد كيدهم في نحورهم ، اللهم أهلك الظالمين بالظالمين وأخرجنا سالمين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
حكمة المؤلف
يوجد من يعيش بيننا كالأنسي ، وهو أوحش من الحيوان و أخطر من الجن الخبيث
بسم اللهـ الرحمن الرحيم ،،
و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين محمد وآلهـ الطاهرين ،،
اللهم أكفنا شر مخلوقاتكـ ،، من أعداء الخير ،،
و جنبنا أن أنصبو إليهم تحت أمرة النفس الأمارة بـ السوء دااائما ،،
بحث راااائع ،،
بوركـ سعيكـ مرشدنا ،،
و إلى مزيد من التقدم ،،
خااالص التحاااايااا ،،
للدموع إحساس ،،
الرسالة الثالثة عشر :
جامعة الإمام الحسين الإنسانية
منذ أبصرت النور في ديارهجر ، ومنذ نعومة أظافري التي كانت تقلمها أمي ، وأنا أسمع عن فرع ( جامعة الإمام الحسين) بمنطقتنا ، كانت بالقرب من منزلنا ، نلعب كل يوم أمام بابها، وبسبب صغر سني حينها لم أدرك سبب وجودها هنا ، في بعض أيام الأسبوع وبالذات وقت العصر، كانت أمي تصطحبني معها إلى تلك الجامعة ، رأيتها تجمع كبير، إنها ساحة كبيرة جداً مغطاة بحيث لا تدخلها الشمس ، كنت لا أستطيع مقارنة أبعاد جدرانها بغرفتي الصغيرة ، لصغر جسمي وقصر طولي كان آخرالجدار بعيداً جداً عني ، كان السواد يغشي المكان .
فجأة صعـق أذنيّ صوت صفير حاد صدر من أعلى المكان ، إنه كالبوق المعلق في الزاوية العليا منالجدار، ثم بدأ أحدهم يصدر صوتاً لا أبخصه ، سمعت تراتيل وآيات قرآنية ، يتلو القصص تلو القصص ، أصواتاً حزينة لا أفهم معانيها ، لكنني ومع محدودية إدراكي وجدت فيها نفس عباد ة وتقرب إلى الإله ، كان النسوة من حول أمي يبكين ويندبن أنفسهن ، كنت أنظر لأمي الجالسة خلفي ، فإذا هي مثلهم ، تأن وتبكي ، لم أعرف السبب ؟ لكن كان عندي شعور إنهم فقدوا عزيز ما !!.......
مرة أتذكر إننا كنا في شهر شعبان ، والوقت بعد العشاء ، ألبستني أمي ثيابي الجديدة التي أشتراها لي أبي ً، مشطت شعري ، شدت أحزمة نفسي ، لطفتني برش من العطر ، أتقنت فنها في إظهار روعت هندامي ، فوقفتُ أمامالمرآة المكسورة معجباً بنفسي ً ، لقد دخلت نفسي النرجسية من كثر النظر إلى صورتي حينها كنت أخبر نفسي : إننا كالعادة نحتفل بالعيد ، لكنني لم أجد أمي تصوم كالعادة قبله ، وليس العيد الذي خلاله أشاهد أناس يلبسون الأبيض في التلفزيون ويصرخون لبيك اللهم لبيك ) ، أو ربما إننا سنذهب إلى حفلة زواج .
كانت الدنيا لا تتسع فرحتنا ، وفجأة ونحن خارجين إلى الشارع ، شاهدت معظمالناس مثلنا ، ولبسوا كما لبسنا ، والبسمة ترتسم على وجوههم ، إذن لسنا وحدنا من يحتفل بهذا الحدث الذي لم أعرفه بعد .
هل هو ميعاد من أجل عيد ؟أم احتفال مجيد ؟
سأعرف لاحقاً .
وصلنا إلى فرع الجامعة المذكورة ، كانت الزينة كثوب العروس ، والأنوار كالتاج ، كانت الروائح تفوح إلى نهاية الطريق ، رأيت الناس أفواجاً يتزاحمون ، هناك مَدخَلين واحد للرجال وآخر للنساء ، والمنظمون واقفون عند الأبواب كالحراس .
دخلت بمعية أمي إلى ذات المكان السابق الحزين ،....... لكن حدث شئ غريب ، السواد اختفى ! والمكان أصبح كالعرس البهيج ، كانت الهدايا والحلويات تتساقط في كل مكان وكأنها من السماء ، لا أعرف من يرميها من كثرة النسوة حولي ، كن يصرخن بالفرحة ، وأنا بدوري أجمع ما يتناثر في حجري وأمامي لأرميه في حقيبة أمي ، خوفاً من أن يسبقني إليه غيري .
أشعار و مواويل أطربت مسامعي يغنيها أشخاص غير عاديين ، سمعت مديحاً وتقديساً لأسماء ( أولهم محمد وآخر محمد ) صلوات الله عليهم ، كنت من الفرحة التي دخلتني ( أحس بمدد من نور يصدر من السماء كالعامود ويسقط في أم قلبي ) ، يصرخون أدركنا يامهدي حتى آخر الليل ، ضل صدى أسمائهم يدغدغ روحي وأنا مستلقي على سريري ، كنت أتذكر ما دار في هذا اليوم الحافل ، كنت أتذكرها كلوحة فنية جميلة ، أتقن رسامها مزج ألوانها .
كبرت وترعرعت ،أزداد طولي وعرضي ، أصبحت أدرك بعض الأشياء من حولي ، التحقت بالمدرسة التي في آخرالشارع ، تحولت من صحبة أمي إلى ملازمة أبي ، وخاصة في خارج المنزل ، بالإضافة للمسجد ، كان والدي يأخذني معه إلى عدة مناسبات ، في الأفراح والأتراح ، ففي الأعراس كان اللقاء يتم في نفس فرع الجامعة جارتنا ، كنا نذهب لنشارك الناس فرحتهم ، ونأكل معهم ولائمهم ، لكن مع أبي تغير الوضع ، لقد أدخلني معه من باب الرجال ، لقد كان المكان أكبر مما شاهدته مع أمي ، حيث المنبر الكبير، والسماعات الكبيرة ، ورجال يحملون صحونا بها أكواب من الشاي وضيفة من القهوة العربية .
هنا شاهدت الناس يلتقون ببعضهم، حتى من يقطن بعيداً ، من المدن والدول المجاورة ، كانوا يحضرون ويشاركون الأفراح والأتراح ، ويلتقون مع أقربائهم وأحبتهم دون ميعاد.
أما بالنسبة للأتراح فقد رأيتها بأمي عيني ، نعم إنها ُتعقد هنا ، كان العزاء الخاص بفقدان قريب يعقد هنا ، فيحضر أهل المتوفى في فرع الجامعة ويستقبلون المعزين ثلاثة أيام ، وذلك مواساتهم بقراءة القرآن والدعاء للفقيد .
كباقي الناس، كبرت وعشت في أحضان فرع الجامعةالإنسانية حتى بلغ مني الرشد نصيباً ، زداد تسجيل حضوري شخصيا ، دون حضور أبي ، لقد تبرمج عقلي مع المكان ، وصرت أحضر للتزود من المفاهيم الجميلة والحكم المفيدة وأهمها التشريعات السماوية ، ففهمت أكثر الأمور، وتعلمت كيف أذهب لوحدي ، بدأت أدون كل ما أسمعه ، محاضرات طوال العام ، وخطبو مواعظ ترن مسامعي ، محاضرات يلقيها عدة أساتذة ، ممن يحملون شهادات حسينية، وممن تخرجوا من بين الكفتين أو الثقلين ، القران وجامعة آهل البيت ( جامعة مكارم الأخلاق ).
تلقت مسامعي ، أو بمعنى أصح تلقت مسامعنا بصفة الجمع ، محاضرات متنوعة ومختلفة ، غطت كل التخصصات ، مثلاً في العقائد وخاصة علاقتك بخالقك وعلاقتك بمنحولك ، سواء أهلك أو مجتمعك ، علمونا إن معرفة الله ورسله والصالحين من عباده ومحبتهم تأتي أولاً ، وبر الوالدين ثانيا .
قالوا لناكيف كان الأب المثالي يعامل أبناءه ، وكيف كان الأبن يعامل أبيه، علمونا كيف نبر والدينا ، وكيف نرعاهم ، في حياتهم ومماتهم ، وحتى بعد رحيلهم ، ضربوا لنا الأمثلة والعبر الجمة ،( كيف كان الإمام السجاد (ع) يتحاشى أن تسبق يده الأكل على ماوقعت عليه عينا والديه ، واستدلوا بقوله تعالى :بسم الله الرحمن الرحيم :وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُوَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا (23) سورة الإسراء
وفي العبادات ، علمونا إن الصلاة نوعين ، صلاة بين العبد وربه ، وصلاة بين العبد والعباد من حوله وهي صلاة ( مكارم الأخلاق ) واستدلوا بقوله صلى الله عليه وآله : ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) ، وأمرونا بالمحافظة على الصلاتين معاً .
فأفهمونا خلاصة : ( إن الله خلق العباد لعبادته واستدلوا) بقوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم :وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) سورة الذاريات ، وأرسل لهم الرسل ليعلموهم ويتمموا عليهم مكارم الأخلاق .
كما ُعلمنا باقي العبادات كالحج والخمس والزكاة وعلمنا العلاقات الإجتماعية والاقتصادية والوطنية والنفسية والتعليمية ومعظم علوم الحياة .
كيف كانت الزوجة تخاطب زوجها ، وكيف كانالزوج يساعد زوجته ، .....كيف كان الأمام علي (ع) يساعد الزهراء ( ع) في شؤون منزلها واستدلوا : وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) سورةالروم.
علمونا كيف كانت زوجة الأب تفدي بأعز ماعندها لأبناء زوجها ، ( كما كانت أم البنين (ع) تفدي بأربعة ليوث لأجل عيون الأٍسد الإمام الحسين (ع) أبن ضرتها.
كيف كان الأخ يشد بعضد أخيه ( كما فعل العبد الصالح العباس مع أخيهالحسين (ع) واستدلوابقوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم : قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ (35) سورة القصص
وإن الناس إخوة ، يفدي كلم منهما الأخر بنفسه ، واستدلوا : إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10) سورة الحجرات ، والكبير يرحم الصغير ،والصغير يحترم الكبير .
صدقوني إنها جامعة يصعب علي وصفها واختصار أهدافها في رسالة ، إنها مدرسة عظيمة أشبعت كل جوانب الحياة ، وعبأت كل الفراغات الموجودة داخل أنفسنا وبيننا ، إن القلم يعجز أن يترجم بما في جعبتي ، واللسان يتمتم بما يريد طرحه قلبي .
إني أقف حائراً عن بلوغ مرادي في الكلام والإسهاب، صدقوني هذه الجامعة صنعت منا أجيالاً إنسانية بمعنى الإنسانية وأخلاقيةبمعنى الوصف ، فهي أكثر من أن نسميها ثقافة أو تعليم ، فالصغير قبل الكبير، والفقير قبل الغني ، كلهم متساوون في نظر الجامعة ، فهم يأتون ويشبعون عقولهم طول العام (بالغذاء الروحي ) ويشبعون بطونهم ( بالغذاء المادي) مجاناًودون أن يمّن عليهما أحد !! ، إنه رزق وضمان من السماء للمستضعـفين في الأرض ، فليس لي إلا أن أعلنها وأصرخها بقوة :
إن الباب مفتوح للتسجيل ، وللجميع وبدون أي أتعاب ُتذكر ، وفروع الجامعة منتشرة في أصقاع العالم ، فهيا للإنظمام لهذه الجامعة ، ولنحجز كرسياً في سفينة نوح ، حتى لو بالإنتساب ، ولو بعد الكِبَر في السن ، فالفرصة لا تعوض والزمن يسير ، وسيكتشف الكثيرون من البشر مستقبلاً إنهم فوتوا على أنفسهم أهم فرصة في حياتهم ، وهي الإنظمام لهذه الجامعة ، وسيعرفون يوما إن منسوبي هذه الجامعة محسودون في الدنيا والآخرة ، وإنهم سيتشرفون بلقاء الأساتذة الربانيين والمعلمين الأوائل .
حكمة المؤلف
جامعة الإمام الحسين جعلتني أصغر في نظر نفسي ، و أكبر في نظر الآخرين
الرسالة الرابعة عشر :
آهات على الرصيف .... من الأدب الهجري:
كعادته صباح كل يوم ، ومع حركة طلبة المدارس وركوبهم الحافلات .... منتظراً وصول رفيق عمله وزميل دراسته ماهر، الذي يأخذه معه بسيارته مقابل المائة وعشرون ريالاً المخصومة من راتبه المتواضع آخر الشهر ، خرج فارس العريس الجديد حتى وقف لمسافة بضع خطوات عن الرصيف المجاور لمنزلهم ، ومن خلفه رجل عجوز متزر يفترش الأرض علىورق كرتون ، وآثار الزمن تلاحظها في تضاريس وجهه ، أما عينا فارس فتركزان على الطريق المزدحم بالمارة ، حتى يخرج من جيبه سيجارة ، ويشعلها مع التفكير بسؤال دائماً يردده مع نفسه :
هل يوجد حل لحياتي الصعبة ؟
دعنا نلقي نظرة مبسطة على حياته ، ولنصعد بعيوننا إلي سطح منزلهم ، نعم ، إنه مكان يقضي فيه فارس وزوجته شهر العسل ، مع إبنة خالته التي تكبره سناً ، ذات الخمسة وعشرون ربيعاً ، والمكان عبارة عن غرفة في الدور الثالث ، فوق السطح ، ويحتاج لبلوغها ، المشي في العراء من السلم حتى يصل إلي باب الزوجية .
في أيام سابقة ، كانت تلك الغرفة حضيرة حمام متنوعة ، مكان لهواية أبيه ، حتى تحولت إلي قفص ذهبي !
إنها فكرة بدائية لشاب في مقتبل عمره لم يجد حلاً سوى ، بصف الطابوق صفاً على البلاط ، وأغلاق كل الثقوب والعيوب التي بها ، ، ترميم سقفها الحديدي ، ثم تغطية سقفها بألواح حديدية مع بعض الديكور المتواضع ، حتى غدا فارس جاهزاً لتكوين أسرة جديدة ، مع قريبته القنوعة .
كل يوم ، وعند دخول وقت العشاء ، تقف مريم ، المنتظرة قطار الزواج ، أمام غرفة أخيها ، في جوف ذاك السطح المظلم ، وهي ترتعد خائفة ، فأذا لم يفتح الباب ، تضع عشاء العرسان أرضاً وتطرق الباب وتنصرف، حتى تخرج أيادي من داخل الغرفة لتأخذ العشاء وإعادته فارغاً آخر الليل .... هكذاحتى أنقضت ثلاثة أسابيع.
أخفت الحياة أبتسامتها المؤقتة ، وظهرت على حقيقتها ، و بانت أنيابها ، وخاصة بعد إنتهاء شهر التدليلوربما أخطأت وقلت بدأ التذليل مع غطرسة الحياة وجهادها ، بعد أن تقاسمت زوجته أعمال المنزل مع أمه وأخواته يوميا لخميس والجمعة بالذات ، وإن هذا يتصادم مع تحضير ومذاكرة الدروس والملازم باقي أيامالأسبوع لإنهاء الفصل الثاني من الكلية ، إنها تعلم ، إن :
- هذا سيكون مصيرها .
- وهذا الذي اختارته بإقتناع وفضلته على البقاء وحيدة بين جدران غرفتها .
- هي من أتخذ القرار حتى وإن كان يعيل أهله!
- إنه أهون عليها من البقاء في بيت أهلها بدون زوج وصديقاتها تزوجن ورزقن بأطفال ،هكذا قالت لأمها وأبيها.
تهكم يليه تحلطم من قبل أخواته وأمه أمام زوجته ، ماعدا أخته الوسطى التي تميل قليلاً مع كفتها ، وتقف في صفها عند النقاشات الحادة ، وخاصة المتعلقة بمصاريف البيت ، وتقسيم راتب زوجها ومكافأتها الشهرية ، والنتيجة تساعدها في مراجعة مادة الرياضيات للمرحلة الثانوية .
(كِله منك يا يبه ) تتبعها زفرة مع الدخان المملوءة بالآهات ( آه آه آه)،هكذا رددها فارس ، وهو يدخن سيجارته ذات الماركة الرخيصة ، وهو يحملق في نفسه من خلال زجاج السيارة الواقفة أمامه ، متأكداً من حسن مظهره ، ولقصة شعرهالمسترسل المملوئة بالجل .
يتمتم بإلقاء اللوم على أبيه الذي تركهم وسكن بعيداً عنهم ، بعد أن باع البيت الكبير ، المملوء ذكريات سعيدة ومرحة ،أيام الدلال والجــخ ، حتى لحق نزواته المتهورة ، وتزوج بزوجة صغيرة بعمر أبنته ، مستوردة من أرض عربية ، حتى أخذت بأم فارس العزة بالإثم عن التنازل ، وأن لاترضى بضرة عليها وهي بنت فلان صاحبة الشخصية المرموقة في الفريج ، فخرجت من كنف أبيه ، وسكنت في بيت بالإيجار ، وقالت بأعلى صوتها لزوجها :
( فارس بـيّصرِف علينا وأحنا مو محتاجين لك ، روح لزوجتك الشقرة )
أيامها، فارس المسكين لم يكمل دراسته ، بسبب انشغال أبيه وإهمال أمه ، فتوظف في شركة أهلية لا تحمل أي صفة ضمان مستقبلي ، فنفذ دعوة أمه وتحديها أمام أبيه ، وأنفصلوا عن كنفه ، وأعتمدوا بعد الله على فارس الضحية ، الكبش الأسود .
مرت الأيام بسرعة ، أعباء وأثقال الحياة تزداد ، وتقع فوق رأسه كالصخر ، فارس الأصغر والوحيد من الذكور بين البنات ، نال الترتيب الخامس بين أخواته السبع ، ........إثنتان تزوجن وواحدة مطلقة ، والباقي فضلن الانتظار في محطة قطار الزواج تتقدمهن أخته الكبرى ، فقد كان زواج الأب الأول متأخراً ، وفارق السن كبير بينه وبين أم عياله .
لقد سقطت هيبة الأب بعد نكسته المالية ، وزاد من الطين بلة ، هجرته أولاده ، فقد فشل في تجارته ، بسبب استهتاره بالمال وتعدد سفراته ، وبذخه الزائد في الملذات ، وخاصة النساء ، حتى أصبح آخر أيامه مع زوجته الثانية ، في شقة بالإيجار ، بعد أن كان يملك فيلا كبيرة بسائقين وثلاث خادمات ، تاركاً أم عياله دون سؤال ، لقد كان محباً للمظاهر والمفاخرة ، وولائمه اللامنتهية في مزرعته ، حتى صرف كلأموال بيته ومزرعته على أصدقاء غرائزه ، سيارته الفارهة ،وكماليات المنزل التي لا حاجة لها ، الكل ينهش من لحمه دون أن يشعر ، حتى السائقين ، يسرقونه ، وهو يتـقهقه .
مع آخر نفس للسيجارة ، فجأة ! ، أنقطع حبل أفكار أخينا فارس ،بصوت بوق سيارة ماهر المزعج ، وهو يقف أمامه و يناديه ( يا الله تعال ) فركب فارس بجانبه بعد إلقاء السلام ومن غير نفس ، فسأله ماهر:
شفيك ، ظايق خلقك من الصبح ؟
فأجابه فارس : شتبي يعني أقولك ، الدنيا أجيها من هنا تروح هناك .
ففهم ماهر أن الشغلة كالعادة ، مشكلة الفلوس والظروف مع العايلة .
فارس ساكت ويخاطب نفسه بحرارة : ( إيه شعليك يا ماهر ، العب من حلالنا ، أبوك عامل في مكتب أبوي ، وسواه مدير، ولا هده الين خلص فلوسه ، وهو اللي طلع منها سالم ، وطاح أبوي ولاحد سمى عليه ، ... أه ، سيارة وشقة بلاش قاعد فيها ، وإلى الحين ما تزوجت ، ورابط بنت عمك ومخليها بيت أهلها مع إنك مواعد أختي بالزواج يالـ...!! ........آخ يمه على هالحال، كله منك يايـبه .
في العودة آخر النهار ، وبعد العصر تحديداً ، تقف سيارة ماهر أمام منزل فارس ، وبالضبط أمام نفس العجوز القابع فوق الرصيف ،......يخرج فارس من السيارة ، ليدخل منزلهم ، فتخرج يد من باب بيتهم ، لتشير لفارس بحركة هو يفهمها ،فيعود فارس أدراجه ، إلى ذاك الرصيف ، فيركع ليحمل الرجل العجوز المترهل والخفيف الوزن من تحت رقبته ورجليه ، فيقبله فارس في خده ، ... ويهم العجوز بإخراج زفرات وونات ......... آه آه آه وهو يحدق في وجه فارس ، وعيونه تغرغـربالدموع الحائرة ، فيدخل فارس بيتهم منادياً :
( يالله يا يمه حطي الغدا ، آنا جبت أبويا )
تنويه :
القصة من جعبة المؤلف ، لكن من صميم الواقع الذي نعيشه ، ولربما تواردت أو تشابهت الأسماء صدفة مع بعض القصص الحقيقية .
حكمة المؤلف
عقولنا كالنوافذ ... إذا ُفتحت وصل النور إلى قلوبنا.... المؤلف
منائر لـ العلم ،،اقتباس:
جامعة الإمام الحسين الإنسانية
و بـ نجمهم المتلألأ في أفق سمائنا ،،
نهتدي ،،
و بـ شراع ولائهم طرق البحار لنا تنثني ،،
بوركت أيها الموالي الحق ،،
تلكـ هي آهات صدرونا ،،اقتباس:
آهات على الرصيف .... من الأدب الهجري:
عندما نمحور خُطانا حول خطأ أرتكبهـ أحد أبائنا بـ جهل لا عمداً ،،
و نتوقف داائماً أمامها ،،
و نصورها عقبة لا تزاح من طريقنا ،،
و بها تتعثر خطانا نحو المستقبل ،،
فقط ،،
لو أن فارس جاهد في تناسي تلكـ الحادثهـ المرة ،،
و فكر في رسم خطة ،،
و لونها أمل يرتسم في أفق يأسهـ ،،
و تجلبب القوة ،،
و من ضعفهـ أستمد صبراً و عزماً ،،
لـ عاش حياة أفضل ،،
ذاكـ فقط ،،
قد يكون رأي شخصي ،، و يخصني وحدي ،،
بوركت جهووودكـ أيها المرشد ،،
و لا أعدمنا اللهـ روائع نثركـ ،،
و لـ تكن على ثقهـ ،،
أنهـ مهما أخذتنا مشاغل الدنيا عن متابعة روائع ما تطرحهـ ،،
حتماً سـ نعود لـ نترتشف من كأس فكركـ غاياتنا ،،
خاالص التحااايااا ،،
للدموع إحساس ،،
الرسالة الرابعة عشر :
هل تعلم من ذاكرة المؤلف :
•هل تعلم عزيزي القارئ إن كل ما سمعت وقرأت عن تاريخ الإنسان في المعمورة منذ وطأت قدماه الأرض ....ليس بدقيق، وإنه تخمين في تخمين فقط ، وإن حقبة أبونا أدم (عليه السلام) الزمنية إلى الآن من عشرة آلاف إلى خمسة عشر الف سنة فقط !
•هل تعلم أن النبوة تسلسلت في نسل السبط ( لائي ) إبن يعقوب (عليه السلام)، وليس في أخيه يوسف (عليه السلام ) ، وإن لائي هو من أقترح على إخوته رميه في الجب ، بدلاً من قتله ، فألتقفه جبرائيل عليه السلام بجناحه في البئر .
•هل تعلم إن الحِبِر اليهودي الشامي الذي لاقاه سلمان المحمدي ( عليه السلام ) قد وصف شكل الخاتم النبوي الذي يوجد في كتف النبي العربي المكي ( محمد صلى الله عليه وآله ) ، وأخبره بأوصاف وصيه إلـّيا العربي ( الإمام علي عليه السلام )، من كتابه المقدس الذي نقل أوصافه كل الأنبياء السابقين ، وإنه الدليل الوحيد على نبوته .
•هل تعلم إنه يوجد في الولايات المتحدة الأمريكية حوالي أربعة عشر ألف نسمة من المسيح الذين يعتقدون أن عيسى (عليه السلام) نبي الله وليس أبنه ،وإنه ولد من أم فقط ولا يؤمنون بالثالوث المقدس .
•هل تعلم إن الآية الكريمة بسم الله الرحمن الرحيم : {حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ } (18) سورة النمل ، تقصد من كلمة ( يحطمنكم ) أي يكسركم ، والقرآن دقيق في اختيار الكلمات والوصف باللغة الفصحى ، والتحطيم والتكسير فقط للزجاج ، والتهشيم للعظام ، وبعد ألف وأربعمائة سنة أكتشف العلم إن تركيبة جسم النمل وعظامه تطابق خصائص تركيبة الزجاج الكريستالي !
•هل تعلم إن صيوان الأذن تكبر مع نمو الإنسان دون توقف ، وأن ذاكرته تختزن شكل وحجم وتعرجات صحن الأذن الخارجي ،..... وبناءً عليه تستقبل الأصوات وتصنفها لتبرمجها كشفرات قي قسم الذاكرة ، وإذا قطعنا أذني أحدهم ،سيضعف سمعه و سيصعب على العقل تذكر معظم مصادر الأصوات الواردة والمخزنة سابقـاً ، وسبب تواصل نمو وكبر حجم الأذن ، إنه كلما عمّر الإنسان ، ضعف سمعه ، وأحتاج لصحن استقبال أكبر .
•هل تعلم إنه يوجد أنواع كثيرة من الحشرات تنمو في أعلى أشجار غابات الأمازون في أمريكا الجنوبية ، وأنها تكثر وتعيش حتى تموت ، دون لمس الأرض أو مغادرة الشجرة .
•هل تعلم أن هناك نوع من النباتات اللاحمة أو ( المفترسة ) ، تعيش في غابات البرازيل وعلى ضفاف الأنهار ، تمتاز بكبر حجم أزهارها الشوكية ، والقاسية الأطراف ..... وجمال ألوانها الخاطفة . ويتدلى منها لسان متحرك من داخل الزهرة ، .... ويفوح من ذلك اللسان رائحة جميلة تجذب الكثير من الحشرات الكبيرة والحيوانات القارضة ، فتدخل الفريسة متبعة اللسان الذي بدوره يدخل إلى الداخل ، فتلصق الفريسة في منطقة صمغية ، وتطبق فجأة الزهرة عليها ، حتى تفرز غدة بداخلها مادة كيمائية كالأسيد لكي تساعد على ذوبان .
•هل تعلم إن الجيش البريطاني ، سمى حيوان الكانجارو ( الكنغر ) بالخطأ ، عندما حطت أقدامهم جزيرة أستراليا ، لبناء سجن للمنفيين من المملكة المتحدة فصعقوا لوجود سكان من الزنوج السمان ، ولم يحسنوا الترحيب بهم عند لقائهم ، فجاوبوهم ( كانجاروا ) أي أغربوا وأذهبوا ، فظن البريطانيين إنه أسم للكنغر ، وذلك حينما سألوهم عن هذا الفأر الكبير ذو الكيس .
•هل تعلم إن الصينيون ومعظم سكان شرق آسيا لا يستعملون السكر إلا نادراً ، ولو إنهم استعملوه في شرب الشاي لأحتاجوا إنتاج دولة كوبا خمسين ضعف ، ولما وصلت لنا حبة سكر .
•هل تعلم أن في العشرينات من القرن الماضي شاع لدى السكان الأمريكيين ، أن الجن لا تظهر في مكان به ثوم ، فأضطر الناس إلى تعليق الثوم في نوافذ الغرف من الداخل ، لكثرة سماع الأصوات المفزعة في الليل ، وبعد خمسون عاماً ، وبعد وفاة ضابط قديم من إحدى قرى ولاية ساوث كارولاينا ، ذكر في مذكراته ، إنه أبتدع فكرة الثوم ، كي تلصق رائحته في ملابس اللصوص ، ويستطيع القبض عليهم في النهار ، وإنهم هم مصدر الأصوات المخيفة في الليل ، وإنه لا علاقة بين الثوم والجن .
•هل تعلم أن الزنوج الأفريقيين ، توصلوا إلى علاج فعال للجروح والكدمات التي تصيب مقاتليهم بعد حروب القبائل ، وهي بعد ملاحظتهم النمور والفهود والقطط تلحس الجروح الموجودة بأجسادهم لكي يبرأ الجرح بسرعة ، وذلك بدهنه بلعاب لسان الحيوان ، فقاموا باصطياد الأسود والنمور وقتلها كي يقطعوا ألسنتها ووضعها على جروح المقاتلين ، وفي الحقيقة إنهم لم يعلموا إلا متأخراً ، إن اللعاب الموجود في فم الإنسان يفعل نفس الشئ !!.
•هل تعلم إن بعض ملكات النحل التائهات ، تقوم باستبدال رائحة جناحيّها كي تشغل وتحل مكان ملكة أخرى خارجة للنزهة ، ولكي لا يكتشفها جهاز الدفاع الإستخباري للحرس ، وذلك بقتل إحدى عاملات المملكة الجديدة في الطريق وتلطيخ نفسها برائحة أجنحتها ، وبعدها لايمكن كشف هويتها الحقيقية ، والأغرب من ذلك ، إن الملكة تكون مصحوبة بعاملتين في طريقها فتضطر إلى قتلهما كي لا يذاع الخبر!!
•هل تعلم إن مزارعي الذرة في قارة أمريكا ظلوا يشتكون ويعانون لمدة ثلاث قرون قلة محاصيلهم ، ومن ضرر الغربان والفئران المستمر ، وضلوا يقتلون الفئران ويصطادونها بكثرة ، حتى اكتشفوا في الخمسينات إن عليهم زيادة أعداد الثعابين لكي يحصلوا على أفضل النتائج ، ........ونجحوا بالفعل وتضاعفت محاصيلهم السنوية حتى رموا الفائض منها في البحر .
•هل تعلم أن هيئة الأمم المتحدة سجلت لديها رسمياً وجود خمسة وسبعون ديانة في الأرض ، والواقع إنه يوجد أكثر من ثمانمائة ديانة ، آخرها قبيلة من سكان أستراليا الأصليين ،حيث وجد عندهم دين غريب جداً ، بحيث كل إنسان يعبد أباه بعد موته ، ويستخرج جمجمته بعد مرور ثلاث سنوات ليضعها في بيته من أجل البركة وطرد الأرواح الشريرة ، ومن يكبر ولا يرى أباه ، يعبد جده !!
•هل تعلم إن الروايات التاريخية التي تحدثت عن كبر حجم الإنسان القديم ، وطول قامته العظيمة غير صحيحة ، وإن حجمه مازال على حاله ، مع قصر بعض الشعوب عن الطبيعي ، وإن كل القصص التي تحدثت عن ضخامة الفراعنة ، كلها غير صحيحة .
•هل تعلم إن لغة النمل عبارة عن إفرازات تفرزها النملة من فمها ، وهي تحتوي على مادة كيماوية ، وتختلف رائحة هذه المادة باختلاف نوعية النمل ونظامه الوظيفي في المملكة ، وإن النمل الأحمر الشرس إذا أراد الهجوم على مملكة النمل الأبيض ، يرسل جحافل من الجيوش تحافظ على أن تكون أفواها مغلقة ، بحيث لا تخرج رائحة المادة الإتصالاتية ، ويفضح أمرها .
حكمة المؤلف
عجبي .. طفل صغير يقود بعير كبير ... إنه العقل !
تنـــويه
إن محتويات الكشكول ملك فكري للمؤلف
فلا يجوز طبعه أو نسخه أو نقله دون أذن مسبق
المرشد الدولي
فريق الحلول الإجتماعي
××××××××××
يمنع وضع البريد الالكتروني مهما كان السبب
الادارة
الرسالة الخامسة عشر :
كيف نصنع السعادة ونحارب الإكتئاب ...
معنى السعادة .....
السعادة ... كلمة جميلة تنم عنى معنى لا يوصف بالنطق والتفوه ، هي إحساس وتناغم للروح مع من حولها ومع البيئةالمحيطة بها .
السعادة ... تراشق الإنسان لأخيه الإنسان بريش الإطمئنان ولغة الحنان ، سواء كان الإنسان ذكراً أم أنثى ، سواء كان أسوداً أو أبيضاَ ، أباً أمأماً .... لافرق هناك بين ما خلف الجلد أو من هو صاحب الجـلد ، .... إن السعادة تمازج روح الإنسان وإنصهارها برضا وقناعة مع من حولها حتى في أتعس الأوقات .
بإختصار : السعادة تعني الرضا بالوضع الوقتي والمكاني المحيطان بالشخص .
لكنمهما بعدت عنا السعادة ، او بمعنى أصح افتقدناها لفترة معينة،...سنعتقد أن الحزن حلمحلها وأستعمر مكانها ، وهذا غير صحيح ، والصحيح إنها حجبت عنا فقط أي أصبح الحزنكالستار الحاجب بيننا وبين إحساس السعادة .
ومهما طالت المدة أو قصرت ، سيأتيزمن تزول فيه ستارة الحزن والكآبة ، وسترجع أمامنا لوحة السعادة مشرقة مفعمة نشطةكنور الصباح الذي يدخل نافذة أنفسنا لينير قلوبنا ، وهذا يعود إلى مدى جديتناوصدقنا مع أنفسنا قبل صدقنا مع الآخرين .
الخوف والقلق أقرب الطرق إلى الحزن :
في أيام المرحلة الثانوية ...... كان معظم زملاء المدرسة يشكو قلة نومه ، أو بمعنى أصح إنعدامه ،وخاصة أيام الإختبارات النهائية ، والسبب هو إنشغال عقولهم بالإختبار غداًَ ، وكيف سيكون اللقاء بالصفحة الأولى.
مذاكرة حتى آخر الليل ، تتخللها أوقات من القلق والهلع المخيف ، كأنه شبح مخيف يحوم حولهم.... كنت دائماً أردد لهم مقولتي المشهورة عني ( لن أخاف ، لأن غداً ليس يوم شنقي ) ، إنه فقط اختبار سيمضي كما مضى غيره ، أي نعم كنت أؤمن إن كل الذي يمر علينا من خوف هو من صنع أيدينا ، وإنه كثوب نخيطه ونلبسه أجسادنا ، ....إننا نعطي الأمور والظروف أكثر من حقها ، إننا نحولها إلى كابوس وجحيم يهددنا ، .....وسوف تمضي الأيام ، ونكبر ونحصل فيه على وظيفة وسنتزوج ونصبح أباء ، وسنأسف على الأيام التي أضعناها في الخوف والتفكير والسهر حتى الفجر ، أي نعم كنت أؤمن بأن الصبح سيأتي ولاحاجة للخوف !، هل نحن ممن صدرعليهم حكم بالإعدام في السوق !، وأمام مرأى الناس ، لا أعوذ بالله
إذاً لماذا نخبز أقراص الخوف ونضعه في سلة فوق رؤوسنا من الأساس ؟
بعد أنجلاء الأيام والفصول ، وبعد مرور السحاب فوق رؤوسنا ، .....صدفة قابلت أحد هؤلاء الذين كانوا يئنون في الليل بجنون ، وخاصة كلما أقتربت حصة الاختبار، ووقت الذروة الرهيبة قبل دخول الفصل بدقائق ، فترى قلب تزدادضرباته ، وتنفس يزداد زفيره ، ولون شاحب مع قليل مع اسوداد الشفتين .....والسبب كابوس تخيلوه وعجنوه من المواد العلمية ، وحرموا أنفسهم من الأكل والكلام معالآخرين .
سألته : عزيزي
: هل ندمت على الأيام التي ضيعتها في الخوف ولم تسمع كلامي ؟
ها آنت موظف ما شاء الله عليك وميسور الحال .
قال لي صدقت ، كلما أحسست بالخوف والقلق ، أتذكر كلامك ، غداً نحن لن نعدم في السوق حتى نخاف ، فيهدأ بالي وأتنفس الصعداء .
الكثير من الناس ، رجالاً ونساء تعودوا صنع الخوف من لاشيء ، ....قلق واضطراب وقتي أو مؤقت ، فنرى بعض النسوة، يسهرن الليل ولا يستطعن النوم ،بسبب إن غداً عندهن وليمة لبعض النسوة ، وتفكرن ماذا سيعددن من الطعام غداً !! ( ورق عنب أو محشي كذا ) وكأنها تعد حرباً لتحرير فلسطين، فيصبحن مملوءين بالتعب ، من رؤوسهن حتى أخمص أقدامهن ...إنهاك نفسي حتى قبل الطبخ والنفخ !
أو مثلاً ، بعض الشباب يعد العدة لتجهيز كل ما يحتاجه من الأدوات اللازمة للرحلة ، فتراه على السرير يحوم في شوارع أفكاره دون النوم ، حتى يأتي الصباح وهو يفكر ( ماذا أحضر ، وماذا أشتري ) وهو في حالة خوف نوعاً ما ، وكأنه أرتكب ذنباً ، حتى تشرق الصباح وهو تعبان ونائم طول الرحلة !
الروتين والكآبة :
هل نستطيع أن نصنع السعادة أم هي عابرة حسب الظروف؟
هل نستطيع أن نخلع شتلة سعادة ونغرسها في قلوب غيرنا ؟
هل الكآبة توأم للتعاسة ؟
من هم المتذمرون ؟
هل الحياة مصدر تعاسة ونحس لدى البعض ، أم هم السبب في ذلك ؟
هل الحزن موجود أصلاً ؟
التفاؤل ... القناعة ....البشاشة ...صفات الأنبياء والصالحين ، وهي أهم مصانع السعادة .
البشر من حولنا ( رجال ونساء ) على أربعة أصناف :
الأول : صنف يعيش في جو مليء بالسعادة ، ويعيش السعادة .
الثاني : صنف يعيش في جو مليء بالحزن ويعيش السعادة .
الثالث : صنف يعيش فيجو مليء بالسعادة ، ويعيش الحزن .
الرابع : صنف يعيش في جو مليء بالحزن ويعيش الحزن .
الصنف الأول من البشر إنسان سعيد ومحضوض ، .....فقد حباه الله ببيئة سعيدة ورغد من العيش ، وولد وفي فمه ملعقة منالسعادة ، فتأقـلم مع حياته الجميلة وأصبحت السعادة جزءاً لا يتجزأ من حياته الهنيئة ، ولا شئ يعكر صفو حياته ، سواء المادي أو الاجتماعي ، وهذا النوع ممنون لظروفه وبيئته التي يحوم فيها وتحوم حوله ، والفضل لله ثم لمن تسبب بذلك ، وعليه الشكر والحمد .
الصنف الثاني من البشر ، إنسان أكثروأوفر حظاً من سابقه ، لأنه قاوم الحزن ، وعالج ظروفه وحولها إلى سعادة وتكيف معحياته ،دون اللجوء إلى التكوّن في قالب الحزن ، والتمرد على بيئته الحزينة ، وحياته تتصف بالقناعة والتفاؤل ، وهذا عين العقل ، ومهما انقلبت عليه الظروف وتكالبت عليها لأحداث سيعيش سعيداً إلى آخر رمق في حياته ، وهذا النوع من البشر ، بحق معلموأستاذ وصانع للسعادة ، الذي ونحن في أمس الحاجة إليهم .
الصنف الثالث من البشر ، إنسان عكس الصنف الأول تماماً ، ....بيئة سعيدة من عدة نواحي ، حياته ملئها سعادة ، لو وزعت وقسمت ، لكفت عشرات الأشخاص ، مادياًواجتماعيا وفكرياً ، لكن لا فائدة من ذلك ، فهو متذمر طول الوقت وجاحد لما يقع بينيديه ، ولا يشكر الله على ما أتاه ، ....دائماً ينكر ما بحوزته من سعادة ، زوجته مؤمنة وجميلة ، ويخاطب نفسه وربه بأنه تسرع في الاختيار ولم يفكر ، ...لديه عائدمادي جيد ، وأموال ورثها دون تعب ، ومع ذلك يلطخ نفسه في التراب ، لماذا ربحت القليل ولم أربح الكثير ، لماذا سيارتي كذا وكذا ، ومعظم هؤلاء يتلبسون الكسل والإهمال في حياتهم ، ويحبون التسويف والتأجيل لمعظم شؤونهم وشؤون أسرهم ومن حولهم، وأتمنى أن يقل عددهم ، وأن يهدي الباقي منهم .
الصنف الرابع والأخير ، إنسان مستسلم للبيئة الحزينة من حوله ، وأسيرلظروفه ، ولا يجتهد أو يفكر أن يحرك ساكناً ، يعيش الحزن والكآبة ، وكأن الله لم يخلق حزيناً غيره ، وكأن الحياة تنتظر وصوله كي تقف فوق رأسه منغصة لعيشته ، والكون كله عدو له ، ... وهذا النوع مريض سهل علاجه، ومعظمهم متقوقع في داخل نفسه ، ولايحب الاختلاط مع الآخرين ، وهنيئا لمن يرمي حبل النجاة على أحدهم لينتشله .
أي نعم نحن من يفعل ذلك ، نحن نقدرأن نصنع السعادة والفرح ونضعها في صندوق ونقفل عليه وندعي أن المفتاح ضائع .
وفي نفس الوقت نصنع الكآبة والحزن والقلق وكل السلبيات، ونضعها في وعاء في عقولنا، حتى تسيطر علينا وتستعمرنا ونصبح كالرهائن والأسرى.
إن عدم تفهمنا للأمورالتي تحيط بنا ، وعدم نظرتنا للحياة بشفافية سهلة ،أدت إلى خلق مطبه كحجر عثر يقففي طريقنا ، وتطورت إلى سرطان يمنعنا من التكيف مع بيئتنا الإجتماعية ، ....فأصبحنامرضى مع أهلنا ، مع عملنا ، مع أصدقائنا ، والمهم الأهم هو ((( مع أنفسنا أولاً ))) .
يجب أن أحدث نفسي قبل تصنيف ما سيحدث أو حدث أمامي، وقبل الخوضفي مسألة ما ، أو قبل النطق بكلمة أو عمل له تأثير عليّ، يجب أن أفكر قبل أن أتخذ القرار النفسي ، ( هل ستلج نفسي في حديقة السعادة ، أم ستغرق في وحل الحزن وتصطدم بصخور التعاسة ) .
لقد تسبب أحدهم بزعل زوجته وتطفيشها وذهابها إلى بيت أهلها لمدة ثلاثة شهور ، والسبب كلمة خرجت من فمه ، جعلتهيعظ أصابع الندم ويتجرع كأس التوبة كل يوم ، ( بأن لا يعيدها مرة أخرى).
(لقد علق على مذيعة الأخبار الحسناء في القناة الفلانية ، وكيف إنه لاحظ إنها قصتشعرها ووضعت الميش !)
وكيف لم يلاحظ ذلك في زوجته التي تضع وتصنع الكثير ، ولايقول أو يمدح حتى هي تسأله !!!!
كلمة منه ، وكلمه منها ، ورمت هي بالوعاء الذي بيدها (على السيراميك )، فخرج صوت قوي ففاجأها بصفعة على خدها ،أضطرب المنزل ، خاف الأولاد ، اتصلت بأخيها وهي تبكي ، حضر وأخذها مع أولادها ومكثت عند أهلها ثلاثة أشهر .
والغريب إن عيد زواجهم بعد يوم واحد فقط ، وكانت زوجته وقت المشكلة تعد طبخة لذيذة ، كان الزوج يحبها لدرجة الجنون !
أخذالرجل يقضي معظم أوقاته الليلية في المقهى ، كالخشبة بين أصحابه ، يجاملهم بتوزيع الابتسامات المزيفة ، وخلف ستار قلبه هم مطبق عليه ، وحزن ، وكآبة سوداء ، لقد شكا لي همه ، وأبدى ندمه ، وإنه أضطر في بعض الأحيان إلى البكاء فوق سريره، وشدة ولهه على زوجته وأبناءه الملائكة .
لماذا نضع أنفسنا في تلك المواقف ؟
كيف أرى السعادة المقبورة في نفسي ؟
أخبرني أحدهم إنه تحولمن رجل حزين وتعيس ويائس من الحياة إلى رجل ملئه سعادة من رأسه حتى أخمص قدميه ،وقال إنه خسر من عدة سنوات ثلاثة أرباع ما يملك ، فعاش في قمة الحزن ، و أنعكس ذلكعلى علاقته بأهله وأصدقائه ، وصادف في تلك الفترة إنه أضطر إلى مصاحبة أخيه المصاب بالسرطان إلى الرياض كي يأخذ حقنة كيماوية الدم ، وعند وصولهما المستشفى صباحاً ،أدخلوهم إلى غرفة الانتظار ، وكان بالغرفة أعداد كثيرة من المرضى القادمين من أنحاء المملكة والعالم ، منهم الرجل والمرأة ،والشباب والمسنين .
وأستغرق انتظارهم حوالي ساعتين ، وكان معظم الجالسين يتحدث ويفضفض عن نفسه ويشكي همه ، هذا قال إن عنده سرطان الدم ، وهذا سرطان القولون ،وذاك سرطان المخ ، والكثير من الأمراض ولله الحمد والمنة ، وكان صاحبنا يستمع لهذيانهم وهرجهم ، حتى نسى إنه مفلس ، وعاش فترة من الزمن ، أكتشف إنه ملك عليهم ، وإن عليه تاج الصحة ، فقال في نفسه : هؤلاء يتمنون أن تعود صحتهم التي سلبت منهم ، مع أن بعضهم أغنياء جداً ولا يستطيعون شراء صحتهم التي خسروها ، فلماذا لا أعتبر إني فقدت صحتي واشتريتها بما خسرت من أموال ، وبضمان زمني ، وبدون تعب وعناء ، فقال إنه أحس بسعادة لا توصف ،وإنه أشتاق كثيراً لأولاده ، وخاصة إنه لم يتناول الفطور ، وتمنى لو يطير إلى بيته ويجلس مع عياله كما سبق .
لقد أكتشف صاحبنا إنه كان يعيش في كنف السعادة ، وإنه ملك للسعادة وياليت يعود في أحضانها من جديد .
أنظر لمن حولك وأحمد الله وأشكره على نعمته عليك ، وعش حياتك وتلذذ بها لحظة بلحظة حلالاً طيباً كما شرعتها لك السماء .
حكمة المؤلف
للسعادة صندوق ، مفتاحه القناعة
معلومات جداً رااائعهـ ،،اقتباس:
الرسالة الرابعة عشر :
هل تعلم من ذاكرة المؤلف :
و لا أنكر أن بعضاً منها كان جديد علي ،،
و أستمتعت كثيراً بـ التعرف على الحائق المطروحهـ ،،
سعادتنا تُصنع بـ أيدينا ،،اقتباس:
الرسالة الخامسة عشر :
كيف نصنع السعادة ونحارب الإكتئاب ...
و نظراتنا المشرقهـ لـ مستقبل ملؤهـ الرضا و القناعهـ ،،
و راحتنا مثلما طاقتنا الكامنهـ ،،
في ذواتنا الأنسانيهـ ،،
و المكبوحهـ بـ مشاعر اليأس و الكآبهـ ،،
بوركت أيها المرشد ،،
أستمر بـ عطائكـ ،،
فـ روائعكـ لا تمل صدقاً ،،
خااالص التحااايااا ،،
للدموع إحساس ،،
مشكورررررررررررين عالرسائل مررررررررررررره حلوه