رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*
كلما تذكرت أنني كنت السبب في المرض التي اعترى قلب هذه السيدة كرهت نفسي أكثر ..
و شعرت بمسؤولية أكبر تجاهها و تجاه المزرعة و من فيها...
قمنا بزيارتها مساء ذلك اليوم.. ففرحت هي بزيارتي
و طلبت مني مساعدة أخيها و ابنتها في العناية بالمزرعة ..
عملت بجد و اجتهاد في الأيام التي تلت .. و لم أتصل بأهلي إلا اليوم ..
كان العم و أروى قد ذهبا لزيارة السيدة ليندا ، وأنا بقيت في المنزل وحيدا ...
تحدّث سامر إلي و طمأنني على أحوالهم ، و أخبرني أنه و رغد
كما نوّار و دانة سيحتفلون بزواجهم بعد ليلتين...
أقفلت السماعة ، و حاولت منع رأسي من التفكير في أي شيء...
فبعد اللقاء الحميم الذي جمعهما في المزرعة أول وصوله
فقدت أي اهتمام يذكر بشأن عرقلة هذا الزواج .. سواء ً كان برضا من رغد أو باضطرار منها..
أنى لها أن تجد الزوج الأنسب ؟؟
و كيف أسمح لنفسي بالتفكير بها .. و ما أنا إلا رجل فقير معدم .. لا يملك مأوى و لا قوتا ؟
و إن عشت ألف سنة بعد ، لن أنسى نظرة الازدراء التي رمتني بها يوم كنا في المزرعة ...
صدقت يا سامر
رغد لا تستحق الزواج من مجرم قاتل .. فقير معدم .. وحيد منبوذ مثلي ..
عاد العم و أروى من المستشفى فرأياني شاردا سارحا تائها في أفكاري ...
كما رأيا الدمعة التي هربت من مقلتي ..
رأيت في عينيهما القلق .. و سألاني عما إذا كان شيء ما قد حصل ، فأجبتهما :
" لا شيء "
الفتاة ذهبت إلى المطبخ أما العجوز فعاد يسألني :
" ما بك يا بني ؟ تبدو في غاية الحزن ؟؟ "
قلت :
" و هل ترى في حالي ما يدعو للسرور أيها العم ؟ إنني في أسوأ حال "
" قل الحمد لله يا ولدي.. "
" الحمد لله "
تنهدت ، ثم قلت بمرارة ...
" إلى متى سيظل حالي هكذا ؟؟ لسوف أبحث عن عمل من جديد ..
إنني بحاجة للمال .. لتكوين نفسي و بناء مستقبلي "
" ماذا عن .. العمل معنا ؟؟ "
نظرت إلى الرجل العجوز نظرة امتنان و قلت :
" لكن إلى متى ..؟؟ إنني تائه ! بلا بيت و لا أهل ... "
" و نحن ؟؟ "
" أنتم .. عائلتي حتما و لكن .. "
و صمت ...
العم قال :
" و لكن لا يربطنا نسب أو دم .. "
لم أعلّق ، قال :
" مشكلة سهلة الحل "
نظرت إليه بحيرة ...
ابتسم العجوز و قال :
" إن كنت تريد لها هذا الحل "
قلت :
" عفوا ؟؟ "
العم إلياس امسك بيدي و ظهر الجد على تعبيرات وجهه و قال :
" أزوّجك ابنة أختي ! "
تملّكني الذهول و المفاجأة .. رمقته بنظرة بلهاء غير واعية لحقائق الأمور ..
" ماذا ؟ "
أجاب العم :
" إذا كنت ترى ذلك طبعا ... مثلما نراه نحن .. "
رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*
تلك الليلة لم تسمح لي الفكرة هذه بالنوم..
خرجت من غرفتي أحمل علبة سجائري التي اشتريتها مؤخرا...
و التي عدت استهلكها بشراهة .. سرت متجولا في المزرعة في تفكير عميق ...
قضيت وقتا في الخارج ، و لما عدت .. لمحت أروى جالسة على عتبات المنزل ...
لما رأتني نهضت واقفة ... و ألقت علي التحية ..
ارتبكت.. و رددت باضطراب ..
قالت و هي تنظر إلى السيجارة في يدي :
" ألم تقلع عن التدخين ؟؟ "
" أأ .. صعب .. "
قالت :
" أنت تضر بصحتك ! لا تستحق هذه التافهة الاهتمام ! "
تنهّدت .. و نظرت إلى السماء ثم قلت :
" لا شيء في حياتي يستحق الاهتمام ... و لا حتى أنا "
" أنت مخطئ ! "
و ندمت على مقولتي هذه !
و رأيت نظرات الاهتمام في عينيها ...
غضضت بصري و قلت :
" بعد إذنك .. سأعود إلى غرفتي "
و خطوت بضع خطوات مبتعدا ، و أنا أحس بها تراقبني ...
التفت للوراء فوجدتها بالفعل تراقبني ...
لا أعرف من أين استمددت هذه الجرأة و الجنون لأسألها :
" آنسة أروى .. "
" نعم ؟ "
" تتزوجينني ؟؟ "
---------------------------
(الله ياخذ أبليسك يا وليد..)<<تعليقي
نهايه الحلقه الـ27
ترقبوا الحلقه الـ28
رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*
الحلقةالثامنةوالعشرون
~ القدر الساخر ~
" تتزوجيني ؟؟ "
أروى حملقت بي لبرهة ، ثم ابتسمت و نظرت إلى الأرض بخجل !
العرق صار يتصبب مني و ملابسي تحترق من حرارة جسدي.. أما لساني فانعقد تماما !
أي جنون هذا ؟؟
ظللنا واقفين فترة هكذا ، أنا لا أجرؤ على قول شيء و لا الانصراف ، و هي لا ترفع عينيها عن الأرض...
نفحات الهواء الباردة أخذت تصافح جسدي و تطفئ اشتعاله.. و هبّت على الوشاح الذي تلفه أروى حور رأسها فتطايرت أطرافه.. كاشفة عن خصلات ذهبية ملساء انطلقت تتراقص مع النسيم ..
غضضت بصري بسرعة ، و استدرت جانبا و قلت :
" أنا آسف "
" لم ؟؟ "
قالتها بتعجب ، فكساني تعجبها تعجبا !
أعدت النظر نحوها فوجدتها واقفة في مكانها و قد ضبطت الوشاح حول رأسها بإحكام...
و لا تزال تبتسم بخجل !
تشجعت حينها و قلت :
" ألا تمانعين من الزواج من رجل مثلي ؟ "
قالت دون أن تنظر إلي :
" مثلك .. يعني ماذا ؟؟ "
قلت :
" فقير.. مشرد.. خريج سجون.. عاطل ! "
قالت :
" لكنك .. رجل نبيل يا وليد "
ثم ألقت علي ّ نظرة خجولة ... و انصرفت مسرعة !
في صباح اليوم التالي ، كنا أنا و العم إلياس ننظم أغصان بعض الأشجار...و كان الموضوع يلعب برأسي منذ الأمس... و كنت أحاول التقاط أي خيط من الكلام لفتحه أمام العجوز ..
و ربما هو لاحظ ارتباكي ألا أنه لم يعلّق..
قلت :
" أليس لديكم أقارب آخرون يا عمي ؟ "
قال :
" هنا ؟ لا يوجد . إنني و أختي كما تعلم من خارج البلدة و لا أهل لنا هنا . نديم رحمه الله كان يقطن المدينة الساحلية هو و عائلته قبل استقراره هنا في هذه المدينة قبل زمن طويل .. و هو الآخر لم يكن لديه أقارب كثر "
و المدينة الساحلية هي مدينتي الأم
قلت :
" و ماذا عنك ؟ ألم يكن لديك زوجة و أبناء ؟ "
قال :
" زوجة رحمها الله. لم أرزق الأبناء بقضاء من الله. الحمد لله "
ثم أضاف :
" لذلك أحب ابنة أختي حبا جما .. و أسأل الله أن يرزقها زوجا صالحا أطمئن إلى تركها معه بعد فنائي "
قلت بسرعة :
" أطال الله في عمرك عمّاه "
قال :
" فقط إلى أن أزوّجها و أرتاح "
و غمز إلي بنظرة ذات معنى !
احمر وجهي خجلا.. فصمت ، أما هو.. فنظر بعيدا مفكرا و قال :
" أنا قلق عليها و على مستقبلها .. إنها فتاة بلا سند.. أريد أن أزوجها بسرعة لرجل جدير بالثقة.. أأتمنه عليها..
و نظر نحوي.... يقصدني !
قلت متلعثما :
رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*
" أأ أحقا لا تمانع من زواجها من.. من .. "
أتم العم الجملة :
" منك يا وليد ؟ مطلقا.. فأنت رجل خلوق و مهذّب . بارك الله فيك "
قلت مترددا :
" لكنني .. كما تعرف "
قاطعني :
" لا يهم ، فهاهي المزرعة أمامك اعمل بها عملا شريفا نظيفا و إن كان بسيطا.. و إن كنت تود العمل في مكان آخر فاسع يا بني و الله يرزقك "
طمأنني قوله كثيرا .. تماما كما كانت كلمات نديم رحمه الله
تبعث في نفسي الطمأنينة في سني السجن ...
قلت أخيرا :
" لكنني.. خرجت من السجن "
قال :
" نديم كان في السجن أيضا ، و لم أر في حياتي من هو أشرف منه و لا أحسن خلقا "
ابتسمت .. للتقدير و الاحترام اللذين يكنهما هذا الرجل لي..
و اللذين رفعا من معنوياتي المحطمة بعد كلمات دانة الجارحة ...
العم ابتسم أيضا و قال و هو يصافح يدي :
" أ نقول على بركة الله ؟؟ "
~ ~ ~ ~ ~ ~
" ماذا عني أنا ؟؟ تتركيني وحدي ؟؟ "
سألت دانة التي تقف أمام المرآة تجرّب ارتداء فستان السهرة الجديد
الذي اشترته لارتدائه في الحفلة البسيطة ... يوم الغد
لم تكن تعيريني أي اهتمام.. و خلال الأيام الماضية عوملت معاملة جافة من قبلها و قبل سامر .. بتهمة الخيانة !
" دانة أحدّثك ! ألا تسمعين ؟؟ "
" ماذا تريدين يا رغد ؟ "
" لا أريد البقاء وحدي هنا "
" سامر معك "
قلت باستياء :
" لا أريد البقاء مع سامر بمفردنا "
الآن التفتت إلي و قالت :
" إنه خطيبك .. فإن كنت لا تثقين به فهذه مشكلتك ! "
شعرت بضعف شديد و قلة حيلة .. فوليد ، الشخص الذي كان يقف إلى جانبي
و يتولى الدفاع عني قد اختفى.. و لابد لي من الرضوخ لقدري أخيرا...
خرجت من غرفتها و ذهبت إلى غرفتي، و من هناك اتصلت بوالدي
ّ و طلبت منهما أن يعودا بأي وسيلة.. لأنني وحيدة و تعيسة جدا..
و يا ليتني لم أفعل ...
بعد ذلك ، جاء سامر إلى غرفتي يحمل علبة هدّية ما ...
كان يبتسم .. اقترب مني و حاول التحدث معي بلطف و كرر الاعتذار عما بدر منه تلك الليلة
ألا أنني صددته بجفاء.
" وفر هداياك يا سامر .. فأنا لن أقتنع بفكرة الزواج بهذا الشكل مطلقا.."
غضب سامر و تحوّل لطفه إلى خشونة و نعومة حديثه إلى قسوة..
قال :
" حين يعود والداي سيتم كل شيء "
قلت :
" حين يعود والداي سينتهي كل شيء "
سامر فقد السيطرة على أعصابه و زمجر بعنف :
" كل هذا من أجل وليد ؟؟ "
ونظرت إليه نظرة تحدّي لم يستطع تجاهلها..
أطبق علي بقسوة و قال :
" و إن تخليت عني ، لن أسمح له بأخذك مطلقا .. أتفهمين ؟؟ "
رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*
" بل سأطلب منه أن يأتي لأخذي فأنا لن أعيش معك بمفردي "
" رغد لا تثيري جنوني.. لا تجعليني أؤذيك .. إنني أحبك .. أتفهمين معنى أحبك ؟ "
هتفت :
" لكني أحب وليد .. ألم تفهم بعد ؟؟ "
سامر دفع بي نحو السرير ، و تناول علبة الهدية و رطمها بالجدار بقوة ...
قال :
" ماذا تحبين فيه ؟ أخبريني ؟؟ ماذا رأيت منه جعل رأسك يدور هكذا ؟؟ "
ثم أقبل نحوي و هزني بعنف و هو يقول :
" أ تحبّين رجلا قاتلا ؟ مجرما ؟ سفاحا ؟؟ "
صرخت بفزع :
" ما الذي تقوله ؟؟ "
قال مندفعا :
" ألا تعلمين ؟؟ إنها الحقيقة أيتها المغفلة .. كنت ِ تظنين أنه سافر ليدرس في الخارج ..
طوال تلك السنين .. أتعلمين أين كان وقتها ؟؟ أتعلمين ؟؟ "
كان الشرر يتطاير من عيني سامر .. المرة الأولى في حياتي التي أرى فيها عينيه بهذا الشكل ... أصابني الروع من نظراته و كلماته ..
أتم جملته :
" لقد كان في السجن "
صعقت ، و لم أصدّق ... هززت رأسي تكذيبا ، ألا أن سامر هزني و قال بحدة :
" نعم في السجن .. ثمان سنوات قضاها مرميا في السجن مع المجرمين و القتلة.. ألا تصدقين ؟ اسألي والدي ّ .. أو اسأليه هو.. في السجن يا رغد.. السجن..
و قد أخفينا الأمر عنكما أنت و دانة لصغر سنكما "
صرخت غير مصدقة ..
" كلا .. كلا .. أنت تكذب ! "
قال بحدّة :
" تأكدّي بنفسك.. و لسوف تندمين على صرف مشاعرك على قاتل متوحّش "
دفعت سامر بعيدا عني و ركضت مسرعة نحو غرفة دانة ، التي كانت لا تزال أمام المرآة ...
" دانة "
هتفت بقوة أجبرتها على الالتفات إلي بشيء من الدهشة و الخوف ...
قلت :
" وليد .. وليد... "
فزعت دانة ، قالت :
" ما به ؟؟"
قلت :
" كان في السجن ؟؟ "
دانة تحملق بي في دهشة و عدم استيعاب .. صرخت ُ :
" وليد كان في السجن ؟؟ أخبريني ؟؟ "
ظهر سامر من خلفي فنظرت إليه دانة
قال :
" أخبريها فهي لا تصدقني "
دانة جالت ببصرها بيننا ثم قالت :
" أجل... لثمان سنين .. "
صرخت :
" لا ! "
قالت :
" بلى ، و بجريمة قتل "
" مستحيل ! "
لم أشأ أن أسمع .. أن أفهم .. أن أصدق .. أن أدرك ..
دارت بي الدنيا و تراقصت الأرض و تمايلت الجدران.. و أظلمت الأنوار..
و لم أشعر بنفسي إلا و سامر يمسكني بسرعة و يجلسني أرضا ...
بدأت الأنوار تضاء.. و بدأت أسمع نداءاتهما و أرى أعينهما القلقة حولي..
و أحس بأيديهما الممسكة بي
رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*
" رغد حبيبتي تماسكي "
" رغد ماذا جرى لك ؟؟ "
" ابقي مسترخية "
" اسم الله يحفظك "
حينما وعيت تماما وجدت نفسي ممدة على الأرضة
و رأسي في حضن سامر و يدي بين يدي دانة ...
و كنت أشعر ببلل الدموع الجارية على وجنتي...
قال سامر :
" أ أنت بخير ؟ "
أغمضت عيني بمرارة و تركت المجال لدموعي بالتدفق كيفما شاءت...
قالت دانة :
" رغد ... "
فتحت عيني و حاولت أن أتكلم، و عجزت إلا عن إصدار أنات متلاحقة...
لا معنى لها و لا تفسير..
ساعدني الاثنان على النهوض و التوجه إلى غرفتي حيث استلقيت على سريري..
و جلس الاثنان قربي.. سامر يمسح على رأسي و دانة تشد على يدي...
قالت :
" لا بأس عليك.. كانت صدمة بالنسبة لي أنا أيضا "
تحشرج صوتي في حنجرتي ثم انطلق ناطقا :
" لماذا أخفيتم عني ؟؟ "
دانة نظرت إلى سامر.. كأنها تنقل السؤال إليه..
نظرت إلى سامر فرأيت وجهه متجهما حزينا...
" لماذا ؟ "
سامر حار في أمره .. و بعثر أنظاره فيما حولي ثم قال :
" كنتما صغيرتين .. ثم .. لم نشأ تقليب المواجع بعد خروجه .. "
" لا أصدق .. لا أصدٌق.. لا يمكن.. "
و انفجرت في بكاء أبكى دانة.. و كاد يبكي سامر أيضا..
قلت مخاطبة دانة :
" لماذا فعل ذلك ؟؟ "
و أيضا أحالت السؤال إلى سامر ..
قلت مخاطبة سامر :
" لماذا ؟؟ "
هذه المرّة سامر دقق النظر إلي .. نظرات عميقة غريبة ، ثم قال :
" ألا تعرفين ؟؟ "
" أنا ؟؟ "
سامر قال :
" لا نعرف الحقيقة بالضبط، لكن ... "
" لكن ماذا ؟؟ "
تردد سامر ثم قال :
" إنه يخفي سرا .. "
صمت ثوان ثم قال :
" سر على ما يبدو .. له علاقة بـ ... "
و تراجع عن إتمام جملته..
" بماذا ؟؟ "
سألت ، فظل ينظر إلي بتمعن .. و كأنه يثير إلي !
" بي أنا ؟؟!! "
و لم ينف كلامي ، فسألته دانة باستغراب :
" و ما علاقة رغد بالأمر ؟؟ "
سامر تردد و من ثم قال بنبرة غير الواثق من كلامه :
" لا أدري .. القضية غامضة ..
و حزام الزي المدرسي الذي كانت رغد ترتديه ذلك اليوم – وهي نائمة في سيارة وليد - ..
وجد للغرابة في مسرح الجريمة قرب القتيل مباشرة ! "
رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*
ما إن أتم سامر جملته .. حتى تهدّم في رأسي سد الذكريات فجأة ..
و تدفقت شلالات الذكرى المفزعة .. و انتفضت و شهقت ثم هتفت بغتة :
" عمّار !!؟؟ "
الاثنان نظرا إلي بتعجب ..
جلست فجأة و وضعت يدي الاثنتين على صدري فاتحة عيني و فاغرة في ّ بذهول ما بعده ذهول ...
" رغد ؟؟ "
ناداني سامر ، فالتفت إليه .. ثم إلى دانة .. ثم إلى سامر فدانة بشكل تثير الشكوك ..
عاد سامر يقول :
" رغد ..؟؟ "
صرخت :
" لا "
" رغد .. هل رأيت شيئا ؟؟ "
صرخت بفزع :
" لا "
قال :
" أتذكرين شيئا ؟؟ "
" لا .. لا كلا .. "
و جذبت دانة نحوي و وضعت رأسي في حضنها و لففت ذراعي ّ حولها و أنا أصرخ بجنون :
" كلا .. كلا .. وليد.. وليد .. "
حتى غشي علي ...
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
في نفس اليوم ، و الذي عادت فيه السيدة ليندا من المستشفى ، عقدنا قراننا أنا و أروى ..
العائلة كانت سعيدة و مبتهجة ... و قد صنعت أروى كعكتين لذيذتين و عشاء مميزا، احتفالا بالمناسبة..
لم يشاركنا الحفلة الصغيرة سوى سيدة واحدة هي صديقة للسيدة ليندا ، و ابناها اللذين شهدا على العقد..
بالنسبة لي ، كان حدثا غريبا و أشبه بالوهم..نعم الوهم..لقد كنت هناك ، لكنني لم أكن..
و انتظرت أن أصحو من هذا الحلم الغريب.. ألا أنني لم أصح ..
بعد تناولنا العشاء.. أوحت إلينا السيدة ليندا بأن نخرج للتجوّل في المزرعة..
أنا كنت أتتصبب عرقا و في غاية الخجل.. و لا أجرؤ على النظر نحو أروى..
و لا أعرف كيف هي حالتها و تعبيراتها!
خرجنا معا إلى المزرعة، و سرنا صامتين لا يلتفت أحدنا إلى الآخر..
قطعنا شوطا طويلا في السير.. و كان الجو باردا فسمعت صوت كفّي أروى يحتكان ببعضهما..
و هنا التفت و نظرت إليها لأول مرّة مذ فارقتها البارحة ..
قلت بتلعثم :
" أتشعرين بالبرد؟؟ "
أروى ابتسمت و نظرت للأسفل و قالت :
" قليلا "
" أتودين أن .. نعود ؟ "
رفعت نظرها إلي و قالت :
" لا.. "
هربت أنا بنظري إلى الأشجار و أنا أتنحنح و ألمس عنقي بيدي.. و أشعر بالحر !
حقيقة أنا لا أعرف ما أقول و لا كيف أتصرّف !
و لا حتى كيف أفكّر ! و اسمعوا ما قلت :
" هذه الأغصان بحاجة إلى ترتيب ! "
و أنا أشير إلى الشجرة التي كنت أنظر إليها..
أروى قالت :
" نعم "
" سوف أقوم بتنظيمها غدا "
" نعم "
لا أزال أحدق في الشجرة.. كأنني أفتش عن المفردات بين أوراقها !
كيف يجب أن يتصرّف رجل عقد قرانه من فتاة قبل قليل ؟؟
أنا لا أعرف بالضبط، فهي تجربتي الأولى، و لكن بالتأكيد..
ليس التحديق في أغصان الأشجار و أوراقها !
رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*
الله يعطيك العافيه ساقي العطاشا
والله يعين رغد
مشكور اخوي
ولاحرمنا جديدك
رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*
" وليد "
نادتني أروى.. فاقشعر جسدي خجلا ، التفت إليها بحرج ..
و أنا أمسح قطيرات العرق المتجمعة على جبيني :
" نعم ؟ "
قال بخجل :
" هل أنت .. سعيد بارتباطنا ؟؟ "
تسارع نبض قلبي.. توترت كثيرا ألا أنني قلت أخيرا :
" نعم، و .. أتمنى أن تكوني أنت سعيدة ! "
ابتسمت هي مومئة إيجابا..
ثم قالت و هي تعبث بأصابعها بارتباك :
" أنا.. معجبة بك "
أنا سكنت تماما عن أي حركة أو كلام.. تماما كسيارة نفذ وقودها كليا !
صامت جامد في مكاني بينما الأشجار تتحرك و الأوراق تتمايل !
الآن رفعت أروى بصرها إلي بابتسامة خجولة لتستشف ردة فعلي...
تسللت من بين شفتي هذه الكلمة :
" معجبة بي .. أنا ؟؟ "
ضحكت أروى ضحكة خفيفة و هي تقول :
" نعم أنت ! "
قلت متأتئا متلعثما :
" أأ لكن .. أنا.. شخص بسيط أعني.. إنني .. خريج سجون و .. "
لم أتم ، فقد نفذت الحروف التي كانت مخزنة على لساني فجأة !
أروى قالت :
" أعرف، و لا يهمني ذلك .. "
تبادلنا الآن نظرات عميقة .. أمددتني بطاقة أحلت عقدة لساني ..
قلت :
" أروى .. ألا يهمك أن تعرفي .. لم دخلت السجن ؟؟ "
أروى هزّت رأسها سلبا..
لكنني قلت :
" يجب أن تعرفي... "
ثم قلت :
" دخلت السجن لأنني ... ... قتلت حيوانا "
دهشت أروى و ارتفع حاجباها الأشقرين للأعلى :
" ماذا ؟؟ "
قلت ، و قد تبدّلت تعبيرات وجهي من الخجل و التوتر ، إلى الجدية و الغضب :
" نعم حيوان.. حيوان بشري.. قذر.. كان يجب أن يموت ... "
~ ~ ~ ~ ~ ~
لا أزال مضطجعة على سريري أذرف الدموع الحزينة المريرة...
و أعيد في رأسي تقليب الذكريات... و قد مضت ساعات و أنا على هذه الحال
كلما دخل سامر أو دانة هتفت :
" دعوني وحدي ... دعوني وحدي ... "
فالصاعقة لم تكن بالشيء الهيّن ...
أعوذ بذاكرتي للوراء.. ذكريات مغبرة غير واضحة ، لا أستطيع سبر غورها
و كشف غموضها و فهم أسرارها...
مبهمة الملامح .. لا تتضح لي صورتها كما ينبغي ...
فأبعدها بسرعة و أجبر رأسي على التفكير بشؤون أخرى ...
مساء الغد.. ستغادر دانة مع عريسها بعيدا.. و أظل أنا و سامر.. في الشقة وحدنا..
و مئات من الشحنات المتنافرة تتضارب فيما بيننا...
تموت الفكرة في رأسي .. تحت أقدام أفكار أقوى ..
في وجه إعصار الذكريات التعيسة المشؤومة التي عشتها قبل تسع سنين ...
أتخيل نفسي و أنا في تلك السيارة .. أصرخ .. و أصرخ .. و أهتف و استنجد و أستغيث ...
و ما من معين
رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*
تبتسم لي و يتورد خداها خجلا.. فيجعلها كلوحة طبيعية بديعة من صنع الإله..
أدقق النظر إليها .. فاكتشف أنها آية في الجمال..
جمال لم ألحظه مسبقا و لم أكن لأعره اهتماما ..
ملونة مثل الزهور.. و خصلات شعرها الذهبي تتراقص مع تيارات الهواء..
لامعة مثل أشعة الشمس..
سبحان الله ..
أحقا ..هذه الحسناء هي زوجة مستقبلي ؟
تقبل إلي و تقول :
" أعددت فطورا خاصا بنا "
ابتسم ، و أقول :
" شكرا .. "
ثم نجلس على البساط المفروش في الساحة، و ننعم بفطور شهي لذيذ.. فمخطوبتي هذه ماهرة جدا في الطهو !
ميزة أخرى تجعلني أشعر بالزهو ...
إضافة إلى كونها طيبة القلب مثل والديها و خالها..
و أكرر في نفسي :
" الحمد لله "
لقد لعبت الأقدار دورها الدرامي معي.. و حين ألقت بي في السجن لثمان سنين ،
عرّفتني على رجل عظيم، أصبحت في نهاية المطاف زوجا لابنته !
أظن أن على المرء أن يشكر الله في جميع الأحوال و لا يتذمّر من شيء ،
فهو لا يعلم ما الحكمة من وراء بعض الأحداث التي يفرضها عليه القدر ...
سبحان الله
أكثر ما شدّني في الأمر ، هو أنها اعترفت لي البارحة بإعجابها بي !
برغم كل عيوبي و مساوئي، و رغم جهلها بالكثير عن ماضي و أصلي .. ألا أنها ببساطة قالت :
" أنا معجبة بك ! "
اعتقد أن لهذه الجملة تأثيرها الخاص ...
و خصوصا على رجل يسمعها للمرة الأولى في حياته من لسان فتاة !
تحدّثنا عن أمور كثيرة... فوجدتها حلوة المعشر و راقية الأسلوب،
و اكتشفت أنها أنهت دراستها الثانوية و درست في أحد المعاهد المحلية أيضا ...
قلت :
" كان حلمي أن أدرس في الجامعة ! "
" أي مجال ؟؟ "
" الإدارة و الاقتصاد ، كنت أطمح لامتهان إدارة الأعمال ..
تخيّلت نفسي رجل أعمال مرموق ! "
و ضحكت ُ بسخرية من نفسي ...
قال :
" و هل تخلّيت عن هذا الحلم ؟؟ "
قلت بأسف :
" بل هو من تخلّى عنّي .. "
ابتسمت أروى و قالت :
" إذن فطارده ! و أثبت له جدارتك ! "
" كيف ؟؟ "
قالت :
" لم لا تلتحق بمعهد إداري محلي ؟ أتعرف..
زوج السيدة التي كانت معنا البارحة يدير أحد المعاهد و قد ييسر أمورك بتوصية من أمي ! "
بدت لكي فكرة وهمية ... كالبخار..
ألا أن أروى تحدثت بجد أكبر و جعلتني انظر للفكرة بعين الاعتبار.. و أنميها في رأسي...
~ ~ ~ ~ ~
أتتني دانة و أنا لا أزال على سريري و قالت :
" أحضر سامر الفطور... ألن تشاركينا ؟؟ "
لم أجب عليها، فانسحبت من الغرفة..
بعد قليل ، طرق الباب مجددا و دخل سامر هذه المرة ، و أغلق الباب من بعده ..
أقبل نحوي حتى صار جواري مباشرة ، و قال بصوت حنون أجش :
" رغد ... هل ستبقين حبيسة الغرفة هكذا ؟؟ "
و لم أجبه ...
رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*
جلس سامر على السرير و مد يده نحو رأسي، و أخذ يمسح على شعري بحنان...
" رغد .. بالله عليك .. "
لكنني لم أتفاعل معه ..
أدار وجهي نحو وجهه و أجبرني على النظر إليه ...
نظراتنا كانت عميقة ذات معنى ...
" رغد .. أنا أتعذب برؤيتك هكذا ... أرجوك .. كفى "
و لم أجب ..
قال :
" أ تحبينه لهذا الحد ؟؟ "
لما سمعت جملته هذه لم أتمالك نفسي.. و بدأت بالبكاء ...
سامر أخذ يمسح الدموع الفائضة من محجري... بلطف و عطف .. ثم قال :
" أنا .. لا أرضى عليك بالحزن .. لا أقبل أن أكون سبب تعاسة أحب مخلوقة إلى قلبي ... "
اعترى نظراتي الآن بعض الاهتمام ..
تابع هو حديثه :
" رغد .. سوف .. اتصل به الآن ، و اطلب منه الحضور .. لأخذك معه "
ذهلت ، و فتحت جفوني لأقصى حد .. غير مصدقة لما التقطته أذناي ...
قال :
" لا تقلقي.. فأنا لن أجبرك على الزواج مني.. و بمجرد عودة والدي ّ .. سأطلق سراحك ... "
شهقت ...
نطقت :
" سامر .. !! "
سامر ابتسم ابتسامة واهنة حزينة .. ثم قرب رأسي من شفتيه
و قبّل جبيني قبلة دافئة طويلة ...
بعد ذلك قال :
" سأتصل به في الحال..، هيا.. فدانة تنتظرك على المائدة .. "
و قام و غادر الغرفة ...
~ ~ ~ ~ ~ ~
ما كدت أنتهي من وجبة فطوري اللذيذة الطويلة ،
حتى أقبلت السيدة ليندا تستدعيني ...
" وليد يا بني ، اتصال لك .. "
تبادلت و أروى نظرة سريعة ، ثم وقفت و الاضطراب يعتريني...
قلت :
" من ؟؟ "
" شقيقك "
و زاد اضطرابي ...
أسرعت إلى الهاتف و التقطت السماعة و تحدثت بقلق :
" نعم ؟ هنا وليد "
" مرحبا يا وليد.. كيف أنت ؟ "
" بخير .. "
و صمت قليلا.. كنت متوجسا من سماع شيء سيئ ،
فقد كان اتصالنا الأخير قبل ليلة فقط ...
" ما الأمر سامر ؟؟ "
" لا تقلق ! إنني فقط أريد أن أؤكد عليك الحضور الليلة .. "
فكرت في نفسي .. و من قال إنني أود الحضور ؟؟؟
لم يكن ينقصني إلا أن أشهد يوم تزف فيه رغد.. حبيبتي الغالية..
معشوقة قلبي الصغيرة إلى أخي .. و أنا واقف أتفرج و أبار ك؟؟
" آسف، لن يمكنني الحضور "
" لماذا ؟؟ "
" لدي ارتباطات أخرى.. كما أنني متعب و لا طاقة لي بالسفر.."
" و دانة ؟؟ ألا تريد رؤيتها قبل رحيلها ؟؟ "
لم أجد الجواب المناسب...
ثم قلت :
" إنها لن تتشرف بوجودي على أية حال ".....
" سأجعلها تحدّثك بنفسها "
رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*
ثم ناول الهاتف إلى دانة .. فسمعت صوتها يحييني و يسأل عن أحوالي ، ثم تقول :
" تعال يا وليد.. يجب أن تحضر عرسي "
" آسف ..لا أريد إحراجك أمام زوجك و أهله.. بانتسابك إلى رجل مجرم و خريج سجون "
هنا بدأت دانة بالبكاء و هي تقول :
" أرجوك وليد.. سامحني.."
لم أعقّب .. قالت :
" سأكون أتعس عروس ما لم تحضر .. من أجلي "
" ستكونين أسعد بدون حضوري "
عادت تبكي ثم قالت :
" حسنا ، ليس من أجلي .. بل من أجل رغد "
و شعرت برغبة مفاجئة في التقيؤ .. أ أحضر من أجل زف حبيبتي إلى عريسها ؟؟
إنني إن حضرت سأرتكب جريمة ثانية ، لا محالة ...
زمجرت :
" لن أحضر "
" و لا من أجلها ؟؟ "
" و لا من أجل أي كان ... "
" لكنها تريدك أن تحضر .. وليد .. أرجوك "
" يكفي يا دانة .. "
" وليد.. رغد مريضة "
هنا.. تفجر قلبي نابضا بعنف و توترت معدتي و تصلبت عضلاتي
و اندفعت أنفاسي بقوة و هتفت :
" ما بها رغد ؟؟ "
ألا أ دانة لم تجب .. بل أجهشت بكاء..
و يظهر أن سامر تناول السماعة من يدها
كنت أهتف :
" دانة اخبريني ما بها رغد ؟؟ تكلمي ؟؟ "
جاءني صوت سامر قائلا :
" لا تقلق ، إنها متوترة بعض الشيء "
هتفت بقوة :
" سامر اصدقني القول .. ما بها رغد ؟؟ "
" لا تخشى شيئا يا وليد.. "
" إياكما أن يكون أحدكما قد أذاها في شيء أو أجبرها على شيء ؟؟ "
" لا ، شقيقك ليس وغدا ليجبر فتاة على الزواج منه، و هي كارهة "
كأن كتلة كبيرة من الثلج وقعت فوق رأسي.. أفقدتني السيطرة على لساني
و على أطرافي بل و عيني كذلك...
كأنه أغشى علي ... كأني فقدت الوعي و الإدراك ..
كأنني سبحت في فضاء رحيب من الوهم و الخيال ...
إنني فعلا على وشك إفراغ كل ما ابتلعته على الفطور خارجا من معدتي... و من فمي ...
و الشيء الذي خرج من فمي كان صوتا مبحوحا ضعيفا مخنوقا سائلا :
" ألن .. تتزوجا الليلة ؟ "
سامر لم يجب مباشرة ، ثم قال :
" إلا إذا عادت العروس و غيّرت رأيها قبل المساء ... "
بعدما أنهيت المكالمة تهالكت على معقد قريب.. و أغمضت عيني ..
كنت أريد فقط أن أتنفس .. كان صدري يتحرك بقوة ،
تماما كقوة اندفاع الدم خارجا من قلبي ...
رغد لن تتزوج الليلة ...
رغد لا تزال طليقة ..
رغد لا تزال بين يدي ...
و شعرت بشيء يلامس يدي ...
فتحت عيني و لساني يكاد يصرخ :
" رغد ! "
فوقعت عيناي على أروى .. واقفة أمامي مباشرة تلامس يدي ..
و تقول بابتسامة ممزوجة ببعض القلق :
" ما الأمر وليد ؟؟ "
كدت أضحك !
نعم إنني أريد الآن أن أضحك لسخرية القدر مني !
بل بدأت بالضحك فعلا ...
و أروى ضحكت لضحكي .. و هي تجهل ما حقائق الأمور ...
قالت :
" ما يضحكك وليد ؟ أضحكني معك ؟؟ "
حدّقت بها فرأيت ما لم أتمنى أن أراه ...
قلت :
" أختي دانة ستتزوّج الليلة .. "
اتسعت ابتسامتها و قالت :
" صحيح ؟ أين ؟ مبروك ! "
هززت رأسي ساخرا من حالي المضحك ، و قلت :
" حفلة صغيرة جدا ، في الشقة التي يسكنون فيها.. و هي تريد مني الحضور "
اتسعت ابتسامتها أكثر و قالت مبتهجة :
" عظيم ! رائع ! أيمكنني الذهاب معك ؟؟ "
-----------------------------------
نهايه الحلقه الـ28
ترقبوا الحلقه الـ29
رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*
الله يعطيك العافيه اخوي
وعساك على القوة
ننتظر باقي الاجزاء
يسلموووووووووووو
رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*
مشكوره على المتابعه
الحلقةالتاسعةوالعشرون
~زلزلة القلوب~
أعد الدقائق واحدة تلو الأخرى ، في انتظار وصول وليد...
رغم أنها مجرد أيام، تلك التي فصلت بيننا مذ لقائنا الأخير ، ألا أنني أشعر بها كالشهور ...لا بل كالسنين ...
نعم كالسنين التي قضيتها محرومة من رؤيته ، و معتقدة بأنه سافر يدرس.. بينما كان ...
كلما جالت هذه الخاطرة برأسي طردتها مسرعة ، و أجبرت نفسي على الفرح ..
فهو سيصل اليوم في أية لحظة...
سامر تحاشى الحديث معي منذ الصباح، إنه فقط مهتم بالإعدادات للحفلة البسيطة
و قد قام هو و دانة بترتيب مائدة في الصالة ، لاستقبال الرجال
و أخرى في غرفة المجلس ، لاستقبال السيدات .
حاولت مساعدتهم ألا أنني كنت متعبة من آثار الصدمة التي تلقيتها مؤخرا
و لم تسعفني قواي البدنية على فعل شيء أكثر من المراقبة عن كثب..
بعد تأدية صلاة العشاء ، أتتني دانة لتتحدث معي الحديث الأخير... قبل فراقنا..
ابتداء من هذه الليلة ، سوف لن يكون لدي أخت ٌ أتشاجر معها !
من سيعلّق على مظهري كلما ارتديت شيئا جديدا، من سيوبّخني كلما أخطأت !
من سيغار مني و أغار منه؟؟
من سيعلمني أشياء أجهلها و يفتح عيني على الحياة... دانة كانت بالنسبة لي ..
الباب إلى الحياة ، فأنا لم أعرف من هذه الدنيا شيئا إلا عن طريقها...
و رغم أن الفرق بين عمرينا هو سنتان و نصف ، ألا أنني أشعر بنفسي صغيرة جدا أمامها ..
و أحسها أختي الكبرى و معلّمتي الحبيبة ...
لذا ، عندما دخلت الغرفة و أنا لا أزال مرتدية حجاب الصلاة و قالت :
" سأتخلص منك أخيرا ! "
انفجرنا ضحكا ، ثم بكاء ... شديدا جدا .. جعل سامر يقف عند الباب مذهولا حائرا !
" لمن ستتركينني دانة ؟ سأبقى وحيدة منعزلة عن العالم من بعدك ! "
" هنيئا لك ! ستنفردين برعاية أبي و تدليله ! أنت مثل القطة رغد !
مهما كبرت تظلين تعشقين الدلال ! كان الله في عون الرجل الذي ستتزوجينه ! "
الآن صارت تشير إليه بالمجهول ! لم تذكر اسم سامر ..
فهي إذن اقتنعت أخيرا بأن سامر لم يعد لي ...
نظرت أنا نحو سامر فوجدت وجهه المشوه غارقا في الحزن ... و كرهت نفسي...
كرهت قدري.. و ظروفي التي انتهت بي و به إلى هذه الحال...
أعدت نظري إلى دانة .. نظرة استغاثة.. استنجاد.. أريد من ينقذني من هذا كله..
فوجدت على وجهها ابتسامة خفيفة ، و سمعتها تهمس :
" على كل ٍ ، هو يحب تدليلك كثيرا ! "
ابتسمت ُ ، و ضممتها إلي ، و أنا أشعر بأنها المرة الأولى التي تفهمني فيها...
رباه ! كيف تغيّرت بهذا الشكل بين ليلة و ضحاها ؟؟
هل يعني أنها موافقة على و راضية عن انفصالي عن سامر ، و ارتباطي بوليد؟؟
هل تدرك هي أنني أحب وليد و وليد فقط؟؟
وليد قلبي ...
آه كم أنا متلهفة لرؤيتك ...
عد بسرعة .. اظهر فورا .. فقد أضناني الشوق و الحرمان ...
قمت بعد ذلك و لبست فستانا أهداني إياه سامر من أجل الحفلة
و ووضعت بعض الحلي ، و التي أيضا أهداني إياها سامر...
و ارتديت حذاء عالي الكعب جدا ، كالعادة ، و بصراحة .. أهداني إياه سامر أيضا !
ألا أنني لم أضع أيا من المساحيق على وجهي ، فأنا أريد مقابلة وليد قلبي وجها لوجه ...
بدوت مسرورة ، أحوم حولهما كالفراشة ...
و عندما حضر الضيوف أحسنت استقبالهم و قدت النساء إلى المجلس ...
كانت أم نوار و أخواته، لمياء و بشرى و رحاب ، في غاية الأناقة و الجمال..
يرتدين ملابس مبهرة و حلي كثيرة .. و قد تلوّنت وجوههن بالماكياج المتقن جدا !
شعرت ببعض الخجل من نفسي لكوني بلا ألوان ! مع ذلك ، أبدو جميلة فلا تلتفتوا لهذا الأمر !
حضرت العروس بعد ذلك ، في قمة الأناقة و الروعة ..
و أخذنا نلتقط العديد من الصور التذكارية ، و سأظهر جميلة رغم كل شيء !
مر الوقت .. و مع انقضاء كل ساعة ينقضي خيط أمل في حضور وليد..
لماذا لم يحضر بعد ؟؟ أحقا سيأتي أم أنه ...
ذهبت إلى المطبخ لجلب المزيد من العصائر فإذا بي أصادف سامر هناك
يحمل أطباق الجلي ...
قلت :
رد: *¤•° أنــت لــــــــــي.. قصه رائعه جداً مستمرة °•¤*
" ألم يحضر وليد ؟؟ "
سامر تظاهر بالابتسام و قال :
" ليس بعد "
قلت :
" هل أنت واثق من حضوره ؟ هل قال أنه آت ٍ بالفعل ؟؟ "
" قال أن لديه ارتباطات و مشاغل أخرى ، لكنه سيحاول الحضور ... "
نظرت إلى الساعة المعلقة على جدار المطبخ بيأس...
قال سامر :
" لا يزال الوقت مبكرا ... لا تقلقي... "
ثم غادر المطبخ ...
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
اعتقد إن من حقّي أن آخذ هذه المساحة بين السطور .. لأصف لكم مشاعري المجروحة ...
إذا كان هناك رجل تعيس في الدنيا فهو أنا.. كيف لا و أنا أرى مخطوبتي.. محبوبتي رغد..
تعد الدقائق بلهفة في انتظار عودة وليد.. حبيب قلبها الغالي..
أصبت بجنون ما بعده جنون ، حين اعترفت لي و بلسانها أنها تحبه هو..
و أنه السبب في قرارها الانفصال عني ، بعد خطوبة استمرت أربع سنوات أو يزيد...
أربع سنوات من الشوق و اللهفة.. و الحب و الهيام..
في انتظار الليلة التي تجمعنا أنا و هي.. عريسين في عش الزوجية..
ثم يأتي وليد.. و في غضون شهور أو ربما أيام .. يسرق قلبها مني !
رغد لم تقل لي من قبل : ( أنا أحبك ) ، و لكنها لم تقل : ( أنا لا أحبك ) ..
بل كانت الأمور فيما بيننا تجري على خير ما يرام ..
حتى أخبرني وليد نفسه ذات ليلة بأنها ترغب في تأجيل زواجنا...
الشيء الذي لا أعرفه حتى هذه اللحظة ما إذا كان وليد يعرف بحبها له أو يبادلها الشعور ذاته
أم لا ...
أنا أعرف أنه يحبها و يهتم بها كأخت.. أو ابنة عم .. أما كحبيبة.. كزوجة ..
فهذا ما لا أعرفه و لن أحتمل صدمة معرفته ، إن كان يحبها بالطريقة التي أحبها أنا بها..
أتذكر أنها في اليوم الذي عرض عليها ارتباطنا قبل سنين قالت : ( لننتظر وليد أولا )
و لأنه كان من المفترض ألا يعود إلا بعد أكثر من عشر سنين من ذلك الوقت
فإننا عقدنا قراننا بموافقة الجميع...
و أنا أنظر إليها هذه اللحظة و هي تراقب الساعة ، أشعر بأن خلايا قلبي تتمزّق خلية
بل ... و أنويتها تنشطر .. و ذراتها تتبعثر حول المجرّة بأكملها ...
لماذا فعلت ِ هذا بي يا رغد ؟؟
إن كنت تجهلين ، فأنا أحبك حبا لا يمكن لأي رجل في الدنيا أن يحمل في قلبه حبا مثله..
حبا يجعلني أدوس على مشاعري و أحرق أحاسيسي رغما عنها
لأجعلك تحيين الحياة التي تريدينها مع الشخص الذي تختارينه..
و ليته كان أنا...
و إن اكتشفت أن وليد لا يكترث لك ، فإنني لن أقف صامتا
و أدعك تبعثرين مشاعرَ أنا الأولى بها من أي رجل على وجه المعمورة
بل سآخذك معي.. و أحيطك بكل ما أودع الله قلوب البشر من حب و مودة
و أحملك إلى السحاب .. و إن شئت ِ .. أتحوّل إلى وليد ..
أو إلى أي رجل آخر تريدين أن تصبي مشاعرك في قلبه ... فقط.. اقبلي بي...
غادرت المطبخ على عجل ، لئلا أدع الفرصة لرغد لرؤية العبرة المتلألئة في محجري...
نعم ، سأبكي لتضحكي أنت ... و سأحزن لتفرحي أنت .. و سأنكسر لتنجبري أنت ..
و سأموت ... لتحيي أنت... يا حبيبة لم يعرف الفؤاد قبلها حبيبة ..
و لا بعدها حبيبة .. و لا مثلها حبيبة... و سيفنى الفؤاد ، و تبقى هي الحبيبة ..
و هي الحبيبة .. و هي الحبيبة ...
عندما وصل وليد، كانت الساعة تشير إلى الحادية عشر و خمس و أربعون دقيقة
أي قبل ربع ساعة من ولادة يوم جديد.. خال من رغد ...
قرع الجرس ، فأقبلت نحو الباب و سألت عن الطارق ، فأجاب :
" أنا وليد "
جمّدت مشاعري تحت طبقة من الجليد
لا تقل سماكة عن الطبقات التي تغطي المحيط المتجمّد الجنوبي... و فتحت الباب ..
تلك الطبقة انصهرت شيئا فشيئا
لا بل دفعة واحدة حين وقعت عيناي على الشخصين الواقفين خلفه ، وليد ، و الفتاة الشقراء !