رد: زهير بن القين - كان علويا وليس عثمانيا
http://www.r-ahlolbait.com/vb/images/smilies/782.gifمن كنت مولاه فهذا علي مولاهhttp://www.r-ahlolbait.com/vb/images/smilies/782.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم
الفصل 11
وعَنِ الدِّلْهَاثِ مَوْلَى الرِّضَاعليه السلام قَالَ:
سَمِعْتُ الرِّضَاعليه السلام يَقُولُ:
لايَكُونُ الْمُؤْمِنُ مُؤْمِناً حَتَّى يَكُونَ فِيهِ ثَلاثُ خِصَالٍ:
سُنَّةٌ مِنْ رَبِّهِ
،وسُنَّةٌ مِنْ نَبِيِّهِ،
وسُنَّةٌ مِنْ وَلِيِّهِ.
فَأَمَّا السُّنَّةُ مِنْ رَبِّهِ:
فَكِتْمَانُ سِرِّهِ،قَالَ اللَّهُ -عَزَّ وجَلَّ-:
عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً إِلا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ.
وأَمَّا السُّنَّةُ مِنْ نَبِيِّهِ: فَمُدَارَاةُ النَّاسِ، فَإِنَّ اللَّهَ - عَزَّ وجَلَّ - أَمَرَنَبِيَّهُصلى الله عليه وآله بِمُدَارَاةِ النَّاسِ فَقَالَ:
»خُذِ الْعَفْوَ وأْمُرْ بِالْعُرْفِ«.
وأَمَّا السُّنَّةُ مِنْ وَلِيِّهِ: فَالصَّبْرُ فِي الْبَأْسَاءِ والضَّرَّاءِ
هذه هي بعض صفات المؤمن، وقد اتصف بها زهير وتزيّن بها،وأقامها بحدودها، حتى صار معلماً تشعّ منه أنوار الأخلاق الكريمة، والصفات الحميدة، وينتشر لذكر اسمه عبق المكارم والفضائل والمناقب والمحامد والعلى والسؤدد.
إنّه عامل بالتقية
شبهه سيد الشهداءعليه السلام بمؤمن آل فرعون، والصفة الأهم التيوصفه بها القرآن بعد أن أثبت له الإيمان أنّه كان »يكتم إيمانه«، قالاللَّه تعالى:
»وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ«
، وكتمان الإيمان خصلة ممدوحة لا تصبغ إلّا من امتحن اللَّه قلبه للإيمان من العظماء، وقد ورد الحثّ عليها كشرط للشيعي والموالي لأهل البيتعليهم السلام.
عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنعليهما السلام قَالَ:
وَدِدْتُ واللَّهِ أَنِّيافْتَدَيْتُ خَصْلَتَيْنِ فِي الشِّيعَةِ لَنَا بِبَعْضِ لَحْمِ سَاعِدِي:
النَّزَقَ، وقِلَّةَالْكِتْمَانِ.
وعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ:
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهعليه السلام:
يَا سُلَيْمَانُ، إِنَّكُمْعَلَى دِينٍ مَنْ كَتَمَهُ أَعَزَّهُ اللَّهُ، ومَنْ أَذَاعَهُ أَذَلَّهُاللَّهُ.
وعَنْ عَبْدِ الأعْلَى قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهعليه السلام يَقُولُ:
إِنَّهُ لَيْسَ مِنِاحْتِمَالِ أَمْرِنَا التَّصْدِيقُ لَهُ والْقَبُولُ فَقَطْ، مِنِ احْتِمَالِ أَمْرِنَا سَتْرُهُوصِيَانَتُهُ مِنْ غَيْرِ أَهْلِهِ،فَأَقْرِئْهُمُ السَّلامَ وقُلْ لَهُمْ:
رَحِمَ اللَّهُ عَبْدا ً اجْتَرَّمَوَدَّةَ النَّاسِ إِلَى نَفْسِهِ، حَدِّثُوهُمْ بِمَا يَعْرِفُونَ واسْتُرُوا عَنْهُمْ مَايُنْكِرُونَ.
ثُمَّ قَالَ:
واللَّهِ مَا النَّاصِبُ لَنَا حَرْباً بِأَشَدَّ عَلَيْنَا مَئُونَةً مِنَ النَّاطِقِعَلَيْنَا بِمَا نَكْرَهُ، فَإِذَا عَرَفْتُمْ مِنْ عَبْدٍ إِذَاعَةً فَامْشُوا إِلَيْهِ ورُدُّوهُ عَنْهَا،فَإِنْ قَبِلَ مِنْكُمْ وإِلا فَتَحَمَّلُوا عَلَيْهِ بِمَنْ يُثَقِّلُ عَلَيْهِ ويَسْمَعُ مِنْهُ، فَإِنّالرَّجُلَ مِنْكُمْ يَطْلُبُ الْحَاجَةَ فَيَلْطُفُ فِيهَا حَتَّى تُقْضَى لَهُ، فَالْطُفُوا فِيحَاجَتِي كَمَا تَلْطُفُونَ فِي حَوَائِجِكُمْ، فَإِنْ هُوَ قَبِلَ مِنْكُمْ وإِلا فَادْفِنُوا كَلامَهُ تَحْتَ أَقْدَامِكُمْ، ولا تَقُولُوا إِنَّهُ يَقُولُ ويَقُولُ، فَإِنَّ ذَلِكَ يُحْمَلُعَلَيَّ وعَلَيْكُمْ.
أَمَا واللَّهِ، لَوْ كُنْتُمْ تَقُولُونَ مَا أَقُولُ لاقْرَرْتُ أَنَّكُمْ أَصْحَابِي، هَذَا أَبُوحَنِيفَةَ لَهُ أَصْحَابٌ، وهَذَا الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ لَهُ أَصْحَابٌ، وأَنَا امْرُؤٌ مِنْقُرَيْشٍ قَدْ وَلَدَنِي رَسُولُ اللَّهِصلى الله عليه وآله وعَلِمْتُ كِتَابَ اللَّهِ، وفِيهِ تِبْيَانُ كُلّشَيْءٍ، بَدْءِ الْخَلْقِ، وأَمْرِ السَّمَاءِ وأَمْرِ الأرْضِ، وأَمْرِ الأوَّلِينَ وأَمْرِالآخِرِينَ، وأَمْرِ مَا كَانَ وأَمْرِ مَا يَكُونُ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى ذَلِكَ نُصْبَعَيْنِي.
وعَنْ حَرِيزٍ عَنْ مُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهعليه السلام:
يَامُعَلَّى،
اكْتُمْ أَمْرَنَا وَلا تُذِعْهُ، فَإِنَّهُ مَنْ كَتَمَ أَمْرَنَا ولَمْ يُذِعْهُ أَعَزَّهُ اللَّهُ بِهِفِي الدُّنْيَا، وجَعَلَهُ نُوراً بَيْنَ عَيْنَيْهِ فِي الآخِرَةِ يَقُودُهُ إِلَى الْجَنَّةِ.
يَا مُعَلَّى،مَنْ أَذَاعَ أَمْرَنَا ولَمْ يَكْتُمْهُ أَذَلَّهُ اللَّهُ بِهِ فِي الدُّنْيَا، ونَزَعَالنُّورَ مِنْ بَيْنِ عَيْنَيْهِ فِي الآخِرَةِ، وجَعَلَهُ ظُلْمَةً تَقُودُهُ إِلَى النَّارِ.
يَا مُعَلَّى، إِنَّ التَّقِيَّةَ مِنْ دِينِي ودِينِ آبَائِي، ولا دِينَ لِمَنْ لا تَقِيَّةَ لَهُ.
يَا مُعَلَّى، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ يُعْبَدَ فِي السِّرِّ كَمَا يُحِبُّ أَنْ يُعْبَدَ فِيالْعَلانِيَةِ.
يَا مُعَلَّى إِنَّ الْمُذِيعَ لأمْرِنَا كَالْجَاحِدِ لَهُ.
رد: زهير بن القين - كان علويا وليس عثمانيا
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم
الفصل 12
*قَالَ أَبُو جَعْفَرعليه السلام:
وَلايَةُ اللَّهِ أَسَرَّهَا إِلَى جَبْرَئِيلعليه السلام وأَسَرَّهَا جَبْرَئِيلُ إِلَى مُحَمَّد ٍصلى الله عليه وآله، وأَسَرَّهَا مُحَمَّدٌ إِلَى عَلِيعليه السلام وأَسَرَّهَا عَلِيٌّ إِلَى مَنْ شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أَنْتُمْ تُذِيعُونَ ذَلِكَ، مَنِ الَّذِي أَمْسَكَ حَرْفاً سَمِعَهُ.
*وعَنْ عِيسَى بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهعليه السلام يَقُولُ:
نَفَسُ الْمَهْمُومِ لَنَا الْمُغْتَمِّ لِظُلْمِنَا تَسْبِيحٌ، وهَمُّهُ لأمْرِنَا عِبَادَةٌ، وكِتْمَانُهُ لِسِرِّنَا جِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ.
قَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ:
اكْتُبْ هَذَا بِالذَّهَبِ، فَمَا كَتَبْتَ شَيْئاً أَحْسَنَ مِنْهُ.
*عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ:
قَالَ أَبُو جَعْفَرعليه السلام:
خَالِطُوهُمْ بِالْبَرَّانِيَّةِ،وخَالِفُوهُمْ بِالْجَوَّانِيَّةِ، إِذَا كَانَتِ الإمْرَةُ صِبْيَانِيَّةً.
*وعَنْ دُرُسْتَ الْوَاسِطِيِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهعليه السلام:
مَا بَلَغَتْ تَقِيَّةُ أَحَد ٍتَقِيَّةَ أَصْحَابِ الْكَهْفِ، إِنْ كَانُوا لَيَشْهَدُونَ الأعْيَادَ، ويَشُدُّونَ الزَّنَانِيرَ،فَأَعْطَاهُمُ اللَّهُ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ.
*وعَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهعليه السلام فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ:
أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا
قَالَ:
بِمَا صَبَرُوا عَلَى التَّقِيَّةِ ويَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ قَالَ: الْحَسَنَةُ التَّقِيَّةُ، والسَّيِّئَةُ الإذَاعَةُ.
*وعَنْ أَبِي عُمَرَ الأعْجَمِيِّ قَالَ
قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهعليه السلام:
يَا أَبَا عُمَرَ،إِنَّ تِسْعَةَ أَعْشَارِ الدِّينِ فِي التَّقِيَّةِ، ولا دِينَ لِمَنْ لا تَقِيَّةَ لَهُ، والتَّقِيَّةُ فِي كُلِّ شَيْءٍ إِلا فِي النَّبِيذِ، والْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ.
*وعَنْ هِشَامٍ الْكِنْدِيِّ قَالَ:
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهعليه السلام يَقُولُ:
إِيَّاكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا عَمَلاً يُعَيِّرُونا بِهِ، فَإِنَّ وَلَدَ السَّوْءِ يُعَيَّرُ وَالِدُهُ بِعَمَلِهِ، كُونُوا لِمَنِ انْقَطَعْتُمْ إِلَيْهِ زَيْناً، ولا تَكُونُوا عَلَيْهِ شَيْناً، صَلُّوا فِي عَشَائِرِهِمْ،وعُودُوا مَرْضَاهُمْ، واشْهَدُوا جَنَائِزَهُمْ، ولا يَسْبِقُونَكُمْ إِلَى شَيْءٍ مِنَالْخَيْرِ، فَأَنْتُمْ أَوْلَى بِهِ مِنْهُمْ، واللَّهِ مَا عُبِدَ اللَّهُ بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَالْخَبْءِ، قُلْتُ: ومَا الْخَبْءُ؟ قَالَ: التَّقِيَّةُ.
*وعَنْ حَبِيبِ بْنِ بِشْرِ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهعليه السلام:
سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ:
لا واللَّهِ، مَا عَلَى وَجْهِ الأرْضِ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنَ التَّقِيَّةِ.
يَا حَبِيبُ، إِنَّهُ مَنْ كَانَتْ لَهُ تَقِيَّةٌ رَفَعَهُ اللَّهُ.
يَا حَبِيبُ، مَنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ تَقِيَّةٌ وَضَعَهُ اللَّهُ.
يَا حَبِيبُ، إِنَّ النَّاسَ إِنَّمَا هُمْ فِي هُدْنَةٍ، فَلَوْ قَدْ كَانَ ذَلِكَ كَانَ هَذَا.
رد: زهير بن القين - كان علويا وليس عثمانيا
http://www.r-ahlolbait.com/vb/images/smilies/782.gifمن كنت مولاه فهذا علي مولاهhttp://www.r-ahlolbait.com/vb/images/smilies/782.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم
الفصل 13
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهعليه السلام قَالَ:
اتَّقُوا عَلَىدِينِكُمْ،فَاحْجُبُوهُ بِالتَّقِيَّةِ، فَإِنَّهُ لا إِيمَانَ لِمَنْ لاتَقِيَّةَ لَهُ، إِنَّمَا أَنْتُمْ فِيالنَّاسِ كَالنَّحْلِ فِي الطَّيْرِ، لَوْ أَنَّ الطَّيْرَ تَعْلَمُ مَا فِي أَجْوَافِ النَّحْلِ مَا بَقِيَمِنْهَا شَيْءٌ إِلا أَكَلَتْهُ، ولَوْ أَنَّ النَّاسَ عَلِمُوا مَا فِي أَجْوَافِكُمْ، أَنَّكُمْتُحِبُّونَّا أَهْلَ الْبَيْتِ لاكَلُوكُمْ بِأَلْسِنَتِهِمْ، ولَنَحَلُوكُمْ فِي السِّرِّ والْعَلانِيَةِ،رَحِمَ اللَّهُ عَبْداً مِنْكُمْ كَانَ عَلَى وَلايَتِنَا.
وعَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهعليه السلام فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ :
ولا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ ولاالسَّيِّئَةُ
« قَالَ: الْحَسَنَةُ التَّقِيَّةُ، والسَّيِّئَةُ الإذَاعَةُ، وقَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ :
»ادْفَعْبِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ
« قَالَ: الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ: التَّقِيَّةُ »
فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَوبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ
وعَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ قَالَ:
قِيلَ لأبِي عَبْدِ اللَّهعليه السلام:
إِنَّ النَّاسَيَرْوُونَ أَنَّ عَلِيّاعليه السلام قَالَ عَلَى مِنْبَرِ الْكُوفَةِ:
أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ سَتُدْعَوْنَإِلَى سَبِّي فَسُبُّونِي، ثُمَّ تُدْعَوْنَ إِلَى الْبَرَاءَةِ مِنِّي فَلا تَبَرَّءُوا مِنِّي.
فَقَالَ: مَا أَكْثَرَ مَا يَكْذِبُ النَّاسُ عَلَى عَلِيعليه السلام.
ثُمَّ قَالَ: إِنَّمَا قَالَ: إِنَّكُمْ سَتُدْعَوْنَ إِلَى سَبِّي فَسُبُّونِي، ثُمَّ سَتُدْعَوْنَإِلَى الْبَرَاءَةِ مِنِّي، وإِنِّي لَعَلَى دِينِ مُحَمَّدٍ، ولَمْ يَقُلْ لا تَبَرَّءُوا مِنِّي.
فَقَالَ لَهُ السَّائِلُ: أَرَأَيْتَ إِنِ اخْتَارَ الْقَتْلَ دُونَ الْبَرَاءَةِ؟
فَقَالَ: واللَّهِ مَا ذَلِكَ عَلَيْهِ، ومَا لَهُ إِلّا مَا مَضَى عَلَيْهِ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ حَيْثُ أَكْرَهَهُ أَهْلُ مَكَّةَ وقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإيمَانِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ -عَزَّ وجَلَّ-فِيهِ »إِلا مَنْ أُكْرِهَ وقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإيمانِ« فَقَالَ لَهُ النَّبِيّصلى الله عليهوآله عِنْدَهَا
يَاعَمَّارُ، إِنْ عَادُوا فَعُدْ، فَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ -عَزَّ وجَلَّ- عُذْرَكَ، وأَمَرَكَ أَنْتَعُودَ إِنْ عَادُوا.
وعَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلادٍ قَالَ:
سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنعليه السلام عَنِ الْقِيَامِ لِلْوُلاةِ،فَقَالَ:
قَالَ أَبُو جَعْفَرعليه السلام: التَّقِيَّةُ مِنْ دِينِي ودِينِ آبَائِي، ولا إِيمَانَ لِمَنْلا تَقِيَّةَ لَهُ.
وعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرعليه السلام قَالَ: إِنَّمَا جُعِلَتِ التَّقِيَّة ُلِيُحْقَنَ بِهَا الدَّمُ، فَإِذَا بَلَغَ الدَّمَ فَلَيْسَ تَقِيَّةٌ.
وعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهعليه السلام قَالَ:
كُلَّمَا تَقَارَبَ هَذَاالأمْرُ كَانَ أَشَدَّ لِلتَّقِيَّةِ.
وعَنْ حَرِيزٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهعليه السلام قَالَ: قَالَ:
التَّقِيَّةُ تُرْسُ اللَّهِ بَيْنَهُوبَيْنَ خَلْقِهِ.
وبعد كلّ هذه الأحاديث الشريفة في بيان التقية وحدودهاومواردها وضرورة الإلتزام بها يكون من الطبيعي جدّاً أن يتصوّرالعدو زهيراً في دائرة السلطة، فيما كان زهير يعيش محنة معاوية ومن سبقه وولاتهم الذين لاحقوا شيعة أمير المؤمنينعليه السلام تحت كلّحجر ومدر، وهو من الشخصيات المعروفة، حاله حال أصحاب الكهف، وحال مؤمن آل فرعون، سيما إذا عرفنا -كما سيأتي- أنّهكان ينتظر يومه في نصرة سيد شباب آل محمدصلى الله عليهوآله.
ولو تأملنا عبارة العدو التي اتهم بها زهير نجدها دقيقة في التعبيرعن سلوكه، حيث قال: يا زهير، ما كنت عندنا من شيعة أهل هذاالبيت إنّما كنت عثمانياً، قال:
أفلست تستدل بموقفي هذا أنّيمنهم ؟!!
قال العدو:
ما كنت عندنا شيعياً، بل كنت عندنا عثمانياً، شهادةبيّنة أنّ ظاهره كان يوهم العدو أنّه منهم، لأنّهم كانوا يحسبونه»عندهم؛ لا في الواقع.
رد: زهير بن القين - كان علويا وليس عثمانيا
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم
الفصل 14
قال العدو:
ما كنت عندنا شيعياً، بل كنت عندنا عثمانياً، شهادةبيّنة أنّ ظاهره كان يوهم العدو أنّه منهم، لأنّهم كانوا يحسبونه»عندهم؛ لا في الواقع.
إنّه يدافع عن المعصوم
قال تعالى:
وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاًأَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ.
فهذا مؤمن آل فرعون يدافع عن المعصوم ويقول لهم لم تقتلونه،وهو لم يفعل شيئاً سوى أنّه قال: رَبِّيَ اللَّهُ وكذلك فعل زهيرحينما خطب القوم وحذرهم من قتل الحسينعليه السلام وأهل بيته.
إنّه يعتقد أنّ الحسين جاء بالبينات
»وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَاللَّهُ وَقَدْ جاءَكُمْ بِالْبَيِّناتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صادِقاًيُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ(46)».
ولو تأملنا خطبة زهير يوم عاشوراء نجدها تكرّس دعوة مؤمنآل فرعون تماماً، وتكشف لهم عن البينات التي جاءهم بها الحسينعليه السلام وضرورة متابعته وترك مقاتلته، لأنّ في ذلك الفوزالحتمي، وبخلافه سيعرّضون أنفسهم للخطر الذي لابد منه.
إنّه من القلّة الممدوحة
قال الصادقعليه السلام في كلام:
يَا هِشَامُ، ثُمَّ مَدَحَ الْقِلَّةَ، فَقَالَ »
وقَلِيلٌ مِنْعِبادِيَ الشَّكُورُ«،
وقَالَ
»وقَلِيلٌ ما هُمْ«
، وقَالَ »
وقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِفِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ.
فكان مؤمن آل فرعون رجلاً واحداً بين أولئك الكثرة الكثيرة التي واجهها، كما كان زهير وصحبه من القلّة التي اختارها اللَّه للوقوف بين يدي الحسينعليه السلام في مواجهة تلك الجيوش الجرارة،والسيول البشرية التي انحدرت لقتال الحقّ القائم في شخص سيدشباب أهل الجنة الحسينعليه السلام.
برأ الحسينعليه السلام دينه وأنّه لم يضفه اليهم بدينه
قالعليه السلام في حديث:
وأمّا الحادي عشر: فقول اللَّه -عزّوجلّ- فيسورة المؤمن حكاية عن قول رجل مؤمن من آل فرعون »وقالَرَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وقَدْجاءَكُمْ بِالْبَيِّناتِ مِنْ رَبِّكُمْ« تمام الآية، فكان ابن خال فرعون، فنسبهإلى فرعون بنسبه ولم يضفه إليه بدينه(48).
وقالعليه السلام: وقوله
»وقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ« كانابن عمّه خربيل، وهو الذي قال لموسى:
»إِنَّ الْمَلا يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ« نسبه إلى القرابة لا إلى الدين.
وقد برّأ الحسينعليه السلام دين زهير بن القين، وفرّق بينه وبين القومدينياً بتشبيهه بمؤمن آل فرعون، كما أنّ زهيراً نفسه خاطبهم خطابواحد منهم، ولكنّه أكدّ لهم أنّ للسيف حداًّ فاصلاً قاطعاً يميز بينهمدينياً، ويقطع العصمة بينهم إذا ما وقع القتال.
كما أنّ العدو أقرّ باختلاف زهير معه في الدين وإن كان ينتسب اليهم بالقرابة، كما هو واضح من الحوار الذي دار بينه وبينهم.
إنّه من الصالحين العاملين بالتقية
رد: زهير بن القين - كان علويا وليس عثمانيا
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم
الفصل15
إنّه من الصالحين العاملين بالتقية
قالعليه السلام:
ثم لم يزل أهل الإيمان وذوو البصائر كالأنبياءعليهم السلام والصالحين يكتمون إيمانهم من قومهم وعشائرهم، لاقتضاء المصلحة، كمؤمن آل فرعون الذي قصّ اللَّه - تعالى- قصّته في كتابهفقال -عزّوجلّ-: »
وقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ أَتَقْتُلُونَرَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وقَدْ جاءَكُمْ بِالْبَيِّناتِ مِنْ رَبِّكُمْ وإِنْ يَكُ كاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُوإِنْ يَكُ صادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌكَذَّابٌ«.
فإن كان أبو طالب بكتمان إيمانه وإخفاء إسلامه كفر، فكذلك هذا الذي قد سمّاه اللَّه في كتابه مؤمناً، ثم شهد عليه أنّه يكتم إيمانه قدكفر بكتمان إيمانه، إذ كان كتمانه الإيمان هداية، وهذا مؤمنآلفرعون كانت حاله مع قومه كحال أبي طالب عليه افضل الصلاة والسلام معقريش، فإنّه كان يخفي عنهم حاله، ويدخل معهم بيوت متعبداتهم،ويقسم بمعبودهم، ويأكل من مأكولهم، ويشرب من مشروبهم، حتىتمّ له ما كان يسرّه من التوحيد باللَّه تعالى، ولم يعلموا بحاله حتىجاءهم موسى فقال: أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وقَدْ جاءَكُمْ بِالْبَيِّناتِمِنْ رَبِّكُمْ.
ثم قدّم لهم :
وإِنْ يَكُ كاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ
حتى يخفي عليهم موضععنايته به، ولم يقل:
وهو صادق، وإنّما قال »وإِنْ يَكُ صادِقاً« تلطفاًبهم، كما كان أبو طالب عليه السلام يتلطّف قومه، فقبلوا منه رأيه.
وكان فرعون قد عزم على قتل موسى عليه السلام وشايعه قومه على ذلك،وكان الرجل المؤمن مرضياً عندهم يرجعون إلى رأيه، ويسمعونقوله، فدفع عن موسىعليه السلام القتل بوجه لطيف، ولو كان مظهراً الإيمان لما أطاعوه، ولا قبلوا منه، بل كانوا يعادونه ويقتلونه.
وهكذا كانت حالة أبي طالب عليه السلام مع قريش حذو القذة بالقذة يدعو بدعائهم، ويحضر في مجامعهم، ويقسم بمعبودهم، وكان سيدهم الذي يصمدون إليه، وعميدهم الذي يعولون عليه، ويرجعون إلىقوله، ويستمعون إلى حديثه، وكان أوفى مرتبة من مؤمن آلفرعون، لأنّه صدق النبيصلى الله عليه وآله في أشعاره وخطبه، وكشف أمره،وأعلن بصحة نبوته، وخاصم قومه وناظرهم، وكاشفهم ونابذهم،ولذلك اجتمعت على نفيه إلى الشعب المعروف بشعب أبي طالب،ونفي جماعته، فصبروا معه، وعامتهم مشركون للأصنام يعبدون
وكذلك فعل زهير فعل مؤمن آل فرعون وفعل أبي طالبعليه السلام.
رد: زهير بن القين - كان علويا وليس عثمانيا
http://www.r-ahlolbait.com/vb/images/smilies/782.gifمن كنت مولاه فهذا علي مولاهhttp://www.r-ahlolbait.com/vb/images/smilies/782.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم
الفصل 16
إنّه ممدوح بكتمان علمه
عن أبي جعفر الباقرعليه السلام قال: قال رجل وأنا عنده:
إنّ الحسنالبصري يروي أنّ رسول اللَّه صلى الله عليهوآله قال:
من كتم علماً جاء يوم القيامة ملجماً بلجام من النار!
قال:
كذب – ويحه - فأين قول اللَّه »
قالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَيَكْتُمُ إِيمانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ«
ثم مدّ بها أبو جعفرعليه السلام صوته فقال:
ليذهبوا حيث شاءوا، أما -واللَّه- لا يجدون العلم إلّا هاهنا، ثم سكت ساعة، ثم قال أبو جعفرعليه السلام: عند آل محمد.
وروي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرعليه السلام يَقُولُ وعِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ يُقَالُ لَهُ »عُثْمَانُ الأعْمَى« وهُوَ يَقُولُ:
إِنّالْحَسَنَ الْبَصْرِيَّ يَزْعُمُ أَنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ الْعِلْمَ يُؤْذِي رِيحُ بُطُونِهِم ْأَهْلَ النَّارِ،
فَقَالَ أَبُو جَعْفَرعليه السلام:
فَهَلَكَ إِذَنْ مُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ، مَا زَالَ الْعِلْمُ مَكْتُوماً مُنْذُ بَعَثَ اللَّهُ نُوحاعليه السلام فَلْيَذْهَبِ الْحَسَنُ يَمِيناً وشِمَالاً،فَوَ اللَّهِ مَا يُوجَدُ الْعِلْمُ إِلا هَاهُنَا.
وهكذا كان زهير -بمقتضى تشبيه الحسينعليه السلام له بمؤمن آل فرعون- في كتمانه لعلم الحقّ المكتوم منذ بعث اللَّهنوحاً، وقد أخذه من أهل بيت النبوة.
إنّه تحمل البقاء مع الأعداء لحماية الإمام
كان خازن فرعون مؤمناً بموسىعليه السلام قد كتم إيمانه ستمائة سنة،وهو الذي قال اللَّه »
وقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ«.
وبلغ فرعون خبر قتل موسىعليه السلام الرجل، فطلبه ليقتله، فبعث المؤمن إلى موسىعليه السلام: »
إِنَّ الْمَلا يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَالنَّاصِحِينَ فَخَرَجَ مِنْها«، كما حكى اللَّه »خائِفاً يَتَرَقَّبُ
« قال: يلتفت عنيمنة ويسره ويقول »رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ.
مدح الحسينعليه السلام أسلوبه في الوعظ وشهد له بالبلاغة وقوة العقل
قال ابن أبي الحديد
رد: زهير بن القين - كان علويا وليس عثمانيا
http://www.r-ahlolbait.com/vb/images/smilies/782.gifمن كنت مولاه فهذا علي مولاهhttp://www.r-ahlolbait.com/vb/images/smilies/782.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم
الفصل 17
قال ابن أبي الحديد
ضمن أمثلة كثيرة ذكرها في قوة الخطباءالمستدرجين لمخاطبيهم وذوي الاحتجاجات القوية، والأساليب المتينة في الحوارات الكاشفة عن قوة العقل:
قالوا:
ومن ذلك قول اللَّه -تعالى- حكاية عن مؤمن آل فرعون»
وقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وقَدْ جاءَكُمْ بِالْبَيِّناتِ مِنْ رَبِّكُمْ وإِنْ يَكُ كاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وإِنْ يَكُ صادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ«.
فإنّه أخذ معهم في الاحتجاج بطريق التقسيم، فقال:
هذا الرجل إمّا أن يكون كاذباً، فكذبه يعود عليه ولا يتعداه، وإمّا أن يكونصادقاً فيصيبكم بعض ما يعدكم به، ولم يقل كلّ ما يعدكم به مخادعة لهم، وتلطفاً واستمالة لقلوبهم، كي لا ينفروا منه لو أغلظ في القول،وأظهر لهم أنّه يهضمه بعض حقّه.
وكذلك تقديم قسم الكذب على قسم الصدق، كأنّه رشاهم ذلك،وجعله برطيلاً لهم ليطمئنوا إلى نصحه.
وكذا كان زهير في خطابه الذي وجهه للقوم، بل امتاز بدقته ، وقوته، وفصاحته، وبلاغته، ورصانته في انتقاء المعاني والألفاظ والأفكار والأمثال، وقوة المحاججة...
إنّه ممدوح بتحمله البلاء والدعوة مع ابتلائه
عَنْ يُونُسَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: قُلْتُ لأ َبِي عَبْدِ اللَّهعليه السلام:
إِنَّ هَذَا الَّذِي ظَهَرَبِوَجْهِي يَزْعُمُ النَّاسُ أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَبْتَلِ بِهِ عَبْداً لَهُ فِيهِ حَاجَةٌ!
فَقَالَ لِي:
لَقَدْ كَانَ مُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ مُكَنَّعَ الأصَابِعِ، فَكَانَ يَقُولُهَكَذَا، ويَمُدُّ يَدَيْهِ ويَقُولُ: »يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ.
تشبيهه بسباق الأمم وأنهم لم يكفروا باللَّه طرفة عين
وفي هذا التشبيه منهعليه السلام أبلغ الدفاع وأقوى الإثبات على أنّ زهيراً لم يكن خارجاً من مكة حاجاً، ولم يكن كارهاً لمنازلة الحسينعليه السلام في الطريق، لأنّه شبيه السباق من الأمم الذين سبقوا الىالحقّ وبادروا الى نصرة المعصوم المظلوم.
وفي هذا التشبيه إشارة الى أنّه كان سبّاقاً سبق من خرج من أقرانه لنصرة الحسينعليه السلام من أمثال مجمع بن عبد اللَّه العائذي ونافع بنهلال وغيرهم.
بل في التشبيه إشارة تكاد تكون واضحة الى أنّه سبق كلّ أنصارالحسينعليه السلام الملتحقين به من الكوفة حتى أمثال عابس بن شبيب وغيره ممّن التحق بالحسينعليه السلام في مكة أو في أوئل الطريق.
فهو إذن قد سكن البرية، واعتزل العمران والبشرية، واختارتحمل الهجير والرمضاء والفيافي والصحراء منذ زمن بعيد انتظاراًلنصرة سيد شباب أهل الجنة وسبط خير البرية.
وقد روي عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله أنّه قال:
سباق الأمم ثلاثة لم يكفرواباللَّه طرفة عين:
خربيل مؤمن آل فرعون،
وحبيب النجار صاحب ياسين،
وعلي بن أبي طالبعليهما السلام، وهو أفضلهم.
وهذا الحديث ركّز على نفي الكفر مطلقاً عن هؤلاء السباقين، ولوكان زهير ممّن قال بمقالة عثمان وحزبه أو مال اليهم لما شبهه المعصوم بهم، فهو إذن نظيف الإيمان، وإيمانه كامل الأركان،وعقيدته لا يشوبها شك ولا ريب ولا أدران.
رد: زهير بن القين - كان علويا وليس عثمانيا
بسم الله الرحمن الرحيم
لا يوجد ما نضيفه الى ما نقلته ابني
اويس القرني
اشكرك على هذا الموضوع القييم عن
زهير بن القين ((رضوان الله عليه ))
مع كل تقدير واحترام ابني
ابو طارق
رد: زهير بن القين - كان علويا وليس عثمانيا
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو طارق
بسم الله الرحمن الرحيم
لا يوجد ما نضيفه الى ما نقلته ابني
اويس القرني
اشكرك على هذا الموضوع القييم عن
زهير بن القين ((رضوان الله عليه ))
مع كل تقدير واحترام ابني
ابو طارق
السلام عليكم
اخي ابو طارق
كيف صحتكم
شكرا لمروركم الذي يشرفني
خادمكم
سيد اويس
رد: زهير بن القين - كان علويا وليس عثمانيا
http://www.r-ahlolbait.com/vb/images/smilies/782.gifمن كنت مولاه فعلي مولاهhttp://www.r-ahlolbait.com/vb/images/smilies/782.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم
الفصل 18
وعن أبي جعفرعليه السلام قال:
السابقون أربعة:
ابن آدم المقتول
،والسابق في أمة موسى،
وهو مؤمن آل فرعون،
والسابق في أمةعيسى،
وهو حبيب النجار، والسابق في أمة محمدصلى الله عليه وآله، وهو علي بنأبي طالب عليهما السلام.
السابقون هنا أربعة، جمعهم إضافة الى السبق الذي تشبه به زهير،أمر أخر هو أنّهم قتلوا في سبيل اللَّه والدفاع عن الحقّ الصراح،ومحاربة الإنحراف في أمم الأنبياء، والعودة بهم الى جادة الصواب وإلتزام السنة النبوية.
وقد تشبه بهم زهير وخرج مع مولاه الحسينعليه السلام الذي خرج يطلب الإصلاح في أمّة جدّه رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وأراد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقتل بين يديه تماماً كما قتل السباقون الذين شبه بهم.
وفي تفسير فرات الكوفي:
عن ابن عباس قال قوله تعالى:
»رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا ولإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالإيمانِ
« قال:
هم ثلاثة نفر مؤمن آلفرعون وحبيب النجار صاحب مدينة الأنطاكية وعلي بن أبيطالب عليهما السلام.
والتشبيه هنا بلحاظ السبق بالإيمان من جهة، فلم يكن إيمان زهير غضاً جديداً طارئاً أيام الطف، وشموله للدعوة بالمغفرة منجهة ثانية.
تشبيهه بالثلة من الأولين
وفي هذا التشبيه تأكيد على ما مرّ قبل قليل.
عن محمد بن فرات
عن جعفر بن محمدعليهما السلام في هذه الآية:
ثُلَّةٌ مِنَالأوَّلِينَ
ابن آدم الذي قتله أخوه
، ومؤمن آل فرعون،
وحبيبالنجار صاحب يس
»وقَلِيلٌ مِنَ الآخِرِينَ
« علي بن أبي طالب عليهما السلام.
وعن أبي سعيد المدائني قال:
سألت أبا عبد اللَّهعليه السلام عن قوله تعالى:
»ثُلَّةٌ مِنَ الأوَّلِينَ وثُلَّةٌ مِنَ الآخِرِينَ
« قال:
»ثُلَّةٌ مِنَ الأوَّلِينَ« مؤمن آلفرعون، »
وثُلَّةٌ مِنَ الآخِرِينَ
« علي بن أبي طالب عليهما السلام.
رد: زهير بن القين - كان علويا وليس عثمانيا
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم
الفصل 19
تشبيهه بالصديقين
عن داود بن بلال بن أحيحة عن النبي صلى الله عليه وآله:
الصديقون ثلاثة:
حبيب النجار مؤمن آل يس، وحزقيل مؤمن آل فرعون، وعلي بنأبي طالب الثالث، وهو أفضلهم.
إخباره أنّه ممّن لا يفتن في دينه
عن أيوب بن الحر عن أبي عبد اللَّه عليه السلام في قول اللَّه عزّ وجلّ:
فَوَقاهُ اللَّهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا
فقال:
أما لقد بسطوا عليه وقتلوه، ولكنأتدرون ما وقاه؟
وقاه أن يفتنوه في دينه.
وقد مرّ معنا قبل قليل تشبيهه بسباق الأمم، وقد قتلوا جميعاً.
إخبارهعليه السلام له بقتله إخباراً خاصاً وأنّه يقطع إرباً
في تفسير القميرحمه الله قوله:
فَوَقاهُ اللَّهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا
يعني مؤمنآل فرعون، فقال أبو عبد اللَّه عليه السلام:
واللَّه لقد قطعوه إرباً إرباً، ولكن وقاه اللَّه أن يفتنوه في دينه.
إخباره عن تسليمه وتفويض أمره للَّه
في مصباح الشريعة:
قال اللَّه -عزّ وجلّ- في مؤمن آل فرعون:
وأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ فَوَقاهُ اللَّهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا وحاقَبِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذابِ.
والتفويض خمسة أحرف، لكلّ حرف منها حكم، فمن أتى بأحكامه فقد أتى به:
التاء: من تركه التدبير في الدنيا.
والفاء: من فناء كلّ همّة غير اللَّه.
والواو: من وفاء العهد وتصديق الوعد.
والياء: اليأس من نفسك، واليقين بربّك.
والضاد: الضمير الصافي للَّه، والضرورة إليه.
والمفوّض لا يصبح إلّا سالماً من جميع الآفات، ولا يمسي إلّامعافاً بدينه.
وقد فوّض مؤمن آل فرعون أمره إلى اللَّه فقال:
وأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَىاللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ فَوَقاهُ اللَّهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا،
ولا ريب أنّ هذامتفرع على قوة الإيمان باللَّه وسبباً لشدّة اليقين أيضاً، والرضا بقضاءاللَّه في الشدّة والرخاء، والعافية والبلاء.
وهذا أيضاً يحصل من الإيمان بكونه سبحانه مالكاً لنفع العبادوضرّهم، ولا يفعل بهم إلّا ما هو الأصلح لهم.
ويصير أيضاً سبباً لكمال اليقين والتسليم لأمر اللَّه، أي الانقياد لهفي كلّ ما أمر به ونهى عنه، ولنبيه وأوصيائه فيما صدر عنهم منالأقوال والأفعال، كما قال سبحانه :
فَلا ورَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ ويُسَلِّمُوا تَسْلِيماً.
ومدخلية هذه الخصلة في الإيمان وكماله أظهر من أن يحتاج إلىالبيان واللَّهُ الْمُسْتَعانُ.
رد: زهير بن القين - كان علويا وليس عثمانيا
http://www.r-ahlolbait.com/vb/images/smilies/782.gifمن كنت مولاه فعلي مولاهhttp://www.r-ahlolbait.com/vb/images/smilies/782.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم الفصل 20
امتداحه باليقين والصبر على الشدائد
إنّ الموقن يتوكّل على اللَّه، ويفوض أمره إليه، فيقيه عن كلّمكروه كما قال -عزّوجلّ- »
أَلَيْسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ«
، وكما قال مؤمنآل فرعون:
»وأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ فَوَقاهُ اللَّهُ سَيِّئاتِ مامَكَرُوا«.
وسرّ ذلك أنّ المؤمن الموقن المنتهي إلى حدّ الكمال لا ينظر إلىالأسباب والوسائط في النفع والضر، وإنّما نظره إلى مسببها، وأمّا منلم يبلغ ذلك الحدّ من اليقين، فإنّه يخاطب بالفرار قضاء لحق ّالوسائط.
أشار الى وجوب الأخذ بكلامه لأنّه موافق للاحتياط
روى الشيخ الطوسي في حديث:...فجاء عليعليه السلام فقال لهعثمان: ألا تغني عنّا سفيهك هذا!!
قال: أيّ سفيه؟ قال: أبو ذر.
قال عليعليه السلام ليس بسفيه، سمعت رسول اللَّهصلى الله عليه وآله يقول: ما أظلّتالخضراء، ولا أقلّت الغبراء، أصدق لهجة من أبي ذر، أنزله بمنزلةمؤمن آل فرعون، إن يك كاذباً فعليه كذبه، وإن يك صادقاً يصبكمبعض الذي يعدكم(67).
الشهادة له بأنّه ممّن يدخل الجنة بمجرد القتل
في أوائل المقالات:
قال في قصة مؤمن آل فرعون:
قِيلَ ادْخُلِالْجَنَّةَ قالَ يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ.
فكان القتل جسره الى جنات النعيم، وبمجرد أن قتل قيل له ادخل الجنة، وكذا كان زهير وصحبه فقد رأى موضعه في الجنة قبلالقتل، وقد شبه لهم الحسينعليه السلام في بعض كلماته الشهادة بالجسر الذي يعبرون عليه من الدنيا الفانية الى الآخرة الباقية.
تشبيهه بأصحاب الكهف وأبي طالب وأنّ اللَّه كتب لهم الأجر مرّتين
إنّ أصحاب الكهف كتموا إيمانهم مع قومهم حتى تمكّنوا منمطلوبهم، وقصتهم مشهورة، وحالهم معلومة، وقد روي عن الأئمةمن آل محمدصلى الله عليه وآله ومواليهم أنّ حال أبي طالبعليه السلام كحال أصحابالكهف ومؤمن آل فرعون.
ومثل ذلك في القرآن المجيد والسير والآثار كثير لا يبلغ أمده ولايحصى عدده.
وقد روي بالإسناد عن الحسن بن علي العسكري عن آبائهعليهم السلام في حديث طويل يذكر فيه: أنّ اللَّه -تباركوتعالى- أوحى إلىرسولهصلى الله عليه وآله:
إنّي قد أيّدتك بشيعتين: شيعة تنصرك سرّاً، وشيعةتنصرك علانية، فأمّا التي تنصرك سرّاً فسيدهم وأفضلهم عمّك أبوطالبعليه السلام وأمّا التي تنصرك علانية فسيدهم وأفضلهم ابنه علي بنأبي طالبعليهما السلام، ثم قال:
وإنّ أبا طالب كمؤمن آل فرعون يكتمإيمانه.
وقال الصادقعليه السلام إنّ جبرئيل عليه السلام أتى النبيصلى الله عليه وآله فقال:
يا محمد، إنّربّك يقرئك السلام ويقول لك:
إنّ أصحاب الكهف أسرّوا الإيمان وأظهروا الشرك، فأتاهم اللَّه أجرهم مرتين، وإنّ أبا طالب أسرّالإيمان وأظهر الشرك، فأتاه اللَّه أجره مرتين.
رد: زهير بن القين - كان علويا وليس عثمانيا
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم
الفصل 21
الشهادة له بأنّه من شيعة أهل البيت الخلص
روي أنّه دخل رجل على محمد بن علي بن موسى الرضا عليهما السلام وهو مسرور، فقال:
ما لي أراك مسروراً؟
قال:
يا ابن رسول اللَّه ،سمعت أباك يقول:
أحقّ يوم بأن يسرّ العبد فيه يوم يرزقه اللَّه صدقات ومبرات وسدّ خلات من إخوان له مؤمنين، وإنّه قصدنياليوم عشرة من إخواني المؤمنين الفقراء لهم عيالات، قصدوني منبلد كذا وكذا، فأعطيت كلّ واحد منهم، فلهذا سروري.
فقال محمد بن علي عليه السلام لعمري إنّك حقيق بأن تسرّ إن لم تكنأحبطته، أو لم تحبطه فيما بعد.
فقال الرجل: وكيف أحبطته وأنا من شيعتكم الخلص؟!
قال: هاه، قد أبطلت برّك بإخوانك وصدقاتك.
قال: وكيف ذاك يا ابن رسول اللَّه؟
قال له محمد بن عليعليهما السلام:
اقرأ قول اللَّه عزّ وجلّ: »
يا أَيُّهَا الَّذِينَآمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ والأذى«.
قال الرجل:
يا ابن رسول اللَّه، ما مننت على القوم الذين تصدّقتعليهم، ولا آذيتهم.
قال له محمد بن عليعليهما السلام:
إنّ اللَّه -عزّ وجلّ- إنّما قال:
»لا تُبْطِلُواصَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ والأذى«
، ولم يقل: لا تبطلوا بالمنّ على منتتصدقون عليه، وبالأذى لمن تتصدقون عليه، وهو كلّ أذى، أفترىأذاك للقوم الذين تصدّقت عليهم أعظم، أم أذاك لحفظتك وملائكة اللَّه المقربين حواليك، أم أذاك لنا؟
فقال الرجل: بل هذا يا ابن رسول اللَّه.
فقال: فقد آذيتني وآذيتهم، وأبطلت صدقتك.
قال: لماذا؟
قال لقولك:
وكيف أحبطته وأنا من شيعتكمالخلص؟!
ويحك، أتدري من شيعتنا الخلص؟ قال: لا.
قال: شيعتنا الخلص حزقيل المؤمن، مؤمن آل فرعون،وصاحب يس الذي قال اللَّه تعالى فيه:
»وجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌيَسْعى
«، وسلمان، وأبو ذر، والمقداد، وعمار، أسوّيت نفسكبهؤلاء؟!
أما آذيت بهذا الملائكة، وآذيتنا؟
فقال الرجل:
أستغفر اللَّه وأتوب إليه، فكيف أقول؟
قال: قل: أنا من مواليكم ومحبّيكم، ومعادي أعدائكم، ومواليأوليائكم.
فقال: كذلك أقول، وكذلك أنا يا ابن رسول اللَّه، وقد تبت منالقول الذي أنكرته، وأنكرته الملائكة، فما أنكرتم ذلك إلّا لإنكار اللَّه عزّ وجلّ.
فقال محمد بن علي بن موسى الرضاعليهما السلام:
الآن قد عادت إليكمثوبات صدقاتك، وزال عنها الإحباط.
شبهه بمن يقومون مع القائم قياماً خاصاً
عن المفضل بن عمر عن أبي عبد اللَّهعليه السلام قال:
إذا قام قائم آلمحمدصلى الله عليه وآله استخرج من ظهر الكعبة سبعة وعشرين رجلاً، خمسةعشر من قوم موسى الذين يقضون بالحقّ وبه يعدلون، وسبعة منأصحاب الكهف، ويوشع وصي موسى، ومؤمن آل فرعون،وسلمان الفارسي، وأبا دجانة الأنصاري، ومالك الأشتر.
ولا شكّ أنّ زهير سيكرّ فيمن يكرّ من أصحاب سيد الشهداءعليه السلام.
مواقف زهير
بالرغم من شحّة النصوص التاريخية التي تتحدّث عن زهير بنالقين وأصحاب سيد الشهداءعليه السلام الآخرين، إلّا أنّ ما توفر لدينايرسم صورة مشرقة مشرفة تتطاول لها أعناق الموالين والشرفاءوالأحرار والشيعة والمؤمنين في كلّ الأعصار والأمصار.
ويمكن للمحقّق والباحث أن يستنطق النصوص التاريخية ويستنتج منها الكثير من المواقف بمقدار ما يفتح عليه اللَّه تباركوتعالى، وسيد الشهداءعليه السلام.
ونحاول هنا أن نذكر بعض مواقفه، ونترك البعض الآخر ممّا تناثرفي ثنايا هذا الكتاب، لئلا يلزم التكرار.
موقف زهير بذي حسم
رد: زهير بن القين - كان علويا وليس عثمانيا
السلام عليكم
دعواتي المخلصة بسعادة الدارين لمن قرء كتابي سواء رد ام لم
يرد
http://www.r-ahlolbait.com/vb/images/smilies/782.gifمن كنت مولاه فعلي مولاه-http://www.r-ahlolbait.com/vb/images/smilies/782.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم
الفصل 22
موقف زهير بذي حسم
قال عقبة بن أبي العيزار:
قام حسينعليه السلام بذي حسم، فحمد اللَّه وأثنى عليه، ثم قال:
إنّه قد نزل من الأمر ما قد ترون، وإنّ الدنيا قد تغيّرت وتنكرت،وأدبر معروفها، واستمرت جدا فلم يبق منها إلّا صبابة كصبابةالإناء، وخسيس عيش كالمرعى الوبيل، ألا ترون أنّ الحقّ لا يعملبه، وأنّ الباطل لا يتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء اللَّه محقّاً،فإني لا أرى الموت إلّا شهادة ولا الحياة مع الظالمين إلّا برما.
قال: فقام زهير بن القين البجلي، فقال لأصحابه:
تكلّمون أمأتكلّم؟
قالوا: لا، بل تكلّم.
فحمد اللَّه فأثنى عليه، ثم قال:
قد سمعنا - هداك اللَّه يا ابن رسول اللَّه - مقالتك، واللَّه لو كانتالدنيا لنا باقية، وكنّا فيها مخلدين، إلّا أنّ فراقها في نصركومواساتك، لآثرنا الخروج معك على الإقامة فيها.
قال: فدعا له الحسين، ثم قال له خيرا..
زهير مع الحسينعليه السلام على مشارف كربلاء
قال الشيخ المفيد في الإرشاد:
وأخذهم الحر بالنزول في ذلكالمكان على غير ماء ولا قرية، فقال له الحسينعليه السلام:
دعنا -ويحك-ننزل في هذه القرية أو هذه -يعني نينوى والغاضرية(75)- أو هذه-يعني شفية-
قال:
لا واللَّه، ما أستطيع ذلك، هذا رجل قد بعث إليّعيناً عليّ.
فقال له زهير بن القين:
إنّي واللَّه، ما أراه يكون بعد هذا الذي ترونإلا أشدّ مما ترون،
يا ابن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله، إنّ قتال هؤلاء الساعة أهونعلينا من قتال من يأتينا بعدهم، فلعمري ليأتينا بعدهم ما لا قبل لنابه.
فقال الحسينعليه السلام:
صدقت يا زهير، ولكن ما كنت بالذي أنذرهمبقتال حتى يبتدروني(76).
فقال له زهير:
فسر بنا إلى هذه القرية، فإنّها حصينة، وهي علىشاطيء الفرات، فإن منعونا قاتلناهم، فقتالهم أهون من قتال من يجيء من بعدهم.
فقال الحسينعليه السلام:
وأيّة قرية هي؟
قال: هي العقر.
فقال الحسين: اللّهم إنّي أعوذ بك من العقر.
فقال له زهير:
فسر بنا حتى نصير بكربلاء، فإنّها على شاطىءالفرات فنكون هنالك، فإن قاتلونا قاتلناهم، واستعنا باللَّه عليهم.
قال: فدمعت عينا الحسينعليه السلام ثم قال:
اللّهم! ثم اللّهم! إنّي أعوذبك من الكرب والبلاء!
ونزل الحسينعليه السلام في موضعه ذلك، ونزل الحر بن يزيد حذاءه فيألف فارس، وذلك يوم الخميس وهو اليوم الثاني من المحرم سنةإحدى وستين.
منع العدو من الدخول على الحسينعليه السلام خوفاً من إغتياله
لمّا جاء عمر بن سعد -لعنه اللَّه- دعا بعض أصحابه ليمضي الىالحسينعليه السلام ويسأله عمّا جاء به الى كربلاء، فاعتذروا اليه، لأنّهمكانوا قد كاتبوه من قبل ودعوه.
فدعا ابن سعد -لعنه اللَّه- بكثير بن شهاب وقال له: انطلق إلىالحسينعليه السلام وقل له: ما الذي جاء بك إلينا؟ وأقدمك علينا؟
فأقبل حتى وقف بإزاء الحسينعليه السلام ونادى:
يا حسين! ما الذي جاء بك إلينا وأقدمك علينا؟
فقال الحسينعليه السلام أتعرفون هذا الرجل؟
فقال له أبو ثمامة الصيداوي: هذا من أشرّ أهل الأرض.
فقالعليه السلام سلوه ما يريد؟
فقال: أريد الدخول على الحسينعليه السلام.
فقال له زهير بن القين: ألق سلاحك وادخل.
فقال: لست أفعل.
فقال: انصرف من حيث أتيت.
فانصرف إلى ابن سعد وأخبره بذلك...
الوقوف أمام الحسين عليه السلام يقيه بنفسه في الصلاة
وقف أبو الأئمةعليهم السلام يوم عاشوراء، وقد اجتمع عليه ثلاثون ألفاً،وافترقوا عليه أربع فرق: فرقة بالسيوف، وفرقة بالرماح، وفرقةبالسهام، وفرقة بالحجارة، فبينا هو في هذه الحالة، إذ حضرت صلاة الظهر، فأمرعليه السلام لزهير بن القين وسعيد بن عبد اللَّه الحنفي أنيتقدّما أمامه بنصف من تخلّف معه، فتقدّما أمامه يقيان بنفسهمانفسه وصلّى بهم صلاة الخوف بعد أن طلب منهم الفتور عن القتاللأداء الفرض.
قال ابن حصين: إنها لا تقبل منك، قال حبيب بن مظاهر: لا يقبلمن آل رسول اللَّه وأنصارهم، وتقبل منك وأنت شارب الخمر!!
رد: زهير بن القين - كان علويا وليس عثمانيا
السلام عليكم
دعواتي المخلصة بسعادة الدارين لمن قرء كتابي
http://www.r-ahlolbait.com/vb/images/smilies/782.gifمن كنت مولاه فعلي مولاه-http://www.r-ahlolbait.com/vb/images/smilies/782.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم
الفصل 23
وروى سبط ابن الجوزي هذا الموقف أيضاً فقال:
ثم جاء وقت صلاة الظهر، فصلّى بأصحابه صلاة الخوف، فبينا همفي الصلاة تكالبوا عليه، فحمل زهير بن القين يذبّ عن الحسين عليه السلام ويقول:
أنا زهير وأنا ابن القين...«.
ثم صاح زهيربالحسينعليه السلام:
أقدم هديت هادياً مهديا.
الحسينعليه السلام يخبر عن سؤال زهير وحبيب:
روى صاحب الهداية الكبرى بالإسناد عن أبي حمزة الثماليقال:
سمعت علياً بن الحسين عليهما السلام يقول:
لمّا كان اليوم الذي استشهد فيه أبو عبد اللَّه عليه السلام جمع أهله وأصحابه في ليلة ذلك اليوم، فقال لهم:
يا أهلي وشيعتي، اتخذوا هذا الليل جملاً لكم وانجوا بأنفسكم، فليس المطلوب غيري، ولوقتلوني ما فكروا فيكم، فانجوا بأنفسكم رحمكم اللَّه، فأنتم في حلّ وسعة من بيعتي، وعهد اللَّه الذي عاهدتموني.
فقال إخوته وأهله وأنصاره بلسان واحد:
واللَّه يا سيدنا أبا عبداللَّه، لا تركناك أبداً، أيش يقول الناس:
تركوا إمامهم وسيدهموكبيرهم وحده حتى قتل؟!
ونبلوا بيننا وبين اللَّه عذراً، وحاش للَّه أنيكون ذلك أبداً، أو نقتل دونك.
فقال عليه السلام :
يا قوم، فإني غداً أقتل وتقتلون كلّكم حتى لا يبقى منكم أحد.
فقالوا:
الحمد للَّه الذي أكرمنا بنصرتك، وشرّفنا بالقتل معك، أو لاترضى أن نكون معك في درجتك يا ابن بنت رسول اللَّهصلى الله عليه وآله؟
فقاللهم خيراً، ودعا لهم بخير...
فقال له القاسم ابن أخيه الحسن عليه السلام: يا عمّ وأنا أقتل؟
فاشفق عليه، ثم قال:
يا ابن أخي كيف الموت عندك؟
قال:
يا عمّ، أحلى من العسل.
قال:
أي واللَّه، إنّك لأحد من يقتل من الرجال معي بعد أن تبلو بلاءاً عظيماً، وابني عبد اللَّه.
قال:
يا عمّ، ويصلون إلى النساء حتى يقتل عبد اللَّه، وهورضيع؟!!
فقال:
فداك عمّك! يقتل عبد اللَّه إذا جفت روحي عطشاً، وصرتإلى خيامنا فطلبت ماء ولبناً، فلا أجد قط، فأقول:
ناولني عبد اللَّهأشرب من فيه أندي لهواتي، فيعطوني إياه، فأحمله على يدي،فأدني فاه من في، فيرميه فاسق منهم - لعنه اللَّه- بسهم، فينحره، وهويناغي، فيفيض دمه في كفّي، فأرفعه إلى السماء، وأقول:
اللّهم صبرا ًواحتساباً فيك، فتلحقني الأسنة منهم، والنار تحرق وتسعر فيالخندق الذي في ظهر الخيم، فأكرّ عليهم في آخر أوقات بقائي فيدار الدنيا، فيكون ما يريد اللَّه.
فبكى وبكينا، وارتفع البكاء والصراخ من ذراري رسول اللَّهصلى الله عليه وآلهفي الخيم.
ويسألني زهير بن القين وحبيب بن مظاهر عن عليعليه السلام فيقولان:
يا سيدنا، عليعليه السلام إلى ما يكون من حاله؟
فأقول مستعبراً:
لم يكن اللَّه ليقطع نسلي من الدنيا، وكيف يصلونإليه، وهو أبو ثمانية أئمة.
وكان كلّما قاله صار، فكان هذا من دلائله.
يكشف هذا السؤال عن مدى اهتمام حبيب وزهير - وهما يمثلان الأنصار، لأنّهما على ميمنة معسكر الحسينعليه السلام وميسرته التي تضمّ الأنصار جميعاً - بحرم الرسالة وسكان سرادق العزّة، ومخدراتأمير المؤمنينعليه السلام لأنّهما سمعا من الصادق المصدق، والسبط الزكي المطهر أنّ المعسكر كلّه سينتقل في يوم واحد الى رحاب اللَّه، حتى القاسم وعبد اللَّه عليهما السلام فمن يبقى مع النساء؟
وهل ستقطع بنات الرسالة وعقائل النبوة بقية المسيرة دون أن يكون معهن محرم أو وليوحمي؟!
إنّها الغيرة النبيلة على نساء الحسين عليه السلام وحرمه!
ثم إنّه سؤال يكشف أيضاً عن عمق معرفة هذين الرجلين المقدّسين بالولاء والإمامة، فهما يسألان ما إذا سيقتل علي بن الحسينعليهما السلام أيضاً، فهذا يعني أنّ الدنيا ستنتهي، ونظام الكونسيتفكك، وتقوم القيامة بعد الطف، لأنّهما يعرفان تمام المعرفة أنّأحاديث أهل البيتعليهم السلام نصت بما لا يعتريه شك ولا ريب :
أنّ الدنيا لاتقوم إلّا بإمام، ولو خلت الأرض من حجة وإمام ولو للحظة واحدة لساخت بأهلها، فإذا قتل زين العابدين وسيد الساجدين عليه السلام فكيف ستستمر رحلة البشرية حتى تدرك القائم المنتظر عجّل اللَّه تعالىفرجه؟!
زهير في جملة الممثلين للحسينعليه السلام
يستمهل القوم مع العباسعليه السلام
سيأتي مفصلاً في مناقشة اتهامه بالتعثمن.
موقف زهير ليلة العاشر
كتب عبيد اللَّه بن زياد الى عمر بن سعد كتاباً جاء فيه:
إذا أتاككتابي هذا، فلا تمهلن الحسين بن علي، وخذ بكظمه، وحل بين الماء وبينه، كما حيل بين عثمان وبين الماء يوم الدار.
فلمّا وصل الكتاب إلى عمر بن سعد - لعنه اللَّه - ، أمر مناديه،فنادى:
إنّا قد أجلنا حسيناً وأصحابه يومهم وليلتهم.
فجمع الحسين عليه السلام أصحابه عند قرب المساء، قال علي بن الحسين زين العابدينعليه السلام:
فدنوت منه لأسمع ما يقول لهم، وأنا إذذاك مريض، فسمعت أبي يقول لأصحابه:
أثني على اللَّه أحسن الثناء، وأحمده على السراء والضراء، اللّهمإنّي أحمدك على أن أكرمتنا بالنبوة، وعلّمتنا القرآن، وفقهتنا فيالدين، وجعلت لنا أسماعاً وأبصاراً وأفئدة، فاجعلنا من الشاكرين.
أمّا بعد:
فإنّي لا أعلم أصحابا أوفى، ولا خيراً من أصحابي، ولا أهل بيتأبرّ وأوصل من أهل بيتي، فجزاكم اللَّه عني خيراً.
ألا وإنّي لأظن يوماً لنا من هؤلاء، ألا وإنّي قد أذنت لكم،فانطلقوا جميعاً في حلّ، ليس عليكم حرج مني ولا ذمام، هذا الليلقد غشيكم فاتخذوه جملاً.
فقال له إخوته وأبناؤه وبنو أخيه وابنا عبد اللَّه بن جعفر:
لم نفعلذلك! لنبقى بعدك؟ لا أرانا اللَّه ذلك أبداً.
بدأهم بهذا القول العباس بن عليعليهما السلام واتبعته الجماعة عليه،فتكلّموا بمثله ونحوه.
فقال الحسينعليه السلام:
يا بني عقيل، حسبكم من القتل بمسلم بنعقيلعليهما السلام فاذهبوا أنتم فقد أذنت لكم.
فقالوا:
سبحان اللَّه! ما يقول الناس؟!
نقول:
إنّا تركنا شيخنا وسيدنا وبني عمومتنا، خير الأعمام ، ولم نرم معهم بسهم، ولم نطعنمعهم برمح، ولم نضرب معهم بسيف، ولا ندري ما صنعوا، لا واللَّه مانفعل ذلك، ولكن نفديك بأنفسنا وأموالنا وأهلنا، ونقاتل معك حتىنرد موردك، فقبّح اللَّه العيش بعدك.
وقام إليه مسلم بن عوسجة، فقال:
أنحن نخلي عنك؟!
وبما نعتذرإلى اللَّه في أداء حقّك؟
لا واللَّه حتى أطعن في صدورهم برمحي،وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي، ولو لم يكن معي سلاحأقاتلهم به، لقذفتهم بالحجارة، واللَّه لا نخليك حتى يعلم اللَّه أنا قدحفظنا غيبة رسول اللَّهصلى الله عليه وآله فيك.
أما واللَّه، لو علمت أني أقتل، ثم أحيى، ثم أحرق، ثم أحيى، ثمأذرى، يفعل ذلك بي سبعين مرّة، ما فارقتك حتى ألقى حماميدونك، فكيف لا أفعل ذلك، وإنما هي قتله واحدة، ثم هي الكرامةالتي لا انقضاء لها أبداً.
وقام زهير بن القين فقال:
واللَّه لوددت أنّي قتلت، ثم نشرت، ثمقتلت، حتى أقتل هكذا ألف مرّة، وأنّ اللَّه يدفع بذلك القتل عننفسك، وعن أنفس هؤلاء الفتيان من أهل بيتك.
وتكلّم جماعة أصحابه بكلام يشبه بعضه بعضاً في وجه واحد،فجزّاهم الحسينعليه السلام خيراً، وانصرف إلى مضربه.