ههههههههههههههههههههههههه مشكورة اختي الامل البعيد
بس ويش اسوي الكل معيد وانا اكتب للون الاسود مالقيت غير هاللون حلو وحطيته
عليش بالعافية به
وتقري المقطع براحة ان شاء الله
وكل عام وانت بخير
عرض للطباعة
ههههههههههههههههههههههههه مشكورة اختي الامل البعيد
بس ويش اسوي الكل معيد وانا اكتب للون الاسود مالقيت غير هاللون حلو وحطيته
عليش بالعافية به
وتقري المقطع براحة ان شاء الله
وكل عام وانت بخير
يسلموووووو حبوبتي لحن الخلود
جزء روووووعه ويجنن وان شاء الله ربي يفتح عليهم ابواب الفرح
وربي يعطيش الف عافيه
دمتي لنا
قصة روعة واجزاء اروع
تسلمي ياغالية والله يعطيش العافية
يسلموووووووووووووووو
الجزء السابع
نفقد الآخرين عند رحيلهم, و نشعر بعدها و كأنه الدنيا قد توقفت عند هذا الحد, بعد عدة أعوام أو أشهر تعود لنا الحياة متجددة لننسى كل من رحل و سيرحل, لأننا نبقى حيث ما كنا فقط نفقد احدهم...
أما أن تنزع بي كلتا يديك, الماضي بكل ماسيه و الحاضر حيثما يقع بصرك و المستقبل حاملاً معه أحلامك مع أصداء الضحكات و أثار الدموع و البيت و الجدران و حتى الفراش الذي ننام عليه و الوسادة البيضاء الملونة و مع ما تحمله من ذكريات...........
أليس هذا هو الرحيل.
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
أربعة ساعات مرة ننتظر المصير !
نظره واحدة فقط القيها قبل الرحيل على بيتنا المهجور, نظره واحدة, ولن تكون بعدها أخرى, إلى ما أن يكتب الله ...لنكون في هذه السيارة مع شاب غريب,
و أي أفكار راءت على بال عمي حتى لا يؤجل الأمر حينا أخر..
و يكون هو من يقلنا إلى بيته..
ساعات مرت علينا مملوءة بفرح يشوبها الخوف من اللحظة القادمة لحظة الفراق و وداع كل من نحب و ما نحب..
استيقظت رهف و التحسن بادا على وجهها فالغفوة الصغيرة قد أراحتها
قالت رهف
" الم نصل "
قلت
" كلا "
قال الشاب
" إمامنا ساعات طويلة حتى نصل "
و مازال الصمت رفيق الدرب إلى أن سمعنا صوت قوي شعرت و كأنه
السيارة قد اهتزت منه..
لتصرخ رهف بعدها
" أوه ربّاه "
في للحظة حدث ما حدث اقتربت منا شاحنه نقل ضخمه تمشي بسرعة جنونية, انحنت السيارة إلى طريق رملي بل كان حجري فاهتز ه السيارة ليصدر صوت قوي...
أفكار غريبة تتراود في العقول البشرية في أصعب لحظات الخوف..
أقربت النهاية لحياتنا, هل سيئول مصرينا الموت في العراء؟ !
أم نخرج منها بإصابات دائمة !!!
رهف منكمشة على نفسها محتضنة يديها تهرب من المشهد أمامها و حتى الصغيرة صدر منها بكاء مفزوع, احتضنت الصغيرة مغمضة عيني بخوف..
توقف السيارة فجاء...
لم أتجاسر بالنظر إلى من حولي خوف من تضرر احد منهم..
ما سمعته صوت انفتاح احد أبواب السيارة, لينفتح بعدها أخر
" رنا "
التفت ناحية الصوت ما كان غير الشاب ينظر إلينا بقلق وخوف
ارفع راسي و نوبة من السعال تندفع خارجه مع جيش من الغبار المتناثرة من اندفع السيارة على الرمال..
سئل بقلق
" هل تضرر أحداكم ؟؟ "
استدرت بسرعة إلى أختي الغالية رهف.. حاولت رفعها من مقدمة المقعد كانت تشد على يدها أكثر فأكثر.. حتى ابيضت أطرافها..
أناديها
" رهف "
لم تجب ولم تبدي أي تغير بل ضمت رجليه أكثر..
أزحت الصغيرة على المقعد, اقتربت من رهف رفعت رأسها ليعتصر قلبي آلف مرة ومرة و لا أن يعاد ما حدث هذا اليوم قبل أن نكون في طريقنا إلى عمي..
أي خوف و إي رعب اعتلى قلبها حتى تشعر بوجهها المتجمد.. كمنديل ورقي هش و لا ترى غير الدموع المنسابة على خديها...
احتضنتها بكل قوة.. قلت
" رهف لا تخافي, نحن بخير انظري لم يحدث لنا مكروه "
لم تزدد بذالك إلا بكاء
" سنموت, سنموت رنا بدون أمي..
بعيدا عن بيتنا بعيدا عن وئام "
ليقطع السيل الجارف من الدموع صوت الشاب
" رنا.. أعطيها الماء لتشرب "
أعطاني عبوة ماء باردة.. فقد كان الشاب يقف بحيرة..
لكن ليس هذا وقت التحدث عنه..
قربت عبوة الماء من فمها أحثها على الشرب..
بعدها أخفضت رأسها, مقتربة إلى جانبي, معتصره يديها حولها و مغمضة عينيها بتعب..
و اضطرابها لا يدعوا إلى الارتياح, لكنها بأفضل حالاً..
بحثت بنظري عن الشاب لم أره.. لقد اختفى..
و لم استطع التحرك لأنظر خارج السيارة, رهف واضعه رأسها بجاني و الطفلة إلى الجانب الآخر..
رايته مقترب من السيارة و الغضب يكاد يمزق الكون و من حوله..
لم انتبه لطريقة كلامي من الخوف
" أين ذهبت و تركتنا وحدنا ؟ "
رفعا احد حاجبيه باستغراب
" إلى الأحمق الذي كاد إن يودي بحياتنا "
" نكمل السير "
لم ينتظر أجابه فقد باشر الأمر..
بعد نصف ساعة
" هل انتم بخير "
أجبته بصوت مقارب إلى الهمس
" نعم "
هل الابتسامة من رايتها تعود إلى وجهه..
تجاهلت ابتسامته و استدرت انظر عبر النافذة لا تجاهله هو أيضا..
" رنا "
كانت رهف تحاول الجلوس مستقيمة..
ابتسمت له برقا, ثم قلت
" هل تشعرين بالتحسن "
حركة رأسها إيجابا
" اشعر بالعطش "
بحثت عن عبوة الماء, ما زالت محتفظة ببرودتها شربت قدرا من الماء و ثم أغلقتها, حركتها بأسف
" أسفه شربت أكثرها, لم يبقى منه الكثير "
" اشربي قدرا ما...
قال الشاب قاطعا كلامي
" أوووه لا تقلقي هناك المزيد من عبوة الماء, أي وقت تشعرين بالعطش لا تخجلي من أخذها
حتى أنت يا رنا "
هنا بدا على وجهي الغيض, هذه ثالث مرة يذكر فيها اسمي وبكل بساط و كأننا نعرف بعضنا من قبل.. و يكلمني و كأني طفلة..
و هذه الابتسامة التي تتسع كلما تكلما إلينا !
متى ستنتهي ؟؟!!
توقفا عند محطة لتزويد بالوقود في احد المدن القريبة,
لم يتبع الطريق مباشرة بل توجه إلى الشارع الأخر ليتوقف مقابل محل صغير لأبيع ألمود المعلبة..
" انزلا "
قلت بتردد
" إلى أين "
قال الشاب
" لتناول الغذاء "
قلت معترضة
" لا حاجة لذالك, لا نشعر بالجوع "
قال و هو يشير إلى رهف
" و أختك ؟ "
رهف قالت
" أنا جائعة "
التفت إليها غاضبه
" رهف عندما نصل سنأكل "
قالت غير مبالية بنظراتي
" لكني أتضور جوعاً "
قلت لها بتحدي
" اصبري حتى نصل "
قال موضحا
" لن نصل إلا بعد عدة ساعات وستكون طويلة.. فهل ستتحمل الوقت الطويل بدون طعام ؟! "
أذعنت للأمر.. و نزلت من السيارة و الانزعاج يلوح في كل تصرف متدخل منه..
توجهنا إلى الداخل الناس كثر كلا متعجل إلى إكمال طريقه و القلة من يمكثون في الداخل للأكل..
لم أذق من الطعام الكثير فلا أحب أن أتناول الطعام و الناس تتفرج علينا و حتى هو أدارى الكرسي الجالس عليه ليعطينا حرية اكبر في التصرف..
تكفل بدفع المال فان لا املك النقود فقد نفذا كل ما عندي..
تساءلت حينها لو لم يحظر عمي إلينا وظللنا في بيتنا دون أن يطرق بابنا احد من أقاربنا الذين انقطع علاقتهم بابي يرحمه الله ما سيئول إليه مصيرنا دون الاطمئنان إلى وجود رجل...
مرة ثمان ساعات ونحن نسير بغير هوادة..
يتفاقم ما في داخلي بين لحظة و أخرى و مع ازدياد الظلام يزداد خوفي..
و الصمت عادة يغطي المكان, لكن الأمر مختلف قبلها النور المنتشر من قرص الشمس يشعرك بالأمان,
أو يبقى بصيص من نور القمر في وهج السماء..
أما ألان لا ضوء شمس و لا قمر ولا حتى نجوم الأضواء اختفت لم يبقى غير الضوء الخافت المنبعث من مؤشر السرعة في السيارة..
خيم الظلام و خلى المكان من المارة فقط من سيارات تمر مسرعه كلا في طريق مختلف..
في كل مرة يطلب فيها عمي سالم استعجالنا في الذاهب معه إلى المدينة الأخرى و في كل تأخير أبدى انزعاجا إذا لم يتم الرحيل..
الآن فقط عرفت لماذا !
كان الطريق إلى المناطق الأخرى صحراويا, طويلا جدا...و مخيفا جدا..
طريق موحش لا ترى فيه غير حطام شاحنات مقلوبة أصابني برغبة في الصراخ بصوت عالي ليشعرني بالأمان...
سأنسى الخوف الآن لست في حال جيد حتى أزيدها خوفا على ما هي عليه..
تذكرة أمر الرسالة, أخرجتها من حقيبتي لإقراء ما فيها..
* رنا.. لعلمي المسبق بكِ كتبت الرسالة *
هذه الجملة تثير التساؤلات فما هي رنا حتى يعلم ماذا سأفكر..
* و ثقي كل الثقة بمن أرسلت *
ابتسمت رغما عني..
و هل يوجد أكثر من هكذا ثقة نحن معه في سيارة واحدة دون أي فكره عما سيحدث بعدها !!...
* فانتم أمانه *
اعرف ذالك لا حاجة لتذكيري حتى في رسالة قصيرة..
بعدا عن الكلمات المكتوبة..
الورقة البيضاء الموضوعة في الداخل كانت خاليه لم يكتب عليها, و مطوية جيدا, ما الهدف من إرسال ورقه فأرغه.. أغلقها مرة و افتحها مرة أخرى وكلي حيرة ورقه بيضاء فارغة في مظروف رسالة..
لماذا هي هنا ؟
أتكون محض الخطاء !!
*
*
الساعات تتوالى.. و اشعر بالتعب من الجلوس الطويل على مقعد السيارة, و يدأي متيبستان من وضع الطفلة عليها.. فهي على هذا الحال منذ ركبنا السيارة..
قلت له بعد تردد
" ابقي الكثير ؟ ! " اقصد بذالك الشاب
حانت منه التفافه لكنه عاد و بسرعة يركز على الطريق
قال
" كما قلت سابقاً هناك الكثير من الساعات حتى نصل "
قلت بضيق
" كم تعني الكثير من الساعات في سلسلة الإعداد ؟ ! "
قال و هو يضحك
" ثلاث ساعات أو اقل"
تابع بسخرية
" إذا كان هذا ما تعنيه ؟ "
قلت بسرعة
" افففف إلا تمل من "
توقف تذهلني جرأتي وما كنت انطق به هل سأتحول إلى وئام بنفاذ صبري..
عاود الكلام
" لم تكملي "
تحاشيت الإجابة و كأني لم اسمعها و لتجنب النظر إليه لكني لم امنع نفسي من استراق النظر من خلال المرآة العاكسة..
ألا يكف عن التبسم !
إما رهف لم تكف عن التقلب, إثارة شفقتي تحاول النوم متقلبة وتدور على نفسها وتبدو منزعجة في نومها, أزحت لها مكان اكبر حتى تستطيع النوم بهدوء
" تعالي إلى المقعد الأمامي "
فتحت عيني غاضبه ماذا يعني هذا الرجل
قال مبررا
" حتى تستطيع أختك النوم براحة اكبر فهي متعبه كما يبدو "
على الرغم من ذالك التصقت زجاج السيارة ليكون لها المكان الأكبر لتنام و الشاب فليذهب واقتراحه و المقعد الأمامي و ابتسامته إلى ابعد مكان في العالم..
آو كلا لا تفكروا به سوئا لم يصدر منه أي خطاء أو سوء في التصرف..
لكن وكم تعلمون وكما قال عمي في رسالته علمه المسبق بي لا ادع فرصة إلى المستقبل..
؛ سنتركه مركزا على الطريق حتى لا نتعرض إلى حادث بسبب التحدث عنه مع نفسي؛
الإرهاق تمكن مني, و محاولاتي المستمرة في إبقاء عيني باتت مستحيلة, و رغم ذالك بقيت مستيقظة, أغمضت عيني لدقائق و طال الأمر لأكثر من ساعة تتخللها غفوة متعبه وشعور أتعبني برغبة بان ابكي كالأطفال و أنام..
" وصلنا "
فتحت عيني فزعه و راسي يدور في دوامه كان الليل في أخره يحاول نزع القمر المضيء في السماء لينشر أول إشعاع الشمس..
لم أعقب, تابع قوله
" هنا بيت عمكم سالم "
غير مصدقه بعده هذا التعب
" وصلنا أخيرا
" رهف
انهضي لقد وصلنا "
المسكينة بدا شكلها مضحكا و هي تمد يداه لتفتح باب السيارة..
لاحظ ترددي في الصعود
قال برقه
" هيا رنا "
لم يكتفي بذالك بل تعد الأمر أن امسك بيد الصغيرة يحثني على الصعود..
وصلنا إلى أعلى عتبة انفتح الباب و قبل أن يقرع الجرس ظهر رأس عمي سالم و الارتياح مرتسم على وجهها لا استقبالنا..
و الأمر غير المتوقع..
عندما ضمني إليه بمحبه و حنان و رهف أيضا و لأول مرة الابتسامة حلت مكان الضيق منذ عدة أيام..
ابتسم عمي بسعادة و قال
" مرحبا بكم في بيتكم رنا و يا رهف "
ثم تقدّم نحوي و قال
" ادخلي رنا و أنت رهف هل ستقفون هنا "
دخلنا وعمي ممسك يد رهف..
فإذا أمراه واقفة عند المدخل الرئيسي يشارف عمرها الثلاثين لديها مسحت من الجمال و الرقة استقبلتنا بترحاب و مودة..
قال عمي
" زوجتي سلمى "
ثم أردف مشير إلينا
" هذه الكبرى رنا و الجميلة رهف "
انفلتت ضحكة خجل من رهف على تعليق عمي,
( أكثر ما يخجل الفتيات كلمة تحوي غزل )
قالت زوجة عمي سلمى مبتسمة
"حمدا لله على سلامتكم"
بادلتها الابتسامة
" و الصغيرة ؟؟ "
رمقتها بنظرة استفسار
" اقصد الصغيرة ما اسمها "
أخذ الجميع ينظر باتجاهي, و الصوت يتردد كما سمعته يومها طأطأت راسي أنظرة إلى الصغيرة إلى الحبيبة الغالية إلى ذكر أمي المتوفاة إلى أقسى الظروف لاضم الصغيرة إلى روحي قبل قلبي..
" غيداء "
" اسمها غيداء "
*
*
لمحت الشاب مقبلاً من ناحية الباب, يحمل الصناديق إلى الداخل..
الشاب خاطب عمي
" سأنصرف "
وقفت السيد سلمى متقدمه من الشاب حتى أنها أمسكت بذراعه
" لماذا لا تنام هنا, يبدو وجهك متعبا "
قال الشاب
" سأذهب مباشرة إلى البيت و أرافق النوم إلى مساء الغد "
التفت إليه عمي
" أشكرك يا كريم, لن أنسى معروفك هذا "
قال كريم ضاحكا
" ستردها يوماً يا زوج أختي"
بعد فترة همما بالانصراف..
إذا اسمه كريم و هو أخ زوجة عمي سلمى...
اقتربت زوجتي عمي إلى أختي الصغيرة تداعب خدها
" المسكينة "
تقصد بذالك الصغيرة, لم يعجبني النظر بشفقه لناحية غاليتي
" تشعرون بالتعب أليس كذالك "
كانت غرفتين متقاربتين إحداها لي و الأخرى إلى رهف..
الغرفة تحوي سرير كبير, و أخر اصغر إلى الصغير غيداء كل شيء منظم و مرتب في مكانه حتى بعض الألعاب الجديدة وضعت جانبا, ورهف رفضت النوم وحدها هذه الليلة اقصد الصباح فقد حلت أولى
ساعات اليوم الجديد..
بعد أن أغلقت الباب خلفنا، هممت بالذهاب إلى الحمام و الاغتسال و تأدية الصلاة ثم النوم و لمدة طويلة...
لكن رأيت عين رهف يمنعك من ذالك
" رنا ! "
كانت رهف و خلف وجهها وعينيها بداية بكاء و نهاية عذاب
" ماذا ؟ "
لم تتكلم سوى الالتواء بسيط بجانب فمها يدل على الضيق
قلت لها أحثها على الكلام
" رهف لا تنزعجي كل شيء سيصبح أفضل حالا عن قبل "
هل أنا متأكدة مما قلت, من يقنع الأخر هي أم أنا...
قلت بحسرة
" لكن.. "
لم تكمل الحيرة و الخوف و الوجل يكتنف وجهها
قلت بعدها
" لكن ماذا ؟! "
قالت رهف
" ألن نرى وئام مجددا "
أضربت إطرافي للبحث عن أجابه اروي بها خوف شقيقتي بما مرت به من ماسي فقد الأب و لا تتعد العدة اشعر حتى تتبعه ألام و كأنه رفضا منها في البقاء بدون أبي, وماذا أقسى من الوحدة و الشعور في كل
لحظة باقتراب النهاية لنصادف الموت و نحن مقدمين على مرحلة جديدة
لتعاود سؤالها
" ألن نراها رنا ؟ "
" رهف, كل منا يكتب له القدر.. رغبنا بذالك أم لا.. فلا اعتراضا على مشيئته "
قالت رهف بمرارة
" هذا يعني لن نكون مع بعضنا مجددا, ولن تتشاجر معي "
قلت لها مبتسمة
" تشاجري معي إذا كان هذا يريحك "
حركة رأسها معترضة
" أنت لا تجيدين ذالك, فأنت حنونة جدا, ليس كما تفعل وئام "
كنت أجاريها في الكلام, أصل إلى مستوى ما تفكر فيه فقط لأراها مبتسمة و مبتهجة..
" لديك الصغيرة عندما تكبر افعلي معها مثلما كانت وئام معك "
" لكنني أريد وئام و أمي أريدهم معي لنكون كما كنا قبل عام "
البكاء مجدد في كل لحظة تمر فيها الذكريات..
قلت مستاءة
" رهف يكفي بكاء, واشكه على الانهيار "
لكني أجهشت بالبكاء على الرغم مني..
بعد مدة سمعت طرق الباب فزعت, مسحت دموعي و فتحته، فرأيت زوجة عمي تحمل بين يديها أكواب من العصير, لم تعلق على أثار الدموع المنسكبة على خدي..
" اشربا كوبا العصير و سيكون الإفطار جاهزا بعد قليل "
هززت رأسي اعتراضا
" لا شهية لدينا للأكل.. نحتاج النوم فقط "
قلت
" كما تريدين, إذا رغبتي شيء استدعيني فقط "
ابتسمت لها ممتنة, فانا بحاجه إلى أن أنام و أنسى لا غير ذالك ..لشدة إطرابي لم يغمض لي جفن ولم أذق النوم الليلة السابقة لانشغالي في لملمت كل ما نحتاج إليه في رحيلنا, والوضع المحرج ونحن مع الشاب الملقب كريم, منعني من النوم..
دعوني فقد في عالم الأحلام..
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
يسلمووووووووو خيتو
بارك الله فيك
مشكوره على الأجزائة الزاحفة
تحياتي
شيء فظييييييييييييع
راااحت علي اجزاااء كثيررر بس فعلا رووووووعه
يسلموووووووو حبابهـ
تحيــــــــــااااتيـ
الجزء الثامن
سارحة بفكري على مركب يهم لأن يرحل إلى أبوب حياتنا الجديدة ..
لما بدا أول السير, الدمع آبى أن يجف غارقا بين سكنات القلب
و مسحات الرمش.. حامل معه صورة لذكرى و لإحدى أحلامنا و أمالنا
للعودة لبيتنا القديم و منها نقطة البداية..
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
المكان من حولي مظلم غير أنور بسيطة تخترق الستائر الشفافة المعلقة فوق النافذة الزجاجية, و لا اعلم إن كان نور الكهرباء أو نور منبعث من قرص الشمس..
أفقت من غفوتي الطويلة و التي نلتها بتعب.. و شعوري إني بعيده عن سريري في بيتنا لأنام على أخر جديد في بيت عمي ..
فتحت عينأي بكسل لرغبتي في متابعة النوم و الاستلقاء عوضا عن يوم أمس و جلوسي المستمر في السيارة و لعدة ساعات في طريق مخيف و في سيارة رجل تعلو وجهه ابتسامه مزعجه.. ( ليست كثيرا )
بقيت مغمضة عين و فاتحة أخرى بصعوبة..
فبعد أن غادرة زوجة عمي سالم فجر اليوم أوصدت الباب و كنت سأطفئ النور لأتخلص من بكاء رهف و إثارة الألم كل لحظة و كل وقت..
رهف قالت
" سأنم في غرفتي الجديدة "
قلت بلا مبالاة ساخرة
"غيرت رأيك سريعا ! "
هاربة بنظرتها نحو الصغيرة النائمة, قالت
" دائما غارقة في النوم ! "
اندهشت من تعليقها على الصغيرة , لم يكن قولها مخطئا فــ الصغيرة أكثر ما نراها نائمة, في عالمه الصغير المحدود بين كفيها و قسمات وجهها الجميلة ..
أطرقت مفكره
" لم اعلم إن اسمها غيداء ! "
إلا يبدو مفجعا و تشتعل القلوب لوعة و حسرة ,
إلا تنتشر النار المتقدة على رغم سقوط المطر ,
إلا تدمع العين لمعرفة ما هو معروف مسبقا ,
انأ أول ما يسال عنه بعد معرفة جنس المولد الاسم الذي سيحمله مدى الحياة..
لكن مع الصغيرة حتى الاسم بخلو بإطلاقه عليها..
قلت بحسرة ممزوجة بانزعاج
" لم تسائلي يوم حتى تعرفي !
و كما لم تسأل إحداكم أنت أو اختنا البعيدة وئام "
لم تعقب بل ضلت تنظر إلى الصغيرة و الحزن عاد مكانه كما من قبل ...
قلت بتعب
" ماذا ألان ستبقين أم أباشر في النوم فـ أنا متعبه؟ !"
قالت بحنق
" سأنم في الغرفة الأخرى فلن يكفي الفراش لنا الاثنتين "
قلت و أنا افتح الباب لها ,
" كما ترغبين "
أغلقت الباب خلفها, اضطجعت على السرير الكبير المخصص لي, و ثواني معدودة غرقت في عالم لا يقتحمه غير الأحلام و الكوابيس و بعض ذكر من نحب..
ألقيت نظرة على الصغيرة حيث تنام,
من خلال الضوء الخفيف لمحت السرير فارغ سوا من الشر اشف التي تغطي الفراش..
!
!
!
أسئلة توالت في راسي..
هل وقعت أسفل السرير أثناء نومي ؟ و لم اشعر بها !
يا الهي كيف يتحمل جسدها الصغير وقعت كهذه ؟ !
لشدة هلعي لم انتبه إلى إنها لا تزال صغيرة لا تستطيع إن تنزل من على السرير ذو الحواجز الخشبية ..
نهضت أخيرا و الألم في كل جسدي, لإضاءة الغرفة المظلمة , انتشر بعدها الضوء في أنحاء المكان,
نظرت من حولي و بحثت بنظري نحو مكان الصغيرة ..
لا تقدم فزعه ناحية فراش الصغيرة غيداء فلم تكن في مكانها, و لم أكن أتوهم بسبب الظلام..
توقعي تسرب في الهواء فلم تكن على واقعه على الأرض و لا في أي مكان في هذه الغرفة !!..
أين هي إذا ؟؟
و انطلقت قبل إن تعد الثانية مسرعه إلى خارج الغرفة..
لكنني تراجعت عند منتصف الطريق , فلم أكن ارتدي حجابا أغطي به شعري و لا زلت مرتدية ملابس النوم..
عندما عدت إلى حيث كان الحجاب , خرجت مهرولة إلى خارج الغرفة و ارتطمت ركبتاي بكرسي موضوعا على مقربه من الباب..
تأوهت بضيق ثم نهضت متألمة.. و تابعة سيري
كنت سأذهب إلى غرفة شقيقتي رهف لكني لم اعرف إي من الأبواب افتح , فلم أرى أين منها خصصت لها لليلة البارحة..
أدرت مقبض احدهم قريب من غرفتي و رجعت و أفلته من يدي يمكن إلا تكون غرفة رهف .. كنت سأطرق الباب لكني تراجعت أيضا .. بعدا آن سمعت صوت ضحكات تصدر على مقربه..
أخذت أتلفت فيما حولي اتجهت إلى مكان الأصوات الصادرة..
واقفة في مكاني أراقبهم صبيا و فتاة و الصغير الحبيبة غيداء معهم كلا يحاول وضعها على حجره..
تنهدت بارتياح لمشاهدة حبيبتي الصغير غيداء و لسماع ضحكات الصغار العالية..
عندما رأوني رفعا رؤوسهم لقد كانوا جميعا ينظرون إلي اقتربت منهم مبتسمة و طوقت الصغيرة بين ذراعي و في نفس اللحظة دخلت بنت أخرى صغيرة حتى اقتربت مني..
قالت و ببساطه مشيرة إلى حجرها
" أريد آن احملها, ضعيها هنا "
نظرت إليهم باستغراب إحداهم بقرب الصغيرة و الأخرى واقفة أمامي ,
انظر إلى الأولى و ثم الثانية و ينتقل بصري من واحدة إلى الأخرى..
الاثنتان وجهان لصورة واحده..
جاني صوت زوجة عمي سالم السيدة سلمى
" أنهما توائمان, هادي و فادي "
قلت ناضرة إلى شعرهم الطويل
" صبيين !! أعتقت أنهما فتاتان ! "
و أشرت على الصبي بدعابة
" و هذا صبي أم بنت ؟ "
قالت باسمه على دعابتي
" حامد ابني الأكبر عمره ثمان سنوات أما التوأمين اصغر منه فهما في الرابعة و سيكملان الخامسة قريبا "
ثم تابعة بخجل مطأطأ رأسها ناحية بطنها المنتفخ قليلا
" و الرابع في طريقه إلى الحياة و كم أتمنى آن تكونا بنتا "
لم اعرف أي ردا مناسب لرغبتها فقلت مغيرة الأمر
" أولا صباح الأخير "
قالت وهي تلقي نظرة على الساعة المعلقة على الحائط
" تقصدين مساء الخير "
كانت الساعة تقترب من الرابعة عصرا
قلت بخجل
" نمت كثيرا حتى أني لم اشعر بأنه الصغيرة ليست بجانبي "
قالت معتذرة
" اعتذر حملتها بدون إخبارك سمعتها تبكي و لوقت طويل و لم أشأ إيقاظك من نومك فقد كان التعب بادا عليك لذا أحضرتها إلى هنا لتلهو مع الصغار في الحقيقة هم من يلهونا معها "
قلت
" أمرا ممتنة لك به "
قالت
" الغذاء سيكون معدا بعد دقائق "
قلت لها
" لا داعي يا.. "
لم أكمل بما أناديها زوجة عمي أو سيدة سلمى أو سلمى بدون ألقاب كما أنا رنا و كما أختي رهف ..
قالت ضاحكة
" سلمى.. فهي تكفي "
أومأت إيجابا
تبادلنا بعض الأحاديث عن الطفلة الصغيرة غيداء و عن التوأمين و بعض من مشاكستهم..
في تلك الليلة أخذت أتفرج على البيت لم يكن البيت كبيرا و غرفه قليلة ..
كان منزل كباقي المنازل لكنه البيت الذي أخذنا بكفيه من تيارات باردة و عاصفة هطلت علينا ببريق مزعج ..
في اليوم التالي
جاءنا ضيف, كان ثامر الأخ الأصغر إلى السيدة سلمى و السيد كريم الموقر عمره تسع سنوات..
سلمى خاطبت أخاها
" تعجبت لعدم مجيئك بالأمس , عندما تحدثت معك على الهاتف أخبرتني انك ستأتي "
قال ثامر مستاء
" كنت سآتي لكن كريم منعني "
قالت سلمى مندهشة
" لماذا منعك من آن تأتي ؟ "
عندما أتى على ذكر كريم رفعت راسي إلى الصبي
قال موضحا
" قال إن هناك ضيوف و لا يريدني آن اسبب الإزعاج لهم "
ثم تابع بحماس الصبيان
" و هل أنا طفل صغير حتى أكون مصدر إزعاج "
تابع بحنق
" كنت راغبا جدا في المجيء , كريم لم يرضى أن يوصلني, فقد اخبرني عن الجميلة و وددت آن أراها "
هنا وجهي اشتعل و انتشر...
" أين هي أريد أن احملها "
غيداء يعني غيداء أوه يا لا غبائي..
" رنا "
" رنا !! "
التفت إلى سلمى المتعجبة مني
" ماذا !!"
قالت مشيرة إلى غيداء
" أخي ثامر يرغب حمل الصغير فقد جاء فقط لها فهو مولعا بالأطفال "
قال ثامر وهو يغمز بعينه
" و خصوصا الفتيات "
و ضحكنا جميعا على قوله...
بعدها قالت سلمى و هي تحمل الطفلة بيين يديها
" هذا لأني لم أنجب بنت إلى الآن "
في المساء
جاء كريم لأخذ ثامر و لم يرغب في الدخول لكنى عمي و زوجته أصرا على آن يتناول العشاء معهم و بذالك كنت حبيسة في غرفتي بعدا يوما واحد في بيت عمي..
قبلها عندما قرع الجرس جاءني صوت زوجة عمي من المطبخ
" رنا.. هلا فتحتي الباب ! إذا تحركت من أمام الفرن سيحترق طعام العشاء "
و تابعة ضاحكة
" و سنموت جوعا "
و هل لي خيار.. لا يوجد سواي فـ زوجة عمي في المطبخ تعد العشاء و الصغار في الداخل و أصواتهم تزعزع المكان من لعبهم و حتى رهف مهم و يبدو انه الأمر راقها..
عندما فتحت الباب أول شيء رايته ابتسامته المعهود ,
و حمدا لله باني لم أغلق الباب في وجهه لكنت في موقف لا احسد عليه ..
لم يتحرك ماذا ينتظر أن اسحبه من يدها ليدخل .. فليغلق الباب بنفسه
تراجعت خطوت إلى الوراء و كان الباب مفتوحا..
سأل
" أين سلمى ؟ "
قلت بصوت بالكاد يسمع
" في المطبخ "
أكملت جملتي و هممت بمتابعة السير لكن صوته أوقفني
" رنا "
بذكره اسمي اندفعت الدماء فائضة على وجنتاي حتى شعرت بهما تشتعلان وتسارعت ضربات قلبي ضربة تتبعها أخرى..
و ركضت إلى الداخل و لم أفكر بالاستدارة إلى الخلف..
و إذا لم تخطا طبلت أذني بأنه الذي سمعته صوت ضحكاته الخفيفة لفراري من أمامه..
و بسبب بسيط ذكرا اسمي و بطريقه أخجلتني..
ليلتها لم يغمض لي جفن..
اكتشفت أمر.. بل ثلاثة أحداهما أثار الشفقة و الأخر أشعرني بخجل و الثالث توهج و جهي من ذكره..
ما رأيكم أن ادع الأمر سرا..
حسنا سأخبركم..
ابن عمي حامد عاجز عن النطق من الصغر منذ أنجابه و لا أمل شفائه و رغم ذالك فهو فتى نبيه و ذكاء حاد بسبب إدخاله لمدرسة خاصة..
الأمر الأخر..
الغرفة التي أنام فيها إلى أبن عمي حامد و غرفة رهف مخصصة إلى الضيوف و بما إن الغرفة لن تسع أكثر من سرير فضلا آن تكون لكل منا واحدة و لم يشاء أن نتضايق من المكان..
و غرفة أخرى لعمي و زوجته و جعلا أولادهم في غرفة واحده كبيرة ..
و كم كنت خجله من ذالك فطفل قادم سيحل على البيت و سيحتاج إلى فراش خاص
و كم كانت أمنيتي في هذه اللحظة آن تكون بنت كما رغبت زوجة عمي حينها سترافق شقيقتي رهف في الغرفة..
لكن هذا سابق الحديث عنه!!!!
و الأمر الثالث لن أخبركم به الآن حتى لو ألححتم عليه..
بيين يوم و آخر تعودنا على وجودنا بين عائلتنا الجديدة..
سلمى زوجة عمي كما تعرفون تعجبني كثيرا في رقتها و حسن تعاملها و أكثر ما يعجبني قولها
" عندما أتكلم أنسى نفسي أثرثر و أثرثر بلا توقف "
و بسبب ثرثرتها التي لا تتوقف حدثني عن عائلتنا كلها و منهم أخوت أبي و ابناهم سأتحدث عنهم في وقت لاحق..
تعدى الشهر منذ وجودنا في بيت عمي..
جاءني يوما طارقا باب غرفتي
" هل لي آن ادخل ؟ "
وقفت مستندة على الباب فلم أتعود منه أن يأتي إلى هنا
" هل سأقف عند الباب كثيرا ؟ ألن تستضيفيني ! "
قلت بخجل
" أسفه ادخل "
باشر في الكلام
" هل انتم مرتاحون؟ هل يزعجكم شيء ؟ هل هناك ما ينقصكم ؟ "
كل هذه الأسئلة نطق بها و أكثر في ثواني معدودة
اخبروني أنتم على أين منها أجيب ؟؟؟؟
" الم تفرغي الصناديق ؟
التزمت الصمت
ربت على كتفي بحنان
" هل بذر منا شيء يخيفك من البقاء "
حركة راسي سلبا
" إذا ماذا ؟ "
و لم اشعر و إذا بدموع تتدحرج على خدي بغير سابق إنذار
دموعا غسلت أشرعة الشوق و الحنين
دموع ترفض المضي قدما..
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
يسلموووو لحن الخلود
القصه كلها جناان
الله يعطش الف عافيه
دمتي لنا
مشكورة اختي اهات عاشقة على التشجيع المتواصل
الجزء التاسع
نقطة ما كانت البداية مع بزوغ زوايا الشمس !
نقطة ثانية أولى الأمنيات راحلة مع نزع اللحظات !
نقطة ثالثة من عالم الأحلام باقية في الجانب الآخر.. !
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
ذات صباح الساعة الخامسة..
استيقظا كلا من في البيت ذات فجراً على صوت بكاءً زعزع الهدوء المخيم على كوناً يرتديا ثوبا قرمزي محاولاً نشرا أولى أضاءت قرص الشمس..
و لم تكن سوا غيداء..
لم يكن مجرد بكاء بل كان صراخا متوجع يخرق الإذن الداخلية و يهز معه الأفئدة و القلوب..
شعرت بوجل و بخوف و قلق على الصغيرة..
انظر إليها بتعجب لما هي عليه فلم أرها هكذا من قبل..
ألا يحق لي الخوف عليها و ما أراه دائماً الابتسامة المحببة مرتسمة على محي و سكنات وجهها الصغير..
التفت مضطربة إلى الواقف إمامي مقطبا حاجبيه بقلق, كان ابن عمي حامد.. لم اسمع الباب يفتح بسبب بكاء الصغيرة.. اقبل حامد نحوي محرك أصابعه يحادثني..إلى الآن لم لا اعرف الكثير من لغة الإشارة غير القليل مما تعلمته من سلمى و مما فهمت يسألني لما تبكي أو هل هي مريضة لكني حركة راسي إيجابا ليفرى مسرعا تاركا الباب خلفه مفتوح..
" مما تشكو "
جاءت صوت سلمى تسألني بقلق و حامد ممسكا بيدها يحثها على السير قدما اتجاه غيداء..
قلت لها و أنا أهز الصغيرة
" تبكي طوال الليل, تغو للحظات ما تلبث إلا تنهض صارخة "
أكملت بتنهد
" اعتذر إن أزعجتكم ! "
قلت سلمى باعتراض
" أي كلام هذا.. بيتكم تفعلون ما تشاءون فيه "
أخذت الصغيرة بين ذراعيها
" يمكن آن تكون جائعة ! "
قلت بحيرة
" رفضت شرب زجاجة الحليب و حتى شرب الماء.. لا اعلم ما حل بها ! "
بعد عدة محاولة نامت لأقل من نصف ساعة نوم مضرب لتنهض بصراخ أقوى.. وجهها شاحب اصفر اللون , و شفتاها تغير لونهما و بدو أكثر غمقا , بدت كالمتهالكة..
قلت بخوف مخاطبة زوجة عمي سلمى
" حرارتها مرتفعه "
سلمى وضعت يدها على جبين الصغيرة, ثم قالت
" احمليها.. سنذهب إلى المركز الصحي "
تابعت
" لا تقلقي ستكون بخير.. اطمئني "
سألت
" أين عمي ؟ "
قالت
" ذهب مع رهف لألحقها بالمدرسة الثانوية.. إنسيتي ! "
رهف رفضت الالتحاق بالمدرسة و إكمال تعليمها تقول أنها اكتفت بالمرحلة الإعدادية و لا داعي لذهابها إلى المدرسة لكن اعتراض عمي أقنعها وحقيقة الآمر استسلمت.. بما آن عمي سالم شقيق أبي وضع يداه في آمرا ما و في مكنونات نفسه يعتبر الآمر ملزما في على الجميع الإذعان و بكل ترحيب, بالنسبة لي أسعدني الاهتمام الذي يبديه لنا..
قلت بضيق
" كيف سنذهب إذا ؟ "
قالت سلمى
" مشيا.. المركز قريب "
أسرعت إلى غرفتي و ارتديت عباءتي و هممنا بالخروج ليظهر لنا عائق آخر..
التوأمين هادي و فادي إذنهما النائمة التقطتا صراخ غيداء لينهضا بدورهما و متشبثين بعباءة أمهما و ابتداء مسلسل البكاء المزعج الذي يشد الأعصاب..
" حامد انتبه لهما "
لكن الصغيرين التصقا أكثر بأمهم رافضين التحرك..
التفتت سلمى نحو حامد و قالت بضيق
" حامد.. خذهما هيا.. لن نتأخر "
بدلا من ذالك رفع أصابعه إلى آمه.. ومرة أخرى لم افهم ما يقول..
قلت سلمى مبتسمة
" أنت بطل ! "
وجهة الكلام إلي هذه المرة
" رنا.. حامد سيدلك على المركز فلا استطيع ترك الصغيرين وحدهما أو حملهما معنا وبطني منتفخ هكذا ! "
" حامد ! "
كلمة لم أعقب بعده شيئا
ثم تقدّم نحوي و بانت على ملامحه الجدية بعدها سلمى قالت
" يقول انه رجل و سيذهب معك ! "
قالت و أنا اعبر ألردها
" حامد بسرعة "
في المركز الصحي..
" تسنين مبكر "
قالت الطبيبة ببساطة
قلت فاغرة فآي
" تسنين ! "
قلت الطبيبة
" تسنين مبكر "
قلت بخوف
" ماذا يعني.. أيوجد خطورة عليها ؟ "
قالت عندما رأت الخوف جلي على وجهي
" بعض الأطفال يبدأ التسنين لديهم في سننً مبكر و آخرين في السنة الأولى تبزغ فقط الأسنان الأمامية و لا تكتمل إلى بعد بلوغهم عامهم الثاني "
ثم قالت متابعة بدعابة
" و هذه الآنسة كبرت سريعا "
قلت متشككة
" لكن حرارتها مرتفعه.. "
قالت موضحه
" ارتفاع درجة الحرارة و انخفاضها من حين إلى آخر و انتفاخ اللثة كلها إعراض التسنين.. اطمئني "
تابعت بلطف
" سأصف لها خافض للحرارة .. اسقها كل أربع ساعات "
في طريق عودتي لبيت عمي سالم أخذت انظر إلى ابن عمي الأكبر حامد ذو ثمانية الأعوام, يملك العزم و القدرة على تلقي المعلومات ليبدو بتصرفه اكبر من عمره على الرغم من عدم مقدرته على النطق
و الأهم من ذالك باستطاعتها السمع مما خفف المشكلة لتعامل معه.. بحق يثير الإعجاب على رغم سنه..
لم يكن المركز الصحي بعيدا لكني و بسبب التعب و الإرهاق لسهري طوال الليل بجانب غيداء مشيت بتثاقل حتى و صلنا للبيت..
استدرت إلى حامد
" شكرا.. ابن عمي "
هذه المرة لم يحرك أصابعه ردا على ما قلت فقط وجها ابتسامه إلى الصغيرة..
و ما آن وصلنا حتى بادرا عمي
" سنأخذها إلى المستشفى ! "
" لقد جئت الآن "
قال موضحا
" سنأخذها إلى المستشفى العام "
قلت بسرعة و عبارات متقطعة
" حالتها جيدا الآن .. أفضل من قبل.. مجرد تسنين ! "
و ما كنت أريده النوم و لا غير سوا النوم..
سلمى مدت يدها تحمل غيداء عني
" يا لا الصغير ستظهر لك الآسنان.. لم انتبه لذالك في أبنائي ظهرت لهم في شهرهم التاسع ! "
بعدها كل سارا إلى حياته..
وضعت غيداء في سريرها متمنية آن تنام و تجعلني أنام بدوري ليدورا في راسي كل الماضي غير البعيد و ما جره من مآسي لا تشعرها بعد..
أصبحت أقوم بدور إلام.. اليوم أول نقطة لخوض التجربة و على يد أختي غيداء, و كيف لا أكون أمها ؟؟؟
فـ أنا آختها من يطبطب عليها ويحملها فوق ذراعي إذا تألمت ! ..
و من يطعمها حتى في اشد الليالي قسوة و وحشه ! ..
و من يضعها بحجري الحاني ! ..
و يضمها بغمرة من الحب ! ..
كيف لا أكون ؟؟؟؟
على أية حال لأوقت لأتكلم في موضع رهف أو عمي و عائلته أو ما تحمله حياتي المستقبلية مع غيداء فالتعب آخذا مني مآخذ..
أو حتى من احتل جزء من تفكيري لأمور كثيرة سأخبركم بها لاحقا..
ألقيت بجسدي المتعب على السرير لأنام بكل عمق متخطية أول المصاعب وليست المصائب..
<
>
<
مرت ستة أشهر على مكوثنا في بيتنا الآخر و ما هو إلا بيت عمي سالم الوحيد الذي ابدأ الاستعداد لان يضمنا إلى عائلته..
ست أشهر أكملت فيها زوجة عمي سلمى شهرها التاسع و الجميع يترقب الحدث بفرح و سعادة, الجميع تلوح عليه بشائر الفرح الغامرة على ما هو جديد, إلا تلاحظون لم يحدث ذالك عندما أنجبت أمي غيداء الوجوم حلى على البيت قبل ولادتها وبعد اللحظة الأولى لها على الحياة, مني أنا رنا و من أختي البعيدة وئام و رهف و حتى أمي الغالية المتوفاة..
و يبدو انه الجميع قد اجمعا على أمنية و حيدة و كما سلمى ترغب آن يكون المولود الجديد بنتً !
كل شيئا مكتوب عند الله ..
و الحمد لله على كل نعمة..
حانت اللحظة لتزغرد القلوب فرحا و محبة !
حانت اللحظة لاستقبال أعظم المعجزات جمالا و رحمة !
في اللحظات الأشد آلاما و شوقا لسماع أول صيحة تنطلق من صوت نهب لسماعه !
و ما أحلها من للحظات !!
بعد منتصف الليل الساعة الثانية فجرا..
فيما كنت أغط في نوما عميق سمعت طرقا على باب غرفتي لينفتح الباب بعدها مباشره, تبينت الواقف كانت سلمى ببطنها المنتفخ باديا عليه التعب الشديد..
قالت مباشرة
" أوشك على الولادة "
سؤال في غير محله
" و ماذا نفعل الآن "
قالت و هي تتلوى على نفسها بألم
" نقوم برحلة عند البحر.. ما رأيك
إلى المستشفى .. رنا "
كنت سأضحك من جواب سلمى لكني تمالكت نفسي..
قلت أخيرا
" هل عاد عمي ؟ "
قالت بتشتت
" لم يعد.. لن يعود إلا بعد أيام "
ثم تابعت
" و لان ينتظرهُ المولود حتى يعود "
قلت لها
" إذا ! "
تعضض على شفتيها بألم شديد, قالت
" اتصلي.. ب كريم.. بسرعة ! "
قلت مندهشة
" إنا "
قلت سلمى
" آه .. رنا بسرعة.. لم اعد احتمل "
قلت متوترة لاضطراري لان احدث رجل على الهاتف ومن كريم !
" لا اعرف الرقم "
قالت و هي تشير إلى المنضدة
" موضوعا بجانب الهاتف بسرعة رنا "
و بعد وقت قليل كنا في المستشفى مع سلمى أنا و المدعو كريم...
؛؛؛؛؛؛؛
تلقيت اتصال الساعة الثانية و النص فجرا..
من آخر شخص توقعت آن اسمع صوته..
بصعوبة ظهرت الكلمة الدارجة عند رفع سماعة الهاتف
" ا لو ... "
" هل لك أن تأتي ؟ "
أعقبها صمت لكن لثواني معدودة..
سألت
" أنت رنا ! .. هل هذه أنت رنا ؟ "
لا اعرف الفرق بين الجملتين فهما نفس المعنى..
لم تجب على سؤالي بل قالت
" سلمى توشك على الولادة ! و عمي ..."
قاطعتها
" سأحضر حالا "
نهضت بسرعة و مشاعر مختلفة تتضارب في مخيلتي..
احدها سماعي صوت رنا تطلب من المجيء و نبرة الخجل وهي تطلب ذالك..
و الآخر خوفي على شقيقتي الوحيدة
بعد ربع ساعة..
قلت موجها كلامي إلى رهف
" لا تفتحي الباب إلى احد حتى تسمعي من يكون "
قالت رهف ناعسة
" حسنا "
سلمى , قالت
" انتبهي للتوأمين في حال استيقظا ! "
بعدها جاء صوت رنا مبحوحا
" و غيدا ! "
رفعت رأسها تنظر نحوي لكنها أشاحت ببصرها إلى رهف لتتابع باضطراب
" أخاف آن يغلبك النوم ! انتبهي ! "
" سأنم لكن سابقي الباب مفتوحا فغداً لدي مدرسة "
بعد ساعة ونص ..
الحمد لله تم كل شي بخير, أنجبت أختي طفلة جميلة..
اطمأننا عليها و على المولودة حديثا و سلمى بحاجة لراحة فل حاجة لبقائنا حتى وجود رنا..
قلت و أنا ممسك بيدا سلمى
" يجب آن أعود الآن ثامر نائم لوحده و لا يعلم بخروجي سأعود سريعاً "
حركة رأسها بتعب
" اهتمي بالأولاد رنا "
قالت رنا بعطف
" لا تهتمي ابقي هادئة ! "
خرجنا من الغرفة التي تنام فيها سلمى و من المستشفي و رنا تسير خلفي بصمت حتى ركبنا السيارة متخذة هي المقعد الخلفي ورائي مباشرة..
بقي الصمت رفيقنا و السماء لا تزال مظلمة و الجو صافا غير من تنفس يصدر من الجالسة خلفي خافضة رأسها قليلا..
أوقفت السيارة و همت بنزول منها..
أخرجت راسي من زجاج نافذة الباب الأمامي
" سأوصلك انتظري !"
اقتربت منها
" سأطمئن من دخولك البيت "
لم تعقب فقط أخفضت بصرها و تابعت سيرها على عتبات البيت ..فتحت حقيبتها تخرج منها المفتاح و ما آن أخرجته وقربته في ثقب الباب حتى سقطا منها..
انحنت لالتقاطه من على الأرض بقرب الباب و التوتر جلي على وجهها و في حركة يدها و المفتاح يسبح بين أصابعها..
فتحت الباب و المكان معتم , و بدون شعورا مني مددت يدي إلى الداخل حتى لامست يدي مكبس الأضواء الصفراء..
و إبرهن أنها كانت ترتجف .. لم اقصد إخافتها فقط أشعلت النور في المكان ..
منذ آن التقيت بها في بيتهم في المدينة الآخر و تكليفي بحملهم إلى هنا لانشغال زوج أختي سالم بإعماله خارج المدينة, و أيضا لعلاقته القوية بي , و إلا لما أوزع هذه المهمة لي وان يضع بين يداي أمانه يجب
إيصالها سالمه..
رنا و ما تحمله في شخصيتها من أمور مختلفة ..
فهي أمراء تتحمل المسئولية و تتحمل عائلة بأكملها تستطيع إن تعطي بكل ما لديها..
لكن سرعا ما تصبح شرسة بنظراتها إذا لم تعجبها كلمة حتى لو لم تكن بقصد و من أول يوم رايتها فيه..
" بودي البقاء "
عندما رأيتها تفتح عيناها بدهشة و علامات الغضب تظهر على محياها
أكملت
" لان سالم غير موجود معكم .. وانتم دون رجل الآن.. و ثامر لوحده "
ما أزعجني قولها
" معتادةُ على ذالك فلا تقلق نفسك "
قلت و أنا أستدير
" أغلقي الباب خلفك جيدا ! "
لم أتابع سيري إلا عندما سمعت صوت قفل الباب و ركبت السيارة في مقعدي الأمامي ..
رنا .. لم يتبقى الكثير....
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
ياااااااااااااااااي
روووووووووووووعه ونااااااااااااااااااسه
ان شاء الله كريم يخطبها ويعيشها بالفرح الي انحرمت منه
تسلمي يالغاليه لحن الخلود والله يعطيش الف عافيه
دمتي لنا
الجزء العاشر
جزء من الماضي يعود محمل بوعود طوت مع صفحات معلقة على جدار يقارب على الوقوع و نثر كل ذكريات الماضي راسم اكبر علامة لمن لم يعشه يوما أنها قصة..
بيت قديما أصبح بدوننا مهجور..
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
مختبئة بين الشر اشف و محتضنة الوسائد لتمدني بالدفء في شتاء برده قارص..
و مغمضة عيناي و سارحة في قوقعة تردد في داخلها اسم واحد و وحيد..
كريم...
أصاب بالخجل من مجرد ذكره اسمه حتى مع نفسي..
فالإحساس في داخلي ينبع كما مراهقة في السادسة عشر من عمرها تحلم بان تكون أول من يدق قلب شخص ما..
هذه الليلة بدوت كريشة طائر تحلق عاليا تتمايل بجانبية لتقع بين حناياه..
حينما طلبة مني سلمى الاتصال بأخيها كريم, كنت سأرفض و لكن الوضع لا ينتظر تأجيل أو تفكير, فهناك مولود سيظهر على ا لحياة..
رفعت السماعة بتردد لتعبث أصابعي بأزرار الهاتف لأضغط الأرقم بعشوائية, اعت ضغطها مرتين متتاليتين حتى المرة الثالثة لترفع من الطرف الآخر..
لثواني رآه لي أغلقها بعد سماعي صوت كريم غالبا عليه النوم..
اندهشت بعد صمته و تميزه صوتي و بسرعة..
يمكن للمرات القليل التي ارفع فيها سماعة الهاتف إذا كانت زوجتي عمي مشغولة أو إذا كان البيت خاليا من أي احد..
و ها هي الظرف تجبرني على الركوب من جديد في سيارته ..
و لوحدنا..
من خلال المرآة استرقت النظر و جلت ببصري على وجهه فرأيت سواد عينيه و ملامحه الحادة المحفورة بين غمازتين محتلة مساحه على وجنتيه بكبرياء..
( سأوصلك انتظري )
قال كريم و أنا أهم بركوب أول عتبه..
وقفت ملتصقة مكاني لثواني ثم تابعت صعود عاتبات البيت دون آن التفت إلى الوراء,
المفتاح في يداي اشعر به ياهتز لهول ارتجافي لأصوب بصري لجزء من الثانية على وجهة كريم ,
لتصدر مني رعشة جعلت المفتاح يسقط من بين أصابعي !
لآني عندما استدرت كان مستندا على الحائط قرب الباب و واضعا احد يديه في جيب بنطا له و اليد الآخر تحاول اخذ مكانه في الجيب الآخر و الابتسامة القاتلة احتلت مساحة من وجهه المستدير !
التقط المفتاح حيث وقع و محاولة تمالك نفسي !
لأخطو خطوة أولى في الظلام و ليتسلل الضوء من الخارج من قمر هب لتوديع آخر للحظات الليل ..
صدرت مني شهقة فزع ارتعشت بها إطرافي عندما آمال بجسده إلى الداخل !!
هل جن ؟؟
هل يعتقد أني اسمح له بالبقاء ؟ !
لكن كل الأفكار وقعت أرضا هاربة بخجل لتفكيري الطفو لي لينتشر الضوء بعدها ..
متى سأتوقف عن إبداء التفكير السيئ ؟؟
لا اعتقد ذالك !!
لقد أغاظني بقوله
(أغلقي الباب خلفك جيدا !)
هل يحسبني طفلة صغيرة لا تستطيع تحمل المسئولية و بحاجة إلى نصائحه ؟!
ثم استدار مغلقا الباب خلفه, تاركا إياي في حيرتي..
لأغلق بدوري الحديث عنه مؤقتا فقط ..
نسيت آمرا مهما جدا..
أنجبت زوجة عمي سلمى بنت جميلة بل رائعة الجمال اسمها رائدة..
بذالك تحققت أمنيت الجميع وحلت البنت الوحيدة إلى عمي سالم..
في المساء اليوم التالي عاد عمي و كم كانت فرحته كبيرة و أنا أزف إليه بشر قدوم طفلته, أسرع بعدها إلى زوجته في المستشفى..
في صباح اليوم التالي
كنا ننتظر قدوم عمي و زوجته و الطفلة الصغيرة رائدة فهي أصبحت شخص مهم و متلهفين إلى روايته..
و حتى التوأمين لم يكفا عن طرح الأسئلة عن الصغيرة..
" هل اشترت أمي طفلة صغيرة من السوبر ماركت ؟
" هل هي جميلة ؟ "
" هل ستلعب معنا ؟ "
" هل ستنام مع أمي ؟ أنا أيضا سأنم معها ! "
" هل أصابعها صغيرة مثل غيداء ؟ "
و الكثير من الأسئلة و طرح الاقتراحات من اجل الصغيرة رائدة !
و بدخول رائدة على حياتنا محمولة بين يدا عمي تقافزا كلا من هادي و فادي و حامد و حتى غيداء فهي تعي قليل مما حولها..
متلهفين للنظر إليها و حملها..
أصبح البيت بعدها مسرحا للعب و اللهو و مصدرا للإزعاج بوجود الطفلة الجديدة رائدة..
و الشجار الدائم على من يحمل الصغيرة !
" أمي لم احملها , ضعيها هنا ! "
" كل أنا من سيحملها ! "
" بل أنا "
ليبدأ البكاء في كل مرة يتنازع الجميع على حملها حامد و هادي و فادي..
في الأيام جاء كريم و معه ثامر..
قال كريم يحدث سلمى
" أصرا على آن يأتي و بعد إلحاحا منه على مرافقتي أخذته معي.. أردا آن يجلس مع الجميلة "
قال كلمته الأخيرة و هو ينظر نحوي لأخفض بصري إلى الأسفل إلى ابعد نقطة ..
قالت سلمى و هي تحمل ابنتها
" لكن الجميلة لا تكف عن البكاء "
قال ثامر قاطع كلام سلمى و بعفويه
" لا اقصد رائدة بل غيداء "
وتابع
" شقيقة رنا "
قالت سلمى بحنق
" يا لك من آخ "
تدخل كريم
" آريتي لا يكف عن إلحاحه على رأيت غيداء "
ثم تابع بسخرية
" شقيقة رنا "
في كل كلمه كان بنظر إلى ناحيتي, و أنا اخفض بصري أكثر و أكثر..
هنا شعرت بأنه رقبتي ستكسر من طأطأته بسبب كريم و تعليقاته الساخرة..
" ثامر انتبه على الجميلة "
قال ثامر مبتسما
" الجميلة.. لا عليك سأبقى حارسا لها "
ضحكت من كلام ثامر ثم قلت
" فتى مشاكس "
وجه كلامه إلي ما أطرني إلى رفع راسي
" أين هي ؟ "
قلت
" من ؟ "
قال كريم غامز بأحد عينيه و الابتسامة تشع من وجنتيه
" يقصد الجميلة ! "
توقف نبضي و الهواء عن الاندفاع إلى داخل رئتاي و وجهي زاد اشتعاله ما بين غضب و خجل حتى بدا كلامي مبعثرا و معلثم
" ا .. إنها .. الآن .. هي.. نائمة.. "
" سأفتح الباب بهدوء.. لن اصدر صوت "
و اختفى من أمامي كما اختفى كريم..
خلال هذه الفترة أي منذ أنجبت سلمى صغيرتها كانت يتردد على البيت أناس كثيرون بعضهم من أقاربنا و آخرين أقارب إلى زوجة عمي سلمى و أصدقائها واحدة فقط لم ارتح لها, فلم أرى في حياتي أمراء مثلها نفاقا وعجرفة و غرورا ابغض ما رأيت في حياتي و ما سأرى تقابلكم بضحكه رنانة خلفه الكثير من الكذب و الزيف !
و في كثير من الأوقات اسمعها تتحدث عن عنا مع سلمى ..
و في إحدى المرات, الأمر تعد الحديث العابر بل تطرق إلى وجودنا في بيت عمي و احتلالنا البيت و ابعدا عائلتها تقصد بذالك سلمى و خصوص وجودي أنا يمنع كريم من اخذ حريته في البيت..
في بعض الأحيان رد سلمى يطمئن و في أحيانا أخرى لا يدعو إلى الاطمئنان أو النوم الهادئ..
و اكتشفت السبب لاحقا..
المدعوة فائزة تهيم حب بي كريم و تسعى إلى الزواج منه..
كلامها ينشر السم في الجسم و يصعب القضاء عليه
تنظر لي بتعالي, قالت فائزة
" أهلا بك رنا, لماذا لا تجلسين معنا , أو أنت من الأشخاص الذي يبغضون الجلوس مع الآخرين ؟ "
إذا تعلن الحرب ,
تريد إن تظهرني ابغض الآخرين و لا أحب أحدا و إمام زوجة عمي..
قلت بغضب مكبوت
" أبدا.. لا ابغض الآخرين.. فقط اختار الذين اجلس معهم "
و تعددت المواقف بيني و بينها فهي تتعمد إذلالي و بطريقه هادئة و بابتسامه خبيثة تعتلي وجهها..
حتى زرعت أول خلاف بيني و بين زوجة عمي و لولا طيبت سلمى لتفاقم الوضع إلى الحد الذي لا يمكن السيطرة عليه..
في يوم ما جاءت لزيارته كما هي معتادة إذا كان عمي غائب عن البيت جاءت سلمى طارقة بابي
تكلمت سلمى بدون أي مقدمات
" فائزة تشعر بالخجل من مجيئه لأنها تشعر بأنكِ لا ترغبين في رويتها.."
قلت بعدم اهتمام
" و ما شأني بها "
قالت سلمى بعصبية
" أنها صديقتي المقربة و من عدة سنوات إما أنتي .. "
لم تكمل بدت مترددة و متعلثمه
أكملت بدلا عنها
" لا نعني لكي شيء .. و نعيق حريتك "
ندمت على قولي و ما فائدة الندم
قالت غاضبة
" لم أتوقع جواب كهذا اقلها الاحترام لاستضافتي لكم في بيتي "
لم أرد آن أشعل فتيل الشجار و لم اجب بغير
" اعلم ذالك .. سامحيني على إغفالي الآمر "
خرجت من غرفتي دون آن تهتم لقولي وذلك بسبب الخبيثة زياراتها إلى سلمى قد زادة و أصبحت تلازمها كالظل..
كانت هناك يوما حيث كنا..
اليوم و حيث كان الأمس و إلى بقايا ذكره جرداء من الماضي..
طرق الباب طرق سريع ليفتح بعدها ويظهر من خلفه ابن عمي حامد مندفع إلى الداخل ويقترب مني قبل آن أعي ماذا يحدث
امسك يداي و حثني على المشي بسرعة إلى حيث كان الجميع مجتمع وقفت مكاني و أجيل ببصري من عمي الجالس على المقعد و بارتياح و زوجة عمي سلمى و التأثر ظاهر على وجهها و حتى التوأمين و الصغير
الحبيبة ذو العام و النصف متعلقة بقدم رهف ..
إما رهف..
رهف تمسك بقرص الهاتف و تتحدث باكيه و شيئا من الفرح يتخلل بكاها
" نعم.. أكملت دراستي.. بقي عام واحد "
" و أنت سعيدة ! "
" اشتقت لكي وئام ! "
!
!
قلت بصوت عالي
" وئام !!!! "
" شقيقتي وئام !! "
بعده لم انتظر أجابه من احد أسرعت نحوى الهاتف و أمسكت بقرص الهاتف ما بين أصابع رهف وهي تحاول إمساكه لتكمل كلامه
" ها هي رن.. "
لم تكلم لان القرص الهاتف أصبح بيدي و يلامس إذني محاولة اخترقه
حتى استطيع السماع جيدا..
" وئام "
" رنا أهذه أنت رنا "
قلت و أنا أوشك على البكاء من فرط فرحي و سعادتي لسماعي صوت أختي بعد عاما و النصف
" و من ستكون غيري ! "
أمطرتني بوابل من الأسئلة و أنا أجيب
" ا انتم سعداء في بيت عمي "
" كيف هم "
" اشعر بالشوق لرويتكم "
" لما لم تتصلي من قبل ؟ كيف تنتظرين عام ونص حتى تفكري بذالك ! "
قالت بحزن
" كنا خارج المدينة طوال هذه المدة و لم نعد إلى من شهرين , و رقم هاتف بيت عمي لا اعرفه ! "
قلت مستفهمة
" كيف حصلتي عليه "
قالت موضحه
" من عمي "
قالت و أنا ارفع بصري نحو عمي الجالس حيث كان
" من ؟ "
قالت
" عمي سالم , جاء منذ عدة أشهر إلى بيت أم باسم و أعطاهم رقم
الهاتف "
" لكني جربت الاتصال و لم يرد احد "
" كانت مصادفه توافقت حضورهم و كم فرحت لذالك "
أرت الاطمئنان عليها, قلت
" وئام كيف آنت و.. و باسم "
بدا صوته يشوبه الحزن
" رنا .. هل سامحتني حقا ؟
لم تجب على سؤالي بل سألتني
قلت بحيرة
" على ماذا ؟ "
قالت بضياع
" على خذلاني.. على كل شيء "
" الآمر انتهي .. آنت سعيدة ؟ "
هنا لم تجب بل قالت
" خفت آن يكون مصيري كمصير آمي ؟ "
قلت بهلع
" ماذا حدث ؟ "
لمحت الجميع ينظر نحوي باهتمام
قالت بندم صادق
" لم يحدث حمل إلى الآن.. اهو عقابا على ما فعلت ! "
ماذا أجيبها . اخبروني انتم ماذا ؟ أواسيها بتجربة عشنا مرارتها..
معنا وتجربة خوف عشاها ولدنا قبل آن نولد..
" لا تيأسي , رحمة الله واسعة على عبادة , لا تقلقي نفسك بما لا يدا لكي في تغيره "
أغلقت الهاتف و حالي متعلق بصوت وئام حيث للحظات الماضي بقت محفورة في بيتنا القديم..
اقتربت بجانب عمي سالم لأنحني إمامه مقبلة جبينه بشكر و امتننا
" لن أنسى معروفك ما حييت "
مجتمعينا حول مائدة الطعام نتناول العشاء هذه أول مرة نكون جميعا دون تكليف في أكثر الزيارات لكريم نغلق بابا المطبخ أنا ورهف و لا نخرج حتى يغادر هذه المرء إصر هو على بقاء و تحت إلحاح ثامر بقينا
و اعتراض عمي في أول الآمر في النهاية استسلم و قبل أن نجلس معهم جميعا..
لم ا آكل الكثير اشعر بنظراته موجها ناحيتي
" سأخبركم أمرا ! "
التفت الجميع إليه,
" لقد حصلت على فرصة عمل ممتازة "
قلت سلمى و هي تطبق على يد كريم
" خبر يستحق هذا العشاء "
قال عمي
" و عملك الحالي "
قال
" استقلت "
قال ثامر
" و هناك خبر آخر, لم يخبرك عنه "
قالت سلمى
" لا تقل قررت الزواج "
ضحكاته جلجلت المكان حتى ضحك معه الجميع
قال
" كنت أتمنى ذالك "
قالت سلمى متلهفة
" هي تكلم أثرة فضولي "
" سأعمل خارج البلاد .. و سأنتقل إلى هناك "
أطلق الخبر و عم السكون بعدها حتى من أصوات الملاعق المرتطمة بالإطباق..
أخفضت الشوكة من يدي و الصدمة ظهرت جليه على وجهي..
يسافر يالا السخرية هل هزأت بنفسي آن تصورت ...
تصورتي ماذا رنا .. ماذا تخيل عقلك المجنون !
هناك دمعه وحيدة توشك على السقوط..
تكلمت سلمى بعد صمت
" فاجأتني , و ثامر ؟ "
" سيكون معي سجلته في المدرسة الإعدادية قريبه من البيت الذي استأجرته "
عمي بهدوء المعتاد, قال
" اتخذت قرارك إذا, يوفقك الله "
ثم نهضت يصافح كريم و ثامر أيضا..
اضطررت إلى البقاء حتى لا يشعر احد بما يشتعل في داخلي و تمنيت خروجهم سريعا لدي رغبه شديدة في البكاء..
بكيت تلك الليلة كما لم ابكي من قبل,
بكيت حظي العاثر و على أحلامي التي بنيت خلال قرابة العامين و تهدمت في لحظة واحدة..
بكيت كما لم ابكي يوم فقدت أبي ..
بكيت أكثر من يوم بقينا بدون أماً تضمنا إلى صدرها بحنان..
الليلة فقط تذكرت بيتنا و غرفتي و سريري و سادتي القديمة و ما تحمله من دموع لم تجف بعد ,
كم أتمنى العود حيث ما كنا و لم أرى يوما كريم !!
بعد يومان جاء كريم عل غير موعد و فتحت الباب بنفسي..
و تمنيت لو بقيت في غرفتي وان لا أقف إمامه الآن..
استدرت سريعا, فانه لا أريد رواية وجهه و ابتسامته ثانيتا..
" رنا "
أكملت طريقي غير عاباه بنداء ودخلت المطبخ و أغلقت الباب خلفي سلمى كانت تتطعم ابنتها رائدة..
قالت و هي تنظر إلى الباب المغلق
" لما أغلقت الباب ؟ "
" أخاك هنا "
" من ثامر؟ "
" كلا الآخر "
قالت و إحدى حاجبيه مرفوع بتعجب
" كريم ! "
ووضعت ابنتها على الأرض و خرجت من المطبخ و سمعت صوت كريم يتكلم معها..
بعد دقائق سمعت صوت الباب يفتح و توقعت آن تكون سلمى ..
كان كريم..
دخل وجعل الباب نصف مفتوحا و تقدم بالتجاء الطاولة الصغيرة الموضوعة في وسط المطبخ..
وقفت بسرعة و في نيتي الخروج من أي مكان يكون هو فيه..
تكلم بسرعة و بصوت خافت
" رنا .. لا تهربي .. جئت لأتكلم معك لأوقت لدي"
قلت بحنق
" لا أريد التكلم معك "
قال
" دقائق لا تضرك في شيء أرجوكِ "
لم يستطع قول أكثر من خمس كلمات فصوت سير احدهم يقترب من الباب..
بصوته الهامس و غمازتيه الاثنتين, قال
" انتظريني رنا.. حتى أعود .. فقط انتظريني "
بعدها فتح باب المطبخ و التفت بخوف إلى الواقف خلفه..
[FONT='Times New Roman','serif']~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~[/font]
وي حسبت بيروح عنها
بس الحمد لله انه يحبها
والله يوفقههم يارب ياكريم
تسلمي يالغاليه
دمتي لنا
الجزء الحادي عشر
عواصف هوجاء مندفعة محطمة كل شيء..
الآمل.. عندما يصبو بخيبة..
الشوق.. عندما يحن للمحب..
الحب.. عندما يسقى كروي العطشان..
و اخيرا000000
الموت.. عندما يأخذ من نهيم بهم حبا و شغفا..
و هنا تبدءا أولى العواصف..
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
بعد إعلان كريم رحيله إلى مدينة أخرى للعمل و اصطحاب ثامر معه..
الوحشة اكتنفت على حياتي و سارت على عكس ما بدا إنها ستبدى..
فلم أكن أنا ضمن مخططة الذي رسمه له و إلى شقيقة الأصغر ثامر..
و إني آمرا مؤجل إلى حين و من كلامه آخر مرة التقينا فيه و ما جنا على هذا اللقاء من موقف لا احسد عليه آبدا..
بعد يومان من الليلة التي اخبرنا فيها قراره بالانتقال جاء كريم فجاءه و أنا من فتح له الباب..
لم استطع الوقوف و النظر إليه .. يومان عشت فيهم الألم الذي كان يسيطر على حياتي قبل أن ائتي إلى بيت عمي..
شعرت خلالهم بأن الحياة قد أقفلت أبوابها في وجهي مرة أخرى..
لأستدير مسرعه إلى أي مكان المهم أن لا يكون كريم فيه..
حاول التحدث معي لكني لم أداع الفرصة له سوى النطق باسمي !
"رنا ! "
و رغم نداء لم يمنع قدمي من الاستمرار في المشي قدماً..
و لم أجد مكانا افر إليه غير باب المطبخ المفتوح و كانت سلمى مع ابنتها رائدة تلتهم الطعام.. دخلت مسرعه و أغلقت الباب خلفي..
رفعت سلمى رأسها تسال
" ما بالك تلهثين و كأنك في حلبة سباق "
" أخاك هنا "
" من ثامر؟ "
قلت و أنا أغمض عيني بغضب مكبوت
" كلا الآخر "
" كريم "
قالت و هي تنظر إلى الباب المغلق
" لما أغلقت الباب "
" لم أكن ارتدي الحجاب جيداً "
قلت كاذبة و أنا اعدل حجابي على راسي
وضعت ابنتها على الأرض و خرجت من المطبخ ليصلني صوتهم حيث أنا أموت حزن و ألاما..
بعد دقائق خفضت الأصوات بحيث لم اسمع شيئاً فسمعت صوت الباب يفتح و توقعت آن تكون سلمى..
لكنه كان كريم..
دخل وجعل الباب نصف مفتوحا و تقدم بالتجاء الطاولة الصغيرة الموضوعة في وسط المطبخ..
وقفت بسرعة و في نيتي الخروج من أي مكان يكون هو فيه..
تكلم بسرعة و بصوت خافت
" رنا .. لا تهربي .. جئت لأتكلم معك لأوقت لدي"
قلت بحنق
" لا أريد التكلم معك "
قال برجاء
" دقائق لا تضرك في شيء أرجوكِ "
قال وهو يقترب أكثر و أكثر و لا يفصلني عنه سوى عدة بوصات
" رنا "
لم يستطع قول أكثر من خمس كلمات فصوت سير احدهم يقترب من الباب قد عجل من الآمر..
بل كان الباب يفتح معلنا عن القادم..
بصوته الهامس و غماز تيه الاثنتين, قال
" انتظريني رنا.. حتى أعود .. فقط انتظريني "
لم يتسنى لي الوقت لي للفرح أو الحزن على طلبه بان انتظره !
لأنه بعدها فتح باب المطبخ و تجمدت معها أنفاسي عندما لمحت وجهه عمي يشرف على الداخل..
و التفت بخوف إلى كريم ثم إلى وجه عمي و لم استطع رفع عيني و النظر إلى تلك العينين التي تتقدا شرا..
أي مواقف لا احسد عليه و بسببك أنت ... كريم ...
من شدة خوفي لا استطيع وصف الكثير مما رايته في وجه عمي..
فصوت عمي خرجا مرتديا الجد و الصرامة, و مكبلا بثبات أعادا تدفق الدماء إلى وجهي المبيض خوفا و رهبه..
صوت عمي و بكلمتين تلفظ بهما اقشعرا جسدي اجمع من الخجل و الخوف..
" الآن تذهبي !!"
و حيث كان واقفا مد يده إلى الباب ليفتح المتبقي منه مادا يده بطولها إلى الخارج و بحركة من رأسه لم تدعي لي أي مجال للانتظار أكثر..
و هربت من الشرار المندفع من عمي ,لا اعرف ماذا قادني إلى غرفة رهف حيث كان الصغار يلعبون, غيداء و التوأمين فادي و هادي.. رفع الثلاثة رؤؤسهم و على وجوههم الصغيرة الدهشة.. تقدمت منهم مسرعه, حملت الصغيرة غيداء و احتضنتها بكل قوة, احمد الله حتى غيداء شعرت بخوفي فقد ضمتني بحنان, لكنها تراجعت بعدها تريد إكمال لعبها..
أبقيت نفسي حبيسة مع الصغار لكن عقلي يكاد ينفجر من الغضب من كريم لما وضعني فيه من إحراج, عمي الآن ؟
سؤال غبي.. ماذا سيقول؟؟ بل ماذا سيفعل ؟؟
بعد ساعة رجعت رهف من المدرسة هي أيضا تعجبت لوجودي في غرفتها !
لم يتسنى لها طرح أي سؤال كعادتها لأني عمي جاء أخيرا و بنفسه و وجهه لا يطمئنا خيرا..
قال موجها كلامه إلى رهف
" رهف اخرجي قليلا !! "
قالت ببلاهة
" أنا ؟؟ "
قال عمي ببغض
" بطبع أنتي ! "
بعد خروج رهف و التوأمين أيضا وجها كلامه مباشر و بدون أي مقدمات تذكر..
فصوت عمي المزمجر و مع كل كلمة تخرج مهددة.. أفزعت أصغر عرق في جسدي يسير فيه الدم..
" لا أريد ما حدث اليوم أن يتكرر! "
قلت متلعثمة و مرتبكة
" لكن.. أنا.. لم.. "
قال بغضب
" لا أريد نقاشاً "
قلت في محاوله يائسة لتكلم
" لم يحدث ما.. "
صرخ مزمجرا و بكل قسوة
" قلت لا نقاش في هذا الآمر.. و لا أريد فتح الموضوع مجددا "
الجم لساني مع جبروت عمي و تعنته..
فيكفيني ما ذقته من مرارة..
أي جريمة فادحة قد ارتكبتها لأصبح كالمذنب الذي لا يغتفر له..
بسببك يا كريم بني أول حاجز بيني و بين عمي و أنا من وقع في شركه
عمي سالم أصبح شديد العصبية و الغضب و خصوصا عند رؤيتي بعدها تجنبت البقاء معهم قدر الإمكان..
لم اعد أتحمل الوضع فعمي أولا و زوجته سلمى ثانيا, فزيارة و احده من الخبيثة فائزة تقلب الأمور من الأعلى إلى الأسفل و تصبح حياتي بعدها تكون فيها فائزة في ضيافة زوجة عمي, و أنا متأكدة آن الهدف من
زيارتها إلى سلمى هو إغضابي و تفجير آخر خيطا من صبري و هذا ما حدث في خر مرة رايتها فيها ,
فهيا و في أكثر الزيارات تأتي لتبدأ التلميح المباشر عن ما كان بينها أو ما تحلم بهي نحو كريم و الانتهاء به أيضا, فخرجت الكلمات مني مندفعة فقط لجعل الخبيثة تموت غيظا..
استغليت غياب سلمى فقلت إلى فائزة و أنا أتنهد بوله
" أتمنى آن يعود كريم سريعا ليتم ما اتفقنا علية "
لو وصفة لكم وجه فائزة حينها لجف الحبر قبل آن يكتب أي كلمة, فقد علا وجهها الجمود و انقلب لونها إلى الأحمر الداكن و قارب وجهها على الانفجار لكثر ما ابتلعت من هواء في جوفها دونا إخراجه..
هكذا رددت الصاع صاعين وضربتها في الصميم, فلم أعد احتمل تلميحاتها و لا غرورها و تبجحها لمعرفتها العميقة بكريم !
هانا أعلنت الحرب و أوقت النار مشتعلة..
لان كريم لي, لي وحدي أو لا لأحد..
بعد تعليقي تركت فائزة تشتعل غضبا وحدها و لا أخفيكم من شدة احمرار وجهها شعرت بان شعر رأسها سيقف منتصبا من الغضب..
لم يدم انتصاري طويلا فزوجة عمي جاءت لي غاضبه بدورها لأن الخبيثة فائزة لم تنتظر وقتا لبث الكذب و الزور و إضافة الكثير على ما قلته لها, و الله اعلم أي كلام قد إضافته من جعبتها الحاقدة..
تجنبت نظراتهم جميعا و حتى أبنى عمي الأكبر حامد أره بين حينا و آخر ينظر إلي مفكرا, هو أيضا يفهم ما حولها على الرغم الصمت الدائم الذي قدر له .. و إلحاح رهف المستمر لمعرف ما يحدث و لما كان يصرخ و
بصوت عالي في ذالك اليوم و في غرفتها و علي أنا بذات..
" رهف ليس لدي رغبة في الشرح و التوضيح "
رهف, قالت
" لأريد شرحاً فقط أشركيني في همك الذي يضيق بك و يجعلك تبكينا طوال الليل !! "
قلت و الدموع تنسكب على وجهي بدون توقف
" أنا كما الغريق مستند على قشه, ألن تبتسم الدنيا في وجهي, ألن أعيش مثل الآخرين ويكون لي من يطبطبا على كتفي عندما احزن و أتألم, اخبريني رهف أأبدو نحسا أطارد بهي نفس.. !! "
قالت رهف بحنان
" و أين ذهبت أنا ! "
قالت و أنا أحرك راسي و انتحب و ابكي كالفاقد في أول يوم له بدون حبيبة
" اقصد رجلا رهف رجلاً لي وحدي, رجلاً يحميني, رجلاً يضمني بشوق, رجلاً اشعر معه كأني ملكت الدنيا بأسرها ! "
قالت رهف باكية بحزن
" رنا.. أنا معك لا تعتبريني طفلة صغيرة تحب آن تلهو مع الصغار.. استطيع الاستماع إلى أختي ألكبره و ضمها إلى صدري كما تفعل هي تماما.. "
لم يدم الآمر طويلا لان رنا تعلقت بذراعي رهف و كل منهم تحتضن الأخرى بحب و حنان و خوف مما حدث و سيحدث..
*
*
بعد مرور تسعة أشهر و في ليلة رافقها القمر بدرا و هبات من الهواء تدخل خفية من تحت الباب جاء عمي سالم و هو مبتسم و يخرج من خلف يده شيئا ما لوحا به في وجه سلمى
" ماذا لديك ؟؟ "
" أنها رسالة من أخيك كريم "
سلمى, قالت
" رسالة ! ماذا جاء فيها "
قال عمي و هو يعطيها الرسالة
" لم افتحها فهي تخصك, أما أنا فقد أرسل لي أخرى "
أخذت الرسالة منه و بعد آن فتحتها وقرأتها صامته كانت تبتسم من حينا إلى أخر و الفرح و السرور ينبعث من وجهها..
شعرت بلهفة لمعرفة فحو الرسالة,
بعدها تقدم حامد إلى أمه يشير إليها أن تقراها الرسالة بصوت عالي..
" تريدا آن اقرأها "
أشار برأسه بالإيجاب
" حسناً "
بعضاً ما جاء فيها..
,,,,,,,,,,,
تحية من القلب من ارض الغرباء إلى القلوب المحبة و الوجوه الحسنة وكلي شوقا لرؤيتكم..
نحن بكامل الصحة و العافية ينقصنا و جودنا معكم..
و عملي الجديد جيدا جدا, و مستقراً فيه..
أما عن ثامر يسألكم كيف حال الجميلة, ويرسل قبلاته لها وحدها..
و أنا أيضا ارغب جدا في رؤية الجميلة..
و لدي مفاجئة لكم, يمكن أن تحدث في أي لحظة..
و في النهاية أودعكم السلامة..
كريم..
فقط انتظريني
,,,,,,,,,,,
انتظريني, هل قال انتظرني
يكرر طلبه دائما بان انتظره, يقصدني أنا بكل تأكيد حاولت تمالك نفسي و آن لا يظهر على و وجهي الانفعال و الفرح لسماعي ما كتب في رسالته..
علق عمي على الرسالة وهو ينظر نحوي ليشيحا بنظره سريعا
" تبدو كما لو إنها رسالة حب, لا رسالة من أخ إلى شقيقته "
سلمى طوت الرسالة و دمعه معلقة على أهدابها من شدة فرحها
" الغربة من تفعل ذالك, سالم هل تغار من أخي ؟ "
قال عمي و هو ينظر إلي للحظة
" الغربة, أو أشياء آخر ! "
و من تكلم عن الغيرة "
لم تعلق سلمى فقط اكتفت بنظره إلى عمي..
بعدها بربع ساعة..
دق جرس الباب, نهض حامد لفتحه, و لحقه التوأمين..
ليصرخ إحدى التوأمين
" ثامر "
نهض الجميع للمفاجئة السارة, و لأكنها لم تكتمل لأنه جاء و حدة..
و ما آن دخل حتى أمطرته سلمى بالقبل و بعشرات الأسئلة
" أوه.. ثامر.. عزيزي "
" هل آنت بخير ؟ و كيف حال كريم ؟ لما لم يأتي معك ؟؟ "
" هل تأكلون جيدا ؟ هل انتم مرتاحون ؟ "
تدخل عمي قائلا
" سلمى ! على أين من أسئلتك يجب آن يجيب ! يكاد يختنق بين يديك أبعديه قليلا ! "
قالت سلمى بحزن
" لا تلمني يا سالم فهما أخواي الوحيدان و بعيدين عني و وحدهما, آلا
تريدني آن اقلق ! "
قال موجها كلامه إلى ثامر
"هيا ثامر اجبها, و إلا لن تفك اسر يدك إلى يوم غد "
ضحك ثامر مظهرا أسنانه البيضاء
" لكني أريد يدي ! "
قالت سلمى بإصرار
" لن ادعها حتى تجيبني ! "
قال ثامر مستسلما
" نحن بخير "
حركة سلمى رأسها معترضة
" فقط ! "
عمي سالم لم يتمالك نفسها لينفجر ضاحكا من أعماق قلبه لتنفرج أساريره
"هههههههههههه , سلمى
ثامر تحدث معها مفصلا و أنت أوجزت الحديثة كله بكلمتين , نحن بخير "
قالت سلمى
" سالم ما بك هذه الليلة ؟ ! "
نعم عمي يبدو على غير عادته , أكثر ارتياح و أكثر مرحاً.. هل الرسالة التي أرسلها كريم إلى عمي هي السبب ؟؟ فل ننتظر و نرى !!
قال عمي
" فقط تذكرت آمرا, سأدعكم فقد تأخر الوقت, ثامر أهلا بك بيننا "
" ثامر لم تجبني ! "
قال متململاً
" قلت لكي نحن بخير "
قالت سلمى باعتراض
" قلت ذالك مسبقا , غير ذالك "
ثامر قال مفكراً
" اممممم كريم يرسل تحياته و خصوصا إلى الجميلة "
نبض قلبي نبض شوق لروايته يا ليته عاد مع ثامر و ينهي عذابي..
" كيف أتيت وحدك كل هذه المسافة ؟ "
قال ثامر وهو يمط شفتيه
" و هل تريني طفلا صغيرا يظل الطريق ! "
قالت سلمى و هي تطبع قبلة على خده
" ستظل في نظري صغيرا حتى لو كبرت "
قال
" أوصلني صديقا لكريم "
قالت مستفسرة
" و لما لم يأتي هو بنفسه !! "
" الشركة التي يعمل فيها رفضت أعطاه أجازه و هو لم يكمل العام على العمل معهم "
" و أنت ! "
" في عطلة صيفية و سأبقى بطولها هنا معكم "
قالت سلمى فرحة
" هذا يسعدني, لكن تمنيت عودة كريم فانا مشتاقة إليه كثيرا "
حتى أنا تمنيت و ليت الأمنيات بيدي..
*
*
مرت العطلة الصيفية سريعا و ثامر أضاف على البيت مرحا و بهجة و لم نشعر بمرورها السريع..
عمى سالم هدئا قليلا من ناحيتي, و عادة كما كان قبلا حتى لو بقى بعض الجفاء..
و في إحدى الأيام قررنا القيام برحلة بحرية قبل بدا الدراسة و قبل رحيل ثامر مجددا, خرجنا منذ الصباح الباكر و لم نعد إلا في فجر اليوم التالي..
و كان يوماً لا ينسى فقد سعدا بهي الجميع..
و عند عودتنا الجميع كان غارقا في النوم متعبون من كثر اللعب عدا عمي الذي كان يقود السيارة و سلمى و أنا بطبع كنت اغو من حين إلى آخر..
عند وصولنا إلى البيت و في وسط الظلام وعلى أعلى العتبات و نور القمر تبينا ظل احدهم مستندا بجانب الحائط و يغط في النوم..
توقعتم من يكون هذا الجسد العريض و الوجه المبتسم حتى وهو نائم
( اشعر بالشفقة عليه لما سيحدث له مستقبلا.. ترانيم )
توقعتم من يكون صاحب الغامزتين الساحرتين؟؟
انه المغترب في ارض الغرباء..
انه كريم !!
قال ثامر و هو يتثاءب
" انه كريم ! "
اقتربت سلمى من أخيها, قالت
" كريم انهض "
فتح عينيه ببط حتى تقينا من الواقف أمامه..
حركه أصابعه بين خصلات شعره
" جئتم, انتظرتكم طويلا "
لن اصف لكم الاستقبال و الترحيب و البكاء من سلمى لعودة كريم لأني حاولت جاهدة إخفاء الدموع من عيني فلم افلح ..
اقترب عمي محييا
" لم أتوقع عودتك ! منذ متى أنت هنا ؟ "
قال بتعب
" منذ الصباح و أنا قابع مكاني حتى تيبست عظامي "
قالت سلمى مشفقة
" أخي المسكين, ادخل حتى لا تصاب بزكام "
تقدم الجميع إلى الداخل و آن حاول كريم التخلف عنهم قليلاً التقت نظراتنا و ببسمة أخاذة قال هامساً
" اشتقت لكي "
طأطأت راسي بخجل ونبضات قلبي تتراقص بفرح..
بعد نصف ساعة..
كريم على إحدى المقاعد الكبيرة و بجانبه سلمى و عمي في مقعدا منفرد طبعا لم إجراء على الجلوس معهم خوفا من غضب عمي.. و لجت إلى النوم فهو السبيل الوحيد للبقاء مع الأحلام..
......
مرا عام كامل على رؤيتي رنا و في ليلتا قمرية جاء قمري حاملا البراءة و البسمة الخجولة .. كنت راغب جد في العودة إلى مدينتي الحبيبة و رأيت من أحب و لكن لم تمنحني الشركة التي اعمل فيع أي عطلة و تحملت الوحدة بدون أخي ثامر ثلاثة أشهر متتالية , أكملت العام على استلامي الو ضيفة لاستغلها و بدون تهاون و عند وصلي أفوجئ بخلو البيت و من أي احد لانتظر اليوم بطوله عند عتبت الباب.. و لم يهرب القمر و إلا قمري قد ظهر..
خمسة أيام هي كل ما لدي مرا منه ثلاثة و بقي يوم ونصف بالتحديد..
خلالها اتخذت قراري المؤجل...
" سلمى متى يعود سالم ؟؟ "
" الثامنة مساءً "
" حسناً "
اقبل الليل ببطء و انتظاري لسالم كطفل صغير وعد بلعبة جديدة في آخر الليل..الساعة التاسعة كنا مجتمعياً على مائدة الطعام
" سالم .. هلا أعطيتني بعض من وقتك لدي موضوعا أحادثك فيه "
قالت سلمى و هي تجمع الأطباق من على المائدة
" سأدعكم لوحدكم ! "
أمسكت سلمى من ذراعها
" ابقي, الموضوع يخصني, و الأفضل آن تستمعي لما سأقوله "
سالم, قال
" تكلم ! "
قلت
" ليس على المائدة ! "
تدخلت سلمى
" الأمر خطير إلى هذه الدرجة !! "
قلت
" لا تتعجلي "
نهضنا ثلاثتنا و ذهبنا إلى غرفة الضيوف, جلست سلمى على الكرسي الكبير و سالم معها إما أنا اتخذت المقعد المنفرد حتى لا شعر بالتوتر
" ها نحن جلسنا قل ما لديك "
استجمعت أشتات نفسي المبعثرة هنا و هناك ثم قلت
" سالم لان أزين الكلام, لأظهر نفسي مختلفا, فأنت تعرفني جيدا "
سالم و سلمى ينتظرا آن أكمل دون أن يصدر عن ملامحهم أي تغيير
تابعت
" بودي.. اقصد أن أتقدم لخطبت ابنة أخيك رنا "
هتفت سلمى
" خبر مفرح لسوفا..
قاطعتها
" لا تتعجلي, لم انتهي بعد "
قال سالم
" دعينا نستمع لها, ثم افعلي ما يحلو لكي "
أكملت
" كنت راغبا في المر و منذ التقيت بها أول مرة لكن انتم اعلم بظروفي كيف كانت و أين اسكن لا املك سوى بيت صغير جدا و لا يكفي لتكوين عائلة و مع وجود أخي الوحيد صعب الآمر و هذا ما جعلني ابحث عن
فرصة عمل أفضل و في مكان بعيد "
قالت سلمى مستفهمة
" و ما المشكلة هذا لا يعيبك "
قال سالم مستاء
" سلمى لا تتسرعي , فهمت ما تعني, المطلوب "
قالت
" لدي يوم واحد لمعرفة الرد بعدها سأعود إلى وظيفتي "
قالت سلمى مستنكرة
" إلى الآن لم افهم ما المشكلة ؟ "
قلت أخيرا
" ستكون مجرد خطبة إلى آن يقدر لي الله العودة "
لذا الجميع بالصمت و أول من ابتدأ بالكلام كان سالم
" كريم لطالما اعتبرتك مثل أخي تماما, لكن الأمر ليس بيدي القرار بيد رنا لأنه مصيرها و هي من تقرر "
,,,,,,,,,,,,
بعد عام..
ثلاث سنوات و نحن نعيش في بيت عمي..
كبرت غيداء خلالها و قريبا ستكمل الرابع من عمرها..
أما رهف في السنة النهائية في المدرسة الثانوية..
و سأخبركم إحدى أمورها..
في خلال أيام الدراسة و بعد عودتها من المدرسة مباشرة جاءت رهف إلى غرفتي و على وجهها المئات من المشاعر المختلفة خجل, توتر, اضطراب و غيرها..
و كالعادة لاذت بالصمت, و كما هو متعارف أنا من سيسحب الكلام سحبا
" رهف.. اخرجي ما في جعبتك "
قالت رهف خجلة
" أنا ماذا سأقول ! "
قلت موضحة
" أعرفك جيدا عندما يمتلئ عقلك بكلام تحاولين التكلم فيه "
قالت
" أنا !! "
قلت مصرة
" نعم آنت, هل يوجد احد سواكي معي الآن ؟ أم أتحدث إلى نفسي ؟ "
لم تتكلم اختلج في وجهها مشاعر مختلفة
قلت بإلحاح
" رهف استمع إليك "
قالت متلعثمة و حمرة الخجل اعتلت خدها
" صديقتي.. نهى.. أخبرتني.. اقصد.. تكلمت مــ "
كنت مستلقية على السرير و مع كلماتها المتقطعة رفعت رأسي لا نصت جيدا لما تقول..
" نهى ؟ مشكلة بينكم ! "
" لا "
" إذا "
قالت على استحياه
" ترغب بان.. اقصد.. إن أخاها سيتقدم لخطبتي "
لذت بالصمت صمت فجر الينبوع من ذكريات ضلت خامدة و لفترة طويلة..
مضى كل شيء بسرعة الخطبة و حتى الإعداد إلى الزواج المقرر الاحتفال به بمجرد انتهاء الاختبارات النهائية..
بدت رهف في ليلتها أجمل ما تكون زهرة في الثامنة عشر تتفتح على الحياة الجديدة بفرح و سعادة..
و من المفاجئات السارة ليكتمل الفرح في تلك الليلة هو حضور أختي العزيزة وئام و بطنها المنتفخ..
" لم أرد آن أفوت هذه المناسبة "
" تحملتي مشقت السفر و بطنك منتفخ هكذا "
قالت وئام بحنان
" انتم كل ما لدي في الدنيا رنا "
و كادا أن ينقلب الاحتفال إلى مناحة عندما احتضنت وئام رهف و كلا منهم تبكي لرؤية الأخرى..
و الحمد لله عدة الليلة على خير..
ليلتها جلسنا أنا و وئام نتذكر أيامنا الماضية و دموع الفرح تنسكب من حينا إلى آخر ..
( آه آه ذكريات الطفولة و الصبا لا يمكن آن تنسى )
" و كيف هو هذا الكريم ؟ اهو وسيم "
قلت على استحياه
" انه يأسر قلبي , و ازداد شوقا يوما بعد يوم ليته يعود ليستقر هنا ! "
قالت وئام
" تذكرت "
فتحت حقيبتها و أخرجت منها كيس صغير مدته ناحيتي
ثم قالت
" إعطاني إياها عمي قبل دخولي هنا, إنها لك "
ثم قربت الكيس من انفها, قالت
" أشم رائحة كريم بداخلة "
أسرعت بالتقاطه منها, وهي تقهقه ضحكاً
" لما أخفيته "
قالت بخبث
" خفت أن تلتهي عني به و آن لا تنطقي بكلمة بعدها "
قالت و أن ادفع رأسها بيدي
" أنت كما كنتي أختي وئام "
قالت
" هههههههههه أليس هكذا أفضل آن نكون كما نحن, سأدعك مع كريم
و أنا مع ابني القادم , تصبحين على خير "
فتحت الكيس كان في داخلة رسالة و أوراق متناثرة حولها لوردة حمراء
و راحة الزهر تفوح منه أخفيت راسي تحت الغطاء و نور خافت يصل الكلمات المكتوبة بخط كريم..
,,,,,,,,,,
رنا يا عطر إزهار الربيع..
سألتني مرة لما تقدمت لخطبتي الآن
سأجيبك.. حتى استطيع النظر إلى عينك دون خوف..
و آن لا تقتليني بنظراتك العصبية كلما نظرت نحوك..
أخيرا رنا سأحملك بين ذراعي..
سأحضر خلال شهر..
عاشق الجميلة.. كريم
الجزء الثاني عشر
و الأخير من سطور فارغة !
أتعبني البكاء ..
أتعبني..
بكيت الأب فبعده أصبحت يتيمة..
و بكيت الأم فبعدها فقدت الصدر الحاني ..
و بكيت البيت و بعده فبعده أصبحت غريبة..
و أبكاني الحب و لا يدا لي في ذالك..
رنـــــــــــــــــا !!
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
ليلة البارحة نمت و الابتسامة تتراقص على محيا قلبي..
ففيها حدث أمور ثلاث لم يكن لي اسعدا منها..
في هذه الليلة زفت رهف عروسا متزينة بجمالها..
و شقيقتي وئام وبعدا فراق قرابة الأربع سنوات جاءت تشاركنا زفاف رهف..
و هي تنتظر مولودا و قريبا جدا..
استلمت رسالة من خطيبي كريم يخبرني بقدومه بعدا ثلاثين يوما ولتحديد موعد زواجنا..
بكلماته الرقيقة التي حوت صفحة بيضاء مزركشة تفوح منها رائحة
عطره الأخاذ..
,,,,,,,,,,
رنا يا عطر إزهار الربيع..
سألتني مرة لما تقدمت لخطبتي الآن
سأجيبك..
حتى استطيع النظر إلى عينك دون خوف..
و آن لا تقتليني بنظراتك العصبية كلما نظرت نحوك..
أخيرا رنا سأحملك بين ذراعي..
سأحضر خلال شهر..
عاشق الجميلة.. كريم
,,,,,,,,,,
نمت ليلتي محتضنا الرسالة و كلي شوق لرؤية كريم..
في اليوم التالي..
الساعة الواحدة ظهرا استيقظت متأخرا على غير عادتي, البارح بعد زفاف رهف قضيت الوقت ساهرا مع وئام نستعيد الذكرى الماضية و اللحظات الجميلة التي أسعدها بارتباطي بكريم, و حياتها التي تعيشها مع
باسم..
أما عن شقيقتي غيداء لم تكف البارحة عن اللعب هي و رائدة ابنة عمي سالم في حفل زفاف رهف و لشدة تعبها نامت في السيارة في طريق العودة من مكان الحفل إلى البيت..
و في صالة البيت الصغير..
وئام جالسة على المقعد الكبير و في يدها كوبا من الشاي الساخن و غيداء على الطرف الأخر من المقعد وئام كانت تنظر إلى غيداء بنظرات غريبة جامد لم افهم لها معنى..
" وئاااااااااااااااااام "
صرخت بقوى في وجه وئام الغافلة
انتفضت حتى سقطت قطرات من الشاي على ثوبها الفضفاض,ثم قالت
" أرعبتني "
قلت لها و أنا أحرك إصبعي ناحية وجهها
" في ماذا كنتِ تفكرين ؟
اممممممم
في قتل الطفلة مثلا ؟! "
وئام فتحت عيناها على و سعهما مندهشة مما أقول, هنا انفجرت ضاحكة
" هههههههههه كنت أداعبك "
قالت وئام حانقة وهي تمسح ثوبها
" دعابة ثقيلة ! "
سألتها بجد
" حقا بماذا كنتِ تفكرين ؟ "
وئام, قالت
" كنت أفكر.. "
قاطعتها
" إذا كما توقعت تفكرين في قتلها "
قالت وئام وهي ترفع الوسادة الصغيرة من على المقعد تهدد بضربي
" ألن تكفي ! ماذا حدث لرنا القديمة ؟ "
عاودت الضحك
" ههههههههه, وضعتها في علبة من مغلقة الإحكام وكتب عليها عبارة لا عودة "
قالت بخبث
" كل هذا بسبب رسالة من كريم ! "
قلت و أنا أحرك خصلة من شعري
" و أكثر "
سئلت مفكرة
" تشبه من "
رفعت إحدى حاجبي مستفسرة
" من ؟ "
" اقصد الصغير ! , تشبه أبي أم أمي ؟؟ "
قالت وئام وهي تشير ناحية غيداء لتشيح ببصرها بسرعة عنها
" غيداء ! "
انظر إلى الصغيرة الغالية غيداء الساكنة في مكانها, اختزن كل جزء من ملامح وجهها الصغير و كأني انظر إليها لأول مرة, و كأني أؤكد على ما أراه دائما
" اعتقد, اهمم أبي "
قالت مؤكدة على كلامي
" كما قلت أنا, فهي أخذت الشيء الكثير من عينييكِ "
قلت بخجل
" حتى كريم قال ذالك "
قالت و هي تحرك إحدى حاجبيها
" هههههههههه, و ماذا قال أيضا "
ازداد خجلي و حاولت تغير الموضوع
" كم ستمكثين هنا ؟ "
" غدا سأرحل "
قلت بحسرة
" آوه وئام لماذا لا تبقين أيام أكثر ؟ "
نظرة إلى بطنها و قالت
" أتمنى ذالك, لكم كنت مشتاقة لرؤيتكم أنت و رهف و.. و و حتى غيداء , لكن
تابعت وهي تنظر إلى بطنها
" سألد قريبا و باسم مشغول جدا بعمله, ثم البيت هنا صغير و لن يكفي لي و باسم حتى لو لليلة واحدة "
تقصد بذالك بيت عمي سالم فهو صغير و ممتلئة بالأرواح البشرية
[FONT='Times New Roman','serif']اقتربت احتضنها [/FONT]