رد: اوهـــــــــام و احـــــــــــــــلام
رجعت البيت لقت مريم وهي حامله رحمه ومن شافتهم وهي مستانسه استقبلتهم:
ــ طلعتكم.. سبحان الله جت رساله من علي... بخير ويسلم عليكم.
حسين ابدى رد فعل سعيد :
ــ لاااا.. قرة عينكم... الحمدلله يوم انه بخير
في حين فاطمه اكتفت بأبتسامه وبهدوء:
ــ الحمدلله على سلامته..
ودخلت غرفتهم..
مريم تبدلت ملامح الفرح اللي كانت على وجهها الى الحزن اللي لازمها من شهر:
ــ ويش فيها؟ ويش صار عالتحاليل؟
حسين:
ــ لا تزعلي منها شوية فقر دم بسبة التوتر والقلق .. وتعرفيها هي ماتحب المرض.. الا وين اخوي؟
ــ طلع مع محمد راحوا بيت عباس يشوفوا بشير و باسم ..
ــ اهاا.. اجل بروح انا ليهم بعد..
طلع من البيت يمشي بيت عباس قريب وبين ماهو يمشي .. شاف هدره بالشارع بين مرأه و رجال والناس متجمعه حواليهم على باب بيت احد الجيران
ــ خلاص ما نبغاش تشتغلي هنا.. لا تطقي لي الباب كل شوي..روحي الله يسهل عليش
ــ لويه عاد ويش مسويه اني والله ماسويت شي وفقيره على باب الله، اذا ما اشتغلت بياخذوا بيتنا ولدي رهنه وين تبغيني اروح..
ــ وويش نسوي في ولدش .. ماجت لش ولينا المصايب الا من تحت راسه..
وتصير المرأه تزحف على ركبها و تبغى تمسك رجول الرجال تترجاه يخليها ولا يطردها:
ــ داخله عليك بالله ومحمد وعلي...
والرجال يتباعد عنها ومنحرج ومو عارف ويش يسوي غير انه يكرر ليها رفضه..
دخل البيت وسكر الباب وراه.. وهي صارت تطق على الباب و بصياح مخنوق تترجاه...
الرجال و النسوان المتجمعين حواليها كل واحد راح في طريقه بدون ما يسألها ويش فيش او يمد ليها يد العون...
حسين استغرب مايعرف هالمرأه مامداه بيروح صوبها الا يسمع نسوان ثنتين مروا جنبه:
ــ مسكينه.. بس ويش بيدنا عليها.. ولدها هيثم ماقصر كل بيت في هالفريق له وياه فعله... وفوق هذا فقيرة الله و مريضه وولدها رهن بيتهم و الديانه يطالبوها ...و ماحدا يبغى يتكلف بها ولا يدخلها بيته..
ــ امحق زمن و امحق حياه.. اللي الواحد يصير فيه يخاف يجيب ولاد اذا هذي تاليتهم يادافع البلا...
حزتها.. وبلا شعور.. تراجع حسين ولأول مره في حياته عن مساعدة احد .. خصوصا بعد ما تذكر فعايل ولدها ، و غير طريقه لا تلتفت له.. وفي باله:
ــ يارب سامحني .. بس هالمره مابيدي حيله
وصل بيت عباس ودخل عليهم .. لقاهم يتناقشوا في موضوع حليمه.. وانصدم لما سمع ان هيثم له يد بالسالفه وخبرهم باللي شافه جيته ليهم..
عباس:
ــ والله ماتستاهل ام هيثم.. بس ويش يسوي الواحد؟ الولد مفلوت في السجن وبلاويه بلاوي وفوق هذا تتعاقب بداله مظاليم
حسن:
ــ ويش تبغاها ياخوك تسوي و اخوها اللي قتل رجلها.. حملت كل المسؤوليه.. المشكله ان القضيه مو لاقيين فيها شهود على وجود شخص رابع وياهم وهو سبب المصيبه...
عباس:
ــ لكن انا شفته ديك الليله وتأكدت انه هيثم ميه بالميه..
الكل في نفس واحد:
ــ هااااا..شفته وساكت كل هالمده..؟
عباس مختلع:
ــ ويش تبغوني اسوي لازم اتأكد خبركم فيني نظري على قدي.. كيف اروح واقدم شهاده على واحد مادريت ويش جيبه داك الصوب و حق ويه.. الحين بشير يوم علمني بالسالفه تأكدت..
حسين:
ــ عاد لو رحنا المحكمه وقدمت شهادتك ولو طلعت الشنطه و ثبتت على هيثم تهمة التعدي و عاقبوه.. ويش بيصير على بشير و هو القاتل؟
محمد:
ــ بس.. بشير فيه حاله نفسيه.. يمكن ما يقتلوه ولا يسجنوه على شان حالته..
حسن:
ــ ليش ويش فيه؟ ووين هو الحين
باسم :
ــ نايم داخل... و هو قبل لا تتوفى امي ومن ايام وفاة ابوي قالوا ليها بشير لازم يروح ليهم قسم الأمراض العقليه يتعالج فيه انفصام حاد و ممكن يسبب خطر للي حوله.. بس امي خلته ويانا و ما ودته خايفه عليه من القتل يوم درت انه قتل نذير..
حسين:
ــ انا لله ... بس ممكن مايقتلوه بعد مايتعالج ينسجن بس فتره لأن فعلا دفاع عن الشرف و مريض نفسيا..
و استمر النقاش الى وقت متأخر من الليل و عندهم النيه يسووا اللي يحسوه سليم و في مصلحة الجميع...
في بيت ابو سلمان..
عيسى كان جالس جنب عمه ماسك ايده ..
مرض عمه بعد العمليه وصار مايقدر يتحرك من سريره بالمره.. هالأمر ضايق سلمان ولده و اللي ضايقه اكثر ان طلق امه فجأه ومايدري ليش .. يحس احوالهم وحياهم اعتفست من شافوا عيسى حواليهم هالمره بالذات ...
سلمان وقتها كان يعيش في صراع نفسي .. هالموضوع اثر على شخصيته المغروره و المتكبره نسبيا و خلاه في حالة تفكير مستمر بالمستقبل و باللي ممكن يصير .. خايف ابوه يخلي عيسى يشاركه في الورث اذا ما عطاه الورث كله على قولة امه.. وخايف يظلمه في نفس الوقت ويكون لعيسى حق وهو مايدري عنه...
حالة ابو سلمان كانت مو طبيعيه.. وكأنه يحتضر.. شد على ايد عيسى وقال له والدموع تنهمر:
ــ انا ظلمتك.. وظلمت امك.. سامحني
عيسى بهدوء يبغى يتأكد من اللي سمعه :
ــ ويش سويت فينا؟؟
ــ كل شي .. كل هالخير اللي انا عايش فيه ماعدا اللي في البحرين.. هذا حلال ابوك.. انا تعبي وشقاي في البحرين وهو نصيبك يا سلمان.. اما اللي هنا كله نصيب اخوي المرحوم علي حسين ال...
سلمان فتح عيونه:
ــ هاا..؟ عمي من عايله ثانيه؟
ــ ايه هذا السر اللي كتمته عليكم طول السنين.. انا اخوه من ابوه.. تزوجت امي جدك حسين وقتها كنت يتيم و اسمي علي حسين ال... ، اعتبرني مثل ولده و كان يسموه ابو علي فلما جاب عمك سماه علي ايضا.. فعلشان لا تخربط جدتك في اسامينا صارت تسميني بأسمي الثاني واللي صرت معروف به.. سلمان... مرت السنين وتوفى جدك و توفت جدتك وكبرنا ويوم توفى عمك مادري ويش صار فيني .. صرت انسان ثاني .. طردت امك و ما اعترفت بك ولا سجلت لك اوراق و زورت وصيه من ابوك ان حلاله كله لي و ما احد يعرف انت ولد مين غير خالتك ام علوي و جيرانها اللي مابيدهم حيله و مافي شي يثبت كلامهم ...
عيسى صار يصيح ومو عارف ويش يقول في حين سلمان انهار ومو مستوعب الموضوع.
ــ انا توي من فتره بس.. ادري ان اسمك مثل اسم ابوي دريت من واحد من البحرين جاني اسمه معتوق و اكد لي امه بيرجع مع ابوه المره الجايه ويشوفك ويتأكد
ابو سلمان:
ــ ايه اهلك في البحرين يدروا بهالموضوع بس ما تعاملوا مع ابوك ولا مره .. وكنت اتعامل وياهم بأسمي الحقيقي علي حسين مو بأسم سلمان.. واستثمرت وياهم بتعبي و شقاي في مصنع جدك هناك على ايام حياته .. فهم الوحيدين اللي يعرفوني بأسم علي حسين لأن لي علاقات بهم وماكانوا يعرفوا ابوك شخصيا .. و حتى يوم يتوفى ابوك مادروا عنه ولا جو جنازته.. توها من فتره واصلتني رساله منهم بموضوع بيت المصنع خصوصا لأن صحتي ماعادت مثل لول..
عيسى مو عارف ويش يقول...
ابو سلمان و بتعب:
ــ سامحني يا عيسى .. سامحني... و روح اسأل عن عبد الإله الـ... ساكن في.... ،،،هو واحد من اصحابي المقربين توي اتصلت فيه من كم يوم وعلمته باللي صار ووصيته يسوي لك شهاده ميلاد عنده واسطه قويه.. عيسى.. انت انولدت في 15\10\1368 هـ ، هالتاريخ كان بداية تعاستي وبداية ظلمي.. ما انساه لين اخر لحظه في عمري..
طلع عيسى على رجاء عمه انه يسامحه.. مو عارف ويشي سوي وويش يقول.. في حين انهار سلمان قدام سرير ابوه مو مستوعب اللي صار ... صار يصيح مثل الأطفال..
ــ ويش هالكلام اللي سمعته يايبه..؟ فسر لي اللي صاير.. وليش طلقت امي... ليش كل المصايب جتنا مجتمعه... ليش؟
ابو سلمان غمض عيونه وصار يتذكر ديك الليله اللي شاف فيها ام سلمان طالعه من البيت في الليل ,, واللي حزتها نادى سواقهم الثاني الخاص بمشاويره يلحقها لحد ما شافها تدخل بيت ,, انصدم ولما طلعت منه طلب من السواق ينزل ويشوف ويش فيه هالبيت ليتأكد من شكوكه ,, ودرى بعدها انه يسكن فيه مشعوذ يعمل اسحار...
لترجع به الذاكره لما شافها على درجة البيت تدور شي و يفاجأها عيسى.. ويستغرب من اللي صاير وما يفهم منه شي ..
يربط الأحداث ببعضها ليعرف ان سبب اللي صار فيه وسبب مرضه هي مرته و اسحارها...
هالأمر اللي المه و اكتفى بتطليقها بعد هالعمر و انصاف عيسى.. و انه يخفي حقيقة مرته عن ولده الى الأبد.. فويش يقول له عنها؟
اكتفى حزتها بقول:
ــ امك ظلمت عيسى وظلمتني وظلمتك.. امك شيطان من جهنم.. مابمنعك تروح ليها لأنك مو صغير.. بس انا اعلمك .. سبب شقائنا وسبب اللي صار كله هي امك... و اياك ثم اياك تصير مثلها... انا دللتك واجد بحسبة انك ولدي الوحيد بأموال مو حلالنا و حرمت عيسى من حلاله ومن ابسط حقوقه اثبات نسبه وعيشته في جحيم حاله حال اولاد الحرام بدون أي اثبات..الحين كل شي برجعه له وبعوضه عن حرمانه كل هالسنين قد ما اقدر..فأنت... اختار احد الأمرين يا تروح وتشتري سهم شركاي بالمصنع في البحرين وتشتغل عليه فهذا هو نصيبي الوحيد او انك توقع على البيعه ويرسلو لك سهمك وتسوي فيه اللي تبغاه .. بس هالبيت .. والمزراع.. و المصنع اللي هنا.. تأكد انه مو لك..
سلمان ما كان عنده أي رد فعل الا انه يصيح.. انقلب طفل صغير حزتها..
مسح ابوه على راسه وصار يهديه:
ــ اختار اللي يريحك وعيش حياتك.. وانسى هالهموم .. بعدك صغير و الحياه محطات وتجارب... خليني الحين بنام... تعبان ياولدي و الأعترافات تعبتني زود
طلع سلمان من عند ابوه.. وماكان يدري ان هالكلام اللي دار بينهم .. هو آخر كلام.........!
الى الملتقى
رد: اوهـــــــــام و احـــــــــــــــلام
الفصل السابع عشر....
في بيت ام علوي.. وعلى رجلها الحنونه .. عيسى حاط راسه.. تداعب بأناملها شعره و تواسيه. ودموعهم تصب..:
ــ هذي الدنيا يا ولدي .. وهذي احوال البشر.. سبحانه مقلب الأحوال و مبدلها.. اللي امس عذبوك اليوم رحموك.. الله ينتقم من اللي كان السبب في الظليمه.. سامحه ياولدي.. ولو اني حلفت ما اسامحه من بعد اللي سواه في امك المرحومه.. بس يوم عرفت السبب عور بأفادي.. ويوم دريت بحالته ما قويت الا اسامحه.. ياولدي ما احد ماخذ من احد شي .. ولا ماخذ من هالدنيا شي.. روح دور على اللي قال لك عنه من باﭽـر..
عيسى يكتفي بمسح الدموع.. لا مجال مع الأفكار اللي تشابكت في راسه انه ياخذ و يعطي ولا يعلق حتى...
وفي بيت شهاب ( ابو بدر)..
ابو بدر يحسب فلوس ويحطهم في صندوق...
ام بدر :
ــ متأكد يا ابو بدر ان المزرعه ماتسوى ليها اكفر؟
ــ لا و الله زين جابت هالسعر في هالوقت الدنيا ضاربه..
ــ و الدكان ويش صار عليه؟ حصلت احد يتأجره..؟؟
ــ لا للحين ,, الله كريم.. اهم شي الحين تدبرت فلوس عملية بدر و تكلفة تذكرتين..
ــ حق ويه فنتين بس؟
ــ انا وهوو
ــ و اني؟
ــ ويش فيش يا مرأه.. انتين خلش هنا ويا باقي الجهال كيفا بعد .. !!
زينب شوي وبتصيح:
ــ مابيهدى لي بال و اني مادري ويش صاير عندكم..
ــ بيهدى لش , اجل لوسافرتي بيهدى لش بال و بدور و صلاح مايندرى بنخليهم عند من؟ عند خوالهم البعيدين لو عند عمهم اللي على قد حاله .. خليش هنا وياهم يامرأه اهدأ لبالي انا بعد لا احاتي من الصوبين.. وفوق هذا ما بتكفي المصاريف زيادة .. حنا الحين خل الله يسهل سالفة المحل شان القى له متأجر حق تضمنوا انتون مصروفكم مدة سفرنا ..
زينب على مضض و كاتمه الحزن و الدمعه:
ــ الله كريم ..
بدر اللي كان جاي بيوصل سلام من احد استاذته بالمدرسه الى ابوه... وقف عند باب الغرفه ومادخل...
ومنصدم من اللي سمعه .. مو مستوعب ..
رجع غرفته و رمى عكازاته من القهر عالأرض و نفسه على منامه... يحس انه مخنوق بس الدمعه مو راضيه تطلع..
جت له بدور :
ــ بدر بدر.. اباقول لك لغز و اتحداك تحله.. حامل و محمول نصه يابس و نصه مبلول..
بدر مو وياها ... وهي تعيد و تزيد في السؤال.. الى ان انتبه لكلامها و بصوت متألم:
ــ انا..
بدور مو مستوعبه:
ــ انت.؟ ويشو انت؟
ــ انا جواب اللغز اللي تقولي عنه...
ــ هههههههه خبل .. خطأ ... السفينه ويش عررفك... اباروح اسأل امي وابوي اشوف يعرفوا لو لا...
طلعت من عنده وهو يفكر في سؤال بدور.. وفي باله:
ــ انا الحامل هَم و ضيقه و محمول على عكاز و حزن على قلب امي وابوي و محاتاه... نصي يابس..
( ويطالع صوب رجوله .. )
ونصي مبلول... ( وعيونه تدمع )
ويبتسم ابتسامة ما ابتسمها من اول ماصابه الحادث .. لكنها كانت ابتسامة قهر مبلله بالدموع.....
فاطمه .. وبعد مرور يوم على شوفتها لحليمه.. مازالت مكتئبة..
حسين :
ــ عاد لا تخليني اتأسف اني سمحت لش تروحي ليها.. مايصير كذا بعد يالغاليه من امس و اكلش و نفسيتش مو زي الناس .. وانا متحجج لأمش و مرت اخوي ان وياش فقر دم..
فاطمه بأبتسامه متكلفه لا تضايق حسين:
ــ شنو اسوي غصبن علي.. من شفتها حسيت نفسي جبانه .. ومو قادره اتحـﭽـى ولما تحـﭽـيت صدمتها ولا قدرت اواسيها... كنت احاتي روحتي لها و احسها صعبه.. لقيت نسيان اللي صار بينا وشوفة حالتها اصعب..
حسين ينتهد:
ــ انا قايل مابقول لش.. بس تجبريني اقول لش شان تتعدل نفسيتش شوي..
ــ شنو؟
ــ ان شالله ان شالله بتطلع من اللي هي فيه والله بيفرج عليها..
فاطمه بأسى :
ــ ان شالله
حسين :
ــ لا اتكلم صدق.. مو من باب التمني و الدعاء..
فاطمه فتحت عيونها وبحماس:
ــ صج !
ــ ايه ان شالله..
وصار حسين يقص على فاطمه اللي صار في بيت عباس و اللي اتفقوا عليه...
الليل .. الساعه 8 .. وبين ماجعفر يقفل البقاله...
الا يسمع صوت بنيه من وراه ومبين عليها تصيح و مخنوقه..
ــ لو سمحت.. ماشفت سيد هاشم اليوم؟؟
جعفر عرفها.. هذي نوريه اخت سيد رضا...
جعفر وهو منكس راسه:
ــ الا ... شفته... جى البقاله عالساعه 4 العصر عفر.. خير ان شالله
ــ ياعلي .. وينا راح...
كانت نوريه بتتركه وبتروح تدور عليه..
جعفر نادها:
ــ خيه ويش صاااير؟؟
التفتت عليه و الكلام يتقطع تقطيع من الخجل منه و الخوف على هاشم :
ــ طلع من الساعه 4 العصر على حساب بيشتري له من البقاله.. وتأخر قلت يمكن راح يلعب مع اصحابه معتاد يلعب وياهم.. لكن مارجع للحين... وما هو مع حدا من الصبيان اللي يقعد وياهم ,, كلهم يقولو انه من مغرب خلاهم...
ــ ياساتر.. لا تخافي خيه الحين ارجعي انتين البيت الوقت بيتأخر و الشارع فاضي و انتين بنيه ينخاف عليش.. روحي انا بدور عليه وباجيبه البيت .. يمكن يرجع البيت هو الحين او رجع .. مايلقى احد يفتح له الباب؟؟ ارجعي خيه ارجعي..
نوريه بنفس مخنوق وخايف:
ــ تسلم ياخوي ماتقصر.. رحم الله والديك...
ورجعت البيت
وبين ما جعفر يدوره في الفريق وبين الزرانيق .. وفي أي مكان يخطر على باله يكون متواجد فيه..
خطر على باله فجأه.. اخوان البنت الفاشله اللي تورط وياها وكانت سبب في ضرب سيد رضا لأخوها
ويتذكر تهديده له و لسيد رضا لما اشتكوا عليه عند الشرطه... و اخذوه يومين بالحجز .. انه بيراويهم وبيردها ليهم...
حزتها بس جعفر ارتبك من الخوف .. على طول صار يركض صوب بيتهم
طق الباب طق قوي ومتتابع..
فتحت له الباب البنت وطلت بدون غطا بس شال على راسها بدون لف ايضا :
ــ مين...؟
ومن شافته وقفت قدامه بالكامل وبأبتسامه خبيثه..:
ــ هااا ,, جيت ... والله انك فهيم ...
الا بصوت اخوها اللي كان متورط مع جعفر وسيد رضا من وراها يصرخ:
ــ ويش تسوي عند الباب .. مين دا.. ؟؟ داخل يللا
ــ زيييين...
وتهمس له:
ــ جى لك برجوله..
ــ زين زين دخلي داخل الحين..
جعفر في باله:
ــ يازعم تعرف تضبط عرضك .. دخلي داخل هاا.. الحمدلله والشكر...
ويوقف الرجال عالباب طول بعرض :
ــ حي الله من جانا...
ــ الله يحييك.. وين سيد هاشم..
الرجال وهو دف بسبابته خشم جعفر :
ــ اوووه عليك خشم شلاب تشم عدل .. ياملعون.. هشوووم داااخل..
جعفر يفر راسه و يبتباعد عن اصابع الرجال اللي نرفزته.. وماسك اعصابه:
ــ لويه ماخذنه.. جاهل وماله ذنب في اللي صار بينا..
ــ جاهل..!! هالجاهل لسانه طويل و حنشه حنش بعبع.. قرضني قرضه ولد الدين زين ماطير جلدي.. شوف
ويراوي جعفر عضة من سيد هاشم حمرااا على ذراعه
جعفر :
ــ ماحدا قال لك تسحبه غصبن عنه .. وين هو.. جيبه... وليش ماخذنه..
ــ اقول انا مو جايبنه عندي سياحه وتغيير جو.. جايبنه لغايه في نفسي .. ولازم اسويها..
ويسحب جعفر من رقبة ثوبه لداخل البيت ويسكر الباب وراه ويفر به فرتين في الحوش و هو حده معصب فيه:
ــ اخذ حيفي فيك.. لو فيه؟؟ اختار..انا للحين ماسك اعصابي ومالمسته..
جعفر مختلع من هالفعل المفاجئ ويحاول يفك ايادي الرجال عنه :
ــ ويش فيك .. شيل ايدك
ولا يشوف الا سيد هاشم كان قاعد بالزاويه و من شافه جى يركض ناحيته...و دموعه اربع اربع:
ــ عمي ... طلعني من هنااا... >>> يسمي جعفر عمه لأن عباره صديق ابوه..
جعفر :
ــ لا تخاف حبيبي بنروح البيت الحين..ويش سووا فيك..
ــ ماسووا فيني شي بس سحبوني لهنا.. وانا خااايف..
ــ لا تخاف ..هذانا وياك
الرجال يزيد الضغط على جعفر :
ــ وين بتروح... اقول لك انت و الا هو.. اختار اخلص.. لازم افش غلي في واحد منكم... ولو اني افضل ابوه.. بس ابوه مايبين هالخايس عفر رايح شغله
سيد هاشم بقهر يضرب في ايد الرجال:
ــ لا تقول عن ابوي خااايس.. و خل عمي .. خلييييه
ويدفه الرجال بعيد ويطيحه:
ــ اخليييه.. والله ما اخليييه لين تخلخل ضلوعه..
ويصير سيد هاشم يصيح.. و جعفر مو قادر يفك من الرجال:
ــ بتخليني لو ويش..؟؟
ــ لو ويش هااا.. راويني .. ويش بتسوي يعني ..انت اللي بتخليني اشلخ بدنك لو اشلخ بدن الجاهل...
ويفلت جعفر من ايد الرجال ويدفه ويطيحه على وجهه وبالسرعه يخطف سيد هاشم بيطلع وياه الا يسمع الرجال ميت ضحك وهو يقوم:
ــ اسمع... انت رووح هالمره... بس احلف لك بالله و اقسم لك.. اني مابخليك.. و لا بخلي هالفعنوص الصغير .. وراكم وراكم.. حتى عمته مابتسلم مني... دام انك ماخليتني اخذ حيفي فيك هالمره.. صدقني وانا عند كلمتي باخذ حيفي فيكم كل ابوكم يا خوات الشلب...
جعفر هالكلام هز بدنه.. رجل في حوش بيت هالملاعين والرجل الثانيه برى..
قال لسيد هاشم:
ــ حبيبي ارجع البيت انت لعمتك تنتظرك
ــ و انت..؟
ــ بتفاهم مع هالرجال..
ــ اخاف يطقك..
ــ ههههه لا تخاف حبيبي .. قوي انااا...
دخل جعفر وسكر الباب وراه.. في حين سيد هاشم.. ظل واقف برى و مو مطاوعنه قلبه يترك جعفر داخل..
شوي صار الرجال يضحك بهستريا:
ــ هاااا .. خفت من تهديدي اشوف...
ويصير يسطر في جعفر...
ومن يرفع جعفر ايده يقاوم.. يصرخ فيه :
ــ لا تدافع عن روووحك.. قلت لك خلني اخذ حيفي فيك لا اطبق تهديدي.. هذا شي.. والشي الثاني ان طلعت من هنا ورحت اشتكيت علي عند الشرطه فوالله ما بخليك..
ــ لا تخليني.. اختلت منك الديار..
ــ لاااااااا.. ابدا مو هامنك روحك.. اجل لويه رجعت... ايوااا على شان الساده... خايف على بتهم وولدهم هااا... عرفنا لك..جرب اجل تشتكي و الله لأخلي هالياهل الدفش دا يعوف حياته... لأعقده و اكرهه فيها.. اسوي فيه سواه تشيب راسك زين... ولا عندي فيها.. و احلف لك لأخلي سيرة عمته على كل لسان...
حزتها انفتحت عيون جعفر حدها بلا شعور من هالكلام اللي استفزه.. ويتفل على وجه الرجال..
هالتصرف من جعفر زاد قهر الرجال فزاد الضرب عليه..
سيد هاشم يسمع الكلام اللي يدور بينهم من ورى الباب.. ما رجع من الخوف على جعفر..و لا يندل البيت كان يرجع و يخلي عمته تستنجد بأي احد... متعود على طريق واحد من البيت للبقاله للمعلمه.. وكلهم خط مستقيم..
ومن صوت الطق والتشدخ رجوله يبست ومو قادر ولا في باله يروح يطلع من أي زرنوق من الزرانيق المؤديين بالآساس الى شارع البقاله وبيتهم... فصار يطق في الباب ويصيح:
ــ افتح الباااب.. خل عمي جعفررر.. افتحه...
3 دقايق فقط كانت كفيله ترضرض بدن جعفر ترضرض..
ليفتح الرجال الباب و يفلت جعفر في الطريق ويرد له التفله وبقهر و حيونه مو صاحيه منه يفلت على وجهه نعاله اللي انفصخ من الطق .. وبقهر:
ــ احمد ربك اني صرت طيب وياك ومافرمت بدنك في القاع... و قد اعذر من انذر ان اشتكيت لتعرف ويش باسوي.. بااايعنها انا.. بااايعنهااا...و هي خاربه وخالصه..
وكفخ الباب...
جعفر يحاول يقوم .. ويشيل طبقة نعاله ويلبسها ويدور عالثانيه وين انفلتت و حالته حاله ووجهه مايتفسر من الطق ...
الا ينتبه لسيد هاشم يلبسه الطبقه الثانيه وهو يصيح ويشاهق..
جعفر بألم:
ــ لوويه مارحت البيت؟؟؟
سيد هاشم رفع راسه و عيونه مليانه خوف ودموع:
ــ ما .. ما اندل..
ورغم الألم الشديد اللي في جعفر الا انه ضحك:
ــ خلف الله عليك.. اطلع من هالزرنوق بتشوف البقاله على يمينك .. بيتكم اخر بيت في السيد اللي قبال البقاله,, ماتوقعتك جبنه..
سيد هاشم بس يشاهق و دموعه تصب..:
ــ انا مو جبنه... ما اندل... بووزك.. بووزك طلع منه دم..
جعفر يمسك شفايفه ويشوف في ايده دم...
ــ يوو .. دم .. ويلي ... ههههههه لا تخاف حبيبي .. الرجال ما يتعوروا...
قام جعفر وهو مو قادر يشيل عمره... مسك ايد السيد بيرجعه البيت...
يمشي و هو يتعثر من الألم صايره خطوات الصغير اسرع منه...
مامداه بيوصل لباب البيت الا ينفتح.. كانت نوريه طول الوقت تفتح وتسكر في الباب تطالع رجع جعفر ومعاه ولد اخوها لو لسى.. لتتفاجأ بشوفة جعفر بهالحاله واللي تفاجأ اعظم انها شافته فعطاها ظهره تنحنح:
ــ احم.. يالله.. الحمدلله على سلامته.. داهو لقيناه لا تخافي عليه...
ــ لوو سمحت.. وينا لقيته.. وويش صاير فيك..
ــ خيه لا تسأليني.. ولا تخافي بس متهاوش مع ناس وانا ادور هاشم ،، ماليكم علاقه بهم لا تحاتوا.. من نحاستي تورطت وياهم.. يللا في امان الله
نوريه بهمس:
ــ رحم الله والديك.. يعطيك العافيه ماقصرت..
وترك جعفر نوريه عالباب.. اللي وقفت وهي حاضنه سيد هاشم ومستغربه من اللي صار..
دخلت وياه وعلى طول تولت هاشم اسأله.... وهاشم بدوره خبر نوريه باللي صار وبالتهديد...
حزتها نوريه صارت تصيح عور قلبها جعفر وحست بالندم يوم تستنجد به .. و عرفت شقد هو رجال لما تحمل مسؤوليتهم و انطق مقابل سمعتها و سلامة ولد اخوها...
جعفر وهو يتمشى راجع البيت.. يدندن ويا روحه ويترنح... ويغني:
يا اسمر اللون من قال لك تجي حافي
يا اسمر اللون صايبني عليك اجنون
والعشق يبغي لطافه مايريد اجنون
العشق لو تبتلي به ناقتي حنت
ولو تبتلي به عجوز في القبر ونت
اآآآه.. الا انا اللي اون.. ون... تووو ..ترري >> يحرك ايده المرضرضه
ويش اقول انا استويت كني هيثموه السكران .. مايندرى به بأي سجن مقطوط عاد..... آآآه ويلي ياراسي مانى قادر انتقم الله منك يالمرزبه جعلك تعاوي طول الليل من عوار ايدك... آآه يا ايدي آآآه..
وشوي الا يطلع له كلب من احد النخيل .. ويصير يعاوي عليه ويلحقه من وادي لوادي..وتكمل عليه..
حزتها جعفر مسك طرف دراعته و ركيض وهو يعرج.. لدرجة طفرت طبقه من نعاله... ويوصل ديرتهم ويمر على بقالة عبااس شخط من السرعه... وكان عباس توه مقفل البقاله عوايده في التأخير وينتبه للكلب ويشيل طابوقه ويلوحه بها يخليه ينحاش
ساعتها جعفر اختفى اصلا من سرعة الركض
عباس مستغرب::
ــ بسم الله الرحمن.. دا من دا.. لا يكون جني.. اعوذ بالله... ماشفته عدل شخط شخط,,
ماوصل جعفر بيتهم ويفتح الباب الا يلاقي امه تستقبله وهي ميته خووف و تدق صدرها من شافته:
ــ ويش فيك .. ويش هالحاله؟؟
ــ لاحقني شلب ..
ــ هاااه.. شلب وترضرضت كذاا.. لايكون نفس الرجال ديك المره شلخك.. ويلي عليك ياولدي ويش هالوجه اللي مابقى فيه محل صاحي...
وتقعده امه وشوي وتصيح عليه..
ــ شيه...وينا ابوي و حمدوه؟
ــ ناموا من سلوم تقول دجاج ... ( سلوم = مغرب)
وتحط على وجهه ثلج ملوت بخلقه... وهو يتحمل الألم ..
ــ وي وي.. ويلي يا وجهي..
ــ صدق لو تشدب عليي.. هالحاله من شلب لاحقنك..
ــ أي والله شلب لاحقني ...ومادري تالي وينا ذلف .. آآه ويلي اماه.. تحطم مستقبلي
ــ لويه بسم الله عليك..
ــ مع هالوجه المخفس منهي بتاخذني..
وتعص امه الخلقه على وجهه وهي تضحك:
ــ غربال يغربلك من صبي.. دي ويه هالضربه طايح على ويه..
ــ ماذكر من الخلعه..نعالي بكبره مادري وينا انحاش..
ــ بسم الله على عمرك الرحمن الرحيم .. هفففف..
شوي الا يسمعوا صوت صياح...من غرفة الجلوس
وتحط مريم الخلقه في ايد ولدها :
ــ قعدت رحمه بروح اشوفها..
ــ اووه اماه الا صارت عندش هاليومين..
ابتسمت مريم:
ــ ايه تغير علي جو
ابتسم جعفر وفي باله:
ــ انتين اللي تغيرتي واجد ...الله يريح بالش يا يمه و يعطيش على قد نيتش ..
ظلت نوريه طول الليل تفكر في اللي سواه جعفر .. محتاره هل تعلم اخوها اذا رجع بالسلامه لو لا..
حست بجعفر انه ما تعرض للضرب الا على شان يحميهم وما تبغى تخلي طقه و عواره يروح ببلاش..
خصوصا انها لما استجوبت هاشم فهمت عليه انه هدده لو بلغ الشرطه بيتعرض حتى ليها هي...
ابتسمت و غفت عيونها وفي القلب دعاء .. الله يوفق هالأنسان و يعطيه على قد نيته...
وفي اليوم الثاني... الصبح انتبه الكل على صوت درس قرآن..
ام علوي كانت في الحوش تاكل فطور مع عيسى...
رفعت ام علوي راسها ..
ــ انا لله و انا اليه لراجعون... مايندرى دا مين..
عيسى خلص فطوره:
ــ الحين ابطلع اروح اشوف اللي قال به عمي .. و بمر المغسل اشوف مين المتوفي..
طلع عيسى.. وصل المغسل لقى الناس متجمعين برى يستعدوا لتشييع جنازه.. تقرب مامداه بيسألهم مين المتوفي ؟ الا يسمعهم يقولو:
ــ رحمك الله يابو سلمان... انا لله و انا اليه لراجعون...
عيسى وقف و مو مستوعب اللي سمعه.. الا بطلعة الرجال من المغسل شايلين النعش ومن بينهم سلمان ولد عمه
حزتها عيسى حس رجوله يبست
تنحى على جنب.. وعبروا متوجهيين للمقبره...
صار يمشي وراهم ، و شريط ذكرياته مع عمه يتسارع.. الى ان وصلوا للمقبره وهم يدفنوه.. و في مسامعه يتردد اعتذار عمه.. و اسم الرجال اللي طلب منه عمه يروح له..
خلصوا من الدفن توجه عيسى الى سلمان.. وبأختناق ودموعه انهارت بعفويه:
ــ عظم الله لك الأجر..
التفت سلمان الى عيسى... و توجه ناحيته ... و عيونه مليانه حزن...
وبلا شعور....
الى الملتقى..
رد: اوهـــــــــام و احـــــــــــــــلام
الفصل الثامن عشر..
طلع عيسى.. وصل المغسل لقى الناس متجمعين برى يستعدوا لتشييع جنازه.. تقرب مامداه بيسألهم مين المتوفي ؟ الا يسمعهم يقولو:
ــ رحمك الله يابو سلمان... انا لله و انا اليه لراجعون...
عيسى وقف و مو مستوعب اللي سمعه.. الا بطلعة الرجال من المغسل شايلين النعش ومن بينهم سلمان ولد عمه
حزتها عيسى حس رجوله يبست
تنحى على جنب.. وعبروا متوجهيين للمقبره...
صار يمشي وراهم ، و شريط ذكرياته مع عمه يتسارع.. الى ان وصلوا للمقبره وهم يدفنوه.. و في مسامعه يتردد اعتذار عمه.. و اسم الرجال اللي طلب منه عمه يروح له..
خلصوا من الدفن توجه عيسى الى سلمان.. وبأختناق ودموعه انهارت :
ــ عظم الله لك الأجر..
التفت سلمان الى عيسى... و توجه ناحيته ... و عيونه مليانه حزن...
وبلا شعور.... احتضنه .. وشد عليه ..
كان سلمان يرتجف مثل الطير المذبوح.. بدون انين.. بدون صياح.. بدون دموع ... هالموقف خلى قلب عيسى ينقبض.. صار يطبطب على ظهر سلمان ويمسح عليه... ودموعه تصب مو مستوعب هالموقف اللي هو فيه ..
يذكر وجه عمه ويتذكر آخر كلامه له .. و مابين يوم وليله يفارقهم بلا وداع..
وفي بيت عباس ...
عباس : ــ ها ويش قلتوا..؟؟ فكرتوا باللي قلته زين ما زين .؟
حسن : ــ والله نشوف ويش ممكن يطلع بيدنا والله كريم..
حسين: ــ المشكله انها تهمت روحها وتسترت على اخوها.. ودا بالقانون يتسمى التستر على مجرم.. فما يندرى ويش حكمها ..؟؟
عباس: ــ بس اخوها مو بكامل قواه العقليه.. ولا هو مجرم متعمد.. فعلا كان دفاع عن شرف..
حسن : ــ لازم نشوف محامي اول وناخذ استشارته قبل لا نروح ونفتح القضيه ونتورط و نزيد الطين بله...
حسين: ــ و لازم نودي بشير المصح النفسي زي ماقال اخوه .. هو المفروض يكون هناك ويتعالج ,, بس هل انتون متأكدين لماقتل بشير نذير... كان مريض وقتها والا مرض بعد ما قتله..؟؟
عباس : ــ هاا..؟ وويش اللي يفرق في كلا الحالتين دفاع عن شرف اخته...
حسين : ــ تفرق عالأقل حتى لو كان دفاع عن شرف ما يتعاقب او تتخفف العقوبه لأنه مريض نفسيا.. !!
حسن : ــ وين باسم.؟ نادي عليه و اسأله...
جى باسم .. وسألوه...
باسم:
ــ اخوي.. حسيت انا من لما كنا صغار ان فيه شي.خصوصا لما يتهاشو امي وابوي لو يطقه ابوي لو يطق حليمه... ينقلب واحد فاني... كان دايما يقول انه يشوف اشياء و فجأه نشوفه فرحان بدون سبب وفجأه زعلان.. كنا كل نفكره يشلخ علينا بس علشان يلفت النظر له.. خصوصا ابوي كان دايما يفشله و يعتبره ماله فايده بالحياه .. فترك المدرسه وصار يشتغل وياه في المنجره بس على شان يرضيه ...
حسين: ــ مامره سوى فعل عجيب مايتصدق؟
ــ ايه.. كان دايما يتهاوش مع ابوي و ما يخاف منه وعادي يضربه حتى..
حسن:ــ ياساتر ... ومن متى هالكلام؟ وليش ؟
ــ من سنين ,,, اذا هاوش ابوي امي لو حليمه او ضربهم.. بشير ماكان عنده مانع يهجم عليه ويضربه..
عباس: ــ امممم.. لازم نشوف محامي خلال هاليومين ونستشيره .. ونرتب الأوضاع...
حسن: ــ عساه خير..
عباس: ــ هيثموه الخايس اصلا مسجون من ديك الليله عشان قضية الحشيش طاح حظه..
حسين: ــ مو معوره قلبي الا امه من وادي لوادي تدور ماهي عارفه ويش تسوي بعمرها....
بعد يومين..
وعلى باب مرت ام جابر,, مرت ابو جابر الأولى .. بعد ما راحت للرابعه و قالت ليها انه عندها
وقفت ام هيثم... طقت الباب فتحته ليها... استقبلتها ودخلتها... ماكانت تدري بها من هي...
سألتها عن ابو جابر... استغربت... و خافت خصوصا انه اول مره تجي مرأه وتسأل عنه...
دخلتها عليه المجلس ,, وقعدت جنب زوجها بتشوف قضية هالمرأه ومن هي؟
ام هيثم اللي كانت ترتجف و ميته خوف و الحزن ذابحها... ظلت واقفه كم دقيقه وهم يطلبو منها تقعد .. الا ان انهارت على ركبها وصارت تصيح:
ــ دخيلك يا ابو جابر.. اني والله مالي بهالدنيا غيره.. طلبتك تساعدني...
وصارت تصيح .. و تشاهق ..
ابو جابر و مرته انصرعوا..
ام جابر :
ــ ويش فيش؟؟ وويش صاير ؟؟ وويش تبغي ابو جابر يسوي لش..اساسا مين انتين؟
ام هيثم والكلام يتقطع تقطيع مابين شهقاتها والدموع:
ــ اني .. ام هيثم...
من قالت اسم هيثم.. اعتفس وجه ابو جابر ....
ام جابر ماكانت تعرف مين هيثم ولا سمعت به.. كانت مرأه طيبه كافه عافه ماتطلع من بيتها الا للضروره القصوى .. مو مثل زوجاته الثانيات..
ابو جابر و لهجته مو مرتاحه :
ــ خير ان شالله..
ــ خذووه.. خذووه من دي شهر لو زود وسجنوه.. مادري لويه .. اكيد مآذي احد .. هالولد تاعبني وشاقيني بس مالي غيره والله.. طلبتك تروح و تكفله.. و اني حاضره باللي تبغوه..و طلبتكم تخلوني اشتغل عندكم اسوي أي شي .. مالي احد بهالدنيا وكلما رحت لأحد صكو الباب في وجهي ..
كلام ام هيثم اثر في مرت ابو جابر... كانت مرأه كبيره بالسن.... بنت عم ابو جابر فلذلك ظلت على ذمته و اخذ عليها بدل الوحده .. ثلاث... و هي ام جابر..
جابر اللي ضاع من عندها من لما كان في اول شهوره ,ودورا عليه بكل مكان في الفريق .. وبلغوا عن اختفاءه ولكن مالقوه ،، اختفى الطفل .. فص ملح وذاب...
وهجرها ابو جابر وقتها من قهره وعرس عليها يبغى يحرق قلبها .. و هي مو داقه خبر له لنها بغت تموت من حزنها على ولدها... مرضت و كبرها الهم سنين و سنين ..
لكن مع ذلك كان ابو جابر رجع ليها لأنه يحبها ويرتاح ليها.. ولسوالفها.. لا تحن ولا تتطلب ..
فكانت ملجأه اذا بغى الراحه من الهدره..
كانت امرأه طيبه وعلى نياتها... صارت تصيح مع ام هيثم لا شعوريا.. وصارت تطلب من ابو جابر يساعد ..
ابو جابر اخذ ام جابر و دخل وياها غرفه ثانيه .. وخلو ام هيثم تنتظرهم بالمجلس..
ابو جابر:
ــ انتين ماتدري بهالهيثم بلاويه بلاوي مايندرى لويه ماخذينه .. وبعدين انا ما احبه ولا ارتاح له...من جو بهالفريق دي 6 سنين عفر و انا مو مرتاح له هالآدمي..
ــ لويه عاد ويش سوى لك الصبي.. مسكينه امه تقطع القلب.. حاسه فيها والله...فرقى الضنى غالي.. وانت ما شالله عليك يا ابو جابر عندك واسطات وبتقدر تساعدها ان شالله..
ــ حسب البلوه اللي مهببنها.. اففففف استغفر الله اقول لش هالصبي ما اطيقه...
ــ لويه عاااد..!!
ــ مادري من اشوفه ينقبض قلبي و اتضاااايق.. حتى لو ماسوى لي شي وعبر علي عبور..
ــ يادافع البلا.. عاد على شان خاطري اول مره اطلبك .. زين دخيل الله خليها تشتغل في البيت ولو ان ماعندي شي فيه داك الزود .. بس كبرت اني وابغى من يشيل الحمل عني.. وحاول دخيل الله تشوف بس ويش سالفته .. عالأقل طمن قلب امه عليه..
ــ افففف ... انا لله وانا اليه لراجعون.. خلاص ان شالله يصير خير...
ــ ياعساني ما انحرم من طيبك وعطفك.
خلى ابو جابر ام هيثم تبات مع مرته و طلب منها تشتغل عندها.. وطلع من عندهم و التفكير شاغل باله....
وفي بيت ابو سلمان.. عيسى جالس و سلمان منسدح جنبه غافيه عيونه...
الأفكار تاخذه و توديه..
يبغى يرجع البيت لخالته اللي طل عليها و خايف عليها لنها بروحها... وبنفس الوقت معور قلبه ولد عمه بهالحال وبهالموقف بروحه...
ويقطع افكاره شهقه من سلمان اللي صحى من النوم مفزوع...
حضنه عيسى و صار يمسح عليه.. وسلمان شابح بعيونه مثل المفزوع:
ــ لحالي صرت.. ما احد وياي.. حتى امي اللي توقعتها من تسمع بالسالفه تجي لي.. ماجت..
ــ يمكن ماسمعت.. مادرت..!!
ــ مستحيل.. اصلا امي ماعمرها عاملتني بحنيه ما كأنها امي نهائيا ,, مصدوم انها منها ومن اللي سوته فيك..
ويشد على عيسى.:
ــ وانت صابر وساكت وماعلمتني.. خليتني على عماي اعاملك معامله زفت.. سامحني يا عيسى.. سامحني..
عيسى يشد على سلمان وهو مستغرب كيف درى عن امه.. :
ــ كيف دريت عنها.؟ قال لك المرحوم.؟
ــ لا .. كلكم خبيتوا عني.. بس انا دريت بروحي.. شفتها هذيك الليله لما حفرت انت تحت درج بيتنا... ولحقتها لما لحقها ابوي وهم مايدرو وهي رايحه لبيت الساحر... عرفت كل شي وقتها... بس اللي ما تخيلته يصير منها انها تسمع بموتة ابوي وماتجي حتى تشوفني ...ولا تعزيني...ولا حتى تهتم
عيسى:
ــ هدي بالك وقوم وياي..
سلمان يمسح دموعه ويشد على روحه:
ــ وين؟
ــ بيتي.. بروح لخالتي ام علوي .. ولا ودي اخليك بروحك.. قوم وياي..
و يالله طاوع سلمان عيسى .. وراح وياه..
دخلو البيت.. لقو ام علوي تسف في خوصها..
الحوش كان بارد بداية الخريف و ريحة الخوص الرطب منتشره فيه.. وصوت ام علوي اللي كانت تدندن ويا روحها عاطي الجو حنيه و دفء..
بمجرد ماسكر عيسى الباب وقال:
ــ يماه.. يالله.. وياي ضيف..
تغطت ام علوي نص غطا..
ــ حياه امي.. تفضل..
سلمان:
ــ مساش الله بالخير ..
ــ هلا يمسيك بالنور والسرور...
ــ انا سلمان ولد عم عيسى.. شحوالش خالتي...
حزتها تركت ام علوي الخوص من ايدها ووقفت و هي حاطه ايدها على قلبها:
ــ وي.. وي هلا بيك يا امي.. عظم الله لك الأجر..
سلمان.. من ردة فعل ام علوي العفويه.. وكلمة امي اللي طلعت منها بكل حنان وخوف.. جته الغبنه... رد عليها بصوت مخنوق:
ــ سلم الله عمرش...
ــ ويش حالك ياولدي؟
كلمة ولدي .. اللي ماسمعها من امه ولا مره.. زادته غبن على غبنته
ــ الحمدلله على كل حال.....
ــ وي ياعسى الدهر مايضيمك.. ولا يهينك .. ياعساك طولة العمر و السعاده و الحلم والعلم و الهدايه.. وياعسى ابوك الرحمه و الجنه..
عيون سلمان حزتها غرقت بدموعه المكبوته.... وصار يحاول يكبتها .. في حين عيسى يطالع فيه ومبتسم ومعوره قلبه عليه..
ام علوي :
ــ تعال ياعيني استريح...
ام علوي مرتبكه من جية سلمان خطت خطوتين على ورى بتتباعد ونسيت ان وراها مغطس معدن فيه الخوص المنقوع...
فضربت رجولها فيه..
سلمان لا شعوريا وهو خلاص بيجلس في الجهه اللي تباعدت عنها ام علوي لما سمع صوت ضربة رجولها بالمغطس قال بأنفعال:
ــ بسم الله عليش...
و حبى على ركبه وباعده عنها وبين ماهو يباعده ام علوي ابتسمت و مدت ايدها الا هي على راسه.. تحسسته وصارت تمسح عليه...وهي واقفه:
ــ سمت عليك الزهرا ام الحسنين...
سلمان وقتها... ومع شعوره بيد ام علوي تمسح على راسه... حس بشعور اليتيم الفاقد للتو.. و اللي محتاج حنان من حواليه..
بلا شعور مسك اطراف شيلتها وشد عليها وصار يون ودموعه اخيرا طاحت...
عيسى ماتحملهم صار يصيح هو الآخر..
ام علوي تحاول ما تصيح لكنها ماقدرت صارت تمسح على راسه وكتفه وتخفف عنه...
ــ طلع اللي فيك ياولدي..فضفض..
وظل سلمان على هالوضعيه وطلع كل الحزن والحسره اللي فيه و ام علوي تطبطب على كتفه و تمسح على راسه و تهدي فيه:
ــ ياولدي مادايم الا الله سبحانه... كلنا بنروح ,, خل ايمانك بالله قوي و ترحم عليه...
وفي الليل .. في بيت حسن وحسين...
جعفر منسدح يحاول ينام و الأفكار في راسه تدور..
يفكر في اللي صار عليه و يفكر بالسيده نوريه .. وده لو يتقدم ليها بس ظروفه الماديه ماتسمح .. وفوق هذا عنده اخو اكبر منه مسافر ويحتاج لعرس هو الآخر... ( من سنين كان لازم اول شي يعرسو الكبار بعدين الصغار سواء ذكر او انثى)
نام و هو على امل... تمشي الأيام زي ما يتمناها...
وفي غرفة حسن مريم تنوم رحمه بعد ما رضعتها فاطمه...
وتفكر هي الثانيه بحياتهم وحياة هالبنيه وحياة اولادها.. وتدعو الله يفك قيد امها ويرجعها ليها بالسلامه...
و بالسجن... حليمه مجافنها النوم.. منسدحه و حاطه ايدها تحت خدها ,, هالات عيونها للخدود.. و ملامحها جامده و ما تتفسر... و سناء منسدحه في سريرها مقابل حليمه تتأملها و دموعها تسيل و بأمنيه انانيه نسبيا تتمنى لو ام احمد متواجده معاهم تخفف الحزن عن حليمه وتاخذها بأحضانها...
تنوعت المشاعر مابين كل مكان والثاني متأرجحه مابين حزن و دعاء و شوق و حنين..
رد: اوهـــــــــام و احـــــــــــــــلام
وفي بيت ام جابر ...
واللي ماكان فيه احد غير ام جابر و ام هيثم
طلعت ام جابر الحوش مو جاينها نوم.. لقت ام هيثم هي الثانيه جالسه بالحوش ضامه نفسها و رافعه راسها للسماء وتصيح و تتمتم
ام جابر كحت لا تخلعها.. انتبهت عليها ام هيثم مسحت دموعها بالسرعه ... ووقفت :
ــ بغيتي شي ام جابر..؟
ابتسمت ام جابر:
ــ لا عطاش الله العافيه.. انتين ضيفتي الليله ويش دعوه من الحين بتقابلي شغلش... استريحي ...
قعدو الثنتين...
هدوء.. لكم دقيقه... بعدها كسر هالهدوء سؤال من ام جابر..:
ــ كم عمره ولدش..؟
ــ 26 سنه...
ــ الله يحفظ عليه...
ام هيثم ببراءه وبدون ماتدري:
ــ و انتين يا ام جابر؟ وين جابر ولدش,, للحين ماشفته.. وكم عمره؟
ابتسمت ام جابر ,, ابتسامه بين عليها الحزن وبتنهيده:
ــ ولدي.. ولدي مادري وين ارضه ووين سماه... حي هو لو ميت... ان كان حي سبحان الله يكون بعمر هيثم ولدش تقريبا.. اصغر منه بسنتين.. الله يحفظه لش و يطلع بالسلامه ..و ان كان ميت فالعوض على رب العالمين...
ام هيثم حست بأحراج و تضايقت على شان ام جابر وتمنت لو انها ما سألتها..
ورجع جو الصمت.. الى ان قالت ام جابر:
ــ من تقريبا 24 سنه.. طلعت للعين الغربيه اني مع ولدي جابر.. كان بعده باللفه له شهرين بس .. ماكان عندي احد اخليه وياه , اهلي ساكنين بعيد في ديره فانيه و ابو جابر مسافر.. و الجيران بعدي ما اتعود عليهم.. و استحي منهم... وبيني وبينش.. كنت اخاف على ولدي و ابغاه دايما تحت عيني .. ذاك اليوم كانت العين زحمه مره .. نزلت اسبح فيها وتركت جابر في سلته تحت نخله كانت قريبه من العين.. و ظليت اراقب فيه.. وفجأه و اني اغسل شعري... ومع الصابون طاح خاتم ذهب من صبعي.. وبلا شعور طمست في الماي ابغى اصيده... و صرت احاول الاقيه , بغيت افطس من كثر ما طمست احاول ادوره.. كان هديه من ابو جابر وما حبيت اضيعه بهالسهوله.. . وبعد فتره واني اطامس و ادور ناسيه ان ولدي وياي خصوصا انه كان هادئ و نايم ...ومغطى بخلقه عن الهوا و الذبان..التفت صوب النخله ...
اختنق صوت ام جابر ساعتها.. تحس نفسها مو قادره تكمل...
ام هيثم تأثرت وياها وفهمت ويش اللي صار ,,و دموعها تسيل بشكل مو طبيعي .. صارت تمسح على ظهرها ...
ام جابر بأختناق ودموعها تسيل:
ــ مالقيت السله.. وطلعت من العين... وصرت اسأل في النسوان اللي حوالين النخله .. وين السله.. كلهم اكدوا لي ان مرأه متغطيه جت وخذتها .. وما وحده فيهم سألتها لأنهم مايعرفوني ولا يدروا السله لمين ولا يدرو ويش بداخلها..
ام هيثم لا شعوريا صارت تصيح و تنحب بصوت عالي...
ام جابر هدأت و صارت تطالع في ام هيثم مستغربه من تفاعلها المفاجئ اللي فجأه صارت تضرب في صدرها... وتقول:
ــ حاسه فيش و مجربه.. حاسه فيش ومجربه...بس اني ولدي هيثم مات..
ام جابر تمالكت نفسها وبتساؤل مندهش:
ــ مات..!!
ــ ايييه مات.. غرق بعين و اني كنت وياه من اهمالي... الحزن و الجرح هو نفسه ياخيه... نفسه..
ــ اجل.. مين هيثم؟ المسجون...
ام هيثم تتنهد وهي تمسح دموعها...
ــ هذا ولد وحده اعرفها... اني مو من هالديره توي جايه ليي 6 سنين بس... ولاني من الديره اللي جيت منها اهلي تبروا مني ...
وتصير تصيح و هي مقهوره و فيها من الحزن ما يعادل حزن ام جابر:
ــ تبروا .. لأني انحشت مع ابو هيثم و عرست عليه بدون رضاهم... كان مقطوع من شجره ماله احد بهالدنيا .. وكان يشتغل في مزرعة ابوي ....كبرنا وربينا مع بعض وتعلقنا ببعض كان ابو هيثم الله يرحمه يجمع القرش على القرش لجل يتقدم لي ولكن لما تقدم ابوي رفضه و هزأه و سمعه كلام جارح.. هالشي حز بخاطري و خلاني اقترح على ابو هيثم من قهري وحسرتنا ننحاش.. في البدايه كان متردد بعدها وافقني... و انحشنا لديره غير ديرتنا.. الله عطاني هيثم و توفى ابوه بعدها بسنه طاح من فوق نخله.... ظليت وحيده بعد ما ورثني بيت صغير مالي الا الله و عطف الناس حواليني... بعدها بسنتين.. غرق ولدي في العين وهو يلعب مع صبيان .. و مادريت به الا وهو جثه محموله بذراع وحده من النسوان...اكلني الهم.. و كان الود ودي ساعتها لو الله ياخذ روحي ويريحني... الدنيا اسودت بعيوني.. فقدت زوجي اول تالي فقدة ضناي.. حسيت ان الله يعاقبني على عصياني لوالديني... رجعت ديرتنا بعدها بفتره لكنهم استقبلوني بالطرد .. تمنيتهم لو يذبحوني .. بدل لا يضربوني.. تمنيت ما ارجع للبيت اللي تركته بذكريات كلها حزن و ألم.. لكني رجعت وكلي قهر و حسره..... ولقيت وحده فقيره على بابه.. بحضنها ولد صغير ابو شهور .. خرسا ما تتكلم..... وحالتها حاله و نفسيتها مريضه ..
دخلتها بيتي و اهتميت فيها.. كانت تعاني من حاله نفسيه صعبه عجزت اعرفها.. ومع ذلك ما آذتني تعلقت بولدها صرت اداريه و اهتم فيه لحد ما اوتعيت في يوم.. ولقيتها راحت لربها.. وظليت اني و الولد... اللي ماكنت اعرف حتى اسمه.. فسميته هيثم... وظلينا عايشين بذاك البيت 19 سنه وهو حسبة ولدي اللي فقدته.. لكن ما الله اراد له الهدايه..
كان تاعبني ومشقيني و مسبب لي مشاكل بالديره.. لحد ما فجعني في يوم انه رهن البيت وعجزت ساعتها افك الرهن فما كان منا الا نترك البيت و الديره و نجي لديرتكم.. ومع هذا المشاكل من طرف هالولد ظلت تلاحقنا ..
كذا مره كنت اطرده من البيت.. لكن قلبي مايطاوعني وهو حسبة ولدي و ربيته.. تعلقت فيه يا ام جابر والله يشهد... و الحين قلبي كل يوم وليله يتقطع بسكاكين على فراقه...
ام جابر شبحت بعيونها.. ومسكت ام هيثم من كتوفها وبأنفعال هزتها:
ــ متى جت على باب بيتكم المرأه.؟ وويش كان لابس ولدها... قولي لي ... قووولي لييي؟؟!!
ام هيثم استوعبت صريخ ام جابر فيها على ويش وويش ظنها فيها... صارت دموعها تتقاطر بلا شعور و بتردد مبين عليه الخوف و عيونها تترتجف :
ــ ت.. ت... تبان. ابيض. وفانيله خفيفه حمرا و ملفوف بخلقه صفرا.. ( التبان : سروال قصير مره مايغطي الفخذين)
هدأت حزتها ام جابر.. تذكر بالضبط ويش اللي كان على جابر .. كان عليه تبان ازرق و فانيله زرقاء و الخلقه الملفوف بها بيضاء..
صارت ام جابر تتعذر من ام هيثم و تطلب منها تسامحها على انفعالها وتعذرها..
رجعت كل وحده فيهم لغرفتها .. وحطت راسها..
ام جابر ضامه المخده و دموعها تسيل .. من حرقة قلبها اللي ما هدأ لحظه
و ام هيثم شارده تفكر في ولدها و تفكر هالولد اللي شافته هل هو فعلا ولد المرأه لو بايقتنه وبدلت ثيابه ؟ انكمشت على نفسها وفي قلبها تردد.. ( هيثم ولدي مهما كان ومهما صار)
وفي الصباح...
فتح سلمان عيونه على صوت ام علوي تدرس الأطفال قرآن .. لقى عيسى مو موجود.. طلع من الغرفه وهو يتنحنح...
ام علوي وقفت الدرس:
ــ صباحك خير ياولدي.. عيسى في الغرفه هناك .. الحق عليه قبل لا يطلع و اجدع وياه >> اجدع = افطر... جدوع = فطور..
دخل سلمان على عيسى لقاه بسروال وفانيله و يخيط ثوبه و الفطور على جنب مغطى بخلق...
ابتسم عيسى:
ــ صباحك خير ..
سلمان بأبتسامه متعبه:
ــ صباحك نور.. ويش تسوي..؟
عيسى يقص الخيط خلص من الخياطه:
ــ ههه .. ارقع فوبي...
ــ ههه والله فنان.. تعرف تخيط.؟
ــ ايه يعني خياطه على قد الحال..
ويلبس الثوب و يفره على جنب مكان الخياطه..ويصير يجره و يعدله صار متكفس شويه ضغط على الغرزه وهو يخيط
ــ يبين الخياط.. غربال شديت على الخيط
ــ لا زين ما يبين...
ــ مشينا ناكل ... بسم الله
ويشيل الخلقه ... ويبتسم:
ــ مادري يعجبك فطورنا لو لا؟
كان قرص بيض مقلي و خبز عربي و شاي ...
ابتسم سلمان:
ــ لويه مايعجبني ..؟ ليش الناس ويش يفطروا؟
ــ ههههه مادري؟
ــ مين سواه دا؟
عيسى يدق على صدره:
ــ انااا...
سلمان يطالع في عيسى :
ــ ما شالله عليك.. توي ادري بك تعرف كل شي.. شايل عمرك شيل...
عيسى و هو ياكل :
ــ الحمدلله الحياه علمتني ما اعتمد على احد... الله يحفظ لي خالتي ام علوي كانت شايلتني شيل و انا صغير ومن مرضت و راح بصرها.. تعلمت اخدم روحي بروحي..
صار سلمان ياكل الفطور..ويبلع كل لقمه بغصه على حاله..يقارن بين نفسه اللي عاشت بعز و رخاء واللي ماكان يسوي ولا شي لنفسه و لبسه اللي ماينتظره ينشق ليشتري فوقه الف لبسه ولبسه ومع ذلك ما كان يعيش بنفس السعاده و الراحه و الأمتنان اللي حسهم في عيسى البسيط ...
بلا شعور انسلت دمعه و طاحت في كاس الشاي اللي كان يهفه عن الحراره .. انتبه له عيسى وصار يطالع فيه..
ضحك سلمان بأصطناع ومسح عيونه:
ــ من بخار الشاي حار.. حرقني ودمع عيوني...
ابتسم عيسى:
ــ خليه يبرد له..!
خلصوا فطورهم وطلعوا...
سلمان : ــ تسلم يا ولد العم عالضيافه .. ماقصرت.. برجع بيتنا الليله و بلم اغراضي...
ــ ليش؟ وين بتروح؟
عيسى وهو يطالع في السما مع تنهيده من القلب:
ــ البحرين... لأهلي اللي هناك
ــ يعني بتسوي زي ما قال لي معتوق ووصاك عمي .؟ بتروح تشتري سهم شركاء المرحوم من هناك و بتدير الحلال؟
ــ ايه.. ويش اسوي اقعد هنا... مالي غرض .. كل الحلال هنا حلال ابوك المرحوم وبالتالي حلالك..
عيسى يحط ايده على كتف سلمان:
ــ شدعوه ياخوي.. حلالك حلالي...
سلمان ما تحمل و صار يصيح بهدوء ومن قلب..
ضمه عيسى وصار يمسح على ظهره في حين ظلت ايادي سلمان منسدله ..وبصوت مخنوق:
ــ سامحني.. سامحني على كل غلطه ارتكبتها بحقك.. ماكنت ادري باللي جرى عليك.. سامح المرحوم.. ماكان بوعيه لما ظلمك ..
عيسى يطبطب على ظهر سلمان وبخفه:
ــ مسامحنكم جميع.. دنيا و آخره.. انت.. و عمي.. و حتى امك...
سلمان وقتها ومن طاري امه بالذات... و هي السبب في كل اللي صار... زاد صوت صياحه المختنق و ضم عيسى هو الآخر وصار يشد على ملابسه :
ــ امي... ياليتني ماكنت ولد امي... امي؟ وين هي امي عني؟ انا مو مسامحنها كيف انت تسامحهاا؟؟
ــ لااا..استغفر ربك.. مهما كان هذي امك..
رد: اوهـــــــــام و احـــــــــــــــلام
وصل عيسى سلمان و راح يدور عالرجال اللي وصاه عمه يروح له .. ليسجل نفسه.. انسان بشهادة ميلاد تثبت له كيان بهالوطن..
في بيت ابو جاسم ( استاذ عبدالحميد)
جاسم جالس هادئ مو عوايده.. مبرطم وحزين..
جنه:
ــ ويش فيك مبرطم و ثاكت؟ مو عوايدك؟
ما يرد عليها...
جنه:
ــ ما رحت المدرثه اليوم حق ويه؟
مايرد عليها...
جنه تستفزه:
ــ لا يكون منحاااش و الله لعلم ابوي عليك
جاسم ابدا في عالم ثاني....
راحت جنه وسالت امها:
ــ ويش فيه جاثموه.؟ مايرد عليي؟
كريمه تشخل العيش:
ــ ويش دراني عنه اكلت القطوه لسانه.. عفر !
الا برجعة ابوه من المدرسه ....
واللي على طول من شافه قاعد بالحوش و في عالم آخر..
عبدالحميد بأنفعال:
ــ ويش فيك ماجيت اليوم المدرسه هاااا.. من متى اخذك وياي انا حق اطمن ... ولا عاد اليوم يوم توديع خويك بدر بيسافر خلاص... المدير لنه متفوق قرر يسوي له حفله اليوم و تجمعنا نسلم عليه هو وابوه اللي كان وياه يخلص اجرائات اوراق غيابه..
كريمه طلعت من المطبخ :
ــ أهااا.. علشان كذاااا....
جاسم منقهر وشوي بيصيح:
ــ مانا رايح.. لويه اروح.. ؟
عبدالحميد:
ــ آه يالملعون.. وتقول مانا لي هااا..يعني ويه؟ منت مودعنه؟ ماتقدر على فراقه؟ اووووه والله ماتوقعت العلاقه تصير بينكم بهالدرجه... و انا اقول يطالع فيني من بد الآساتذه كلهم في حفل توديعه طلع على شانك يدور عليك... اكو جى وياي
جاسم قام منفعل ولا هو مستوعب كلام ابوه و صار يصيح وبقهر:
ــ ما قال لي انه بيسافر .. سمعت من الصبيان .. لويه ماقال لي .. ها لويه.. مانا مودعنه .. مانا ..
الا يسمع صوت ورى ابوه ... وبنفس الوقت ابوه قال لكريمه:
ــ يالله يالله.. تفضل يا ابو بدر..
وصوت ابو بدر برى البيت ..
ــ لا تسلم بس بدر خله يشوف جاسم وبنمشي..
جاسم وقف مذهول.. الا ببدر بعكازاته يدخل و في عيونه دموع...و يسرع ناحية جاسم وهو يقول له:
ــ ماقلت ليهم انا بعد يمكن سمعوا من ابهاتهم لأن ابوي قال بالسوق انه بسافر.. ليش ويش هم بالنسبه لي علشان اقول ليهم و اخليك انت ياغبي يابهيم .. انا مابغى اروح اصلا ..
ويتعثر ويطيح ويركض له استاذ عبدالحميد الا بجاسم يركض له ويقعد عالأرض ويحضنه ويصير يصيح:
ــ لا.. روووح... انا اقول لك روووح.. روح وتعالج و ارجع لينا مثل لول.. خلينا نلعب مع بعض و نستانس.. اذا مارحت بزعل عليك ليوم القيامه ومابكلمك...
في المطبخ جنه و امها يصيحوا...
ابو بدر برى يسمع كلامهم و يمسح دموعه بغترته..
و عبدالحميد حضنهم ثنينهم و بهدوء :
ــ الهي لا يحرمكم من بعض ولا يغير عليكم.. وترجع يابدر بالسلامه...
العصر وفي مكتب المحاماه....
عباس و حسن و حسين يناقشو قضية حليمه مع محامي...
المحامي:
ــ من الأساس يا اخواني اذا كانت المتهمه ما قتلت بدافع الدفاع عن شرفها.. لنها قتلت بالأساس زوجها و تركت المجرم.. ولأن زوجها شريك في الجرم مع المجرم يرجع الأمر لأهله.. ابوه و اخوانه.. هم اللي يحددوا حكمها تاخذ حكم او تدفع ديه او لا شيء عليها.. اذا كانوا متأكدين من جرم ابنهم...
عباس:
ــ طيب مو هي اللي قتلته؟ قتله اخوها واللي يصير اخوه.. وهو مريض نفسيا معاه انفصام .. ثارت حميته على اخته فقتل اخوه
المحامي بأستغراب:
ــ لا اله الا الله.. يعني هو اخوه من ابوه مثلا وهي اخته من امه او العكس. ففضل اخته على اخوه و صار اللي صار...دوختوني وضحوا لي الله يرحم والديكم.
حسن:
ــ ايه عدل كلامك .. خصوصا ان بعد الله يرحمه مالينا نذكر سيئاته.. معروف المغدور بسوء سيرته.. و المجرم اللي كان معاه و ساس البلا مسجون الحين بتهمة تعاطي حشيش..
المحامي:
ــ اف اف .. شهالقضيه المشربكه..
حسين:
ــ والحل الله يسلمك؟
المحامي:
ــ خلوني هاليومين بس ارتب امور القضيه و ارفع دعوى قضائيه على المجرم و ارجع افتح القضيه ونتلاقى بالمحكمه ان شالله... انتوا بس جيبوا لي اوراق طبيه تثبت ان المدعو بشير مصاب بأنفصام و شهاده من احد اقربائه انه يعاني هالحاله اذا كان ارتكب الجريمه قبل الفحص ..
حسين:
ــ طيب لو اثبتنا التهمه على المجرم و طلعت المتهمه من السجن ويش بيصير على بشير؟
ــ هالشي اذا كان مريض راح ينحكم ضمن القتل الغير متعمد بسبب المرض. وليس لسبب الدفاع عن شرف اخته لأن مافيه شهود على هالحادثه.. لأن لو بنتعبر السالفه شرف..كان كل من قتل احد وقال ادافع عن شرف اهلي... و لا تدروا هل صار اصلا اعتداء او ماصار هالشي ما ينحكم عليه بالكلام فقط... فراح ياخذ الحق العام فقط للقتل الغير متعمد و اذا طلب اهل القتيل ديه يدفع لهم لكن بما انهم اخوه و الأب متوفي فالأمر متروك حسب حالته الصحيه.. فجايز ينوخذ للمستشفى للعلاج و كسجن ايضا..
عباس:
ــ هيثم يحتاج استجواب.. على شنطه فيها اداة الجريمه انا شفت المتهمه و بشير يدفنوها ديك الليله بنخل وبعدها اختفت .. اخذها هو لأنه هدد باسم و طرف ثاني يكون ولد حسن من فتره بها...
المحامي:
ــ خلاص ان شالله مايصير الا الخير.. انا بنفسي راح اروح له السجن و احقق معاه... ونشوف ايش اللي يطلع معنا..المهم بيوم اللي نروح المحكمه جيبوا الشاهدين معاكم..
طلعوا من مكتب المحامي.. وكلهم امل و بنفس الوقت اسى على بشير ..
رد: اوهـــــــــام و احـــــــــــــــلام
وصلو بيت عباس دخلو لقو دم في الحوش وصحن فيه فواكه مابين مقشر ومقطع
عباس من شافه انصرع وصار ينادي...
ــ بااسم.. بشير.. وينكم !
و ركض على الغرفه اللي ينامو فيها.. لقاها فاضيه
حسن وحسين ركض يدورو ببقية الغرف لقوا غرفة عباس مقفله بعد من طقو الباب و صرخو:
ــ مين داخل .. باسم بشير؟؟
الا باسم يفتح الباب وهو ميت رعب و صياح وحالته حاله...
و عضده ينزف دم شكله من ضربة سكين..
من شافوه انصرعوا ويش صااااير..
باسم وهو يرتجف:
ــ بشير... بشير .. كنت قاعد اسولف وياه.. وهو يقشر تفاحه و ناكل .. بس قلت.. يبغى لي شنطه لو كيس كبير اجيب فيابي مره وحده من بيتنا لهنا بدل الروحه و الجيه.. الا بشير تبهدلت احواله وصار يصرخ فيني و ضربني... لويه مادريت ؟
عباس يضرب على راسه:
ــ من طاري الشنطه.. من طاريها.. جته الحاله... الحين وينا هوووووو... كان ماقتل روحه.. آه ..ويلي .. ويلي
انهار عباس صار حسن يحاول يخليه يتماسك في حين حسين بسرعه صار يدور شي يلف فيه جرح باسم :
ــ لا لازم لك مستشفى.. لا يتلوث الجرح ...
حسن قام يدور بشير لقاه في المطبخ.. نايم و ايده ملطخه بالدم...
تقرب منه وهو خايف.. لقى في ايده اثار رمل ..
ــ بشير.. بشير...
فتح بشير عيونه وهو مذهول..
قعد قعود و عيونه تتحرك في عدة اتجاهات وميت رعب...
رفع ايده وصار ينفضها بخوف و يمسحها في الأرض...
حسن مسكه يحاول يهديه:
ــ ويش فيك؟ بشير اهدئ..
بشير يرتجف وبخوف ودموع:
ــ نذير... شفته نذير...
عباس واقف على باب المطبخ وقلبه يحسه بيطيح من الرعب:
ــ نذير.؟ لا تقول لي لأن باسم يشبه نذير قمت ضربته ؟
بشير دخل في حالة هستريا وصار يصارخ:
ــ اقول لك نذيرررررررررررررررر... نذير نذير...
ويشيل صفاري كانت جنبه ويفلتها صوب عباس اللي طلع منحاش من المطبخ ميت من الخوف... ويصرخ:
ــ لا.. لازم يتعاالج وصل لمرحله صار خطير فيها على اللي حواليه.. اسمح لي ياباسم حتى لو اخوك لازم نوديه المصح... مو حاله دي
ودوا باسم المستشفى.. اللي رفضوا يعالجوه قبل لا يعرفوا سبب هالضربه العميقه واللي كان مبين انها ضرربة سكين..
و مستعدين يتهموا عباس انه السبب بما انهم ساكنين عنده...
وبعد ما خبرهم حسين بالسالفه طلبوا اداة الجريمه للتحقيق .. الا انهم ماكانوا يدلوها ..
وبشير وقتها رجع لحالته الطبيعيه فلما استجوبوه. انكر وقال انه مايدري عن شي.. في حين قول باسم انه اخوه ضربه لنه مريض ما يتصدق بدون اداة الضرب..
ليتذكر حسن الرمل اللي شافه في ايد بشير,, ويرجع بسرعه مع عباس للبيت ويحفرو في الزراعه اللي بالحوش ليلقو السكين مدفونه..
حزتها عباس انهار على ركبه:
ــ الجريمه تنعاد مع باسم.. وبنفس تفاصيلها.. بس لأن يشبه نذير و لأنه طرى شنطه...
شالو السكين بخلق وودوها المستشفى للمحققين و اخذوا بشير يفحصوه.. لتثبت النتيجه انه مصاب بأنفصام شخصيه وفي مرحلة متطوره وصل لدرجة العنف و الهياج.. فأحتجزوه بالمستشفى للعلاج خصوصا ان فيه له بعد ملف من فتره وطالبين فيه من امه تجيبه لكنها ماجابته...
و استلم عباس شهادة طبيه تثبت حالة بشير .. توجه بها الى المحامي...
و بعد يومين....
بالمطار .. ابو بدر يودع حسين اللي وصلهم ..
شهاب:
ــ ماتوصي شي من هناك ياخوي..
ــ سلامتك تروح وترجع بالسلامه ومعافيين ان شالله...
ــ ما اوصيك و انت جار و اخو لا تقطعوا اهلي من زياره لو استفقاده
ــ افا عليك بدون وصايه .. روح ولا تحاتي ... اهلك حسبة اهلي..
ــ جزاك الله خير ماقصرت.. و الله يقويكم و يطلع فقيرة الله من هالسجن الحين ابو علي و عباس بالمحكمه.؟
ــ ايه شويات و اروح ليهم..
ــ سلم عليهم.. قلبي وياكم..
ركبوا الطياره .. و الأمل يرافقهم .. يتمنوا يرجعوا بالسلامه و الآماني تتحقق..
وبالمحكمه.....
وبعد ادلاء باسم و محمد بشهاداتهم تم استجواب هيثم ..... و اللي انكر علاقته بالقضيه طبعا... و بعد الأطلاع على اوراق بشير ... قرر القاضي استئناف القضيه بعد اسبوع... مع استمرار التحقيق مع هيثم ...
وفي بيت حسن و حسين..
فهيمه جالسه مع امها و فاطمه اختها...
ام عبدالله:
ــ وويش قررتوا يابتي ؟
فهيمه:
ــ ان شالله بس اولد بعد 5 شهور .. بنسافر لعلاج فيصل..
فاطمه:
ــ الله يسهل عليـﭻ..و تقومين بالسلامه... و يريح بالـﭻ ويطمن قلبـﭻ ...
ــ يالله ياكريم....
ساد الصمت شويه.... ليقطعه تساؤل من فهيمه:
ــ يمه..
ــ نعم أمي..
ــ يمه من متى خبرﭺ بأخوي..؟ ما اتصل ؟
تبدلت ملامح ام عبدالله و بأسى وهدوء :
ــ يمكن سنه ما سمعت صوته... و اتصلت اني مره و ردت علي خدامتهم قالت مو موجود قلت ليها تقول له اني اتصلت ولا يندرى...
فاطمه:
ــ يمكن نست؟
ابتسمت ام عبدالله وتنهدت:
ــ ما اعتقد نست.. يمكن مرت اخوش حدتها تنسى ولا تعلمه...
فهيمه:
ــ باط ﭽـبدي ما كأننا هله.. من خذاها حلايا ويهها هالشيفه و اهو مخترب
فاطمه:
ــ الله يهديه و يهديها.. ويخلف علينا على هالأخو ...
فهيمه:
ــ ويخلف عليه على مخه المخترش.. آنا بس لو تعطيني امي الصلاحيه اروح اكسر راسها و اطلقها منه و اعرسه بدالها فيه الف احلى منها و ابرك...
ام عبدالله بأسى..:
ــ هدي بالش يابتي... حتى لو سويتيها ما وحده بترضى فيه .. ليش ماحايلت فيه مفكره؟ ومحايلي كان سبب كراهية مرته لي ..
ــ ليش الف بنت وبنت تتمنى الستر.. ليش ماتبيه يعني.؟ على شان مطلق؟
تنهدت ام عبدالله:
ــ لا.. ويش بيدي عليه هالولد ... يمه اخوكم عقيم. ماقال لي الا لما تعب من حنتي عليه انه يتزوج... و مو مصبرنه على هالمرأه المتحكمه الا هالشي.. ان طلقها مين بتاخذه وهي تدري بحالته؟ بعد فيه بنات ناس اجاويد اذا عرسوا على واحد واكتشفوا قلة النسل منه يصبروا و يعيشوا وياه عالحلوه و المره.. لكن تدري به و تاخذه وهو كذا ما مره سمعت..
فاطمه و فهيمه صدمهم هالخبر...
فهيمه:
ــ يمه كل هالوقت تدرين وساكته.. ؟
ــ ويش بيدي .. غير اني اريح حياته التعبانه واجي هنا ليكم... لا ازيده هم على همه من هالمرأه بعد ان طلقها ويش بيدي عليه وويش باسوي له اني .. و ان تركها بتظل ليل ونهار تنكد عيشته طول ماني موجوده وياه... ... هي الحين صحيح زينه وياه بدوني بس متحكمه فيه ومخليتنه خاتم في صبعها... الله يكون بالعون بس.. شوفو لينا غير هالسيره..
في بيت ابو سلمان.. وبعد ما لم سلمان اغراضه...
دخل غرفة امه و ابوه... ووقف في نصها يتأملها...
فتح كبت امه لقاه فاضي.. فتح كبت ابوه ,, لفت نظره كرتون تحت في قاع الكبت.. وفوقه ملفات لعمل ابوه و اغراض مكركبه بحيث دافنه الصندوق الا من جزء بسيط ظاهر منه
طلعه وفتحه.. لقى فيه ثياب صغار.. كانت ثيابه..
صار يقلبها بعيون حزينه و ابتسامه :
ــ خاشنهم ابوي عنده...
وبين ماهو يقلبهم.. رفع تبان وفانيله زرقان .. صغار مره .. ابتسم و طواهم و رجعهم كلهم الكرتون و اخذه معاه مع ثوبين من ثياب ابوه للذكرى.. وترك البيت....
وعلى الساحل ..
ودع عيسى بعد ما تطمن عليه و حللوا و ابروا ذمات بعضهم...
ركب السفينه و مشت.. ولوح لعيسى وبصوت عالي:
ــ تعال وزورني في البحرين... بس اوصل برسل لك عنواني... لا تنساني من الدعاء ومابنساك انا.. مع السلامه ياخوي..
لوح له عيسى بالأيدين:
ــ مابنساااك.. انتبه لروحك... و اكيد لي زياره... سلم على معتووق ...
رجع عيسى البيت .. و الأفكار تتزاحم في راسه.. يفكر يبيع بيت ابوه و يرمم بفلوسه بيت خالته و يجدده و يخليها تستريح من تعليم الأطفال ,, ويروح المعهد المهني يتعلم له صنعه تفيده بما ان عندهم مصدر دخل الحين فما يحاتي لقمة اليوم ولا بكره ولا لسنين قدام... ابتسم وهو يحك راسه وفي باله:
ــ بني آدم طماع... والله ان الفلوس وصخ دنيا..!
بعد 3 ايام تقريبا و بالسجن...
جت السجانه تنادي حليمه.. و تأمرها تلبس عباتها.. رجال جاي يقابلها...
الى الملتقى