رد: الشمس إذا سترها السحاب
الشمس إذا سترها السحاب - 12
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم
والعن اعدائهم
عَنِ النبِيِّ صلى الله عليه واله:
من كنت مولاه فعلي مولاه
سؤال:كيف نعتقد بامام لم تره العيون ؟؟
الجواب:
وهل كل ما نعتقد به قد رايناه باعيننا ؛ بل اكثر ما نعتقد به هو مالانراه باعيننا واقرب القضايا الينا ؛ هو لما يغيب الاب من البيت ويذهب للعمل لوسالت اي فرد من افراد العائلة هل تعتقد بوجود والدك فسينزعج من سؤالك لانه يقول نعم موجود والان هو في العمل فاي فرق بين غياب الوالد وغياب والد الامة ثم نحن نعتقد بالرسل والانبياء ولم تراهم عيوننا ونعتقد بوجود الجن ووجود ياجوج وماجوج والجنه والنار وخالق الوجود والهواء والاكسجين ومكونات الهواء والالكترون وغيرها وكلها لم تراه عيوننا ولكن لا نشك بوجودها وكذلك اكثر مدن العالم لانشك بوجودها في الدنيا ولم نراها باعيننا ؛ فلماذا اذن نعتقد بكل هذه ولم نراها ولكن نتعجب ان قلنا ان الامام الحجة عليه السلام موجود ولكن لحكمة ربانية هو اعلم بها قد ستره عنا ؟!.
هل هذا الا لاعوجاج الفطرة ولجاجة النفس الامارة وعناد المعاند.
سؤال:
هل يجب علينا ان نعتقد بوجوده :
جواب:
لقد اجاب الشيخ الصدوق قائلا:
كمالالدين ج : 1 ص : 19
و لا يكون الإيمان صحيحا من مؤمن إلا من بعد علمه بحال من يؤمن به كما قال الله تبارك و تعالى إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَ هُمْ يَعْلَمُونَ فلم يوجب لهم صحة ما يشهدون به إلا من بعد علمهم ثم كذلك لن ينفع إيمان من آمن بالمهدي القائم عليه السلام حتى يكون عارفا بشأنه في حال غيبته و ذلك أن الأئمة عليهم السلام قد أخبروا بغيبته عليه السلام و وصفوا كونها لشيعتهم فيما نقل عنهم و استحفظ في الصحف و دون في الكتب المؤلفة من قبل أن تقع الغيبة بمائتي سنة أو أقل أو أكثر فليس أحد من أتباع الأئمة عليهم السلام إلا و قد ذكر ذلك في كثير من كتبه و رواياته و دونه في مصنفاته و هي الكتب التي تعرف بالأصول مدونة مستحفظة عند شيعة آل محمد عليهم السلام من قبل الغيبة.
سؤال:
هل ان هناك غيبة في الامم السابقة قبل هذه الغيبة التي نحن فيها ؟
الجواب
نعم وقعت كثيرا من الغيبات ولذلك ذكرهم القران الكريم حيث قال تعالى :
وَ رُسُلًا قَدْ قَصَصْناهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَ رُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَ كَلَّمَ اللَّهُ مُوسى تَكْلِيماً
فهؤلاء رسل قد خفي خبرهم عنا لذلك قال الامام الصادق عليه السلام كما نقل ذلك الشيخ الصدوق قائلا :
فمن ذلك ما حدثنا به أبي رحمه الله قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا أحمد بن محمد بن خالد البرقي عن أبيه عن محمد بن سنان عن إسحاق بن جرير عن عبد الحميد بن أبي الديلم قال
قال الصادق جعفر بن محمد عليه السلام:
يا عبد الحميد إن لله رسلا مستعلنين و رسلا مستخفين فإذا سألته بحق المستعلنين فسله بحق المستخفين
وحتى الانبياء عليهم السلام كابراهيم عليه السلام لم يكن ظاهرا من اول يوم كما سننقل لكم من كتاب كمال الدين للصدوق رحمه الله تعالى :
كمالالدين ج : 1 ص : 22
((فكانت حجج الله تعالى كذلك من وقت وفاة آدم عليه السلام إلى وقت ظهور إبراهيم عليه السلام أوصياء مستعلنين و مستخفين فلما كان وقت كون إبراهيم عليه السلام ستر الله شخصه و أخفى ولادته لأن الإمكان في ظهور الحجة كان متعذرا في زمانه و كان إبراهيم عليه السلام في سلطان نمرود مستترا لأمره و كان غير مظهر نفسه و نمرود يقتل أولاد رعيته و أهل مملكته في طلبه إلى أن دلهم إبراهيم عليه السلام على نفسه و أظهر لهم أمره بعد أن بلغت الغيبة أمدها و وجب إظهار ما أظهره للذي أراده الله في إثبات حجته و إكمال دينه فلما كان وقت وفاة إبراهيم عليه السلام كان له أوصياء حججا لله عز و جل في أرضه يتوارثون الوصية كذلك مستعلنين و مستخفين إلى وقت كون موسى عليه السلام فكان فرعون يقتل أولاد بني إسرائيل في طلب موسى عليه السلام الذي قد شاع من ذكره و خبر كونه فستر الله ولادته ثم قذفت به أمه في اليم كما أخبر الله عز و جل في كتابه فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ و كان موسى عليه السلام في حجر فرعون يربيه و هو لا يعرفه و فرعون يقتل أولاد بني إسرائيل في طلبه ثم كان من أمره بعد أن أظهر دعوته و دلهم على نفسه ما قد قصة الله عز و جل في كتابه فلما كان وقت وفاة موسى عليه السلام كان له أوصياء حججا لله كذلك مستعلنين و مستخفين إلى وقت ظهور عيسى عليه السلام . فظهر عيسى عليه السلام في ولادته معلنا لدلائله مظهرا لشخصه شاهرا لبراهينه غير مخف لنفسه لأن زمانه كان زمان إمكان ظهور الحجة كذلك. ثم كان له من بعده أوصياء حججا لله عز و جل كذلك مستعلنين و مستخفين إلى وقت ظهور نبينا صلى الله عليه واله
سؤال:
هل ان الله تعالى اخبر نبينا صلى الله عليه واله بوجود الحجة عليه السلام وكونه سنة من تلك السنن في الامم الماضية ؟؟
رد: الشمس إذا سترها السحاب
الشمس إذا سترها السحاب - 13
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم
والعن اعدائهم
عَنِ النبِيِّ صلى الله عليه واله:
من كنت مولاه فعلي مولاه
سؤال :
وكيف يمكن ان يكون الامام عليه السلام موجودا منذ اكثر من الف سنة ؟؟
ومن شاهد الامام عند ولادته ؟؟
اما الجواب على السؤال الاول :
فن القرآن الكريم والسنة الثابتة يذكر عمر نوح وعمر الخضر وعمر الكثير من المعمرين ولا يعترض اي احد؛ ولكن الشيعي اذا قال ان امامه قد عمّر ويعمّر يبدي الاستغراب والتعجب وكأنه بهذا الاستغراب والتعجب هو معرضا عن كتاب الله ؛ مخلفا اياه وراء ظهره ليشتري به ثمنا قليلا فويل لهم مما يصفون :
و لَقَد أَرسَلنا نوحاً إِلى قَومه فلبِث فيهِم أَلف سنةٍ إِلا خمسين عاما فأَخذهُمُ الطوفانُ و هُم ظالمُون (14)( العنكبوت )
فان هذه الاية المباركة صريحة بان العمر الذي لبثه نوح عليه السلام في قومه هو 950 سنة ؛ اما انه كم كان عمره قبل التبليغ ؛ وكم طالت المدة حتى انتهت صناعة السفينة ثم بعد ان اهلك الله تعالى قومه بمعصيتهم ونزل من السفينة حينما استوت على الجودي وقيل بعدا للقوم الظالمين ؛ فكم عاش ؟؟
كل هذا اضفه لعمره الذي لبث فيه في قومه. ستجد ان امام زماننا لم يكن عمره المبارك الشريف مستغربا ولا شيئ يثير العجب في قدرة الباري تعالى وحكمته البالغة ؛ وسنطالع معا عن عمر نوح وعمر المعمرين من المؤمنين والفجار لعل الله يهدي اصحاب الاعتراض والمعتكفين في كهف الشكوك .
الكافي ج : 8 ص: 280
- عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامٍ الْخُرَاسَانِيِّ عَنِ المُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ كُنتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام بِالكُوفَةِ أَيَّامَ قَدِمَ عَلَى أَبِي الْعَبَّاسِ
فَلَمَّا انتهَينَا إِلى الكُناسة قَال:
هاهُنا صُلبَ عمِّي زيدٌ رحِمَهُ اللهُ ثمَّ مضَى حَتى انتَهى إِلى طاقِ الزياتينَ و هُوَ آخِرُ السراجِينَ فَنزلَ و قَال :
انزِل فَإِنَّ هذَا المَوضِع كَانَ مَسجِدَ الكُوفَةِ الأَوَلَ الَذِي خطهُ آدمُ عليه السلام و أَنَا أَكْرَهُ أَنْ أَدْخُلَهُ رَاكِباً قَالَ قُلتُ: فَمَنْ غَيرَهُ عَنْ خِطتِهِ؟؟
قَالَ :
أَمَّا أَوَّلُ ذَلِكَ الطوفَانُ فِي زَمَنِ نُوحٍ عليه السلام ثُمَّ غَيرَهُ أَصْحَابُ كِسْرَى وَ نعْمَانَ ثمَّ غَيَّرَهُ بَعْدُ زِيادُ بْنُ أَبِي سُفيَانَ.
فَقُلتُ: وَ كَانَتِ الْكُوفَةُ وَ مَسْجِدُهَا فِي زَمَنِ نُوحٍ عليه السلام؟؟
فَقَالَ لِي:
نَعَمْ يَا مُفَضلُ وَ كَانَ مَنزِلُ نُوحٍ وَ قَوْمِهِ فِي قَريَةٍ عَلَى مَنزِلٍ مِنَ الفرَاتِ مِمَّا يَلِي غربِيَّ الكوفَةِ . قَالَ وَ كَانَ نُوحٌ عليه السلام رَجُلا نَجاراً فَجَعَلَهُ اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ نَبِيّاً وَ انتجَبَهُ و نُوحٌ عليه السلام أَوَّلُ مَنْ عَمِلَ سَفِينَةً تَجْرِي عَلَى ظَهْرِ المَاءِ. قَالَ: وَ لَبِثَ نُوحٌ عليه السلام فِي قَوْمِهِ
أَلفَ سَنَةٍ إِلا خَمْسِينَ عَاماً
يَدْعُوهُمْ إِلَى اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَيَهْزَءُونَ بِهِ وَ يَسْخَرُونَ مِنهُ فَلَما رَأَى ذَلِكَ مِنهُمْ دَعَا عَلَيْهِم فَقَالَ :
رَبِّ لا تذرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الكافِرِينَ دَيّاراً إِنكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلوا عِبادَكَ وَ لا يَلِدُوا إِلا فاجِراً كَفاراً فَأَوْحَى اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَى نُوحٍ أَنِ اصْنَعْ سَفِينَةً وَ أَوْسِعْهَا وَ عَجِّلْ عَمَلَهَا فَعَمِلَ نُوحٌ سَفِينَةً فِي مَسْجِدِ الكُوفَةِ بِيَدِهِ فَأَتى بِالخَشَبِ مِنْ بُعْدٍ حَتى فَرَغَ مِنهَا قَالَ الْمُفَضَّلُ:
ثُمَّ انْقَطَعَ حَدِيثُ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ فَقَامَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه السلام فَصَلى الظهْرَ وَ العَصْرَ ثمَّ انصَرَفَ مِنَ المَسْجِدِ فَالتفَتَ عَن يَسَارِه و أَشَارَ بِيَدِهِ إِلى مَوضِعِ دَارِ الدارِيِّينَ وَ هُوَ مَوْضِعُ دَارِ ابْنِ حَكِيمٍ وَ ذَاكَ فرَاتٌ اليَوْمَ فَقَالَ لِي يَا مُفَضَّلُ:
وَ هَاهُنَا نُصِبَتْ أَصْنَامُ قَوْمِ نُوحٍ عليه السلام يَغُوثَ وَ يَعُوقَ وَ نَسْراً ثمَّ مَضَى حَتى رَكِبَ دَابتهُ فَقُلتُ جُعِلتُ فِدَاكَ فِي كَمْ عَمِلَ نُوحٌ سَفِينَتَهُ حَتى فَرَغَ مِنْهَا؟؟
قَالَ: فِي دَوْرَيْنِ قُلتُ :
وَ كَمِ الدَّوْرَيْنِ ؟؟
قَالَ ثَمَانِينَ سَنَةً
قُلْتُ: